09-10-2016, 12:58 AM
|
|
الفصل الثاني والعشرون / 1
تبدُو الساعات التي مرَّت ، أيَّامٌ في نظر أبطالنا ، عَدا لورا ، التي لا زال مشهد موت كريس يتزلزل أمام مرأى عينيها في كل خطوة أو ومضة هرب تفعلُها ، لم تكن كارولاين التي تركت وحيدة من قبل ليوناردو أفضل حالًا كذلك ، إذ بدأ تأخُّر هذا الأخير يصيبها باليأس و الإحباط ، و يجعلها تمتنع نفسيَّا عن إمكانية التواصل مع أفراد مجموعتها الذين أصبحوا في مواقف مهولة ، تفوق قدراتهم على الصُمود !
- في مكانٍ آخر على بعد عشرات الكيلومترات عن كارولاين تحديدًا -
كان مبنى البلدية اللندني يعاني أزمة الصُراخ و الهَرب ركضًا في كل ممراته ، ذلك الأمر الذي منع ليوناردوالمتواجد فيه من استخدام السلالم التقليدية للصعود ، مما جعله يفضَّل المصعد !
ماهي إلا ثوانٍ صغيرة ، حتى أصبح في داخله ، ضغطات متتالية على أزرة المصعد ليرتفع للمكان الذي يريدلم يلبث على هذه الحالة إلا جاء صوت احتكاك أسلاك المصعد العلوية تُعلن التوقف الاضطراري له ، مما يعني : ليوناردو في ورطَة
نبرة مغتاظة صدرت من ليوناردو الذي زفر بتململ :
- مصاعدُ غبيَّة !
من بين كل الأوقات التي أحتاج فيها إلى وسائل كهذه ، تخذُلني .. أشكَّ في أن لعنةً ما أصابتني و توردني الهلاك في كل مرَّة .
أخيرًا .. جلس ليوناردو في أحد أطراف المصعد الضيَّق محاولا عدم التفكير بالوقت ، خصوصًا إذا ما تذكَّر أنه لا فائدة لقدراته مطلقًا في مكانٍ صغير ، ناءٍ و مُغلق ! ------------------------------------------------------------ 22
- الشرق ، جولي و ريك -
لم تُعد جولي تنظر جيَّدا ، يتراءى لها أنها تفقد تركيزها ، و ستدخل في غيبوبة إلى الأبد ما تواجهه الآن كثير ، كثير جدًا على جسدها ، و ما تمارسه
من تركيز ، قتل كل ذرة مقدرة لها على الوقوف انطلقت همسات من فيَّها ، أصمتت صوت أنفاس ريكاردو المتعالية و الساقط على الأرض بقرب نيرانه ، التي أشعلها كدرع حماية :
- قُـ .. ـل لي ريك ، متى تتوقع سيأتي ليو ؟ أشعر بأن الوقت يمر ببطء !
انتفض ركاردو لمجرد إعادة التفكير بسؤالها ، الذي سأله لنفسه مرار قبل أن يسقط ، و رد غاضبًا :
- و ما أدراني ؟ جامع القُمامة ذاك لم و لن يكون أهلًا للثقة ! لعلَّه تركنا و هرب كما يفعل هذا النوع من أمثاله !
ضحكة ساخرة مخنوقة صدرت من جولي بالمقابل ..
- الشمال ، جون و كايرو -
صرخ جون بقوة :
- تبَّا لك كاي ، حاول أن تعمل معي كفريق ، لقد تعبت من الدوران حول لا شيء, أنا أموت في محاولة معرفة ما سوف تفعله ، بينما أنت تفعل ما يحلو لك و لا تهتمَّ ، بالله عليك أنصِف !!
تململ كايرو من صراخ جون بقربه و راح يتحدث :
- لم لا تصمت ؟ كم مرة علي أن أخبرك بذلك ، إنك فعلا لا تستحقني شريكًا ، هلا صمتّ لوهلة !
لم يكن بوسع جون بعدها سوى النظر لكايرو باستصغار لا يُطاق ..
- عودة لـ مصعد ليوناردو المتوقَّف -
- هيلوو ، هل من أحدٍ هنا ؟ أكادُ أختنق ، رفقًا بي يا جماعة ..
ثم راح يتحدث مع نفسه مُجددًا : حسنا ، مع أنه لا يمكن لأحد سماعي فربما أنا الآن معلَّق ما بين صخور اسمنتيَّة تفصل بين الأدوار ، أو لنقل أنه حتى و لو كنت في دور ما مثلًا ، من سيسمع وسط كل هذه الصيحات ؟
فكَّر بحُرقة :
- لايوجد أتعس من لحظة كهذه ، كيف يمكن لشخص مثلي من فئة خاصة أن تنتهي حياته هكذا بمنتهى البساطة و الاعتيادية الغير متوقعة طبعًا ، بئسًا !
