ضرب الجدار بلكمة وقال غاضبا : أختي لا أدري كيف أمكنك الوثوق بها ,وأوصتها على ابنتها قبل موتها بدل عني
بن : آسف يا سيدي لكنك حقا مخطأ نيتها لست كما...
قاطعه بيل الذي استشاط صارخا : وخدعتك أنت أيضا ,وكل من في القصر ...
وذهب غاضبا لخارج الغرفة تاركا بن يتأسف عليه
البارت 02 :هل أنا أحلم ؟؟
في ليلة ذاك اليوم أقيم حفل ,فيه سيتم تتويج ريتا بأنها ستكون أميرة لآل ماري ,المملكة الخرافية ,رمز فصل الخريف ,الأكثر من هذا أنها فرحت كثيرا لما علمت بأن التاج المرصع الجميل الذي ستضعه هو تاج والدتها ...اجتمع الكثير من الناس في قاعة القصر المزينة بالأشرطة الجميلة من كل الألوان ,امتلأت كلها فهي واسعة جدا , لون بلاطها أبيض ناصع أما جدرانها فنيلي فاتح والسطح أبيض مزين بثريات كريستالية عملاقة , في وسط القاعة بساط أحمر يمتد إلى كرسي الحاكم وجنبه كرسي آخر صغير وتلك المنطقة هي الأكثر تزيينا ,كل القصر كان مزين من الداخل والخارج بل كل المملكة ,كانت العازفون يعزفون إيقاعات جميلة جدا ,وأناس كثيرون يرقصون مع الفتيات , ليلي جالسة جانبا تضع يدها على خدها ,ترتدي ثوب أصفر جميل وتترك شعرها ينسدل على ظهرها ,تبدوا جميلة جدا بذاك الثوب الأزرق المزين بالجواهر وما يزيد تألقها الحلي الذي تضعه ,هي طبيعيا جميلة وإذا زينت تصير جميلة جدا ,لحظات حتى ساد صمت لما صرخ أحدهم : سيدي الحاكم بيل والأميرة ريتا قادمان
التفت الجميع ينظرون للبساط أحمر تمشي عليه ريتا المرتبكة مع خالها وهي تضع ذراعه في ذراعه ممسكة إياها بتوتر ,إنها خجلة جدا وتكره الأماكن المكتظة كثيرا خاصة والكل ينظر إلها معجبا بها وبمظهرها ,كل الشبان يفكرون في التقدم لخطبتها جمال ,نبل وثراء ,قليلا ما تجتمع هذه الصفات في فتاة واحدة ...وقفا وسط القاعة ليأتي خادم بتاج موضوع على وسادة ,كان تاج ماسي جميل جدا مزين بياقوتات زرقاء ,قال بيل حينها : أعينك يا ريتا أميرة لآل ماري ووريثتها
ووضع التاج على رأسها لتنحني بهدوء ,حينها كان ثلاث أشخاص ينظرون إليهم لم يلمحهم أحد ,ينظرون لذلك بنظرات غريبة ,هم حتى غريبين وليسوا من آل ماري ,لمحتهم ليلي لتبتسم ابتسامة خافتة ,نظرت إليهم بطرف عينها لتقول في نفسها : إذن بدأتم بالعمل يا ويل ...
مر أسبوع منذ مجيئها ,كانت غاضبة جدا لأنه قد مر أسبوع كامل ولم يصلها لا اتصال ولا رسالة من صديقتيها ,فحزنت وعلمت أنهما قد نسياها فهذا عالم آخر ولن يستطيعا الوصول إليه لأنهما ليس منه ,فقررت البقاء لوحدها صديقتها الوحيدة هي ليلي ,وتطوي صفحات الماضي الذي لا يمكن أن تعود إليه أبدا...
