عرض مشاركة واحدة
  #88  
قديم 09-10-2016, 12:59 AM
 
الفصل الثاني والعشرون / 2




ومن جهة أخرى فقد سقطت آبيغال كذلك حيث صرخت كاسيدي باسمها وهي تحاول تفادي هجوم الفضائيين ذوي المستوى الثالث, انطلق فضائيّ نحوها بغيّة التخلّص منها حيث لاقوة لها للدفاع عن نفسها وهي بالكاد تبقي عينيها مفتوحتين مراقبة اندفاع الفضائيّ إليها, كانت رؤيتها له مموهة وهي تسمع صوت كاسيدي تصرخ بها, ففكرت: لا أستطيع التحرّك! مالذي يحدث لي؟ سيقضي عليّ

اندفع الفضائيّ إليها وهو يلوّح بذراعه الحادة كالسيف, وقبل ان يصل إليها توقف فجأة مكانه متجمّداً, فقد أطلقت كاسيدي بقوتها عليها, لم تدرك آبي مايحدث حولها فلم تستطع أن تبقي عينيها مفتوحة, ناورت كاسيدي هجوم الفضائيين بينما بدأ الجليد المحيط بذلك الفضائي بالتكسّر, أسرعت كاسيدي بالتقدّم نحو آبي وهي تساعدها على النهوض قائلة بقلق: آبي! آبي! تمالكي نفسك!

لم تجب آبي حيث بدت فاقدة الوعي, تقدّم ثلاثة من الفضائيين نحوها بينما تراجعت كاسيدي إلى الخلف وهي تضع ذراع آبي حول عنقها وهي تمسك بها, بينما كانت تطلق الجليد على من يحاول التقدّم إليهما, فاهتزّت عينيها قلقاً مفكرة: لن يجدي! لن يجدي! لن يدوم الجليد طويلاً, ولن أستطيع الصمود وحدي, و آبي بهذهِ الحال لن أتمكّن أيضاً من الدفاع عن كلينا ضدّهم جميعاً

كانوا يتقدّمون واحداً تلو الآخر والفضائي الذي يقف بجوارهم قد تمكّن من كسر الجليد المحيط بأحد ذراعيه, وفجأة اتسعت عينيّ كاسيدي وهي تشعر بقلبها ينبض بقوة, ثم بدأت تشعر بالخوار وبثقل في جسدها, ففكرّت بقلق: تباً! في مثل هذا الوقت! لا! إن سقطتُ الآن فسنهلك!

حوّلت بعينيها نحو آبي التي فقدت وعيها تماماً



ولم يكن الوضع بحال ممتازة في الشمال فستة من الفضائيين الذين يحيطون كايرو قد بدأو يرهقونه كما بدا من لهاثه و تعرّق وجهه, لكنّه بالرغم من ذلك كان يقف بوضعيّة دفاعية

جون الذي كان يحلّق بجانحيه فوقه كان يقاتل هو أيضاً بركل الفضائيين الذين يقفزون عليه من الأسفل, بينما كان كايرو يتحّكم بالفضائيين عبر قدرته, لكنّه لم ينتبه لأولئك الاثنان اللذان اتفقا على أن ينقضّا عليه معاً من خلفه, وقبل أن يصلا إليه اندفع جون إليهما بعد ان أحاط جسده بجناحيه ليضربهم بقوة كدرع حديديّ جعل منهما أن يسقطان أرضاً, فاستقام على قدميه وأدار برأسه نحو كايرو قائلاً بحزم: بجديّة! دعني أحملك الآن ونحاربهم من الأعلى بدل أن أضلّ أحميك هكذا, أنت حتّى لم تعد تقوى على التحكّم بعقولهم

أجاب كايرو بنبرة ضعيفة:
لن تحملني كالضعفاء, يمكنني القضاء عليهم من هنا

شعر جون بضعف كايرو فقال بشيء من القلق:
هيه! هل أنت بخير؟

أجاب كايرو بأنفاس متهالكة:
أوه! جون! إن كان عليّ أن اموت فسأموت وأنا أقاتل واقفاً

