عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الترفيهية > نكت و ضحك و خنبقة

نكت و ضحك و خنبقة القسم لا يهتم بشيء سوى الفكاهة والضحكة البريئة والمواقف الساخرة والمقالب بين الأعضاء

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-09-2009, 11:07 AM
 
الكسولان

الكسولان
حلَّ موعد الحرث والبذار . تمدد الفلاحان الكسولان تحت شجرة التوت ، وراحا يرقبان أرضهما الواسعة، ويمنيَّان النفس بمحصول وفير لهذا العام. قال أحدهما :
- لا شك أن محصولنا سيكون وفيراً هذا العام، وسيدرّ علينا الكثير من الأرباح.
قال الفلاح الثاني :
- هذا صحيح .. وسننفذ المشروع الذي كنا نحلم به سوية..سننشىء مزرعة كبيرة نربي فيها الأغنام والدواجن.. ونزرع فيها مختلف أنواع الفاكهة.
قال الفلاح الأول :
- وستزداد أرباحنا عاماً بعد عام.. فنشتري الأراضي المجاورة لأراضي المختار.. عندها يغدو سلطاننا أقوى من سلطانه.
قال الثاني :
- وسيطمع المختار بأموالي ، ويزوجني ابنته (خولة) فهي رغم سوء طباعها جميلة جداً.
قال الأول :
- أما أنا فسأتزوج بنتاً متعلِّمة من بنات المدينة ، وسأبني لها بيتاً واسعاً ومريحاً .
قال الثاني :
- أما أنا ، وبعد أن أتزوج ابنة المختار، فسأعمل جاهداًعلىتنحيته عن منصبه، فهو عجوز ، ولم يعد قادراًعلى تدبير شؤون القرية.
ابتسمت شجرة التوت وهي تستمع إلى هذا الحوار، وقالت في سرها : كل عام وفي مثل هذا الوقت ، يرددان هذا الكلام! .. ثم تابعت : تباً لهما.. ألم يتعبا من الأحلام؟!
* * *

الصياد والسمكة
كان يا ما كان في قديم الزمان، صياد سمك فقير.. وكان يعاني كثيراً من مهنة الصيد هذه . كان يحضر إلى شاطئ النهر في الصباح الباكر ، ولا يغادره إلا عندما تشرف الشمس على المغيب.. يحمل رزقه القليل إلى السوق .. يبيعه، ويشتري بثمنه بعض الطعام الرخيص يسد به جوع أولاده وزوجه. وحين يعانده الحظ، ويبخلُ النهر عليه بسمكة واحدة من أسماكه الكثيرة ، كان صيادنا يعود حزينا إلى البيت وينام أولاده بلا طعام جائعين باكين.
* * *
وذات صباح ، أعلن المنادي في سوق المملكة عن مسابقة لاصطياد أجمل سمكة ، والفائز الأول سيحصل على مكافأة ملكية قدرها مائة قطعة ذهبية فرك الصياد كفيه ، وقال لنفسه : ( يالها من جائزة!.. لو حصلت عليها فسأتخلص من الفقر إلى الأبد.. اشتري أرضاً ، وأبني بيتاً جديداً وقوياً وانشئ مزرعة أكون أنا سيدها .. يا له من حلم لا يتطلب تحقيقه أكثر من ضربة حظ!)
* * *
ولم ينم الصياد تلك الليلة .كان فكره مشغولاً بالجائزة والسمكة والبيت والمزرعة وأشياء أخرى كثيرة.
ومع خيوط الفجر الأولى ، تسلل الصياد من بيته حاملاً عدة الصيد، ويمم صوب النهر، وهناك ألقى صنارته وترقب . مرت ساعة وساعتان وثلاث.. والماء راكد..وفجأة اهتزت القطعة الخشبية الطافية على السطح هزات سريعة متلاحقة. ابتسم الصياد.. وبسرعة ، جذب عصاه بحركة شاقولية مائلة، وردَّهاإلى الخلف ، واستدار ملتفتاً إلى غنيمته . كانت سمكة ذهبية رائعة تلمع حراشفها تحت أشعة الشمس.
دهش الصياد.. فهو لم ير في حياته كلها سمكة بهذا اللون وهذا السحر . افقدته المفاجأة صوابه، فقفز صارخاً: ( أنا صاحب الجائزة!.. أنا صاحب الجائزة .. لقد أصبحت غنياً !)
... واقترب من السمكة، وراح يحاول إخراج الشص من فمها، كان جسم السمكة دافئاً ونابضاً ، ولمح الصياد دموعاً تترقرق في عينيها. همس لنفسه: ( يا للعجب.. إنها تبكي!!) . ومرت لحظة، حدس خلالها الصياد أشياء كثيرة : لا شك أنها أمُّ خرجت تبحث عن قوت لصغارها، تماماً كما يفعل هو كل صباح وتساءل: (هل يعيد السمكة إلى النهر ويفرّط بالجائزة ، أم يترك العواطف جانباً ، ويمضي بها إلى حيث ينتظره الجاه والثروة والسعادة؟؟). ولم يطل به التفكير .. فقذف بالسمكة إلى الماء قائلاً : ( عودي لصغارك أيتها الرائعة.. ولتذهب الجائزة إلى الجحيم !) ولمحها بعد قليل ترفه رأسها من الماء وتهزّه وكأنه تشكره على جميل صنعه.
* * *
يقال ان الجميل الذي صنعه الصياد للسمكة لم يذهب سدى.. إذ سرعان ما ظهر الثراء على الصياد.. فاشترى مزرعة وبيتاً وعربة جميلة.
ولا أحد يعرف ، إلى اليوم من الذي كافأ الصياد..
هل هو القدر دلّه على كنز ما حين كان يحفر بئراً خلف كوخه القديم، أم أنها السمكة الذهبية التي لم تكن في الحقيقة سوى ابنة سلطان مملكة الأسماك ، أهدته ، وكما تروي الأساطير دائماً ، الطاسة العجيبة التي لا تفرغ ابداً من الذهب؟؟.
لا أحد يدري!
* * *

