06-03-2016, 02:53 PM
|
|
الفصل الحادي عشر / 2
وقفا أمام ذلك الجدار المليء بانواع الشعر المستعار منها الاسود و الأبيض !
تسألت جولي وهي تنظر للشعر المستعار :أي واحد أختار ؟هذا محير .
رد ريكاردو بعفوية :
الشعر الأشقر !
"لماذا"قالتها جولي بعفوية .
رد بلطف وهو ينظر لعينيها :
الشعر الاشقر يناسبك !.
نظر نحو ذلك الشعر الأشقر الطويل المقصص بطريقة رائعة ،أمسكه بيديه الخمريتين وسحبه ،ثم وضعه ع شعر جولي الحقيقي بينما سحب المستعار المبلل.
أبتسم بإعجاب :ذلك مناسب !
قالت جولي وهي تنظر لنفسها نحو المراءه :حقاً ؟ !
قال ريكي بسعادة ولطف :نعم الشعر الاشقر جميل عليك ،خصوصا ان وضعتي خصلات على وجهك ،ستبدين رائعة .
"ملل ،ملل "قالتها كاسيدي وهي تنظر نحو سرير جولي .
ضحكة أبيغال بسخرية ،فنفخت كاسيدي خديها بغيض .
"لابد انهما هربا معاً "قالها كارلوس بهدوء .
أجابه ليوناردو :أنأ متأكد من هذا ! .
أكمل كلا من كاسيدي و جوناثان بغيض :
لابد أنها ذهبا ليتسليا بمكان ما ،تباً لهما .
قالت لورا بسخرية :
أنكم تشعران بالغيض لأنكما لم تهربا ايضا .
صرخا معاً : مستحيل !.
قالت لورا بهدوء :
لقد قرأت افكاركما .
أخذت تقلب بالملابس هنا وهناك ،تختار بين الفستان والبنطال ،الأسود و البنفسجي .
بينما كأن ذلك الشاب قد أرتدى ثيابه وخرج ليريها لها فقالت بستنكار : قبيح !
فعاد لغرفة التبديل ليلبس اخرى ،ويخرج فترفض من جديد .
حتى خرج بقميص أحمر فتح أزراه الأولى ورفع اكمامه الي مرفقيه ،بنطال أسود ضيق ،حذاء من ماركة [ all star] أحمر اللون .
أبتسمت جولي بسعادة لتقول بالفرنسية :رائع .
أبتسم بسعادة وهو يقول :حسناً ،انه دورك ،ماذا قررتي ؟
ابتسمت بارتباك : لم اقرر بعد ؟هل البس الاسود ،ام الأرجواني ،أم الأحمر .
"جربيهم جميعهم "قال ريكاردو بعفوية .
أخذت تغير ملابس وتخرج ثم تعود كل مره ليقول بملل "قبيح" "لا ""ايمو ""مرفوض".!
حتى خرجت ببنطال جينز ضيق ،قميص بلون السماء بكم قصير وأخر غير موجود،ملي بالكتابات الملونه بالأبيض ،تركت شعر المستعر ينسدل ع كفيها .
ابتسم بسعادة ليقول :رائع .
" حقا ؟!" قالتها بسعادة فأجابها"نعم "
نظرت نحو المراءه بسعادة ثم قالت بتردد :ينقصنا شي ما !.
فكرت من جديد والتفتت نحو ريكاردو لتقول : الاكسسوارت .
أكتفى ريكي بالإيماء.
أخذت تلك الفتاة تستمع للأغنية صاخبة غنتها شابة بصوتها الذي يسرق الالباب أخذت الفتاة تقول :كم اتمنى أن اصبح مثل الفنانة جولي ،صوتها رائع ،نظرت للأمام لتجد جولي وريكي فسألها ريكاردو :يا آنسة اين نجد الأكسسوارات ؟
أندهشت الفتاة وأزدرت ريقها وهي تنظر نحو جولي وأشارت نحو اليمين ،أبتسم ريكي ليقول :شكرا لك .
أقترب من الفتاة شاب يحمل كاميرا وقد كان يبدو صحفياً وقال :لماذا اتصلتي بي ؟الا تعلمين أنني أبحث عن خبر !
قالت بارتباك :أسفة يا أخي لقد كنت اريد منك أن تقلني للبيت ،لكن الأن لدي خبر رائع .
أشارت نحو جولي وريكاردو اللذان أخذا يختاران بين الأكسسوارات ويلعبان .
