عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-14-2016, 08:06 PM
 


صَوتٌ طَفلاً صغَيرٍ يبكيْ .. يُنادي يُناجي .. لا مُجيبْ .!
صوتٌ حَفيفِ الشَجرِ .. رياحٍ تَذهَبُ .. رياحٌ تعود ،!
صوتُ طلقِ الرصاصِ .. يقتلُ لكَن لا يُعيدُ .!
صوتُ قَلبٍ يُحَطم .. لا مَنْ سَهامٍ .. بل مَنْ كلام .!
.....
فَتاةٍ تغَادرُ المكَانُ .. بلا وداع ..
صبي يعَمل ليلاً .. دونْ مَنام ..
عجوزٌ تحَيكُ ثوباً .. لمَنْ بالتراب ..
أمٌ تنادي الصَغير .. تحتْ الحطام ..
..
دائماً .. الى السَّمَاءِ يشكو الْجَمِيع كلّ همٍ كلّ أوهام ..
.


" أترى مَّا صَار لي .. أترى حَالي .. صَبيةٍ صَغِيرَة .. تَحلمُ بالمنامْ كي تصير أمِيرة .. تُجردُ مَنْ آمالها و أحلامِها .. هَل ترى ؟! .. كُل مَّا أمُلكُ ذَهَب كَمَا تذهب الرياحُ المُسِرعة .. "


" أتْعلم ؟! "
- ماذا ؟!
" أريدُ النسيان "
- نسيانْ مَاذَا ؟!
" كُلِّ شيءِ !"
- لما ؟!
" لأنْي تَعبتُ مَنْ كُلِّ شَيْءٍ ! "
- هلْ أنْتي مُتأكدة ؟!
" نْعَم "
- حَسنْا أخبريني مَّا حكياتكِ .. مَّا قصتكِ .. مَنْ جرحكِ .. مَنْ خذلكِ .. كُنْتُ أعرفكِ قوية ثابته لا تُزحزحُ بكِ الرياحُ العاتية .. أصبحتِ ذابلةٍ كوردةٍ تَمْ قطعها و رمِيها و الدوسِ عليها .. ما بكِ أخبريني قَدّ أساعدكِ .. قَدّ أبدو لكي صغيرا .. لكنِ رجلاً لا بالكلامِ بل بالإفعالِ .. حدثيني ؟!

" آه ، آه .. و مَاذَا قَدّ يُفيدني الكَلامْ الان ؟! .. لكنْ حسنا .. أنصتْ إليَّ دونْ مقاطعة .. فَقَد تراني أبكي لكَن دون دموع .. قدّ تَسمعني أشهقُ دونْ صوت .. قَدّ تظنْ أنيّ أصرخُ دونْ سكوتْ .. لكَنك لَنْ ترى شَيْءٍ فكُلها ظنْون "


- حسناً أبدئي و لَنْ أحركَ شفتايّ البته .. و كُلّ أذاني صاغية ..!

" اذاً أستمع .. في ليلةٍ ظلماء حالكة ..، مَنْ ظلمتها لا ترى طريقُ دربكَ صوتُ صرصارِ الليلُ يبثُ للقلبِ الرعبِ .. كَنْتُ قابعةٌ في غرفُتي مَع والدتي و شقيقي الصَّغيرُ .. نْلعبُ الورقَ و كُلاً بحالهِ سعيد .. دائما ما تَصرخُ أمي على أخي الصغير بقولها .:
- ماكس كَمْ أنت مزعج .. دائم الغشِ باللعبةِ .. ألعب معي أنا و مايلي بنزاهة .. أتفهم ؟!
لكَنهُ لا يستمع و يبدءَ بالمزاحِ محاولاً تهدئةِ أمي ...
لَمْ نؤذي أحد و لَمْ نجرحَ أحد .. أسره صغيرة تعيش في أحدى قرى باريس البَعيدة .. نسمعُ مَّا يسمعُ الناس هُناكَ و نرى مَّا يروه .. لكَنْ حروبِ البلدِ الّتي لَمْ يَكُن لنا شأنْ بها أحرقتْ الأخضر و القاحل .. دمَرتْ المنازل .. قتلت النْاسِ .. قطعتْ الطرق .. أبعَدتْ عنْا الإمَان .. أصبحَ كُلِّ شيءً مُخَتلف .. أتعلمْ بِمَا أعنْيهِ حَين أقولُ إنْيّ فقدتُ كُلِّ شَيْءٍ .. نْعَم قُتلتْ والدتْي و ذبحَ أخي أمَامِي .. "

تَنهدتْ تنهيدة صَغِيرَة بيَّنما عينيها السوداء تَنْظُر لكوبِ القهوةِ أكَملتْ حديثها بَعَد أنْ أعادت نظرها للشابِ ذَا سابعِ عشر عاماً ..

