عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 10-31-2018, 02:27 PM
 




*سابقاًً بقلم الكساندرا*
عاد رالف بعد دقائق حاملا طعامى ،وضعه على الطاولة الصغيرة امامى ثم قال بهدوء: كيف كان يومك سيدى؟
اجبته بانه عادى وطلبت منه تناول وجبته الصغيرة بجوارى فقد وددت الحديث معه قليلا.

عاد بعد ثوان وجلس مقابلاً لي لاحظت أنه هذه المرة اشترى لي وجبتين وذلك ليس من عادته فهو يعرف أنّي لا أكثر في الطعام ، سألته عن ذلك فأجاب بأنها كانت لروجينا و بأنها رفضتها كما و حكى لي عما حصل هناك.

أمرها محير لم رفضت دخول ذلك المطعم و طعامه ، هناك سر في الأمر و علي اكتشافه....انتظريني روجينا سأنتزع منك ما لم يستطع رالف انتزاعه ، فأنا هيكتور بلاديمون..وعندما أصمم فعل شيء أفعله....

ما الذي ترغب بإخفاءه عني بذلك المطعم ... و ما لديها هذه المرة؟؟!







" إدراك ألم،،"


*روجينا*

تبا لك أيتها المعدة الخرقاء ، ألا تستطيعين التحمل ليلة!!
زمجري كما تريدين ،فأنا لم أكن لأدخل ذلك المكان المشين لي و لن آكل طعام من قلت سأربه سودَ الأيام.. مازلت لدى كلمتي ، فقط لأربح التحدي مع هيكتور و أصلح أموري سأتفرغ لذلك العجوز الخرف الذي طردني أمام الجميع،،،

نهضتُ من سريري لأخرج من زوايا غرفتي و القبو صاعدة لحيث تطالب هذه المعدة قليلة الصبر ، الأجواء صامتة حقاًّ بما أننا بمنتصف الليل ...

دخلتُ المطبخ و فتحتُ الأضواء متجهةً للثلاجة الفضية، وقعت عيني على سلَّة من الفةاكة المختلفة فأخذت أجاصاً و برتقالة ..

.
.
.
خطواتٌ بطيئة ، استشعرتُ بها فاختبئتُ دون شعور خلف الثلاجة من ناحية الزاوية الصادة لقربها من الجدار..
رأيت ُُ هيكتور !
مرتدياً ملابس نومٍ بسيطة بلون ٍٍ مزرق باهت ..و شعره مبعثرٌ بفوضوية..

ما الذي جعله يستيقظ بهذه الساعة المتأخرة؟!..
تسائلت مع نفسي لم اختبئت ، دون إجابة مقنعة فحاولت الخروج .. ليس لدي ما أخفيه ..

لكن..
ضربَتُهُ العنيفة للطاولة أوقفتني تماماً، هذا المزاجي سيتسبب بموتي حتى و هو لا يعلم..سحقا له..

لكن لفتني كلماته الساخطة على زوجة أخيه التي لقيها البارحة : ما الذي تخطط له تلك الأفعى ساندي، بكل سهولة ستتجاهل كل هذه الثروة لتسافر مع أخي و ابنيه..تحرمني منه!!...علَّها اقنعته بهذه المسرحية الهزلية لاستعطافي...؟؟

تنهدت بيأس منه ، هذا التشاؤم متى سينتهي ... و مع ذلك أؤيده فتلك المرأة لا تبدوا لي كمن سيبعد نفسه عن طريق أحد لخير...
لحظة...هل قال*تحرمني منه* للتو؟!؟!
لماذا..!!!..فضول يقتلني حقا..
لكن...
هذا يبشرني أن لي باب قد أطرقه حتى يفتح بقلبه المتجمد...