ثم خرّ على الأرض, فاتسعت عينيّ جون وانطلق نحو كايرو لكن الفضائيين وجدوا أنها فرصة مناسبة فانقضّوا عليهما من كل جانب, أسرع جون بإمساك بكايرو و طار به ولكنّ أحد الفضائيين قد تمكّن من الإمساك بأحد جناحيه فلم يستطع استخدامه, فسقط أرضاً هو وكايرو, فقفز الجميع عليهما إلاّ أن جون استخدم جناحيه ليغطي بهما هو وكايرو كدرع له من هجوم الفضائيين, ولكن قواهم التي يطلقونها عليه ثؤثر به سلباً فتأوه وهو يمسك بكايرو بكلتيّ يديه

ففتح كايرو أحد عينيه بتثاقل قائلاً بضعف:
هيه! لاتقتل نفسك من أجلي الآن

جون وهو يتألم:
مالذي تقوله؟ سأنتظر الفرصة المناسبة لنبتعد من هنا

كايرو بابتسامة ساخرة:
لن يستطيع جناحيك الطيران بكلينا بعد كل هذا الهجوم أيها الغبي!

جون بحزم:
لن أتركك هنا كايرو!

كايرو بسخرية:
نحن حمقى! لقد كان فخاً! نحن لانتعلّم من أخطائنا والآن علينا أن ندفع الثمن

جون وهو يتألم:
اصمت أيها الأحمق!

صرخ جون متألماً حيث بدأ هجوم الفضائيين يمزّق جناحيه, ابتسم كايرو بسخرية ثم فقد وعيه, فناداه جون باسمه لكنّه لم يجب, فأخرج أنبوب العقار من أحد جيوب ملابسه وفكّر: قد أخسر قدرتي في كل الأحوال ولكنني سأحمي أصدقائي و لندن والعالم

فشرب محتوى الأنبوبة





وفي الجنوب حيث كارولاين ولورا, فقد كانت الثانية تقاتل بشراسة بسيفها وهي تقتلهم واحداً تلو الآخر, بينما كانت كارولاين تضعف خلفها وهي تلهث على عجل, تنبّهت لها لورا قائلة بحزم: هل أنتِ بخير؟

أجابت كارولاين بقلق وهي تجلس على الأرض:
أشعر بثقل في جسدي, ربما يكون بسبب العقار الذي شربته

اتسعت عينيها فجأة وهي تقول بذهول:
يا إلهي! ربما أخطأتُ في العقار وقد قمتُ بتوزيعه للجميع

ضربت لورا بسيفها نحو الفضائيّ التي حاول مهاجمة كارولاين ثم قالت بثقة: غير صحيح, لقد تناولتُ العقار أنا أيضاً ولستُ أشعرُ بالفتور, لديّ طاقة تجعلني أشعر بأنني أستطيع القضاء عليهم جميعاً

اتسعت عينيها فجأة حينما تذكرت كلمات كريس وهو يخبرها بانه قد أعطاها جزء من قوته, فقالت كارولين بقلق: آبي وجولي وكايرو لايستجيبون لي! لقد قال شركائهم بأنّهم قد فقدوا الوعي, ريك مشتت وكاسيدي تقول بانّها ستفقد قدرتها على الصمود وجون قد تناول العقار لتوّه

قطّبت حاجبيها أكثر وهي تقول بقلق:
سيفقدون حياتهم! بسببي! بسبب أنني أخطأت إحضار العقار المناسب!

لورا بحزم:
تحدّثي إلى ليوناردو! أخبريه بما يحدث لعل ذلك أحد أثار العقار الجانبية!

سقطت كارولاين أرضاً حتى لم تعد تقوى على الصمود, فنادتها لورا:
هيه! كارولاين! كارولاين!

كزّت لورا على أسنانها مفكرة:
تباً ! في مثل هذا الوقت!

رنّ هاتفها النقال فجأة فألقت نظرة نحو الشاشة فإذا به ليوناردو
فأجابت بسرعة بحزم: ليو! مالذي يحدث؟ لقد بدأوا يضعفون! ألا يفترض بالعقار أن يزيدنا قوة!

