تضع يدها على الشجرة وتحدق لويل بنظرات حادة دبت الرعب فيه ,لما رأتهما ريتا كبرت حدة عينيها : إيمي !سيرا! أحقا هاتان أنتما ؟أم أنا أحلم
البارت 03 : المعركة
ردت إيمي التي أطلقت الرصاصة بمرح : ومن غيرنا ,انتظري لحظة لا تتحركي لأثبت لكي
أردفت وهي ترفع رأسها منادية صديقتها : سيرا انزلي من عندك
قفزت سيرا من أعلى تلك الشجرة ولم تتأثر ,قرصتها إيمي في ذراعها , فلم تتألم سيرا ولم تحدث أي ردة فعل حينها قالت إيمي بمرح لريتا : رأيت قرصت الباردة التي جنبي ولم تتألم يعني أنك لا تحلمين فلو كنت تحلمين فتألمت هذه الصخرة
حدقت سيرا لإيمي بغضب وهي تضع يدها على ذراعا : ولما لم تفعلي ذلك بنفسك يا ذكية ؟
ردت إيمي بمرح : بلى لقد فعلتها بنفسي لكي
تنهدت سيرا بتعب ولم تعط أي تعليق أما ريتا فقالت فرحة : هاتان حقا أنتما ,ومازلتما كما كنتما
غضب ويل (ويليام) بشدة وأراد محاولة ضرب ريتا مجددا ,شعر باليد التي مسكته من معصمه ثوان حتى لوت له ذراعه ودفعته بقوة على شجرة ,ارتطم بها وسقط متألما بشدة ممسكا بكتفه ,لم يرها حتى عندما أرادت التقدم لضربه ,هي حقا سريعة جدا ,ثم رفعت ناظريها لأفراد العصابة وقالت بحدة وسخرية في آن واحد "من التالي " ارتعبوا منها هي أيضا فتقدمت إليها إيمي وبدأت بالسخرية قائلة : آي مسكين يبدوا أنه يتألم ,سيرا لما أنت قاسية هكذا ؟
تقدم خمس رجال مسلحون ينون ضربها لما فعلته بزعيمهم , التفت إيمي وأطلقت على سلاح كل واحد منهم ليتحطم بين أيديهم ,لما رؤوا ذلك تراجعوا خوفا أن تؤذيهم , وقفت إيمي وسيرا أمام ريتا وقفة جدية وهما تنظران لكل أفراد العصابة نظرة مخيفة وقالت إيمي بجدية " من يريد التقدم نحو الأميرة عليه أن يتخطانا أولا "
هنا تدخل شاب من المجموعة, كان يبدوا مختلف عنهم يرتدي مثل ثيابهم لكن يفتح أزرار سترته السوداء تماما ليظهر أسفلها قميص أبيض ذو أزرار ,يملك شعر أشقر وعيون زرقاء حادة ,طويل القامة , يحمل سكين في يده يرميه في الهواء ثم يعود ليده ,يفعل ذلك مرارا وتكرارا ,قائلا بسخرية : يا لكم من حمقى ,تخافون من فتاتان ,بال العار والسخف , ويليام لا أصدق أن صغيرة نحيلة مثلها تطرحك أرضا يا زعيم بدفعك
رد ويل غاضبا : تلق ضربة منها يا سام ثم أحكم عليها ,لقد كسرت لي ذراعي ,أما الأخرى فأظنها ستتفوق على مايكل حتى لم أر شخص بارع في القنص مثلها ألم ترى كيف أصابت أسلحتهم في خمس ثوان فقط ,لا بأس حان وقت الجد معكن ...
تدخلت إيمي قائلة بهسترية : هل أكملتما ثرثرتكما ؟ لأني تأخرت وأضعت وقتا ثمينا على تخريفكما ,لنذهب فرأسي يؤلمني إضافة لأني متعبة جدا
غضب أفراد العصابة ليقولوا غاضبين : كيف تتجرئين وتقولان ذلك لقائدينا
استدارت سيرا ليدب الرعب في قلوبهم من نظراتها ,أما إيمي أمرتها بعدم الاهتمام لكلامهم الذي اعتبرته سخيف لا فائدة منه ,استوقفن ويل قائلا بحدة : لا ليس بهذه السرعة ,لن تذهبوا إلا معنا أو لن تخرجوا من هنا أحياء
ردت إيمي بسخرية : أها حقا!