فتح هيكتور صنبور المياه على آخره و بدأ برمي الماء على وجهه حتى لطَّخ قميصه و شعره ،و ثم خرج تاركاً لي مجال الراحة و الخروج بأمان ،،،






***************



أصبحنا و للتو يظهر أثر ما حصل بيوم مجيئ عائلة ماتيوس ، فبالأمس قضيتُ الوقت ساهيةً عن كل شيئ رغبةً ببعضِ الحريَّة...
و لم تنته إلا بما يحطم الأعصاب لحسن طالعي الإستثنائي ...

أتممت ُُ عمل الإفطار و انتظرتُ مجيئ هيكتور ... أتى بهدوءٍ هو الآخر ليأكل بصمت...
لم يحاول إزعاجي بحرف حتى ..!!!
لكن هذا يخيفني أكثر مما يسرني ، قد يخطط لإذلالي بطرقه الخارجة عن نطاق الإنسانية تعويضاً عن راحةِ الأمس ...

كنت أنظر له بين فينةٍ و أخرى ، و شعورُ انقباضٍ ينتابني .. يبدوا مهزوزاً بداخله و عدم تركيزٍ قد محى مظهر الثقة و الكبرياءِ بناظره...
كأنَّه أضاع عرش ملكه!!

لكني لن أسئَلَ ما به، رقبتي قد تنكسر هذه المرَّة و ينتهي أمري .. لا زلتُ شابة على الموت..

لكن..
منظره هذا .. لا أحبذه بتاتا..

أنهى إفطاره بين شروده الغريب و نهض ليبتعد ، فقلت لألفته : هل ترغب بشيئٍ آخر سيدي ؟
صافحت بؤبؤي خضرة حدقتيه التائهتين حتى قال : قومي بتنظيف غرفتي و مكتبي .. و جهزي لجلسَةِ ضيافة جيِّدة ..سيأتيني بعض الضيوف .

انحنيتُ بطاعة ، طاعَةٍ هي الأمثل للفوز على تجبُّره الذي تحداني به و لبَّيته ب "حسنًا سيِّدي"




*****************



*هيكتور*


أشعر بصداعٍ يلتهمُ رأسي، ما أفعل لمنع ماتيوس من الرحيل ...؟!
إنَّه قد اتخذ قراراً جدّي بالإبتعاد عني ..!!
كلُّ هذا بسبب تلاعب ساندي بعقله.. تلك الخبيثة..

مازالت رسالةُ ماتيوس التي وصلتني البارحَة تؤرقني وتظهر نفسها أمام عيني..
*سترتاح مني ..ستقلع طائرتنا إلى فرنسا بظهيرة الغد و بعدها سيحصل ما أردته دوماً.. أخيك ماتيوس..*

يسمي نفسه أخا ًً..!!
لأجل كلمتين يسافر و يتركني خلفه..

قاطع تفكيري صوت رالف حيث نبهني بوصولنا للشركة ، إلى حيث يجب أن يظهَر *قلب الأسد*
ترجَّلتُ و أنا أنفض ما شتت تركيزي و سلبني النوم ..

.
.
.

لم يكن مجيئي إلا لأجل أخذ ملفاتٍ سرية ستكون صفقَتُها في منزلي ، لذا أمرت رالف بالانتظار حتى أعود..
بدى أنَّ رالف ليس على ما برام أيضا ًً و أعلم لمَ ، فسنوية موت عائلته بنهايَةِ هذا الأسبوع..
أخذت نفساً عميقاً و أنا أضغط زر المصعد منتظراً وصوله ..
أفكر.. هل يمكنني منع ماتيوس من الرحيل؟؟..أم لا حقَّ لي ..؟!




***************



*روجينا*


إنَّها غير مهذَّبة فعلاً ، كيف لها أن تقتحم غرفة نومِ هيكتور هكذا ... !!!!
تجعلني أندم على إدخالها للمنزل ..رغم أن عدم إدخالها تحت ظلِّ هذه الظروف التي أراها كتن سيكون لي عقابا لا اتخيله من هيكتور ، فهو كما بدى يرغب بإيقافها عن ما تخطط و هذه فرصته...

