عرض مشاركة واحدة
  #74  
قديم 07-22-2016, 10:17 PM
 
الفصل السابع عشر / 2






جـالت عيناها في الغرفة المسطيلة الواسعة , تفحصت المكتب وما عليه من أقلام وأدوات و من ثم أرفف الكتب الممتلئة و آخيرا الأريكة وطاولة القهوة في المنتصف .

تمتمت : يا ترى إلام ترمز تلك الأرقام ؟

خطرت ببالها أنها ستخص بكل تأكيد شيء على المكتب, ألقت نظرة سريعة إلى الورقة و أتجهت نحو مكتبه باحثة , حاولت فتح أول الأدراج و لكنه كان مغلقا بقفل ذو أربعة أرقام , ظهرت أبتسامة على شفتيها و أردفت:وجدته .

أدخلت الأرقام المتكوبة إلى ذلك القفل الإلكتروني ولكنه لم يفتح , فكرت مجددا وبدأت تبحث حـول الأدراج الآخرى علها تجد أحدها مفتوحا .

أنتبهت لذلك الزر الأزرق على أحد جانبي مكتبه الكبير .. ترددت قليلا ولكنها آخيرا ضغطت عليه , حتى أصدر صوت من الجدار بجوراها , لتشاهد تلك اللوحة الكبيرة بذلك البحر الأزرق المرسوم عليها قد بدأت بالتحرك يمينا لتظهر خلفها تلك الخزانة السوداء .

أجلفها صوت فتح الباب فأسرعت إلى ذلك الزر وقامت بالدوس عليه مجددا ..حتى عادت إلى مكانها .

ظهر أمامها ليوناردو وهو ينظر نحوها .. أدخلت الورقة في جيبها و بادلته نظرات باردة , كان أول ما خطر ببالها أن ليوناردو هو الشخص الوحيد الذي لا يجب عليه المعرفة بذلك السر , لأنه إن كان يستحق معرفته لآخبره به روبنسون بنفسه .

وجهت سؤالها بوضوح :آهلا .. ماذا تفعل هنا ؟

تفحص المكان بنظرة سريعة , وخطى بضع خطوات نحوها ثم نظر إليها ليقول : نفس السؤال موجه لك .
-أنا سألت أولا .

أخذ ينظر نحو الكتب و ترتيبها وأجاب :
جئت لأتفقد أمرا .

قالت آبيغال بسخرية :
حقا .. غريب انه نفس سبب وجودي ..

تابعت بسؤال :
تتفقد ماذا ؟

أجابها ليو بسؤال آخر رمزي :
هل أخبرك روبنسون ؟

هنا تسرعت آبي بأن قالت :
يمكنني إطلاعك على مكان اللقاح ..

تغيرت ملامح ليوناردو ثم اتبع بنبرة غريبة :
إذا أخبرك أنت .

-وأخبرك أنت أيضا .. أليس كذلك ؟
-تقريبا .

تنهدت آبيغال ثم اردفت : جيد أن أحدهم يعرف بهذا السر .. كان ليكون حمل ثقيل على صدري .

سارت آبي نحو المكتب وداست على الزر مجددا بإصبعها , فحدث ما حدث مجددا تحركت تلك اللوحة إلى اليمين وتوجهت عينا ليوناردو نحوها .

أقترب الإثنين منها , ومن ثم أخرجت آبيغال الورقة في جيبها .. حيث عرف ليو انها تحمل الرقم السري , بدأت بإدخال الأرقام واحدا تلو الآخر .. أضائت تلك الدائرة حول الأرقام باللون الأخضر , وفتح باب الخزانة .

تبادلا الإثنين نظرات سريعة ومن ثم فتح ليوناردو الباب كاملا ..

قالت آبيغال بإحباط : ورقة ؟!

سحبها ليوناردو ليجد ما كتب فيها ليست إلا مكونات ذلك العقار .. انتبه إلى نهاية الورقة الممزقة .
-إنها نصف المكونات ..

