04-30-2015, 10:59 PM
|
|
الفصل الثالث
ولم تكلف اليكس نفسها عناء الاسترسال فى مناقشة البستانى ومضت إلى أحد أركان الحديقة حيث قطفت بعض الزهور.
وحيث أستدارت لتعود الى المنزل وقع بصرها على شىء اسود صغير ملقى بين أوراق الشجر فانحنت وألتقطتة وعرفت فية على الفور الدفتر الصغير الذى يسجل فية زوجها مذكراتة.
فتحتة وتأملت صفحاتة بشىء من الفضول . لقد عرفت عن جيرالد منذ بداية حياتهما الزوجية شدة حرصة على الدقة
والنظام والنظافة فهو يصر دائما على تناول الطعام فى نفس الموعد ويحرص على وضع برنامج يومة بدقة تامة ويحدد أوقات عملة وتنقلاتة بالساعة والدقيقة.
ولم تتمالك اليكس من الأبتسام حين قرأت ما سجلة زوجها فى دفتر مذكراتة بتاريخ 14 مايو
قرأت الزواج من اليكس بكنيسة سانت بيتر فى الساعة الثانية والنصف)
ابتسمت وقالت لنفسها: يا للأحمق الكبير
ومضت تتصفح اوراق الدفتر ثم توقفت فجأة وهمست
- الأربعاء 18 يونية أى اليوم!
ووجدت تحت هذا التاريخ سطرا واحدا بخط جيرالد الدقيق تضمنت هذة الكلمات:
( الساعة التاسعة مساء)
ولا شىء غير ذلك..
وتسألت اليكس:
ترى ماذا كان فى نية جيرالد أن يفعل فى الساعة التاسعة مساء.
وابتسمت لنفسها وقالت:
- لو أن هذة القصة من القصص التى تقراءها عادة لكشفت لها هذة المذكرات بعض الحقائق المثيرة
ولوجدت فى هذة الصفحة اسم امراءة أخرى.
ومضت تتصفح أوراق الدفتر بقلة اكتراث ووجدت فيها تواريخ مختلفة ومقابلات
وأشارات الى صفقات عمل ولم تقع الا على اسم واحد هو اسمها
ورغم ذلك فأنها أحست بقلق غامض وهى تضع الدفتر فى جيبها وتواصل السير الى المنزل
وتذكرت كلام ديك وندفورد حين قال لها:
(ان هذا الرجل غريب عنك تماما وأنت لا تعرفين شيئا عنة
رنت هذة الكلمات فى أذنها كما لو كان ديك وندفورد يسير بجوارها وينطق بها.
ولقد صدق ديك اذ الواقع انها لا تعرف شيئا عن جيرالد.
ان جيرالد فى الأربعين من عمرة ولا يمكن ان تكون حياتة خلال هذة الأربعين سنة قدخلت من النساء.
وهذ ت اليكس رأسها فى ضجر..
انها لاينبغى أن تسمح لمثل هذة الأفكار بأن تلح عليها فهناك أشياء أخرى أجدرباهتمامها ومنها على سبيل المثال
موضوع ديك وندفورد وهل ينبغى أن تصارح زوجها بأنة تحدث تليفونيا او لا ينبغى.
ان هناك أحتمالا لا يجب أن تسقطة من حسابها هو أن يكون جيرالد قد قابل ديك مصادفة فى القرية..
ولكن أذا حدث ذلك فمن المؤكد ان جيرالد سيخبرها حالما يعود وحينئذ يخرج الأمر من يدها اما أذا لم يحدث
وأحست اليكس برغبة واضحة فى الا تذكر لزوجها شيئا عن ديك وندفورد.
كانت واثقة من أنها اذا فعلت ذلك فأن جيرالد سوف يقترح دعوة ديك لزيارتهما
وسيكون لزاما عليها فى هذة الحالة ان تصارحة بأن ديك قد طلب بنفسة هذة الزيارة
وأنها انتحلت عذرا لمنعة!
