عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 05-27-2016, 08:13 PM
 
الفصل العاشر / 1



استدعاه السيد روبنسون إلى مكتبه بعد منتصف الليل مما جعله يتساءل مراراً حتى توقف أخيراً في الممر عند الباب .. فابتسم ساخراً كأنه قد عَلِم مايجول في رأس أخيه الأكبر حيث استدعاه في مثل هذا الوقت المتأخر .. طرق الباب ثلاث مرات بهدوء حتى سُمِح له فأرخى مزلاج الباب ليفتح و يسمع روبنسون صريره و هو يرفع رأسه لتقع عينيه على ليوناردو الذي أغلق الباب خلفه و تقدّم بهدوء نحو المكتب و هو ينطق : ماهو الشيء المهم الذي أردت أن تحدثني به في هذه الساعة ؟

انهى جملته و هو ينظر إلى الساعة المعلقة على الجدار يمينه و هي تشير إلى الثانية عشرة و سبعة عشر دقيقة , فيجيبه روبنسون بسؤال بهدوء : و منذ متى تنام مبّكّراً ..؟ سيكون من الجيد أن أفتح حديثي معك الآن فلن تنام على كل حال ..

أشاح ليوناردو عينيه و تقاسيم وجهه قد تحوّلت إلى الحزن قليلاً ليضيف روبنسون و هو يشير إلى الكرسي : تفضل بالجلوس ليو !

تقدّم ليوناردو حتى جلس على الكرسي و قد استبدل تلك الملامح بابتسامة هادئة و هو ينحني نحو المكتب قائلاً : إذاً ما هو ذلك الموضوع ؟ هل تريد أن تلقن أخيك الأصغر قصة قبل النوم ؟

روبنسون بهدوء : بشأن وحدة المقاتلين .. أريدك أن تخبرني عنهم بصفتك قد قاتلت بجانبهم و اندمجت معهم قليلاً
ليوناردو بابتسامة ساخرة : لم أكد أن أفعل ذلك بعد .. إن كنت تريد مني تقريراً فاترك لي اسبوعاً أو اثنين
روبنسون بهدوء : أخشى أن الوقت لدينا لن يسع ..

تلاشت ابتسامة ليوناردو ليردف روبنسون بنبرته الهادئة : تعلم جيداً بأن العناصر المتمردة مندفعة بهجماتها و نحن علينا أن نسارع بتشكيل قوى أكبر لنضع حداً لتطوير قواهم و تحويل البشر الأبرياء .. أنا أخشى يا ليو أن تقوم تلك المنظمات بتطوير العقاقير لتحويل البشر لمخلوقات أخرى مغايرة كما بدأ يحدث مؤخراً .. أريد أن أجعل من المقاتلين أقوى باستغلال قدراتهم الخاصة معاً حيث تعمل كل قدرة كدعم للأخرى و أريد فعل ذلك دائماً حتى يستطيعون تطوير قواهم جيداً و لذلك أسألك عنهم .. عن علاقتهم بين بعضهم البعض أثناء القتال

ليوناردو : فهمت ما ترمي إليه .. و لكنك تعلم قواهم أكثر مني .. لماذا تريد مني أن أخبرك عنهم ؟
ابتسم روبنسون مجيباً : و لأنني أعلمهم أكثر فأنا أعلم بأن بعضهم لا يستخدم قواه كما يجب
ليوناردو : آها .. أنت تقصد ذلك الفتى الآسيوي .. ماذا كان اسمه ؟
روبنسون : كايرو ..

أطلق ليوناردو ضحكة خفيفة أتبعها بقوله : ذلك الفتى يبغضني كثيراً .. هل هو هكذا في العادة ؟ يكره الأعضاء الجدد في المنظمة >< ..! إنه يدفع البقية لتجنبي طوال الوقت !

روبنسون مرخياً جفنيه : ربما من الأفضل أن تتوقف عن جمع القمامة و تبعد هذه الرائحة عنك و تجدد مظهرك
ليوناردو بغيظ : لا تبالغ ! لقد استحممت منذ يومين و هذه الملابس مغسولة منذ أسبوع .. يمكنك أن تشتم رائحة العطر الذي وضعته صباح اليوم
مد يده نحو روبنسون الذي حدّق بيديه وتنبه لأظافره الطويلة التي تبدو متسخة فشعر ببعض الاشمئزاز و تحوّلت عينيه لنقطتين صغيرتين قائلاً : لابد أنك تمزح

تحوّلت ملامح روبنسون إلى الجدية مضيفاً بحزم : انظر لنفسك ليو .. اهتم بنفسك أكثر .. يجدر بك أن تنتبه لتصرفاتك اللامبالية التي قد تعكس شخصية سلبية عنك .. توقف عن التمسك بالماضي و عش يومك قبل فواته

