الفصل السابع / 1 اليوم الأربعاء ..الساعة الآن تشير إلى الثالثة صباحاً بتوقيت مدينَة لندن !
لم تنفك تلك الأصوات التحذيريّـة تتوقّف حتى دّوى صوتُ احتكاك عجلات السيّارة البيضـاء مُعلنة ًعن توقفها أمام صرح عِملاق اختُطت الحروف عليه برساخَة و قد أُضيئَت بلون أحمر ][ مُستشفى لندن الخـآص ][ ..
فُتح الباب الخلفي للسيّـارة لينزل عدّة أشخاص يدفعون بـ نقّالة ً حملت كارولاين إلى باب المُستشفى حيث كان ينتظر روبنسون هناك متكِئاً بعصاه وهو يقفُ منتظراً و بجانبه ماري التي ارتسمت ملامح الفزع على وجهها .. فتغمض عينها لتارة بقوة ثم تحدّق بـ روبنسون تارةً أخرى .
ما إن وصلت نقالة كارولاين حاملة إياها حتى تبددت نظرات السيد روبنسون و ماري إليها و هما يهرولان للإقتراب منها !!
كانت كارولاين في حالة صعبة لا تزال دّاتُ قلبها تخفق سراعاً و جسدها يتعرق بصورة غير طبيعيّة و صدرها يعلو و يهبط مع كل زفرة تطلقها و لايزال حالها شبه غائبةٍ عن الوعي , وبحركة لا إراديّـة امتدت يد كارولاين الباردة في الهَواء و كأنها تُمسك بشخص ما أو ترغب بإمساكِه همهماتها المُتعبة وصلت إلى مسامِع روبنسون حين قالت :
- لا تبتعدو عنّي , أرجوكُم !!
أغلق روبنسون عينيه بمرارة , و توقف لحظتها لدُخول كارولاين ][ غُرفة المُلاحظة ][ ..
مع صوُت إرتطام البـاب لإغلاقِه إذا بأصوات تُنادي :
- سيّد روبِنسون , أبي !!
التفت روبنسون إلى الخلف ليرى كلاً من ابنه ريكاردو , كايرو , جولي و لورا الذين كان يجرون بدون انقطاع حتى اقتربوا من روبنسون و استلهم المكان بعدها وقفـة استغراب و علامات استفهام تدور في عقولهم.
مع أنفاسه التي لازالت مُتلاحقة قال ريكاردو باهتمام :
- أبي أخبرنا مالذي حدث هنا ؟ الذي حدث في غيابنا ؟ و أين البقية ؟ و مالذي جرى لكارولاين ؟!!
أردفته لورا بـ حزم :
- سيدي , قُل لنا مالذي يجري ؟ وهل لا بأس من كَون كارولاين هُنا ؟
هذه .. جولي تفتح عينيها بذهول , في محاولة منها لاختلاس النظر على الباب الذي لمحتـه يُدخلون صديقتهم إليه .
وهي تهمس باسمها !
أرخت ماري رأسها نحو الأسفل و ابتعدت قليلاً عن سيدها و أبطالنا في حركة أوضحت توترها و َ قلقها من سماع ردودهم ْ .
ضرب روبنسون عصاه نحو الأرض بخفّة وهو يقول في جدّية :
- ليس عليكُم طرح كل هذه الأسئِلة و أنتُم في مكانِ عام , ثم اذهبوا للمقر الآن حتى تعلمون تفاصيل كل شيء حالما نلحق بكم .
أطرقت لورا باذعان رغبة منها في أن يسود الهدوء على نَفَس المكان و هي تقرأ أفكار روبنسون المُشوشَة و عينيها تتقلبَان من شدة تخبّط أفكارِه .
حرّك كايرو نظاراته في اعتدال , و أخذ يراقب الوجوه بصمت
حتى صرخ ريكاردو بامتعاض :
- لكن .. أبيي !!
هُنا أمسك كايرو بيد ريكاردو و جرّه بقوة ليبعده عن وجه والده بينما أشار للورا وجولي باصبعه أن يتبعاه .
قال ريكاردو :
- هي كايرو أيها الوغد دعني .. لست أنت من يتحكم في تصرفاتي و أبعد يدك عني .
