المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الأوّل) .. 1.2 [ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_12_15145090317730542.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.
.
أدخل أيهم سامي إلى المنزل, وفور أن تجاوزا الباب أُغلق من تلقائه وانطبق بسرعة, أداروا برؤوسهم نحوه وصرخ سامي بهلع: لا! لا! لقد أُغلق الباب! من أغلق الباب؟
قفز بلحظة نحو الباب والتصق به وهو يحاول فتحه في الظلام سوى أشعة الشمس الخافتة التي تمر عبر النوافذ, لم يجد قبضة على الباب فبدأ يطرقه بقبضيّ يديه وهو يقول بأعلى صوته وبشكل مضحك: أخرجونا من هنا! نحن لن ندخل مجدداً! أرجوكم أخرجونا!!
أشار أيهم نحو أعلى الباب قائلاً: يبدو أنّ الباب يُفتح عن بعد ولذلك لاتوجد قبضة له
كان يشير نحو أداة عُلّقت فوق الباب, فهدأ صراخ سامي حتى توقّف بالرغم من بقاء نظرة القلق في عينيه, فقالت أمل بإشمئزاز: تباً هذا الشخص الجبان يجعلنا أضحوكة
سامي بخوف: و ولكن الوضع غير مطمئن, لـ لقد حُبسنا! كيف سنخرج الآن؟
باغتتهم تلك الرائحة التي شمّها الجميع, تبدو كرائحة طعام قادمة من الداخل, فاتسعت ابتسامة أيهم وهو يقول بحماسة: طعام! يوجد طعام هنا فعلاً
أمل بحزم: يوجد شخص في الداخل حتماً, لابد أنه المنزل المقصود
أيهم بحماسة: فلندخل ونسلّم عليهم ونأكل بعض الطعام, نحن حتى لم نتناول طعام الإفطار
سامي بدهشة: مـ ماذا؟ هل سندخل هناك؟
أشواق بقلق: نحن لن نقتحم المنزل أليس كذلك؟
أمل بحزم: أشواق, لقد فُتح لنا الباب مسبقاً, إنه يعلم بوجودنا هنا
أخرجت أمل سلاحها من جيبها, وسامي بخوف: لـ لا! لابد أنها الأشباح, كيف لشخص ما أن يعيش هنا, هيا فلنعد, فلنخرج عبر النوافذ
أيهم وهو يرفع حاجباً: مالذي تقوله؟ إنه من الواضح أنه يدعونا لتناول الطعام, هيا فلندخل
أشواق بقلق: ولكنّ العتمة شديدة هنا
وبينما كانوا يتحدّثون أخرج أيهم سلاحه ونقر أحد الأزرار فيه فخرجت شعلة من فوهته والابتسامة اتسعت على وجهه, فوجئ البقيّة حيث شهقوا بدهشة, فقال أيهم بحماس: هذهِ الإضاءة ستكون كافية
أمل بحيرة: ألم يكن سلاحك يطلق كرات ناريّة؟
أيهم بغرور: بلى, ولكنّ هذهِ أحد الخصائص الرائعة لسلاحي والذي يبيّن مدى قوته وأنه الأفضل, فهو يقذف النار ويستخدم للإضاءة والتدفئة
هبطا جفنيّ أمل إلى النصف وهي تهمهم, فتذكرت أشواق سلاحها حين سقط في الغابة حينما كانت الذئاب تطاردها وظهر ضوءاً منه, فقال أيهم بحماسة وبابتسامة واسعة: حسناً فلنتوغّل إلى الداخل وليبق الجميع خلفي, وأنا سأكون قائدكم هنا
اقترب من أمل وقال بابتسامة خبيثة: أنا القائد الآن وستتبعونني جميعاً
أمل بغيظ: ماذا تريد الآن؟
كان أيهم يقفز حولها بين هنا وهناك بعشوائيّة بطريقة كوميديّة, فقالت أمل بغيظ: أيهم, حلّ عني!