أشاح ليوناردو بعينيه متلوناً بملامح الحزن و هو يعتدل بجلسته متراجعاً إلى الخلف على الكرسي و قد ابعد يده .. فأغمض عينيه لينطق بهدوء : إذاً .. أهذا كل ما تريد أن تحدثني عنه ؟

فهم روبنسون من خلال تصرفات أخيه أنه لا يريد منه التدخل في شئونه فهمهم له بالموافقة ثم نهض ليوناردو من الكرسي و اتجه نحو الباب و أخيه من خلف المكتب قد نطق : تصبح على خير .. نم جيداً

أدار ليوناردو رأسه نحو روبنسون حينما وصل إلى الباب و على وجهه ابتسامة قد غطت خصلات شعره عينيه و هو يومئ إيجاباً : اممم أجل

فخرج و أغلق الباب خلفه


10

لم تشرق الشمس بعد حينما كانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحاً و الكل نيـام .. منهم من يشخر في نومه و البعض يتقلّب هنا و هناك في محيط السرير و آخرين ينامون بهدوء و طمأنينة كما تفعل كارولاين .. بينما كانت لورا في الجهة الأخرى من الحجرة يبدو عليها الاضطراب و هي نائمة .. يتحرّك حاجبيها بتوتر و قطرات العرق قد بللت الوسادة و هي تتساقط على جانبي رأسها .. يهتزّ جسدها و هي تمسك بشيء ما في قبضة يدها .. حتى أطلقت صرخة خفيفة و فتحت عينيها دفعة واحدة و هي ترفع رأسها بسرعة جالسة على السرير .. و بدا عليها التوتر حتى ادركت انها قد رأت كابوساً في منامها .. فأدارت برأسها نحو كارولاين لتجدها نائمة بهدوء على سريرها .. لتعيد رأسها إلى الأمام و هي تسنده على ذراعها و بدأت تتنفس بعمق .. حتى استرخت و هدأت ففتحت قبضة يدها بالتدريج حتى ظهر ماكانت ممسكة به طوال نومها .. عبارة عن سوار ذو خيوط سميكة ملونة .. فقطبت حاجبيها ..

لمع الضوء الأحمـر ..!

و أصدر ضجيجه في كل مكان ليستيقظ النيام مفزوعين .. ثم انطلق الجميع مسرعين إلى قاعة الاجتماعات بعد أن قاموا بتغير ملابس النوم و تجهزوا .. قد كان السيد روبنسون ينتظرهم هناك .. ففتح ريكاردوا الباب بعنف قائلاً : ماذا هناك ؟

روبنسون بحزم : مجموعة من فضائيين المستوى الأول يهاجمون الناس في ميدان ترافلجار بصحبة اثنين من المستوى الثاني .. كل شيء مجهز في الأسفل .. ريكاردو كايرو جولي و كارولاين أنتم ستبقون هنا .. و البقية انطلقوا بسرعة !

< ميدان ترافلجار : موجود حقيقة في لندن و يعتبر منطقة سياحية >

أومأ كلاً من آبيغال جوناثان لورا و كاسيدي رؤوسهم بالموافقة و انطلقوا مسرعين في حين دهش البقية لينطق ريكاردو باستغراب و اندهاش : لماذا ؟ أليس خطراً أن يهاجموا المستوى الثاني وحدهم و نحن جالسين هنا ؟
روبنسون بهدوء : هناك احتمالات بأن تتم مهاجمة موقع آخر .. و لذلك ستبقون هنا لسد ثغرة الاحتمال
جولي بإحباط : ماذا ؟ هل أيقظتنا من أجل أن ننتظر عودتهم إذاً ؟ < هيدوي :coolcool:

كايرو بغيظ : يال هذا القسمة الظالمة ..

أدار كايرو رأسه نحو روبنسون مضيفاً بحزم :
و هل سيذهب جامع القمامة و يقاتل معهم ؟

روبنسون بهدوء : لا ! لن يفعل ذلك !



كان الناس في قاعة الميدان يصرخون و هم يهربون هنا و هناك و الفضائيين يحوطون بهم .. من أجل التغذي عليهم .. ركض أحدهم مع فتاة هارباً بهلع حتى وقف فضائي أمامهما فتوقفا مكانيهما خائفين لينطق الفضائي : طعام أريد طعام .. طعــ ــ ــآم !

