عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 04-28-2019, 09:58 PM
 
[TABLETEXT="width:886px;background-image:url('https://d.top4top.net/p_12138j6pr1.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




[9]#
-A STEP TOWARDS THE WORLD

\
EVERY THING IN THIS WORLD,
NO MATTER WHAT IT IS . . IS A KAY
TO LEAD FOR SOMETHING
. . IT COULD BE AN
ANSWER
OR IT COULD BE . . ANOTHER PAZZLE


-
( هل من السّهل خوض الشجاعة بعيداً عن السّاحة . . ؟)

" أنت تتهاوى كالشظايا .."
انبلج صوتٌ طفوليّ في الأصداء .. ،
" سوف أبني منزلاً ! "
" أنت تتهاوى .."
وأكمل بحماس :
" سوف أبني منزلاً ، وسيكون ضخماً !"
ثم أنقلب الصوت الطفوليّ إلى حشرجة ،
" وسأحفر قبري في باحته .. !!"

غابت الأصوات ،علت ضوضاء في العدم الأسود، و أرتفعت ظلال لشبحٍ عملاق
امتدتّ سطوة أذرعه إلى الأسفل. الجسد يسقط في العدم ..، لكن تلك السطوة قادرة
على الإمتداد و القبض عليه .. !
إنبلج صوتٌ حنون " سِيرو ! .. إنظري ماذا جلبت إليك يا عزيزتي .. "
" م .. ماذا !؟"
تتابعت ضحكة مستمتعة " ألا يمكنكِ أن تخمّني .. "
وعادَ الصوت على مقربة " أحضرت لكِ هذا الصندوق ! .. هيّا أفتحيه ! لقد أعددته خصيصاً لأجلك !"
هي لا ترى شيئاً ! كلُّ ما تغوص فيه هو الفضاء الداكن ، لكنَّ ذلك الصوت يبقى يتردّد عائداً كل مرّة !
" لمَ تخشين من فتحه ؟ .. أنظري ماذا وضعت لكِ في داخله .. "
إنقلب الحديث إلى أسى " أنظري يا سيرو .. لقد قطّعوا جسدي إلى أجزاء ! .. "

فتحت عيناها لترى الحائط ! كان مزيج من الأحمر والأرجوانيّ يتموّج فيه ،
فأغمضتهما وسحبت نَفسَاً ..، دفعت قدمها لترتطم بجسم صلب ساخن ! أدركت أنها ملقاة
قرب المدفئة .. ، ويبدو أن الصباح قد حلّ فالبريق الذهبيّ ينبثق مِن خطّ الستار .





بذلك الزي الأزرق القاتم ذو الطراز العملي الرفيع ، وقفت قرب الطاولة الدائرية الصغيرة ، تحدّق بحدّة في الأشياء المتناثرة فوقها .
علبة لفافات تبغ رديئة الصنع ، زجاجة كحوليات مملوءٌ نصفها و كأس فارغ كانت آثار الشرب واضحة فيه .
وبجواره أُلقِيَ ظرف بريد ممزّق ..،
أخذت الظرف وقلبته ، لم يكن يحتوي على عنوان أو إسم ، فدسّت يدها ذات القفاز المطاطيّ في أحد جيوبها السرّية
وأخرجت عدسة زرقاء متصّلة بجهاز صغير ، ثم قامت بإرتدائه لتغطّي عينها اليمنى .
أظهرت العدسة إعدادات رقمية و تمّ تقريب الرؤية ، لتتمعن مرة ثانية إلى الظرف
الذي انكشف فيه إسم منطقة وعنوان، إتضّح أنه العنوان نفسه للمكان التي هي فيه الآن ، ولكن بأحرف صغيرة كُتِبَتْ بحبرٍ وهميّ .

كان الموقع الذي تتواجد فيه أشبه بغرفة قائمة على نفايات الشارع ! فهي تقف الآن في
الطابق السادس مِن نُزُلٍ رخيص مهترئ الطلاء يقع قرب البجعة السوداء ”حانة ليليّة معروفة بالمجرمين!،
وهذا النُزُلْ يقبع في منطقة إستراتيجيّة لتجمّع عصابات كبيرة منهم تجّار ممنوعات ومحتالون . كان الهواء محتكراً و ملوثاً
برائحة الكحوليات والعرق ودخان السجائر الذي تم رمي لفافاته المنسحقة على السجاد ، وكانت بعض الملابس المتسّخة
مرمية بإهمال على الكنبة الجلديّة الملاصقة للحائط .. الذي رُسم عليه أحرف عشوائية بلغة غير إنجليزيّة وجماجم مخيفة .
يبدو أنها لم تقم بالبحث لوحدها في الغرفة ، أكثر من كونها تنتظر إنتهاء صاحبها من وقت استحمامه ..!

إنقطع صوت رشّاش الماء بعد مدّة من إنبثاقه ، خبّئت العدسة الإلكترونيّة وأُدير مقبض باب الحمام ليخرج رجل شبه أصلع
بشاربان و أوشام تغطّي ظهره ، يدندن بينما يفرك رأسه بمنشفته ، وسرعان ما توقف عن التلحين
عندما صُدِم بوجود ضيف لا يتذكّر أنه قام بدعوته .

