عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 10-11-2018, 10:28 PM
 



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمد ،


‘،



إقتباس :


تقدمت مِنهُ الشابةُ " مَن تكونُ أنتَ ؟"
ازدردَ ريقهُ مجيبًا بتردد " سيدكِ."
نَفت سريعًا " خطأ، أنتَ لستَ كذلكَ.. أنتَ وجودٌ غيرُ معروف.. حِمضكَ النوويُ يثبتُ ذلكَ.. مَن أنت ؟"
" أنا--" ماكاد يُنهِ جملتهُ حَتى مَرت طلقةٌ ليزريةٌ قريبًا منهُ لتخدشَ فخذَ الشابةِ فتجمدَ الرجلُ خوفًا، استرقَ النظرَ خلفهُ بطرفِ عينٍ إذ بأحدِ حُلفائهِ قَد أطلقَ عَن غيرِ قصدِ تحتَ تأثيرِ الضغط غيرَ مدركِ أنهُ قَد حفرَ قَبرهُ بنفسهِ.
التفتَ المُتحدثُ نحوَ الشابةِ سريعًا بفزعٍ يبرر " مهلكِ ! ذلكَ كانَ غيرَ مقصود ! لا أحدَ يودُ إيذائكِ مِلكي !!"
تَفرقت شفاهُ الشابةِ تقول " عَدو... عَدوُ مِلكي... يَجبُ إبادتهُ."
تَوهجَ جَسدها أبيضَ صافٍ لتتطايرَ خُصلات شعرها ويُرفرفُ فُستانُها بخفةٍ فأصبحت أمامَ الرجلِ في لحظةٍ تُمسكُ رقبتهُ مُعلقةً إياهُ في الهواء.
حَدقت بهِ بنظراتٍ لَم تكن باردة، لكنها لَم تكُن دافئةً كذلكَ، نظراتٌ فارغةٌ راكدةٌ لاتحملُ أيَ نوعٍ مِنَ المشاعرِ سواءَ سلبيةٍ أم إيجابية.
وضعت المزيدَ مِن القوةِ في تشبثها برقبتهِ وسطَ تحريكهِ لأقدامهِ في الهواءِ يُناضلُ للخلاصِ، يتمسكُ بذراعها عَلها تُفلتهُ ويصدرُ شَهقاتٍ يائسةٍ في محاولةٍ لسَحب بعض الأوكسجين من الجو.
عيناهُ أصبحتا حَمراوتانِ بالكامل، قُزحيتاهُ مُظلمتانِ مُعلقتانِ في الأعلى، ووجههُ تلونَ بألوانِ العالمِ شَتى بينما يسيلُ لعابهُ على زاويةِ فمه.
صوتُ فرقعةٍ تلاهُ هدوءٌ سَكنَ جسدَ المعلقِ في الهواء، فتركته ليسقطَ على الارضِ برقبةٍ كَسيرة.
التفتت نحوَ البقيةِ الذينَ احتلّ الفزعُ ملامحهم، تجمدت أقدامهم، فأمسوا غيرَ قادرينَ على اتخاذِ خطوةٍ إلى مهربهم.
لحظاتٌ هي فقط مافصلت المتواجدينَ عَن حَفلةِ دماءٍ كانوا هُم زينتها، والشابةُ تتفننُ فيها بكُلِ برودٍ ودونما شفقةٍ أو رحمة.
تُمزقُ جسدَ هذا وتثقبُ جسدَ ذاك، يحاولونَ الهربَ بِلا جَدوى، وأخيرًا أحدهم نجحَ في قرعِ صافرات الإنذارِ علَّ أحدهم يُنجدهُم لَكن بعدَ ما ؟ ها قد أمسى عددهم لا يتجاوزُ الخمسةَ أفراد.



رابط الرواية : [ الدرب اللبني - Milky way ]

الحـــالة :[ مستمرة ]

الكـاتِـب : [ - إكسينو. ]

التـصنيـف :[ خيال علمي، رومنسي، مأساة. ]

المُلخص :


أرضُنا لَم تَكُن أبدًا أكثرَ مِن نُقطةٍ في بَحرِ الفَلكِ.
وَ واحِدُنا لَم يَكُن يَومًا أكبرَ مِن نُقطةٍ في أرضِنا هَذهِ.
لَكِن كَتأثير الفراشة.. يُمكنُ لأصغرِ نُقطةٍ أن تَقلبَ أكبر الموازين، و تعيدَ كِتابةَ دُنيا الفَردِ بأكمَلِها.

حينَ يَبلغُ عالَمُنا الصغيرُ ذُروةَ تَطورهِ... في عَصرٍ أولويتهُ هيَ العُلومُ والإرتقاءُ بِها.
أسَيُخلقُ واقعٌ رَغيد ؟ أم جَحيمٌ يَرتدي قِناعَ عَدن ؟

هُناكَ يَخوضُ شابٌ في عامهِ الثامنَ عَشر حياتهُ في فَوضى وإهمال.
لا يستهويهِ شيءٌ سِوى ما يعتنقهُ مِن فَلكٍ عَظيم و لَم يَهتم يَومًا لشيءٍ عَداه.

حينَ أقَرّ واقعهُ، وزَعمَ أنّ حالَهُ لَن يتغير.
لِقاءٌ واحد، بَعثرَ كُلّ شيءٍ و أوداهُ في مَهب الريح.



الرأي الشخصي :

رواية فريدة من نوعها ، أسلوب رائع كالمعتاد من كاتبها و أحداث خارقة جدا ، ستستمتع حتما عندما تقرأها


__________________