الفصل الثامن عشر / 1
و هناك في ذلك المنزل الصغير ضحكت لورا بسخرية في وجه ليو و كارو ثم قالت بابتسامة ساخرة : حسناً أياً كنتم ! لقد بدأت بتقبل ما أخبرتموني به و لكن بشأن كريس و من كنتُ لديهم يستحيل أن يكونوا كما قمتم بوصفهم , صحيح أنني لا أستطيع تذكر السنوات التي عشتها قبل شهر و لكن لا يزال بداخلي ما أستطيع تمييزه إن كان صواباً أم لا , و ليكن بعلمكم لست أبعد شكي عن كونكم الذين أفقدوني الذاكرة و لستُ واثقة بكم مهما عاملتموني بلطف
رد صوت ساخر : هه أجل أنتِ تميزين تماماً بين أعدائك و أصدقاءك يا سارقة الأفكار
حوّل الثلاثة بأعينهم نحو من كان يقف عند الباب بجوار جون , و قد ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة ليتابع كايرو : بإمكاننا أن نلقي بكِ في إحدى حجرات المنزل و لا نسمح لكِ بالخروج طالما مازلتِ تتحدثين بحماقة هكذا
رد جوناثان موبخاً : كاي !
تابع كايرو ساخراً متجاهلاً جون و هو يتقدم نحو لورا :
من المؤسف أن طبعكِ العنيد الجاف لم يرحل مع ذاكرتك !
جوناثان موبخاً :
كاي لا تكن قاسياً هكذا !
كان الجميع يقف منصتاً لكايرو الذي لا يزال متجاهلاً جون و يتقدم نحو لورا حتى توقف أمامها و ينظر إليها بعينيها الجادتين الواثقتين فأردف بابتسامة ساخرة : رغم أنني أشعر بالأسف تجاهك و أريدك بالفعل أن تستعيدي ذاكرتك و لكن بصراحة , أشعر بالراحة لأنكِ لا تستطيعين الدخول إلى راسي و قراءة أفكاري كما تفعلين عادة
اتسعت عيني لورا مفكرةُ : قراءة الأفكار
لم يكد أن ينهي كايرو جملته حتى انطلق جون إليه و هو يصرخ : كاي توقف !
ابتعد كايرو مشيحاً بوجهه مردفاً بكبرياء :
ألا يحق لي أن أستعمل اسلوبي لانعش ذاكرتها , يالكم من عديمي الامتنان
شتتت كارولاين تفكير لورا و هي تتحدث إليها على عجل مقطبة حاجبيها بنبرة حزينة : لورا , أرجوكِ تذكري ! نحن لسنا أعداؤك , لقد كنّا نعيش تحت سقف واحد .. و أنا .. أنا شاركتك الغرفة ذاتها , أرجوكِ لورا تذكري , تذكري ! أفعل أي شيء من أن أجل أن تستعيدين ذاكرتك أرجوكِ حاولي أن تتذكرين
كانت لورا تنظر إليها بذهول محدقة بتقاسيم وجهها الحزين و عينيها الصادقتان ,
مما انتابها شعور بالأمان , في حين كان ليو يقف بهدوء و يضع كفه على ذقنه
فرفع سبابته و نطق : إن كان هناك شيء سيعجّل من استعادة ذاكرتها , فلديّ الحل !
اندهش الجميع بما فيهم لورا فأضاف جوناثان : ما هو !
ليو موجهاً كلامه نحو لورا : هل تريدين أن تستعيدي ذاكرتك لورا ؟
لمحت من ذاكرتها صورة كريس و هو يقول لها :
" ربما من الأفضل ألا تتذكري , من الأفضل أن تنسي كل شيء , انسيه يا لورا و عيشي لحظتك فقط "
فأجابت لورا بحزم :
نعم أريد أن أتذكر كل شيء !
ليو بهدوء :
إذاً اتبعيني !
