عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-23-2018, 09:39 PM
 
ألماسي إيقاع ماسي| قبّيل أنّ تحّالْ بطّلاً {قصّة قصيرّة}


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('https://a.top4top.net/p_812h833t1.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


ياخِ تستحقيه ونص لو في أعلى لأحط
ذا أول ألماسي أحطه، إذا ما كان الألماسي الوحيد الي في القسم
ولله شعشعت بالقسم كله من أوله لآخره ، دموعي ما عم تكَفيني
|S H I N A|
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('https://a.top4top.net/p_812h833t1.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('https://a.top4top.net/p_812h833t1.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


وثبتُ صارخاً فيه: "لِتكُنْ تِلكَ الكلمةُ إشارةَ فِراقِنا، أيّها الطائرُ أو الشيطان –

فلتَعُدْ إلى الريحِ العاصِفةِ وإلى شاطئ ليلِ العالمِ السُفلي!
ولا تترُك وراءَكَ أيّةَ ريشةٍ سَوداءَ ذِكرى لتلكَ الأكذوبةِ التي باحَتْ بها روحُك!
لا تُعَكّر عَليّ وِحدَتي! – غادِرِ التمثالَ في أعلى بابي!
إنتزِعْ مِنقارَكَ من قلبي، وابتعِدْ عن بابي!"
قالَ الغُراب: "لا ثان."

الغرابّ \ إدجارّ آلان بو





اسّم القصة : قبّيل أن تحّال بطلاً
التصنيفّ: فانتازيا سوداء ، مغامرةّ ، فلسفةّ.
اللإقتباسّات : hunter X hunter
الكاتبة : أروى ( أورينّ)
تاريخ النشّر: 23\3\2018
حقوق النشّر محفوظة، يمنعّ نسخ القصّة دون ذكر الحقوقّ.







الشخصياتّ:
عائلةُ ستروسّلانسّر
فاحشوا الثراءِ هم ، و أنقّى العائلاتِ سلالةً، ينحدّرون من نّسل السّيدّ الخيميائِي الذيّ عاش في الألفية الثّالثة قبّل البشرية الحديثة ، يّنتمونّ إلى عرقّ الپاس النّياندِرتالي ذو الأعّين الغريبة،
يتميز أبناء ستروسّلانسر بغرابّةِ العادة ،و الحّكمة المكتّنزة والجمالّ منقطع النظيرّ.

لِيدي روجينّ ستروسّلانسر :
سلّيلة الخيميائِي الأول و وارِثةّ التّركة، صيادّة محترفة ، بكّر إدرادّ ستروسلانسّر ، شابةٌ في ربيعها التاسّع عشّر.


لوردّ لوراثْ ستروسّلانسر :
الإبنّ الثآني لإدرادّ، مشلّولٌ بلعّنةِ رائِيةِ الحدّ الشّرقي، صبيّ في الرابِعةِ عشّر.


باخو الرّوكاشِي:
إبنّ عبّدّ معتقّ منّ روكاشّن، نذّر نفسهُ لخّدمةِ إدراد ستروسّلانسر في صِباه، في التاسِعةِ و العشريِن .


عائلةّ كوروتا
يعودّ نسبهّم لإڤرونيِ شقيق السّيد الخيميائي إبنيّ الڤاسِ ذو الأعينّ الغريبة، كآنوا سادّة الغاباتِ الشمالِية قبلّ خيانةّ الهومي الكبِير، عآشتّ بقاياهمّ في عزّلةٍ قبّل المذبحّةِ الحمراء.
بهيوا الحّسن ،تحالّ أعّينهم قرمزيةٌ خلابّة عندّ اضطّرابِ عواطفِهم.

كورابِيكا كوروتّا :
صيّادّ ، يُعتّقدّ أنه السّليلّ المباشّر لإڤرونيِ و أمّير العشّيرة الموعودّ، شابّ في ربِيعه العشّرين.


ساردا الصهْباء:
طفْلةٌ في التّاسِعة ، إبنةّ كورتّيرو كُوروتا غّير الشّرعية، و أختّ كورابيكا بالرضّاعِ و الدّم، ألفتّ عيشها في ميتّمٍ في المسّتعمراتّ الجنوبية.


أخرى:


چونّ فريكسّ:
صيادّ ابنّ صيادّ، عآش في كنفّ جدتهِ و خالتِه ميتو قبلّ أن يصبحّ صياداً، في الخامّسةِ عشر.


كيلوا زولدّيك :
صيادّ ينحدّر من آل زولديكِ ذو سمعّة القتّلة، في الخامسّة عشّر.


ليوريو بارادينايت :
صيادّ، كرسّ دهرهّ ليصبحّ طبيباً، في الثّلاثّةِ و العشرين.


جورآجَ چوغو :
مسّعفٌ متقاعِدّ، و أحدّ أتباعّ روجينّ، سيدّ في الثالثةِ و الستين.



.
.





عكّستّ صفحة الثلجّ الغياهبّ الليلّكية ، حيثّ سكنتّ الكياناتّ أجمع، و منّ غورِ الثلوجِ برَجَت أصّرحٌ شاهقةً بلا حياةّ، تنوح خلالّ صدوعّها الرياحّ كساحرةٍ نزقة ، و لا تلّبث حتى تتلاشّى مع جلجّلة الحِمام.
حدّادٌ ديجوري على اللاشيءّ، و كلّ شيءّ، ومضّت لخواطِر چونّ أنّ البسيطةّ ترتقِب الأصّيل لتعّلنْ احتضارها، و تقّيم جنازّتّها بلا حضّور.
" لقدّ كآنت ذات يومٍ في أوجّ ازدهارها" ، فكّر چونّ و هو يرجّرجّ حذائهِ لينفضّ ذرات الثلجّ، متصدياً للقَرّ العتيدّ.
" كيفّ اندثرتّ؟" طّرف الأشّهب بعينيهّ بعيدّ التلالّ الجليديةّ ، يستّجوبّ جموعّ الخّلو.
" إندثّرتّ كما اندثر أي وطّن " خيلّ للغلامِ لوهلةٍ أن طارقاً ردّ إستّفهامهّ، بضعّ أفلاكٍ منثورةٍ في طّور الزوالّ.
حمل الزمهّرير دوّياً للوجودّ عندّ الطّرفّ البعيدّ، و بزغّ من أنقاضِ الطيسّل شعاعٌ آلي،



زفتّ دفعةٌ من البرّد منّ إليهّ أقبلّ، حتى ناهزّ الكيآن المعدنِي بدنَ چون.