فراش الذئب
في أحد الأيام ، خرج الأرنب من مخبئه ، وتوجه إلى بيت الذئب. لقد قرر أخيراُ ان يعقد صلحاً مع الذئب.. فهو لم يعد يثق ببقية الأرانب إنهم دائماً على خلاف ، وندر ان يجتمعوا على رأي ، أو يتحدوا أمام خطر.
كان الذئب جالساً أمام البيت.. اقترب منه الأرنب وحياه ثم قال :
- لقد جئتك لأمر يا أبا ثمامة ، وأرجو أن لا تردَّني خائباً.
قال الذئب :
- أهلا أولاً .. ما هو الأمر الذي يحملك على المجيء إليّ بقدميك.. لعله أمر بالغ الأهمية ؟!
قال الأرنب :
- هو كذلك . لقد يئست من عناد أخوتي ، وجئت أعرض عليك الصلح، فماذا تقول؟
أطرق الذئب .. وبعد صمت قصير ، رفع رأسه وقال :
- موافق ، ولكن لي شرط وحيد، أتمنى أن توافق عليه.
قال الأرنب :
- إذا كان ممكناً ، فلن أعارض.
قال الذئب:
- لقد تقدمت بي السن، وداهمتني الأوجاع. وأنا بحاجة إلى فراش يقيني من حصباء الأرض.. أنا بحاجة إلى فرائك الناعم أيها العزيز . فهل تعيرني إياه؟
فوجئ الأرنب بهذا الطلب الغريب ، ولكنه قال :
- لا بأس .. فالوقت صيف، وأنا لا أحتاج لفرائي الآن.. سأقدمه هدية لك عربوناً للصداقة الجديدة. خلع الأرنب فراءه الجميل ، وقدمه للذئب الذي قال :
- شكراً لك أيها الصديق الرائع . شكراً لك.
ومرت الأيام سراعاً ، وجاء الشتاء ببرده وثلجه، وشعر الأرنب بحاجته إلى فرائه الدافئ، وأدرك كم كان غبياً عندما تخلى عنه للذئب.. وبعد تفكير طويل ، قرر أن يستعيد الفراء ، وإلا مات من البرد.
سار الأرنب متحاملاً على نفسه، يقاوم لسعات البرد قدر المستطاع، حتى وصل إلى بيت الذئب.
وبعد طرق متواصل على الباب، فتح ، وأطل منه الذئب برأسه الرمادي.. وما إن رأى الأرنب حتى صاح:
- أهلاً .. أهلاً بالأرنب العزيز . هلى من خدمة أستطيع أن أقدمها لك؟
قال الأرنب وهو يرتجف :
جئتك من أجل الفراء . أنا بحاجة إليه اليوم، وسوف أعيده لك بعد ان ينقضي الشتاء.
ضرب الذئب كف بكف ، وقال بحزن مفتعل :
- يالتعاستي ... يالشقائي!
صاح الأرنب :
- ماذا .. ماذا حصل ؟
قال الذئب :
- لن اقدر على تلبية طلبك اليوم . لقد مزقت الفئران بعض جوانب الفرو.. وكنت اعتزم إصلاحه الليلة لعلمي أنك ستحتاج إليه .
صمت الذئب لحظات ، ثم تابع كلامه :
- يسعدني أن أستضيفك الليلة أيها العزيز .. سوف أسهر الليل كله حتى أنجز لك فروك.. آه كم أنا خجل منك .. تفضل يا أخي .. تفضل .
ودخل الأرنب بيت الذئب، ولا تسألوا ماذا حدث بعد ذلك. فكل ما أعرفه أن أحداً لم يعد يرى الأرنب والذئب يسيران معاً ، كما ان الأرنب لم يظهر له أثر منذ ذلك الحين.
* * *

