عرض مشاركة واحدة
  #61  
قديم 07-08-2016, 05:21 PM
 
الفصل الرابع عشر / 1




على صَوت ارتِطام الباب بقُوة .. بل الصدى الذي أخذ يتردد جراءه أصبح النظر متوجهاً لروبنسُون
الذي احتدت نظراته و اصطكَّت بوجه ابنِه ريكاردُو .. الذي بدا عليه التوتُّر رغم محاولاتِه اليائِسَة بتحريك وجهه يُمنَة و يسرة
و هو يعض شفتــه السُفلى بلا كلل !

تحدّث روبنسون في جسَارة بالِغَة غير مباليً بما حدث حتى الآن من اختفَاء لُورا
أو حتى خروج ليوناردُو من ساحة الغُرفَة و توّعده بالخروج من القصة نهائيَّاً قال روبنسُون بقُوَّة :
- لم أعهدكُم أطفالاً أنانيين من قَبلْ .. أغبيَاء و مُتعجَّلين أيضاً !!

[ حمْلَق الجميعُ هُنـا .. نظرُوا بثبات إلى حيثُ يوجد روبنسُون قد تكون وجوههم تحمل طوابع
مختلفة و لكنّها كانت مُهتمَّة و اهتمَّت بـآذان مُنصِتة , مرر العجُوز روبنسون نظراته على سقف الغُرفَة بوقفة وقَار
مالبثَت أن أنقلَب معيراً إياهُم ظهَرَه , ]

أردَف بعد أن ارتفع صوتُه عن السابِق و عَلا :
ماذا أكُل شخص يُريد أن يُنهي ما يعكُر صفوه على حساب الآخَر .. أي ُّ أنانيَّة آتت أكُلُها معكُم ؟ لماذا تُحاولون أن تكونُون عرقلَة ..
بدل أن تكُونوا سبباً يعيد للنَّـاس أمنهم و طمأنينتَهُم ؟ ماذا تُحاولون أن توصِلُوا من كل تصرفاتِكُم لفترة ٍ حتى الآن ؟
إنني لا أفهَم كيف تفكرُون اللحظــة و لكنني أعلمُ تماماً نِهايتـــه و نهاية الأنانيَـة التي طغت قلوبكُم و لم يعُد لها أدنى حُدود لإيقافِها !
إلى فترة من هذه الجلســة لا أريد رؤيَة أحدكُم أمامي و ستكُونُ مَـاري موجُودة
لأي أمر طارئ أو ضروري ْ يحدُث , انتَهى الحديثُ فإلى غُرفِكُم رجاءً .

استدار روبِنسون ليجلس على كرسيه الجلدي الأسود و هو يضم كفيــه تحت ذقنِه
ينظُر خروجهُم بملامح بارِدة و كارهَة لبقائِهم و لو لثانيـــة واحِدَة

أطرقت كاورلاين طرفها للأرضية الرخاميــة و كأنت عينيها توشك على أن تٌهمر المَطر وهي تطقطق أصابعها بتُوتر خلافاً
لــريكاردُو الذي أخذ الغضب يشتعل بقلبِه و أي شخص ينظر إليه سيعرف مقدار الغضب الذي بداخِله و مايزيد ذلك إيقاناً هو دفعه لكرسيه ليضرب في الطاولة
و يسقط على الأرض من شدة الدفعةْ .. وضعت جُولي يديها على ظهر ريكاردُو و هي ترفع
حاجبيها في اغتياظ من فعلتِه و همَّت بصفع ظهره حاثةً إياه على الخُروج ْ
انتهى المطاف بخروج رفاقِنا سكُوتاً من الغُرفَة


------------------------------------------------------------


14

دقيقَـــة مضت (على ذلك التوبيخ ) لتدخُل ماريْ حاملة كُوب الماء بيدِها
لتضعه أمام روبنسون و تقول بإجلال :
- سيّدي .. أرجو أن تتناول دوائِكْ ~

ضحِك روبنسون وهو ينظر لكأس الماء حتى يقول بحدة :
- إن كنتُ أنا أملك دواءً لمرضي , فأين يوجد دواء سخافاتهم و طفوليتهم تِلك ؟!!