مع كل يوم كان يمر , كانت تكتشف ريتا المزيد من الألغاز العادي ,ولا تستطيع محاولة حلها, لتحذير خالها لها المتكرر , إنها تتعود على هذا المكان الغريب ,لا يحوي ولاشيء مما اعتادت عليه في عالمها واليوم مر شهر ونصف على تواجدها في القصر ,سمعت لحن بيانو جميل ,علمت أن العازفة الماهرة التي يمكنها عزف هذا اللحن هي ليلي دون شك ,وذهبت تلاحق ذلك اللحن كالقطة التي تلاحق فراشة ,دخلت منطقة محظورة دون قصد ,ووصلت لغرفة بابها أبيض ,لما فتحت الباب وجدت غرفة واسعة جدا ,تحتوي على بيانو أبيض اللون ,موضوع على بساط أحمر ,ووجدت ستائر من القماش الشفاف ,كان ذلك الستار الذي يتحرك يغطي الشرفة الكبيرة يتحرك تحركات جميلة كأنه يرقص على تلك الأنغام الجميلة مع النسمات التي تحركه ,تقدمت بضع خطوات ,فتمكنت من رؤية من خلال الشرفة كامل باحة القصر الكبيرة والواسعة ,لما التفت لترى من عازف ذلك اللحن الجميل على البيانو ,لم تجد أي شخص فقط كان البيانو يعزف لوحده! فزعت قليلا ,ثم تقدمت نحو جلست على الكرسي المخصص للعازف ,وبدأت تعزف معه ,ثم خيل لها أن أمها جالسة جنبها تعزف معها ,فسعدت كثيرا كان شعور رائع ,ازداد جمالا وروعة لما رأت أباها واقف عند الباب وهو يبتسم لها سعيدا ,لكن الحقيقة انه خالها بيل ,الذي دهش من رؤيتها تعزف ,ولما توقفت عن العزف فزعة توقف البيانو معها ,وتحولت ملامح وجه خالها إلى الغضب الشديد , ناد بن بصوت عالي ,فخافت كثيرا منه ,لما أتاه بن ضرب جدار الغرفة بشدة وهو غاضب .
صرخ بيل مؤنبا بن : ألم أطلب منك غلق كل أبواب الغرف ؟ لما لم تفعل ذلك؟
رد بن متعجبا: بلى فعلت ,وأنت تأكدت من ذلك وكل المفاتيح عندك يا سيدي
صرخ مجددا وهو يشير لريتا: أنظر هناك ,هي دخلت وقد كانت تعزف ذلك اللحن ,قلي إذن كيف دخلت ؟
ردت هي فزعة من صراخ خالها وغضبه ,لم تره غاضب هكذا : لا لست أنا من كان يعزف,بل البيانو لوحده ظنت أن ليلي هي من كانت تعزف ولكن خيل لي أمي وهي تعزف ,فبقيت أعزف معه والباب لما دخلت كان مفتوح ....
قاطعا بيل مزمجرا بغضب :أتحسبينني مجنون أم ماذا ؟البيانو يعزف لوحده,أمك ماتت فكيف تكون معك ,ألا تعلمين أن الكذب عيب كبير ...
دخلت ليلي حينها لتقول بعد أن انحنت لبيل (ينحنون للحاكم عبارة عن احترامهم له ولتحيته ) ثم قالت بحدة : أجل عيب ,عيب كبير جدا يا سيد , إذن لما أنت تكذب ,تعلم جيدا أنها صادقة ,فالوهم سبب لها ذلك بسبب سحر البيانو ,وتعلم أيضا لما فتح لها الباب ولا داع للتوضيح
رد بيل ساخرا: ولكن ما الذي تقولينه أنت الأخرى من ترهات ؟
ردت ليلي بهدوء : أقول إلا الصدق,ولا أرى ترهات سوى التي تملأ لك رأسك ,لم تتغير أبدا ما زلت كما أنت مع أنك كنت سبب موت إنى ,حمايتك لها بالشكل الخطأ جعلك تفقدها وها قد ماتت وتريد فعل ذلك مع ريتا ,أنا هذه المرة من ستتصرف ,فيبدوا لي أن حياة أفراد عائلتك لا تهمك
جعل كلامها بيل يغضب بشدة لذا صرخ قائلا :أصمتي ,مللت منك أنت من غسلت عقلها وجعلتها ترحل من القصر ,يفضل أن تحتفظي بلسانك وإلا لن اكتفي بقطعه لك وحسب بل سأقتلك أيضا ...
فجأة سقط بيل على ركبتيه وهو يمسك صدره بشدة ,توجهت نحو ريتا خائفة وقالت : خالي ما بك ؟!