نظر كايرو بطرف عينيه وهو يقول :
- ألن تكف عن تصرفاتك الطفولية تلك يا ابن أبيك ؟ ثُم بما أن روبنسون لم يعلن عن انتهاء المهمـة فمازلت قائدكم هُنا !! هل فهمتم ؟
ونظر بعينين واثقتين نحو الثلاثـة .
عض ريكاردو على شفتيه بإغتياظ و قال :
- سُحقاً لك .
تمتمت جولي وهي تشيح بوجهها للجهة المقابلة :
- تشيه , حتى في هذه الأحوال .. يالك من وغد .
رد كايرو عليها :
- لايزال كلامي موجهاً لثلاثتِكُم حتى الآن .
وضعت لورا يديها على فمها في حركة منها للتفكير فـ توجه عينيها لكايرو :
- هناك شيء غريب حدث ! لم ألتقط من عقل روبنسون سوى أن كُلاً من كاسيدي و جوناثان و أبيغال في المقر و .
و بلعت ريقها ..
ليردف كايرو بلهفة :
- وماذا ؟
امتدّت يد لورا لتحرك خصلة عابرة سقطت على وجهها و هي تقول :
- البروفيسور هاري قد ماتْ على يد شخصٍ ما !
- إذن كل ما علينا أن نتوجّه للمقر و حالاً ,
صرخ بها كايرو وراح يــركض للخروج من البوابــة .
التفتت لورا على الإثنين الواقفين خلفها وقالت بهدوء :
- أدرك أننا متعبون بعد مهمتنا التي أنجزناها بصعوبة في مدينة توتنهام و عودتنا لنتفاجأ بهذه الأخبار ولكن
علينا أن نذهب الآن لنعرف ما يجري .. صدقاني شعور الذنب الذي لا معنى له لن يفيدكما !!
دهشت جولي و أخذت تنظر للورا و تدفع بيديها الهواء في عدم اقتناع بكلام لورا :
- شعور بالذنب !!! أبداً أنتِ مُخطأة تماماً
- لكن العيون لا تُخطأ عزيزتي <- لفظتها لورا بثقة .
نظر ريكاردو لكل من جولي و لورا فدفع بظهر جولي كي تتقدم للأمام بمرح وهو يقول :
- هيا جولي لورا معها حق لا نريد تضييع وقتنا هنا ^_^
و سحب يدها ليركضان خلال ذاك الممر ليترك يدها في منتصف الطريق وهو يخرج لسانه ممازحاً :
- تذكرتُ لتوي لستِ في الرابعة من العُمر حتى أدللك هكذا .
- ريكاااااردووو ><
هذا ماصاحت به جولي وهي تحاول مجاراة ركضه لتوبّخه .
تنهّدت لورا وهي تراهما لتقول بعفوية :
- فظيعـآن , جداً .
بعدها و بحركَة صامتة نقلت عينيها لـغرفة الملاحظة التي تقبع فيها كارولاين و جملة تتردد
في أعماق أفكار لورا :
- ستكونين بخير , أنا مُتأكّده .
و جرت خلفهم ليتمايل شعرها الأسود الحريري وراءها . 7 - أمام بنـاء المقر -
حيث كانت نسمات الهواء تُداعب أوراق الـأشجار بكل عُذُوبَـة في محاكاة خريف راحِل !
فها هو شهر شُبَّاط على الأبواب ينتظر دخُول مدينة الضباب لـندن ليعزف لها سمفونية من الثلوج التي لا تنتهي .
اقتربت أضواء تلك السيـارة الذهبية التي تُسرع بجُنون شاقّة الطريق غير آبهة بما حولها من أولئك المستلقين في الشوارع بشكل نتن .
تبعتها سيّارة أُجرة كانت تمشي بسرعَة مُتوسَّطة وهي تحاول اللحاق بالسيارة الذهبية على طريقتها الخاصَّة .
توقفت السيارتان عند السياج الحديدي المنقوش بطريقَة احترافيّة مُتقنَة .. يليق بذلك المبنى الكبير الذي يُزاحم الغُيوم بارتفاعه الشاهِق ْ !
نزلت جولي و هي تصرخ بمرح وكأنها للتو قد خرجت من لعبة الأفعوانة التي أحبتها لجنونها و سرعتها .
خرج مرادفاً لها ريكاردو من مقعد السائق وهو يرفع يديه للأعلى بانتصـار قائلاً :
- أقسم أنني حطمت الرقم القياسي للسرعة . بعدها نفض كتفه في أخذة غرور طفيفـة ^^"
أما من نزل من سيارة الأجرة فما كانت سوى لُورا التي أغلقت كتابها بتعفف و توجهت إلى جانبهم ..