أجاب ليو بدهشة:
ماذا ؟

لقد كان يتحدّث من مبنى البداية وقد كان الناس في حالة اضطراب وهم يركضون بين هنا وهناك في الممرات
بل إنّ الكثير منهم بدا عليهم الإرتباك وهم يعملون على حواسيبهم وأثناء تحدّثهم في هواتفهم المحمولة

أضاف ليو: إنها مكونات العقار نفسه الذي صنعه علماء المختبر بإشراف من أخي! لكنّ شيئاً من الأثار الجانبيّة لم يذكروه أو أي ملاحظة تتعلق بما بفاعليته سوى أنهم سيزيدكم قوة, ألم تشعري بقوتهِ أنتِ أيضاً؟

لورا بحزم: إنها قصّة طويلة, ألم تجرّبه؟
ليو بهدوء: كلا, لايزال لديّ عمل مهم يجب أن أقوم به أوّلاً

أخذ ليو نظره نحو القاعة الكبيرة بجواره العاجة بالفوضى ثم قال بحزم: انصتي إلي! يجب ان تعودوا جميعاً إلى وسط المدينة, لقد كان كلهّ مجرد فخ لاستدراجكم فالمهمّة الرئيسية ستحدث هنا !

اتسعت عينيّ لورا فأردف ليو: حاولتُ الاتصال بالبقيّة ولكنّ أحدا لم يجب, وأراهن بأنّ شبكات الاتصال و الانترنت قد اضطربت مع هذهِ الهجمات فالفوضى في كل مكان, حاولي أن .. تتصلي .. البقيّة .. و الوقت ..

بدأ صوت ليو يتقطّع حيث لم تسمعه لورا جيّداً فقالت: لا أستطيع سماعك جيّداً !
ليو: البلديّة.. الفضائيين .. العالم .. كنتُ قد .. الرابع .. خمسة وعشـ .. هناك !!

لورا : ليو ! مهلاً .. ليو !

فجأة انقطع الاتصال حيث لم تعد تسمع سوى رنّات الهاتف المتكررة, فأعادت هاتفها إلى جيبها وهي تحدّث نفسها ساخرة ببرود: هه أنتَ تقول بأن ننسحب و نتركهم هنا! لقد قضيتُ عليهم جميعاً في كل الأحوال

كانت تنظر نحو الحي من حولها فبالرغم منالدمار الذي حلّ وتهدّم الأبنية, إلاً أن الكثير من الفضائيين قد توزّعت جثثهم هنا و هناك والدماء الخضراء منتشرة في كل مكان, ثم انحنت نحو كارولاين الفاقدة وعيها وهي تقول: فلنبتعد من هنا!



خطى خطاه الثابتة في الممر الهادئ وعيناه تكبتان غضباً عارماً ومشهد حديثه مع كريس حينما فك وثاقه يمر مراراً في رأسه, لقد عزم ليو على أخذ ثأرهِ الآن .. وممن؟, من الشخص الذي أفقده مايجعله يستمرّ بالحياة

فبعد أن فك وثاقه لم يسايره ليو بل أراد قتاله لكنّ كريس قال: عدوّنا واحد !
تمهّل ليو فقال كريس: أعرف الكثير عن منظّمتكم ليوناردو وأعرف تماماً لمَ انضممت إليهم وماهيّ نيّتك

ليوناردو بحزم: هل تحاول أن تبتزّني بطريقة ما؟

كريس بحزم: كلا! بل أعرفُ قدراتكم ولو وُجّهت بطريقة صحيحة وبقليل من الدهاء فستتمكون من الوصول لغايتكم
سيرا يحاول التخلّص من الشخص الذي أحب, وهو الشخص الذي..

احتدت عين كريس وهو يردف: قتل الشخص التي أحببت!