ردّت ماري ببسمة ضاحكة :
- سيّدي .. أتذكُّر أننا حينما كنَّا مجندين للمرَّة الأولى ألقيت علينا خُطبة عصمَاء كما فعلت قبل قليلْ
حتى قبل أن تشهد منا أي فعلْ .. و ختمت تلك الخُطبة بذلك السبب الذي دفعك لقولها ألا وهُو :-
[ أنَّك لا تريد منّا أن نقع في ما وقعت فيه قَبلاً .. كنت تريدُنا أن نبقى أُناساً مؤثَّرين و مُؤْثِرين
و أن ندع الأنانيـة جانباً , تلك الأنانيَّـة التي ضيعت أخوكَ مُسبقاً و ضيعت زوجتك و طفلك بعدَها !! ]

تنهيـدة طويلة أصدرها روبنسُون في محاولة لخروج تلك الكُتلة الثقيلـــة من صدره و قال :
- أي تضييع فعلتْ ؟؟ أنا لم أضيَّع فقَط مَاري , بل قتلتُـــه , قتلتُهُ بــسذاجتي و أنانيَّتــي .

و أغمَض عينيه بقُوُة و كأنًّه مستعدّ للبَـوح بما فيها من آلامْ !
ربتت ماري على كــتف السيَّد روبِنســون مانحَة إيَّــاه رسالة مغزاها :
- أن اصبِــــر سيَّــــديْ !

مسح على وجهه و أبدى الحديث من جديـــد في حالٍ جيَّدة :
- هل خرج حقاً ليونـاردو من المؤسســة بأكمَلها ؟ ,

ظهر شبح سخريـــة على عيني ماري و هي تهم بالقول :
- أنتَ لا تعرِفُ مديرة أعمالِك بعـــد سيَّد روبنسُون , بطريقة ما استطعتُ أن أغير وجهتُــه
لكي تطُول مدة مكوثـــه معنَــــا ~_~

تبينّت أسنان روبنسون لشدّة بسمتـــه و أضَـاف :
- أنا أعلمُ بالفعل أنَّــه لن يهرُب بعد أن وعدني بمساعدتي , ^_^
- سيَّــديْ أتمنى أن أسمع كلمةً منك فقط في مدحِيْ o_o

[ نطقتهَا ماري و هي تُسدل الستَـارة لتخطو هي و السيد روبنسون خطواتٍ واثقـــة للخروج من المكـان ٍ ! ]

و سكنت الأضْوَاء ,,



بينمَا ينتظر على مقاعِد الإنتِظَــار خارجاً على ذلك الممـــــر الممتد الأبيض ,
حيثُ جلس ليونــاردُو مُنتظراً الطبيبْ .. دقائِقُ مرت و كأنها ثواني على ليونــاردُو على صوت
خُطَى نعلي الطبيب و هو يخرج من غرفتـــه .. وقفَ ليو بأدب و سلم على الطبيب " بيتَــر "

تحدّث بيتر بحُبور :
- آسِف إن كُنتَ تنتظر خُروجي و قد تأخرتُ عليكْ !

ابتسم ليونـاردو و أجَـاب :
- أبداً , أيها الطبيب بيتَـر لم تتأخر مُطلقاً , بالأصل للتو وصَلت ْ .

و مد ابتسَامَــــة جَـامِدة ليحدث بيتر نفســـه :-
" أكادُ لا أصدَّق أن هذا الرجل غريب الأطًوار يكون أخُ السيد روبنسون الموقَّر "

- كُح .. اعذرني على مقاطَعة تفكيرك سيد بيتر و لكن هلّنا أن نتمشى قليلاً في أرجاء الممر
أريد أن أحادثُك ببعض شَــأن !