أيهم بحماس: هيا فلنتبع الرائحة
تمتم سامي بخوف: نحن فعلاً لايجدر بنا أن نفعل ذلك, لديّ شعور سيء بحق
سار أيهم إلى الداخل ممسكاً بالشعلة التي أنارت المكان, ومن خلفه أمل ثم أشواق وهي تتمسّك بها وأخيراً سامي في المؤخرة, التزم الجميع الصمت وهم يسيرون بحذر وترقّب خصوصاً أيهم وهو يحاول ألاّ يصطدم بعارض ما, لقد زيّن هذا الصمت صوت خطوات أقدامهم التي كانت المصدر الوحيد حيث بدا مايحدث مرعباً حيث حلكة المكان ومدى الإضاءة الضيّق الذي يختفي خلف سامي مباشرة وهو يلتفت إلى الخلف بين لحظة وأخرى خوفاً من يبتلعه الظلام أو يفاجئه شيء ما, فتح أيهم أحد الأبواب الجانبية وألقى نظرة إلى الداخل فقال بسعادة: هيه! انظروا, هذهِ دورة مياه؟
القى الجميع نظرة إلى الداخل, فقال سامي بقلق: إنها تبدو مرعبة في الظلمة
أيهم بحماس: هل يريدُ أحدكم استخدامها؟
سامي بقلق: لقد جاءت في وقتها ولكننا لانملك سوى مصدر إضاءة واحد
دخلها أيهم وهو يقول: لاعليك! سندخل سوياً ولن ينظر أحدنا إلى الآخر
سامي بدهشة: سوية!
طرقت أشواق كتف أمل بإصبعها فأدارت برأسها نحوها نحو أشواق التي همست لها بخجل دون أن ينتبه الصبيان لحركتها حيث كانا يتحاوران, فقالت أمل بهدوء: بما أنها فرصة لن تكرر سندخل أنا وأشواق أولاً وأنتما ابقيا في الخارج حتى نخرج ثم تدخلان أنتما
سامي بقلق: ومع من سيكون الضوء؟
أمل بثقة: من يدخل دورة المياة بالتأكيد
سامي بخوف: هل سنبقَ في الظلام وحدنا؟
أيهم بثقة: تبدو فكرة جيّدة
خرج أيهم من دورة المياه ثم ناول أيهم سلاحه لأمل عند الباب وهو يقول جدية: حاذري أن توقعيه أو تحطميه, أعلم أنكِ تشعرين بالغيرة من سلاحي الآن
ارتسمت ابتسامة ماكرة على وجهه ورفعت أمل حاجباً قائلة بإشمئزاز: هاه! ولماذا أشعر بالغيرة أيها الأحمق؟ كون سلاحك يضيء لايعني بأنه أفضل من سلاحي
أرادت أمل تناول سلاح أيهم منها, ولكنه أبعد يده إليه وقال بمكر: لن أعطيكِ إيّاه
برز عصب على جبينها وقالت بثقة: لسنا بحاجة إليه على كل حال
دخلت أمل دورة المياه وتبعتها أشواق وسامي يهمس بإسمِ أيهم موبخاً, وقبل أن يغلقا الباب وضع أيهم يده عليه ليبقيه مفتوحاً, أدارت أشواق برأسها نحوه فمد سلاحه نحوها ليناولها إيّاه, أدارت أشواق برأسها نحو أمل بانتظار رأيها لكنها لم تجب, فقال أيهم بمرح: احترسا من جنيّات دورات المياه