وقالت :أنظر انها الفنانة جولي ،أنظر لشكلها لابد انها ستطرح ألبوماً جديد بالأسواق ،وأنظر للشاب الوسيم الذي برفقتها هل هو حبيبها !!.
نظرباستغراب نحوهما ليدهش ويقول :عشاءك على حسابي .
ثم أردف وهو يقول :ابن رجل الأعمال كارلوس روبنسون !
أخذ يلتقط لهما الصور وهما يختارن ويلعبا بالأكسسوارات ويقرر حتى التقط الصورة الرئيسية حيث أقترب ريكاردو من جولي ورفعت شعرها ليلبسها ذلك العقد الجميل .
قال وهو يلتقط الصور "عودت الفنانة جولي بعد اختفاء مفاجئ وهل ابن السيد كارلوس روبنسون حبيبها ؟،هذا هو العنوان "
أخذا يسيران بالطرقات بين أخذ الصحفي يتبعهما ويلتقط الصور من بعيد .
أمسك ريكاردو بيد جولي فلتقط الصورة بسرعة ،لكن ريكاردو لم يلبث حتى انطلق يجري بسرعة ساحباً جولي معه وهو يقول :هناك صحفي يتتبعنا !.
أخذ الصحفي يجري خلفهما ،دخلا بسرعة بين الأحياء السكينة حتى توقفا أمام بناية، وصعدا لأعلى البناية ،أخذا يلتقطان نفسهما فقالت جولي :ربما عرفني أو عرفك .
قال ريكاردو :
بل عرفنا نحن الأثنين .
أخذ ينظر للأسفل يبحث عن الصحفين لكن أبتسم عندما راى [ الهايد بارك ] أقتربت منه جولي وقالت :كنت أريد الذهاب اليها اليوم ،لكنه أفسد علي خطتي!!،ذلك الصحفي المزعج !
قال ريكاردو حينها :يمكننا النظر اليها من هنا .
قالت جولي بسعادة وحنين :كنت أحب الذهاب إلى هناك أيام طفولتي.
أبتسم بسعادة ولطف ليقول :حقا ؟ ،أنا ايضا كنت أذهب هناك مع أخي .
"أخوك؟"قالتها جولي بإستغراب
أبتسم بحزن وقال :نعم أخي الأكبر [زاك]
قالت جولي بحماس :حقا ؟أين هو الأن لماذا لم نره ؟
أبنسم بحزن وقال بحنين :لقد توفي .
قال بأسف :أنا اسفة حقا لم أقصد ..
قاطعه بحزن :لاداعي للأعتذار .
أخذت تنظر له بفضول لتقول :ماقصتك ؟هل يمكنني سماعها ؟
"هل تريدين سماعها حقاً ؟ "قالها بهدوء .
أجابت بسرعة :نعم .
-امم حسناً ،عندما كنت بالتاسعة أخذت اترجى أمي وأخي بينما كان أبي بالعمل .
توقف فجأة ليأخذ نفساً عميقاً ويكمل :لقد بقيت أترجى أمي و أخي طويلاً حتى وافقا على الذهاب معي لقد ذهبنا للهايدبارك لنتسلى و ذهبنا مساءاً لمدينة الألعاب ،أتى رجل غريب الشكل لكنني اكتشفت الآن أنه فضائي من المستوى الثالث !،تكلم مع أمي قليلاً و ..
"كيف كان شكل والدتك"قالت جولي بفضول .
أغمض عينيه ليتذكر شكل والدته ذات الشعر الأشقر الطويل ،العينين الزرقاوتين ،بشرتها الخمريه لكنه اكتف بالرد عليها "جميلة مثلكِ".
أبتسمت وأبعدت عينيه عنه بخجل .
أكمل قائلاً :قال لأمي أن تذهب معه لكنها رفضت فسحبها معه بقوة بعد أن أتوا عدة رجال وسحبوها معه ،أنتبهنا أنا و زاك فأنطلقنا خلفهم بسرعة لكنهم كانوا يمشون بسرعة فأخذنا سيارة أجرة، وجلعنا السائق يتبعهم ،شعروا بنا فأخذوا يسرعون بقوة وأخذا السائق يتبعهم ،أتجهوا لضواحي المدينة وبينما كنا نسمع صرخات والدتنا تقول لنا ان نبتعد ونتركها .
