روَاية مُشرقة || أرجوكَ ، كُنْ جزءًا مني ، أكملني..! مـا شاء لله ،تطورتِ للأفضل ححقاً
أسلوب سلس وغير مُعقد ،فِعلاً أحسنتِ
-فاطِمةه
-part 1-"لستِ سوى حمقاء يتيمة اقتحمتْ هذه المدرسة بمنحة سخيفة ، لا تنتمين لهذه الطبقة ، افهمي..!" تردد صدى هذه الصرخة في أنحاء ثانوية (black star ) علت الصدمة وجوه الجميع ، وخاصة تلك التي وجهت هذه الكلمات لها .. تساقطت العبرات من عينيها تلتهم وجهها الصغير ، وشهقات مؤلمة حاولت إخفائها ، ولكنها لم تستطع ، طأطأت برأسها وهي غير مصدقة ما سمعت ، هي ليست فقيرة وليست غنية ، هي إنسانة أيَضًا ، ألا يفهمون؟؟ ماهذه العنصرية..؟ غزا الصمت رواق المدرسة الطويل ،و لم يسمع سوى صوت بكائها المكتوم.. قلبها يؤلمها ، فوضعت يدها تضغط على قلبها بقوة ، لعله يتوقف عما يفعله ، إن هذا مؤلم..! كادت أن تلتفت وترحل للأبد.. ولكن تلك العملاقة التي وَجَهتْ لها هذه الكلمات ، قالت مجددًا "صنعتي العار على هذه المدرسة ، بوجدك كفقيرة يتيمة هنا.." لم تكد تكمل كلامها فقد صرخت تلك الباكية بأعلى نبرات صوتها وهي تقول "اصمتي .." لم يتجرأ أحد قط من التحدث بصوت عالٍ على ابنة رئيس شركة مشهور ، ولكنها فعلت .. وقالت وهي تدفع تلك الفتاة بعيدًا عنها "انتِ هي العار على هذه المدرسة ، أين الأخلاق التي خلفتها الأجيال هنا كما تتدعين ؟ تظنينَ أنكِ مميزة ولكنكَ رغم ثرائك الفاحش حمقاء ثرثارة.. متطفلةة" همت بالذهاب ولكن تلك القبضة الحديدة أمسكت بكتفها بقوة ، فالتفت تلك الفتاة إلى صاحب اليد وعيناها ملأتا بالدموع وصرخت "ماذا؟" ولكن لسانها قد عقد عندما رأت المدير يقول بغضب "ماهذه الضجة ، ماذا حدث؟" قالت ببرود رغم الدموع التي لم تتوقف "اسأل الآنسة – بيوتي – وهي ستخبرك بنفسها ، اسمح لي بالذهاب سيدي" ابعد المدير العجوز ذاك يده عن الفتاة والتفت لبيوتي التي بدأت بالحوار سابقًا ، وربما بدأت الحرب كذلك .. قال المدير بغضب "ماذا حدث..؟" صرخت بيوتي من شدة الغيظ وقالت "تلك اليتمية قد صرخت عليّ ، أنا..! " -"وماذا فعلت لها لتصرخ عليكِ؟" صمتت قليلًا ولم ترد ، ولكن آتاه صوت رجولي يقول "بيوتي هي من بدأت بهذا كله ، تلك الفتاة لم تفعل شيئًا.." التفت المدير للشاب طويل القامة وقال وهو يعود بنظره لبيوتي "لمكتبي حالًا يا آنسة ، لن يشرفني وجود متنمرة في مدرستي ، حتى لو كانت فتاة مشهورة" مشى المدير وتبعته بيوتي بانزعاج وهي تتمتم بكلمات بذيئة موجهة للفتاة التي ذهبت .. *كلنا أناس نشعر ونتحسس ، كلنا نتألم ونتأمل ، كلنا نبكي ونفرح ، فلما العنصرية يا بشر؟* التفت ذاك الشاب ليرحل ولكن أحدًا قد ناداه بخفوت ، فالتفت ليرى صديقه وهو يقول "انتظرني ستيف .." وهرول بسرعة لجانب صديقه وأردف "لماذا دافعت عن تلكَ الفتاة؟" أغمض ستيف عيناه بهدوء وفتحهها بعد أن اكتسى البرود ملامحه "أشفقت عليها لا أكثر" تكلم صديقه بنفس نبرته وقال "ليس من الرائع الاشفاق على أحد ، فلترحمه ، كلمة أفضل" نظر له ستيف بطرف عينه وقال بشبح ابتسامة "سأفكر في الأمر جون" .. .. عند الفناء الخارجي للمدرسة كانت كارن – الفتاة التي صرخت عليها بيوتي – جالسة على كرسي تحت شجرة أمام بحيرة صغيرة حولها سياج حديدي ، نظرت