قال بن قلقا: سيدي ,أرجوك لا توتر نفسك وإلا ستهلك ,نسيت تحذير الطبيب لك ,لنذهب لترتاح
قالت ليلي بأسى : ريتا تعالي معي
رفعت ليلي رأسها لتقول بنبرة حزينة وهي حائرة ذلك يتجلى من عينيها اللتان توشكان على ذرف الدموع : ولكن ما الذي تقصدونه بكلامكم ,ألم تقولي أنك لا تعرفينه ,وأنت يا خالي لما تكرهها ؟ولما تمنع علي دخول كل غرف القصر ؟وما هذا السحر؟....
صرخ بيل ليفزع ريتا التي كانت قلقة عليه كثيرا :أخرجي من هنا وإياك وإعادة ذلك مجددا ,أما أسئلتك فهي أشياء لا تهمك
ليلي : تعالي لنذهب ,فانا لم أكذب عليك ,فبيل هذا المتعجرف لم أره في حياتي , بيل القديم فقد رحل شيء آخر ستدفعها للرحيل إن بقيت هكذا لفعل ما فعلته أمها وفضلت رجل بدل عنك ,دللها بدل الصراخ عليها
وذهبتا وعندما نظرت ريتا لليلي رأتها تذرف دموع ,دموع صادقة وبمرارة ,لما سألتها عن السبب قالت لها أنها تذكرت صديقتها إنى ...
كان رأس ريتا يكاد ينفجر من الأسئلة التي تحيرها ,ولما يعاملها خالها بتلك الطريقة القاسية والأكثر قسوة على ليلي ,مع أنها شابة لطيفة جدا ذو قلب أبيض صافي ,لا تهتم إلا بالمعنويات الجيدة ....وفي اليوم الموالي كانت جالسة في حديقتها الجميلة ,تزرع بعض الزهور ,كانت تضع مئزر وقفازين كي لا تلوث نفسها ,اختارت العديد من الزهور الجميلة لنزرعها في حديقتها ,هذه الحديقة تقع على جانب القصر الأيسر محاطة بسياج معدني ملوي أبيض جميل ,حجم حديقتها كبير قليلا أكبر من حديقتها السابقة التي في منزلها ,رفعت رأسها لتنظر للسماء متذكرة أيام الماضي في العالم العادي ,التفت لما حولها وهي تسترجع كيف أتت لهذا المكان الغريب ذلك حقا لا يصدق ...قاطع تفكيرها خادمة أتتها ,انحت لها بأدب وقالت: آنستي الأميرة السيد الحاكم يريدك في باحة القصر
فذهبت معها ,أتتها مفاجئة غير متوقعة من خالها ,وجدته واقف وبجنبه حصان أبيض جميل ...
قال لها بيل وهو يضع يده على ظهر الحصان وينظر إليه :أريد سؤالك ,لو كان هذا الحصان لك لماذا سميته؟
قالت ريتا بنرح وعيناها تبرقان لإعجابها بجمال الحصان : إنه جميل جدا ,أهو لك يا خالي ؟كنت لأسميه ماس النور لفروه الأبيض الناصع
رد خالها مستغربا : ماس النور! ممم اسم جميل لم يخطر على بالي
ريتا : يون فروه أبيض جميل هذا ما ألهمني بهذا الاسم
أجابها بابتسامة عريضة ,حقا هي ذكية كأمها : أحسنت تسمية حصانك يا ريتا إنه لك هل أنت مستعدة لجولة في المدينة به ؟
ذهبت إليه وعانقته بشدة بعد أن قالت فرحة : حقا ذلك !شكرا لك خالي, أحبك كثيرا
بيل : ههه إذن أسرعي و أجلبي قبعتك كي نذهب معا
وفي هذه الأثناء, كانت ليلي تراقبهما من شرفة غرفتها, فجاءها بن الذي كان جنبها ولم تنتبه عليه لشرودها في مراقبتهما ,قال لها بهدوء : منذ رحلت لم أره يضحك ويبتسم هكذا,ما زاده سوء موت أخته الصغرى ونور عينيه إنى ,ذهبتما فجرحتماه خاصة أنت ,وموت أخته أكمل الباقي ,وأنت الآن ترين كيف هي حاله ,مرضه أضعفه مع أنه في 32 من عمره إلا أنه يبدو أكبر بعشر سنين