لكننا اصرنا على الحاق بها عندما ابتعدنا جدا عن المدينة ،بسبب توقف السيارة السوداء فقد السائق توازنه وانحرفت السيارة بقوة ليدخل نصفها بمبنى مهجور .
خرجنا بسرعة من السيارة لكن السائق كان قد توفي !! ،أنطلقنا مسرعين خلف السيارة ،توقف في منطقة خاليه كانت الساعة 8 مساءاً .
"ماري جدي لي ريكاردو و جولي بسرعة "قالها كارلوس بسرعة .
ردت ماري :"حاضر "
تنهدت كاسيدي الي جلست أمام مكتب كارلوس :
أرجوك دعنا نخرج رجاءاً ،رجاءاً .
رد بصرامه : لا ،لن يخرج احد .
جوناثان :رجاءاً دعنا نخرج ارجوك .
رد بصرامة اكبر من سابقتها :
لقد قلت لا ،ويعني لا ،لن يخرج احد .
صمتت لبره و عيناه تدمعان ليكمل محاولاً منع نفسه من البكاء : بسبب الفضائيين مات كل من والدتي و شقيقي !!فلم يكن مني سوى أستعمال قوتي آن ذاك
أشفقت جولي بداخلها على ريكي , لكنها أبتسمت ابتسامة باهته و قالت : هون عليك
ابتسم ريكي متصنعاً و قال : لا عليكِ هذا ليس مهم الآن .. حدث و أنتها !
جلس ريكي مسنداً رأسه على الجدار و قال بلطف : و أنتِ ؟!
نظرت جولي نحوه كما لو انها تقول " أنا ماذا ؟ " ليفهم عليها ريكاردو فيقول : لم تخبريني عن ماضيكٍ
فتحت كتابها لتبدأ بالقراءه بكل هدوء كعادتها , بينما كانت عيني كارولاين تراقبها ..
" ألم تتبعي بعد ؟ "
قالتها كارولاين بهدوء , لتتلقى تلك النظرات الباردة من لورا التي قالت : من ماذا ؟
توترت كارولاين قليلاً و قالت :
لا شيء ^^"
كانت لورا ستقرأ افكار كارولاين لولا أن قاطعهم صوت فتح الباب ليدخل كل من آبي و كاسيدي
لورا ببرود : ليس من اللائق الدخول دون طرق الباب ..
حاولت كاسيدي إحراج لورا فقالت : هل تطرديننا الآن ؟
أجابتها بسخرية : بما أنكِ فهمتِ ذلك فأريني عرض أكتافك !
صمتت كاسيدي بانزعاج بينما ابتسمت لورا ابتسامه خفيفه ثم أكملت قراءة كتابها .. جلس كل من كاسيدي و آبي على سرير كارولاين
تنهدت آبي بملل و قالت : سيحل العصر قريباً و لن ياتي الأحمقان !
كاسيدي بخبث : لنهرب أيضاً !
نظرت كارولاين نحوها و قالت : سينزعج السيد روبنسون حتماً
آبي : كما أننا لا نعلم متى سيهاجم الفضائيين ! ستكون مشكله إن هربنا جميعاً ..
سكتت قليلاً ثم قالت بانزعاج : لذلك لا تفكرى بأي تصرف طفولي !!
نظرت لورا نحوهم بطرف عينها بصمت ..
" توفي كل من والدي و شقيقي بسبب الإدز .. لا أعلم كيف أُصيب كلاهما به لكنه كان سبب موتهما ! فلم تتحمل والدتي الصدمه و هربت لتتركني وحيدة !! "
قالتها جولي و هي تحاول كبح ملامح الحزن المتسلله داخلها ..
بينما قال ريكاردو بأسى : لم أقصد ..
قاطعته جولي بهدوء لتكمل: كنت أعرف بأن لدي قدرة على صنع الجليد و التحكم به منذ أن كنت بصف الثاني ! و كان شقيقي يمتلك نفس القوة !! أخبرني أن أخفي الأمر عن والداي لذلك لم يعلما بالأمر .. حتى بعد موته ! كنت أحبه كثيراً فلقد كنا نتشاجر و نلعب كثيراً !
صمتت لثوان ثم أكملت : فكرت أن أدخل لعالم النجوم ربما تستطيع والدتي رؤيتي ! و سيسهل علي البحث عنها
نظرت نحو الأسفل بعينين محبطتين تخالف تلك الأبتسامة الهادئة : لكني لم أجدها بكل حال !