اتسعت عينيّ ليوناردو, ولم يمر سوى القليل من الوقت حتى اقتنع بضمّ كريس إليهم وسط انفجارات المبنى


لقد تذكرها ليوناردو الآن.. ابتسامتها العذبة و وجهها المشرق وقلبها الأبيض, وابنته ذات الثلاث سنوات ذات البراءة الصافية و الملامح الجميلة, لقد ماتتا بطريقة بشعة من قبل فضائي المستوى الثالث, لقد كان ذلك قبل ثمانية سنوات شعر فيها بالضياع والألم والتشتت والذنب, ضاعت حياته, ضاع مستقبله, ضعت سعادته, لقد شعر بذلك طوال الثماني سنوات

لقد تأكد ليوناردو مما قاله كريس, وفوق كل ذلك فقد عرف بأنّ سيرا ليسَ مجرّد أحد أعضاء منظمة فاسدة, بل إنّه كان واثقاً بأنّ سيرا نائب رئيس البلديّة ولدية قوة في تحريك المدينة كما شاء ومتى شاء, والآن قرر أن ينتقم أخيراً فلا حاجة له للتأخير أكثر من ذلك, سيرا الذي كان يقلّب أوراق مكتبه تفاجأ فجأة بوجود ليوناردو يفتح الباب بهدوء وهو يرمقه بنظرة غاضبة, تجاهله سيرا حيث قال بلامبالاة: مالذي تفعله يا هذا؟ أخرج من هنا فأنا مشغول الآن

دخل ليوناردو وسار بخطاه نحو سيرا الذي وضع الأوراق على الطاولة وظل يتأمل وجهه
حتى مالت ابتسامته حيث ميّزه قائلاً بسخرية: هه أنت ذلك الشخص! أحد أفراد a.k.u
ظننتُ بأنّ جثتك قد تفرّقت لأشلاء حين لم يجدوك

بادله ليوناردو ابتسامة السخرية قائلاً:
ليسَ هذا وحسب أيها المتأنق, لقد عرفتُ كل شيء عنك, لاتظن بأنّك ستهرب من كل هذا

ثم أردف بنبرة باردة: يالكَ من وضيع حقاً! بأن تستغل البشر وتتاجرهم لمخلوقات فضائية يريدون الاستيلاء على كوكبنا
تخون الأرض والعالم, وكل ذلك من أجل مصلحة شخصية, لذلك ضاق ذرعاً بـ كريس باريت أن يكون إلى جانبك, فأنت لاتختلف عن الأشخاص الذين شعر بأذيّتهم له

تلاشت ابتسامة سيرا فقال لماري التي كانت تقف بجواره:
روزا! دعينا وحدنا !

ماري بطواعية:
حسناً !

سارت ماري ببطء وثقة وحينما مرّت بجوار ليوناردو أخذت لمحة منه وهي تفكّر:
أرجو ألا تتسرع ليو, إنه ليسَ الوقت المناسب الآن

ثم ابتعدت وخرجت وهي تغلق الباب خلفها

< ماري تتجسس ضد سيرا باسم روزا وهو لايعلم بأنها وليوناردو في صف واحد



فتحت عينيها بتثاقل لتجد نفسها في ذلك الزقاق الضيّق مستندة على أحد الحيطان, وصوت الدمار الذي يحدثه الفضائيين يتردد على مسامعها, لقد كانت فاقدة الوعي منذ مدة, أدركت ذلك بعد أن تذكرت كيف سقطت فجأة وهي تقاتل بعد أن ارهقت, فسمعت صوته بجانبها يلهث, أدارت فوجدت ريكاردو يجلس بجوارها بإعياء وهو يلهث وكأنه يقاوم, فعدلت جولي جلستها وهي تشهق ثم قالت بقلق: ريك! هل أنتَ بخير؟ مالذي حدث؟

أدار برأسه نحوها ثم قال بابتسامة يائسة:
أوه! أنتِ بخير الآن! كيف تشعرين؟

جولي بحزم:
أنا بخير, ولكن مالذي حدث معك؟ لماذا تبدو بهذا الشكل؟

ريك بإجهاد:
لقد تعبتُ وأنا أحملكِ

برز عصب على جبينها فحرّكت شفتيها لترد ولكنه أضاف:
شعرتُ بالخوار فجأة, لم نبتعد عن المكان كثيراً سيجدوننا! جولي!!