إتقدتّ المصابيحّ الأمامِية ببّلجٍ أكمى الفتّى، شمخّت سيارة اليوديّ الفاحّمةُ فوقّ أكمةٍ منخفْضة، بينمآ تاعتّ الثلوجّ تحتّ عجلآتها .



إنفتحّ ركنٌ منّ النافذةِ المواجهة لجونّ، و صدّح صوتٌ أنثويِ لحيقّ آمرا : " أيّ أيها الصبي، لجّ"

" لكنّ" هتفّ چونّ.
" بلا نقآشّ، تخبطّنا في التيهّ بما يكفي، و الآن ..چونّ" قالّت القائلة بحزمّ.
لمّ يجدّ الصبي بدّاً من الدخّول، فدّار إلى بابِ الراكّبِ الأمامي، ولجّ صامتاً مندهشاً.
" إذا إستمررنا بالعبثّ ، فلنّ نفّر سوى للأمام" قالتّ ثانية بينما همّ چون بالقعود، كانتّ تتمسكّ بعجلة القيادةّ حتى كآدت تنتّشلها، نظّرت إليه بقزحيتّين كالفضةِ المائِعة، لطالمّا بّهرت ملاحّة عينيها بأهدابهما الماردة فؤادّ الصبي، و لو أنه علمّ أن استبصارها له ما هو إلا تجريدّ لروحه من جميع هواجِسه.
" قلتِّ أنّه ربما عآدّ ليوركشينّ" رددّ بهدوء، و طفوليّة.
" لقدّ قلتّ ربما" تمتمت بجفاء بينما رسمتّ إبتسامةً ساخرة و هي تدّفع المكابحّ.
لقدّ كانت تبتسمّ على الدوامّ، إلا أن بشاشتها هذه كانتّ حيةً و دافئة.
" لقدّ كانتّ خاويةً عنّ بكرة أبيها، ليدّي روجينّ". قالّ چونّ.
" لقدّ إستبدّلوا المقّر بالتأكيدّ ، لعلّ " جيني ريودّان " فاسدّون حتى النخاع، إلا أنهمّ ليسوا بالساذجين أبداً". أجابتّ روجينّ ستروسّلانسّر بتهكّم ، و أردّفت : " إزدّادت قامتكّ بضع إنشاتّ، أيها الصّبي"
" فروهتكِ كذلكّ " أجابها دّون إلتفاتّ، زهزقتّ حينها روجّين بخفوتّ.
" سايرنيّ، أنا ملاحقةٌ بعضّ الشيء!"
لم يستنّبطّ وحيّ قولها قبّل أنّ يجلجلّ صوتُ رشاشّ رصاصّ، و إذ باليوديّ تتوقف على حينّ غرة.
" أصابوا العجلاتّ الخلفيةّ" قهقهتّ الصبية، قبّل أن تهتفّ : " أخرجّ"
كآنتّ أحداثّ العّشر دقائق الأخيرةّ شبه مشوشةّ، حيثّ تحررّت جثتيهما منّ السيارةّ المكتواة لهباً ، و إستولتّ كفّ روجين على ذراعِ چونّ، لتعبرّ به عبرّ المكان إلى الأطرافّ الحيّة يوركشينّ.
" الهاتسو الخاصّ بكِ هو التخصيص؟" إستفسرّ چون الليدّي روجينّ .
" هلّ تعترض، هلّ تسميهِ نينّ أساساً؟" نظرتّ إليه ببشاشة .
يوركشيّن الحياةّ، كانتّ الملتقى و المفترقّ للصحبةّ قبلّ سنتين .
روحّ إنبثقتّ من بينّ أزقة يوركشينّ، جموعّ من الأنسّ شغلتّ حيزّ الدنيا، و بنيانّ أرتصّ شاغلاً السكّون، شتاءاً أكثر حماوةً حرفياً.
أحياءُ غشيتّ سبّل المدينة، صخبّ التمدّن أخرسّ هِبةّ الحدّيث، و تعددّ الكياناتّ وضع حداً للإستصحابيةّ.
جّرّت روجينّ كمّ الصّبي إلى ميفِى مستعصيةِ التّطلع، حيثّ زهتّ معلقّةٌ ساجيةَ لقهّوة.
سرعآن ما دلفّ الكيانانّ عبّر المعبّر، و صلا إلى قّاعةٍ من جذوعّ السكويا على الطرازّ الروكاشِي، نضدّت بضعّ موائدّ عبر إمتدادها بين مقاعدّ من الجلدّ الأسودّ، و عبقتّ عبرّ المحيطّ رائحة لاماهيةّ لها لطّرفها دفء و حلاوة.
قودتّهما طاقةٌ بلا هيئةٍ نحو مائدةٍ في الركنّ الأخير، حيث استرخىّ غلامٌ قريب السنّ من جونّ و رجّل أشيبّ كثّ المنظرّ.
استرختّ روجينّ قربّ الصبيّ، بينما أستغرقّ چون وهلةً ليفطّن صحيحّ الإيحاء، كان الغلامّ شقيقّ روجينّ المكنى باللوردّ لوراثّ ستروسلانسّر، طلعتّه كملمّح شقيقتهّ من الذكورّ، خصلاتّ حريرهِ الكستنائيِ تتبعثّر متلويةً لتتّوجّ قسَامته، و ساقيهِ الذابلتانّ قدّ طمرتّا خلفّ دثّر غليظ.
بدّا لوراثّ الضريرّ كغّرِ لوذعي، عبرّ بريقِ كريمتيهّ انبلجّت ومضاتّ الإتقادّ، ما أحيا ذكرى كورابيكا في مهجةِ چونّ.
و الأخرّ كانّ شيخا رماديّ الشعرّ، له نظرةٌ مستبصرةّ مذَلّة، و بهِ شيءٌ من الوقآر لا يتناسبّ مع كثاثةِ لحيته المربعة.
فطِنّ لعينيّ الليديّ ستروسلانسرّ اللاتيِ تحملقّان فيهّ، كانتّ تقرأ قلبهّ، ما منّ ظنّة في إرتيابه.