نظر نحوها ريكاردو بهدوء .. أقترب منها أكثر و خلع شعرها المسعار لتتساقط خصلات شعرها الزرقاء الناعمه ليقول ريكي بابتسامة ساحرة هادئة : كنتُ مخطئاً ! الأزرق يناسبكِ أكثر !!
أدخل أنامله بين خصلات شعرها و أكمل :
كما أنني واثق بأن اليوم اللذي ستجدين به والدتك قريب جداً !
توردت وجنتيها قليلا و أبتسمت بهدوء .. و فضلت السكوت على الحديث فلسانها لم يلتقط كلمات لائقه لموقف كهذا ! بل أنها نسيت حتى الأحرف في تلك اللحظة
استفردت بنفسها في غرفتها و هي تمسك بإحدى الكتب على سريرها , بدا أنها تقرأ الكتاب بهدوء فقلبت صفحة لتفتح كارولاين الباب بسرعة مما شتت ذهن لورا التي أدارت رأسها نحوها على عجل .. ارتسمت السعادة على وجه كارولاين و هي تلتقط أنفاسها في حين استطاعت لورا فهم مايجول في عقلها فابتسمت بخفة و أكملت قراءة الكتاب .. لتنطق كارولاين بسعادة : لورا ! لقد وصلا ريكاردو و جولي .. إنهما بخير
لورا ببرود : اممم هذا جيد
استغربت كارولاين ردة فعل لورا الباردة و لكنها سرعان ما أدركت بأنها هكذا على الدوام مما جعلها تفكر في داخلها : على الرغم من أنني أخبرتها بقلقي عليها ذلك اليوم و أنها من الأفضل ألا تبقى وحيدة هكذا .. لكنها تصرّ على ذلك و كأن هناك حاجزاً تضعه بيننا .. لماذا تفعل لورا كل ذلك ؟
حوّلت لورا بنظرها على الساعة التي ترتديها على ساعدها الأيسر حيث تشير إلى الرابعة و النصف لتجول بضع كلمات في رأسها " يهمني جداً أن تقابليني في شارع بيكر , بعد الساعة الخامسة عصراً .. من أجل شيء يهمّك و يهمني بالدرجة الأولى !" .. هكذا أغلقت لورا كتابها و نهضت و هي تضع الكتاب على المنضدة بجوارها حتى تنبّهت كارولاين إليها و حدّثتها بارتباك مقطبة حاجبيها : لـ لورا .. لم أقصد أن أزعجك
لورا ببرود و هي تخرج من الحجرة : لم تفعلي ذلك
شعرت كارولاين بالذنب و هي تتبع لورا ببصرها حتى اختفت من نظرها بل إنها بدأت تعتقد بأن حديثها مع نفسها بشأن لورا هو سبب خروجها و لذلك ظلت واقفة مقطبة الحاجبين ..
" مالذي دفعكما للهروب هكذا ؟ " قالها روبنسون بعصبية و هو يصرخ في وجهيهما .. في حين اكتفى ريكاردو و جولي بالصمت و هما يغمضان عينيهما بانزعاج من دوي صوت روبنسون في أرجاء الحجرة و يقفان أمامه الذي يجلس خلف مكتبه فتابع توبيخه : ألا تعلمان بأن هناك من يبحث عنكم و يريد القضاء عليكم ؟ ألم أخبركم بذلك ؟ اجيبا
رد ريكاردو بصوت خافت و نبرة اعتذارية : بلى
روبنسون موبخاً : هل تظنان الأمر لعبة و أنتما تتسكعان هنا و هناك بدون أي حماية ؟ أنتما معاقبان من الآن و لن اسمح بخروجكما للمهمات من الآن فصاعدا إلا في الحالات الضرورية ..
جولي مقطبة حاجبيها : و لكن ..
قوّس ريكاردو حاجبيه ليضيف : أنا من أرغم جولي على الخروج معي و قد كانت فكرتي .. لا تعاقبها
أردف روبنسون بحزم بعد أن هدأ : لا تهمني فكرة من كانت .. جميع من لن يلتزم بالقوانين فهو معاقب
وقف عاقداً ذراعيه بهدوء مسنداً جسده على حائط إحدى المباني ذات اللون البني الموجودة في ذلك الشارع المسمى بـ بيكر .. كان يراقب الناس المارّين أمامه هنا و هناك و قد لفت انتباهه طفل يلقي بورقة مكوّرة على رصيف الشارع فامتعظ وجهه .. حتى نطقت إحداهنّ : اللقاء هنا يؤكد سرية المعلومات التي ترغب بأن تخبرني إياها .. و لكنك نسيت بأن الخروج من هناك ممنوع يحتّم العقاب
أدار رأسه ببطء ليجد لورا التي وقفت بجانبه و قد ارتدت قبعة رمادية تتناسق من لباسها الأسود و الأبيض الذي ترتديه غالباً .. ليضيف ليوناردو بابتسامة ساخرة : رجاء .. ألا تحاولي قراءة أفكاري
لورا ببرود : لماذا ؟ هل تحاول أن تخبرني الأمر بطريقة تدريجية ؟
ليوناردو بهدوء : كريس بآريت !