يا إلهي، لم أفكر به و أجعل نفسي بواجهة المدفع..؟!

زجرتها بكلماتي الناهية : سيدتي، لا أظن أنه من المسموح و اللائق الدخول لغرفة شخصٍ غريب .

واجهتني بنظرةٍ حادة تظهر الوداعة مع إبتسامة ممتزجة بالخبث و النعومة : قلتِ غريب؟!..الغريب هنا هو أنتِ أيها النمر البري ..أنا، زوجةُ أخيه كما تعلمين..

رصصتُ على أسناني أحثُّ أعصابي على الصبر على أسلوبها المستفز جداً و قلت : أنا هنا بأمرٍ منه سيدة ساندي ، انتظري بغرفة الجلوس حتى يأتي و يدخلك هنا بنفسه و بغير هذا الحال لَـ....

قاطعتني ..
قاطعتني بصمت و فعلٍ لم أتصَّوره، لقد بدأت بتفتيشِ الغرفَةِ أمام عيني..!!

إنَّها تجسيد ٌٌ للوقاحة حقاً رغم منظرها البديع ..

اقتربتُ ممسكةً برسغها و أنا أقول بإندفاع : توقفي..
لكنها دفعتني بقوَّةٍ لأسقط و يصطدم رأسي بزاوية سرير هيكتور المدبب ..
شعرتُ بدفءٍ علمت أن مصدره بعض الدماء ، لكنَّه جرحٌ بسيط...

و مع ذلك ..توقعت ردَّة فعل مختلفة و لو بهروب من الواقفة مرتدية الفستان الزهري أمامي.. ليسَ أن تتم عملها و كأنني شبحٌ ما ...
أمسكتُ برأسي الذي آلمني بشدة و وقفتُ و بعيني أثر الغضب الجمِّ منها .. للتو أنهيت ترتيبها و ها هيَ ترمي بكل شيئٍ على الأرض تبحث عن شيئ ٍٍ لا أعرفه...

طفح الكيل حقاً ، أسرعتُ نحوها و أمسكتها بكلتا يدي أجرها للخارج و هي تقاومي صارخة بكلماتها المندهشة مني: أنتِ... كيف تجرؤين..؟؟!!..نفاية مثلك كيف تجرؤ على لمسي هكذا!!!....

كانت لا تتوقف عن كلامها المنفعل و أنا لا آبه بها، سأرميها خارج اليوابة التي أتت منها و لا شيئ سيوقفني ...

هذا ما تمنيته، إلا أن ظهور هيكتور قرب باب غرفته قد تكفل بإيقافي ..
واضحٌ منه الذهول و هو يصوب ناظريه المثبتتان نحونا..

"ما هذه المهزلة..؟!"

فتحت فمي لأجيبه ،لكنه لم يسمح لي أو لساندي بذلك بل اقترب بخطواتٍ باردة ينظر لي و قد اضطررت لتركها ..
لم أفهم ما يفكر به لكن .. إنه ينظر للجرح الذي ظهر بجبيني و قرب شعري ..
لا يبدوا سعيداً بما حصل ، لكنه اكتفي بقول ..
"أخرجي "
ظللتُ انظر له بغير استيعاب... هل أنا من يتوجب عليها الخروج؟!
هناك شيئ بعقله خاطئ حقاً...
أعادها بحدة نوعاً ما
"قلت أخرجي.."
فخرجت أصفق الباب علَّ هذا يبدي مدى غضبي مما يجري ...
عائلة مجنونة بالكامل ..



**************



*هيكتور*


عدتُ لآخذ لي غفوة راحة لأتجاهل الصداع الذي يلازمني ، صعدت الدرج و أنا آمل أن تكون روجينا أنهت غرفتي .. لا شيئ آخر...
لكني صادفت مفاجأة ، بل صدمة وقعت على رأسي كمصيبة ..
ما هذا ..؟؟!!