دقائق مرت ثقيلة على ليو ، حتى صاحت كارولاين في ذهنه تخاطُرا :
- ليوووووووووو ، يا أحمق يا مغفَّل !!!
إنهم يموتون بينما أنت قابعُ في مكان لا أعلمه ، الله وحده يعلَم ، قل لي متى ستأتي !؟
ضرب ليوناردو رأسه وجعًا ، بينما راح يرد عليها بعد ذلك :
- كارولاين !! جئتِ في وقتك ، اهدئي رجاءً ، إنني مع الأسف محاصر في مكانٍ مغلق و يصعب علي الخروج هذا ما جعلني أتأخر ، و لو كنتِ مكاني لتفهَّمتِ ، عمومًا .. هاقد جاء وقتُ تفعيل مركزك ، هلا استمعتِ جيدًا ما أقوله و نفَّذته ، حياة أصدقائك أصبحت بين يديك الآن ، و قد خرجت من عُهدتي .
ضحك ببلاهة بعدها ..
بعد خمسة عشر دقيقة من شرح ليو خطته لـ كارولاين ، إلا و هبط على سطح المصعد شيء أرجحه بقوَّة حطم حديده و أُدخلت مخالب عميقة صفائحه الحديدية ، لتظهر يدُ خضراء تطلَّ من فوق رأس ليو ، ليو الذي قال مرحَّبا و بحماسة :
- أهلًا ، لم تكد تصل يا رجُل .
ثم أكمل لكارولاين قائلًا :
- إني أعتمد عليكِ كارو ، هيَّا انطلقي .
من جانب كارو قبل خمسة عشر دقيقة ، التي قبعت مصدومة من خطَّة ليو ، و من شرحه مكونات العقار الذي لابد أن تجلبه و توزعه على أصدقائِها ، صاحت بقهر :
- إنه ليس سهلًا ، ماذا تظنَّ ؟ كيف سيتقبلون هم الأمر أصلًا !! استخدام عقار قد يُزيل قدراتنا إلى الأبد ، شيءٌ قد يودي بحياتنا للهاوية ، أرجوك ليو ، فكر مجددًا !!
تكلم ليو على الجانب الآخر بهدوء :
- ألا تودين إنقاذ أصدقائك كارو ؟ و قبل ذلك إنقاذ كوكب الأرض أخيرًا .. كل شيء يتطلب التضحية, و التضحية المهمَّة لا تكون إلا من الأقوياء القادرين ، و لا أحد سوانا قادر على ذلك .
- ولكِن ..
- من دون لكِن كارو ..
( تشوش صوتُ ليو عند كارولاين مع أصوات الاصطكاك عنده )
صرخَت :
- ليوو !
جاءها صوته بعد لحظات :
- إني أعتمد عليكِ كارو ، هيَّا انطلقي .
ثم لم يعد هناك أي اتصال بينهُما ، كيف ؟ و لمَ ؟ هي لا تدري ؟!
ما يهم الآن أن تكون أهلٌ للثقة و تغادر مكانها لجلب العقار و من ثمَّ استخدام قدرتها الطبيعية في خلق المناخ
من أجل إيصاله لأصدقائها .. و هذا كل ما تعرفه .
"قبل ساعتين"
أخذت كارولاين بشعرها الأسود الطويل تجوب معمل الشركة يمنة و يسرى تبحث عن المكونات و هي تحدث نفسها "لم أفهم يوما الكيمياء و رموزها المعقدة " ، بعض المساعدة من أصدقائها سيكون مجديا لكنها بقت متوترة بسبب الوقت الذي سينفذ قريبا .
"أبطالنا في الشمال "
قال كايرو بانفعال :
إلى متى ينظل هكذا إنهم أقوى منا بآلاف المرات .
قال جون بسخرية :
توقف عن التذمر و دمرهم .
أجابه كايرو بتعب :
لا ارى اي جدوى من القتال فعشرات منهم يظهرون من اللامكان كل عشر دقائق .
كان جون يحلق و يحاول تشتيت انتباههم أما عن كايرو فقد غزا أفكار ستة من الفضائين من المستوى الثالث و أستخدمهم لمصلحته .. لم يكن قادرا على إضافة فضائيا آخر لحصن دفاعه ، فقد كان ذلك فوق طاقته .
"أبطالنا في الشرق"
كانت جولي قد انهكت تماما حتى انها اوقفت الهجوم واحاحطت نفسها بدرع جليدي سميك ، كانت تتنفس بسرعة و ضربات قلبها متضطربة .
لاحظها ريكاردو بينما كان يطلق كرات نارية على الفضائين ليبعدهم لكن عشرة كانو يظهرون من الخلف ومن المستوى الثاني .