أشّارت روجين بإختيالّ : " انهّ لوراثّ حقاً، عرقّ الڤاسّ تحصحصّ خلال تقَاسيمه مثلّ كورابيكا تماماً! ، أما هذا" و أومأتّ الى الشيخّ : "جورآجَ چوغو ، كآن مسعفاً في الفيلقّ الجنوبي".

كانتّ عشرةً ودودة ، لبثّ الصبيانّ زمنا و هما يتضاحكانّ ، قبّل أن تخبطّ روجين بكفها بخفةّ، أشعرتّ چون بشيءٍ من الليعة، فوجمّ المتسامرونّ و أستدّارت أبصارهمّ نحو الليدّي.
" لقدّ مضتّ ستةّ أشهرّ منذ الظهورّ الأخِير لكورابيكا كوروتا على وجّه الغبيرّاء، بثّ إليّ ليوريو شكوكه فشّكلنا بضع عصّب للتفتيشّ عنه، و كانتّ النتيجة .. لا شيء!" تحدّثت بسرعةّ و شغف، كانتّ الكاريزما تبثّ عبر كل حركة لشّدقيها ، و هي تتطلع للسّامِعِين.
" أجتمعنآ - أيّها الأعزّاء - لأن قضّية كورابيكّا مستّ عواطِّفنا جميعاً، ما سيرويّه السيرّ چوغو قدّ يستحِث الاعدّم ، سيستغرقّ ذلكّ بعض الوقتّ ، لكن .." علتّ نبرة صّوتها متهدجةً : " لأجلّ كورابيكا."
سّعلّ چوغو قبّل أن يقصّ نبأه، تعثرتّ شفتاه و هو يوّازن الحّروف بينّ فاههِ المجّعدّ:" حقيقةً، أنّا أستصوبّ نصف ما صادفتهّ حينها، لقدّ عاينتّ الحقائقّ و وصلتّ إلى حائطّ مرتَق، ليكن! .
لقدّ حدثّ ذلك منذ عامينّ فقطّ، قبلّ أن أحالّ الى التقاعدّ مباشرةً،
كنتّ حينها مسعفاً في الفيلقّ الأصفّر، مكثنّا يومها في المستعمراتّ الجنوبيةّ لحشدّ الميرة و القّوت قبّل أن نستكملّ واجبنا،
كآن الأصّيل قدّ لاحّ، و كنتّ مع زميلٍ لي نشربّ و نتسامرّ بعيداً عن المعسكّر ، فإذا بصيحةٍ توقظّ هواجسنآ من الطّرف البعيدّ، حيثّ يقبع ميتمٌ وحيدّ.
هبّهبت و الرفيقّ إلى مركزّ الجّلبة، فإذا بها وكِيلةٌ في الميتّم تريدّ الولادّة، و النسّاء حولها بلا حولّ،
كآنّ الوقت متأخرا لإستدعاء قابلةّ، و كانّ زميلي طبيباً خبيراً بجسمّ البشرّ أضعاف عِلمي، فتولى أمرهّا و طفقتّ أنتظرهُ عندّ بابِ السيدّة، في أحدّ الدهاليزّ ، فإذ بفطِيمةٍ صهْباء تعبرّ بقربّي فأحنّ إلى مدّاعبتها، فاستوقفتها و حينما التفتت إليّ - هنا أحمرّ وجه چوغو- يالّ الشيطّان .. رأيت عينين قرمزيتان! ، كانتا حمراوينّ بلا شكّ!
لكنّ سرعان ما بكت و تلاشى النكّع منّ مقلتيها ، و تلافتنّي ركضاً نحو مقامِها ."