شعرتُ بتيبس أطرافي و أنا أرى ذلك المنظر ..
وجه روجينا به خيط من الدماء ، و هي تجر ساندي و ساندي تجر شعر روجينا بيد و بيدها الأخرى تحاول صدَّها و إبعادها ...

كدتُ أسرع نحو روجينا، أمسح ذلك الدم و أستفسر سبب ظهوره تحت صفرة شعرها ، لو لم أتمالك نفسي .. و لا أعلم كيف استطعت التوازن لألا أضعف أمامهما..

كلُّ ما استطعت فعله هو نطق ..
"ما هذه المهزلة"
مبدياً صدمتي ...ذهولي.. رغبَة رمي ساندي من النافذة التي تتواجد بيسار سريري ..

خطوت مقترباً من روجينا ، لا أستطيع رفع ناظري عن جرحها ، قد يبدوا صغيراً لكن الدماء منن سالت حتى أسفل وجنتها ..!!
أمرتها بالخروج ، لتذهب تنضف هذا الجرح و تعقمه ، و أنا سأرى ما بهذه المختلة ..
وجدت روجينا ام تستوعب ما قلت فأعدت حروفي لتخرج ..

كانت إبتسامة الشر تطغى وجه ساندي و هي تنهض ترتب فستانها و شعرها ، و لكن.. ما زالت قطرات حمراء على ملابسها من جرح الأخرى..
خلعت معطفي و رميته على السرير ، لأجلس بجانبه أنظر لها بشزر و استهحان من حظورها: ما سر تواجدك الآن؟..أليس موعد طائرتك قد اقترب ؟..

اقتربت من أدراج مكتبي تفتحها و لسانها يتحدث معي بنبرتها الكريه: أنت تعلم من هو وريثك الوحيد حالياً..أليس كذلك؟

"و ماذا؟"

نظرت لي بعدستيها القهوائتين بثقة غير مهزوزة و لو قليلا: الورقة التي تثبت هذا..أين هي ؟

لم تفاجئني أبدا ًً، فتفكيرها القذر واضح منذ عرفتها ...
اكتفيت بإبتسامة سخرية على حالها المزري و هي تسعى جاهدة لإيجاد تلك الورقة التي يستحيل معرفة موقعها...

لكن تغيرت ابتسامتي بعدما أخذت بيدها تلك التحفة الخشبية..
كيف تجرأ..؟؟!!

رغبت حقا بقتلها و هي تنظر بعينها لتلك التحفة بإستصغار .. كلَّ شيئ إلا هذه..

عضضتً على شفتي قائلاً لها : لا تلميسها بيدك القذرة ساندي .
التمعت عينها لتهددني بها قرب النافذة ، الجو ممطر و الغيوم لا تتزحزح و هذا ما أرعبني ..قد تتلف تحفتي ..

" الورقة أو أنِّي سأرميها.."

نهضتُ أحاول عدم إظهار انفعالي و غضبي، رغم تصارع دقات قلبي المطالبة برؤيتها جثة هامدة قد حاربت عقلي بشدَّة : الورقة ..لا ورقة كهذه لدي ..فما زلت شاباً كما تعرفين ، لم قد أكتب شيئا هو بمثابة الوصية أيها المجنونة ..؟!

لم تفقد ثقتها بما تجزم به و قالت: لكنك لست متزوجاً حتى الآن ، و ثروتك الهائلة لابد من تثبيت اسمٍ و لو مستعار لها لإغلاق أعين الطامعين بها، و لا أحد غير ماتيوس لديك تستطيع أن تستفيد من إسمه..

ابتسمت بهزل و انا أجوب الغرفة بحذر لكي لا أقترب منها فتنفذ تهديدها لي : اسمعي، من قال أني لم أنو الزواج حتى الآن .. قريباً سيكون لهذا الإرث الهائل خير وريث لا تقلقي زوجة أخي..