أردفت وهي تهم بالمغادرة : أصلا ما الشيء الذي يجبرني على الاستماع لك, وداعا
كانت الفتيات يمشين لطريق آل ماري ولما ردت إيمي على ويل كانت تمشي ولم تنظر إليه ولم تر سام لما انطلق نحوهن ينوي طعن إحداهن بسكين ,لكن سيرا انتبهت عليه ,استدارت توجهت لخلفه من اليمين مسكت يده ,وأخذت السكين , لوت له ذراعه ,وأسقطته على الأرض ,هي سريعة حقا لم ينتبه عليها حتى ..قالت له بحدة وهي لا تزال تمسك ذراعه "صمتي عن أهانتك لا يعني أني أقبلها ,سأجعلك تبكي إن أردت "
أوقفتها ريتا قائلة بصوت عال لأنها خائفة : سيرا توقفي ستؤذيه لست في عملك الآن
حتى إيمي شاركتها في رأيها قائلة وهي خائفة أن تؤذيه لأنها بدأت تغضب : معها حق اتركيه ذلك درس كاف له ستتحطم ذراعه إن لم تتركيه
رد عليهما بغضب مكبوت : لا دخل لكما أعمل متى أشاء
أردف قائلة بسخرية : الآن أنت أيها الفاشل من الصغير ؟ إن كررت ذلك فلن أجد صعوبة في فصل رأسك عن جسدك
قالت إيمي في نفسها قلقة : يا إلهي أغضبها ارجوا أن لا يتحول المكان لبرك دم
طلقت صراحه وقالت له بسخرية مشيرة للسكين "سأحتفظ بهذا ,لأن من غير مسموح للصغار باللعب به وإلا أذو أنفسهم بشدة ولا بأس كتذكار صغير منكم يا فاشلون " لكنه باغتها هو أيضا وكاد يقتلها لو لم تتجنب ضربته ,قال بسخرية : أولا أنت الصغيرة وما أعاملك بهذه الطريقة إلا لأنك كذلك ,وقد أثبت لنا صغر عقلك بما فعلته ,فهذا يعني نهايتك دون مقدمات
قالت ريتا مخاطبة صديقتها مرتعبة : سيرا أرجوك احذري ربما يؤذيك
تقدم ويل قائلا بهسترية : لا بأس بقوتكن بالنسبة لأعماركن
نظرت له ايمي بطرف عينيها لترد بحدة : أصمت وإلا ستندم
رد بحدة هو الآخر متحديا إياها : ثقتك بنفسك زائدة
وضعت ريتا يدها على صدرها خائفة لتقول بصوت عال : أرجوكما احذرا جيدا
إيمي : أجل زائدة ثم لما أبقى هنا أصلا ,سأذهب فأنا كبيرة على أن ألعب مع الصغار أمثالكم ريتا سيرا هيا تعاليا
وقف أفراد العصابة في طريقهن قائلون : لن نسمح لكن بالتقدم خطوة أخرى
قال ويل حينها بسخرية : والآن أين المفر ؟
نظرت إليه كل إيمي وسيرا بحدة ثم قالت إيمي بحدة : بل المخرج لأننا لسنا جبناء مثلكم لنهرب و سنرى من سيهرب أخيرا
أردفت وهي تنظر لريتا بمرح : ريتا لطالما تمنيت أن تشاهدي مهمة من مهماتنا الخاصة ,ها قد أتت إليك, لكن يال الأسف فهذه أسهل مهمة
صرخت ريتا : لا أريد غيرت رأيي لا أريد أن تتأذيا
نطقت سيرا بسخرية وبرود : تسمين هذه مهمة سهلة بل ليست مهمة أصلا ليسرها أشبه بأخذ حلوى من أطفال
أراد سام تحديها فرد بكل ثقة : سنرى ذلك يا صغيرة
ريتا : لما كل هذه القسوة ,لما تكرهون أهل آل ماري
ويل : واضح لأنكم أعدائنا ونسعى للاستيلاء على بلدكم
نظرت سيرا باستهزاء لويل قائلة بسخرية: أصمت أيها القصير الشرير
انتفض أفراد العصابة قائلون بصوت واحد جائرون عليها : كيف تجرئين على مناداة أمير آل ادوارد بهذا الاسم ,ستندمين
لكن بمجرد أن استدارت لتنظر إليهم بحدة صمتوا جميعا ,أما إيمي فتقدمت نحوه وقالت بمرح كبير : أحقا ذلك الصغير أمير تعال إلى هنا ,يا لك من أمير ظريف ,تبدوا كأنك ابني ,سيرا التقطي لي صورة معه فقد كان حلمي أن أرى أمير ,قل ما عمرك ؟
وضعت سيرا يدها على وجهها غضبا وريتا تضحك بشدة أما ويل رد صارخا : لست صغير أنا في 16 من عمري
أردفت إيمي وهي تمسكه من خده : يا لك من ظريف ,آسفة لأننا أزعجناك
ابتسمت سيرا بسخرية وهي تنظر لريتا بسخرية أيضا : تماما كريتا ,أمير مثلها وقصير مثلها
إيمي : ههه أجل ,ما بال أمراء هذا العالم كلهم قصار الطول
انفجرت ريتا غضبا وخجلا في آن واحد قائلة وصرخت بصوت عال : ماذا ؟ أنا قصيرة ,غيرت رأيي سأكون مع العصابة , أقتلوهما
وضعت إيمي يدها على ذقنها كأنها تفكر : نابليون كان أيضا قصير ههه يعني أن كل الأمراء قصار منذ القدم ههه
ردت ريتا بغضب : نابليون كان إمبراطور وليس أمير يا ذكية
إيمي : سيرا آسف لتذكيرك ولكن ألا يشبه ويل أخاك لويس قليلا ,فقط ويل أكبر منه...