نطق جملته الأخيرة صارخاً و هو ينقض عليهما و هما يصرخان قد تشبث أحدهما بالآخر حتى انقسم جسده قسمين بالطول حينما غُرِس السيف الطويل عليه من رأسه حتى نهاية أطرافه .. فظهرت لورا من خلفه و قد انهت وجوده و لا يزال الاثنان يقفان بذهول فتضيف لورا بحزم : ماذا تفعلان ؟ هيا اهربا بسرعة !

هربا مسرعين متجاوزين لورا فيما انقض آخر نحوها لكنها ضربته بسيفها .. كذلك كانت كاسيدي تهاجم البقية و هي تكوّن الماء على اثنين منهم فتحوله لجليد فلا يستطيعان الحركة ثم ترسل أبيغال الموجات فتحطمهما .. أما جوناثان فقد ضرب أحدهم للتو و هو يهبط للأسفل منقذاً فتاتين كانتا تمسكان ببعضهما قائلاً : أنتما مالذي تفعلانه هنا في هذا الليل ؟

صرخت أحداهما و هي تشير بذراعها إلى ما خلف جوناثان فاستدار بسرعة حيث قفز اثنان نحوهما ليهاجمانهم .. إلا أن جوناثان استدرك الأمر و أطلق جناحيه ليغطي به نفسه و الفتاتين حماية لهم فتنبهت ابيغال إليهم حيث تجمع عليه أربعة من الفضائيين مما جعلها تغضب كثيراً و هي تهمس : أولئك الفضائيون الحمقى

أغمضت عينيها استعداداً لهجمومها لكن كاسيدي استوقفتها بقولها : توقفي ! نحتاج لقواكِ لمحاربة المستوى الثاني دعيهم لي !

أطلقت كاسيدي الماء عليهم و رفعت درجة حرارته ليؤذيهم دون أن يتأثر درع جوناثان بها .. ثم قامت بخفض درجة حرارتها ليتجمدون بها و يتكسّر الجليد .. حتى شعر جوناثان بالاطمئنان و ابعد جناحيه لينطق بحزم محدّثاً الفتاتين : هيا انطلقا !

ابيغال باستغراب : غريب ! أين هما فضائيي المستوى الثاني ؟
كاسيدي و هي تتلفت حولها : لابد انهما بالقرب من هنا
اقترب منهما جوناثان و هو ينطق : سأبحث عنهما و أنتما ساعدا لورا في القضاء على البقية
كاسيدي بإحباط : يبدو أن الأمر لا يحتاج معاونة

أطلاً بأعينهم نحو لورا التي أنهت آخرهم للتو و هي تضربه بسيفها بعنف
لتنطق ابيغال بسخرية : يالها من فتاة نشيطة

انطلق جوناثان عالياً يطير بحثاً عن آخرين مختبئين هنا و هناك فيما بقيت الفتاتان واقفين مكانهما .. و بعيداً بحيث يمكن رؤيتهما كانت سيارة سوداء تقف هناك و قد كان ليوناردو بداخلها ينظر إليهم مفكراً : يالهم من صبية ! ثقتهم بأنفسهم و اهتمامهم ببعضهم البعض هو مايجعلهم متفائلين هكذا .. بينما هم لا يملكون تلك القوى الخارقة التي تتآمر ضدهم .. ربما كان بسبب تلك المواقف التي حدثت لهم و أحدثت نقطة تحوّل في حياتهم حينما قام الفضائيين بقتل أهاليهم و أحبائهم .. رغم كل شيء .. هم لا يزالون مجرد صبية صغار .. مالذي يدفعك لفعل كل ذلك روبن ؟

سرح خياله قليلاً و هو يسمع أصداء ضحكات أنثوية في رأسه و يلمح خصلات ناعمة تطير في الهواء عبر ذكرياته .. حتى اتسعت عينيه و هو يتنبه لذلك الفضائي الذي يقف على إحدى فروع الشجرة و يراقب الأبطال فهمس بتضجر : يآآه ! ما كل هذا التطفل !

كان ذلك الفضائي مستمتعاً بمراقبة تحركات الأبطال كما بدا عبر ابتسامته الخبيثة و هو يقوم بتصويرهم عبر عدسة معه .. حيث كانت كاسيدي و ابيغال تتحدثان و لورا تتقدم إليهما ببطء فيلتقط صورة .. حتى فاجأه ليوناردو و هو يجلس أمامه بحيث يغطي صورة العدسة .. فيبعد الفضائي العدسة مندهشاً و يجد ليوناردو يحدّثه : لمّ لا تتجرأ قليلاً و تخبرنا بما تنوي فعله ؟ < دخول رائع ليو