رفعت 15 يدها ملوّحةً بمكر (" فريدريك ! تاجر ممنوعات معروف !")

نظر المدعو فريدريك بغرآبة
( " ومَن أنتِ وكيف تجرأتِ بالدخول إلى هنا !؟ ")

تمشّت 15 قليلاً (" الكيف والماذا وتلك الأسئلة ، ليس هذا ما جئت لأُجِيبَ عليه ..")
ثم لوحّت بالظرف بين أصابعها (" بل هذا هو ما أريد إجابة له ! ")

أشار بسبابته منزعجاً ،
(" ومَن سمح لكِ بلمس هذا الظرف ؟")

تنهدّت مجيبةً (" المزيد من الأسئلة .. كالعادة أشك دوماً في إمتلاككم عقولاً ، فأنتم بطيئوا الإستيعاب على الدوام ! ")
وقبل أن يهم بالنطق أمسكت زجاجة الكحوليات ورفعتها محدّقة فيها وهي تتكئ على الطاولة.
(" سأقول الخلاصة بسرعة فاستمع جيداً .. أريد أسرع طريقة للتواصل مع زعيم عصابتكم وسأبقيك على قيد الحياة ")
حدّق الواقف منصتاً حتى أنفجر بالضحك وبان نابه الذهبي مرصّع بين أسنانه .. !
(" صعلوكة مثلك تطلب لقاء الزعيم بهذه السهولة ، بحق الإله كونِ أكثر منطقيّة !")
رفعت عيونها البركانيّة الحادّة (" إثنان من رفقائكم ماتو في ظروفٍ مجهولة .. جايكوب لوغان ذو 38 عاماً و وجوردين ذو 32 عاماً
الأخير كان صديق مقرّب لك أكثر من البقية .. أليس كذلك ؟ لقد أعتدتم على السفر معاً وبيع الممنوعات ، تتقاسمان الأرباح دوماً ،
كان أكثر شخص تثق به ")

توّقف عن الضحك !فارهاً فاهه عندما أصغى إلى أسماء زملائه وبقية المعلومات التي ليس من السهولة إكتشافها من قبل أحد،
نظر برهبة إلى العميلة
(" كيف ... أيعقل أنـ... ") ، بدى جيبنه لامعاً .

قاطعته وهي تقف (" ألم أخبرك أنكم بطيئوا الإستيعاب .. فها أنت تسأل كيف مرة أخرى ، هه ! يالَـ السذاجة !")
ابتسمت بإستهزاء .
(" لا تلقي نفسك بالتهلّكة والخيار أمامك ، زميلاك رفضا الإفصاح عن مكان زعيمكم وواجها الموت ، حريّ بك أن تحظى بذكاء أكثر منهم !")
رمى المنشفة بعنف على الكنبة وهو يردّد وينظر جانباً مستحضراً ذكرى قاسية ..
(" جايكوب .. جوردين .. الطريقة التي قتلا بها والرسالة الأخيرة التي تركاها .. تلك العلامات !")

قاطعته بلا مبالاة (" تلك الرسالة وُضِعَت متعمدّة لتراها مجموعتكم " )
(" لا ! لا يمكن لبلهاء ضعيفة مثلك أن تقتل رجلان مهمان من قطّاع الطرق يملكان خبرة طويلة في إغتيال الناس واستخدام الأسلحة ، ذلك محال !")
قالها واثقاً .
ثم حدجها بعينان حانقتان (" لابد أنك مرسلة من قبلهم ! أشخاص ما يستهدفون الناس في الخفاء أو عصابة سريّة ..")
ومال شفتيه بسخرية ،
(" أعلم هذا النوع جيداً من العصابات ، زعمائكم يبقون مختبئين في سراديبهم كالحشرات
ويقومون بإرسال حفنة منهم ، أصحاب وجوه لا تبدو عليهم علامات القتل والإجرام ! ")

أغمضت 15 عيناها محاولة كتم ضحكِها ،ولم تجب بشيء على إستنتاجه الذي لا معنى له أمام حقيقتهم.

استشاط فريدريك وصكّ على أسنانه ،
( لا أعلم ما علاقة رؤسائك بزعيمنا ولا أعلم أسباب بغيتكم من لقاءه ولكني لن أتساهل بأخذ ثأري منكم لأجل رفيقايّ،
لقد انتظرت هذه الساعة طويلاً وقمت بالبحث في كل مكان دون جدوى، ولم أكتشف أدنى مصدرٍ عنكم !")


( " ولن تكتشف .. ")
ثم قلبت الزجاجة التي في يدها وسكبت محتوياتها على السجاد ببطء
(" نحن لا نقتل ، بل نقوم بالإبادة .. ثمَّ التقطيع !")

تراءى الإرتياب على وجهه و عبَسَ حاجبيه ، تراجع وهو يحاول أن يلامس طرف خشبيّ ثم رفع ذراعه للخلف متحذراً .