صدمت سيرا وحدقت لويل وشردت كثيرا فأردفت صديقتها قلقة : لما شردت أين عقلك ؟سيرا ؟ سيرا
استيقظت على إثر نداء صديقتها لها قالت بعصبية و حدة في آن واحد وهي تستدير لطريق آل ماري بعد أن حنت رأسها لتخفي قبعتها السوداء عينيها : هيا لنرحل
قالت إيمي وهي تلحقها محاولة تصحيح خطئها: أ أغضبت لأني ذكرتك به ,آسفة ,هيه انتظريني
ضربت ريتا إيمي في ذراعها معاتبة إياها : إيمي لما ذكرتها به نسيت ,كيف مات وبين يديها, كانت تحبه كثيرا
أوقف سيرا صوت سام القائل بسخرية : هيه أتريدين الهرب يا صغيرة لن أسمح لك بذلك وإلا ودعي العالم
وضع مسدس نحوها وهددها بقتلها إن لم تعد أدراجها ,استدارت ورمت عليه السكين الذي أخذته منه ,فضرب فوهة مسدسه وقسمه لنصفان ,هنا استغلت إيمي الفرصة ,وضعت مسدس عند رأس ويل الذي كان جنبها ,وهددتهم ,تقدمت سيرا نحو سام تنظر في عينه بعصبية ,لما بقي خطوة بينهما قالت : اسمع يا أحمق آخر مرة تقول أن آل كاي يهربون
ردت إيمي بحدة : حاولنا أن نعاملكم بأدب ,لكن على ما يبدوا أن أخطأنا في ذلك والآن ابتعدوا عن طريقنا وإلا لن أتردد في قتله , فذلك يعتبر دفاع عن نفس ولا جرم فيه ,إضافة أن لنا السلطة في ذلك (فهرب أفراد العصابة خوفا )الآن ها قد هرب أفراد عصابتك الجبناء ولم يبق إلا هؤلاء الخمسة لينقذوك مع ذاك الذي ستقتله سيرا لأنه أغضبها حقا
قالت ريتا بذعر معاتبة ويل ورفقائه : حذرتكم لكنكم لم تستمعوا لكلامي
سام : حسنا لنضع اتفاق سأواجه واحدة منكما ,إن فزتم لكم كل ما تريدون وإن فزنا ستشرفون معنا
إيمي : أنا من سـ .....
قاطعها سيرا : بل أنا من ستواجهه ,لن أدع قوله يمر بسلام
سحبتها إيمي من ذراعها قائلة بعصبية : تعالي إلى هنا نسيت أنك مصابة من آخر مهمة لك
نزعت سيرا يد صديقتها بعصبية هي الأخرى قائلة : ونسيت أنك قناصة ولست مقاتلة,ما نوع التحدي ؟
سام : مبارزة بالسيوف
رمى لها السيف ليردف بخبث : خذي هذا السيف , لنضع اتفاق خاص بنا نحن الاثنان إن فزت أنا سآخذ قلادتك تلك لأنها على ما يبدوا غالية جدا على قلبك
نظرت لقلادتها الذهبية التي هي على شكل قلب منحوت من الياقوت الأحمر موضوع في قالب ذهبي على شكل قلب أيضا تلك ذكراها من عائلتها الحقيقية والدليل الوحيد من عائلتها الحقيقية ,رمت السيف بعيدا ليلتصق بشجرة ,ردت بحدة : موافقة وسأقاتلك دون سيف لأريك وجه آل كاي الحقيقي
ابتسمت إيمي الأخرى بسخرية بصوت خافت : يا لكم من حمقى أغضبتموها حقا
قال مخاطبا صديقه الذي يبتسم بخبث : يا لك من مخادع !
أردف قائلا لسيرا : أنصحك بالانسحاب فصديقي أبرع مقاتل بالسيوف في المماليك الأربع
ردت إيمي متحدية : أها حقا أنظر للفتاة التي هادئة الجميلة التي أمامك كيف ستتحول إلى إعصار
أرعب ريتا كلام كل من ويل وإيمي لتتدخل قائلة برعب : لا أرجوكم توقفوا عن هذا ,سيرا تراجعي ..