" تَمْ أخَذي مَع أسرى القرى المجاورة .. جَميعُهن فتياتٍ بعَمري .. كُلاً مَنْهن فقدتْ عائلتها مثلي .. و كلهنْ لا يعلمنْ ماذا سيصيرُ بنْا .. كُنْت لا أعَلمْ مَاذَا قَدّ يحَدثُ ليّ .. و مَنْ أينْ لي أن أعَلمْ "

تبسمتْ و بَدْء لشابِ بأنها تشاهدُ مَّا حدث و كَأنهُ أمامها لا أنْ تتذكره ..


" لكَن بوصولنا لذاكْ النُزل أدركنا جَمِيعاً مَّا كَان ينتظرنْا .. مِنْا مَنْ صرخت و أخرى أنهارت و ذَلِكَ حَين بدأو بأنزالنا مَنْ تَلكَ العربةِ .. بيَّنما ظللتُ أبكي و لا أعَلمُ مَّا أفعل و مَّا قَدّ يصبحُ لي .. لكَن أتعلمُ .. "

نزلتْ دموعها الماسية و أنْسَابت على خديها مروراً بذقنها قِبل أنْ تسقطْ للأرضِ ..

" آه .. أعَتذرُ لَكَ .. يبدو أنْيّ تفاعلتُ بالإمر و نسيتُ نفسي "
- لا داعي للأعتذار مايلي .. لا بأس هُناكَ أوقات تحتاج أن نضعف بها قليلا حتى نقوى فيما بَعَد ، هَل أنْا محق ؟!

تبسمتْ قائلةٍ " معكَ حق "


- أكملي إذا إِنْ لَمْ يَكُن لديكِ مانع ؟!

" فَتاةٍ ذات الخامس عَشَر ربيعا .. يؤخذُ مَنْها أغَلى مَّا تَمُلك .. لا أحد معها يدافعُ عنها او يحميها .. ضعيفة ، صغيرة .. لا أعَلمْ لكن مع مرورِ سنة عَلى هَذَا الإمَرِ لكَنِ في كُلِّ ليلة أشعر بأني البارحة سلبْ مَنْي كُلِّ شيءً .. أنني أتألمُ كُلِّ ليلة .. جوني ، أنْا فعلاً كُنْت سَعيدةٍ حَينْ رأيتكَ بخير .. لَمْ تتركني بتاتاً حَين كُنْت صغيرة .. و أنْا أعَلمْ أنْكَ الاخر حزين .. فأنت حصلَ لكِ مَّا حدث تقريبا لي .. رَغْم أنْكَ كُنْت تعيش في القرية المجاورة للنهرِ الإ أنهم وصلو لَكُمْ .. عدمِ قدرتكَ عَلى المشي مجددا قد تَكَونْ فعلا شَيْءٍ صعبْ .. لكَنْ "
مقاطعاً لها قَال
- لا داعي لهذا الكَلامِ لقد أعتّدتُ .. ربما كَنتُ حزين للغايةِ في البداية .. لكنِ نظرتُ للسماء من نافذةِ غرفتي .. و فكرتُ بالجانبِ المشرق .. أنا هُنْا حي أزرقُ .. أحَملُ على كتفي أحلامْ مَنْ رحلو .. يجبْ أن أكونْ أقوى و أنتي كذلك .. إياكِ و الإستسلامْ مايلي .. حسنا ..

" أتعتقد أني أستطيعُ .. أتعتقد أني أملكُ القوة .. ؟! "
- نعم .. جميعنا لديهِ القوة .. لكَنْ هَل لي أنْ أسئلكِ كيفْ نجوتِ مَنْ أولئك الرجال ..

" أنهم ليسو سِوى حثالةٍ ليسو رجالاً .. أمم ساعدتني أحدى الفتيات أعَتقُد أنها كانت أكبر مَني .. أخبرتني أنهُ هُناكَ أمل كي أنجو و هي ستحاولِ ان تلحقني .. لكَن لا أعَلمْ ان نجتْ او لا ! .. بقيتُ فترةٍ أمشي بدونْ هدى .. إلى أن أخذتني إمرأة كبيرةٍ بالسن و عملتُ معها في مخبز للمعجنات .. و بسبب ذلك ها انا هنا !"
أنهت كلمتها بأبتسامةٍ صغيرة


ودعت مايلي جونْي و غادرت المشفى .. أكملتُ طريقها للمخبزِ .. نظرتْ مايلي للسماء متمنية أن يَكُون لها حَياةٍ أفضل .. سعيدة .. دونْ منعطفاتٍ قاسية .. أو أنكسارات ..



هُناكَ رسالةٍ صَغِيرَة .. فَي كُلِّ شَيْءٍ سيء ..
بعيداً عّن الفوضى و الحقائق .. يوجدُ أملا في لا شَيْءٍ ..
يجعل مَنْ الحَلمِ حقيقة !

__________________

سبحان الله ، الحمدلله


سَلـمْتُ أمْـري إليَـگَ يَ رَبـي .. وبِـگَ أگتَفَّـي لِأگُـون بِخَـيَّر !*




سعادتيّ هِي رؤيہ من احب بخير . .فَ ي ربَ اجعلهم سّعداء اينما گآنوا ^_








التعديل الأخير تم بواسطة ŠŌMŸ" ; 08-14-2016 الساعة 09:35 PM
رد مع اقتباس