قالت آبيغال بحيرة :
يستحيل ذلك .. لماذا يريد السيد روبنسون إتعابنا ؟ ربما علينا سؤاله عن الجزء الآخر .
< آبيغال وكاسيدي لايعلمان بموت روبنسون بعد

أجابها ليوناردو :
لا يمكننا سؤاله .

-حسنا ! ربما ليس لها جزء آخر .. أليس ذلك ممكنا ؟



دخلت كارولاين إلى غرفة لورا لتجد جونثان جالسا يراقبها.
قالت في حيرة : أين ليو ؟ كان هنا سابقا .

نهض جون من على الكرسي وقال :
لقد قال ان لديه أمرا طارئا فذهبت انا لمراقبتها .

نظرت كارولاين للورا التي بدأت تفتح عيناها فأقتربت منها و على وجهها أبتسامة صافية ..
أردفت : لورا عزيزتي .. هل تشعرين بتحسن ؟

جلست لورا على السرير مذعورة ثم قالت بكره : عزيزتي!

قالت كارو بإستغراب :
ظننت اننا صديقتان .

أجابتها لورا بإزدراء :
لا تتظاهري بذلك.

قال جونثان :
لورا .. هل قال لك أحد سابقا انك تجدين التمثيل ؟

كان ذلك الشاب الطويل ذو الشعر الأسود الفاحم يراقب ما يحدث من عند الباب فتدخلت وقتها :
أيها الغبيان .. لورا لم تتعرف عليكما .

ثم اكمل بابتسامة غرور :
لقد فقدت ذاكرتها !

التفت جونثان وقال متفاجئاً : كايرو!

قال بحذاقة :
الفتاة غابت عنا طويلا وغير أنها مصابة الآن أيضا , لقد أثر ذلك عليها بلا شك ..

رحب جونثان :
أهلا بعودتك يا رجل..

-كان علينا معرفة ذلك من قبل .

حولت كارولاين نظراتها إلى لورا , و أقتربت منها بخطوات صغيرة ثم قالت :
أنا كارولاين لورا , شريكتك في الغرفة .

-شركتي ؟ آي غرفة ؟

قال جونثان متنهدا :
لن ينفع ذلك .. علينا أن نقص عليها القصة من البداية .

أكد كايرو :
من الصفر !



أخذت جولي حماما دافئا و من ثم أرتدت ملابسها وخرجت من الغرفة مرورا بغرفة ريكاردو توقفت امام باب غرفته ودقت الباب بخفة . لم يجب أحدهم فقررت الدخول .

فتحت الباب بهدوء فوجدت ريكاردو بحالة يرثى لها يراقب السماء من خلال تلك النافذة الكبيرة .

قالت بهدوء :
هل تسمح لي بالدخول ؟

لكن لم تجد ردا منه فاقتربت منه لترى ملامح وجهه الحزينة , أستقرت جواره على ذلك السرير , وقالت : الجو صحو اليوم .

أستلقت بظهرها على السرير و قالت :
ريكي .. تعرف انه يجب عليك ان تتحدث يوما ما .

ثم أكملت : أعرف ان ما حدث لا يوصف , لكن سيستاء السيد روبنسون إن رأك على هذا الحال , لذا تابع حياتك تحقيق لرغبته .. ودعنا ننهي ما بدأه هو .. دعنا نقضي عل آخر فضائي باقٍ على الكرة الأرضية .



-ربما علينا تجربة التركيبة وإذا لم تنجح ..
تذكرت شئيا فسألت : هذا اللقاح .. ماذا يفعل ؟

سمعت الإثنان بعض الشوشرات والأصوات العالية في الخارج فنظر ليوناردو نحو النافذة , ليجد سيارات يخرج منها رجال أشداء بدا انهم من جماعة المتمردين , وشاحنة واحدة .

قال سريعا :
إنهم هنا ! توقعت ذلك .

-يردون هذه التركيبة .
-لن يحصلوا عليها .
-ديفيد وكاسيدي في الخارج ..

فكرت قليلا و قالت آبيغال : لدي فكرة .

أمسكت ببعض معدات المكتب وبعض الكتب ومن ثم وضعتها داخل الخزنة حيث قالت : هذا سيضيعهم ..