اتسعت عيني لورا فور سماعها الاسم ليردف ليوناردو : أخبرني روبن بالأمر ..
عن تلك العلاقة التي كانت تربطكما قبل أن ينضم إلى الحزب المعارض
أشاحت لورا بوجهها قليلاً ليتابع ليوناردو : لقد كنتِ تعرفينه جيداً .. و لذلك فأنا أريدك أن تخبريني كل شيء عنه .. وجوده في تلك المنظمات المتمردة يعني خيط جيداً للامساك بهم و إعاقتهم عن إرسال الفضائيين .. و تدميرهم
لورا ببرود : أنا لم أعد أعرف أي شيء عنه و لذلك فإن كل ما سأقوله لك لن يعني شيئاً
ليوناردو بحزم : بلى يعنيني .. أولا يعنيك الأمر أيضاً بإنهاء ما بينكما أنتِ و كريس , أم أنكِ تريدين التستّر عليه ؟
جملته الأخيرة فاجأت لورا مما جعلها تنفعل و تجيبه بحزم : و ما شانك انت ؟
ابتسم ليوناردو بخفة و تقدمّ نحوها ببطء وهي تراقبه محاولة قراءة أفكاره .. لكنها لم تستطع مما رسم على وجهها علامات الأسى التي فهمها ليوناردو بطريقة أخرى و هو يضع يده على رأسها لتندهش من حركته الفجائية و أضاف بابتسامة : فكري بالأمر و اخبريني .. يجب أن نضع حداً لكل هذا أيتها الشآبة
أدارت لورا رأسها نحوه بسرعة لكنها لم تجده بجوارها
حيث استعمل قدرته بالاختفاء متنقلاً .. غير مبالٍ إن لاحظ أحد المارّين ذلك ..
سمح لها السيد روبنسون بالدخول إلى مكتبه بعد أن طرقت الباب ثلاثاً و هو يجلس على مكتبه قد دفن وجهه بين الأوراق .. و ما إن دخلت و أغلقت الباب خلفها حتى نطقت ببرود : لقد خرجت خلسة من أجل لقاء أحدهم .. عاقبني !
ترك روبنسون جميع ما بيديه و هو يرفع برأسه نحوها و ملامح الاندهاش ترتسم عليه ليجد صاحبة الشخصية الجافة تقف في منتصف الحجرة محاولة إخفاء سمات الشرود و تعيد كلماتها : لا يحق لي أن أفعل .. عاقبني ! < من الواضح بأن لورا شعرت ببعض الذنب بسبب علاقتها القديمة بكريس باريت
ولذلك فهو السبب الرئيسي الذي جعلها تشعر بأنها يجب أن تتم معاقبتها وليس لأنها خرجت للقاء ليوناردو
ارتسمت ابتسامة على وجهه بينما كان نظره متجها نحو النافذة .
ردد : آهلا ريكي !
ألتفت صوبه ليرى وجهه المتجهم الغاضب ..
سأل جون في حيره : يبدو انك عوقبت على أفعالك ..
ارتمى ريكاردو بجسده على سريره وهو يتمتم :
ولكن قضيت وقتا ممتعا على عكسكم .
صرف جونثان نظره عنه و قال في خلده
"لا يبدو طبيعيا منذ ظهر عمه هذا"
فتح الباب بقوة مما جعل جونثان يستنتج :
كايرو .. كم مرة نقول لك ان لا تفتح الباب بهذه الصورة ؟
بادله كايرو بنظرة لا مبالاة , وركز على عودة ريكاردو هنا .
فقال مستفسرا : إلى اين هربت ؟
وضع ريكاردو وسادته فوق وجهه و قال بصوت غير واضح : اصمتوا فحسب .
كانت تلك الفتاة ذات الشعر الأسود القصير ترتب ملابسها وبعض أشيائها المتناثرة, أما عن آبيغال فقد كانت تجلس بهدوء على سريرها .