آخرهم ظهوراً كان كايرو الذي أمسك بمعدته محاولاً كبت رغبته في الغثيان بسبب السرعة المهولَة التي كاد أن يقتلع رأسُه معها !
قال كايرو ضابطاً لأعصابه :
- يسعدني أنني قررت منذ اللحظة أن لا أسمح لشخص طفولي مثلك أن يقود سيارة ولو على جثتي >_<
نفخت جولي فمها وهي تقول بتعجب :
- بل كانت أروع توصيلة مررتُ بها .. تفتقد لحس المغامرة كايرو . ><
قطب كايرو حاجبيه و قال آمراً :
- لقد قررتُ و انتهى الأمر لا أكاد أصدّق من يراكُما الآن لا يظن مجرّد الظن أنكما قد عدتما من المُستشفى للتَّو !!
ثُمَّ وجّه استقامته نحو البناء و بخطى ً مثابرة أخذ يسير نحو البوابة خلف لورا التي علمت بكل ذلك مُسبقاً
من خلال قراءة أفكار جولي و ريكاردو .
ما ان انفك كايرو راحلاً إلا بـ جولي تضرب كــف ريكاردو في حفلة انتصار غنيمة ثأرهما من كايرو .
ثم سارا خلفـه .
بين أركان الصالــة الرئيسية للمقر كانت المصابيح مُنطفأة و عم الهدوء أرجاء المكان ..
ولكنه كان هدوءٌ من نوع آخر .. هدوءاً قاتلاً !
كانت أبيغال تجلس على أعلى الدرج هناك .. بملامح بائسة و عينين غجريتين خائبتين , بينما كان جوناثان
مستلقياً على أريكة الصالة الزرقاء يطالع السقف بشرود بعلامة الجُرح الجديدة التي شقّت خدّه الأيسر و بنطاله الجنز الممزّق !
بينما في أحد دورات المياة المنتشرة في مقر منظمتنا البُطوليَّـة كان المصباح مُضاء ً قد كُبت نوره , تحديداً أمام المرآة وقفت كاسيدي بعينيها المُرهقتين الباكيتين تُطالع نفسها في المرآة , لتفتح الصنبور من جديد و تهم بغسل وجهها مرة ً أخرى .
فتح كايرو الإنــارات ليبدد تلك الظُلماتُ الموحشة التي أحاطت بالصالَة .
و ما فعل ذلك حتى انطلق ريكاردو صارخاً :
- أبيغال , جوناثـآن .. هل أنتُما بخيـر ؟
مرة فترةً شحيحـة من الصمت الغير متبادل , حتى صرخ ركاردو مرة ً أخرى مكرراً جملته السابقَة .
أتاهم صوت خفيض مجيباً :
- ريكي , جولي , كايرو , لورا .. هل عدتم من مهمّتِكُم ْ !
أصبحت نظراتُ الأربعة هذه المرة قد جُنت بالفعل .
حدّث ريكاردو لورا بـ همس :
- أخبريني لورا .. هل استطعت قراءة أفكارهم .. أخبرينا أرجوك بماا يفكّرون بِه ><
تبسّمت جولي بارتباك :
- هل يُمكن أن يكونوا قد جُنّوا في فترة غيابنا عنهُم ؟؟
ردّت لورا بجدية :
- آسفة ريكاردو .. حاولت ذلك ! لا يوجد في أفكارهم ما يمكن قراءتُه .
تقدم كايرو من جوناثان المستلقي هناك بعد سماعه كلمة لورا في تعجّل
ليطبق بيديه على عنق جوناثان صارخاً بغضب :
- جوناثان .. لم نأتي هنا لنمازحك .. أخبرنا مالذي حل لكُم ؟ لم أنتُم هكذا ؟ >_<
أبعد جوناثان يدي كايرو عنه ببرود ثم قال بابتسامة ساخرة :
- لا شيء سوى أننا لم نكن أكثر من فشلَة !
همست جولي :
ماذا ؟
لا تزال لورا تحدّق بـ أبيغال التي كانت هي الأخرى تحدق فيها بشرود .
فجر كل ذلك صدى طرقات قدمي كاسيدي وهي تنزل الدرج بشعرها الأسود القصير المبثوث .