وأغلقت الخزانة خرجا من الغرفة , ولكن لم يكن هناك آثر للإثنين .

قال ليو بحزم : سيتدبرا أمرهما .. ونحن سنخرج من هنا .

عارضت آبي :
ربما يكونان غير منتبهين.. انا أحضرتهما إلى هنا وسأخرجهما معي أيضا .

طرح ليوناردو فكرته :
سنوصلك إلى مكان آمن وسأعود انا إليهم .

أحتارت آبيغال ولكنها في النهاية قررت : حسنا .



قال بقلق و هو ينظر للنافذة :
من هؤلاء ؟ أهم أصدقاء لكم أيضا ؟

نظرت كاسيدي نظرة طويلة ثم قالت :
لايبدون كأصدقاء..

-ربما علينا تحذير آبي .
-لا ليو معها .. سيخرجان من هنا بسرعة .

قال ديفيد مصمما : لا سنخرج سويا .
-لا تكن عنيدا أنا واثقة من انهما تدبرا أمرهما .

قال ديفيد :
لا أصدق أني أثق بشخص للتو قابلته .

نظرت كاسيدي بإمتعاض ثم قالت :
صدقني لا خيار لديك .

أمسك بها و عبرا بضعة جدران توقفا في أحد الغرف التي بدت كغرفة ضيافة ..
سألت كاسيدي : ماذا ؟

قال ديفيد :
إثنان هنا خلف هذا الجدار .. إنتظري هنا حتى أجد طريقا آخر للخروج .

قالت كاسيدي بتوتر :
أسرع .. لم أخض معركة وحدي إلا وقد كنت الخاسرة .

نبهته : لا تقتل أحدهم ربما يكونون من منظمة حكومية أو شيء من هذا القبيل .

-لا تقلقي.

جلست على أحد الآرائك قرابة العشر دقائق ولم تلبث حتى ظهر ديفيد من خلف الجدار و بدا عليه التعب قال ساخطا : تبا ما تلك الأشياء الخضراء ؟.. هناك العديد منها .

-فضائيون !
-فضائيون ؟؟ أتعنين انهم سكان الفضاء ؟

أجابته :
أجل أيها المتحاذق.

وفجأة دمر أحد الجدران ليدخل ذلك الفضائي المخضر و هو يردد :
سأقتلكم .. سأقتلكم .

نهضت كاسيدي في تأهب وقالت :
سحقا المستوى الثاني .

-أيعني انه قوي ؟
-أحزر ذلك بنفسك .

كونت كاسيدي موجة ماء وأطلقته نحوه ثم وضعت يدها على الأرض لتتجمد تلك المياه وتجمد حركه الفضائي.
-مذهل !

قالت كاسيدي وهي تجهز ماء ساخنا : لم تر شيئا .

أطلقت الماء الساخن نحوه قبل أن يتحرر من ذلك الجليد , فصرخ متألما .. ولكنه نهض مجددا ..

قال ديفيد :
وجهي الماء نحوه , وأصعدي فوق الأريكة.

-حسنا .

نفذت كاسيدي طلبه ,اما عن ديفيد فوقف على أحد الآرائك أيضا و مد يده إلى الأرض لتلامس الماء فأطلق شحنة مستمرة إلى ذلك الفضائي حتى تفحم و في مكانه , تصاعد الدخان منه و عمت رائحة الحريق .
قالت كاسيدي بأستعجاب : لم تتأذى .

-ذراعي هي العضو الوحيد المقاوم للكهرباء .
-مذهل !

ابتسم : لم تري شيئا بعد .

أنطلق أنذار الحريق فجأة , و بدأت رشاشات الماء بالعمل .

قال ديفيد :
هذا كافي لتأخيرهم .. لنخرج من هنا .

أمسك بها وخرجا من المنزل من الجهة الخلفية , و من ثم أسرعا ركضا مبتعدين عن المكان .