تكتفت بغنجٍ تقابلني به لإستفزازي : أنت حقا تظنني بلهاء هيكتور ، لا تقل أنها النمر اللابث لديك.. فتلك الخادمة التي أخذتها من نفايةٍ ما تناسبك حقاً..كليكما حثالة .

تغاضيت عن إهانتها مؤقتاً و قلت و أنا أرفع كتفي بلا مبالاة مجارياً خيالها الواسع: و ما بها؟؟.. أستسيغها، أتزوجها .. هذا شأني على ما أظن..

غضبت و رمت ما بيدها .. فعلتها حقا..!!!!

ظللتُ أنظر لها بصدمة و هيَ تخرج بوجهٍ قد علته حمرة الغضب الشديد و تقطيبة واضحة على جبينها...

لقد رمتها... !

هرولتُ مسرعاً لحيث الحديقة... يجب أن أجدها بسرعة ، قبل أن أفقدها ...ليس مرَّةً أخرى..





*****************



*روجينا*


تجاهلت ما حصل مع تلك الغبية و أتممت عملي الذي أوجبني به هيكتور ، و ها أنا في المطبع أعد الضيافة اللازمة ..

شعرتُ بألمٍ طفيفٍ برأسي لأضع إبهامي عليه لاعنةً حظي الذي قادني للقاء هيكتور و عائلته جميعاً.. إنهم يحتاجون مصحةً عائلية خاصة ...

بالبداية هيكتور و ثم سوزي الشقية و جون و الآن المختلة ساندي...

تاريخٌ مبهر حقاً ..

سمعت ُُ ضوضاءً عرفتُ مصدرها لأخرج .. هاهي المختلة تنزل ساخطة لتخرج، لا حظتني واقفة أنظر لها فغيرت اتجاه خطواتها نحوي ..
لم اتزحزح من مكاني ، بل انتظرتها... أود أن أعمل عرض فلم أكشن ضحيتها هي ..

وقفت قبالتي ...لـ...لتصفعني!!
حسناً، هي البادئة .. كلَّ شيئ إلا كرامتي و هي أدنى من هيكتور بكثير..

بادلتها بالمثل لتشتعل عينيها الحقودتين نحوي : هل تظنين أنك بإغوائك هيكتور ستأخذين أمواله ببساطة..؟!

اه، لقد جنَّت بالكامل هذه المرأة ..
أعتذر، لا أجد ثروته المقيتة أو حياته مثيرةٌ للإهتمام فعلاً ...

لكني رغبت حقاً بجعلها تحترق من الداخل فأجبتها بإبتسامة باردة: حقاً.. ألا تعرفين طبع هيكتور، هو ليس لعبة لأغويه..لديه عقل ،و إن أصبحت زوجتخ..فأنا سيدة المنزل و لست بسارقة ثروة .. فكري جيدا قبل التحدث هكذا معي... أسكت عنكي فتطاولين، من الأفضل لك الخروج الآن و إلا سترين مخالب النمر الحقيقة بحد زعمك...


لاحظت بعينيها الكثير من الحروف التي ترغب بمهاجمتي لكنها ضربت الأرض بقدمها و خرجت لآخذ نفساً عميقاً من تعب الأعصاب الذي عانيته منذ الصباح..

أردت العودة للمطبخ ،لكن لاحظتُ هيكتور من نافذة طويلة بالصالة المطلة على الحديقة ..
ماذا يفعل تحت هذا الجو الماطر..؟؟!!
يبدوا أنه يبحث عن أمر مهم بهذا المنظر الجنوني ...!!!!

لا أعلم لم أسرعت راكضةً للخارج، لحيث مكانه..بين تلك الزهور التي تقاوم غوارة المطر الهاطل عليها و العشب المنحدر و بين الرمال التي غطت ملابسه و وجهه الوقور ...

و أي وقارٍ أرى..
إنه يقاوم جنوناً زاهرا عليه و هو يبعد كل ما هو أمامه ...

على ما أذكر،فقد كانت حرارته مرتفعة قبل يومين.. فكيف يكون هنا الآن..؟؟!!!