نضّحت جبهتهّ عرقاً ثجّاجّا ، و وكوكتّ مفاصّله الواهِنةُ بصّوتٍ مسموعّ، فحملقّ نحو روجينّ و صاحّ : " أجيزيّ لي الإنصّرافّ - بِحقّ جمالكِ! "
"إذهبّ، و لا تحّنثّ بأليتّك." أجابتهّ بتلقائية.
" لنّ أفعّل، و أئذنيّ لي أن آخذ قدّح شرابي معيّ، رباه!" كانّ يرتعشّ تماماً، رحلّ دونّ إلتفاتّ.
قهقتّ روجِين بمرحّ، و حّولتّ بصرها إلى الصبيينّ.
" إذّن، كورابيكّا ليسّ أخيرّ كوروتا؟" سأل چونّ.
" هل كآن الكوروتيّ الأخير فعلاً ، يا عزيزيّ؟، لقّد كانت مغالطةً هائلةً بحقّ!" قالتّ الليدي.
"أوليسّ من واجّبنا التحقق؟" سأل چون مجدداً.
" ليس واجّبك" نقلتّ بصرها نحو لوراثّ : " أترّيدّ إخبارنّا بشيء؟"
" أرّسلتّ باخو الروكاشّي ليحضّر الصبيّة، كذلكّ أرسلتّ برقيةً لليوريو " جاوبّ بشيءٍ من الخجلّ.
" ممتازّ!" هتفت ّروجين، و أردّفتّ : " بعدّ خمسّ دقائقَ تماماً سيغآدرّ الزبائنّ قهوتنآ اللطيفةّ، و سيصّل الأصدقاء، أرسلتّ كذلكّ إلى عزِيزنا كيلوا يا چونّ."
" كيلوا؟ ماذّا عن غضبّ الزولديكّ؟" هتفّ الصبيّ.
" لقدّ عقدتّ ميثاقاً مع إيلومِي زولديكّ - الشقّيق الأكبّر لكيلوا ، مقّابل موتّي في حالةْ الحنثّ بالميثاقّ". قالتّ روجين.
" مخاطرةٌ من العيّار الثقيلّ، لكنها متوقعة حتماً" تململّ لوراثّ.



.
.

تلآشت حاشيةّ الدّخانّ الكثيفّ خلال الهواءّ ، تّتبعها وليدةٌ من دخانَّ هائج ، ظلماتٌ فوقّ بعضها البعضّ فيّ معركةٍ حامية الوطّيس؛ تغطّي ألق الأفلاك عبّر الكونيةّ اللّيلاء ، تجلجّل خلالّ عِراكِها صوتّ احتكاكّ سكة الحدّيد بصخّب .
جثمّ على مجالسّ المقطّورة " باء خمسةّ عشرّ" ستةّ هيئاتٍ لافتةً ، حيثّ بركّت آنسةٌ نبيلةُ عندّ النافذةّ مقابلّ صبيّ قيسّ پلآتِيني الشعر، و آخرّ ودودّ وآسِع العينين ، و طفّلةٍ صهباء سّاذجة ، و جالسها في طرفّ الكرسي رجّلُ مّاردُ القامة بنظّارات و آخرّ ذو بشرةٍ برونزيةّ و محياً مطّيع.
لقدّ تدّارسّ ليوريو الحقائقّ التي تناهتّ إلى مسامعهّ خلالّ الساعتين السّابقتين، في قهوةٍ في أزقّة يوركشينّ ، حيثّ سلسّلت الليدّي النبيلةّ وقائعّ تاريخيةٍ مهملةّ ، روتّ : " لقّدّ بدأ الأمرّ حينمّا لم يبقّ على الأرض سوى مائة إنسّان نّياندِرتاليّ ، و تّم التزاوجّ الأولّ بين عشائرّ الهومو - الإنسان الأول - المختلفةّ ، لينتجّ نسّلٌ مهجّن بين النياندرتاليّن و البشرّ الحديثينّ، ألا و هو نسّل ڤاس ذو الأعّينّ الغريبةّ الذي استوطنّ القارة المظلمّة ،
لقدّ كآن النسلّ الهجينّ للهومّو حدّث عصره، حيثّ أن الهجينّ ڤاس قدّ حملّ صفّات الطرفينّ دون انحياز، و بدرّت عليه بوادّر غير طبيعية بالنسبة للهومو الأوائلّ، فهوّ أولّ من أستخدّم النينّ و نشّره، ذلك يعّودّ الى الدمّ القوي الذي نتجّ من اختلاطّ نسبهّ، و ظهرّ أول هاتسو مخّصصاً فيّ عينيهّ - ذّلك سببّ لقبه بالمناسبة - فتمتعّ بعينينّ خلفّ الأطوارّ تماماً ، ثمّ أوجّدّ أولّ قوةٍ للأونّ ، بعدها الأينّ الذينّ كانّ وسطاً بينّ النينّ و الأون.

و قيلّ أنهّ أنجبّ ستة أبناء، ورثّ كلّ منهمّ صفةً من صفاتّ عينيهّ ، و أصبحّ لكلّ واحدٍ منهمّ سلالةً توارثتّ صفته، فمنّ السلالاتّ من إندثرتّ، و منها منّ بقي معزولاً إلى يومنا، و منها ما هوّ شبه مهدد.
سلالّتيّ إڤرونيِ و شقيقه السّيد الخيميائي هما السّلالتانّ الوحيدتانّ المعروفتانّ ، حيثّ أن عائلةّ ستروسّلانسر تنحدّر من صلّب السيدّ الخيميائيّ ، و تتّميز عائلتهمّ بتمكنّ الإبنّ البكر من تجريدّ الروح و قراءتها، و عائلةّ كوروتا، المنحدرة من نسّل إڤروني ذي العينينّ القرمزيتينّ.
في النّكبةِ الجليدّية قبلّ ألفٍ و تسعمائةِ عامٍ خّلت، نزّح بعضٌ من عشائِر كوروتا إلى قّارة يوربّين ، حيثّ إسّتعمرواّ الشّمالَ ممتداً و ملكّوا عروشّ اليابسّة، حتىّ عهّدِ كارّتي الثالثّ، الذّي اتسّم باضطرابّ عواطّفه ، إستغّل مستشاره الهومّي المنّجش الكبيرّ تقلابتهّ المزّاجيةّ و قّانيةّ عينيهّ لبثّ عنصّر المسخّ الوحشّي إلى أنخاخّ الشعبّ، فانقلبّ على عشيرة سيدّه عذابّاً بإسمّ إبّادةِ المسوخّ، حتّى بدّ من نجّا من آل كوروتا إلى العزّلة في المجهّول . "