ولكن ماذا تقول لة اذا سألها لماذا فعلت ذلك؟ هل تحدثةعن ذلك الحلم
اذا حدثتة عن الحلم فأنة قد يضحك.. وأسوأ من ذلك انة قد يعيب عليها اهتمامها بهذة التفاهات!
وفى النهاية قررت ألا تقول شيئا.. وكان ذلك أول سر تكتمة عن زوجها.. وقد أورثها ذلك احساسا بالضيق والقلق.
الفصل الرابع
عاد جيرالد من القرية قبيل موعد تناول الغذاء وما ان سمعت اليكس وقع أقدامة حتى هرولت الى المطبخ لتخفى ارتباكها.
وقد وضح لها على الأثر ان جيرالد لم يقابل ديك فى القرية
وشعرت بمزيج من الأرتياح والهم فقد اصبح من الضرورى ان تلتزم بالكتمان
وتحرص على الا تفلت منها كلمة تشير الى حديث ديك التليفونى.
ونسيت اليكس كل شىء عن دفتر مذكرات زوجها. فلم تتذكرة الا بعد ان تناولا العشاء وجلسا فى غرفة المعيشة
وفتحا نوافذها ليستقبلا نسمات الليل المعطرة بشذى زهور الحديقة!
قالت لزوجها: هوذا شىء نسيتة فى الحديقة..
وألقت الية بالدفتر فرد
لابد انة سقط منى!
-نعم.. وأنا الأن ااعرف كل اسرارك
فابتسم و قال:ليس فيها ما يديننى!
- هل أنت على موعد فى الساعة التاسعة؟
- على موعد؟ وبهت..
- كان السؤال مباغتا ..ولكنة سرعان ما تمالك نفسة.. وابتسم واجاب:
- نعم.. يا اليكس.. اننى على موعد مع فتاة تشبهك كثيرا.
- فقالت بشىء من الصرامة: لا افهمك ..انك تتهرب من الأجابة.
- كلا ..الواقع اننى سجلت هذا الموعد ليذكرنى ببعض صور يجب ان أقوم بتحميضها
.واريدك أن تساعدينى فى هذة المهمة.
.وكان جيرالد مارتن من هواة التصوير ولدية آلة تصويرقديمة ولكن عدستها جيدة
.وقد تعود ان يقوم بنفسة بتحميض الصور التى يلتقطها. فى غرفة صغيرة
.فى القبو اعدها خصيصا لهذا الغرض!
قالت اليكس تعاتبة:
-وهل يجب تحميض هذة الصور فى الساعة التاسعة تماما.
فأجاب فى شىء من الضيق:
- يافتاتى العزيزة.. ان الأنسان يجب ان يحدد وقتا لكل عمل ولكل مرحلة من مراحل نشاطة
حتى تنتظم أعمالة وحياتة.
فلاذت اليكس بالصمت لحظة وراحت تراقب زوجها وهو يدخن فى هدوء وقد استرخى فى مقعدة
زأسند رأسة الى ظهر االمقعد
وفجأة غمرتها موجة من الذعر لا تعرف مصدرها فصاحت قبل أن تتمكن من السيطرة على مشاعرها.
-أواة يا جيرالد كم أتمنى أن أعرف المزيد عنك.
فتحول اليها بوجة تعلوة الدهشة وقال:
-ولكنك تعرفين كل شىء عنى أيتها العزيزة.. لقد حدثتك عن طفولتى فى (نورثمبرلند) وعن حياتى فى أفريقيا الجنوبية
والسنوات العشر التى قضيتها فى كندا وقد حالفنى فيها النجاح والتوفيق..
قالت بازدراء:
-لا تحدثنى عن أعمالك!
فانفجر جيرالد ضاحكا فجأة وقال:
- فهمت ..أنك تريدننى أن أتحدث عن مغامراتى الغرامية انكن جميعا سواء أيتها النسوة لا يهمكن سوى العامل الشخصى.
فأ حست اليكس بجفاف فى حلقها.. ولم تلبث أن تمتمت قائلة
-ولكن لا بد أن تكون فى حياتك بعض المغامرات العاطفية ليتنى فقط أستطيع أن..