انحنيتُ أمامه أسئله: عن ماذا تبحث هيكتور ؟
نظر لي لحظة سريعة ليجيب و يعاود البحث : لا شأن لك ، اتركيني الآن..

حتى الآن لا يمف عن أسلوبه العفن ... لكن لا أستطيع تركه هكذا ..

أوقفته ممسكة بوجهه بين يدي لأواجه عينيه: قل ما الذي تبحث عنه هيكتور؟..سأساعدك على البحث عنه..

فاجئني تلألؤ عدستيه.. حتى انهمرت دموعه جارية كسيلٍ لم يشأ التوقف ..

هو يبكي .. بحرارة ..
ناطقاً لي حروفاً تحرقه : أبحث عن أمي.. جديها لي..
بلعتُ ريقي و هو يكرر لي : جدي لي أمي روجينا..

أمه!!!..
إنه حقاًّ كطفلٍ أضاع أمه بالضبط.. ما أفعل برجل قد قارب الثلاثين و بدا لي كطفلٍ بالخامسة ..

تحيَّرت..حيرةً لا أفهمها بنفسي..

مسحت تلك الدموع التي مازالت تنسكب عليها قطرات المطر مواسية له...
و طمأنته قائلة بإبتسامة باهتة : لا تقلق .. أعدك أني سأجدها..

ظللنا نبحث يمنة و يسرة بكلِّ زاوية حتى وجدت مجسَّمٌ خشبي بين كومةٍ من الوحل .. أخرجته فوجدته مجسمَّةٌ لإمرأة واقفة.. لا يبدوا أن صانعها بتلك المهارة ..
لكنها بسيطة بساطةَ محب صانعه .. فحتى خطوط الوجه و تعبير العين الحنونة قد أتقنه ، عرفتُ ما حصل فور رؤيتها.. هو لن يجرؤ على رميها هنا و بهذا الطقس ..إنها تلك الساندي ..لقد نجحت بأذيته حقاً...

أوقفت بحث هيكتور بقولي بصوتٍ عال له : لقد وجدتها ..
رفعت ما بيدي ليراها و يأتي بسرعة نحوي ، أخذ ما يخصه ينظر له بتأكد..


تفحصَّها ، شمَّها.. و من ثمَّ قبلها و هو يبكي متأسفاً..!!
و أنا أنظر له.. هل هذا هو الأسد المفترس الذي يحادثني دوماً..
لقد جرني للبكاء .. لقد تذكرت يتمي ..تذكرت أن أمي بمقبرةٍ ما تحت التراب بعيدة عني ..

رفعت كفي بتردد لاضعها فوق رأسه.. لا أعلم ما هو الصواب و ما هو الخطأ.. ما هو الذي سيجعلني أخسر التحدي و ما هو الذي سيربحني ...ما هو الذي سيستغله تاليا و ما سيكون بصالحي...

أعلم أنني في موقف إنسان.. يرى شخصاً حطمه الدهر .. يرى ضعيفاً ينادي والدته في مجسمة صنعها بكفيه..

رأيت طيبةً بعدستيه الخضراوان حتى غرقت بها .. و نبرةٌ من الصدق قد بدت تسمعني
"شكراً لك روجينا"

سقط بعدها.. مغماً عليه...!!
ملامحه الهادئة.. عينيه الباكية.. تجعلني أرغب أن أمضي ساعات بمواساته..

لقد انهك جسده و أعصابه بما يكفي حقا...

لكني لم أشأ لمسه أو ايقاضه...
هو الآن يجعلني أخشى الاستيقاظ من هذا الحلم الغريب ...


*****************



مرحبا...

اعتذر لكم عن اي خلل في البارت او عدم تناسق ،حاولت إدخال زاوية جديدة
تقلب الموازين شيئا فشيئا...
^-^
اتمنى أن يكون التغير قد راقكم ...




__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 10-31-2018 الساعة 03:06 PM
رد مع اقتباس