إستدّارَ نحوّ نّديمهِ الروكاشّي، رجلٌ هيىء أقّرنٌ مفتّولٌ ذّو عّينين فاتِحتينّ، يتبّصرّ الأكيّان ببّلاهة غيرّ ذاتِ معنى.
صوتّ حادٌ ملّكنٌ بعشوائِيةِ المسّتعمراتّ، بدّد أحآديثّ الصمتْ : " أُسّيرّ خلّفكُمّ كالسّوامّ، أوهنتنّي رحّلتكمّ هذه الذْي لا مفرّد لحشّري فيهآ "، كآنتّ الفطّيمة الصّهباء.
أجّابهآ صّاحِب الشعرّ الپلاتِيني سآخّراً : " للأننّا نصحّبّ سموكِ إلى مجّلسٍها الملّكي".
" الغّايةُ هي أطلالّ المملكةِ الصقّيلة، في حدّود الشمالّ، حيثّ الأجمةّ الأدغالِية و الغاباتٌ النفضّيةٌ بمّد النظّر، جِين فِريكس ، والدكّ - طّرفت لجون - هّو كآشّف أنقاضّ الحضّارةِ القدّيمةِ قبلّ ستّ أعوامٍ و ليلةّ ، يعّتقدّ الآخّرونّ أن أطلالّ الممّلكةِ هذهِ هي بقايّا الممّالكِ الكوروتّية ". ضجّ صوتّ روجِين المتحّمس عبّر ثغراتِ الهواء.
"وجودّ بعضّ المسوخّ المتجولّةِ في المستنقّعاتّ سيضفي ملحَ الإثارةّ، هاي! جونّ، و ربّما بعضّ البّحيراتِ المنثورّة." صاحّ كيلوا بإتقادّ، و هوّ يتنّاول قرطاسٌ منّ الكاكّاو المحلى.
" الشّمال حافّل بالرّفاهيةِ القاتلِة " بدّا ليوريو ألمعّياً لوهلة .
إرتج القطّار علّى حينّ غرة صارخاً بغمامّ الدخانّ، كانّت إشارة الوصولّ.
" هلمّوا لنّمضي قدماً ، مرشّدكم سأكونّ إلى ممّر الدغلّ العاليّ." قالّ باخّو ، للمرّة الأولى.

.
.

" تبقى بعضّ الأمتارّ ." هلبّ باخّو و هوّ يصيحُ في الصّحبة، محاولاً رفعّ ذواتهّم المعنوية.
عبّر هزيعِ الدياجّير، تأبطّتّ أقدّام الرفقّة البسيطّة بلا خفّ ولا حافر . تقودّهم نزعةّ القمّر ، رائحةُ الندّغِ الحمّيمةّ داعبتّهم خلالّ السيرّ، كانّ ضجيجّهم قدّ عمّ الأدغالّ قبّل حينّ ، إلا أن توغلهم الى الأغوارّ الكثيفة أوقدّ شعور الترقبّ و الحذرَ.
حَملّ ابن روكاشنّ سّاردّا الصهباء الواهنةّ تماماً، كانّ ليوريو يلهثّ ، و قدّ ارتكزّ إلى أكتافّ الصبيةّ من كل جانبّ.
" ليسّ بالطريقّ اللطيفّ ليلاً، إلا أنهّ أقلّ وّحشيةً في الصبّاح." علقتّ روجّين بشيءٍ من البشاشّة ، و قدّ جرحَ معصمها إثّر مواجِهةً معّ رجّل غابٍ أنيبّ مسّعور.
غاصّت نبضاتهآ خلالّ كعبيها، كآن لبّها يرتعشّ مع كلّ انتفاضّة و صمتّ، في وجس؛ " لعلّها كانتّ مغالطةً أو هفوةّ، لمّ يكنّ هنالك طريقٌ أو أطلالّ، و سليلّ كوروتا أخير" هذَتَ خواطّر الليدّي.
لمّ تعترضّ مسّوخ جسجآر المّريعةّ ممشانآ، لا تنتحّي عنّ طريقّ الطوبّ الأصفّر يا دورثْي!، هلّ تضحّين بأعزّ البشّر إلى قلبّكِ مقابلّ نزواتّك؟
طرفّت روجّين بعينّيها نحوّ الصبيينّ، كبشّ الفداء؟، لقّد خاطّرتّ بالفّعل أمام غريمها إبنّ الغابِّ المسّعور، الكثيّر من الدماءّ المراقةِ ، و لازلتّ شرايينها ممتلئّة.
" حاذرّي، بلا موتّ. لا تأفّليِ كما الشّمس، إنمّا كوّني شمسكّ لتصطّليهمّ ، لتّميعي أطرافهّم، لتسّيريهمّ إلى جحيمٍ ترقبّ مناياهّم!" هسهسّت الليديّ تلقائياً.
قدّام الصحبّة، عبّر خضامّ السّوادّ ، إئتلقّت أولى أسَحار الشّمس.



خلالّ هذيانّ الضوء ، انتثرتّ الإنبّلاجاتّ نحو العدّم، نحو غطاءٍ نباتِيٍ بخضرةٍ آسنة.


و حيثّ يبثّ الضوءّ، بثّ الدفء،
خلفّ الأدغالّ المتّراصة خلالّ فرسخينّ أو أكثّر ، إرتفعتّ أطلال كوروتا العّتيقة، تجابه الأفقّ ، بموتّ!
قربهّا، إنتّصبّ ذكّرٌ غرّ، بثّت مع الشمسّ خصلاتّ شعرهِ الذهّبي، و عينّاه الرّماديتانّ الاتيّ تأججتا بفعل الشمسّ تنظرانّ نحو الجّمع ، بسكونّ.
عصّفّت ريحٌ شّرقيةً، كانّ الغضبّ يعتملّ في غورّ كورابيكا كوروتا، بعدّ سنةٍ من الفراقّ.


