عرض مشاركة واحدة
  #90  
قديم 09-11-2016, 04:11 PM
 
الفصل الثالث والعشرون / 2




- يالجرأتك!!!

أدارا برأسيهما نحو مصدر الصوت بسرعة, فكان سيرا يقف عند الباب بابتسامة خبيثة ترتسم على وجهه, اتسعت عينيّ ماري وكذلك ليوناردو الذي لايزال مقيّداً, فقال سيرا بابتسامة خبيثة: تحبيّن الخداع بطريقة لبقة, روزا!

تراجعت ماري خطوة إلى الخلف وهي ترتجف, وفكّر ليوناردو بقلق: تباً!
لا أستطيع استخدامي قدرتي على التنقّل بعد لأفكّ هذا الشيء عني!!

حاول ليوناردو التحرر من قيده وهو يتحرّك بعشوائية على السرير, فيما بدا الخوف جليّاً على ماري وهي تقف متجمّدة بعينين تهتزان قلقاً أمام سيرا, سيرا بخبث: أتعلم بأنّ روزا هيَ من قامت بتنفيذ أمر قتل أخيك؟

اتسعت عينيّ ليوناردو, وارتبكت ماري وهي تقطّب حاجبيها, فقال سيرا بتأنٍ:
أمرتها بحقنة بعقّار قاتلٍ ففعلت دون تردد, هذهِ المرأة الفاسدة!

ففاجأها وهو يظهر أمامها مباشرة فجأة فشهقت هيّ وليوناردو في دهشة, ثم قال بحدّة: كنتُ اعلم بأنكِ تخونينني روزا, هه لا بل ماري, أردتُ أن أعرف إلى أي مدى ولكن هذا يتوقّف الآن!

أدركت ماري بنهايتها اللحظة, وتأكدت حينما شعرت به يغرس يده في جسدها وبألم فظيع يسري في أحشائها فصرخت, لقد راقب ليوناردو هذهِ اللحظة في يأس وعينيه متسعتان حيث لايزال على السرير, لم يكن قادراً اللحظة من الهروب ودماء ماري تتطاير في الهواء وقد استقرّ جزء منها على وجهه, وملابسه و شاشة الجهاز الالكتروني بالقرب

شهقت ماري متألمّة, وذراع سيرا المتحوّلة تخرج من ظهرها, رفع بذراعه فإذا بماري قد أصبحت معلّقة في الهواء بواسطة ذراعه, احتدّت عينه حيث تصادمت مع نظرة ليوناردو المفجوعة وهو غير قادر على التحرّك, فلوّح بذراعه بعنف لتتحرر ماري من يده وهي ترتطم على الأرض وهي تشهق, ودمائها تنتشر في أرجاء الحجرة حتى آخرها حيث وقعت

< رعب رعب مجزرة x.x1

شعرت ماري أنّها تلفظ أنفاسها الأخيرة, حيث دقات قلبها تتزايد بجنون مع دمائها التي لاتزال تسيل على الأرض, وبوجع شديد يلمّ بها حيث الفجوة في بطنها ممزّقة أحشائها, تنفّست بصعوبة وقد خرجت دماء أحشائها من فمها تسيل

نظر سيرا إليها قائلاً بحدّة: لم تعودي نافعة على كل حال فأعدائي على وشك الموت
ليوناردو الذي كان يراقب بذهول فكر: يا إلهي يجب أن أتحرر من هنا بسرعة!

تحرّكت عيناه بتوتّر في أرجاء الحجرة وهو يفكّر:
بسرعة! بسرعة!

أدار سيرا برأسه نحو ليوناردو قائلاً:
وأنت! سترافقني شخصيّاً

فوجيء حين لم يجده في السرير, أدار برأسه نحو ماري الملقاة أرضاً, فوجد ليوناردو بجانبها وقد تمكّن من استخدام قوته أخيراً, انحنى إليها وهو يقول: ماري! اصمدي!