قالت وهي تسابق أنفاسها بإخراج كلماتها :
- أجل .. تذكرتُه لا تزال ملامحه محفوظة في مخيلتي !!
هو فقط من أنقذنا .
استفاقت أبيغال على كلمات كاسيدي حيث قالت وهي تمسك بسوار الدرج :
- من هو ؟ من هو كاسيدي .
جلست كاسيدي بجانب أبيغال و أردفت بتوتر :
- صدقيني لا أعلم . هو شخص جديد لم أره من قبل أو أو قد رأيته رُبما و لكنني لا أتذكّر !
وقف جوناثان وهو يتكئ على كتف كايرو الذي أخذ يرمقه باستغراب على فعلته , و تقدم نحوها قائلاً بتلهّف :
- تذكّري أرجوك كاسيدي . تذكري ذلك الشخص الذي أنقذنا و أخرجنا من ذلك الموت المُحقق في ومضة برق سريعَة !
أحست لورا في هذه الأثناء بأن هناك دوراً يجب أن تأخذه بما أنها في حالة جيدة جداً .
اقتربت للورا ببُطأ من كاسيدي حتى تقابلها وجهاً لوجه ثم أخذت تجثو على ركبتيها و هي تمسك بكتفي كاسيدي قائلة :
- هيا عزيزتي .. حاولي أعرف أن الصورة تقترب حاولي .
بعُدت عينا كاسيدي قليلاً ثم تمتمت :
- عينين عسليتين , شعر أسود بـقصة تغطي عينه اليمنى ,صاحب قامة طويلَة .
سكتت كاسيدي لبرهة لتردد كلمة في أعماقها /
][ لا تنسي كوني ممتنَّـة للقمامة ! ][ ~
كي نعرف الأمر .. نعود بالزمن للوراء .. حيث بدأت تحكي أبيغال ما جرى ~
- أتذكرون ذلك الشخص الجديد الذي قدم لمقرّنا ؟
احتدت ملامح كايرو :
- أتقصدين دينو ؟
- أجل ,, كل الأمور بدأت تسوء يومها .. حينما قسمنا روبنسون إلى فريقين اثنين من أجل ظهور تلك المهمـات و أرسلكُم أنتم إلى مهمة توتنهام العاجلة والتي اقتضت تسخير قواتكم لأجلها ..في اليوم التالي فقـــطْ حينما غادرتمونا بدأ كُل شيء .\ - اليوم الأثنين الساعة الآن تُشير إلى الحادية عشر مساء ً بتوقيت مدينة لندن ! -
في غمرة الليل حيث سكن الجو بارداً في الخارج تفتح كارولاين نــا فذة غرفتها وحيدة ً فصديقة مسكنها لورا قد غادرت لتنجز مهمّتها !
لا تزال كارولاين ممسكة بكتاب لورا المفضّل الذي تركته خلفها في حجرتهما , تنهّدت و أخذت تتساءل فيما يجب عليها فعله ,تفتح غلاف الكتاب ثم تغلقه في استشعارٍ رهيب للملل !
سقوط كتاب لورا من يدها أفقدها هذا الشعور :
- يا ويلي >< إن لم أجد كتاب لورا بسرعة قبل أن يحصل له مكروه .. ستقطعني لورا قسمين بسيفها فهذا كتابها المفضل >_<
تسللت كارولاين بهدوء من ممر الغرف لتنزل إلى الصالة بخفوت وهي تحاذر مع كل خطوة تخطوها فهي ما بين الخوف عل كتاب لورا أو الخوف من السيد روبنسون أن يمسكها بتهمة التسكع خارجاً =_=
في خضم ذلك نجحت كارو في الخروج من بوابة المبنى و الإستدارة لنافذتها من الخارج كي تبحث عن الكتاب الذي سقط من بين يديها !
أخذت تبحث ولكن من دون جدوى حالما أسندت رأسها للشجرة الكبيرة و طالعت في أغصانها إذ بها تشاهد ذلك الشيء المعلق على غصن الشجرة ولم يكن سوى كتاب لورا .. استجمعت كارو كامل قوتها الجسدية الواهنة كي تتسلق الشجرة بعد أن ربطت شريطة حذائها بقوة , قليلاً قليلاً ومن دون أن ترى ما تحتها حتى استطاعت الوصول إلى غصن الشجرة ذاك لتلتقطه بكل سُهولَة .. أخذت تمسح جبينها ارتخاء ً إلا أن نظرها أقحمها بعيداً حيث وقَف دينو هناك خارج المبنى و قريباً من الشجرة بأمتار قريبَة .. تراه يقف و يحادث شخصاً قريباً اظهرت ملابسه لها أنه يشبه الأطبـاء ذلك المعطف
الأبيض و الشعر الأبيض و بريق زجاج النظارات .. أعلمها بوجود شخص ليس منهم مطلقاً !