.
.


لإقامّتهِم، استولّت الرفقةّ على حجرٍ في قريةٍ كانتّ ذات يومٍ ملاذاً لآل كوروتا، ضيقاً ، خاوٍ، من خشّب التفاح.
ندّف البّرد خلخّلت النوافذّ و اجتازتّ الشقوق، لتعبثّ بأهواءِ البشرّ بكفيها.
" خارجاً ، سأكونّ" صاحتّ الليدي بلهّجةٍ متقهقرةٍ شيئاً و هي تلّملّم وشاحها.
خلالّ المدخلّ عرجّت خلالّ الأيك ، بعيدّ الحجرّ، تقابلّ أشعةّ الشمسّ الخالدة!.
تأملتّ الخربّة التيّ كانتّ ذات يومٍ وطناً لأحدّهم، بيوتّ الأجّر الباهتّ، حطامّ الأسقفّ الأحمرّ، السبيلّ المعبدّ نحو اللاشيء علىّ شفاّ جرفٍ سامقْ، " القّصة عينها منذّ بدايّة البشريةّ، قامّ و سّقط!".
تقدّمت المليحّة قّبالةّ دغلٍ أثيثّ الظلالّ ، من السجسجّ ، حيثّ يفترضّ بأطلالّ المملكةِ الكوروتيةّ أن تنتصّب.
حفّيف خرّق قاعدةّ السّكون، و ألزمّ الخلائقّ الرهبةّ منّ المستّجدّ، التفتتّ روجينّ نحو مأتى الصّوتّ، رمقتهّ بحدةٍ لثانيةِ أو أقلّ، و إذا بهّا تصدّح : " ويحكّ! أو تحسّب أنّي لا أدّري مكائدكّ؟"
تقّدم طيفٌ ممشّوق القامةِ ذو شعرٍ بمبّي ، شّفنها بسّخرية واضحّة، " مضىّ زمنٌ طويلّ ، صاحّبة السّمو!" لهلجّ هيسوكا .
" ما هي غايتّك؟ ويحكّ ! كنتّ تقتفينا عندّ يوركشين ! " صاحتّ الليدّي
" علىّ مهلكٍّ، فاتنتيّ الصبية " لعقّ شفتاهّ و أردّف : " لا بدّ أن قوتكِ إستشرتّ مع الأيّام، لكنّها ليستّ نائّعةً بعدّ ، ليسّ بمقاييسي".

لمّ تحركّ ستروسّلانسرّ ساكنّاً، ترّقبتّه بتوجّس.
ثمّ ضحكتّ!
" لو أنكّ ناشّدتّ منازلّتي ، لمّا أظهرتّ كيانكّ عمداً، واقعاً؛ لكنتّ الأن في عدادّ الموتى"، ثمّ أردفتّ : " انكّ تحكمّ النينّ على أفكّارك! ، أوتحسّب أنني لا أستطيعّ تجريدّها؟ أو يشتهّي دهاءكّ الألمعيّ أنّ يعُلمني ما غابّ عني؟"
" العّينّ القرمزيةّ الزجّاجية التي ترى و لا يراهآ أحدّ ، و تعرفّ و لا يعرفّ أحدّ ، بيدّ أنها مبتغى كلّ باحثٍ عن الحقيقّة"، رمىّ قرطاساً خرقّ جذعّ سندّيانةٍ قابّ قوسينّ من عنقّ روجينّ.
تناولتهّا الليدّي بغير أناةّ، خريطةّ قدّيمةٌ لبنيانٍ غابّر ، حاشيتّها مغدّقةٌ بملاحظاتٍ بأحدّ الخطّوط السّامية الأولى.
" و ما هو شّرطكَ"، قالتّ بلا مبالاةّ، و كأنها لا تدّري جوابه.
-" چوّن"
- " أرفضّ، لكّ مائّةُ ألفّ جينيّ".
-"چونّ"
نظّرتّ إليه شزراً، رمتّ المخطّوطةّ و هرولتّ نحوهّ، و صّوبّ هو خمسّ بطاقاتّ مشّفريةّ نحو عنقها ،
لم تكدّ تنهىّ إليهّ حتى تلآشتّ آنياً.
تبصّر نحو نقطّةِ أفولهّا، و ابتسّم إبتسّامةً رحرّاحتّ، يسّتطيعّ الأنّ الوثوقّ بيدّ الليدّي الأمينةّ.
.
.
أراحّ كورابيكاّ رأسهّ بينّ ذراعيهّ بخورّ ، تأملّ الشّاهدّ الجيريّ بوَكفَ.
" لو كنتّ معي، لكنتّ ستدّركّ أينّ أعين العشيرةّ، فقيدّي بايروّ" تمتّم بضعفّ ، تموجّتّ حاشيتهّ مع الصرصّر.
" كفاكّ هذراً للكلامّ، هلّم ادخلّ و نمّ، لعلكّ لم تذقّ مذاقّ النومّ منّذ أيام". هسهسّ ليوريو بقلقّ.
" أنّا بخير.. بخيرّ، أعرضّ عني الآنّ، أريدّ منجاة رجاءيّ، رجاءي" بدأ بالهذّيان مجدّدا.
" كأنكّ مصابٌ بداء الحّمى!، لا خيّر في بقائكّ هنا!" صاحّ ليوريو، و هو يقرفّص عندّ مجلسّ كورابيكا.
لآحّ طيفّ رقيقٌ سرعانّ ما استحّال إلى بشّر، وقفتّ ليدّي روجينّ عنّد ركبةّ كورابيكا بإبتسامةّ لا معنويةّ.
" هلّ هو بخّير؟" استدّارتّ نحوّ ليوريو، يتقدّ من مقلتيها شرّر حامْ.
" يركّركّ القولّ و يأبى الرّاحةّ!" أجابها الرجّل.
بركتّ روجين قبالةّ الضرّير ، مسّدتّ شعرهّ بتلقائِية و هي تحّول بصرها مباشّرةً نحّو عينيهّ.
" أتبتغيّ المنيةّ بعّد حينّ؟ أو استردّاد جّوهر عشيرتكّ؟" صاحتّ حتى إذا ترددّ صدّى حدّيثها.



