الفصل الثالث / 2
دخل جونثان محلقاً من نوافذ الملعب المغلق المفتوحة حاملاً معه ريكاردو و من ثم قدم البقية من الباب و أحاطوا بها , كانت آيون تنظر لهم و هم حولها بذعر خفي و هي ساكنة في مكانها لكنها تمالكت نفسها و قالت : أنتم من أصحاب القوى الخارقة إذاً
أشهرت لورا سيفها قائلة :
و ماذا في ذلك ؟
قالت آيون عندها بنبرة حزينة :
كيف تعملون مع أناس لم يتقبلوكم ؟
لم يفهم الجميع قصدها لكن كايرو وقف أمامها قائلاً :
اسمعي , لست فضائية لكن يجب أن تعودي معنا ( و في نفسه ) كيف تم رصدها إلّم تكن منهم ؟
في هذه اللحظة بدأ لون جلدها يتحول إلى الأخضر الفاتح و بؤبؤيها إلى الأحمر ثم قالت بثبات : بل منهم < لاحظوا أنها قرأت أفكاره
مدت آيون ذراعها إلى الأعلى ثم قبضت يدها ليرتفع الجميع بضع أمتار ثم سقطوا جميعاً عدا جون الذي أمسك بكايرو لأنهم كان قريباً منه , لم يكن السقوط ضاراً إلى ذلك الحد فقام الجميع مستنكرين الأمر .
قالت آبي في نفسها :
هل تحرك الأشياء مثلي ؟ < نعم تفعل
هنا قامت كاسيدي غاضبة :
كيف تجرؤين ؟
ضربت الأرض بيدها ليتفجر الماء و يتجه نحوها , و بسرعة رفعت آيون يدها اليسرى و فتحت كفها ليتحرك الماء بذلك الاتجاه , ذُهلت كاسيدي أيضا منها لتقول : كيف هذا ؟ < وأيضاً تستخدم نفس قدرات كاس
ضرب ريكاردو قبضتيه ببعضها ليخرج اللهب منها و انطلق نحوها بسرعته الخارقة و بخفة من آيون أرجعت قدمها اليمنى و مدت كفها الأيمن إلى الخلف ليندفع ريكي إلى الخلف بقوة عظيمة رفعته عن الأرض ليحلق و يصطدم بجدار الصالة و يخترق جدارها ليستقر في الفناء الخارجي مغشياً عليه < ريك أغمي عليه منذ بداية اللقاء وقد كان أكثرهم حماسة
قالت كارولاين مشيرة لما فعلته : الرياح
قاطعها كايرو مصححاً : بل الضغط , إنها تتحكم بضغط الهواء حولها < لاحظوا أنّ آيون تملك قدراتهم
السؤال الذي طرأ في ذهن الجميع هو أن الفضائيين لا يمتلكون تلك القدرات التي يملكونها فكيف تمكنت من ذلك .
ظل كايرو يحدق بها و يراقب تفاصيل حركاتها , بدقة لكنه يريد أن يعرف المزيد , لم تستطع لورا الوقوف دون أن تهجم عليها بسيفها لكنها تفاجأت عندما مدت آيون كلتا يديها باتجاهها لتندفع لورا إلى الخلف بقوة لم تعرف مصدرها و بمهارة منها تمكنت من التوازن و الوقوف على قدميها , < كم أنتِ رائعة لورا
هنا رمى كايرو بنظاراته و بإرتسمت على ملامحه علامات الدهشة, أنزلت آيون ذراعيها و قالت بأسلوب ساخر للجميع : ماذا أيضاً , هل كونكم تعملون مع البشر جعلكم ضعافاً ؟ لا فائدة منكم بالفعل
رفعت جولي يديها وقالت :
سترين .
و ضربت الأرض لتخرج منها أوتاد جليدية كبيرة أحاطت بها و كأنه سجن جليدي لكن بعد تكونه حطمته آيون بقبضتيها . قال جون المحلق في فوق كايرو : إنها قوية , ما العمل ؟
ابتسم كايرو ابتسامة التحدي و رمى بسكين عندها و قال لها مستخدماً عينه : أقتلي نفسك !
