عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الصحية والإجتماعية > الحياة الأسرية

الحياة الأسرية القسم يهتم بشؤون الأسرة المسلمة والعلاقات الاسرية والزوجية وطرح الافكار الناجحة لحياة أجمل

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-02-2009, 05:36 PM
 
أصحاب الايدي الصغيرة والانانيه

بسم الله الرحمن الرحيم



{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }الأنعام32

-
كثيرا ما يرفض طفل أن يتشارك مع أقرانه فيما يملك ، هناك يتعامل بعصبية بالغة مع مصادرة بعض مما لديه لآخرين ، إذ من الصعب ان يتنازل الطفل عن لعبة ، يعطيها او يسمح لآخر بأن يلعب بها، حتى لو كان ذلك الآخرهو شقيقه، صديقه، ابن الجيران اواحد الاقرباء ، فكثيرا ما يتشاجر الأطفال من اجل شيء واحد اذا ما اجتمعوا مع بعضهم البعض .
وفيما يرى الصغار بأنهم بهذا الرفض يدافعون عن رأيهم وحقهم في الاستمتاع بأشيائهم وحدهم ، كما يفعل الكبار تماما ، حيث لايشاركهم اصدقاؤهم في مقتنياتهم الشخصية كالموبايل والملابس والنظارات وغيرها ، فإن الاباء والامهات يعتبرون هذا التصرف أنانية من اطفالهم كثيرا ما تضعهم في مواقف حرجة .
وتوجهت دراسة ميدانية سويدية قادها الباحث ''ارنست فهر'' اعتمدت قطعا من الحلوى كمادة اختبار، ل 229 طفلا بمراحل عمرية مختلفة ، وطرحت عليهم خياران ، الاول : '' قطعة لي واخرى لك ''، والثاني '' قطعة لي ،لاشيء لك ''، حيث اتجه الاطفال مابين 3-4 سنوات للاحتفاظ بكامل الغلة دون تقاسمها مع آخرين ، اي الخيار الثاني ، فيما فضل من تتراوح اعمارهم بين 7-8 سنوات التشارك مع اقرانهم بالحلوى اي الخيار الاول ، اذ رغب 80% منهم ان يملك شركاؤهم عدد القطع نفسها ، لكن اذا تبدلت الخيارات ب''قطعتين لي ولاشيء لك '' فقد انخفضت النسبة الى النصف ، اذ ان 40% فقط وافقوا أن يرحل شريكهم خاوي اليدين .
وفي تعليقه على نتائج الدراسة يرفض ''فهر'' حصر الاسباب التي تدفع الطفل الى تغيير سلوكه بحسب المرحلة العمرية بالمحيط الاجتماعي فقط، ويقول بأن جزءا من هذا السلوك مبرمج ، فللجينات والثقافة دور كبيرفي تحديد تفاعل الفرد مع الموقف الذي يتعرض له.
وتعد الانانية صفة يكتسبها الاطفال من الوالدين ، و تمتلىء جعبة بعضهم بحكايا ومنها ما هو طريف .. تقول ''أم '': جهزت كعكة كبيرة لحفل عيد ميلاد طفلي، و قام بدعوة اصدقائه وزملائه في المدرسة، وقبل قدوم المدعوين بساعة تقريبا، خرجت على عجل لاحضار والدة زوجي ''جدة الابناء'' من منزلها وهو قريب من مكان سكننا ، وعند عودتي الى المنزل رأيت مشهدا كاد يفقدني صوابي ، يدا خفية اقتلعت الشموع و اتت على نصف الكعكة ، وشوهت الباقي ، ومابين ذهولي سمعت صوت طفلي ''صاحب العيد '' يصرخ من الآم مبرحة في بطنه ، وبدون ان يحكي اية كلمة علمت انه من التهم نصف الكعكة ، فقد كانت اثارها واضحة على جوانب فمه وملابسه تضيف : قضينا الليلة في طوارى احدى المستشفيات. حيث تم اسعافه من حالة اضطراب شديد في الهضم، وبعد ان وصلنا البيت في اليوم التالي قال لي: عندما شاهدت منظرالكعكة الرائع ، قلت لن يشاركني احد بها ،انها لي ، وبدأت في التهامها قبل ان يأتي احد ، كنت اود ان اخفيها في خزانتي ، لكني خفت ان ينكشف امرى ، ، فآثرت ان اكلها ولم استطع فهي كبيرة جدا ..
