بصراحة أنا أُحب تلك الصياغة في رواياتي
طب شو رأيك نفكر برواية ثانية و نألفها سوا؟
مشان أنا اللي بكون ألفت هالرواية و انتي بتتظلمي بأنك فقط بتشاركي بتصحيح ما كتبته
خلينا نتفق علي تأليف قصة جديدة
خبريني شو نوعية الروايات اللي بتحبي تألفيها؟
روايتها الوحيدة التي تفهمها ، الوحيدة التي تنهرها و تصرخ بها و المسكينة لا حول لها ولا قوة لا ترد عليها
الوحيدة التي إذا أساءت لها تصمت ، و إذا أسعدتها تُسعدها هي
لم تكتفي بغسل وجهها بل خلعت ملابسها و أدخلت هيكلها الأبيض أسفل الماء ليتغلغل بها
كانت كل قطرةٍ تُصيبُها و كأنها تردُ بها الروح مجدداً
أغلقت عينيها و سنحت للماء بأن يُشتت خلاياها
تشتت خلاياها و روحها و كل جزءٍ من جسدها كانت تدب به الحياة منذ قليل
أغلقت عينيها التي كانت تؤلمها إثر عدم إراحتها لأكثر من 3 أيام
شفتيها الذابلتان أمتزجتا بالماء العذب ، و كذلك بشرتها لتعود لنضارتها مجدداً
لم يلحظ أحداً تلك الدموع التي ذرفتها التي أفسدها ماء الأستحمام ، دموع ذرفتها بحرقة و هي تُردد "أُمي"
هادا اللي كتبته للحين
شو رأيك؟
تنهدت بعمق و كانت تلك أخر الكلمات التي ختمت بها أخر صفحة في روايتها
وقفت من علي الكرسي و دخلت المرحاض لتغسل وجهها
ألقت نظرة علي وجهها لتجد عيناها التي فرّ منها اللون الثلجي ليتبدل بالدموي!
و وجهها الذي أصبح كالمسنات
و الهالات السوداء تتراقص أسفل عينيها
شفتيها الذابلة .. عيناها السوداء التي هرب بريقها
شعرها المُجعد إثر عدم تسريحه لأسبوع كامل
هي لم تنم منذ ما يقرب من ثلاثة أيام ، تشرب قليلا و تكاد لا تأكل
روايتها هي كل حياتها ، تُعاملها و كأنها تُعامل أبنتها تماماً
"سقط القناع عن وجههم
و تبلدت ملامح تقاسِيمِهِم
برود أعينهم ، ملامحهم
يوحي بشرٍ كامن بداخلهم
قلبهم ملئ بأسوء رغباتهم
يخشون الناس ولا يخشون خالقهم
يتحاشون الإبتعاد عن معصياتهم
يقتربون أكثر من نهايتهم
يقتربون ، و يقتربون ، و يقتربون أكثر
ليسقطوا في دوامة فسادهم
لتذرف أعينهم بدل الدمع دماءهم!"