صرخ :
جولي ! هل أنت بخير ؟
قالت بصوت متقطع :
أنا .. أنا لم أعد أقدر ..
لم يستطع ريكاردو التفكير جيدا فقد كان الأمر برمته مشتتا لكنه أراد تحفيزها قائلا :
جولي .. لا أحد يفوقك في الغناء ! ولا احد يفوقك في ساحة القتال !
جمعت كف يدها وقالت :
هذا ليس صحيحا ..
قال ريكاردو وهو يصر على أسنانه محاولا ردع خمسة فضائين :
بلى جولي .. لا احد يفوقك لأنك ببساطة جولي .
نزلت دمعة حارة على وجنتها :
لم أكن جولي الرائعة قط .. انا جولي فقط !
قال ريكاردو و العرق يتصبب من جبينه :
جولي انا بحاجتك ..
رنت تلك الكلمات في أذني جولي كانت مقنعة جدا لدرجة انها استجمعت قواها و حطمت ذلك الحاجز مستعدة للقتال, وفجأة أصبح الجو ممطرا ممطرا بغزارة .. عرف الإثنين انها كارو.
في حين ابتسمت جولي لريك وقالت : هذا مناسب جدا !
بدأت تجمد قطرات المطر حتى أخذت تتساقط كالحجارة على الفضائين و بدأت بتدميرهم .
ظهرت كارولاين من الخلف وهي تحمل حقيبة جلدية تضعها على عاتقها .
ركضت نحو جولي وهي تقول :
جولي احمي ظهري .. ريكي تعال إلى هنا حالا .
تمتمت جولي :
بالطبع .
وحالما وصلت جوارها قالت كارو باندفاع :
نحتاج حصنا هنا .
أنشأت جولي سريعا حاجزا سريعا حولهم هيا و كارو وريكي بينما حاول الفضائين كسر ذلك الجليد أخرجت كارولاين تلك الجرعة وقالت : عليكما شرب هذا !
قال ريك :
أهذه خطة جامع القمامة الأحمق .
تنهدت كارو :
لم أكن يوما جيدة في اتمام مهمة وحدي ..
أكملت :
عليكما تناوله حالا .
قالت جولي:
و ذلك العقار سيفعل ..
قالت كارو :
لا وقت لدينا سرعان ما سيحطم الفضائين الجدار ..
شرحت بعدها :
هذا العقار يضاعف من القوة .. و ربما و ربما نفقد القوى للأبد .
قال ريك :
مستحيل لن اتناوله .
قالت كارو ببطولية :
نحن نقايض سلام العالم بقواتنا .
أمسكت جولي القنينة الزجاجية وفتحتها لتشربها سريعا ..
فزع ريك قائلا : لا جولي لا !
ابتسمت جولي قائلة :
أحتاجك ريك .. لنتمم هذا سويا .
وما كان على ريكاردو إلا ان أمسك بالقنينة الآخرى و شربها دفعا واحدة ثم أردف :
اتمنى ان يكون مفعوله أفضل من طعمه .
"أبطالنا في الغرب"
كانت كاسيدي تطلق ذاك الماء الساخن المندفع لتحرق عشرات الفضائين ، شعرت بذلك شعرت بالقوة التي لم تشعر بها من قبل .. علمت ان العقار قد بدأ مفعوله وانها اقوى الأن اقوى بكثير من السابق ..
قالت آبيغال بثقة :
أهلكت أربع من المستوى الثالث !
ابتسمت كاسيدي :
نحنا أقوى بكثير .
اطلقت آبيغال تلك الموجات فاطاحت باربع آخرين من المستوى الثالث و العديد من المستوى الثاني, ولكن بعقول المستوى الثالث حاولو تشتيت تركيز آبي ليتسلل احدهم من الخلف و يوجه لها ضربة قوية لتندفع بقوة نحو أحد الجدران, كان الصوت عاليا جدا مما جعل كاسيدي تنظر إلى ذلك الموقف الرهيب ..
صرخت برعب : آبيغآآل !!
كان يجب على الفضائين تدمير الأقوى (آبي) و من ثم التعامل مع الأقل قوة ليكون أسهل بكثير تدمير الأثنين معا .
حاولت كاسيدي ابعاد الفضائين عن طريقها لتصل سريعا إلى آبيغال .. أما عن آبي المسكينة فقد كانت تتألم مغمضة عينيها .
و حالما وصلت كاسيدي إليها حتى قالت :
آبيغال هل أنت بخير ؟
حاولت ان تساعدها على النهوض و هي تقول :
أنهضي آبي .. ليس الآن .
أطلقت كاسيدي كرات من الماء الفاتر لتكسب بعض الوقت حتى تستعيد آبي وعيها, لكنها خطرت ببالها فكرة أفضل لتقول : آبي .. سأبعدك عن هنا قدر المستطاع .. امسكي بيدي.