فتح باب غرفة السيد روبنسون مجموعة من الفضائيين يتقدمهم كريس بخطوات واثقة وهو يجول بعنينه في الغرفة الواسعة بحثا عن أي شيء يدله على مكان العقار إلا أن محاولاته بائت بالفشل
التفت الى الفضائيين خلفه وأمرهم قائلا : ابحثوا عن الخزانة

بدأ الفضائيون بتكسير كل شيء حولهم بلامبالاة وهو يراقبهم بعينه بصمت تام ،كانوا يدمرون كل شيء حولهم بشراسة ودون أدنى مبالاة مما دفعه لتذكر ذلك اليوم الذي لفظ فيه صديقه أنفاسه الأخيرة على ذراعيه " كريس ! أبعدهم , هذه الأرض تستحق عالماً .. أجـ .. ـمــل !! "

لسبب ما تذكر جملة مارك الأخيرة ولا يعلم لماذا ؟!
هل لأنهم الآن يحطمون بلا أدنى تعبير كما قتلوا صديقه ؟!

نفض هذه الأفكار عن ذهنه بسرعة عندما سمع صوت أحد الفضائيين يقول : لقد وجدتها

توجه إلى الخزانة المنزوعة الباب ليرى كومة الكتب والأوراق فوق بعضها بشكل همجي ،جز على أسنانه بغضب وألتقط أول ما وقعت عليه يده وأخذ يمرر عينيه على الكتابة بسرعة عله يجد شيئا



دخلت آبيغال الى غرفتها وأغلقت الباب وهي تنظر إلى الورقة التي بيدها بحيرة ،أخذت تقلبها وهي تفكر لماذا نهايتها ممزوقة ،فكرت أنه ربما مزقت بالخطأ لكن نفت ذلك الاستنتاج سريعا وهي تعلم أن الخزنة لا يعلم بأمرها سوى السيد روبنسون والذي كشف سرها في اللحظات الأخيرة من حياته !!

هتفت فجأة :مستحيل

امسكت بالورقة ودققت في الجزء الممزوق من نهايتها ،ففكرة أن المكونات كاملة وغير ناقصة وإنما مزقت لتظليل فقط خطرت ببالها وهي تحدق بالورقة !!

ابتسمت بنصر عندما تأكدت من ذلك فالورقة ممزوقة بشكل مائل إلى الأسفل ،والجزء المائل لا كتابة فيه ،تنهدت بارتياح ثم اتجهت إلى باب غرفتها قبل أن تفتحه فتح وطلت منه كاسيدي وهي تقول بتهكم : تبا لك !! ،لم تفكري حتى في البقاء هناك والاطمئنان علينا

ابتسمت لها آبي وقالت : آسفة
نظرت كاسيدي إلى زاوية الباب وقالت : ديفيد ... أممم

شعرت آبيغال بالقلق لذا هتفت بقلق : ما به ؟؟

نظرت إليها كاسيدي وقالت بابتسامة : لا عليك ،قال بأنه سيجلب شيئا من مكان وما ،لكنه لم يخبرني ما هو, شعرت آبيغال بالقلق لذا استفسرت من كاسيدي عن المكان الذي انفصلت فيه عنه ،بعد أن أخبرتها خرجت من الشقة ،فور خروجها سمعت صوت يقول من خلفها : أين هي آبيغال ؟؟

التفتت كاسيدي للخلف لترى ليوناردو ينظر إليها ،أشارت على الباب وهي تقول : خرجت للتو

قطب حاجبيه ثم هرول إلى الباب وهو يتمتم : تلك البلهاء !! إن وجدوها مجموعة من الفضائيين سيقضون عليها لأنها تملك مكونات العقار ،سنكون خاسرين إن ماتت !!





في مكان آخر
وفي نفس الشقة الصغيرة

طرقت جولي باب غرفة ريكاردو لكنها لم تسمع أي جواب لذلك فتحت الباب ببطء وأطلت منه لترى ريكاردو وهو جالس بصمت على كرسي وهو ينظر إلى الأرض بلا أدنى تعبير كأنما نزعت الروح منه تماما !!

اتجهت إليه بخطوات مترددة ثم وضعت يدها على كتفه وهزت بخفة وهي تقول : ما بك ريكي ؟!