قالت ليلي بغضب مكبوت : كنت أشك في أن قلبه حي حتى ,لما هو قاس ؟ ذلك سبب نفور الجميع منه, في البداية لم أكد أعرفه تغير كثيرا
رد عليها مبتسما: قسوته هي طريقته في التعبير عن قلقه وحبه للأشخاص الذين يحبهم وأنت تعرفين ذلك أكثر من أي شخص
تنهدت لتقول بهدوء : لا أدري فقط أتمنى أن لا يتكرر الماضي
أخذها في جولة للمدينة آل ماري, كانت جميلة جدا وتعج بالناس والعربات ,جميع أناسها لطفاء ,حتى أنهما كانا يتجولان بالأحصنة مع حارسين فقط لأنهم مسالمون جدا ,الكل يحييها بابتسامة كبيرة وحتى هي تفعل ذلك , بدأ المكان يعجبها أكثر مع كأنها تتجول في قرية من العصور الوسطى ,منازلهم مختلفة تماما ,هي كبيرة جدا مصنوعة من الخشب فقط ,لا ترى أن البائعون يبيعون أشياء مما اعتدتها في عالمها ,التفت جانبا لترى أشخاص مستمعون بمشاهدة المسرحيات كثيرا وهم يتفاعلون معها ,الأشخاص هنا مختلفون في ألبستهم ,كانت النساء يرتدين مثل ثوب ريتا الطويل لكن ثوبها أجمل ويحملون شمسيات معهم ( مظلات تقيهم من الشمس ) ,يتنقلون بالعربات والأحصنة لا توجد هنا ولا سيارة ,جميل هذا المكان جدا يعبر عن السلم كثيرا...لما رآها بيل على تلك الحال دهشة قال بهدوء : سيبدو لك الأمر غريب لكن ستعتادينه قريبا
ردت بابتسامة سعيدة : أجل أعجبني كثيرا
قال بيل في نفسه وهو ينظر إليها مستمعة بما ترى : حمدا لله أنها لم تكره المكان وأحبته
تركها لتستمتع وحدها ربما تجد صديقات وأيضا لتشتري ما تريد وكل ما يعجبها شرط أن لا تذهب للغابة المجاورة لتلك المدينة ,فهي من ممتلكات البلد آل إدوارد ,وهم ليسوا مسالمون بل شرسون جدا ومؤذون إضافة إلى أنهم أعداء منذ القدم ,وحذرها من الخروج من الحدود والدخول إلى آل إدوارد البلد أو عاصمته التي هي تبدأ من الغابة التي حذرها من الدخول إليها مسبقا,فوعدته بذلك ,فتطمأن وتركها لوحدها فلا خوف عليها مادامت في آل ماري ,ولكي تحض ببعض الوقت الخاص وتشتري ما تريد ,حارت كثيرا ,فخالها أحيانا قاس جدا ,وأحيانا أخرى لطيف جدا ,كانت تركب حصانها وتتجول في المدينة الكبيرة والضخمة ,إلا أن أحس قطها ريكس الذي كان يرافقها بأمر غريب ,فهرب منها ,لحقت به بحصانها ,ودخلت تلك الغابة دون قصد ,وجدته قد وقع في فخ فنزلت من حصانها لتحرره , سمعت صوت غريب , عندما استدارت تفا جئت بشخصين يتقدمان نحوها ,أحست من نظرتهما أنهما ليسا طيبان ,قالت خائفة : من أنتما ؟ وما الذي تريدانه مني ؟
ردا عليها بخبث : نريدك أن تأتي معنا ,فلا يبدو لنا أبدا انك من آل إدوارد
تقدما نحوها وأرادا إجبارها على أن تأتي معهم ,لكنها رفضت وإذ بهم يسمعون صوت شاب يقول لهم "أيها الأحمقان أتركاها وشأنها " ,لما استدارا خافا بشدة ,قال بتوتر وذعر : سيدي الأمير ويليام !نحن آسفان ولكننا كنا ننفذ أوامر أباك الحاكم سيدنا جون
انفعل ويليام ليرد بصوت عال غاضبا : أيّ أوامر أيها المغفلان ,حررا قطها اعتذرا منها ومنه هو أيضا ,هيا أغربا عن وجهي حالا