وفي قصة مشابهة ،تقول ''أخرى: '' بانها قامت باعداد بعض الحلوى والمعجنات ليأخذها ابنها للمدرسة في احد الاحتفالات التي تقام في نهاية العام ، وضعتها في حقيبة صغيرة واعتقدت بانه اخذها معه، وبعد يوم واثناء تنظيفها لغرفته ، اكتشفت بأن الحقيبة تحت سريره ، مايزال فيها الطعام ، وعندما سألته عن السبب الذي دفعه لعدم اخذها معه قال ببراءة : لن ادعهم يأكلون هذه الاشياء التي احبها ..انها لي وحدي .. تسترسل: تحويش النقود حكاية اخرى ، انه يضعها في حصالة ، ولايسمح لاي كان ان يأخذ منها قرشا واحدا ، حتى لو احتجنا الى ذلك . لقد اصبح هذا الصغير عصيا مزعجا انانيا.
وتقترب شكوى '' أب '' مما ورد ، ويقول: '' بأن من الصعب أن يؤخذ من صغيره اي شيء حتى ولو بالحيلة او بوعد قاطع باصطحابه في نزهة او شراء لعبة جديدة ، فأي شيء يمتلكه لايسمح لاحد بالاقتراب منه . ربما اخطأنا في البداية في تربيته ، لأنه ابننا الوحيد ، دللناه اكثر ، اصبح انانيا ومن ثم اراد احتكار كل شيء لنفسه ، فهو يحب ان يأخذ فقط ، لايسمح لاحد ان يستخدم العابه اذا ما قدم من في مثل سنه لزيارتنا مع اسرهم من الاهل والاصدقاء ، كثيرا ما يوقعنا في حرج بالغ .
اما المتهمون بالانانية - أصحاب الايدي الصغيرة فلديهم وجهة نظر مختلفة .. يقول ''منصور7 سنوات '' : يطلب مني ابي وامي السماح لمن يأتي من ابناء الاهل والاصدقاء ان يلعب بألعابي ، لكني ارفض بشدة واغلق غرفتي واجلس مع الكبار، أتعرض للتوبيخ لكن هذا لايهم .
وتضيف''هبة 7سنوات '' : اكره زيارات بعض الاقارب والاصدقاء لان لديهم بنات في مثل سني ، انا لااحب ان يشاركني احد العابي حتى اختي ، إنها لي وحدي .!
وتعتبر هذه المشاركة التي يرفضها الصغار مفتاح التغلب على الانانية ، حيث تساعد في تعلم صفات مهمة مثل التعاون والاعتماد على النفس وعدم التفكير في الذات من خلال رسم أو لعب جماعي ، التي تدفع بالطفل ليتنازل عن بعض انانيته بحسب مختصين .
وينصحون الاهل ايضا بتنبيه الطفل لاحتياجات من حوله بخاصة افراد اسرته واصدقائه ، ليس بالكلام بل من خلال شخوص حية ، كأن يسمح له بأخذ علبة حلوى لاصدقائه في المدرسة او الروضة او الاقارب واصدقاء العائلة ، او حثه على دعوة اصدقائه لتناول الطعام مثلا، اضافة لتعويده ان ينفق ويعطي ويتصدق ايضا على الفقراء ، اذ ان التدرج في تعويد الصغارعلى البذل والعطاء من خلال الاشياء الصغيرة ، يقودهم لعطاء اكبر من اجل الاسرة والمجتمع والوطن ....كريمان الكيالي
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:48 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011