وضع يده على وجهها فاتسعت عينيها ثم قال بابتسامة:
ظننتُ بأنني فقدتك أنا سعيد لأنكِ بخير

ثم سقط أرضاً وهو يفقد وعيه!



أما بالنسبة لكاسيدي فلم تستطع الابتعاد عن الفضائيين الذين يحيطون بها, فهاهي قد سقطت أرضاً وهي تمسك بأبيغال بإعياء وهي تقاوم تقدّم الفضائيين, ففكرت بقلق: آسفة آبي! لم يعد بإمكاني أن أحميك

ثم سقطت أرضاً وقد فقدت وعيها, فانطلق فضائيّ إليها لينقض على كلتيهما, هُنا فتحت أبي عينيها دفعة واحدة, وقبل أن ينقضّ عليهما نهضت وهي تنظر إليه, فانتقلت تلك الموجات إلى رأسه, حدّقت به لوهلة واحتدت عينها فسقط أرضاً ميّتاً, فوجئ بقيّة الفضائيين فاشعل غضبهم فانقض ثلاثة معاً إليها بسرعة فمدّت يديها إليهم وانطلقت تلك الموجات بقوة إليهم حتى سقطوا جميعاً أرضاً, لم يكتف البقيّة بالمشاهدة ولم ينسحبوا حتى فانطلقوا كلّهم حول العشرة إليهما, أدركت آبي بأنّ التركيز ينصبّ إليها فقط فابتعدت عن كاسيدي مسافة حتى لاتتأثر بالقتال, شعرت بخفة وسرعة لامثيل لها بل إنها استطاعت أن تتفادى هجوم الفضائي, الذي حاول طعنها بيده المتحوّلة كالسكين بسرعة ومهارة عالية, تفادتهم واحداً تلو الآخر وهي ترسل قواها إلى عقولهم ليسقطوا أرضاً, دون أن تشعر بضعف قوتها كما اعتادت أن تكون في الثالثة حتى قضت عليهم جميعاً وهدأ القتال

فمالت ابتسامتها وهي تقول: إذاً هذا مايعنيه بأنّ قوانا تزداد !! أشعر بأنني أستطيع القضاء على جميع الفضائيين حتى لو ظهر امامي المستوى الخامس!!

تذكرت كاسيدي فجأة فادارت برأسها إليها فإذا هي ملقاة على الأرض بدون وعي, هرولت إليها ثم انحنت وهي تقول : كاسيدي! هل أنتِ بخير ؟

لم تستجب لها, فهمست آبي:
حسناً لابأس, حينما تستيقظين ستكونين أقوى!!!!




كان جون من جهة أخرى يقاتل بشراسة وهو ينقض على الفضائيين بجانحيه المدرّعة, فحدّث نفسه وهو يهمس: صحيح بأنني شربت هذا العقار وأشعر بالقوة, ولكنّ هذهِ القوة لاتستحق أن أفقدها

فاجأهُ صوت بارد:
إذاً قررت أخيراً أن تتناول العقار! لقد نصحتك منذ البداية!

كان جون في الأعلى يطير وهو ينظر نحو كايرو الذي يتحدّث ببرود ولامبالاة, وكأنّ فضائيين المستوى الثالث لايحيطون بهما

فقال جون بحزم:
قاتل بجديّة قبل أن تفقد وعي مجدداً كايرو!!

كايرو بابتسامة ساخرة:
أفقد وعيي! أنت تمزح! دعهم لي!!!!!!

وبنظرة واحدة فاحصة لمن حوله حتى أغمض عينيه حيث توقّفت اللحظة وكأن الفضائيين قد تجمدوا أماكنهم
فهمس جون بحيرة: مالذي يفعله هذا الكايرو؟ أرجو ألا يوقعني في وضع محرج مجدداً !

فتح كايرو عينيه وهو يهمس:
قاتلوا!