قرّب ليوناردو يده نحو الفضائي ليستخدم قدرته في التنويم فيختفي الفضائي من أمامه لتتسع عيني ليوناردو .. حتى شعر به من خلفه فيدير برأسه ليركله الفضائي فيسقط من الفرع و يتمسك بيديه لئلا يسقط من الشجرة .. فيحوّل بعينيه لفرع مجانب لينتقل واقفاً عليه لكن الفضائي أسرع بالاختفاء مجدداً و ابتعد عنه و هو يقف على فرع آخر ليشعر ليوناردو بالممل فيحدّثه : لا تكن جباناً و تهرب من المواجهة هكذا

ابتسم الفضائي و اختفى و لم يعد له أثر كما كان ليوناردو يتلفت حوله .. و من جهة أخرى كان الفضائي الآخر يقف على شجرة أخرى و يراقب الفتيات حينما كانت كاسيدي تتحدّث عبر اللاسلكي حتى فاجأه جوناثان بضربة على رأسه فيسقط من أعلى الشجرة ليرتطم على الأرض .. فتنبهت الفتيات به و هن يدرن برؤوسهن نحوه .. فيهبط جوناثان نحوه في حين كان الفضائي يتأوه و لا يزال حياً و قد كانت العدسة ملقاة بجانبه .. لتركض ابيغال نحوه قائلة : ماذا ؟ أهذا من المستوى الثاني ؟

جوناثان : لقد وجدته على الشجرة يتنصت عليكن .. أتساءل ما الذي كان يفعله في الأعلى
كاسيدي باستغراب : أهذه كاميرا ؟

رفع الفضائي قبضة يده و حطم الكاميرا بها دفعة واحدة ثم حوّل يده لسكين و طعن به نفسه و مات .. اتسعت أعينهم مما رأوه مندهشين و هم يحوطون به حتى نطقت كاسيدي بذهول : هل قام هذا الفضائي الأحمق بقتل نفسه ؟ مالذي يفكر به ؟

أبيغال بحزم : أهناك شيء يريد اخفاءه ؟
التقط جوناثان الكاميرا المحطمة مضيفاً بهدوء : هل هناك شيء مهم في هذه الكاميرا ؟
أبيغال بحزم : على كل حال يجب أن نخبرهم كل شيء و لنأخذ هذه الكاميرا معنا
جوناثان بهدوء : أنتِ محقة
كاسيدي بهدوء : لورا .. ألم تفهمي شيئاً مما كان يفكر به ؟

كانت لورا شارداً بذهنها حتى تلقت كلمات كاسيدي فأشاحت بوجهها و ابتعدت عنهم و هو تنطق ببرود : مهما كان سبب فعله لهذا فهو لم يكن يفكر سوى بأن يموت قبل أن يعلم أي أحد فيما يخطط له

سارت وحدها مبتعدة عنهم مفكرة : مجدداً .. أنا لم أستطع قراءة أفكاره .. لماذا ؟ لقد بدأت أفقد قدرتي الخاصة مؤخراً .. لقد بدأ يحدث هذا الخلل في قدرتي منذ ..

- ذكريات -

اقترب الشاب من لورا التي تسير ببرود و تقاطع طريقيهما و هو يسير بجانبها .. كانت اللحظة أقل من أن تكون حينما خطف الشاب لمحة من لورا حين لم تدركه و ابتسم بخبث ثم تجاوزها مبتعداً .. فجأة توقفت لورا و هي ترفع رأسها قليلاً و اتسعت عينيها .. بقيت ثابتة في مكانها لوهلة و أفكاره تتردد في رأسها بنبرة كريهة " مرحباً عزيزتي لورا " حتى أدارت رأسها بسرعة إلى الخلف حينما أحست بوجوده بقربها .. لكنها لم تستطع تمييزه بين جميع الناس الذين يسيرون مبتعدين .. و بؤبؤا عينيها العسليان يهتزّان بتوتر هنا و هناك بحثاً عنه حتى استطاعت تميزه أخيراً .. بقبعته و شعره البني الذي يصل حتى رقبته .. و دخان السيجارة الذي كان يدخنها

لورا مفكرة : نعم .. منذ ذلك الوقت !

