عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 10-20-2015, 12:21 AM
 



الفصل السادس عشر
في بكسهيل



ظل بوارو مشغولا بضعة ايام فكان يختفي ساعات طوالا ثم يظهر فجأة ثم يستغرق ساعات اخرى في
التفكير العميق كل هذا دون ان يدعوني للذهاب معه او يشركني في افكاره
وبالقرب من نهاية الأسبوع اعلن عن رغبته في الذهاب الى بكسهيل وما يجاورها ثم اقترح ان اذهب معه
وبطبيعة الحال رحبت بالإقتراح وتبين لي ان هذه الدعوة لم تقتصر علي فقط وانما شملت الفرقة الخاصة
ايضا وذهبنا الى بكسهيل وزار بوارو اولا المسز والمستر بارنارد حيث عرف من السيدة الموعد الذي
حضر فيه سوست اليها لبيع جواربه وماذا قال لها على وجه التحديد ثم ذهب الى فندق الذي كان سوست
قد نزل فيها وعرف الموعد الذي رحل عنه بالتحديد ورغم انني لم اجد في هذا كله جديدا الا ان بوارو
بدا لي شديد الرضا وذهبنا بعد ذلك الى الشاطىء الى المكان الذي قتلت فيه بيتي بارنارد وهناك راح
بوارو يسير حوله في دوائر ولم اجد انا في هذا كله جدوى لاسيما ان المد كان يغمز المكان اكثر من
مرة في اليوم وانتقل من الشاطىء الرملي بعد ذلك الى اقرب مكان يمكن ان تقف فيه سيارة خاصة ثم
مضى الى الموقف الذي تبدأ منه السيارات العامة رحيلها الى ايستبورن
واخيرا ذهبنا جميعا الى مقهى جنجركات حيث شربنا اقداحا من الشاي قدمتها الينا هيجللي
ولشد ما ادهشني ان رايت بوارو يداعب المس هيجلي ويتغزل في جمال ساقيها قائلا ان جمال
الساقين في الفتيات الإنجليزيات شيء نادر
وضحكت هي ابتهاجا واكدت له انه فرنسي لطيف
وقال بوارو اخيرا :
- لقد انتهيت من بكسهيل ولم يبق امامي غير زيارة لإيسبورن ولا حاجة بكم لأن تصحبوني ..والآن هلم
نعود الى الفندق لنتناول بضع كؤوس كوكتيل ؟
وعلى مائدة الشراب قال فرانكلين كلارك :
- اعتقد انك تريد ان تحطم شهادة ذلك المدعو سترانج اليس كذلك ؟
- صبرا يا صديقي صبرا.
- يبدو لي يا سيد بوارو انك راض عن نفسك جدا.
- نعم نعم لأن فكرتي الصغيرة بدات تتبلور الى حقيقة اكيدة.
ثم ارتسمت امارات الجد على وجهه وقال فجأة :
- حدثني صديقي هاستنغز ذات يوم انه كان يحب وهو شاب لعبة اسمها لعبة الحقيقة ومؤداها ان يوجه
الى كل فرد من مجموعة اللاعبين ثلاثة اسئلة عليهان يجيب _بصدق_ على اثنين منها ويمكنه ان يرفض
الإجابة على السؤال الثالث والأسئلة في هذه اللعبة تكون بطبيعة الحال بعيدة عن الخصوصيات المحرجة
ولهذا يستلزم ان يقسما كل لاعب على قول الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة .
ولما وقف عن الحديث برهة قالت ميجان بارنارد :
- حسنا.
- آه اريد ان نشترك في هذه اللعبة معا ويكفي ان يوجه الى كل واحد منا سؤال واحد فقط بدلا من ثلاثة.
وقال فرانكلين كلارك في ملل :
- اننا على استعداد لاجابة على اي سؤال.
- أوه ..ولكن الأمر اخطر من هذا هل انتم على استعداد للقسم ؟
ولما كان الجد واضحا في صوته فقد دهشنا جميعا ولم يسعنا الا ان نقسم الواحد بعد الآخر على قول
الحقيقة كل الحقيقة ولاشيء غير الحقيقة وقال بوارو مسرورا
- عظيم جدا ..لنبدأ الآن.
وقالت تورا جراي:
- فلأن انا الأولى.
- السيدات اولا ..ولكننا سنخالف هذا التقليد في هذه المرة .
ثم التفت الى فرانكلين كلارك وقال:
- ماريك في القبعات التي ارتدتها السيدات في سباق اسكوت هذا العام ؟
- هل انت جاد في هذا السؤال يا مسيو بوارو؟
- اجل.
- رايي انها قبعات مثيرة للسخرية والضحك.
- عجيبة شادة ؟
- اجل.
- وانت يا مسيو دونالد فريزر متى قمت باجازتك السنوية هذا العام ؟
- اجازتي السنوية ؟ في الأسبوعين الأولين من شهر اغسطس.
والتفت بوارو فجأة الى تورا جراي وقال :
- لو ان السير سيرميكال كلارك عرض عليك الزواج بعد وفاة الليدي زوجته فهل كنت تقبلين ؟
فوثبت الفتاة غاضبة وهتفت قائلة :
- كيف تجرؤ على توجيه سؤال كهذا الي ؟ انه اهانة.
- ربما.. ولكنك اقسمت على ان تقولي الحقيقة.
- كان السير سيرميكال شديد العطف علي وكان يعاملني كابنته وهكذا كان شعوري نحوه.
- عفوا يا آنسة ..ولكنك لم تجيبي على سؤالي بنعم ام لا.
- لا..طبعا.
- شكرا جزيلا.
والتفت بوارو الى ميجان التي كان وجهها شديد الشحوب ثم قال :
- اخبريني يا آنسة هل تتمنين حقا ان تنتهي تحرياتي بالكشف عن الحقيقة كلها ؟
- لا..
وابتسم بوارو وقال :
- انك لا تدريدين ظهور الحقيقة ومع ذلك فانت من اشد انصارها يا آنسة.
ثم التفت الى ماري دراور وقال :
- اخبريني يا آنستي هل لك حبيب شاب؟
وفوجئت الفتاة المسكينة واضطرم وجهها ثم تمتمت :
- انني...انني لست واثقة اذا كان يبادلني الحب ام لا.
فابتسم بوارو وقال :
- هذا يكفي يا ابنائي ..والآن هلم يا هستنغز الى ليستبورن.
وفي الطريق الى ايستبورن قلت لبوارو:
- هل يمكن ان القي عليك بعض الأسئلة يا بوارو ؟
- لا يا هاستنغز عليك ان تصل الى النتئج بمفردك.
ثم استغرق في سكون عميق
وبعد فترة وجيزة افاق وقال لي:
- غدا سوف ازور ذلك المدعو سوست.
ثم اضاف قائلا للسائق
- عد بنا الى لندن.
فهتفت: الى ايسبورن؟
- ما الداعي الى هذا ؟ لقد عرفت ما يكفي للوصول الى الحقيقة.



__________________