رفع الطبيب بيتر عينيـــه حازماً و سأل بيقين :
- هل أفهم أن الأمر يتعلَّق بــ كايرُو ؟

حرَّك ليونــــــــــــارد رأسه إيجابــــا بـ " نعَم ْ ! "

ثم أضَـاف قائِلاً :
- و قبل هذا هل لي بزيــارتِه ؟





في إحدى الغُرف التي امتــدت مُتجاورةً قُرب بعضِهَا البعض ْ أطّلت تلك العينين تُشاهد الفوضى المتراميَّـة
في كل مكان داخل الغرفة الضيَّقــة .. تكلَّمت كارولاين باكتِئـاب :
- هل حقاً تُرددني أن أبقى معكُن ّ هُنــا ؟ =_=

تكلمت جُولي بعُلو مُصطنع قاصِدة إضحاك الجميع :
- بالطَّبع عزيزتي , نريدُك أن تكوني بجانبنا فأنتِ ابنتُنا الوحيدَة و نخشى عليكِ من الوحوش المفترِسَـة
التي تأتي ليلاً !!

و تلاعبت بشعرهـــا الحريري النَّـــــاعِمْ
لم تفتح عينيها الزرقاوين إلا بــالوسادة تُلقى في وجهها من قِبل كاسيدي
التي قالت بسُخريــــة :-
- مُزاحك ليس مُضحِكاً جُولي ~
- ماذا ماذا ؟ >_< آنسَة كاسيديْ الشَّمطَــاء ْ !

و ابتدأت الحرب العالميَّـة الثالثـــة بين كّلاً من كاسيدي التي لم تستطع إخفاء ضحكاتِها
و جُولي التي أخذت تحاول رسم ملامح غاضِبــة , و السَّلاح هِي الوسـائد البيضَـاء المسكينـة , !
كانت أبيغَال تراقب أحداثها من على كُرسي مكتبها الخشبي إلا أن لفت انتباهها كارولاين
التي كانت تتنهد يائِســة بصوتٍ منخفِضْ ..

تحدثت أبيغال مقاطعــة وهي تسند رأسَها على طاولتها المستطيلــة :
- مابكِ كارو لم لا تتحدّثين حتى يستطيع الجميع سماعك , !

[ آه ! ] هذا ما استطاعت كارولاين التفوه به فلم تستطِع كتمان دهشتها من ملاحظـة أبيغال لها و اكتفت بالصَّمـت ْ .
أكمَلت أبيغال بحريــة حديث :
- اسمعي عزيزتي من الجيــد أن نخجَل فنحن في النهايـة لسنَ سِوى فتيـات و الخجَل كالحاسّـة السادسـة بالنسبة لنــا ,
ولكن عليك ِ أن تدعي لنفسك إنطِلاقَـة مُتحررة .. أن تُبدي آرائِك و أفكارك بقوة
وثقـــة دُون خوف من أحد أو قلق من المُستقبَل حتى لو اضطررتِ للعمل وحدكْ !

عِديني أن تكوني كذلك ؟ و رفعت حاجبها تأكيداً لكلامِها .

ابتسمت كــارولاين بسرور و أجابت :
- أجَل , ^^



مع ضوضَـاء الفجر الهادِئـــة و ترانيمــه الخلَّابــة بفضل الطيور التي بدأت بالتحليق مجدداً
على نغم تساقط أوراق الأشجَـار الصفراء , خرج ذلك الرأس من خِلال غطاء نومِها الأبيض وهي تُراقِب الفتياتْ الثَّلاثْ
همسَت بحُزن و هي تنزع الغطاء عنها بخفـــة :
- آسِفــة , أعتقِدُ أنني سأطبَّق نصيحتِك هذه المرة أبيغَـال , !

مشت بخفوت لتأخذ ملابِسها و تخرجْ من الغُرفَــة وهي تتسلل ببطئ ,
وضعتْ تلك النظَّـارات السوداء على عينيهَا و غطَّت شعرها بقٌبعَـة سوداء و زحفت للخارج
دُون أن يراهاَ أحد مستطيعة المرور من أسوار المنظمــة بلا أية إزعـــــاجْ ..

فردت يديهـــا وهي تمشي بين طرقــات لندن العريضـــة و كأنها طائر يخرج للمرة الأولى من
قفصِــه , تمشي وفي ذهنها هدف واحــد ألا وهُو إيجاد مُوقع [ ليونــارد جاكفيلدُون ! ]

قرأت تلك اللوحة الضخمة وهي واقفــة بخضوع أمامها قد كتب عليها :
// مؤسســـة الإتصالات البريطـانية //

ابتسمت بثقـــة وهي تحرك نظاراتها بكبريــاء :
- هنا سأصل إليك سيد جاكفيلدُون ؟



[ في الداخِــــل ]

- أوه عفواً سيــدي أنا أبحثُ عن قريبٍ لي يعيش هنا في لندن و للأسف لا أملك رقم هاتفــه أو حتى موقع منزلــه هل لك أن تساعدني سيدي , !
قالتها كارولاين وهي تدَّعي التوهَـان و البحث الجاد عن قريبِها ..