ولم تتم عبارتها
وساد الصمت مرة أخرى!
وقطب جيرالد ما بين حاجبية وقال بعد تردد بصوت فية جدية لم تعهدها زوجتة:
-هل ترين من الحكمة أن أحدثك عن غرامياتى يا أليكس ؟ انى لا أنكر أنى عرفت بعض النساء
لأنى أذا أنكرت فأنك لن تصدقينى ولكنى أستطيع ان أقسم لك وبصدق انى لم أعبأ بأية واحدة منهن ولم تسكن احداهن قلبى!
وكان فى صوتة نبرة صدق واخلاص طمأنت زوجتة وأراحتها.
ونظر اليها جيرالد وسألها وعلى شفتية ابتسامة:
- هل اقتنعت الأن يا اليكس؟
ورمقها فى فضول واستطرد:
-ماذا حملك على التفكير فى هذة الموضوعات غير السارة فى هذة الليلة بالذات؟
فنهضت اليكس واقفة وراحت تذرع أرض الغرفة فى قلق
قالت:لا أعلم لقد كنت متوترة الأعصاب طوال اليوم
فقال بصوت خافت وكأنة يتحدث الى نفسة:
-هذا غريب وغريب جدا
ردت أليكس: ماهو الشىء الغريب؟
لماذا تتحفزين لمواجهتى على هذا النحو يا بنيتى العزيزة؟ أنما أردت ان أقول انسلوكك يبدو غريبا لأنك فى العادة انسانة وديعة متزنة
العقل والتفكير.
فارتسمت على شفتى اليكس انتسامة مغتصبة.
قالت:
لقد خيل الى اليوم أن كل شىء يتأمر لمضايقتى وازعاجى حتى البستانى جورج.. لقد سيطرت علية فكرة مضحكة هى أننا سنرحل الى لندن.. لقد قال لى أنك أنت الذىأنبأتة بذلك.
فسألها بحدة:
-أين قابلتة؟
- انة جاء لمباشرة عملة اليوم بدلا من يوم الجمعة.
فصاح فى غضب
- تبا للعجوز الأحمق!
فنظرت الية فى دهشة وذهول!
كان وجهة متقلصا حنقا وغضبا ولم تذكر اليكس انها رأتة مغضبا على هذا النحو من قبل.
ولاحظ جيرالد دهشتها فحاول السيطرة على مشاعرة
قال:انة عجوز أحمق!
-ولكن ماذا قلت لة لكى يتوهم اننا سنرحل؟
أنا؟ اننى لم أقل لة شيئا..آة.. تذكرت الآن .. أظن أننى قلت لة مازحا اننا قد نذهب الى لندن فى الصباح
ويبدوأنة حمل المزحة على محمل الجد وظن أننا سنرحل الى لندن حقا أو أنةلم يسمعنى جيدا ولا شك أنك أقنعتة بخطئة اليس كذلك؟
وانتظر جوابها بقلق فقالت:
-طبعا..ولكنة رجل عجوز عنيد اذا تملكتة فكرة تعذر اقتلاعها من ذهنة.
ثم حدثتة عن اصرار جورج فى موضوع ثمن المنزل.. واصغى اليها جيرالد فى صمت ثم قال ببطء:
-لقد كان مستر ايمز على أستعداد لأن يتقاضى ألفين من الجنيهات على أن يرهن المنزل ضمانا للألف الباقية..
وأعتقد أن ذلك هو سبب الخطأ الذى وقع فية جورج.
فقالت اليكس موافقة: ربما
ثم نظرت الى الساعة المثبتة على الجدار وقالت وهى تشير اليها:
-اظن أنة ينبغى عليك الأن أن تذهب الى القبو لتحميض الأفلام وفقا للموعد الذى حددتة فالساعة الآن التاسعة وخمس دقائق.
فأجاب فى هدوء:
-لقد غيرت رأيى.. ولن أقوم بتحميض الأفلام الليلة.
|
|