الحمار الذي أراد ان يهرب من الذبح
كان ذلك اليوم هو أول أيام العيد .. شاهد الحمار صاحبه أبا محمود يتوجه إلى الحضيرة وهو يحمل سكيناً لامعة كبيرة. شعر بالخوف، فارتجف وانتصبت أذناه الطويلتان ، فرفس الأرض بقوائمه، وانطلق هارباً.
في الطريق ، استوقفه الكلب الذي نبح :
- ماذا جرى يا ذا الأذنين .. لماذا تركض وتتلفت خلفك؟
- لقد جن صاحبي أبو محمود .. إنه يريد ذبحي؟
- قل غير هذا يا ذا الأذنين .. ولماذا يذبحك أبو محمود؟!
- لا أدري .. لا أدري
وتابع الحمار ركضه.. فالتقى بالبقرة التي كانت ترعى العشب قرب الساقية ، فصاحت به :
- ماذا جرى أيها الحمار. أراك مرعوباً وخائفاً ؟!
- أبو محمود .. أبو محمود أيتها البقرة .. إنه يطاردني وبيده سكين حادة بيضاء!
هزّت البقرة رأسها غير مصدقة .. في حين تابع الحمار ركضه المجنون في حواري القرية.. فمرّ بالحصان الذي كان يمارس رياضته الصباحية في التقلب على العشب . صاح الحصان :
- مهلاً يا أبا الذكاء!.. ما لك تجري وكأن الموت يطاردك؟!
- بل إنه يطاردني حقيقة.. أبو محمود صاحبي يريد ذبحي .. إنه ورائي .. وداعاً.
وتابع الحمار ركضه.. فصادفه الديك الذي كان يحرس دجاجته وصيصانه .. فصاح :
- لماذا تركض هكذا أيها الحمار، هل هو الحصان قد غضب منك مرة أخرى؟
- لا .. ليس الحصان هذه المرة.. بل الموت .. الموت يطاردني يا صاحبي!!
هزّ الديك رأسه . ولم يكلف نفسه حتى عناء التفكير في كلام الحمار. فهو يعرف عوائد طويل الأذنين وتصرفاته الشاذة التي يدفعه إليها غباؤه.. فلا غرابة .. إذن فيما قال . وتابع الحمار عدوه . فقطع القرية صاعداً إلى تخومها.. وعندما جاوزها ، صادف في أول السهل ثعلباً.توقف الحمار ليلتقط أنفاسه، ثم سأل الثعلب:
- أيّ طريق تؤدي إلى الغابة أيها الصديق؟
أطرق الثعلب لحظات، ثم رع رأسه وصاح :
- أوه .. لا شك أنك ضللت طريقك أيها الصديق.. فالغابة في غير ما تتجه.. الغابة بعيدة جدّاً
توسل الحمار:
- أين هي أيها الصديق ؟
قال الثعلب :
- لن أدلكَ ما لم أعرف سبب ذهابك إليها.
قال الحمار :
- أنا ذاهب إليها هرباً من الموت.. فصاحبي يريد ذبح