رد عليها موظف المكتب بتوتر :
- عُذراً سيدتي ولكن معلومات عملائِنــا تكون سرية لدينا ولا يمكننا إطلاعها على أي أحد ْ !

ظهر الحزن على ملامحها و اصطنعت نزول الدموع من عينيها وهي تهمس بصوت عزمت على
اسماعه للموظـف :-
- تباً .. قدمت من سويسـرا خصيصاً كي أرى قريبي و في النهايــة أعود قبل أن أراه , سامحيني يا جدتي على تقصيري حقاً سامحيني و ليسامحني الرب أيضاً , o_o

بعدهـــا كادت أن تخرج لولا نِداء الرجل لها و الذي خجل من أن ترحل بدون أن تقابل قريبها المُزعوم ,
قال الرجُل بمثابرة :
- ما اسم قريبكِ آنستي ؟

أجابت بتعجُّل و الضحكَة تحاول الخروج من أعماقِها :
- اسمُـــه , جاكفيلدُون السيّد ليونـاردُو جاكفيلدُون ؟ أريد عنوانـــه لو سمحتْ !!!



[ داخِل مقر المُنظمــــة ]

كاسيدي بفزع :
- مــاذااا ؟؟ كيف كيف خرجت كارولاين من هُنــا ؟!

سدت أبيغال فم كاسيدي بيديها و هي تهمس بــ آشششْ .. حتى هدأت :
- لا تقلقي كاسيدي كارو لن تقدم على شيء يودي بنهايتها !!
- ولكن !!!
- من دون لكن كاسيدي ,, لطالما كنا نريد من كارولاين أن تتغير و قد حانت الفرصة حتى تفعل ذلك ْ لذا وكأن شيئاً لم يكُن نحن لا نعلم أين ذهبت كارولاين و لا كيف ؟!

و غمزت بعينها ,

- حسناً =___=



أمسكت تلك الورقــة بطرف فمها وهي تربط حزام معطفها الصوفي والذي أخذ لون البني
لتؤشر بيديها موقفــة سيَّـارة أجرة مالبث أن وقفت سيارة حتى ركبت و تحدثت بسرعـة :
- شارع ويست هام العمومي , بوسط لندن رجاءً !
- أمرك سيدتي , قالها السائق وهو يحاول رؤيــة ملامح من ركبت معــه فدونما فائِـدة ~

و بالفعل استطَــاعت كارولاين أن تصل للهدف المنشود سِوى أنها ضاعت و أكلت الدهشــة منها ما أكلت تجاه تلك البيوت الفاخــرة كانت ترتقب بين أي التفاتــة و ما دونها أن تجد بيتاً صغيراً أو ما أشبهه
كي تجزم كونه بيت [ ليونــاردُو ] جامع القمــامة مُتبلِّد الملابِس , >_<
ولكنها في الأخير استسلمت وجود بيت كهذا في حي راقٍ ساده الهُدوء و الحضـارة الزاخرة ~

مع هبوب ريحٍ خفيفــة أفاقت كارولاين لتدس يديها الباردتين في جيب معطفها بعد أن نسيت قبعتها
في سيـارة الأجرة , و الذي دفعت له مقابل توصيلها [ 10 ] جنيهات استرليني , ×_×
أخذت تدور لتقرأ أسماء البيوت حتى وصلت قمة ذلك البيت في آخر الشـارع و الذي كتب عليــه
بيت آل جاكفيلدُونْ !