(" ماذا .. أتحاول إلتقاط مسدسك المخبأ داخل درج الطاولة من طراز بيريتا 92؟ ")

ابتسم فريدريك بتحدي
(" إذاً لماذا لم تأخذيه بعد بحثك الرخيص في الغرفة ، ضّيعتِ عليكِ فرصة الخروج من هنا حيّة !")
(" لست بحاجة للبحث حتى أعرف أماكن تواجد أسلحتك الرديئة الصنع ")
وسرعآن ما بُني الجليد والتبلّد فوق ملامحها، وكأنّها أٌحيلت إلى دميّة لا تفقه الشعور .
(" ولست بحاجة لأخذه ..") ظهرت العينان مجوّفة من الحياة فيها .

اضطرب وهو ينظر إلى تغيّر طبيعتها ، لكنه لم يأبه ، وأمسك سلاحه بتأهب .
وفي لحظة مباغتة وجهّه ناحيتها ..!
نظرت 15 إلى فوهة المسدس المقابلة لرأسها ، بقيت صامتة دون أدنى حراك،
وفريدريك منزعج من سلوكها الهادئ .

حتى نطقت ببرود ،
(" رسالة أخيرة من رئيسي ، سنقوم بعقد صفقة مع زعيمكم ، أما أنتم ستكونون بمثابة فئران تجارب له ")
لم يفهم كل الكلمات التي وقعت تحت نظراته التي إنغرست بذلك الخوف .
وفيه ثوانٍ لا تكاد تنقضي ، أخرجت العميلة مسدساً خلف زيّها
وأصابت ما بين عينا الرجل الذي كاد أن يسحب زناده بالفعل، إلى أن ارتطم رأسه بالطاولة مقتولاً .
خبئت الظرف في جيبها وتقدمت ناحية رأسه الذي أظهر تجويف دائريّ بسبب الرصاصة التي اخترقته .
كانت عيون اللص جاحظتين ومتوقفتين ،كأنهما عبّرتا عن عدم قدرته على الإفصاح بعبارة ما عند آخر رَمقٍ منه .
بينما كانت ِ ڤِـرنِييتآ تتفقد جيوب بنطاله بلا إكتراث لوجهه وتستخرج هاتفاًن خلويان متبوعاً بسلسلة مفاتيح صغيرةو محفظة ،
فتحتها لتجدها تفيض بالاوراق النقدية و بطاقات عمل متنوعة ، حتى توقفت يداها عن التفتيش .

( "فريدريك ..!! ")

جاء الصوت متحشرجاً صادماً .
أدارت رأسها لترى رجلاً بدى في نهايات العشرين من عمره ، يرتدي قبعة حمراء ومعطف شتوي ثخين الأطراف
حاملأ أكياس ضمت مجموعة من علب بيرة .
بدى أنه فرد منهم ويسكن في نفس الغرفة ، منشلُّ فمه عن الكلام، مرتعباً وغير مصدّق .
لم يترّيث وقتاً ليبتلع مرارة مشهد زميله حتى ألقي بما في حوزته و أخذ يفرّ مهرولاً كما لو كان في سباق جري للأولمبيات .

(" فريدريك .. اللعنة !! لقد مات .. لا أصدق ، إنهم هم مرة أخرى ! ")
ينطق بالكلمات دون وعي ، يخشى أن يتفشى وباء إغتيالات زملاءه الراحلون إليه .. !
خرجت ڤِـرنِييتآ تعدو بساقيها ناحية الشاهد على العملية ، حازمةً بقتله .

خرج من المبنى متخطيّاً السلالم التي كاد يتعرقل بها في كل مرة ينظر خلفه مفزوعاً،
أما هي فقد وثبت من فوق أعمدة السلالم في كل طابق مجاريةً سرعته ، لولا أنه أخذ بإلقاء
كل صندوق و خشبة في طريقه ليعيق حركتها ، لكنها تفادتهم ببراعة .
إبتعدا عن النُزُل ، كانت الأجواء قريب الفجر .. ، وكان المطر قد توقّف لساعة مِن سقوطه ، مخلّفاً برك متفاوتة
على طول الطرقات ، تمشّت 15 في ممر قريب من المنطقة .. ، .. داست على بركة ماء بحذائها ذو الكعب المتناسق.
مشت قليلاً وأخذت بالتفحص حولها ، إنها واثقة بأنه يختبئ هنا .. هي تسمع صوت لهاثه .
هناك مطعم صغير مركون ذو نوافذ معتمة ولافتة مضيئة بالنيون تنعكس بألوان الأصفر والأزرق على ملامح ڤِـرنِييتآ
،.. إنها ملامحها الحازمة المتبلّدة ، التي تظهر أثناء القتل .

(" إن خرجت وسلّمت نفسك لن تموت ولكنك ستأتي معي .. ")

صمتت لبرهة منصتةً ، لا جواب .