شعر سامي بقشعريرة تسري في جسده, فتناولت أشواق سلاح أيهم منه, وأغلقت الباب. ~||+ ================================================ +||~
لم تمض سوى دقائق قليلة حتى خرجت الفتاتان من دورة المياه, وناولت أمل سلاح أيهم ببرود وهي تنظر إلى عينيه بينما لم يفهم قصدها, فهمس سامي بخوف: هيا, هيا فلنعد أدراجنا
أيهم بحيرة: ماذا؟ ألم تقل بأنّك تود دخول دورة المياه؟
سامي بقلق: كلا! لم أعد أشعر برغبة في ذلك, فلنخرج من هنا فحسب
أمل بإشمئزاز: تشه! يالكَ من جبان
سامي بقلق وخطوط زرقاء قد ارتسمت على رأسه: نحن من الممكن أن نجد أشباحاً هنا, يجب أن نعود
شعرت أمل بالفضول تجاه أحد الأبواب وحاولت فتحه لكنه كان مغلقاً, وقال أيهم بحماس: ليسَ قبل أن نجد الطعام ونتناوله, إنني أشعر بجوع شديد
سار أيهم في الرواق ومن خلفه البقية, فقالت أمل بمرح: الأمر أشبه بأننا داخل فيلم رعب
سامي بقلق: أمل! ألا تشعرين بالخوف أبداً؟
أمل بابتسامة واثقة: ليس هناك مايدعو للخوف فعلاً, نحن حينما نجد الطعام سنجد الشخص حتماً, ليسَ عليك أن تفكر بأمور مرعبة
سامي بقلق: و ولكن.. أمل.. الأشباح..
اعتلت نبرة صوته وهو يقول: الأشباح قد تقوم بعمل فخ لنا باستدراجنا برائحة الطعام
أمل بإشمئزاز: ماذا؟ أنتَ فعلاً تصدّق بهذهِ الأمور
توقّف أيهم مكانه ففعل البقيّة وهو يقول بحزم: ششش, يبدو كأنني لمحت أحدهم!
قفز سامي متجمّداً مكانه, بينما احتدّ تقطيب أشواق لحاجبيها وهي تختبئ خلف أمل التي رفعت الأخيرة حاجباً وهي تقول بابتسامة ساخرة: حقاً!
أرخى أيهم رأسه وقال بصوتٍ مختنق: نعم, لقد .. رأيتهم, أوه أنا أشعر بهم.. يا إلهي!
اتسعت عينيّ سامي بقلق: أيهم!
أيهم وكأنه يختنق: سـ ساعدوني.. إنه سيلتهمني!
اقترب سامي من أيهم ليصبح بجانب أمل وهو يقول بقلق: أيهم! أنتَ بخير!
هتفت أشواق بقلق: أيهم!
بينما ظلّت أمل تنظر بتضجّر نحوه, بدا أنّ أيهم يتألّم ثم أدار رأسه نحوهم بسرعة وهو يصرخ بصوتٍ وحشيّ واضعاً الشعلة تحت ذقنه حيث بدا شكله مرعباً, فصرخا أشواق وسامي بصوتٍ عالٍ مختبئان خلف أمل التي ظلّت تنظر نحو أيهم ببرود, وبلحظة بدأ أيهم يضحك حاول كتم ضحكته حتى أصبح يضحك بصوتٍ عالٍ: حسناً حسناً لاتبالغا, لقد كنتُ أمزح
ظلّ أيهم يضحك ساخراً بشكل متواصل وقالت أمل بإشمئزاز: تقليدي!