رد عليها ويل لترتعب أكثر : إن فزنا تشرفون معنا لا مجال للتراجع
رفعت إيمي أحد حاجبيها قائلة بسخرية : وإن فازت هي ؟
صرخت ريتا قلقة : إيمي أنا أحاول تهدئة الوضع و أنت تزيدين الوضع سوء
سام : أعدكن أمام الجميع بأني أسمح لها بقتلي ,لنبدأ
ذهبت ريتا إلى سيرا تبكي ومسكتها من ذراعها بقوة : سيرا أرجوك , لا أريد خسارتك فوالدي لم يمض على موته سوى شهران ونصف ,جرحه لم يلتئم بعد وتريدين أن أجرح مرة أخرى
ردت صديقتها بسخرية وهي تعطيها قبعتها التي نزعتها : بربك ريتا أنظري مقاتل من العصور الوسطى يتحداني وتتوقعين مني أن أخسر ..
وضعت إيمي يدها على كتف ريتا وهي تنظر لسيرا بثقة : لا داع للقلق عليها بل اقلقي على خصمها
بدأت ريتا بالبكاء وهي ترتجف قائلة : يا إلهي كل هذا بسببي
ابتسمت إيمي بهدوء لتهدئها وقالت : قلت لا تقلقي فقط ثقي بها
تقدم سام بسرعة يرفع سيفه نحو سيرا التي تقف أمامه على بعد أمتار تضم ذراعيها بانتظار هجومه ,عندما بقي بينهما مسافة قصيرة ابتسمت نصف ابتسامة ,ساخرة وباردة تثير الرعب ,التفت لإيمي و ريتا ,قالت لهما بصوت حاد "غطي عينك يا ريتا وحتى أنت يا إيمي " خافت ريتا فوضعت كلتا يديها على وجهها واستدارت للجانب الآخر مشيحة لنظرها فهي حساسة جدا لكن إيمي فضلت أن ترى ويا ليتها لم تفعل تقدمت خطوة واحدة فقط فانتشر الدم في كل مكان ,بقي كلاهما واقف يعطي للآخر ظهره ,كليهما ملطخ بالدماء ,لكن تلك دماء شخص واحد منهما ,واحد فاز والآخر خسر ,الكل يترقب من سيسقط حتى انهار سام وسط دمائه ,لم تكتف بذلك بل مسكت السيف ,رفعته عاليا وغرزته بقوة في صدره ,توجهت نحو صديقتيها اللذان كان يقف جنبهما ويل ,كان وجهه شاحب مصفر مما رأى ,قتلت صديقه أمام عينيه ,لم يكن يمازحوهم ,هما فعلا خطيرات
قالت سيرا بهدوء لريتا الخائفة : يمكنك النظر الآن يا ريتا
أردفت وهي تنظر لويل بحدة : وأنت يمكنك الانسحاب
عقدت إيمي حاجبيها مؤنبة سيرا : سيرا كان ذلك بشع جدا
هزت سيرا كتفيها لتقول بلا مبالاة : ليس خطئي حذرتك وقلت لا تنظري
قال ويل وقد سقط في مكانه مصدوم : سام ... صديقي, كيف هزمته ؟ لم أرها حتى ! لا يمكن ذلك وبدون سلاح ,ولم ينجح حتى في إصابتك بخدش صغير ...لقد قتلته
نظرت إليه بسخرية قائلة ببرود : أجل فعلت , واعتذر لريتا قبل أن ألحقك ومن معك به
لما رات ريتا الجثة وصديقتها ملطخة بالدماء بدأت بالبكاء وهي تضرب سيرا التي تحضنها في صدرها : لما قتلته يا سيرا؟ لا يجوز ...لما ؟ما كان عليك فعل هذا به
ابتسمت سيرا ساخرة : لا لم أقتله غزرت السيف في الأرض وليس صدره كي أرعب صديقه فقط
ابتسمت إيمي هي الأخرى : معها حق هو فاقد الوعي ,أصيب إصابة خفيفة في ذراعه وصدره ,سيكون على ما يرام سيستيقظ بعد يوم فجسده قوي
نهض ويل بسرعة متوجها نحو صديقه ,ارتاح لما وجد فعلا السيف مغروز في الأرض بين ذراع وصدر سام والجرح ليس عميق كما قالت إيمي ,أعطى أمر لتابعيه بأخذه ليعالجوه لكن صوت حاد أوقفه قائلا : قلت لك اعتذر لريتا فلم أقتله بفضلها لولاها لكنت أنهيتكم جميعا
ريتا : لا أريد اعتذاره أريد أن تكون الغابة للجميع كانوا من مملكتنا او مملكتهم ,السلام هو ما أريده
استدار ويل ذاهبا بعد أن قال بحدة : موافق , لكننا سنعود وننتقم
أتمنى أن يكون قد نال اعجابكم