05-11-2009, 06:56 PM
|
|
اهمية تعليم حل المشكلات بسم الله الرحمن الرحيم
اهمية تعليم حل المشكلات - يعتبر حل المشكلات إحدى المهارات الرئيسة التي يحتاجها الطلبة اليوم، وأشارت الدراسات الحديثة في مجال حل المشكلات ان هذه المهارة اصبحت متطلبا هاما من متطلبات الحياة، وهذا ما ركزت عليه أيضا نظريات التعليم والتعلم الحديثة . وكثيرا ما يتعرض النظام التعليمي إلى النقد والمطالبة بعمليات إصلاح لطرق التعليم والتعلم وتطوير المناهج من خلال النظرة إلى أن الطلبة يحفظون الحقائق المعرفية وتطبيقاتها غيبا، والحاجة إلى اهمية أن تتضمن المناهج الدراسية مهارة حل المشكلات وتطبيقاتها باعتبارها إحدى مهارات التفكير العليا . واليوم هنالك اتجاهات قوية في مجال التعليم لدمج مهارة حل المشكلات كعنصر رئيسي في مكونات المناهج الدراسية وهذا ما أشارت إليه الجمعية الأمريكية لتقدم العلم عام 1993 حيث اعتمدت مهارة حل المشكلات كاحد المعايير الهامة لتطوير مناهج الرياضيات.
بالرغم من أن الطلبة من مختلف الأعمار يفتقرون لمهارة حل المشكلات فان متطلبات سوق العمل تتطلب أن يمتلك الفرد مهارات عليا في التفكير لان التغير الاقتصادي والعلمي المتسارع يمثل تحديات كثيرة، لذلك على الطلبة مواجهة تلك التحديات وإدراك أهميتها من خلال التدريب على حل المشكلات واتخاذ القرار. وبما أن المعرفة العلمية تتزايد باستمرار ، فيصبح من الضروري أن يطور الطلبة مهارات التفكير العليا لديهم، رغم أن المناهج الدراسية تطور لديهم مهارات التفكير الأساسية . فتطوير مهارات التفكير العليا ومن ضمنها مهارة حل المشكلات يُساعد الطالب على اكتساب المعرفة العلمية المتشعبة ويساعد المعلم على تدريس المناهج الدراسية بصورة متكاملة من خلال تدريس الحقائق والمفاهيم والاستراتيجيات التي تعتمد على التفكير وهذا يؤدي مستقبلا إلى تنمية قدرة الطالب على مواجهة أي متطلبات جديدة قد يواجهها في مجال العمل .
ويمكن تعريف التعلم الذي يهتم بحل المشكلات بأنه خبرات تعليمية مركزة تشمل الاستقصاء والبحث من أجل حل مشكلة واقعية ضعيفة التحديد. ويشمل هذا التعلم عمليتين أساسيتين متكاملتين؛ هما تنظيم المنهاج، وبناء إستراتيجيات تعلمية، بحيث يتم دمج الطلبة كطرف أساسي في المشكلة، ويتم تنظيم المنهاج حول مشكلة شاملة، ما يمكن الطلبة من التعلم المترابط ذي المعنى، ويتم خلق بيئة تعليمية يساند فيها المعلمون الطلبة ويشجعونهم على التفكير، ويرشدونهم أثناء الاستقصاء، ويسهلّون الفهم العميق للمشكلة.
وهكذا، فإن التعلم في هذه البيئة يقدم خبرات أصيلة، ويحث على التعلم النشط، ويساعد في بناء المعرفة، ويدمج الخبرات المدرسية والخبرات الواقعية بشكل طبيعي، كما أن هذه الطريقة في التعلم تدمج المواضيع المدرسية المختلفة بعضها ببعض. فالمشكلة التي تقود التعلم في هذه الحالة تمثل المركز الذي يتمحور المنهاج والتعلم حوله، ما يثير فضول الطلبة ودافعيتهم لحل المشكلة، مع مراعاة العديد من وجهات النظر المتعلقة بالموضوع. وهكذا يصبح الطلبة حلالي مشكلات فاعلين، وتكمن مهمتهم في تحديد المشكلة ومواصفات الحل الجيد، ما يعمق الفهم والمعرفة لديهم، ويعينهم على أن يكونوا متعلمين واعين ومستقلين.
ومن خلال أسلوب حل المشكلات يمكن للطالب أن يتوصل الى حل المشكلة من خلال النتائج التي يحصل عليها، فقد تكون النتائج مقبولة ومرضية، وهذا النوع من نتائج حل المشكلة يعتمد على الخبرات السابقة للطالب وعلى أسلوب المحاولة والخطأ، وغالبا تكون نسبة الأخطاء كبيرة في نتائج حل المشكلة. أما الأسلوب الثاني في حل المشكلة فهو إجراء ما يعتقد انه سوف يؤدي إلى أفضل النتائج، وهذا يعتمد على الإجراءات والوسائل المستخدمة في حل المشكلات وهو يعتمد على المنهجية المستخدمة من خلال الملاحظة والقياس التي بالنهاية تهدف الى الموضوعية في حل المشكلات . وعلى هذا الأساس لا يوجد أسلوب واحد ومحدد لحل المشكلات، بل عدة أساليب، وبشكل عام يمكن اعتماد نموذج عام يتمثل في تحديد المشكلة، ومن ثم النظر إلى المشكلة وتحديدها من خلال جمع وتصنيف المعلومات المتعلقة بها، ومحاولة استكشاف الحلول من خلال طرح عدة بدائل لحل المشكلة مع الاهتمام بعملية تبادل للأفكار ومراجعة جميع وجهات النظر المتعلقة بحل المشكلة ومن ثم العمل على وضع استراتيجيات محددة للوصول إلى الحل وتقييم الحل المقترح .د . ادوارد عبيد |