أمسكت بالسكين و طعنت نفسها ثم سقطت على الأرض , لم يتحرك أحد فقد كانوا يشاهدون منا حصل لكن بعد دقيقة قال كايرو : اللعنة
نهضت على قدميها كما لو أنها وقعت على الأرض و أخرجت السكين و رمتها عند قدميه , قال كايرو محللاً : خلاياها تجدد بسرعة
اندهشت لورا عندها لأنها قرأت ما كان يدور في رأس كايرو
لتقول في نفسها : رؤية التفاصيل الدقيقة لأي شخص , قدرة أخرى خفية < نعم هذهِ قدرة أخرى يمتلكها كايرو لم يخبر أحد عنها
نظرت آيون إلى كايرو بحقد و قالت :
هل ستقتلني هكذا ؟
و توجهت نحوه مندفعة , تسمر كايرو في مكانه لكن تدخل أبي بموجة صوتية دفع بآيون متدحرجة بعيداً عنه , وقفت آيون هذه المرة بغضب كان أن يقطر من عينها موجهة تلك النظارات لآبيغال ثم أتبعت تلك النظرة بقولها : الموت لك
قامت آيون بخفض الضغط فوق جون ليندفع إلى الأعلى بقوة و يدخل في أحد مصابيح الصالة و يصعق به ثم يسقط على الأرض هنا هرعت كارولاين إليه مسرعة تحاول أن تشخص حالته , كانت الأنظار موجه إلى جون الساقط في حين استغلت آيون هذه الفرصة لتقفز نحو آبيغال و تمسك بمعصمها و ما هي إلا لحظة حتى وقعت آبيغال و الدم يسير من أنفها
قال كايرو و هو يقبض يده بغضب : سحقاً , حتى ضغط الدم ( ثم قال للجميع آمراً ) أخرجوها من هنا بأي طريقة ( نظر لجولي قائلا) اصنعي قبة جليدية حولها ( و لكاسيدي ) املئيها بالماء .
لم يوفرا ثانية , كونت جولي القبلة حولها في حين أمسكت كاسيدي القبة و جعلت الماء يتكون داخلها , لحظات و بدأت القبة بالتصدع هنا أمر لورا بضرب جدار القبة و عندما فعلت أندفع الماء بقوة مخرجاً آيون معه إلى خارج الصالة , خرج الجميع عدا آبيغال المغمي عليها و كارولاين التي كانت بجانب جونثان .
كانت آيون ملقاة على الأرض تحاول التماسك ,
قالت كاسيدي متسائلة : لم أفهم .
فرد كايرو : في الفيزياء عندما يضغط الماء فأن ضغطه يتوزع إلى كل مكان , هذا هو سبب الاندفاع < كايرو استفاد من درس الفيزياء الذي حضره
بعدها سقط كايرو على ركبتيه و هو يسعل بتعب واضح .
جولي بخوف : كايرو !!
وقفت آيون هذه المرة و هي تترنح و تلتقط أنفاسها , قالت بصوت متقطع : هذه المرة .... لن ينجو أحد
رفعت يدها للأعلى ثم أنزلتها ليسقط الجميع على الأرض شاعرين بقوة الضغط الرهيبة الحالّة عليهم , التصقت أجسادهم بالأرض و لم يقووا على الوقوف و كأن شاحنة فوقهم , كلما حاولت جولي تكوين الجليد تحطم و لم تقوى كاسيدي عن رفع يديها , جاهد كايرو رفع رأسه إلى أن وصل لمستوى نظرها و أمرها باستخدامه عينه : توقفي .
زال تأثير الضغط عليهم فوقفوا على أقدامهم بصعوبة , انطلقت لورا إليها فور زوال الضغط لتهجم عليها لكن كايرو صرخ : هذا لا ينفع لورا
لم تهتم لأمره بل وجهّت إليها ضربات سيفها مباشرة دون أن تتحرك و فوق هذا لم يكن يظهر عليها سوى الخدوش , تراجع لورا خطوة ثم قالت : ما هذا الجلد ؟
قالت جولي بصوت منهك :
كايرو , ما العمل ؟ كل ما فعلناه لا يجدي , إنها لا تموت
هنا بدأ كايرو يضحك بمكر و رد عليها :
و من قال أنه يجب أن تموت ؟ < هوَ الوحيد الذي علمَ بأنّها ليست من الفضائيين لذلك لم يرد قتلها
استدار و جرى إلى الخلف حيث كانت صالة كرة السلة , أمسك بذلك بحافة الجدار المحطم و نظر إلى الجميع بعينه الأخرى قائلا في نفسه : آبي على قيد الحياة و كذلك جون ( ثم نادى ) : كارولاين ! بسرعة كوني إعصارا رعدياً هيا !!