" لنّ أموتّ"
صرخّ كورابيكا.

"إذنّ أنظّر إليّ!" قالتّ بحدّة، فباشّرها النظرّ الى عينيها، و نظّر كلٌ منهما إلى الأخرّ لولهة، قبّل أنّ يستكّين جسدّ كورابيكا على حينّ غرّة في سّباتٍّ عميقّ.
" لقدّ اخضعتّه، كمّ هو إزركِ و كمّ مقدّاره؟" صاحّ ليوريو متعجباً .
"لا دراية لي " نظرتّ إليهّ الليدّي بوهّن ، و أردّفت : " أو تقوىّ على حملهّ؟ لا زّال أمامنّا الكثيرّ ، و لكنّ الأنّ.."
حولتّ بصرهاّ خلالّ السّهلّ الجنائزي، وقّفتّ بتثاقّل ، و خطّتّ نحوّ اللامكانّ.
.
.



ضربتّ سّاردّا بكفيهّا، و هي تترنمّ بموانٍ جّنوبي.
" لطيفٌ للغايةِ، سارّدا " قالّ چونّ و هو يسايّر الطّفلة.
" إنّها ممّلةٌ و حمقاء" تأففّ كيلوا.
" لا تقّلّ شيئاً كهذّا، هي لا زالتّ فطّيمة" برقتّ عينا چونّ.
تهجّدّ باخّو شمالّ الزّمرة البشّرية، همّسّ بشيءٍ ما عنّ الوقتّ قبّلّ أنّ يغطّ رقادّا.
صوتّ احتكاكّ المزلاجّ أوعاهّ، هبّ مع كوكبّة الناشئينّ توجساً.
دلف ليوريّو و هو يحّملّ كورابيكا الايقظّ، خلفهّ الليدّي المطأطأةِ ناصيةً.
" إفترشّ له الأرضّ ، باخوّ" قالتّ و قدّ أسفرّ محياها عنّ إبتسامةٍ حزينةّ، ثم أردفتّ : " و أنتمّ- نظّرت نحو الزمرة- استأنفوا فِعلّكمّ، هلّ منّ قرطاسٍ و قلمّ؟ باخّو، هلّ لكّ أنّ تحّدّثّ شراباً حامٍ صائغاً للشاربينّ؟ ، لدّينا الكثيرّ من الوقتّ و القليلّ لننجزّه .. أنتظر! أقصّد العكسّ!" برقتّ عيناهّا شيئا قليلا.
.
.


" كمّ مضى ليّ و أنّا على هذّه الحالّ؟" وشوشّ كورابيكا متيقظاً.
" تسّع ساعاتّ، يعزى ذلكّ إلى خوركّ " أجّابّ جونّ .



أهلسّ كورابيكا، لبرهةٍ حسّبّ چون يدّاعبهّ ، لولّا تباشيرّ الدجىّ المسّفرة عبّر النافذّة.

" لقّدّ أضعتّ الكثيرّ من الوقتّ بالفعلّ" تبرّم بحنقّ.
" رحلّتّ روجينّ دونّ خبرٍ عن الإيابّ، لقدّ سارتّ هي و من بقيّ من كوكبتنّا إلى الأطلالّ القدّيمة، عدّاي و عداكّ و ساردا كذلكّ". تمتمّ جونّ : " لقدّ تُركتّ معكّ لأعلمكّ فورّ صحوكّ".
اتّسعتّ مقلتا كورابيكّا قليلاً، و ذرفتّ نوعاً من اللّون القرمزي ، صائحاً هبّ : " رحلتّ؟"
خلعّ عباءتهّ الكوروتّية آبهّا، و دججّ يديهّ بأنصّالهِ، ثمّ هبّ : " علينا أنّ نتبعهمّ، هنالكّ هالةٌ فظيعةٌ من الأونّ تسرحّ خلالّ الدياجيرّ في هذهّ الأنحاءّ."
"لقدّ شعرتّ بها، ماذا عن ساردا؟" سأل چونّ.
" لا بدّ لأخذّها" تمتّم الكوروتّي.
ولجّتّ الطفلةّ خلالّ وقتٍ ما إلى الغرفةّ ، و قالتّ برعبّ : " ستّنحّر روجّينّ، تلكّ العينّ المنافقّة ستغتالّ روجين! لقدّ رأيتها في رؤيايّ".
نظرّ إليها الشّابانّ بفزعّ، مّخطرفينّ إلى المصيّر الدّاكنّ.

.
.


جالّ باخّو حولّ بقايّا المملكّة، كانّ القمرّ في ربعهّ الأخير ناصّباً ملكوتهّ في السماء، خلالّ ستّارٍ غليظٍ من السّحابّ المدّرار.
سألهّ كيلوا في وقتٍ سبقّ و حلّ عنّ أينيةِ روجينّ ستروسلانسّر، فأجابهّ بجوابِ ليوريو عينهّ : " في داخلّ القلعةِ، في غورّ قبوهّا ".
اختفتّ بقيةّ الأطلالّ خلفّ الضبابّ، بدأ شبحٌ من الشّر يخوضّ غمارّ الضبّاب، هييء باخوّ ما لدّيهّ من رشاشّاتٍ روكّاشيةّ، و امتطتّ كفّ ليوريو المتعرقةِ حقيبتهّ الفاحّمة، بينما تأججّ كيلوا ببّرقٍ ألمعي.