استشعرت كارولاين أن هناك أمراً مريباً يحدث و أن هذا لا يمكن أن يمر على خير دقائِق و إذ بها تشاهد صاحب الشعر الأبيض و الذي لم يكن سوى ][ البروفيسور هاري ][ يعطي محلولاً أخضراً مُشعاً لـ دينو , تحركَت كارولاين قليلاً عن الغُصن حتى يبدأ بالتكسّر , و يسقط على الأرض مُسقطاً معه كارولاين .
هاري ينتبه لصوت السقوط ليصرخ بغضب :
- أيها الأحمق دينو لا تقل لي أنك أخبرت أحداً .. ؟
- لا لم أفعل صدّقني ^^"
- لو علمت أنك تكذب .. فســ ..ت ذكّر أن حياة أُسرتك بين يدي أيها المُزعج ْ .
- أجل أعلم ><
أخذت كارولاين تأن من ألم ساقها وهي تحمي رأسها بذراعيها و لا تكاد تستطيع الوقوف من جديد ,
هنا رآها هاري بكل وضوح وهي تحاول الإختباء خلف الشجرة .
- أتلعب معي دينو ؟ تلك الفتاة لابُد أنها من وحدة المنظمـة , اسمع غيرتُ الخطَّـة .
ارتبك دينو برعب و أسرع قائلا ً :
- ماذا ؟ ماذا تقصد ؟
- أحضر لي تلك الفتاة ..و انبثقت ابتسامة ملؤها الشر و الخداع و إلا فاعتبر إتفاقنا ملغي !
بعينين خاليتين من الشُعور نطق دينُو :
- أمرُك ْ !
و بدأ يركّز طاقته و يكثفها لأعلى درجَة , حتى تبيّن ذلك الشُعاع الأزرق يُحيط بجسده فإذا بـ كارولاين تصرخ :
- آآآآآه , دعني .. دعني >< . النجــــدة !!
استطاع أن يتحكم في جسد كارولاين بكل بساطـة ليقوم بضربها في الشجرة عدّة مرات و لا زالت كارولاين تستمر بـ صرخاتها التي كا نت بلا صَوت .
أخيراً .. استطاع دينو توجيهها للبروفيسور هاري ,كانت كارولاين تستمر في محاولاتها البائسـة للتحرك من وضعها أو أن تجد موجات التخاطر الخاصة بها تنتقل لأحدهم لسماعها ولكن لا يبدو من حولها سوى أعدائِها .. و في ومضة استطاعت ايصال تخاطرها إلى شخص ٍ ما كان يقف قُرب قمامة بعيـدة !
حينها أخذها البروفيسور هاري و اصطحب معه دينُو في تلك السيارة الرصاصيّة المُصفحـة .
في الصبـآح الباكِر حيث تبددت كُتل الظلام , لتستقر الشمس في كبد السمـاء ~
عند آبي و كاسيدي تحديداً ..
- صباح الخير كاسيدي , قالتها آبيغال و هي تفرك عينيها .
- صباح الخير , بالمناسبة ما رأيك بدعوة كارو للنوم عندنا ما دامت جولي قد ذهبت و فكّت الحصار عنَّـا ×_×
ضحكت آبيغال بـ سخريــــة وهي تستمع لنبرات صديقتها ~
ولكن ماهي إلا و الضـوء البنفسجي يدوي في الغرفــة , قفزت آبي من سريرها و هي تقول :
- يبدو أن أمراً ما قد حصل .
قالت كاسيدي بخيبــة :
- أتمنى أن يكون خيراً =_=
نزلتا متوجهتين للسيد روبنسون و لكن ما استوقفهما هُنيهة هو ذلك الإستنفار الذي بدا عليه المقر , حُراس أمن يدخلون و يخرجُون ْ !
و رجالُ غامضون يخرجون من غرفة السيد روبنسون و هو يوصلهم لبـوابة الخروج , ما هي إلا ثواني فقط كي تلتقي العيون ببعضها بعد ان انضم إليهم جوناثان ..