وهو ينظر إلى وجهها المغطى بالدماء.. تذكّر فجأة وجه زوجته آني المغطّى بالدماء, اتسعت عينيه حين تّذكرها, لقد كان الوضع مشابهاً في ذلك الوقت! تذكّر مشهد موتها!! لكنه لم يسمح لذكراه أن تجرفه للماضي وهو في أزمة الآن

ماري بصوت متقطّع: آسفة.. لم أرد قتله ولكنه ..
ليوناردو بقلق: أعلم ذلك, لابأسَ عليكِ ماري

ثم لفظت نفسها الأخير بهدوء وضعف, شعر ليوناردو بالأسى نحوها وهو يقطّب حاجبيه, ثم رفع بعينيه نحو سيرا مقوّساً حاجبيه بحدة بغضب, بمزيج من مايفعله سيرا الآن وآلام الماضي, و.. ذكراه الحبيبة ..

فنهض والغضب يلفّ جسده, فهم سيرا بأنّ ليوناردو يرغب بقتاله فابتسم بثقة وهو يقول:
أنت لن تستسلم أليسَ كذلك؟ لا بأس سأريك شيئاً من قوتي!

ووقف بوضعية هجومية كما كان يفعل ليوناردو
وقال بحدة: سأصحّح ما أخطأته مع كريس!

< فكروا قليلاً من تتوقعون أن ينتصر ليوناردو أم سيرا ؟



بعد دمار جهات متفرقة من لندن تم نقل معظم المدنيين إلى وسط لندن وأخرجوا البعض منها, حيث كان دمار الأحياء والشوارع وحطامها لايزال مبعثراً مُخلّفاً أجساد الفضائيين الملقاة, قام الجنود المنتشرين في الأرجاء المزودين بأسلحتهم ودروعهم بإحاطة الجهات المختلفة, مفتّشين عن أي مدنيين مختبئين أو فضائيين متجولين, وفجأة ظهر الكثير منهم ! فضائيو المستوى الثاني والثالث انقضوا على الجنود, حاول الجنود التصدّي لهم بأسلحتهم ولكن البعض منهم هلك, وما إن شعر أحدهم بالنصر لقضائه على أحدهم حتى ينقضّ عليه آخر فيفتك به,وهكذا بدا الانقلاب في كل نواحي لندن

ومن جهة أخرى فقد كانا ليوناردو وسيرا يتقاتلان في تلك الحجرة التي ضاقت بقتالهما, كان ليوناردو يتفادا هجوم سيرا مستعملاً قدرته على التنقّل حالما يقع بصره على المكان المطلوب, وسيرا يواصل استهدافه بتلك القوة التي يخرجها من يده حتى أصابه فوقع ليوناردو أرضاً, لكنه لم يستسلم بل انتقل ليكون خلف سيرا وحاول مهاجمته بقبضة يده, إلاَ أنّ سيرا كان أقوى منه فأمسك بمعصمه, توتّر ليوناردو حيث شعر بأنه لامهرب, ثم شعر بقوة ما تسري في جسده بدأت من ذراعه, فصرخ متألماً حتى ألقى به سيرا على الأرض بقوة, تكوّر ليوناردو على نفسه ..

فقال سيرا بثقة:
إن كنتَ لاتزال تظن بأنّ بإمكانك هزيمتي فأعد تحليل قوتك مجدداً

ابتسم ساخراً وهو يقول:
ولكنّ ثقتك بنفسك تعجبني

حاول ليوناردو أن يعدّل وضعيته وهو يضع يده على بطنه, ورغم شعوره بالألم وهو يغمض أحد عينيه إلاً أنه قال بحزم:
أتعتقد فِعلاً بأنّك قادر على خداع الفضائيين وأنت الأعلم بذكائهم؟ لاتغترّ بنفسك كثيراً وبقدراتك فلابد أنّ الأرضّ والبشر ليسوا أوّل ضحاياهم, ولابد أنّهم سينقلبون عليك حينما تسنح لهم الفرصة

سيرا بابتسامة خبيثة وهو يتقدّم إليه:
ههه أنت تتحدث مثل كريس, ذلك الصبي قد بدا أحياناً وكأنه واحد منكم

كان ليوناردو يحاول الابتعاد من سيرا وهو يتراجع إلى الخلف, فقال سيرا بثقة وابتسامة واثقة: لقد كان لكريس نقطة ضعف واحدة ستودي بحياته حتماً, فلطالما كانت تحرّكه عاطفته التافهة, ولو أنه استمع إليّ لورثَ العالم من بعدي

ليوناردو ساخراً: هه يرثَ العالم!

سعل ليوناردو متوقفاً مكانه في حين كان سيرا لا يزال يتقدّم إليه, فمد يده إليه باسطاً كفه, فصرخ ليوناردو وهو يضع يديه على رأسه, توقّف سيرا حينما أصبح بجانبه تماماً وهو يقول: لاتقلق أنا لا أريدُ قتلك

احتدت نظرة عينيه وهو يقول:
سأعيد برمجتك فحسب, وأعطيكَ شيئاً ثميناً

< ركزوا بما قد يعنيه, ستظهر نقطة مهمة في آخر مشهد من القصة بشأنٍ ذلك

ظل ليوناردو يصرخ وهو يشعر بألم فضيع في رأسه, فقد كان يضغط على رأسه بقوة بيديه, وصراخه لايزال مستمرّاً, وكأنّ خلايا دماغه تتمزّق, وسيرا لايزال بوضعيته وينظر إليه بحدة

فجأة صوت إنذار تعالى وضوء أحمر خافت يومض تكراراً, وكأنّ خطراً ما يوشك أن يقترب !

فأبعد سيرا يده وهمس:
الحثالة!

نظر نحو ليوناردو التي توقّف عن الصراخ وهو يقول بثقة:
أراك لاحقاً

كان ليوناردو خار القوى تماماً وهو ينظر نحو سيرا, الذي استدار خارجاً من الحجرة, فأغمض عينيه وفقد وعيه, وماري ملقاة بالقرب ميتة



توجّه سيرا البوابة قاصداً بوابة مبنى البلدية حيث الفضائيين يهاجمون الناس, فتوقّف على السلالم الحلزونيّة حينما وقعت عينه على عين قائد الفضائيين الواقف هناك, وشعر الآخر به فبادله نظرة الحدّة, ثم أشار للبقية أن يتوقفوا عن الهجوم, تماماً قبل أن يدق أحدهم عنق أحد المدنيين

فقال الفضائيّ بصوتٍ وحشي:
عذراً كان علينا إحداث بعض الجلبة لإحضارك إلى هُنا

سيرا بجهوريّة وهو يقف على السلالم:
ماذا تريد الآن؟ ألا يكفي ما أعطيناك أياه؟

الفضائيّ ساخراً:
يكفي؟ لاشيء يكفي! لازلنا جوعى حضرة البشريّ

مالت ابتسامة سيرا قائلاً بثقة: لاتكن طمّاعاً!
إنّ تجاوز الحدود لأيّ شيء قد يعرّضك لعواقب وخيمة, التخمة مضرّة بالصحّة!

ضحك الفضائيّ ثم قال: نحن لسنا بشراً, سيد سيرا!
لسنا أرضيّون حتى, نحن نحبّ أن نأكل حتّى نُصابَ بالتخمة!

احتدت ملامح سيرا فأردف الفضائيّ: التخمة لن تضرنا أبداً, بل تزيدنا قوة!
احتدت ملامح الفضائيّ وهو يقول: نحن لن نتوقّف, حتى تعطينا مانريد

ومع اعتلاء حدة نبرة الفضائيّ فهمَ سيرا مقصده, فأشار بيده ليظهر الجنود محيطين بالمكان وهو يصوّبون عليه وعلى بقية الفضائيين, عن يمينهم وشمالهم وأمامهم و خلفهم بل حتى من فوقهم وقد بدا ان سيرا متجهّزاً مسبقاً

الفضائيّ باستنكار:
أتريد أن تعلن قتالك لنا سيد سيرا؟

سيرا بثقة:
أنتم فعلتم ذلك مُسبقاً حينما بدأتم هذا القتال!

الفضائيّ بثقة وحدة:
ستندم على ذلك! لايمكنك الوقوف في وجهنا!

سيرا بثقة:
مُهمّتكم تنتهي اليوم أيها الحُثالة!

أشار سيرا بيده فأطلق الجنود برصاصهم ليصيبوا جميع الفضائيين, ومن ضمنهم قائدهم التي أصابت كتفه اليسرى وأخرى أصابت ساقه اليمنى, فسقط جاثياً على ركبتيه

نزل سيرا السلالم بتمهّل وثقة وهو يقول بجهوريّة: ظننتم بأنكّم مسيطرين على الأرض, ولكنّ كلاّ, فقد كنتُ على علمٍ بنواياكم ولايمكنكم الانتصار على عقلٍ بشريّ مهما بلغت قدراتكم! إنها ليست رصاصات عاديّة كما ترَ, فهي خاصة بكم وتحتوي على عقارات تزيل قواكم, نحن البشر أفضل وأقوى حينما ُزوّد بخلاياكم وتتظور مهاراتنا وقدراتنا العقلية والجسديّة

سار بسرعة وكأنه قد اختفى من مكانه ليكون مقابل الفضائيّ في لمحة عين, ثم قال بثقة: لايُمكنكم الانتصار علينا! لايمكنكم الانتصار عليّ!

ظلّ الفضائيّ ينظر إليه ودمائه الخضراء تسيل على جسده, فرفع سيرا مسدّساً صغير ووجهه نحو الفضائيّ قائلاً بحدة: أيها الحُثالة!

وأطلق مسدسه لتنطلق الراصة نحو رأسه تماماً نحو جبينه تحديداً, فكردة فعل لا إرادية من جسده فقد اندفع إلى الخلف مرتطماً بالأرض, تقدّم سيراً ببطء نحوه وحدّق بوجهه ثم قال بحدّة: حُثالة!

فجأة أمسك بقدمه! اتسعت عينيّ سيرا متفاجئاً من يد الفضائيّ الميت تمسك بكاحله, ظلّ يحدّق ليتأكد مما يراه إذا بالفضائيّ يتحرّك !

فوجئ الجميع, الجنود والمدنيين المختبئون بنهوض الفضائيين حولهم بعد أن ظنّوا أنهم قد ماتوا, ظلّ سيرا يقف مكانه ينظر بذهول نحو الفضائيّ الذي وقف ببطء أمامه شيئاً فشئياً, وهو يقول: أظننتَ بأنني لم أتجهزّ لانقلابك ضدّي أيها البشريّ

احتدت نظرة سيرا حيث بدا عليه القلق بعض الشيء
فقال الفضائيّ بحدّة: سيد سيرا.. لقد كنّا نعلم بما تخطط له!


نهاية الفصل الثالث والعشرون



أبطالنا أصبحوا في قبضة الأعداء
والفضائيون ينقلبون ضد سيرا
ماتت ماري, وليوناردو فقد وعيه بعد أن تمت هزيمته من قبل سيرا

المواجهة بين سيرا والفضائيون من تتوقعون أن ينتصر؟
من تتمنون أن ينتصر ؟

بقي من الأحداث ثلاثة فصول مثيرة
قد يموت فيها شخص مهم آخر, وقد تحدث معجزات وسط هذهِ الحرب التي ستزداد حدة
بين الفضائيين والبشر ~

شخصيتين من أبطالنا التسعة سيتوقّف نبض قلوبهم مع صخب الإثارة بشكل غير متوقع
من تتوقعون ياترى ..؟

فليضع كل واحد منكم بباله شخصية يحبها لايريدها أن تموت وشخصية من الممكن أن يتخلى عنها لتموت





__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 09-11-2016 الساعة 04:23 PM
رد مع اقتباس