|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
أسماك ترصد الزلزال (2) أسماك ترصد الزلزال جمال الحوشبي (2) سر عظيم من أسرار الوجود فهناك رأي مفاده أن هذا السلوك يعود إلى التقلبات في الحقول المغناطيسية، ووجود استجابة قوية عند بعض الحيوانات في هذا المجال. ولكن ثبت بالمشاهدة والمتابعة المستمرة عدم استقرار هذا العامل كمعيار ثابت يمكن أن تفسر به سلوكيات بعض الحيوانات في ظروف مماثلة، كما حدث مثلا داخل عربات قطار في محطة للشحن بإيطاليا؛ كانت هذه العربات مصنوعة من صفائح فولاذية رقيقة يوجد بداخلها حيوانات محتجزة، ومع ذلك لم يؤثر ذلك على مقدرتها بالرغم من كون المكان محكما ومعزولا ضد التقلبات المغناطيسية والموجات الكهربائية. ويُرجِعُ البعض الآخر هذه الغريزة إلى قوة خارقة في حاسة السمع لدى هذه الحيوانات والحشرات، بحيث تسمع التحركات التي تسبق الزلزال في باطن الأرض، ويرجّح البعض نظرية الحساسية المفرطة لدى هذه الحيوانات لمعرفة التغيير الذي يحدث على الصخور قبل الزلزال. بينما يفضل البعض ببساطة أن ينسب هذه التصرفات الذكية الخارقة إلى "الغريزة العمياء"! وكثيرًا ما يعلّق -بعد سرد شواهد حية في الموضوع- بقوله: "لاشك بأن هذه الغرائز عمياء، وهي قوى توجِّه سلوك هذه الحيوانات"! وهذا يتطلب من القارئ البصير وقفة متأملة ناقدة لدحض مثل هذا التفسير الذي يفضل صاحبه الهروب من الحقائق الثابتة بمثل هذا الكلام بدلا من التأمل فيها، وإدراكِ سر عظيم من أسرار الوجود حوله تزيده إيمانا وثباتا. والدليل على ذلك أن هذه السلوكيات الغريزية وأمثالها غير قاصرة عند حد استشعار الزلازل ونحوها من الكوارث البيئية فحسب، بل تتجاوزها إلى سلوكيات أخرى فذة وغريبة لا تتصل البتة بالظروف البيئية أحيانا! لا عشوائية في الكون أما دعوى "العشوائية" و"العمى" الذي لا هدف من ورائه، ولا محرك له في وصف هذه الغرائز، فإنها دعوى يردها النظر البسيط في روعة مثل تلك التصرفات السلوكية التي تقوم بها تلك الكائنات. ولو تأمل فقط في طريقة بناء الطائر الصغير لعشه الرائع لتساءل طويلا عن القوة المحركة لهذه الغريزة الواعية! فمن الذي علّم هذا الطير ذلك الفن الرفيع؟ ولماذا تتشابه جميع الأعشاش التي تبنيها الطيور من هذا النوع؟ إذا قلت: إنها الغريزة -المجردة- فإن ذلك قد يُعَدّ مخرجا من السؤال، غير أنها في الواقع تعد إجابة مريحة، ولكن قاصرة. فما هي هذه الغرائز؟ ومن محركها الحقيقي؟ وما هي ماهيتها، ومعالمها؟ أفليس من المنطق ومن الإنصاف أن نرى آثار قدرة الله تعالى تتجلّى في سلوكيات هذه الكائنات التي خلقها فسوَّاها وفقا لقوانين وسنن خاصة لا نكاد ندرك من كنهها شيئًا؟ إنه الله القدير الذي تظهر آثار قدرته، ومعالم حكمته، ومظاهر رحمته من حولنا، إنه الله الذي خلق الكون وحفظه، وسخره لهذا المخلوق البشري الذي كرمه من بين سائر المخلوقات، أفليس هذا الجواب المريح إذن أَوْلَى وأحرى بهذا الإنسان الجاحد؟ إن ذلك هو ما توصل إليه كثير من العلماء المتخصصين في سلوكيات الكائنات الحية، ممن آمنوا بالله العظيم سبحانه من خلال هذا النظر المجرد الذي يوقد شعلة الإيمان ويحرك كوامن الفطرة في نفوسهم. إذا كان هذا الإيمان العميق بالله سبحانه يتولد في أعماق هؤلاء العلماء الماديين من جرّاء تتبع السلوك العجيب لهذا الطائر الصغير، بل من خلال دراسة سلوك واحد متواضع من سلوكياته ألا وهو طريقته في بناء عشه التي لا تكاد تختلف من طائر إلى آخر من النوع ذاته، بل قد يؤخذ هذا الطائر صغيرا من عشه، لا يدرك شيئا مما يحيط به، ثم عندما يعزل تماما عن كل المؤثرات البيئية المحيطة ويكبر يصنع لنفسه عشا على نمط نوعه تمامًا! فأي قدرة عليمة تكمن خلف تلك الغرائز الواعية؟! إذا كان هذا الإيمان العميق بالله الخالق العليم سبحانه يشرق في قلوبنا من خلال التأمل في هذا السلوك العجيب من هذا الطائر الصغير، فدعونا إذن نقوم بجولة إيمانية أكثر إثارة، نتأمل فيها آثار قدرة ربنا سبحانه عبر النظر في سلوكيات الكائنات الحية من حولنا، عسى أن نتأدب معه ونحن نفسر هذه الغرائز الحيوانية الواعية مرة أخرى. العنكبوت وأعمالها الهندسية لقد زوّد الخالق الحكيم سبحانه هذه الكائنات بمثل تلك الغرائز بطريقة تبعث على الدهشة والإعجاب معا، حتى إنك لتنظر في تصرّف العنكبوت مثلا وهو يقيم عملا هندسيا يحار العقل في فهم خطواته، ثم تتعجب بعد ذلك من متانته وصموده بالرغم من رقته وخفته! إن هذه الحشرة الصغيرة تنسج خيوطها بصورة تختلف كل مرة مع الوضع الذي تجد نفسها فيه، وبيوتها مصنوعة بدقة متناهية تأخذ بالألباب، ذلك أنها تتقيد بالمسافات البينية، وتراعي انفراج الزوايا في شكل هندسي رائع عبر نسيج من الحرير يبلغ قطره ثلاثة أعشار الميكرون (جزء من ألف من الملليمتر)، وهو أدق وأرق وأخف وأمتن من حرير دودة القز، ويخرج من مغازل العنكبوت التي فيها عدد كبير من الأنابيب الغازلة قد يصل في بعض العناكب إلى ألف أنبوب؟! ونظرًا لأنه أدق خيط عرف في تاريخ البشرية فإنه يُعَدّ حاليا للاستخدام في صنع الأجهزة البصرية وخياطة جراحاتها. |
#2
| ||
| ||
رد: أسماك ترصد الزلزال (2)
موضوع جدا رائع سلمت يداكم |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أكثر عشر أسماك رعبا في العالم | أحلى من الشهد | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 16 | 06-06-2010 05:24 PM |
أسماك ترصد الزلزال (1) | حقيقة لا خيال | نور الإسلام - | 2 | 05-19-2009 09:18 PM |
أكثر عشرة أسماك مخيفة بالعالم | { كاكاشي } | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 11 | 04-15-2009 06:57 PM |