في جوف القصر امتدت عديد الأروقة ، تفرد بينها جميعا بألقه الفخم رواق واحد افترشت أرضه سجادة طويلة حمراء بدت كأنها امتدت إلى ما لا نهاية و في آخره ربض باب كبير من خشب الزان الروماني بكل جلادة و صلابة و وراءه قبعت الغرفة الملكية و العرش بكل جلاله!
على ربوة شبه مرتفعة امتد ذلك القصر شاهقا متطاولا على أعنان السماء و ارتفعت أبراجه التي اصطبغت بقرمزية داكنة فناطحت السحاب بكل عنهجية و أخذت الراية الملتهبة بحمرة قانية كنيران الجحيم المستعرة تشق عباب السحب في كبد السماء برفيفها كوميض نجم سرمدي و قد وثب منها ليث أدجني زائر بغضب ماثل غضب زيوس و هو يضرب بحربته برقا تقشعر له الأبدان ، تحت تلك الهيبة السماوية التي اكتسى بها القصر ، امتدت الأسوار المذهبة إلى ما لا نهاية محتضنة إياه مدى الأزل ،