قالت بملل: أصبحت الأجواء هنا مملة مؤخرا .
أيدتها كاسيدي : نعم .. يجدر بالسيد جونسون تقديم مميزات آخرى .
تابعت وهي تنظر لأحد دفاترها : تبا !
قالت آبيغال : ماذا ؟
انكرت كاسيدي : لا شيء .
تابعت آبيغال بصوت كئيب :مهما يكن جولي تستمتع بوقتها لأنها خالفت القوانين .
جاء ذلك الصوت الأنثوي المنزعج : لو تدري بما عوقبت .
أتجهت عينا كاسيدي الرقاوتين نحو باب الغرفة و آبيغال كذلك .
تهكمت كاسيدي قائلة : ذكرت الشيطانة فجاءت .
عبست جولي أكثر لتقول : لا وقت لك الأن .
نهضت أبيغال من سريرها لتتجه نحو رفيقتها .. و تسألها : مالذي جرى آخبريني .
رفضت الحديث بقولها : ومالذي يجعلني أخبرك .
قالت آبيغال بانفعال : أولا استمع لتذمرك طوال اليوم ولا استطيع ان استمتع ولو قليلا من حكايتك عن العالم الخارجي .. تبا أشعر انني في سجن بحكم الأبدية .
ضحكت كاسيدي رادفة : انظروا من يتشاجر الأن .
جلست جولي على طرف سريرها مع ابتسامة خفيفة على شفتيها ..
بدأت تسرد موجز ماحدث : إليكما الأمـر .. هربت مع ريكي ..
جلست آبيغال جواراها لتردد خفلها : ريكي ها ؟!
عارضتها جولي : ألا تريدين سماعي ؟
تغيرت ملامحها وهي تقول : آعتذر أكملي .
أكملت جولي وهي تشير بيدها مع حركات تمثل كلماتها : ذهبنا لمدينة الألعاب .. واستمتعنا هناك كثيرا .. لا أٌقصد أغاظتك آبي .. وبعدها اتينا إلى هنا ليعاقبنا السيد بأسوء عقاب على الأطلاق .
أقتربت كاسيدي أكثر و قد كسى وجهها علامات الفضول .
أطلقت جولي تلك الكلمات بعشوائية : سنحرم من آي مهمات آخرى .. وسنكون كفريق دعم لكم .
شهقت آبي في صدمة فهذا الأسوء كما قالت جولي , بقائهما هنا حبيسين دون آي مهمات سيملان او ينفجران من الملل ..
هونت كاسيدي مصيبة جولي بقولها : تذكري المستوى الثالث قد ظهر تقريبا و نحتاج لمن يوقف الفضائي الأحمق بجليده كما ان كرات النار مهمة في عملنا .
ابتسمت جولي لتقول :
أعتقد ذلك .
ظهرت ابتسامة على وجهه فازدادت تلك التجاعيد .
قال بوقار : لورا لورا لورا .. أنت الوحيدة التي لا أشك بعقلانيتك و حسن تصرفك .
أكمل بصوت هادئ : أنت لست ابدا من النوع الذي يهرب دون سبب هام , واعتقد أني قد عرفته .. لذا فهذه المرة قد سامحتك .
تنهدت لورا بعمق ثم حركت أصابعها بهدوء و أردفت : في الحقيقة ...
قاطعها بنبرة تميل للأبوة : لورا .. عودي إلى غرفتك و خذي قسطا من الراحة فهناك العديد من المهمات التي ستواجهنا .
طأطأت برأسها و همت بالخروج إلى انه اوقفها بكلمة : أقدر صراحتك معي .
أمسكت بمقبض الباب حين قالت بصوت اشبه للهمس : شكرا لك .
وخرجت من المكتب تاركة السيد روبنسون فخورا بما أنجزه مع هذه المجموعة الرائعة . نهاية الفصل الحادي عشر
سأترك التعليق حر بالنسبة لفقرة الأسئلة ..
والمعذرة لعدم وجود توضيحات أو تعليقاتي الخاصة في هذا الفصل
بسبب انشغالي < كأن تعليقاتي مهمّة
الفصل القادم سيبدأ كريس بتحركاته
ولكنني لن أستطيع طرح شيء خلال رمضان
لذلك .. رمضان كريم
وترقبوا الفصل القادم في العيد بإذن الله
وكل عام وأنتم بخير
|
|