استدار ليو ليخرج من الحجرة فتبعته لورا مقوساً الحاجبين لينطق جون باستغراب : مهلاً إلى أين ؟
ليو بهدوء :
إن كنت لا تريد أن تأتِ فأبق هنا
و هكذا بصمت سار ليو و لورا من بعده ثم كارو و كايرو و جون و تركوا المنزل خالياً ,
فظهر صوت كارولاين من خلف الباب : بالمناسبة أين البقية ؟ ------------------------------------------------------------ 18
طبق أحدهم شاشة الحاسوب المحمول بلوحة المفاتيح لتختفي أصوات البقية و ينقطع الاتصال بينهم ليحدّث سيرا بابتسامة ثقة : هذا المتنصت يعمل جيداً يا سيدي , و سنقوم بإخبارك بكل المستجدات التي تصلنا
رد الآخر بهدوء : بشأن المتعقب فقد توصلنا لمقرهم , إنه منزل صغير على ..
قاطعه سيرا : كلا ! لا أريد لأحد أن يراقب المنزل , لا نريدهم أن يشكون بالأمر
يجب أن نبقي الأمر سراً بيننا و إن شعرت بخروج هذه المعلومات فإن رقاباً سيتم حصادها
رد الاثنان :
أمرك سيدي
أعتدل كريس في وقفته و سار باتجاه الباب شارداً الذهن
و سيرا يردف كلامه : أنتما تعلمان تماماً عاقبة الخيانة و بالنسبة إلى ..
فتح كريس باب الحجرة و أغلقه خلفه حيث قطع صوت سيرا عنه , لم يكن مهتماً بأحاديث سيرا التي باتت روتينية بالنسبة إليه و التي يعرف خططها جيداً بل كان فكره مشغولاً عما سمعه قبل قليل , فسار مبتعداً متسائلاً في نفسه : لماذا يا لورا ؟ بالرغم من أنني أوصيتك أن تنسيه , بألا تتذكرين , لماذا تريدين أن تتذكرين بدون أن تثقين بكلامي ؟ لماذا تحملين كل هذه الثقة و القوة لمواجهة ماضيكِ الذي مازلتِ تجهلينه بدل أن تثقين بي ؟ و تنفذين ما يريدونه رغم أنني أخبرتكِ بأنهم أعداؤك بدل أن تنفذين ما أردته منكِ أنا , و هو أن تتركين ماضيكِ جانباً ؟ و أنتِ تعلمين , بشهادتهم و قلبك .. أنني أحبكِ .. ؟ لا أريدك أن تتذكرين لورا .. لا أريد أن أفقدك , حتى لو أنكِ استطعتِ حماية نفسك ضد سيرا و الفضائيين و لكنكِ ستكونين خصمي مجدداً , لا أريد أن أفقدكِ لورا ليس بعد أن وجدتك , ليس بعد أن عدنا مجدداً بعد ذلك اليوم .. بشأن ما حدث بعد ذلك اليوم الذي يقصده كريس فقد استرجع بعضاً لما حدث قبل سنتين , حيث كان يجلس على إحدى كراسي الحديقة الخشبية بجوار لورا التي نطقت بهدوء : لقد التحقت لمنظمة مقاتلة الفضائيين التي حدثتك عنها كريس
فنهض كريس من الكرسي بعنف قائلة باندهاش : ماذا ؟
نهضت لورا و تابعت كلامها محاولة إقناعه : وجود الفضائيين لدينا سيدمر الأرض , و من أجلها و لاستمرارية البشر يجب مقاتلتهم , و طالما لدي هبة فريدة تساعدنا للقضاء عليهم فسأستغلها لمصلحتنا , كما أنني مدربة جيداً لاستعمال السيف و لذلك فسأكون بخير
كريس بقلق : و لكن لورا ! لماذا تريدين أن تنضمين إليهم ؟
ألستِ تكرهين هذا العالم الذي لا يعيرك انتباهاً ؟ لماذا تريدين الحفاظ عليه ؟
لورا بهدوء : صحيح أنني لا أحب أفعال الكثير من البشر و لكن أنا من البشر و لا يمكن أن أكون غير ذلك و لا أريد أن أغيّر ذلك , كريس .. إن الفضائيين يأكلون أرواح البشر ولا أرضى بذلك
كريس بحزم : و لكن أؤلئك الفضائيين سيساهمون بانتشال قذارة عالمنا , الناس الذين لا يستحقون العيش أؤلئك الذين لا يثيرون إلا فساداً على الأرض , أرواح متوحش مرتدية أقنعة البشر إذا تمت إبادتهم سنكون على ما يرام , أنتِ تعلمين بأن والدي سيغير العالم للأفضل باستخدامهم
لورا بحزم : كلا كريس ! إن كان والدك بالتبني يريد أن يستخدم الفضائيين لتأكل أرواح البشر
فأخشى أنني سأكون في الجهة المعارضة , و سأكون مقاتلة من هذه اللحظة
صمت كريس برهة و هو ينظر إلى عينيها الحادتين فأضاف بهدوء : إذاً , أنتِ تريدين أن تكونين خصمي لورا !!