في جلسَة ساخنة و بينما كانت ماري منشغلة بـ جهاز الحاسوب الخاص بـ المُنظمـة ..
سأل جوناثان باستغراب :
- سيدي مالذي يحدث هُنا ؟ هل من مهمَّـة جديدة أو تحرك جديد ؟
رفع روبنسون رقبته عالياً و أخذ يمشي في محيط الغرفـة بضع خطوات حتى توقف وقال :
- لدينا مُشكلة , في الواقع .
تحدثت أبيغال :
- وما هي سيد روبنسون
<-- كان صوتها جاداً بما فيه الكفاية كي تقنعه بإخبارهم .
أجاب روبنسون :
- كارولاين قد أُخذت من قِبل أعدائِنا البشر !!
أجاب روبنسون :
- كارولاين قد أُخذت من قِبل أعدائِنا البشر !!
- غير معقووول ><
<-- صرخت به كا سيدي للحظات مذهولة .
أتبع روبنسون كلامـه في محاولَة لتهدئة نبرة صوته و السعال بوقار :
- إن أولويتنا القصوى تقوم على التأكد من عدم تورط من يعملون لصالحنا مع أعدائنا و إضافة ً أحب أن أعلمكمُ
باختفـاء دينو ليلة البارحـة مما يجعلنا نلتزم الحذر حتى تصلنا أية معلومـات .
ضرب جوناثان الطاولة بيديه و هو يقول بغضب :
- مالذي تقصده أيها السيّد ؟ هل تريد منا ترك صديق لنا يُقتل من دون أن نفعل شيئاً .. !!
رد عليه روبنسون بصوت عال :
- لا تتعجل أيها الفتى , فما زلنا نجهل ماالذي يريده عدونا من كارولاين أو بالأحرى منّـا , لن يستفيدوا شيئاً بقتلها هكذا .
قطع حديثهم صَوتً ماري وهي تقول ~
- سيدي لدينـا رسالة َ فيديو , قد وردت إلينـا من .. سكتت ماري لبرهة .
بينما عجلها روبنسون ..
لتردف :
- من مختبر السيد هاري كارثر !
ماهي إلا لحظـآت ختى فتحت الرسـالة و بان ما كانت تخفي , كان هاري يتحدّث :
- لقد كُنتُ أبحث عن عيناتٍ جيّدة لتجاربي , و بحثتُ مطولاً لأجد عينة ً مُناسبَة و أنتم تعلمون من هو ( دينو ) عينتي التي أخذتموها مني .
و لذلك .. فأنا ممتن جداً لكُم فلولم تأخذوا عينتي الجيدة .. لما حصلت على عينة تبدو أكثر من جيده .. ثم أطلق ضحكة عالية تأججت بين جدران المختبر ليصل صداها لدى روبنسون و البقيَّـة ..
انتقلت الصورة من هاري إلى كارولاين التي قد كُبلت يديها و رجليها بسلاسل حديديّة موصولة بالكهرباء .. أخذت الدموع تتسلل من عينيها لتسقط على خدّها بحرارة .
لم يسمع روبنسون و البقية منها شيء سِوى :
- أنقذوووونييي ~
عاد هاري وهو يتحدث بتشدّق :
- و الآن ليس لدي وقت لأضيعه هنا .. فعينتي تنتظرني و يجب أن لا أجعلها تنتظر مطوّلا ً !
الوَداع .. يا ][ a.k.u ][ ~ < المقصود بها وحدة قتال الفضائيين alien killers unit
و اختفت الصُّورة .
ّاحتدّت ملامح أبي و هي تنطق :
- لن يلمسها ذلك الحقير , لن أدعه يفعل ذلك .. سيّد روبنسون إما أن تأمر الآن بإنقاذها أو سنذهب من دون إذنك .
و بدت عيونهم صارمـة ً مع قرارهم , قال روبنسون محاولاً استخدام حكمته :
- انتظروا قليلاً حتى يصل الفرد الجديـد الذي انضم لنا حديثاً , حتى تتوجهوا للإنقاذ معاً ..
لم يُنهي جملته تلك حتى توجَّـه الثلاثَـة غير معيرين أي انتبـاه لما قاله أو سيقولُه روبنسُون ~
و أُغلق البـاب ~
|
التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 04-30-2016 الساعة 10:45 PM |