(" أليس هذا جيداً ؟ بدل أن تذوق طعم الموت كما ذاقه زميلك الأكبر منك ، الذي كان مرشداً لك على الدوام .. ")

مرشد ؟ أصاب المختبئ الدهشة، كيف عرفت هي بذلك ؟ إنه الأصغر سناً من بينهم ، لقد كان متشرداً بين الأحياء ، بلا عمل ،
إلى أن ألتقى به ، فريدريك .. الذي أنقذه من الوحل ،وأعطاه عملاً ثم دربّه على فنون القتال .
وهكذا إنضم لعصابتهم ذات وشم الجمجمة ، .. " أنت أخي الأصغر "و ضحك ضارباً على ظهره بمزاح .
هكذا تذكّر صغير العصابة مقتطف من ذكرياته معه ، شعر بالغصّة !
هل يحصلون على معلومات عن طريق جاسوس يتعامل معهم ؟ كيف لهم أن يدركو أدقّ التفاصيل عنهم .. ،

(" يا للخسارة .. كان بمثابة أخ كبير .. ، كيف يموت دون توديعي حتى ! .. لقد شهدت مقتله ولم استطع فعل شيء !")

هل تظنون أن ذلك الحديث قد خرج من اللص الصغير المختبئ في حسرة ؟ .. لقد أخطئتم الظن ،
إنها 15 ! .. التي تحب إستفزاز ضحاياها ..، بطريقةٍ إعتادت على فعلها ..،
وها قد حصلت على مبتغاها وراء نطقها ، فقد إنزاحت قليلاً حاوية القمامة الخضراء ،
ثم أٌلقيت بعنف وقوة على السطح المبلل !
تبعثرت النفايات وهي تنظر إليها ، وخَرَج المستهدف من اللامكان شارداً .
لم تثب ڤِـرنِييتآ فوق الحاوية وتتجاوزها ، بل ركلتها بصلابة رغم حجمها لترتطم بالحائط المجاور، ساعيةً خلفه .

كان يحاول إخراج سلاح وهو يعدو لاهثاً ، رغم البرد الذي يتجمد له البدن ، كان يزخ العرق ، .. حتى لاح باب
لدورة مياه عمومية ، لم يتباطئ لوهلة ليقوم بدفعه .
دخلت ورائه ، ورفعت مسدسها هاجمة .. لحظة .. ! ،المكان خاوي !
مجموعة الحمامات في صفٍ على يمينها ، وصنابير المياه في صفٍ آخر على يسارها ، وبينَ الصفيّن لم يتواجد شيء يتحرّك .
عدا .. صوت منتظم هادئ لقطرات ماء متعلّقة داخل صنبور ..، يرافقه تذبذب مصباح معلّق في السقف .
خدعة بريئة ! هكذا فكّرَت ، عليها أن تقوم بفتح كل الأبواب لتعثر على اللص الخائف . هل ستفتحهم حقاً ؟

متوقفاً عن التنفس ، حتى لا يصدر منه أدنى صوت ، عيونه الجاحظة مكتفية بالمراقبة الحذرة ،
ولقد أخرج سلاحاً ،.. سكين مطويّة قام بفردها !
لم يعتد على حمل الاسلحة النارية ، فريدريك كان ظهره الحامي في حال تعرَضوا لهجوم !
أقفلت ڤِـرنِييتآ الباب الرئيسي لدورة المياة ،..
باغته صوت القفل ، ليحدّق جانباً ، فرتفع الظلّ فوقه !
لقد أحسّ بذلك ! وهو يرفع ناظره المرتعش ، حتى وقع على حدقتين بركانيتين تلمعان بمرح ..!
(" لقد وجدّتك ! ")
كانت تلك الابتسامة الشيطانيّة تطلّ من ذلك الوجه الذي ظهر له فوق الباب .
عندما شهده ، وكان آخر ما فكّر فيه و جسده المدمى يرتدًّ بثقب في صدره ،
أن هؤلاء الأشخاص يملكون أسلحة نارية لا تصدر صوتاً عند الإطلاق .

ضغطت ڤِـرنِييتآ خلف شحمة أذنها على سماعة إستشعاريّة ، وهي تمسح من شعرها الطويل آثار الدم بملل،
(" آه أجل ، تمت المهمة .. وعثرت على معلومات كافية ايضاً ")

( " لا تنسي أن تحضري جثث البقيّة .")

أغلق جهاز الإتصال المثبّت بإذنه و وضعه على مكتبه .
صوت التكييف ، صوت الهدوء .. ، هو يحب الظلام ، ويحب نجاح المهام الخاصّة بالقتل .
إنها الوحيدة التي يشعر بالرضا إتجاه إكمالها للعمل ، لأن البقية لم يفشلو في التحسين ، ولكن أخفقوا في إتمام أوامره ،
كلا ، هم لم يخفقوا ! ، لقد نجحوا ، وأتمّوا مهامهم ، لكنها ليست بالطريقة التي يفضّلها .. !
وهو لا يحبذ الإجتماع مع بقية الطاقم ،كـ آذربيان و أنطوآن . يخلّف الظلال .. ، إنه الوجه الغامض في القلعة.
مرّر إيزُو أصابعه بين خصل شعره ،و أسند رأسه ببطء ، ثم ضغط بسبابته على زرٍ من أزرار فضيّة في
ذراع كرسيّه . لقد شغّل معزوفة الأوبرا المفضّلة لديه التي يعتاد دوماً على الإستماع إليّها بعد معرفة موت ضحاياه .





أنا أستذكر صورة سريعة لضوء الشمس ، الذي شعرت به يتخلّلني حتى النخاع ! عندما أزحت الستار المخمليّ .
لقد كان الضوء متأثّراً بفصل الشتاء ، فقد هبّط على منظر الشارع ،كأشعة باهتة ، دافئة لكنّها باردة .

حدّقت بعيون ثملة مِن الإرهاق إلى المرآة التي تعلّقت فوق المغسلة .
("مرآة مجدداً .. كم أكره الزجاج ! ")

ولكني سرعان ما جفلت من رؤية ذلك اللوّن ! غطيّت وجهي غير مصدّقة ، ما عدا أحداقي التي ظهرت بين أصابعي !
(" اللعنة ! كيف استطعت الحديث البارحة مع صاحبة النزل بلونهما ! ")
و حاولت تهدئة عقلي المضطرب ، تذكّرت أنها لم تنتبه ، أيعقل لم تلحظ ؟ .. يبدو كذلك ، فقد حادثتني بكل فظاظة
و قسوة دون التشكيك في النظر إليّ .. !
يبدو أن الأنوار الخافتة التي كانت ترمي رذاذ النور على المكان قد أسعفتني.، فجاءت ملامحي مبهمة لها .
فتحت الصنبور وسمحت للماء بالإنزلاق فوق يدي ، أتأمّل فيه..،
لقد كنت نعسة بالفعل ، لكني أجبرت حواسي على التيّقظ ! وبدأت أتيقّظ .. ليتحوّل الماء إلى سائلٍ أحمر ! .... ،

صرخت وتراجعت مذعورة ! ..
هل أنا أنظر إلى دماء تخرج من الصنبور ؟!!

عصرت جفناي ثم ضربت رأسي ،
(" لا هذا وهم ، أفيقي يا سيروليت ! أفيقي ! ")
نظرت بحزم الى الصنبور مجدداً ، فلم أرى غير الماء الشديد نقاوة !
حسنٌ ، يبدو أن رعب ذلك المكان لم ينته مفعوله في عروقي .. وانكشف على هيئة توهميّة !

(" لا بأس ، أنا الآن بعيدة عنهم " )

خلعت معطفي وعلّقته ، لقد نشرت وشاحي على السرير فلازالت رطوبة المطر محتكرة فيه .
ما كنتُ أرتديه من ملابس عندما خرجت من القلعة ، كان عبارة عن قميص رماديّ و بنطال خفيف أبيض.
هي لم تكن ملابس شتوية ، ولم أكن لأهتم بذلك ، لكني شعرت الآن أني بحاجة إلى استبدالها .
وبالحديث عن فردة حذائي ، فلست بحاجة لذكر حالتها المستعصية ، لابد أن الوحل قد جمَد فيها !
البطاقة القاتمة ! .. هل هذا خيط عونٍ من أنطوان لي ؟ يا للسخط ، لمَ أفكّر في هذا حتّى ؟!
ذلك المجرم الذي يقود الناس للقتل دون أن يتيقنّوا ، حريّ به الإحتراق في الجحيم !
لكن بكل الأحوال ، ستكون ذات نفعٍ لي ، حتى أعثر على عمل أو وسيلة لكسب المال
دون الحاجة إلى شيءٍ يخصّهم .. ! شيء يخصّهم ؟ .. أفكار خاطفة ! لم أتأكّد حتّى ما إن
كانت تلك البطاقة تظهر رسائل بعد كل عملية سحب منها !
(" علي توخي الحذر .. !")

،،

نّزَلَت عبر الدرج الخشبيّ الصغير ، كانت صالة الإستقبال شكلاً مختلفاً عن ليلة البارحة ! مفعمة بالحياة على نحوٍ أثار دهشتها .
جلس كهل ذو نظارات طبيّة وقميص مقلّم على أحدى الكنبات المزخرفة التي تشكّلت حول طاولة أنيقة ،
كانت مزّينة بأبريق يتطاير من فمه البخار و أصيص أزهار ياسمين ،
يحمل فنجان شاي بعناية ويرتشف منه ، رغم ارتعاشات يده التي أوضحت عمره الكبير ، إلّا أن كان مبتسماً .
بينما تعالى صوت التلفاز على قناة رياضيّة فيها بث حصريّ لمباراة قدم ،
تسمّر أمامها صبيّ مراهق مجعّد الشعر ، يهتف كل دقيقة موشكاً على الدخول إلى الشاشة !
(" هيا يا ماريآنو ! لا تخيب ظننا وأسحقهم بهدف ! ")
راقب الكهل من فوق نظاراته الصبيّ متعجباً ،
(" عار عليك أن تشجّع منتخباً غير بلدك يا كريستآن ! ")
(" بل العار على منتخبنا يا عم أوليفر ، إنهم يحققون خسائر فادحة كل عام ، لم يعد أحد يرغب بتشجيعهم ،
وأغلب اللاعبون المحترفون أنسحبو من كرة القدم نهائياً قبل أعوام ")


تبسّمت سيّدة ذات سحنة ودودة ، ترتدي بلوّزة زهرية وتنورة بطرازٍ من بداية الألفيّة ، كانت تحيك كنزة
شتوية على حجرها ، وتربض في كنبة أخرى .

(" سيّدة ماثيلدس ، شاي من فضلك ! لقد نفذ مرة أخرى ")

ويا للمفاجأة ! فقد ظهرت تلك السيّدة المتخنة وكأنّ أحد قام بغسل مخها !
فقد كانت تلقي الابتسامات على الجالسين وتقاسيمها منشرحة بطريقة ترّحيبيّة ،

(" ثوانٍ ويجهز سيّدة صوفيا !")

من كان يصدق أن صاحبة خدآن العجين تنبلج منها هذه السجيّة ، هكذا خاطبت سيروليت نفسها رامقة تحركاتها النشيطة بغرابة .
ظنّت أن المشهد الذي تبصره من كوكب ليس قابعاً في الأرض . أهكذا الناس يمضون حياتهم في الخارج ؟
عبق شاي معطّر و مدفأة تبث جواً دافئاً حول المكان .. ، و بشاشة وجوه لا تفهم معانِ الشرّ .
وسرعان ما تخطّتهم مشيحة النظر ، تتجنّب رفع عيونها التي قد تشكّل محوراً يدعو الغرابة .

(" صباح الخير !")

قالتها سريعاً ، وألقت مفتاح الغرفة على مكتب الاستقبال ثم أنسحبت منتشلة هيكلها إلى الخارج .
وتوقف الجميع ناظرين حولهم بحيرة ، هل عبرت للتو فتاة ما أم كانو يتوّهمون ؟ .. فلم تسنح الفرصة لأحد أن يرى سوى طيفٍ خاطف .
عدا صاحبة النزل التي وقفت حاملة إبريق الشاي ، بعد أن نظرت بإمتعاض إلى سيروليت التي تخطّت الشارع .

(" يالَ أخلاق هذه الفتاة ! ")

سأل الكهل أوليفر بعفوية السيّدة التي توقفت عن الحياكة ،
(" هل رأيتِ أحداً يسير أمامنا سيّدة صوفيا ؟!")
أجابت السيّدة بذات الملامح ،
(" لا ظنَّ لي بذلك سيّد أولفير .. ")
عدّل الكهل نظارته واستند على ظهره سارحاً ،
(" يبدو أن عمري قد ناهز على الإنتهاء ،وبدأت أتخيّل حضور الأشياء ")
ثم واصل إرتشاف الشاي .




فتحت شاشة الجهاز الخلوي فكانت تشير إلى العاشرة والربع صباحاً !
المناخ بارد لكن أستطيع تحمّل درجته ! والشمس تضفي دفئاً لطيفاً ،
استذكرت مظهري البائس حين كنت أعدو بين الطرقات الماطرة .
نفثتُ تنهيدة تشكّلت كـ بخار ! وهكذا قررت التوجّه إلى محل لبيع عدسات لاصقة أو ماشابه !
فتبعت فوجاً متفرقاً من السائرين ، راقبت البعض منهم أين يجتمع ، .. وأين يسير .
كانت أشكال الوجوه غريبة ذات تعابير متنوعة ! ولكني لم أكن لأركّز في سماهها ، خشية أن تظهر عيناي بوضوح لأحدهم،
فتخطيّت الرصيف ، وأنتظرت قرب شارة السير الحمراء ، ومشيت على خطوط المشاة ، وأنا أراقب أقدام
الآخرين ، وألقي نظرات خطافة كل حين إلى إعلانات الشوارع التي تعلّقت فوق بعض المباني ذات الطراز المعماريّ الشاهق.
إنها كَما الشاشات العملاقة ، الألوان الساطعة تخرج منها ،وأصواتها تنبثق فوق المدينة .. !

(" الهواتف الزجاجية تكسر قواعد نمطيّة التكنولوجيا ...! ")
(" 2023 ، وتعاود ظاهرة الإحتباس الحراريّ للأرض في القضاء على حيوانات القطب الجنوبيّ ")


سطحٌ يصطكُّ بإزدحام الأحذية ! الكل يسير في وجهة ، والكل يبدو منشغلاً ، إنه ضجيج الشارع العام !
وعلى بعد مسافات ترتفع أدخنة الشوآء إلى السماء .

وقفت مخطوفة النظر ، إعلان هذا المكان زاهٍ وجذّاب بحق ! فقد إنتهى بي بعد بحثٍ لم أحصي زمنه بالوصول أمام متجر
بدى لبيع مستحضراتٍ تجميليّة .. ! كما أن لافتته تضم صوراً متحرّكة لعارضات بإطلالاتٍ مثيرة .
خاضت أحرفي في الهمس المتعجّب ،
(" أهكذا تكون مفاهيم الأنوثة في المجتمع البريطانيّ .. ! أو في العالم .. ؟" )
لمَ أشعر أني لا أتوافق معها ؟ وكأنّي لا أنتمي إلى هذا المجتمع .. !

دفعت الباب ، هامّة بالدخول .

،،

لقد كان مبهرجاً جداً من الداخل بالنسبة إليها ، فقد أعتادت على الألوان القاتمة والموّحدة ،
كان المتجر يحتوي على العديد من المنتجات التي تتنافس في جمال مظهرها،
جاءت أحاديث خافتة من فتاتين كانتا منغمرتين في تجربة ألوان جريئة على شكليهما .
مِن الجيّد لها أنه لا يحوي زبائن أكثر ، حتى تقوم بشراء غرضها دون مماطلة .

(" مرحباً آنستي ، كيف لي أن أخدمك ؟ ")

إقتربت منها إمرأة يافعة كانت في أعلى مراحل تأنّقها ،
وبدى لسيروليت أن هذه المرأة قد خضعت لعمليات تجميليّة في مناطق من وجهها ،

إفتتحت الأولى حديثها مشيرة بيدها ،
(" هل أعرض لكِ آخر مجموعة من المستحضرات التجمـ... ")

ثمَّ قطعت عبارتها المصحوبة بالإبتسامة ، حين إنتبهت إلى عيونها الأرجوانيّة !

حاولت سيروليت إبداء بسمة متفادية نظرة الموظفة ،
(" في الحقيقة أرتدي عدسات إشتريتها منذ وقتٍ طويل ، ويبدو أن صلاحيتها قد أوشكت
على الإنتهاء ، لذلك أريد شراء لون جديد !")



(" أها ، هكذا إذاً ! يمكنني أعرفّك على عّينة من الألوان في القسم الآخر المخصّص للعيون!")
(" عظيم فقد مللت من الألوان الغريبة ، أرغب بنوعٍ يبدو أكثر طبيعيّة !")


المجاراة تغدو أفضل قليلاً ، فهاهي قد أرتدت عدسات إصطناعيّة بعد مدة من محاولات في
تركيبها ، في غرفة تبديل مجاورة .. ، حيث لن تقوم بإرتداءها فوق عدسات مزيّفة أمام نظرات تلك الموظّفة ،
سيكون ذلك مدّعاة للشك !

(" أحمر الشفاة الرقميّ ذو الألوان المتعددة ، الصيحة الرائجة لهذا العام .. ،
بالمناسبة تملكين قصّة شعر فريدة ! هل ترغبين بالإطّلاع على ألوان الـ.. ")
(" كم الحساب ؟ ")
(" أوه .. ")


خرجت من المتجر تحت توديع الموظفة التي عرضت عليها زيارة قريبة أخرى ،
وبالطبع بعد إجبارها على شراء منتج جديد وافقت عليه بمضض !
الجميع يتودد إليها بشراء الأشياء ما أن تخرج لهم تلك البطاقة .

،،


لقد أرتديت .. كنزة صوفية قرمزيّة إمتدّت مغطيّة كامل عنقي ،وبأكمام طويلة ، وكنت مرتاحةً بها .
إضافةً إلى البنطال الثخين الأزرق و الحذاء الذي إمتد إلى تحت ركبتاي ، ولم أنسى أن أبتاع معطفاً جديداً عن القديم الذي رميته
وبدى أشد طولاً فقد وصل إلى ساقاي ، هذه الملابس أكسبتني اليسير من الثقة الغائبة .
شاهدت طليعتي على زجاج أحد المحال التجاريّة ، حيث توقفت عن المشي وتطلّعت إلى وجهي ..، و طقطقة خطى الناس حولي غير متوقفة.
جاء صوتي رتيباً سلساً ،
(" كاي نآثيآن .. لا أظنه إسماً ملائماً لكِ يا ذات الشعر القصير، لكني بدأت أقتنع به قليلاً ")




رفعت 13 المسدّس لتعبَّئه بالرصاص ! شاردة الذهن .
كانت تتكئ على طرف سريرها الذي يقع تحت سرير 12 ، حيث يتشاركان ذات الغرفة .

لن تنسى أيضاً أن تحمل تلك الأقراص المهدئّة ، التي قامت بسرقتها سِرّاً من مخزن الأدوية في القلعة !
هي تستعد للمغادرة إلى عمل جماعيّ ،و سيكون عليها الظهور أمام العميلان بطبيعة القتل البديهية ، التي
لا تخضع للتوتر النفسي أو الخوف .. ، ولكن قرارة نفسها متوجّسة ، لقد حرصت على حزم ذاتها
وذلك بعد أن مرّ بجوارها آذربيان الذي سألها بطريقته المتعمدة
(" هل أنتِ مستعدة لقتل المخالفين للقلعة يا ثلاثة عشر؟ ")
حيث طمست آثار ملامحها و أجابت بإنصياعيّة وثبات .

لم تكن حاضرة عندما داهمها دآنسي محاولاً إفزاعها ، كما يفعل عادةً حين يعثر عليها شاردة .
إكتفت برمقه ببرود دون إبداء رد فعل .

صرّح دانسي مستنفراً بسخرية ،
(" ماهذا الهدوء المخيف ؟ أنه لا يناسب سجاذتكِ !")

وبعد فترة أجابت ،منشغلة بإعداد سلاحها ..،
(" أفكّر متى ينتهي اليوم وأعود إلى هنا مجدداً ،بعد إنجاز العمل بلا عوائق ")
(" ولِمَ تحدث العوائق ؟ ")


توقفت عن تعبئة المسدس، ورفعت رأسها إليه بنفاذ صبر.
(" ألا تعلم ؟ ")

زفر العميل بشيء من الإستياء
(" أرجوكِ تّحليّ بشجاعة أكثر ، هاه ؟ عن ماذا كنا نتناقش سابقاً ؟ .. ألم أدرّبك على إبقاء تعابيرك دون أن يلحظ أحد تغيّرها !")
(" بلى ، أنا واثقة ولكن .. يبقى ذلك الأمر ..")

نظر إليها متسائلاً
(" عن أي أمر ؟ ")
نهضت من مكانها ،
(" كما تعلم ، فهو قادم معنا ، أقصد آرث !")
(" وما الخطب في هذا ؟ ذلك أفضل حتى ننهي المهمة بسرعة ")

( " أعلم فحسب .. ") .. وعضّت شفتيها مكملةً ،
(" أنت تعلم أنه لا يبدي أي تعاون معنا ، لن يتهاون بإخبار الرؤساء إن شكّ في تحرّكاتي ! ")
وضع 12 يده مغمضاً عينيه ، كانت إمارات الضجر بدأت تعتليه
(" بحقك ، كوني أكثر إيجابيّة ! .. ذلك الشخص قطعة جليد متحجّرة ! لن يقوم بالإهتمام لتفاصيل كهذه ")
قاطعته بعناد (" ولكن لازال ، علي أن أكون حذرة ")
(" لا بأس كونِ حذرة ، ذلك أمر جيّد من فتاة مثلك تخاف حتّى من الذباب ")
(" دعاباتك السمجة لا تنفك عن الإنتهاء دآن ! ")

لم يمنع نفسه من الضحك على وجهها المعبّر . ثم وضع يده على كتفها وتراخى صوته مطمئناً
(" لا تقلقي ، كوني على ثقة إني ما دمت معك سيمضي الأمر بسهولة ، لن يكتشف أحد لذا إطمئني ")
إنسَلَّ السكون إلى فؤادها ، هذه هي طبيعتكَ التي تتبدّل ، مهما كان الخوض في العالم الخارجيّ يجلب حآسة الخطَر !
حادثت فِكرَها الذي أوشكَ يستعيد توازنه .
حتّى أحاطت خصرها بإبتسامة هازئة ("صحيح ، واثقة بكل المعايير ! رغم مستوى حماقتك الذي لا يختلف عني في أداء المهام")
(" أيتها الطّفلة الـ .. ")

تجاوزته بمرح بعد أن حملت سلاحها وأدارته حول يدها بسرعة دون إعطائه فرصة للردّ ، خرجت من الغرفة .

سارَت في الممر الطبيّ ، بأقدام هادئة .. ، وبتلك السِترة الجلدية القصيرة التي وصلت لنهايات قفصها الصدريّ ، حيث أبرزت خطوط خصرها المثاليّة.
كانَ المرَح قد تلاشى من رقعة عيونها الذهبيّة ، وبانَ محلّه إكفهرار قاتل ، كما كان في الخفاء يزداد حدقها
عندما تلوح إبتسامات آذربيان الماكرة في ذاكرتها .
وصلت شاحنة التوصيل وتوقّفت أمام بوابة القلعة ، والتي سيتجّهون بواسطتها متنكرين بزيّ عمال شحن.. إلى توصيلِ
بضاعة مزيّفة !




راقبت من مسافة قريبة المكتب الذي لاحت لافتة فوقه "الشرطة وُجِدت لخدمة المجتمع !"
لقد إختبئت خلف حائطٍ قريب يتيح لي مجال الرؤية ، كانت سيارتين تابعة لهم مركونتين بجهة .
وقرب الباب تعالت مشادّات بين مواطن بريطانيّ يحاول إقناع شرطي المرور أنه لم يكن ثملاً أثناء قيادته .

حدّقت بشرود .. ، إنني أتذكًر أيضاً مروري بالقرب من مكتب الصحافة ، هل أنا أفكّر في إفتعال ضجّة ؟


،،



إهتزاز عقرب لم يوشك على البدأ .




،،


... TO BE CONTINUED














[/ALIGN]
[ALIGN=center][/ALIGN]
[ALIGN=center][/ALIGN]
[ALIGN=center][/ALIGN][/CELL]
[/TABLETEXT]
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#

رد مع اقتباس