في هذه اللحظة بدأت عينا جونثان تتحركان و على وشك أن تفتح فقالت له بتردد : لكن جون ....
قاطعها : ليس وقته الآن , انه بخير , تأثير عيني عليها لن يدوم أكثر من دقيقة بسرعة
أنزلت رأسها لتنظر إلى جون الذي كان على وشك استعادة وعيه , لم يستطع كايرو الانتظار فجرى نحوها و أمسك بيدها و سحبها إلى ساحة القتال و ما إن وصل حتى قال : تباً !! زال التأثير .
شاهد لورا تنقض عليها بالضربات التي كانت تخدشها بينما تسعدها جولي باستخدام سيف جليدي أيضاً في حين كانت كاسيدي تمسك بكتفها جاثية على ركبتيها , كان الجميع متعباً و على وشك الانهيار و هذا الموقف حفّز كارولاين على تكوين الغيوم بسرعة و تلبدها في السماء .
قال كايرو بأعلى صوته : لورا , اغرزي سيفك بها
ردت و هي تقاتل بنبرة منشغلة : هذا لا يجدي
زاد كايرو من حدة أمره : استمعي لما أقول و ثقي بي , أرجوك
تراجعت لورا خطوة قائلة بتذمر : سنرى ما ستؤول إليه الأمور .
أمسكت لورا سيفها بوضعية الاستعداد للطعن و انطلقت نحو آيون التي تهيأت لرفع يديها باتجاه لورا لكن تدخل جولي بتكوين صليب كبير من الجليد أمسك بذراعي آيون و قدميها ساعد كثيراً في تثبيتها و جعل سيف لورا يغرز في صدرها .
نظر كايرو لكارولاين ففهمت المطلوب , أشارت بسبابتها نحو آيون لتنطلق صاعقة دمرت الصليب الجليدي و لم تبقي له أثراً بينما كانت آيون واقفة بلا حراك و شرارات الكهرباء تظهر و تختفي من جسدها
قالت كاسيدي بأسلوب متضجر : ما حطب هذه الفتاة التي لا تريد الموت ؟
سقط كايرو على وجهه من التعب لكنه استعان بساعديه على الجلوس جاثياً و قال بصوت بدا عليه الإنهاك : إذا تفرغت الكهرباء منها سنموت لا محالة ( نظر ببطء لكارولاين ) : الإعصار من فضلك
فردت بحماس :
حسناً .
بدأت سرعة الرياح تزداد بسرعة واضحة حتى تكون ذلك الإعصار حول آيون الواقفة , لم يحصل أي شي
فقالت كاسيدي متذمرة : لا يؤثر بها
لكن كايرو رد بثقة : لحظات فحسب
مدت آيون ذراعيها باتجاه لورا التي كانت منهكة لتندفع لورا بقوة جعلتها تتدحرج عشر أمتار بطريقة وعرة ثم وجهت ذراعيها لجولي لتفعل الشيء نفسه لكنها لاحظت أن توازنها اختل و بدأ الإعصار برفعها عالياً في الهواء حتى تعلقت به .
كارولاين و هي تلفظ أنفاسها بتعب :
كايرو ..... لن يدوم الإعصار ... كثيرا ..... أسرع
رد كايرو و هو لا يزال على الأرض :
أعرف , كاسيدي , اجعلي مائك يندمج بالإعصار بسرعة
لم تتردد لحظة بل فعلت ما قال و يتحول الإعصار الهوائي إلى إعصار مائي هائل , آخر ما أمر به كايرو : جولي , اللمسة الأخيرة لك , جمّدي الإعصار ( ثم سقط مغمياً عليه ) .
اقتربت جولي من الإعصار و ضربت الأرض بقوة جعلت الجليد ينطلق من يدها مجمداً الإعصار بالكامل حتى أنه كوّن برجاً واضحاً في وسطه آيون المتجمدة , ارتاحت كارولاين و زالت الغيوم لكنها هرعت إلى كايرو الساقط و هزته و تقول : كايرو !! ما الذي أصابك أيضاً ؟؟
أجاب بتقطع مغمضاً عينيه : حاولوا قطع الجزء .... الذي به آيون .... و ضعوها في سيارة .... نقل مبردة ... حتى لا يذوب الجليد ... لن تتحمل جولي .... إبقاء الجليد أكثر .