لورا و هي تومئ بالنفي و تتقدم إليه : ليس كذلك كريس , أريدك أن تنظر إلى الأمور من ناحيـ ..
تراجع إلى الخلف خطوة و هو يرفع يده ليستوقفها فاستغربت لورا موقفه ثم قال بتمهل و حزم : واحد من اثنين , تريدين مقاتلة الفضائيين لحماية البشر أم استخدامهم لتغير البشر ؟
لورا مقطبة الحاجبين : كريس ! أنا ..
ظهر فضائي فجأة بالقرب و بدأ بمهاجمة الناس الذين تعالت أصواتهم , حوّل كريس و لورا بأعينهم نحوه , فأعادت لورا نظرها نحو كريس الذي لا يزال ينظر إليها بحزم فنطقت بحزم : كريس , سنكمل حديثنا لاحقاً يجب أن ..
لم تكمل جملتها إلا و هي تستدير باتجاه الفضائي و لكن كريس أوقفها و هو يمسك بذراعها , أدارت رأسها نحوه لتقع عينيها في عينيه الجادتين قائلاً : الآن لورا , إن ذهبتِ فأنتِ تختارين الانضمام إليهم و ..
احتدت عينيه مردفاً :
أن تقفين ضدي
حدقت لورا بعينيه بذهول , و الناس من حولها يصرخون فقبضت على يدها و جرتها نحوها
ليتركها كريس و تنطلق باتجاه الفضائي و هي تخرج سيفها و كريس يراقبها تبتعد ,
عاد كريس للواقع حيث كان يجلس على إحدى الكراسي و يشرب من عبوة بيرة مفكراً : لا أريدك أن تضيعي حياتك في حمايتهم , أؤلئك البشر الذين لا يستحقون منكِ الحماية , لا أريدك أن تتعرضين للخطر , لا أريدك أن تتأذي أكثر من ذلك , لا احتمل رؤيتك و انتِ تتألمين , و كل ما فعلته لأجل أن أفقدك الذاكرة كان من أجل حمايتك حتى لا يقرر سيرا الوقوف ضدك , لم يكن من السهل أن أقاتلك و لكنه كان الحل الوحيد , و لكن لماذا يا لورا ؟ أخبريني , أفهميني لماذا لا يجب أن نكون في جانب واحد , أفهميني ناحيتك ؟ و ما أنا فيه ؟ أفهميني يا لورا , أفهميني !!
دخلت كاسيدي المنزل و هي تفتح الباب بعنف فتتنهد قائلة :
و أخيراً ! نحن هنا لقد كان القتال مجهداً , أريد حماماً ساخناً
توغلت كاسيدي إلى الداخل و هرول ريكاردو إلى الداخل حيث يبدو عليه الغضب قائلاً : إذاً أين ذلك الجبان الذي تركنا وسط المعركة ؟
أبيغال بغيظ و هي تخلع سترتها : لقد تنحى لأنه كان يملك الورقة التي تحتوي على مكونات العقار , و لكنه حقاً يغضبني إنه لا يفكر إلا بتلك الورقة >< ..!