هنا بدأ الفضائيين يهاجمون بعضهم بشراسة وقوة, بل إنّ نصفهم قد توقّف دون حراك حتى يسمح لمن بجواره بالقضاء عليه, حتى ما إن مات النصف و تضاءل العدد حتى أصبحت مجموعة أخرى ساكنة لاتتحرك ويقتلهم الآخرون, ذُهِلَ جون وهو يراقب بدهشة بينما كان كايرو يراقب بسكون, قد كانت قوته موجهة نحو أفكارهم حتى يحكم بهم بهذهِ الطريقة السهلة, حتى ما إن أصبحوا اثنين وقتل أحدهم الآخر حتى قال كايرو : هيه! هل تريد القضاء على هذا الهمجيّ؟

جون بدهشة: أكمل قتالك !

مالت ابتسامة ماكرة من كايرو وجعل من الفضائي أن يطعن نفسه حتى مات, ثم قال بسخرية: لن ألوّث يداي على قبيحين أمثالكم!

بينما ظل جون يراقب



أشغل سيجارته الغليظة ذات النوع الفاخر, أخذ رشفة ثم نفخ الدخان في الهواء مكوَناً موجة دخّانية نذوب في الهواء مالبثت إلاّ أن تلاشت, فقال بهدوء وثقة: يبدو أنّ كريس قد أصبح في قبضتكم, لكنني لم أتوقع بأن يضعف بهذهِ السرعة, أوه تلكَ الفتاة! كانّ عليّ أن أقتلها حينما سنحت الفرصة

< لايعلمان بأنّ كريس قد مات

ثم مالت ابتسامته وهو يقول: ولكن لابأس, لقد وقعت هيَ ورفاقها في الفخ وستكون النتيجة أفضل مما خططت لها أن تكون الآن, شخص نبيه مثلك بحضوره هنا لابد أنه أدرك ما الذي أسعى إليه

ظلّ ليوناردو واقفاً ينظر إليه بحدة بصمت, فقال سيرا ساخراً: لقد فات الأوان لتراجعهم الآن ..



سارت أبيغال بإجهاد بين الحطام وهي تمسك برفيقتها كاسيدي التي لاتزال فاقدة وعيها, فسمعت أزيز الطائرات الحربية السماء, توّقفت عن السير ورفعت برأسها, فإذا بها مجموعة كبيرة تغادر بعيداً كما أنّ هناك طائرات عمودية بالقرب
تأمّلتها وهي تهمس: يا إلهي! هل هناك المزيد من الفضائيين؟

فاجأتها دبابة أمامها سارت في منتصف الطريق متوجه إليها, تسير على الحطام, ثم توقّفت وارتجل منها جنديّ بدت عليه علامات القوة والتأهب القتالي وهو مزوّد بالأسلحة, كما أنّ هناك مجموعة من الجنود قدموا من الطريق عن يمينها مزودين بدروع صلبة, وأبيغال تراقب تقدّمهم بغرابة وحيرة

تقدّم ذلك الجندي إليها ووقف أمامها قائلاً بآليّة:
شكراً لجهودكم! سنكمل عملنا من هُنا, يمكنكم مرافقتنا إلى مكان آمن ريثما يستتب الوضع تماماً

أبيغال بابتسامة وهي تقطّب حاجبيها:
لا بأس! أكملوا طريقكم سأعود وحدي!

تقدّم اثنان من الجنود المسلّحين وأمسكوا بكاسيدي ليحملوها فقالت آبيغال في حيرة: هيه! مـ مهلاً!

قال الجنديّ بآليّة: سنأخذها من هُنا
أبيغال بتضجر: أخبرتكم بأننا بخير!
الجنديّ بهدوء: إنها الأوامر أرجو ألاّ تعارضي يا آنسة

حولّت آبيغال بعينيها حولها فإذا بالجنود المسلّحين يحدّقون بها مما أشعرها بالغرابة
نظرت نحو كاسيدي وهي تُحمل بدونِ وعي, فهرولت إليها وهي تقول: مهلاً ..! دعني ..