< بالطيع عدم قدرة لورا على قراءة الأفكار مؤخراً بسبب كريس





و حينما أشرقت شمس الصباح في مدينة مانشستر ..
كان مجموعة من الرجال يجلسون حول طاولة في الظلمة حيث كان مصدر الضوء الوحيد هو شاشة كبيرة معلقة بمحاذاة أحد الحيطان و يعرض بعض صور الفضائيين .. حيث يقف أحدهم بجانبها ممسكاً بعصا يشرح ما كان يعرض ..و قد كان في منتصف العقد الرابع مرتدياً ملابس رسمية ذو شعر أسود موجهاً كلماته لمجموعة من الرجال قد تفاوتت أعمارهم ما بين العشرينيات حتى الخمسين محدثاَ إياهم : .. بغض النظر عن قوة الفضائيين من المستوى الأول فنحن بحاجة لزيادة أعدادهم لـ لفت الأنظار و إبعاده الجهات الأخرى عن مخططاتنا الأساسية .. و لذلك فإن أهميتهم لدينا ليست هامشية .. و بذلك يقتضي علينا بزيادة العقاقير و تجربتها على البشر و لكن دون أن نبالغ بذلك حتى لا ينتبه احد إلينا ..

كان الشاب يتابع كلامه بحزم و جدية فيما حوّل أحدهم بنظره إلى الجهة الأخرى حيث بدا أنه في العقد الخامس ذو لحية بنية نحو الشاب الذي يجلس في آخر الطاولة عاقداً ذراعيه مرخياً رأسه إلى الأسفل و بدا أنه نائم دون مبالاة لما يحدث حوله .. قوّس الرجل حاجبيه غاضباً من تصرفات ذلك الشاب النائم الذي بدا أنه في العشرينيات .. برهة ثم تغيّرت الشاشة لصورة قتال بين الفضائيين و أفراد المنظمة حيث لم تبدو الصورة واضحة ليتابع الشاب كلماته : .. إنها منظمة سرية تستهدف عملياتنا و تحاول القضاء على الفضائيين و قد قامت تحرياتنا الخاصة باكتشاف بعض أفرادها الذين كان لهم يد في فشل مخططاتنا

تغيّرت الصورة المعروضة على الشاشة لتظهر أبيغال .. و يبدأ أحد الواقفين بتوزيع ملفات على الحضور الجالسين ليتابع الشاب : آبيغال فتاة في العشرين من عمرها .. كانت تعيش في ميتم منذ طفولتها حتى اختفت فجأة و نعتقد بأن سبب اختفائها هو انضمامها لتلك المنظمة .. ظهرت كثيراً و هي تستخدم قدرة ما تمكنها من تحطيم بها ماحولها ببساطة عبر موجات خاصة تتحكم بها ..

وصل توزيع الملفات للشاب النائم الذي استيقظ فور وضع الملف على الطاولة أمامه .. فلم يكن سوى كريس - الشاب الذي تعرفه لورا – لتتغير صورة الشاشة فيظهر جوناثان الشاب الأصهب ليتابع الشاب الواقف كلامه : جوناثان .. لم تتمكن تحرياتنا حتى الآن بإيجاد أي معلومات أخرى عنه سوى أنه يملك جناحين يخبئهما طوال الوقت و لا يظهرها سوى حين الهجوم على الفضائيين ..

تثاءب كريس بصورة غير ملفتة حينما كان الشاب يتحدث و بدأ بتقليب صفحات الملف أمامه منصتاً لحديث الشاب الذي أكمل : كاسيدي ويليامز في العشرين من عمرها كانت تعيش في إحدى أحياء لندن الفقيرة قبل مدة حتى انقطعت أخبارها .. ظهرت و هي تكوّن الماء بطريقة خاصة بشتى حالاته

قلبّ كريس صفحات الملف بملل حتى اتسعت عينيه و هو ينظر إلى إحدى صفحاته .. رفع رأسه لتظهر صورة لورا على الشاشة فيتابع الشاب : لورا رادفيلد في الواحدة و العشرين .. تم قبولها في إحدى جامعات لندن حتى اختفت فجأة منذ سنتين .. لديها مهارة عالية في استخدام سيف مطوّر تستخدمه في مهاجمة الفضائيين

اعتدل كريس في جلسته و بدا أنه قد اهتم بحديث الشاب الذي تابع : هناك أفراد آخرين في المنظمة يقومون بمقاتلة الفضائيين في لندن و لكننا حتى الآن لم نتمكن من تجميع المعلومات عنهم .. لكن الجميع لديهم مقدرات خاصة تمكنهم من البقاء في الصف المعارض لنا .. و لكننا رغم ذلك لم نجد أي منهم إلا في ميادين القتال .. و لذلك فإننا مع نشر المستوى الأول سنتمكن من إيجاد المعلومات عن أفراد المنظمة و إنهائهم حتى نتابع عملياتنا بسرية و دون أي تدخل منهم ..

وافق الجميع بحيث أومأ البعض بالإيجاب و الآخر لم يظهر تعابير استنكارية أما كريس فقد حرّك أطراف أصابعه على صورة لورا على الملف بيده .. مفكراً : لورا ..!




__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس