قصتك القصيرة تكتسي بلون الروايات ( الجريمة والعقاب) .. لكن رواية الطيب صالح تغوص عميقاً .. في جدلية العلاقة
القائمة بين الشرق والغرب ، وفي شرح التطور والتخلف في المجتمعات المحلية ..لكن الرابط هو الغموض .. في قصتك
غموض دافع دانيال للقتل .. وفي الرواية غموض اختفاء البطل ..
والبعض الآخر رأى ان هذه المشاهد هي كانت تتم في إطار الشرعية .. وحتى الآن مازال الجدل دائرا عن الرواية وعن
مصير بطلها ( مصطفى سعيد ) .. مات الطيب صالح ودفن في السودان رغم أنه عاش أغلب حياته في انجلترا التي عرضت
عليه الجنسية لكنه رفض .. شهد تشييعه جمع كبير يتقدمهم رئيس الجمهورية عمر البشير ..
وهكذا ظل مصيره مجهولا .. الرواية تم إختيارها ضمن افضل مائة عمل إنساني خلال القرن العشرين ..وترجمت إلي لغات
عديدة .. وقد قام عدد من الباحثين في الجامعات الغربية والعربية بعمل رسائل ماجستر ودكتوارة فيها .. واحدة من هذه
الرسائل العلمية تناولت مسالة ( الصراع بين الشرق والغرب ) في الرواية ..وقد تعرضت لكثير من النقد ..البعض وصفها
بانها خروج عن المالوف .. في بعض المشاهد في الرواية
وفي ليلة من الليالي التي شهدت فيضاناً غير معتاد للنيل ، اصبح حديث الناس لسنوات .. إختفى مصطفى سعيد ، إتصلوا على
كل القرى والمحطات المحاذية لشريط السكة الحديد ، لم يجدوا له أثر ..خمنوا أنه قد يكون غرق في النيل ، لكنهم كانوا
يعرفون انه سباح ماهر ، حينما عجزوا أن يجدوه أرجعوا غيابه بأنه قد غرق في النيل لكن أحد التماسيح قد إبتلعه..
تحية أختي العزيزة زينب ..رواية موسم الهجرة للشمال للأديب العالمي السوداني الطيب صالح تتحدث عن (مصطفى سعيد)
بطل الرواية ..هاجر من قريته في شمال السودان إلي إنجلترا .. وهناك إنغمس في الحياة الغربية بكل تفاصيلها ..وعاد إلي
السودان ليقطن في قرية أخرى في الشمال .. لم يكن أحد في هذه القرية يعرف عنه شيئاً .. تزوج منهم وأنجب طفلين