و بدون أن تتردد صعدت الدرجات الأربع و دقت جرس الباب الخشبي الكبير , ^^
دقةُ واحِدةُ فقط إذا بكبير الخدم [ تشارلي ] يفتح لها البَّــاب كي يتفاجأ بحضور
شابــة صغيرة إلى بيت سيده , ابتسم بحنُو و قال :
- كيف أخدُمُك آنستي ؟

جفلت كارو للحظــة حتى تقول باندِفاع :
- هل يسكن هنا السيد ليونـــاردو حقاً ؟

فتح تشارلي عينيــــه فقد كان ما سمعه غريباً لدرجة تورد وجنتي كارولاين التي
ابتسمت بغبــاء محاولةً إخفاء توترها عن خطأها اللامقصُود ,

أجابها تشارلي بعد تبسمـــه :
- بالتأكيد هذا منزل السيد ليونــارد وإلا لما جئتِ إليه صحيح ؟
- .. أجل صحيح .. كل الصحَّـة .. إذن هل أستطيع مقابلتِه .. ؟

فتح تشارلي الباب على مصراعيــــه و ركع استقبالا للضيفـــــة الصغيرة الغريبـــة , !

على ذلك الكرسي الطويل والذي توسَّط غرفـــة المعيشة ذات اللون الذهبي
المسطر بالآرائك الحمراء والسجاد البيجْ المتموج بدرجاتـه الغامقـة , كان مستلقياً
بطريقــة شخصٍ مهمِل حيث كانت قدمه تمتد فوق الأخرى و قد غطى وجهه
بيده اليسرى بينما بقيت اليمنى على صدره , ..

تنحنح تشارلي باستحيـاء من تصرف سيده أمام الشابة الصغيرة حتى قال بفشل :-
- سيدي ْ .. سيدي -_-

تحدث ليوناردو بهمهمــات نائم :
- مممه , مالأمر تشارلي ؟ دع الأمور جانباً و لا تزعجني ,,

وتحرك ابوناردو في نومـــه , بينما بقيت كارولاين واقفــة كالصخر فقد كان ما رأت
آخر ما تتوقَّع .. لازالت غير قابلةً لفهم وضعية " جامع قمامة " في قصــــر !!

أردف تشارلي و النار تشتعل حوله :
- سيدي ,, الأمور ليس وكأنه قابل لأجعله جانبــاً , فهيا انهضْ !

ضربت كارو بحقيبتها الطاولـــة و شفتيها تتحرك غضباً حتى تقول بثقــة :
- سيد تشارلي , هلا أعددت كوبــا قهوة ؟ ودع مهمـــة إيقاظ السيد ليْ , ^_^
- كما تريدين آنستي , o_o

شمرت كارولاين عن ساعديها وهي تهمس :-
- إذن .. لن تستيقظ بالمعروف يا سيــد فلا بأس ؟

ثُمَّ
[ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـــ ]

هكذا و بجانب أُذُن ليونـــــــــاردو ليسقط من على الأريكَة فزعاً ~
وهو يصم أذنيـــه لينظر نحوها ويقول بجنون :
- هل أنت مجنونــــــــة يا .. مَن أرى هُنا ؟

حك ليو شعره وهو يحاول تثبيت ما رآه لينطق :
- كارولاين !!

ابتسمت كارو في رضا شامخ وهي تردف :
- ومن غيرُهــا ؟
- حسناً , حسناً فهمنا .. قالها وهو يعود أدراجه ليجلس على الكرسي

و يشير إليها بالجُلوس بجانبـــه , ترددت قليلاً ثم جلست كما أشـــار إليها وعاد صامتاً
وكأنه يكمل نومــه جالساً حتى قطع ذلك تشارلي وهو يضع صينيــة القهوة على الطاولــة و يغادر

نظر إليه ليوناردو بطرف عين و نطق :
- من الذي طلب منك إعداد قهوة ؟

قبل أن يتلفظ تشارلي أتاه الرد سراعاً من قِبل كارو التي رفعت عينيها بطفوليــة بالغة و ابتسامـة عذبة :-
- هذه أنا سيدي , من قام بطلب القهوة لكْ !

تناول كوب القهوة و أخذ يرتشف منه رشفـــة طويلة حتى توقف و استطرد قائلاً :
- و إذَن ؟ مالذي جاء بك إلى هنا ؟ و هل أتيتِ وحدَك ؟!!

نظرت كارو إلى يديها قبل أن تبدأ حديثها الطويل و الذي شغف بـــه ليُّو وتحمس
لسماعه فأن يجد الفتاة الخجلـة قد قدمت إليه وحدها , قصــة كامِلة !