لم يجب لذلك تنهدت بصوت خافت وجلست على الكرسي المقابل له بصمت عله يتكلم ،مضت فترة من الوقت وهو على حاله بلا حراك ،زفرت بصوت خافت ثم نهضت واتجهت إلى الباب ،عندما وضعت يدها على مقبض الباب للخروج تحدث فجأة : لقد كان أخر فرد من عائلتي ،والآن أنا وحيد

ابتسمت وهي تشعر بقليل من الارتياح لتحدثه معها ،لتعاود الجلوس في مكانها ،قالت بنبرة مريحة : ريكي نحن معك دائما ـثم .. لا تنسى ليو ،أليس عمك ؟؟

ابتسم بسخرية ثم رفع رأسه ونظر إليها وقال :
جامع القامة ذلك !!

قالت بنفسها :
ها هو ريكي !!

أردفت بصوت مسموع :
إنه عمك في الأخير

عم الصمت من جديد وكل منهما يحدق بالأخر إلى أن اعتدل ريكاردو في جلسته وأمال جذعه إلى الأمام وقال وكأنه يسخر من حاله : أتعلمين شيئا ؟! ،لدي إحساس غريب بأن موت أبي كان مدبرا ،أليس غريبا أن تقتل عائلتي بالكامل من قبل الفضائيين ؟؟

نظرت إليه بشفقة وقالت : إذن ... بقائك مع الحزن هنا وحدك لن يفيدك بشيء ،الشيء الوحيد الذي يمكن أن تفعله الآن هو الانتقام من الفضائيين ،فعلى كل حال كل ثانية تبقاها هنا في حزنك ربما يؤذى شخص ،وربما يتيتم طفل ،أنت بالتأكيد لا تريد ذلك ،أليس ما أقوله صحيحا ؟؟

تنهد وقال : بلى

ابتسمت ابتسامة عريضة ثم نهضت ومدت يدها له وهي تقول :
إذن لنذهب ونتحدث إلى ليو ،لنسأله ما هي خطوتنا القادمة

نظر إليها بشيء من الاشمئزاز لذكرها بأنهما سيذهبان إلى [ جامع القمامة ] كما يدعوه لكنها قالت بسرعة : لا اعتراض رجاء ،الآن هو قائدنا ،هيا بسرعة

ضحك ثم امسك بيدها ونهض وهو يقول :
تعلمين ... اعتقد بأني بدأت أفكر بالمستقبل

نظرن إليه وقالت باستغراب :
ماذا تقصد ؟؟

افلت يدها ودفعها أمامه إلى خارج الغرفة وهو يقول بابتسامة صغيرة : لا شيء ،هيا

نظرت إليه باستغراب أكبر إلا أنها لم تعلق واكتفت بابتسامة صغيرة ،وشعرت بالفخر بنفسها لأنها استطاعت أن تخرجه من حزنه ،زفرت بحدة ونظرت أمامها ،الآن ستبدأ المواجهة بين منظمة الـ a.k.u والفضائيين !!



في نفس الشقة ،،
ونفس اللحظة ،،

" مرحبا بك عضو جديد هنا "
" هذه رفيقة غرفتك كارولاين "
" أهلا "
" هدفنا القضاء على الفضائيين ،إنهم يدمرون حياة البشر "
"مرحبا لورا "
" كريس !! "

شهقت بقوة وهي تنتفض من على السرير على آخر مشهد مر بها في الحلم ،من بين كل تلك الحشود .. جاءها صوته الواثق " مرحبا لورا " في ذهنها هي وحدها ...

وضعت يدها على قلبها وهي تشعر به ينبض بقوة ،نظرت حولها لتجد فتاة بشعر أسود فاحم تنام بهدوء على كرسي مجاور لها ،أغمضت عينيها وفتحتهما من جديد ،أخر شيء تتذكره عندما وضع على أنفها وفمها منوم لأنها أخذت تضرب كل ما حولها مرددة اسم كريس ،مما دفع كايرو لوضع المنوم على أنفها وفمها لتخلد إلى النوم .