قال أيهم وهو يضحك: لم تروا أنفسكم وأنتم تقفزون من شدة الخوف
بدا على أشواق وسامي الحرج حينما كانا يختبآت خلف أمل, فقال سامي بانفعال: أيهم! ذلك لم يكن مسليّاً, لقد كنّا نحسب أنّ هناك ما ألمّ بك فعلاً
أيهم بابتسامة غرور: لاعليك! لاعليك! لايُمكن للأشباح أن تتمكّن منّي حقاً
سامي بقلق: هناك أشباح فعلاً أليس كذلك؟
أيهم بابتسامة واثقة: سيكون من الممتع رؤيتها
شهقا أشواق وسامي حيث قال الأخير بقلق: ما الممتع في ذلك؟
هبطا جفنيّ أمل إلى النصف وهي تقول: لاوجود للأشباح
أيهم بابتسامة ساخرة: ألا تعلمون! إن الأشباح عبارة عن أرواح غادرت أجسادها بعد الموت, وبما أنّ هذا المكان مهجور فقد تكون أرواح أصحابها عالقة هنا
ارتسمت خطوط زرقاء على رأس سامي واتسعت عينيه وهو يقول بخوف: أيهم! لماذا تقول ذلك الآن؟
حرّكت أمل مزلاج باب لكنه كان مقفلاً, فقالت بحيرة: هذا غريب! جميع الأبواب مغلقة
ظهر صوت من الداخل فجأة كتحريك أثاث على الأرض, أداروا برؤسهم نحو الداخل, فقال سامي بقلق وقد تراجع خطوتين إلى الخلف: مـ ماهذا؟ هناك شيء بالداخل فعلاً! هيا فلنعد بسرعة!
قوّست أمل حاجبيها وهي تقول بحزم: إنه قريب من هنا
تقدّمتهم إلى الداخل ونادتها أشواق, لكنها واصلت السير في الظلام متقدّمة فتبعها أيهم وهو يقول: مهلاً! لاتذهبي في الظلام هكذا!
اختفت عن أنظارهم ثم صرخت فجأة مع صوت ارتطام ما, فركض الجميع نحوها حتى وجدوها على الأرض تمسح على جبينها, فانحنت أشواق نحوها وهي تقول بقلق: هل أنتِ بخير؟
أمل وهي تتأوه: نعم, لقد فقدت توازني بعد أن اصطدمتُ بشيء ما
قرّب أيهم الشعلة نحو الشيء الذي اصطدمت به أمل, فكانت درع حديديّة فضيّة واقفة أمامهم ممسكة بسيف طويل, تلوّنت ملامحهم إلى الاندهاش والارتياب والخوف معاً وهم يتصلّبون في أماكنهم بلحظة, صرخت أشواق بصوتٍ عال مغمضة عينيها, وأشهرت أمل سلاحها وكذلك أيهم بينما ظلّ سامي واقفاً متجمّداً, وبلحظة أدركوا بأنها مجرد درع فارغة تقف بمحاذاة الجدار, فنهضت أمل وأمسكت بيد أشواق مطمئنة: لابأس أشواق, إنها مجرد درع
هدأ الموقف والكل ينظر نحوها بصمت فقد كانت تقف على مفترق طرق يمنة ويسرة, فحكّ أيهم رأسه وهو يقول: كيف يضعونها وسط الطريق هكذا؟
كان سامي لايزال متجمّداً مكانه فهمس بخوف: إنه.. لقد.. لقد تحرّك لوهلة!
أمل بهدوء: كلا لم يفعل! يخيّل إليك لأنّك تشعر بالخوف
سامي بهلع وعينيه متسعان بشكل مريب: بـ بلى لقد تحرّكت, أقسم بأنها قد تحرّكت, هيا فلنخرج من هنا
كانت أشواق تحدّق نحوها طوال الوقت وهي تنظر لوجهه حيث خوذة حديدة, فقالت أمل بمرح: يالك من جبان فعلاً
سامي بقلق: و .. ولكن, أرجوكم فلنخرج! الأمر غير مطمئن منذ البداية
أمل بإشمئزاز: تباً كان علينا تركه في الخارج منذ البداية
شعر أيهم بالرائحة بشكلٍ أقوى فقال وهو يلتف يساراً: من هنا
سار أيهم وتبعه البقيّة, حينما أخذ سامي لمحة نحو الدرع وهو يبتعد, وحالما اختفى النور عنها تحرّك رأس الدرع باتجاههم والتمعت عينان حمراوان منها. .
.
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] |