- طلعَ دقيقةً ثم غاب . ما بين القزح الساكن على صفحة السماء .. كان مطيلاً السبات ، ثم تزحزح من مرقده ، وكشف لي عن رقعة متوهجة حمرآء ، لولا صعيق الرياح الهابط ، لأستحال ذاك الضيآء المدمي إلى ودقٍ يتهاطل بقرمزيّته الشجيّة من على القرص البهي ، لكأنّه يهلّ الدمع أمطاراً يهتزّ معها وتر الحزن ، وينتحب سمفونية البدر .. ويستميت للآهة الصمّاء التي تدفقّت عبر سكون الدجى . فيبقى مذعناً لقانون الكون .
ولو إن واجبه يُستَقطَع لراحةٍ لهوى ساقطاً من مكمنه ، وأتخذ حيّزاً من السطح لحاجته حتى يمضي بقيّته ملاذاً للمحرومين ، ولكن مهمته اقتصرت على ذلك الفصل المعهود ، فيواصل كوكب الليل سراجاً منيراً يرشد السائرين .. جولته حتى الفجر ، متدليّاً في سكناه .. تُعلِيه ثنايا السماء وترافقه صغار النجوم ، كالدرر النورانية.
وكنت الأنا واقفةً خلف الزجاج ،مشدوهةً ،والنظرة الساهمة تسمق سابحةً عبر الفضاء ، إلى جميل الرؤيا التي سلبت رشدي، فأمسيت جماداً هاجرت روحه هائمةً وقد فاضت إلى العلياء ،تتمنّى الولوج على طريق السماء لإختطاف لمسةٍ تشرأب منها فيضاً من الهيام ، وتقبّل اللؤلؤة التي أفدت ضيائها وَسْنَى تقود الضائعين .. إلى درب اللقيان .
بدر في ليلة حالكة .
-
__________________ THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME [ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ] BLOG#NOTE#ART#NOVEL# |