رغم أنني لم اخطئ معه أو أقصر يوماً في واجباتي نحوه.
ابتسم الثعلب.. وفهم بخبرته الطويلة أيّ غباء مضحك ذلك الذي يتمتع به الحمار.. لذلك تحسس معدته الخاوية وقال بخبث:
- سأقودك إلى الغابة رغم ما بي من تعب .. فمروءتي لا تسمح لي بالامتناع عن مساعدة ذوي الحاجة.. إنها نقطة ضعفي التي أعترف بها وايضاً افتخر !
* * *
وعند الظهر.. وفي الوقت الذي كان فيه أبو محمود وعائلته يتحلقون حول مائدة الغذاء التي ضمت خروفاً مشوياً ذبحه ابو محمود في الصباح اكراماً للعيد، كانت مجموعة من الثعالب تحتفل بدورها بالعيد، وتتحلق حول مائدة ضمّت حماراً غبياً ، كان لحمه نيئاً وقاسياً ، ولكنه في عرف الثعالب طريٌّ ولذيذ.

* * *
درس
سال الهدهد الحكيم مجموعة البلابل :
- لماذا أنتم حزينون يا أصدقائي ؟
أجابت البلابل :
- لأن الغربان الشريرة احتلت شجرتنا ، فأصبحنا بلا مأوى.
قال الهدهد :
- وماذا أنتم فاعلون ؟
قالت البلابل :
- لا ندري .. فهلا نصحتنا أيها الهدهد الحكيم؟
قال الهدهد مستغربا:
-أنصحكم !.. وهل يحتاج الأمر إلى نصيحة ؟!
وبعد أن أطرق الهدهد لحظات ، سأل:
- كيف يعيد المرء ما اغتصب منه ؟
قالت أحد البلابل :
- بالقوَّة
وقال ثان :
- بالحيلة
واعترض ثالث :
- بل بإقامة الدعوى على المغتصب في مجلس أمن الغابة .
قال بلبل شيخ :
- ولكن الغابة تحكم دائماً للأقوى.
واشتد الخلاف ، وعلا الهرج ، واحتدمت المعركة ، واشتبكت الأيدي والمناقير .
هزّ الهدهد رأسه أسفاً ، وطار ليعلم أبناءه درسا أخذه عن البلابل.

اللوحة
رسم أحمد جبلاً ينساب إلى جواره نهر عذب .
رسم ايضاً أشجاراً كثيرة تحوط سهلاً يتماوج فيه العشب . ولم ينس أن يرسم شمساً ضاحكة من ورائها تبدو سماء زرقاء صافية.
تأمل أحمد لوحته جيداً ، فوجد أنها ما زالت ناقصة . فكر ، ثم تناول الفرشاة ، ورسم أطفالا يدورون حول الأشجار وعصافير كثيرة تزقزق فوقها.
تأمل أحمد اللوحة ثانية ، وفكر :
- إنها ليست مثيرة !
مسح العصافير والأطفال ، ورسم شبكة تتخبط في داخلها مجموعة من العصافير الملونة . وحين انتهى ، صفق فرحاً ، وصاح :
- إنها رائعة .. إنها رائعة !
ترك أحمد اللوحة لتجف ألوانها ، وخرج إلى الحديقة .
قال عصفور لرفاقه :
- ما أقسى قلب هذا الطفل!.. إنه يكره العصافير .
وقال عصفور آخر :
- ويحب تعذيبها .
قالت عصفورة :
- سيحضر الصياد بعد قليل ويأخذنا إلى بيته .. يالمصيرنا التعس!
سمعت هند التي دخلت الغرفة لتوها كلام العصفورة ، فاقتربت من اللوحة . تأملتها جيداً ، ثم تناولت الريشة . مسحت الشبكة، وتحركت أصابعها الرشيقة ببراعة فوق الورقة .. وسرعان ما امتلأت .. الأشجار بالعصافير التي راحت تغني سروراً وفرحاً.
قال عصفور :
- ما أطيب قلب هذه الطفلة !
قال عصفور آخر :
- إنها تحب العصافير والاشجار .
قالت العصفورة :
- ليتها تقبلني صديقة .
ابتسمت هند . تناولت الريشة ، ورسمت طفلة بضفيرتين ذهبيتين وعينين زرقاوين كعينها .تحركت الطفلة ، وراحت تنثر حبات القمح للعصافير . اطمأنت العصفورة صفقت بجناحيها ، ثم حطت على راحة الطفلة . ابتسمت الطفلة .. فابتسمت هند.
* * *