حدقت إلى كارولاين طويلا وهي تشعر بأن هذا الوجه مألوف لها ،تذكرت كلمات كريس قال لها بأن [ أولئك الأشخاص ] التي هي بينهم الآن افقدوها ذاكرتها ،لكن ذلك دفعها للتناقض مع نفسها ،لقد ذكرت لها تلك الفتاة النائمة هناك ( كارو) بأنها كانت شريكتها في الغرفة ،لقد حاولت بأن تذكرها بشيء ما وهذا شيء لا يمكن أن يفعله أحد أفقدها ذاكرتها ،أم أن هناك خطة محبوكة من قبلهم تجعلها تتوهم ماضٍ ليس له وجود لتنضم إلى صفهم ؟؟ ،جعلتهم يخططون حتى لقول أشياء كهذه ؟؟ شريكة غرفة ؟؟ ،كما أنها تذكرت بأن ذلك الشاب الذي وضع لها المنوم قال بأنها فقدت ذاكرتها بطريقة جعلت الجميع يدهش لذلك ،بعكس كريس !! ،أهذه خطة ؟؟ ،شعرت بأن هناك شيء غامض يخفيه كريس عنها ،شيء له علاقة بماضيها والذي يحاول تجاهله .

قطبت حاجبيها وهي تشعر بصداع خفيف ،فكرت " لقد كانوا مندهشين عندما قال بأني فقدت ذاكرتي ،هل يعقل بأن كريس كان يكذب ؟! ،لكن ... لماذا سيفعل هذا ؟!! "

ظلت تتخبط في عمق أفكارها وتخيلتها إلى أن زفرت فجأة ووقفت على قدميها واتجهت إلى كارولاين وهزتها من كتفها ،لتفتح هذه الأخيرة عينيها وتذعر لرؤيتها لورا بهذا القرب منها ،أول شيء خطر ببالها أن لورا ستهاجمها ،لذا وقفت بسرعة متخذة وضعية الهجوم !!

فاجأتها لورا عندما نظرت إليها وقالت بهدوء : من أنا ؟!



جلس جون وكايرو حول المائدة التي بالمطبخ وهما صامتان يأكلان على المعكرونة ،انتبها إلى كاسيدي التي تتجه بتوتر إلى غرفتها ،ليلتفت جون إلى كايرو ويقول : لماذا أشعر بأن شيء يحصل ؟؟

تحدث كايرو :
المهم هو أن نأكل الآن ،فإذا كانوا سيقاتلون لن نستطيع أن نقاتل بمعدة فارغة

أيده جون قائلا :
معك حق <



رمى كريس بأخر كتاب على الأرض بقوة وهو يشعر بغضب عارم جراء هذه الخدعة ،جز على أسنانه بغضب ثم زفر بحدة والتفت إلى الفضائيين وهو يصرخ بغضب : أيها الأغبياء ،ما الذي تنتظرونه لقد أخذوا شيئا مهما ،أتوني بجثثهم حالأ !!

خرج الفضائيون من الغرفة ،إلا واحد على هيئة بشرية وتقدم إلى كريس الذي ينظر إليه بصمت ،تحدث الفضائي : هل لي أن أعرف ما هذا الشيء المهم ،كريس ؟؟

أشاح كريس بوجهه إلى نافذة كبيرة محطمة الزجاج وقال : لا شأن لك

اقترب منه الفضائي أكثر حتى أصبح خلفه تماما وبحركة مباغتة اخرج مخالبه الطويلة ووضعها على رقبة كريس الذي ابتسم بثقة هو مغمض عينيه ثم قال : أتريد قتلي أيها المغفل ؟؟ ،إذا قتلت نائب الرئيس الذي يتحالف معكم أيها الفضائيون فلن يكون بالشيء الجيد لك أو لأبناء جنسك ،هيا اقتلني !!

ابتعد عنه الفضائي وهو يتمتم بكلمات لم يفهما كريس بنبرة سخرية وهو يخرج ،اقترب كريس من النافذة المحطمة ووضع يده على طرفها لتجرح ،نظر إليها بصمت والدم الأحمر يقطر منها ليذكره بصديقه مارك ،بلون الدماء التي نزفها
" كريس ! أبعدهم , هذه الأرض تستحق عالماً .. أجـ .. ـمــل ! "

طرأت هذه العبارة في ذهنه حالما ذكر اسم صديقه ،قبض على يديه وهو يقول : إنها وصية صديقي

نظر إلى السماء من النافذة بشرود وهو يقول :
تريد أن انقلب إذن هاا ؟!