ظهر ريكاردو من الحجرة الداخلية قائلاً :
لطالما أخبرتكم أنه أناني ذاك جامع القمامة
ديفيد باستغراب :
مهلاً , لماذا لا تنفك إلا و أن تصفه بجامع القمامة ؟
ريكاردو رافعاً حاجباً :
لأنه كان يجمع القمامة لدينا أيها الأحمق !
ديفيد ببلاهة : آهااا
جولي بحيرة :
بالحديث عن جامع القمامة و البقية أين ذهبوا ؟ لا أحد في المنزل !!
أبيغال بهدوء :
لابد أنهم يتسكعون هنا و هناك
تحوّلت ملامحها إلى الغضب و هي تجلس على الأريكة :
أتمنى أنه قد ترك الورقة في مكان ما هنا , سأقتله لو انه يحملها معه
جلس ديفيد بجوارها و على وجهه ابتسامة لطيفة ليحدثها :
لا تقلقي بشأنها يا عزيزتي أنتِ متعبة فلا ترهقي نفسك أكثر من ذلك , تحتاجين إلى النوم
أدارت أبيغال رأسها نحوه لتجيب بابتسامة : امممم أجل ..
كانت جولي تراقبهما من المطبخ و هي تخرج عبوة بيرة من الثلاجة , فأغلقت باب الثلاجة و هي لا تزال تحدّق بهم , ثم حوّلت بنظرها نحو ريكاردو الذي كان يفتش بين كتب الأرفف , فتقدّمت إليه جولي بهدوء و سألته : ماذا تفعل ؟
أخرج ريك اسطوانة كانت مخبأة بين الكتب و على وجهه ابتسامة كبيرة فسأل جولي :
أتعرفين ما هذا ؟
اندهشت جولي مجيبة :
ماذا ؟ لا أصدق ! هل هذه اسطوانة لأحد أغنياتي ؟
رفع ريك حاجباً حيث بدا عليه الاندهاش :
ما الذي تقولينه ؟ و لماذا أنا مهتم بأغانيك ؟
ابتسم بسعادة مردفاً :
إنها لعبة سأحطم فيها رقماً قياسياً و سأسهر عليها اليوم
جولي بإحباط :
و لماذا لا تهتم بأغنياتي ؟ أليست جميلة ؟
ريك بثقة مبتعداً :
لستُ مهتماً بشأنها و بالمناسبة لقد أصبح صوتكِ سيئاً موخراً
جولي باندهاش : ماذا ؟
وضعت أطراف أصابعها على عنقها تتحسسه مردفة : أحقاً ؟ ذلك لأنني لم أمرّن صوتي منذ مدة طويلة بسبب ما حدث مؤخراً , كل ذلك بسبب الحفلات التي ألغيتها و التسجيلات التي مضت مدة طويلة عليها , لو أن السيد روبنسـ ..
توقفت حيث لم تكمل جملتها و هي تضع يدها على فمها محولة عينيها نحو ريك بسرعة الذي كان يقف و وجهه في الجهة المعاكسة حيث لم ترَ تقاسيم وجهه فقطبت حاجبيها قائلة بنبرة اعتذار : أنا آسفة , لم أكن .. لم أقصد أن ..
أدار ريك رأسه نحوها و هو يرفع اسطوانة اللعبة و على وجهه ابتسامة
قائلاً : إذاً جولي , ألا تريدين أن تلعبين معي ؟
ردت جولي هامسة : ريك !
مر من خلالهما ديفيد الذي نهض من على الأريكة بعد أن ترك آبي نائمة عليها
متجهاً نحو باب المنزل فسأله ريك : إلى أين أنت ذاهب في هذا الليل ؟ سنتناول العشاء سوياً
أدار ديفيد رأسه نحوهما واضعاً سبابته على فمه ليرد بابتسامة : في وقت لاحق !