الملك والأشجار
خرج الملك يتنزه في حديقة قصره.. وأثناء تجواله، وخزَهُ غصنٌ، فاحدث جرحاً في مقدمة جبهته . غضب الملك وأمر بقطع جميع الأشجار في مملكته .
لبّى الرجال نداء الملك ، واخذت الفؤوس تهوي على جذوع الأشجار.
وما إن حلَّ المساء ، حنى لم تبق شجرة واحدة تنبض بالحياة .. وابتسم الملك!!
تغير منظر المملكة ، وتحولتْ إلى سفوح جرد تُعْوِلُ فيها الرياح.
وعندما جاء الصيف ، حل الجفاف ، وكثرت الرياح المحملة بالغبار وتعرضت المملكة لويلات وويلات.
يومها قال الملك : انظروا .. حتى الطبيعة غاضبة على الأشجار التي أهانت قداسة الذات الملكية!
أما العصافير ، ورغم حزنها على ما حل بالأشجار، فقد هزّت رؤوسها ، ورفرفت بأجنحتها ، وطارت باحثة عن وطن لا يوجد فيه ملوك يحاربون الأشجار.
* * *
أغنية للوطن
قلت للنهر :
- إلى أين ذاهب أيها النهر ؟
قال :
- إلى البحر .. وطني
قلت :
- وأناايضاً لي وطن أتمنى أن اذهب إليه .
قال النهر :
- وماذا يمنعك؟!
قلتُ :
- الأعداء الذين اغتصبوه.. وابعدوني عنه.
قال النهر :
- وماذا تفعل لوطنك الآن ؟
قلت :
- أحنُّ إليه .. وأتغَنَّى به دائماً .
قال النهر ساخراً :
- من يعجز عن استرداد وطنه ، لا يحق له ان يتغنَّى به. ومضى النهر . وظلت كلماته ترنُّ في أذني حتى بعد أنْ كبرت.. فأنا اليوم مقاتلٌ أحتضنُ بندقيتي ، وانتظرُ اللحظة التي سأغنِّي فيها للوطن.
* * *

لوحة سامر
قلت لريشتي :
- هل تأتين معي إلى الحديقة ؟
قالت :
وماذا ستفعل بي هناك؟
قلت :
- أرسم بكِ.
قالت :
- وماذا سترسم ؟
قلت :
- أشياء كثيرة.. بيتاً ونهراً أزرق جميلاً .. وسماء صافية .
قالت :
- وماذا أيضاً ؟
قلت :
أطفالاً وحدائق وطيوراً ترقص وتغني .
أطرقت الريشة . حزن عميق ارتسم على وجهها .
قلتُ :
- ماذا .. ألم تعجبك الفكرة؟!
قالت بعتب :
- ألم تنس شيئاً يا سامر؟
قلت :
- وماذا أنسى .. أليست هذه هي الأشياء الجميلة التي اتفقنا على حبها معاً ؟!
- بلى ،ولكنك نسيت أحلاها!
أطرق سامر . عصر جبهته، وفكر . واخيراً ابتسم . مدَّ يده إلى ريشته . احتضنها بود .. ثم راحت أصابعه تتحرك لترسم برشاقة رجالاً تلمع في أيديهم بنادق، وطائرات تقذف حممها باتجاه الأعداء ، وأطفالاً على أسطحة المنازل يصفقون للنسور، ويعدُّون بفرح طائرات العدو وهي تتساقط كَلُعَبٍ على أرض المعركة.


















Some Links


Jeeran.com
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:08 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011