شعرت آبيغال فجأة بصعقة كالكهرباء وفقدت وعيها لتسقط أرضاً



كانا كايرو وجوناثان يسيران جنباً إلى جنب مخلّفان دماراً خلفهما بعد أن هدأ الوضع, لقد كان كايرو يتفاخر بقوّته بينما كان جون ينصت إليه بتملل فقد كان يقول: بجدية! احضر لي عشرات من المستوى الرابع وسأقضي عليهم في ثوانٍ فلنجد رأس الحربة زعيم الفضائيين وسأقضي عليه حتى لو كان من المستوى السابع

جون : :heee:

قاطعهم مجموعة من الجنود كانوا يسيرون هنا وهناك فتوقّف أحدهم أمامهم وهو يقول برسميّة:
لقد راقبنا عملكم! شكراً لجهودكم, الآن عليكم أن تستريحوا وسنكمل ماتبقّى

ردّ كايرو بتضجر:
بعد أن أنهينا كل شيء!

سأل جون بحزم:
كيفَ لكم أن تعرفوا بعملنا؟ هل كنتم تراقبون مايحدث وتركتم الأمر على عاتقنا؟

قال الجنديّ برسمية:
أرجو أن ترافقونا حتى يتم توثيق إفاداتكم بشأنِ هذا الهجوم

كايرو بغرور:
لن نذهب معكم! فلتقم المنظمة بالتعامل معكم!

جون بحزم:
يمكنكم أخذ إفاداتنا لاحقاً, هناك أمور أخرى علينا التعامل معها أولاً

قال الجنديّ برسمية:
يجب أن تأتوا حالاً

أمسك بكتف كايرو الذي قال بإنزعاج:
لا تلمسني!

أصابته لسعة كهربائية, ففقد وعيه, صرخ جون: كايرو !!!!

أطلق آخر بمسدسه نحو جون فاخترقته رصاصة ذابت في جسده مباشرة, شعر جون بخدر قويّ فجأة وفقد وعيه مباشرة



كانت لورا تحاول الاتصال بأحد ما وهي تقف في صندوق الهاتف الأحمر, وكارولاين بجانبها مسندة عليه وهي لاتزال فاقدة وعيها, فهمست لورا بحيرة: الاتصال الأرضيّ أيضاً لايعمل, لقد تأثرت شبكات الاتصال كله, أتساءل كيف للفضائيين أن يفعلوا ذلك !! كلا, لربما أحد المنظمات المتحالفة معهم!

لاحظت لورا انتشار الجنود في المنطقة, ففتحت الباب وخرجت لتقف وهي تراقب بحيرة, فتقّدم أحدهم قائلاً برسمية: يجب أن ترافقينا يا آنسة

لورا ببرود:
لاحاجة لذلك! الوضع آمن الآن!

الجنديّ برسميّة:
يجب أن ننقل جميع الناجين لمكانٍ آمن وأخذ إفاداتهم

حدّقت لورا به لوهلة محاولة التنصّت لأفكاره
ثم ردّت ببرود: حسناً سأحضر صديقتي!

دخلت إلى صندوق الاتصال وحملت كارولين ثم خرجت ببطء
لكنها فجأة بدأت تركض هاربة فصرخ الجنديّ: أمسكوا بها!

كان الجنود يطلقون عليها الرصاصات من كل مكان, فتفادتها بصعوبة وهي تحمل كارولاين معها, ركضت وانعطفت يميناً
لكنّها فوجئت بدبابة ضخمة أمامها وجنود آخرين بدا أنهم قد أحاطوا المنطقة بكاملها اتسعت عينيها حينما رأتهم يشهرون بأسلحتهم فلم يسعها أن تلتف أو تهرب, ففاجأتها رصاصة انطلقت نحو جبينها وارتدّ رأسها إلى الخلف وهي تشعر بهلاكها حيث اتسعت عينيها.



نهاية الفصل الثاني والعشرون



ولايزال للقصّة بقيّة فالأحداث لاتتوقف
ماذا تتوقعون أن تكون خطط سيرا بعد أن أصبحت الأمور تحت يده كما يزعم



__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 09-10-2016 الساعة 06:29 PM
رد مع اقتباس