جاءتا كلاً من جولي و كاسيدي لتقول جولي معتذرة : آسف هذه حدودي , لكن من أي لنا بسيارة ؟ هل تفي سيارة المثلجات بالغرض ؟
أجاب عليها كايرو و هو يتنفس بصعوبة : أنا أفضل سيارة نقل سمك عفنة , المهم ألا تخرج من الجليد , مشكوك في أمرها و يجب نقلها إلى المنظمة للتحقيق .
في هذه الأثناء قدم جونثان إليهم و هو يعرج ليطمئن على كايرو لكنه أمره بأن يخبر السيد روبنسون عما حدث و فعل هذا من خلال احد الهواتف الموجودة في المدرسة و بعد عشرين دقيقة جاءت قوات المنظمة و حشدت قواتها و طوّقت المدرسة بالكامل , تلا ذلك قدوم رجال المنظمة يتقدمهم روبنسون الذي أمر بنقل آبيغال و ريكاردو و لورا بالإضافة لجون إلى مستشفى التابع للمنظمة .
كان آخر ما شاهده كايرو في تلك الضجة هو قدوم السيد روبنسون و هو يحاول أن يقول شيءً مطمئناً و بعدها انقطعت تلك الصورة . < يالها من معركة حامية الوطيس
= في صباح اليوم التالي في قاعة الاجتماعات =
كاسيدي تعتذر :
آسفون على ما حصل هناك من دمار سيد روبنسون .
قامت ماري التي كانت خلفه بمد صحيفة أخبار اليوم حيث كان عنوانها الرئيسي ( أعمال شغب في مدرسة ريوكوريو ) . قرأت كاسيدي بقية التفاصيل بصوت مسموع : أعمال تدميرية تحدث في أرقى مدارس لندن حيث كان الفاعلون مجموعة مكونة من خمسين رجلاً قياساً للخراب الحاصل هناك , و نطقت مصادر غير موثوقة بأن المتسببين فيما حدث هم منافسون لتلك المدرسة و لا يزال الحادث قيد التحقيق .
ابتسمت كاسيدي ابتسامة الرضا , ثم تبعه ذلك سؤال جولي :
ما قصة تلك الفتاة التي تم القبض عليها ؟
سعل السيد روبنسون ثم تحدث بطريقة متحسرة : كان من المفترض أن تكون منكم لكن المنظمة لم تكتشفها لأنها كانت تعيش في الضواحي , والديها حبساها تحت الأرض بسبب القوة التي تملكها و عندما هجم الفضائيين على المنطقة التي تعيش فيها تم قتل عائلتها و أسرها من قِبل الفضائيين , تم إجراء عليها بعض التجارب و أصحبت كما هي نتائج البحث نصف فضائية و نصف خارقة .
سكت الجميع ثم سأل جونثان روبنسون :
و البقية ؟ أين هم ؟
أجاب : كايرو سينام قرابة الأسبوع أو أكثر نظراً لاستخدامه قدرته التي أخفاها عن الجميع , الرؤية من خلال الأشياء و رؤية التفاصيل الدقيقة و معرفة تكوين الأشياء و هناك ما خُفي عنا كلها تستهلك طاقته بشكل كبير و ملحوظ و كل ذلك باستخدام عينه اليسرى فحسب بينما معروف عمل اليمنى , و البقية (( آبيغال - لورا - ريكاردو )) سيكونون هنا اليوم ( غيّر نبرته ) بالمناسبة , لقد قمتم بعمل رائع و أنا أشكركم عليه .
سكت الجميع بطريقة غريبة ثم قطعت كارولاين ذلك السكوت : كايرو من يستحق الشكر , لقد كان يخفي تلك القدرة التي كانت ستدوي بحياته كي لا نشفق عليه من استخدامها و نقاتل عنه
أكمل جونثان : إضافة إلى أنني اعتبرته ضعيفاً , لقد كان يحلل القتال طوال الوقت < في الحقيقة أسلوبه في التعامل خايس
أكملت كارولاين : في الواقع , نحن لا نشعر بالرضا عما فعلنها سيد روبنسون ,
كانت مهمتنا القضاء على الفضائي المجهول و لم نفعل .
قال مشجعاً لها :
من الجيد أنكم أتيتم بها و لم تقتلوها
قالت كاسيدي بنبرة قوية :
في الواقع لم نكن نستطيع ذلك و فكرة أسرها كانت لكايرو
رأى السيد روبنسون عليها الكآبة و عدم الرضا و البؤس فكل ما فعله هو أنه أمرهم بالذهاب إلى غرفهم فحسب < لم تروا شيئاً بعد نيااهاهاهاااا نهاية الفصل الثالث
|
|