ابتعدا عنها بعد أن قالا خائفان: حح ح حاضر سيدي, نحن آسفان يا آنسة
الأمير ويليام شاب وسيم في 16 من عمره ,ذو شعر وعينين بنيتين ,متوسط الطول لكنه قوي وجميل ,يرتدي بذلة ذات سروال أسود وسترة سوداء من جلد مزينة بنقوش باللون الأحمر ,أسفلها قميص أبيض ,كان أيضا الشخصان اللذان ذايقا ريتا يرتديان مثلها لكن بذلته هو تحوي نقوش ذهبية وهذا ما يمزه عنهم ,تقدم منها بهدوء قائلا بابتسامة مطمئنة : آسف يا آنسة ,هل أخافاك ؟ أعتذر منك مجددا لأنهما من رجالي ,أرجوا أن لا يكون قطك قد تأذى كثيرا
تراجعت ريتا لما تقدم منها بذعر : من ااأنت ؟ولما تساعدني ؟
رد بهدوء مبتسما : آسف جدا لم أعرفك على نفسي ,أنا ويليام ويلسون ادوارد ابن جون ادوارد حاكم آل إدوارد
أردف مستغربا وهو يرفع أحد حاجبيه : ومن تكونين أنت ؟ ولما أنت في هذه الغابة الموحشة التي تعج بالوحوش الحيوانية والبشرية ؟
توترت ريتا مما سمعت كثيرا حتى ويليام لاحظ ذلك : أنت من آآآ آل آل إدوارد !
أردفت وهي تهم بالركوب في حصانها : علي الذهاب تأخرت
أوقفها صوت ويليام الذي قال : انتظري لحظة ,ألست أنت هي وريثة آل ماري التي أتى بها الحاكم بيل مؤخرا
بعد أن سألها خافت وتسمرت في مكانها خوفا, وتذكرت كل ما قاله لها خالها قبل أن يتركها لوحدها في المدينة عن شر ومكر أصحاب آل إدوارد ,وخاصة بعد ظهر عدد من الشبان يحملون أسلحة من سيوف ومسدسات ...
رد ويليام وقد تغيرت علامات وجهه : يبدوا لي أني محق !
أردف بنبرة جادة وقد أمسكها من معصمها : إن كان الأمر كذلك يا آنسة عليك المجيء معي
حاولت ريتا الإفلات وهي تقول بصوت عال : لا, لا أريد أتركني وشأني
أرعبها رده الجدي والحاد : أحاول أن أكون لطيف معك تعالي دون عنف
بعد ما قاله و تهديداته لها خافت وارتبكت كثيرا, كان يبدوا مصرا جدا على أخذها, فخافت أن تكون سبب مشاكل لخالها فصفعته,تغيرت ملامح وجهه من اللطف إلى الغضب الشديد , تراجعت خائفة لما رأت علامات وجهه لتصدم بشجرة ورائها ,أراد ضربها وحفظ ماء وجهه أما عصابته التي كانت منتشرة حوله , بمجرد أنه رفع يده انطلقت رصاصة مرت جنبه وارتطمت بشجرة, ارتعب جميع أفراد العصابة فقد كانت تلك الطلقة مسددة بدقة كبيرة جدا ,لما استدار ليرى من المطلق وجدها فتاة تمسك مسدس ,لا تبدوا لا من آل ماري ولا من آل إدوارد ترتدي سروال بني مخملي ومعه قميص بنفس اللون ,تحمل معطفها البنفسجي في يدها,تضع نظارة شمسية فوق رأسها , تحدق إليه بغضب شديد وهي تحمل مسدسها بيدها اليمنى...معها فتاة أخرى كانت في أعلى الشجرة التي كانت تقف جنبها المطلقة للرصاصة,تضع قبعة وتلبس ثوب أسود يصل لركبيتها معه جوارب سوداء طويلة وترتدي جزمة سوداء قصيرة, تضع يدها على الشجرة وتحدق لويل بنظرات حادة دبت الرعب فيه ,لما رأتهما ريتا كبرت حدة عينيها : إيمي !سيرا! أحقا هاتان أنتما ؟أم أنا أحلم
أتمنى أن يكون قد نال اعجابكم