صمت قليلا ليمر طيف لورا بذهنه ليقول :
هل أنتِ بخير الآن ؟!



وقفت جولي عند باب غرفة كاسيدي ونادت : كاسيدي

التفتت إليها كاسيدي التي كانت في غرفتها وقال باشمئزاز :
آه ما الذي تريده صاحبة الشعر الأزرق مني

تجاهلتها جولي وقالت :
أتعرفين أين ليو ؟؟

نظرت إليها لبرهة وقالت بابتسامة :
أجل ،لقد ذهب خلف آبيغال ،كنت سأذهب ،هل تأتيان معي ؟؟

قال ريكي الذي كان يقف خلف جولي :
بالطبع

جاء صوت من خلفهما يقول :
ونحن أيضا

نظرت كاسيدي الى صاحب الصوت لتجد جون يقف بصحبة ريكاردو المبتسم بثقة

قالت بابتسامة جانبية :
إذن هيا لنبحث عنهم



سارت آبيغال وهي تنظر حولها علها تجد ديفيد ،إلى أن لمحت داخل إحدى المحلات شاب أشقر يقف أمام البائع وبيده كيس كبير .

ابتسمت ثم اتجهت إليه في حين خرج من المتجر ،هتفت : ديفيد

نظر إلى صاحب الصوت ليبتسم لدى رؤيتها ،اقتربت أكثر من حيث يقف وقالت : ما الذي تفعله

ابتسم ورفع الكيس وهو يقول :
كنت جائعا

ضحكت ثم تنهدت بارتياح وقالت :
حمداً للرب بأنك خير

وضع يده على شعرها وهو يقول :
آسف لإقلاقك

ابتمست وقالت :
لا عليك ،المهم بأنك بخير ،هيا لنذهب إلى الشقة

سألها عن الشقة لتوضح له بأنه التي تسكنها مع أصدقاءها من المنظمة في هذه الفترة ،أخذا يتبادلان الأحاديث لمضية الوقت وهما في الطريق .

" آبيغال مهلا !! ،انتظري "

نظرا خلفهما ليجدا ليوناردو واقفا على بعد مسافة عنهما ،نظرت إليه وقبل أن تتكلم مد يده وقال : الورقة ،أين هي ؟؟
قطبت حاجبيها وقالت : لماذا تريدها ؟؟

أجابها قائلا : أتدركين معنى أن تسيري في الطريق هكذا والورقة معك ؟؟ ،إذا قتلتي وأخذت منك الورقة لن يفيدنا ذلك بشيء

فكرت بصدمة " إنه حقا يهتم للورقة فقط !! "

ادخلت يدها في جيب بنطالها وأخرجت الورقة منها ومدتها له ،قبل أن تمتد يده إلى الورقة ،وفي لحظة خطفت أبصارهما ضربت بقوة على كتفها لتسقط الورقة على الأرض بجانب قدم ليوناردو الذي نظر خلفهما وصرخ :انتبها إنهم مجموعة كبيرة من المستوى الأول !!

نظرا خلفها ،في حين انحنى ليو ليلتقط الورقة ،وقبل أن يصل إليها امتدت يد أخرى والتقطتها ،ليرفع ليوناردو عينيه إلى صاحبها ويقول ببرود: أوه ريكي !! ،ظننتك تغرق بدموعك الآن

نظر إليها ريكي بغيض وقبل أن ينطق قال كاسيدي من خلفهما : حسنا ،حسنا ، أنا حقا أقدر اللقاءات العائلية لكن ليس الوقت المناسب لهذا ،لدينا جيش من الفضائيين هنا

أخذ ليو الورقة من يد ريكي بسرعة خاطفة وقال بابتسامة ماكرة :
أوه حقا ؟! ،سأدع الأمر لكم ،لدي عمل الآن

قبل أن يقول أحدهما شيئا اختفى من أمامها ،ليقول ريكي بغيض :
جامع القمامة ذلك !! ،فليذهب للجحيم

ضحكت كاسيدي بارتباك وقالت :
اعتقد بأن علينا القضاء على الفضائيين هنا ،قبل أن يقضوا علينا



- و أنتِ تستطيعين قراءة الأفكار ،واستخدام السيف بمهارة ،هذا كل شيء ،هل تذكرين شيئا الآن ؟!