لانعكاس صورتها في الماء .. بشرة بيضاء ، عينان عسليتان ، شعر أسود يصل لمنتصف ظهرها ، أنف صغير ووجنتان حمراوتان لطيفتان ، هي جذابة للغاية ، وغالبًا عندما يراها الآخرون يحسبونها من الأغنياء ، فتصدمهم بكونها من عائلة متوسطة ، فيبتعدون عنها ، ويكرهون وجودها في مجتمعهم .. مجتمع الطبقة الراقية ..! أمسكت بحصى صغيرة كانت بجانب قدمها ورمتها في البحيرة بغضب ، والدموع قد تعلقت بمقلتيها ، و جسدها يرتجف بردًا من هذا الهواء الذي يلفحه .. تكلمت بغيظ وانزعاج "الأغنياء مزعجون جدًا .. سامحك الله جدتي." سمعت صوت تكسر بعض الحشائش فالتفت للخلف فوجدت فتاة طويلة القامة قليلًا ، ببشرة حنطية وشعر أشقر وعينان زرقاوان ، تبدو أمريكية ..! سمعت الشقراء تقول بابتسامة مرحة "صباح الخير..!" استغربت كارن من أمر تلك الفتاة التي لم تعرفها مطلقًا ، ولكنها قالت بابتسامة متصنعة "صباح الخير ، من أنتِ؟" اقتربت الفتاة منها وجلست بجانبها قائلة "أنا رايتشل أندرسون ، أدرس في الجامعة التي خلف مدرستكم ، انتهت محاضرتي فأتيت للتنزه قليلًا هنا ، فرأيتك ،و وددت محادثتك لا أكثر" ابتسمت كارن لصراحة تلك الفتاة التي تأكدت من اسمها ولهجتها أنها أمريكية وقالت "آه ، مرحبًا إذا ، أنا يوجيمارو كارن ، تشرفت بمعرفتك" مدت رايتشل يدها لتصافحها كارن "وأنا أيضًا " لاحظت رايتشل أثار الدموع على وجنتي كارن ، فقالت بقلق "هل كنتِ تبكين؟" يالاصراحة تلك الفتاة ، لم تعرفها سوى الآن وتقلق عليها..! وضعت كارن يدها على وجنتها ومسحت أثار دموعها وقالت بكذب "كلا ، دخل التراب في عيني لا أكثر ..!" "آه ، إذا فلتنتبهي كي لا يصيبك مكروه" ندمت لأنها كذبت على تلك الفتاة الطيبة ، ولكن ما حدث قد فات .. وبعد بضع ثوانٍ أخذت رايتشل تحدثها ، وتحاول أن تخلق حديثًا لتكلمها ، يبدو أنها تريد أن تكون صديقة كارن .. ولكن كارن في الثانوية وهي في الجامعة ، فلتصادق من في سنها..! .. .. "سيدي ، إنها عالة في هذه المدرسة ، لا يجب أن تكونَ هنا من الأساس" ضرب المدير بقبضته ذلك المكتب الأسود ، فاهتز قليلًا ، وصاح على بيوتي قائلًا "اسمعي يا آنسة ، ليس من حقك إطلاقًا التدخل في أمور هذه المدرسة ، لقد حصلت على منحة ولا دخل لكِ بها ، إن لم ترغبي بها فلترحلي إنتِ إذًا.." رفعت بيوتي حاجبها بغضب ولمت قبضة يدها لتقول "ولكنني ابنة رئيس شركة (......) من حقي فعل ما أريد" انزعج المدير من قولها وصاح بقوة أكبر أخافتها "من حقك في كوكب آخر ، ليس هنا ، إن لم يعجبك هذا ، فلتتفضلي بالخروج من هذه المدرسة بأكملها .. وهذه المرة سأكتفي بإعطائك مخالفتين ، الأولى لمشاجرتك مع فتاة ، والثانية لمجادلتي " وأردف وهو ينظر لها بطريقة مرعبة "وإن سمعت مجددًا عن شجاراتكِ مع الطلاب ، فسيكون الوضع مختلفًا ..، حذرتك.!" نظرت له بيوتي بحده وصمتت ، وهي تتوعد كارن في نفسها ، وذاك العجوز الخرف أيضًا .. .. .. .. *لا للعنصرية ، كلنا نشعر ، كلنا أناس ، كلنا من بني آدم ، كفاكم حمقًا .. تفكروا لترتقوا* نهاية البارت الأول .. آراءكم فيه.. استفسارات؟ انتقادات ... اقتراحات؟ انتظروني البارت القادم ..! |
التعديل الأخير تم بواسطة فاطِمةه ; 12-02-2015 الساعة 02:09 PM |