و أخيراً كان ليو , لورا , كايرو , كارو , و جون في آخر مكان كانت لورا فيه قبل أن تفقد ذاكرتها , ذلك المصنع القديم الخالي الذي لم يعاد ترميمه و قد كان الظلام مسيطراً في هذا الليل فقال جون : ألا يجدر بنا العودة غداً صباحاً ؟
ليو بهدوء :
كلا ! لقد أردت أن نأتِ في هذا الوقت تماماً كما حدث سابقاً قبل أن تفقد لورا ذاكرتها
أدارت كارو رأسها نحو لورا قائلة :
إذاً لورا , هل تتذكرين شيئاً ؟
كانت لورا تتلفت حولها لتجيب :
كلا ! لا أعرف هذا المكان
ليو بهدوء : حينما كنتِ هنا حدثت معركة كنتِ أحد أطرافها حيث وجدنا بعض دمائكِ منتشرة , نعتقد بأن سبب فقدانك الذاكرة هو بسبب تلك المعركة لأنها كانت آخر آثر لكِ وجدناه بعد اختفاءك و لذلك ربما ستتذكرين شيئاً منها
أضاءت المصابيح و بدأت الآلات بالعمل لتضج بالمكان أصواتها , فتفاجأ الأربعة ليدير جون رأسه نحو كايرو الذي قال : آسف , لقد استخدمت خاصيتي , فالظلام لن يفيدنا بشيء
ليو بغيظ : نعم ! أتمنى أن تكون الكهرباء قد شُغَلت في ذلك الوقت
تقدمت لورا بخطوات هادئة عنهم و البقية ينظرون إليها بصمت , سارت متجولة في المكان و هي تسير هنا و هناك بصمت و صعدت السلالم الحديدية فتوقفت مكانها ممسكة بالسياج و بدا عليها اليأس و لكن لمحة من الماضي جعلت من عينيها أن تتسع , إنها تتذكر حينما كانت ممسكة بهذا السياج و ساقيها تتدليان في الهواء لكن تلك اللمحة السريعة اختفت و بدأ رأسها يؤلمها فوضعت يدها عليه , ثم أسرعت متجاهلة هذا الألم و نزلت عبر السلالم حتى وصلت إلى أسفله فتذكرت حينما كانت تزحف على هذه الأرضية و الدماء تنزف منها ليغزوها هذا الألم مجدداً و ما إن اختفى حتى همست : لقد كنتُ هنا !
تقدّم إليها البقية فسأل جون : هل تتذكرين شيئاً ؟
أدارت برأسها نحو الحائط فلمحت صورة سريعة لذلك الذي يخنقها
و هو يعلقها على الحائط فهمست : كان هناك شاب !
لمحت ابتسامته أيضاً لكنها لم تتذكر ملامح وجهه فوضعت يدها على رأسها
مع ازدياد الألم تتأوه مما أقلق البقية فسألت كارو : لورا ما الأمر ؟
وضعت لورا يدها الأخرى على رأسها و الألم يزداد أكثر فأكثر
فنطق جون :
لورا هل أنتِ بخير ؟
لورا تتأوه :
رأسي ! رأسي ! آه
بدأت لورا بالصراخ و ازداد قلق البقية فصرخ كايرو :
فلنخرجها من هنا بسرعة !
بعد سقوط لورا أثر ألم رأسها الذي ألمّ بها تم نقلها إلى منزل جون حيث البقية , و هي الآن نائمة على أحد الأسرة ..
جوناثان بقلق : أتمنى أن تنام بهدوء الآن بعد المنوّم الذي أعطيناها إياه
كاسيدي باستغراب و هي تضع منشفة تغطي شعرها :
و لكن ! لماذا كانت لورا تصرخ بسبب ألم في رأسها ؟
كارولاين بقلق :
لا نعلم لقد حدث ذلك فجأة بعد أن بدأت تتذكر
جولي باندهاش :
هل استعادت ذاكرتها ؟ هل أخبرتكم أنها تذكرت شيئاً ؟
نطق أحدهم " كان هناك شاب " أدار الجميع برؤوسهم نحوه
فقد كان كايرو الذي نطق جملته بثقة مردفاً :
هكذا قالت حينما دلت ملامحها بأنها بالفعل كانت تتذكر
ريكاردو بحزم و هو يضع كفه على ذقنه :
ذلك الشاب ! هل من الممكن أن يكون .. كريس مثلاً ؟
تفاجأ الجميع من كلمات ريك لكنه ليو نطق بهدوء عاقداً ذراعيه :
هذا مستحيل ! لا يمكن أن يؤذيها !