قالت هذا كارولاين كختام لكلامها الطويل عن ماضي لورا ،ونظرت إليها منتظرة منها جواب سؤالها .
هزت لورا رأسها بالنفي بشرود ،وهي تجد التفسير لذلك الموقف الذي حدث عندما كانت مع كريس في ذلك المبنى
،فقد استطاعت قراءة أفكاره ،وهذا دليل على صدق كارولاين عن ماضيها ،وأيضا عندما استخدمت السيف بتلك المهارة عندما كانت برفقة مارك فوق ذلك المبنى ،وهذا دليل أخر !!

رفعت رأسها محاولة استرجاع بعض الأحداث فهمست بصوت خافت : قراءة الأفكـار ..؟

نظرت إلى كارولاين بشيء من الشرود وقالت :
إذن أنا لورا من منظمة a.k.u والتي تحارب الفضائيين

قالت كارو بحماس :
أجل ،أجل

اكملت لورا :
تم اختطافي من قبل ... كريس ،وفقدت بسبب ذلك الذاكرة ،صحيح ؟!

أجابت كارو بسعادة :
بالضبط

وضعت لورا يديها على رأسها وقالت بحيرة :
لكن ... لقد .. لقد كان يعاملني كريس بلطف ،آه رأسي !!

ظهر صوت ثالث وهو يقول :
إنه يحبك لذا عاملك بلطف

التفتت الفتاتان إلى ليو الذي ظهر فجأة في الغرفة ،تقدم من أحد الكراسي وجلس وهو يقول : مشاعره تجاهك ،ربما تجعله ينقلب ضد الفضائيين ،لكن ... هناك شيء ينقصنا لنجعله يقوم بهذا

قالت كارو باستغراب : شيء ؟! ... ما هو ؟؟
نظر إليها ليو ثم إلى لورا وقال : أنتِ ..... لورا

نظرت له لورا بحيرة وهي تشعر بأنها تائهة ،فهي الآن لم تستعد أي جز من ذاكرتها ،وليو يطلب منها أن تستغل مشاعر كريس تجاهها ليجعله ينقلب ضد أعوانه وربما سيؤدي به هذا إلى الموت !!

شعرت بأن كل شيء اختفى من حولها وبقي الظلام فقط ،وهناك كلمتان تدوران بذهنها :
نعم و لا !!

هكذا دخلت تلك الكلمات إلى أعمق نقطة في رأسها حيث وصلت إلى تلك الشريحة الالكترونية التي زُرِعَت بداخلها و قد تردد ذلك الحوار بين جدران مجلس السيد سيرا الذي كان يتنصت إليه عبر حاسوب محمول موضوع على الطاولة و اثنان آخران يجلسان خلف المكتب , كذلك كان يقف ذو الشعر البني القصير بالقرب بمحاذاة الحائط عاقداً ذراعيه و يلفه الهدوء حيث ينظر نحو اللاشيء و كأنه يفكر بأمر ما. < طبعاً نقصد به كريس




نهاية الفصل السابع عشر



فقـرة الأسئلة

ماقوّة التركيبة التي يريدها الجميع؟
يبدو بأنّ سيرا يتجسس على أعضاء المنظمة فهل سيتمكّن منهم ؟
وهل ستسوء الأمور أكثر من ذلك ؟
هل سينقلب الفضائيين ضد سيرا ومن معه أم العكس؟
ماهي الخطط التي تدور برأس ليوناردو؟
هل سيكون لديفيد دور في انقلاب الأمور؟
ماذا سيحدث إن استعادت لورا ذاكرتها؟

ترقبوا الفصل القادم




__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس