عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-31-2016, 04:04 PM
 







سبب الأخدود

وقد اختلف أهل التفسير في أهل هذه القصة من هم فعن علي رضي الله عنه أنهم أهل فارس حين أراد ملكهم تحليل تزويج المحارم فامتنع عليه علماؤهم فعمد إلى حفر أخدود فقذف فيه من أنكر عليه منهم واستمر فيهم تحليل المحارم إلى اليوم.


نبي الله دانيال

حدثنا أبي حدثنا أبو اليمان أخبرنا صفوان عن عبد الرحمن بن جبير قال كانت الأخدود في اليمن زمان تبع وفي القسطنطينية زمان قسطنطين حين صرف النصارى قبلتهم عن دين المسيح والتوحيد فاتخذوا أتونا وألقي فيه النصارى الذين كانوا على دين المسيح والتوحيد وفي العراق في أرض بابل بختنصر الذي وضع الصنم وأمر الناس أن يسجدوا له فامتنع دانيال وصاحباه عزريا وميشائيل فأوقد لهم أتونا وألقى فيه الحطب والنار ثم ألقاهما فيه فجعلها الله عليهما بردا وسلاما وأنقذهما منها وألقى فيها الذين بغوا عليه وهم تسعة رهط فأكلتهم النار.


فتح أصبهان

وقد قال أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا رحمه الله : حدثنا أبو بلال الأشعري حدثنا إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب حدثني بعض أهل العلم أن أبا موسى لما افتتح أصبهان وجد حائطا من حيطان المدينة قد سقط فبناه فسقط ثم بناه فسقط فقيل له إن تحته رجلا صالحا فحفر الأساس فوجد فيه رجلا قائما معه سيف فيه مكتوب : أنا الحارث بن مضاض نقمت على أصحاب الأخدود. فاستخرجه أبو موسى وبنى الحائط فثبت.

قلت : هو الحارث بن مضاض بن عمرو بن مضاض بن عمرو الجرهمي أحد ملوك جرهم الذين ولوا أمر الكعبة بعد ولد نبت بن إسماعيل بن إبراهيم وولد الحارث هذا هو عمرو بن الحارث بن مضاض هو آخر ملوك جرهم بمكة لما أخرجتهم خزاعة وأجلوهم إلى اليمن وهو القائل في شعره الذي قال ابن هشام إنه أول شعر قاله العرب:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا, أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فأبادنا, صروف الليالي والجدود العواثر

وهذا يقتضي أن هذه القصة كانت قديما بعد زمان إسماعيل عليه السلام بقرب من خمسمائة سنة أو نحوها وما ذكره ابن إسحاق يقتضي أن قصتهم كانت في زمان الفترة التي بين عيسى ومحمد عليهما من الله السلام وهو أشبه والله أعلم.







تفسير ماذُكر عن أصحاب الأخدود في القرآن الكريم لابنِ سيرين

"قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)"

أي لعن أصحاب الأخدود وجمعه أخاديد وهي الحفر في الأرض وهذا خبر عن قوم من الكفار عمدوا إلى من عندهم من المؤمنين بالله عز وجل فقهروهم وأرادوهم أن يرجعوا عن دينهم فأبوا عليهم.


"النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5)"
فحفروا لهم في الأرض أخدودا وأججوا فيه نارا وأعدوا لها وقودا يسعرونها به ثم أرادوهم فلم يقبلوا منهم فقذفوهم فيها.


"إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6)"
أي مشاهدون لما يفعل بأولئك المؤمنين.


"وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)"
أي مشاهدون لما يفعل بأولئك المؤمنين.


"وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)"
أي وما كان لهم عندهم ذنب إلا إيمانهم بالله العزيز الذي لا يضام من لاذ بجنابه المنيع الحميد في جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره وإن كان قد قدر على عباده هؤلاء هذا الذي وقع بهم بأيدي الكفار به فهو العزيز الحميد وإن خفي سبب ذلك على كثير من الناس.


الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)
ثم قال ( الذي له ملك السماوات والأرض ) من تمام الصفة أنه المالك لجميع السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما ( والله على كل شيء شهيد ) أي لا يغيب عنه شيء في جميع السماوات والأرض ولا تخفى عليه خافية.


إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)
وقوله ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) أي حرقوا -قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وابن أبزى- ( ثم لم يتوبوا ) أي لم يقلعوا عما فعلوا ويندموا على ما أسلفوا, ( فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ) وذلك أن الجزاء من جنس العمل قال الحسن البصري انظروا إلى هذا الكرم والجود قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة.


إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بخلاف ما أعـد لأعدائه من الحريق والجحيم ولهذا قال "ذلك الفوز الكبير".





تمر الأيام وتتسلسل الاكتشافات المثيرة والشيقة والجديدة لأصحاب الاخدود الموجودة في جنوب المملكة العربية السعودية ويوجد معها بعض أسرار لمدينة تم فيها احراق الملك لسكانها قبل أكثر من 1500 عام عقابا لاعتناقهم الدين المسيحي، ولم يكن يعلم أحد عنهم شيئا حتى ورد ذكرهم في القرآن الكريم.

ومع مرور آلاف السنين مازالت العظام الهشة السوداء والرماد الكثيف التابع لأصحاب الاخدود هم شواهد على الحريق الهائل الذي حصل في مدينة الاخدود في عام 525 من الميلاد.

إنّ مدينة الأخدود الأثرية أو الرقمات, والتي تقع على بعد مساحة 5 كيلو مترات مربعة على الحزام الجنوبي من وادي منطقة نجران (جنوب السعودية) مازالت حتى الان يجمعها الاسرار والغموض بعد اجراء الكثير من عمليات التنقيب والحفر المتواصل الى عشر سنوات و قد كانت بشكل مستمر.

وبقيت هذه المدينة مسيحية إلى أن انتشر الإسلام ودخلت فيه، كما تعد مدينة الأخدود من أغنى المواقع الأثريّة، ففيها نقوشات وكتابات على الأحجار والصخور التي كُتبت عليها نقوش بأحرف خاصّة بهم قبل أن ينزل الإسلام، وصخور نقش عليها أنواع من الحيوانات التي كانت تنتشر في تلك العصور كالخيول، والجمال، والأفاعي، وهناك أيضاً ما زالت رفات الذين أُحرقوا في تلك الفترة بين الصخور, وعظامهم التي لاتزال بين الصخور, وبعض بقايا الجمر الأسود كدليل على إحراق المؤمنين، إن وضعت أصبعك فستجد أثار الرماد أسوداً عليه, وهناك جبل أثري وهو تصلال الذي يقع شرق منطقة نجران، والذي بُنيت فوقه كعبة تصلال.

سآخذكم الآن في جولة سريعة إلى تلك الأطلال والمباني في قصة أصحاب الاخدود الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم, لن أطيل عليكم بالحديث, أترككم مع الصور.






































هذهِ الـ 18 صورة التي تم انتقائها ليسَت لمجرد المشاهدة
بل لاستشعار الواقعة الأليمة التي حدثت قبل 525 من الهجرة
فما زالت الآثار باقية حتى يومنا هذا ~


__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 01-31-2016 الساعة 04:26 PM
رد مع اقتباس