ركضت عابرة تلك المدرجات لتقف بين الزحام تبحث بين الحروف المسطرة على اللوحة المعلقة بشغف، تارة ترفع نفسها واقفة على أطراف أصابعها و تارة تريح راحة قدميها مبسوطة على الأرض...
ابتسمت فور ملاحظتها قرب مبتغاها بتقارب الأسماء فوجهت وجهها لمجاورتها بمرح ظاهر: أنظري...أنظري للوحة، نحن معا .
نطقت الأخرى بلحن هادئ محاولة مجاراة المتحدثة معها بفرحتها: حقا، ذلك جيد هيلين... لن نفترق إذا.
أرخت المدعوة هيلين جفنيها : يبدوا أن الأغلبية جدد هذا العام.
أومأت الأخرى مؤيدة ما تراه: أجل، لا تنسي أننا،في مكان مختلف عن المدرسة الآن.
سرت رعشة لا إرادية في جسد هيلين لتنتفض مرتعبة:لم يكن عليك تذكيري هينا، أشعر بالتوتر حين أفكر بذلك...
قاطعها صوت أرعبها حتى أطلقت صرخة فزعة: إبتعد..
بانت من صاحب الصوت ضحكة خفيفة قبل أن يوجه سبابة غرورٍ لنفسه: لا يجب عليك الخوف بينما لديك أخ مثلي هنا..سيكون كل شيئ على مايرام.
تكتفت بذراعيها معرضة عنه: و هذا بالضبط ما يزيد توتري أخي الغالي.
لم تكن هينا في عالم هيلين أو في عالم نفسها ، بل شردت برؤية مرآة بشرية لها..!
ذاك الفتى ذو العين الجاهلة لمعنى الحياة، ذو الخطى الباردة الذي ألقى نظرة عابثة على اللوحة و سارع بالإبتعاد..
هو فعلا يعكس ما يستبطن قرارة نفسها...-لا شيء مهم-..
إلا أنها تجيد الكذب أفضل منه، فهي دوما ادعت القوة و الصلابة و الإهتمام بالحياة...
رغم أن كل هذه المعاني غادرت قاموسها منذ زمن..!
انتبه الأخوان لمركز نظراتها المجهولة لتنطق هيلين: هي...هينا.
رفعت كفها لتثير انتباه من لم تستجب لمسامعها: من هيلين إلى هينا..أجب..
استجابت من فورها مديرة رأسها المقترنة بكلمة: نعم.
طالت ابتسامة خبث منها محاولة استدراج ما لا واقع له: اييييه، مابها صديقتي ..هل تعرف ذلك الشاب؟
أسرعت بإعلان النفي بكفيها المتحركتين :لا..صدقيني، إنها المرة الأولى التي أصادفه بها.
تدخل ذو.الشعر الذهبي بكلمات منها الجدية المبهمة بغرابة : هذا الفتى دائم المراودة لمحلنا..إنه من أغرب من أصادف، و بصراحة..أسوئهم..لم أكن أعلم أنه سيكون معنا..!
.
قطعت هذه المحادثة الفرعية بتقدم يوضح تجاهلا بتقدمها: لنذهب، ستبدأ محاظرة المدير.
************
يتبع،،،،، |
__________________
إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم
فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم
التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-08-2017 الساعة 03:53 PM |