تمتمت آبي :
لا كاسيدي سأكون بخير ..
وقفت أبيغال على قدميها لتمسك برأسها و تهتف :
أنا أقوى انا اقوى من اي وقت مضى .
ابتسمت كاسيدي :
نكمل المعركة ..
قالت آبي :
نكملها وبشراسة !
احتدت نظرات كاسيدي لتقول :
فلنكملها ظهرا لظهر ..
"في الجنوب"
و بعد ان سمعت لورا صوت انفجار المبنى ، امسكت قلادتها لتقول : سانتقم لأجلك ..
وفجأة ظهر خمسة فضائين من المستوى الثالث , كانت تقاتل بسيفها بكره لتحاول إردائهم .. لكنها استنتجت انها لن تصمد كثيرا وعليها ابتكار خطة, و دون ان تلاحظ لورا بدأت الغيوم بالتجمع و أخذت صواعق من البرق تقصف بالفضائين, ظهرت كارولاين بجانب لورا وهي تناهج و تقول : أين كريس ؟
لم تنظر لورا لها بل اكتفت بالنظر إلى الأسفل, فهمت كارولاين حالا ما قصدته لورا بتلك الحركة .. أرادت قول شيء لكن لورا سبقتها لتقول : اعطني العقار ..
قالت كارولاين :
أأنت متأكدة ؟
قالت لورا بحزم :
لن أخسر شيئا سوى قدرة غبية تجعلني أقرأ مشاعر الشفقة في عيون البشر !
ناولتها كارولاين القنينة لتقول :
آسفة لورا ..
اعلنت لورا بجدية :
لننهي هذا حالا ..
قالت ذلك بينما رأت أولائك الفضائين ذوي اللون الأخضر يقتربون منهما .
"وفي ذلك المصعد الهاوي "
أخرج ليو مسدسه الفضي ليطلق النار على ذلك الفضائي الأخضر, وهو بقول : ياله من مكان مناسب للقتال !
حينها قام ليوناردو بلمس ذلك الفضائي و لم يلبث حتى سقط فوقه نائما ..
"عودة إلى أبطالنا في الشمال"
قال كايرو : لماذا لم تأخذ العقار ؟
-صعب ان تفقد قوة أحببتها .. لا اتصور نفسي لا أطير ..
ضحك كايرو و قال :
ستندم على هذا لاحقا ..
كان يجلس فوق تلك الشجرة قريبا من جون الذي كان يحلق في الفضاء ، مستندا على جذع الشجرة و ينظر لهؤلاء الفضائين من المستويات المختلفة يقاتلون بعضهم و يدمرون ويقتلون .
ابتسم كايرو :
اترى هؤلاء .. العشرين فضائيا كلهم تحت أوامري ..
ضحك جون :
لربما كنا الفريق الأفضل بين الجميع .
مسح كايرو عرق جبينه وقال :
بالطبع لأنني جزءٌ منه .
"عودة إلى الشرق "
أحسست جولي بخطب في جسدها ، كانت قوية .. قوية جدا و لكن وكأن تلك القوة كانت أكبر من ان يتحملها جسدها .
كان ريك يقاتل بقوة كفارس مغوار .. ابتسمت جولي و قالت : ريك .. شكرا لك .
كان بإمكانهم التحدث بأريحية أكثر ، لم يكن الفضائين بالكم الهائل فقد انتشرت دمائهم الخضراء اللزجة على ساحة المعركة, قال ريك : على التشجيع ..
اردفت جولي :
على الإيمان بي .
و إذا بها تفقد التركيز و يدور كل شيء حولها لتقع مغشية عليها .. << جميع ماسيتم طرحه حتى النهاية هوَ من كتابتي >>
صرخ ريك باسمها لكنها لم تجب, فأطلق الشعلات النارية نحو الفضائيين الذين تفادوا هجماته
لكنه بذلك وجدها فرصة مناسبة ليحمل جولي وهو يقول بحزم: لن أسمح لهم بأن يؤذوكِ
حوّل بعينيه حوله حيث الفضائيين ذوي المستوى الثالث متجمهرين حوله
فقال بشيء من القلق: لن أستطيع قتالهم والدفاع عنكِ بنفس الوقت
ثم حدّث نفسه وهو يهمس: لايهمنّي لو قاتلتُ حتى النهاية ولا أحب الهروب أبداً
ولكن إن كان ذلك يعني المخاطرة بكِ فلتذهب لندن والعالم إلى الجحيم!
قال جملته الأخيرة متدرجاً من الهمس إلى الصراخ بحماس
ثم انطلق مسرعاً يهرب تاركاً الفضائيين يدمرون ماحولهم!
|
|