ريكاردو بحزم : هل أنت متأكد ؟ ذلك الشاب من حلفاء الفضائيين و قد يفعل أي شيء من أجل مصلحته و لابد أنه أفقدها الذاكرة لأنها علمت حقيقة ما
ليو بهدوء : ربما في حالة واحدة , لو أنه يكون هو و لكنه لم يؤذيها
و قد أفقدها الذاكرة من أجل أن يحميها لسبب ما
ريك بغضب : لماذا أنت متأكد هكذا بدون أسباب مقنعة ؟ تحدّث بمنطق يا جامع القمامة
حوّل ليو نظره نحو ريك فلاحظ غضبه ليتجاهله فنطقت كارو بقلق :
ما نريده الآن هو أن تكون لورا بخير أنا قلقة عليها
حوّلت آبي بنظرها نحو ليو و هي تنظر إليه بغيظ , لاحظ ليو نظراتها فسألها : ما الأمر ؟
تحوّلت عينيها لنقطتين صغيرتين فأجابت :
إيـه ! لا شيء !
رفع ليو حاجباً حيث لم يقتنع بإجابتها فحدثت آبي نفسها مغتاظة :
لقد كانت معه و خرج بها رغم أنه وبخني سابقاً !
غمزت آبي بعينها حيث تذكرت أمراً فتلفتت حولها تبحث عن أحدهم
فسألت موجهة كلامها نحو جولي التي تقف بجانبها : أين ديفيد ؟ لستُ أراه
جولي بهدوء :
لا أعلم , لقد خرج بعد أن غطستِ في النوم
آبي مقطبة حاجبيها :
ماذا ؟ ذهب إلى منزله !
لم يكن ديفيد قد وصل إلى منزله بعد فهاهو يقف عند الهواتف العمومية في الشارع ويضع السماعة على أذنه منتظراً الرد من الجهة الأخرى , تبدو على وجهه سمات الجدية حيث قوّس حاجبيه و هو ينظر نحو اللاشيء حتى رد أحدهم و ديفيد يقول : آلو ...
رد الطرف الآخر قائلاً : أهلاً ..
كان صوتاً لإمرأة تبلغ الأربعين من العمر .. ابتسم ديفيد بهدوء :
لا تقولي لي بأنكِ لم تعرفي صوت إبنكِ الوحيد ..
ردت أمه بصوتها الذي اتضح منه مدى سعادتها : أوه عزيزي ! آسفة لذلك لكن لم أتوقع اتصالك في مثلِ هذا الوقت .. على كلٍ هل أنت بخير ؟ و هل تأكل جيداً ؟!! أنت لا تتصل كثيراً هذه الفترة .. لا تقل لي أنك مشغول بدراستك مجدداً !!
حرك بصره ناحية اليمين ليركز نظره على ذلك الزقاق قائلاً بلطف :
آسف .. لكني أبذل جهدي حقاً
عطفت أمه عليه قليلاً لتجيب : عزيزي .. لا ترهق نفسك كثيراً !!
أقسم بأني لن أعرفك عندما أراك فلا شك بأنك فقدت الكثير من الوزن بسبب دراستك ..
ضحك قليلاً ليقول :
لا هذا لم يحدث .. لا داعٍ للقلق
لمح بعض الفضائيين من المستوى الأول الذين بدؤوا بالخروج من الزقاق ببطئ .. التفت أحدهم ناحية ديفيد ليبتسم بخبث بينما يقول ديفيد لوالدته : أوه يجب أن أغلق الخط الآن ! سأتصل بكِ لاحقاً ..
لم يتح لها فرصة الرد و أغلق الخط بقوة , ليخرج من ذلك الباب الزجاجي المحيط بهِ مكوناً بعض الكهرباء حول يده ليقول بنبرة ساخرة : أنتم لا تختارون مواعيدكم بعناية ..
|
|