- الحقيقــة , جئتُ إليك طالبةً أن لا تخرج من المنظمــة وأن تبقى رئيسنا أرجُوك
سيد جاكفيلدُون .. لقد رحلت لورا قبلاً و لا نعلم أين هي الآن و فقدنــا كايرو الذي لا زال يمر بحالة صحيــة حرجــة و إن فقدناك فحقاً لا أمل لنا بالبقــاء كمنظمــة تريد طرد أولئك المخلوقات البشعة عن أرضِها !
سنُهزم إن تفرَّقنـــا ~

ظهرت شبح ابتسامــة ساخرة على محــيَّــآ ليونارد و نطق :
- و المطلوب ؟

نظرت إليـــه كارولاين بقهر كلماتها المدفوعـــة :
- أن لا تنسحب بعد أن دخلنا في العمق أيها القائــد , فلدينا مهمــات كثيرة ,

ابتسم بخبث وهو يقرب شفتيه من أذنها وهو يهمس :
- بشــرط ْ , أن تكوني ...... !!

علا صوت ليونارد وهو يقول :
- آه , بالمناسبة أنا جائع و لم أتناول إفطاري بعد , فهل نذهب ؟

لا زالت كارولاين متجمدة في مكانها بعد كلمات ليو المهموســـــة في أذنها و التي تتردد بعنف ~
ارتدى ليوناردو معطفــه الأسود الطويـــــل و أغلق أزاريره ليهم بترتيب خصلات شعره
المبعثرة , و يمد يديـــــه لكارولاين !

التي استجابت واقفـــــــة و خرجت لتناول الإفطـار معــــه بعد أن نظرت لساعته بغبـاء :-
- للمرة الأولى أرى شخصاً يأكل إفطـاره في الساعة الــ حادية عشر , =_=
- وماذا أفعل إن كان هذا الشخص أنا ؟ ولا تقلقي أنا أفكر بالأمر .



هناك في ذلك المكان الهادئ و الذي أشعل نوره ضوء الشمس المنبعث من نوافذ المحل
الصغير بزاوية ضيقة بان منها جلوس ليو و كارو لتناول الإفطــار بينما الحقيقــة أن كارولاين
هي من تأكل و ليو جلس متكئاً بيده تحت ذقنــه يتابع أكلها وهو مصاب بأزمــة إخفاء ضحكــة !
رن هاتفـــه بانتظام مما قطع عليه مشاهدة كارو نظر إلى المتصل فاحتدت عيناه ونهض واقفاً
كي يبتعد عن المكان بهدوء بينما أشار لكارو بالجلوس ساكنــة ~

- ألو , نعم .. أجل أنا كريس ذاتــــه , ومن أنت ؟
- لا بأس , معك جاكفيلدون عزيزي و أشكر لك اتصالك رداً على اتصالي المسبق !!
- حسناً سيد جاكفيلدون ,, أبدا لا داعي لشكري ,, هلا أخبرتني عن سبب اتصالك السابق ؟
- عذراً .. الموضوع لا يصح أن نناقشــه على الهاتف أتمنى مقابلتك قريباً إن شئت اليوم ْ ~
- اليوم ْ !!! أعتقد أنني متفرغ ,
- إذن أراك على جسر لندن القريب من ساعة بيج بين , إلى اللقَـاء ْ .
- عفواً لم تقل لي من أنت حتى الآن و بأي صفة تقابلني ؟!
- بصفتي جاكفيلدون تاجر المعلومــات ~

ختم مكالمته الهاتفيـــة بابتسامة مرسومـــة وهو يدخل هاتفه في جيبـــه
و يستقيم جالساً , وما إن فعلها حتى بـــزجاج النوافـــذ ينفجر منكسِراً لينحني ليوناردو
وهو يصرخ على كارولاين ومن في المحل بــ " انبطحوا للأسفل !! على الأرضْ " ~



خرج من الردهــة المجاورة لغرفــة لورا , وهو يقوِّس حاجبيــه بتفكير ْ , !
همَس بغبـاء :- تاجِر ُ معلُومَــات ْ !! مالذي يعنيــه ؟





__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس