وحدتي مبتغى أسرارها
كنت أعد خطواتي المتباطئة و ذهني يلتف مع جسدي لأدخل ذاك الزقاق الواسع متجهة لأحد المنازل...دسست كفي في جيبي لأخرج المفتاح الفضى المعلق بميدالية بيضاء صفت من،كل شائبة ثم فتحت الباب...
تنهدت تنهيدة تكرارية حوت الكثير قبل أن تطأ قدمي ذلك البيت و عيني مشغولتان بنظرة تأمل...
لم يكن بالبيت الفسيح إنما في عيني الصغيرتين فقد كان ضخما !...
أسندت ظهري على الحائط المغطى بزخارف زهرية و تركوازية لأصغي لتلك الأصوات التي غدت من الأوهام الدائمة...!
أمي...التي تناديني يوميا للغداء...
أبي...يعلن شوقه لي ، لإبنته الوحيدة.. كل مساء...
و
أخي...الذي كنت أراه ملجئي من كابوس الدهر...
أما الآن، فقد حكمت علي تعاقب الأيام بدار خاوية مما سوى أنفاسي المتقطعة...
فمهما تمنيت...
لن أسمع أحدا يلهج بذكر إسمي بين هذه الزوايا...لن أنادى "هينا"...
*******************
أرخيت جسدي على المقعد ، متجاهلا ماحولي من،ضوضاء افتعلها الناس بحركتهم...
قد اكتظ المتنزه بكبيرهم و صغيرهم..
رمقتهم بنظرة ترتجي رؤية شيئ مختلف...
لكن لاشيئ....
لاشيئ يتغير في هؤلاء البشر، أفكارهم، ثقافتهم، أنانيتهم...كلها أمور قد اندمجت مع أرواحهم ، لذا لن يرتقي مجتمعهم...
مجتمع قواعده"أنا" ، لن يسعد أحدا البتة...
رفعت ذراعي الممتدتان على حافة المقعد لأشبكهما بين قدمي منتبها للحدث الذي سأعيشه بالغد، أول يوم بالجامعة...
تخللت شفتي ابتسامة مستهزئة...سنة.جديدة..!
لا أظن أن هناك شيئ جديد لك "نوي"
**************** |
__________________
إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم
فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم
التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-08-2017 الساعة 03:52 PM |