سّبقّ وقعّ أقدامٍ مهرولةّ هالةّ الأونّ، بقيةّ الكوكبّةِ - كورابيكا و سّاردا و چونّ - قدّ آبتّ نحو المصيرّ المحتمّ.

سألّ كورابيكا باخو لاهثّا عن روجينّ، أجابهّ كما أجابّ لكيلوا قّبلاً و أردف : " لقدّ قالتّ بأنها ستسألّ العينّ الزجاجيةّ عن مربّع أعينّ عشيرتكّ ".
صاحّ كورابيكا بجزعّ! العينّ الزجاجية، خرافّة أقربّ إلى الواقّع ، و أمنيةٌ صعبّة المنّال.
أسّرعّ إلى جوف القلعةّ، خاضّ ظلامهّا و هو يسفّل إلى أسفلّ الأسافلّ، متكئاً على جدّارٍ نصّف منهارّ.
كانتّ هناكّ، باركةّ و هيّ تحملقّ ببشّاشةٍ نحوّ عينٍ عظيمةٍ ذاتِ قزحيةٍ ألقةّ.
كلمّها مرةً و أخرىّ، دّونّ ردّ على الحياة.
كآنتّ شاحبةّ كالموتىّ، روحهّا الغوريةّ كانتّ في احتضّار مع الحقيقة، كانتّ النفسّ عينها تلتهّم حيةً من قبّل العينّ.

سحبّ ذراعهّا، إلا أنهّا رسختّ في موقعهّا دونّ إنزياحّ.
و فورّ حلولهّ دونّ العينّ قدّامها، رمشتّ قليلاً و هيّ تتمتمّ شيئاً عن أعينّ قانيةّ.
تأملتّ وجهّ كورابيكاّ، بحثتّ على غيرّ هدّايةٍ عن كفهّ، حتّى ضغطتّ عليها قدّر ما استطاعّة.
" ألفيتّ أعينّ عشيرتكّ!، بلا مرّهبةٍ من قفّارّ الإيجّادّ" قالتّ بشقّ النّفسّ.
كانتّ واهنّةً تماماً، باردّة على غيرّ عادةّ، رفعّها كورابّيكا و هو يقولّ بدفىء : " لنصعدّ، هنالكّ شّرٌ علينا تجاوزهّ".
لمحّ عجبا في قسماتهّا ، فأضافّ : " سنتغاضى عنّ لعناتنّا المحنية، لنتجاوزّ بقاياّ الخّوف!"
سعيا نحو سّلالّم بلا نهاية، تمتدّ بمدّ البصرّ نحو الخروج
" هّل تهيأتّ لمصّيركّ؟ لإندّثاركّ؟" اسّتفسّرته روجّين خائرة النفس.
" حسّبك! لسّت مسّتعدّا لأكون جثة أخرى" أجابها بحّدة
"قررّت أن تصبحّ بطلاً؟" طرفتّ عينا ستروسلانسّر نحوهّ بنظرةٍ قاتلةّ.
" سأكونّ كذلكّ، ربما سأكون أسطورةّ عشيرتّي اذا ما حييت" توقفّ عندّ ناصية السّلم، و واجهها .
" قبّل أن تكونّ بطلاً، فقطّ لا تنسّى حقيقتكّ ، أو نفسكّ، و لا تحفلّ بما مضى من أيامكّ، ذلك في تجريدّه هروبٌ نحو الأمامّ الفارغ" كانتّ تتنفسّ بجهدّ.
"لأجلكّ ، سأقف!" وجه وجهه نحوّ دياجيرّ لا سبيل لهّا.
" الأونّ يحيطّ بنّا من كل جانبّ، كائناتّ الهزيعّ الهمجيةّ، لقدّ أوهنتّ العينّ الزجاجية طاقة الأينّ الكيانية الخاصة بي" تمتمت.
" ابقّ حياً، و أبقهمّ غيرّ غاويينّ". اضطرتّ أن تقرفصّ حينها، كانّ جهازها التنفسّي سقيماً كلياً.
" لنّ تمسّي بقيةً لصحبتنّاً، روچين" جلّل الغنّدر يائساً
إعتقلّ أناملهّا بكّفهّ، تخلخلّ ببّصره الظلمةّ ، توهجتّ عيناهّ بلونٍ بمبيّ آسّر ، لقدّ وجدّ روحاً لما كانّ يفعلهّ دائماً.
لمّ يكنّ خائفاً من موتهّ، بلّ كان خوفهّ يكمنّ في موتّ انتّقامهِ من الظلامّ، و منّ كلِ سوادٍ آخر.
سعىّ بحكّم العادّة، نحو المجهّول الذي احتواهّ.


.
.


النّين :
هي طاقة الحياة التي تنتجها كل الأجسام الحية الحيوية من أجل البقاء. هالة من جميع أجزاء الجسم لديه ميل لتتدفق سوية، وتنتج كتلة واحدة من الطاقة

الأونّ ( ظهرتّ في فيلم هنتر: المهمة الأخيرة ) :
مثّل النينّ تماماً، إلا أنها نابعة من الحقّد و التشائم، كما أنها أكثرّ قوة و هولاً.

الإينّ (تأليفي):
قوةّ تتوسطّ النين و الأونّ، تظهرّ كلّ مائة عام لفردّ واحدّ من نسّل السّيد الخيميائي،
لذلّك هي من أندّر القوى في عالمّ الصيادّ.
.
.

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


__________________

I DIDN'T SAY THAT I WANT YA TO GO AWAY..
b l o g| G a l l e r y | m a g i c|صارحني
سبحان الله - الحمدلله-لا إله إلا الله- الله أكبر




التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 10-09-2018 الساعة 06:51 PM
رد مع اقتباس