عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 05-18-2009, 07:56 PM
 
رد: ..برود المطر .. الجزء الثاني

إقبال مطر الجنسي عليك يشير إلى أنه لا يعشق امرأة في ذلك الوقت، وقلبه لازال حرا طليقا، في انتظارك، إن كنت تتقنين فن التعامل مع قلوب الجنوبيين.

- الجنوبيين، وهل زوجي جنوبي،...؟؟
- أعتقد ذلك، بنسبة ثمانين بالمئة، والله أعلم، ويبقى الجزء الآخر قيد الصورة، ما فئته الدموية؟

- أو موجب.....!!!

- جيد، رجل كريم معطاء، جنوبي غربي.

- وما هي صفات الجنوبي الغربي....؟؟

- أبرز صفاته المشهورة الرومانسية، وحبه للبقاء فارس النساء، .....!!

- ماذا تقصدين بفارس النساء؟

- يحب أن يبقى مصدر إعجاب للنساء من حوله طالما لا يعشق إحداهن، ويكون ثقته بنفسه في هذه الفترة على عدد النساء من حوله.

- هذه مصيبة، ...... إن ما سأخبرك به لاحقا سيؤكد ما تقولين، آآآآآآآه لو تعلمين..

- كان بإمكانك الحصول على قلبه، قدم لك أكثر من فرصة لم تشعري بها،...

- كيف........؟؟

- عندما اتصل بك أول مرة وأخبرك أنه لا يرغب في إتمام الزواج، أخبرته ببساطة أن ظروفك الإجتماعية تمنعك من الإنسحاب،

- وهذه هي الحقيقة،

- لكنها جارحة.....

- جارحة له أم لي.

- بل له أولا، فعندما تشعرينه أنك قبلت الزواج به فقط للهرب من العنوسة فهذه إهانة كبيرة له، وأعتقد والله أعلم أن هناك من أخبره بذلك، فهل تحدثت أمام أي أحد عن الأمر؟

- لا أذكر، ......... ربما، جارتنا أم عبيد، كانت تحقد علي بعد أن رفضت ابنها، قبل سنوات، وكان قد تزوج عندما قبلت الزواج من مطر، زارتنا ذلك اليوم، وبدأت تعاتب والدتي بشي من الغيظ، إذ كيف قبلنا بمطر الذي تراه أقل شأنا بكثير من ابنها بينما لم نقبل بهم، وردت عليها والدتي بأن البنت كبرت وصار عليها أن تتزوج، وعندما انتقل الحديث إلي قلت لها رجل والسلام، أنا غير مقتنعة به، فهو لم يكمل تعليمه، ومتزوج من كافرة، ولا أعتقد أنه يليق بي، لكن ماذا أفعل يا خالة هي الفرصة الوحيدة،

- هل تعتقدين بقدرتها على نقل الكلام،

- لم لا، إنها مشهورة بذلك .... كما أذكر ........... قلت نفس الكلام في حضور زوجة أخي الأوسط، وهي أيضا تحقد علي بسبب شجار قديم،

- قد تكون إحداهن نقلت الأمر لأهله، ......... أو حتى له شخصيا، فلا يمكنك تصور خبث النساء،

- معقول........!!!

- كل شيء معقول، لو أخبرتك كيف تفعل الأخت بأختها أسوأ من ذلك، للزمت الصمت في قضاء أمور حياتك،
- هل تعتقدين أن كلامي السبب ....... لذلك طلب مني رفضه علانية،

- الجنوبي على وجه التحديد، لا يحب الزواج من امرأة لا تقدره، ولا ترغب به، مهما كان شأنه بسيطا، يحب أن يتزوج من امرأة مغرمة، أو على الأقل لديها بعض التقدير، أو حتى القبول،.....

- لكني أفسدت الأمر، عندما أخبرته أني أتزوج به للحفاظ على صورتي الاجتماعية،

- بل كنت قليلة التهذيب للأسف، فنحن نتعلم كيف نتعامل باحترام وذوق مع الغرباء، لكننا نهمل الذوق مع أهم الأشخاص في حياتنا، أولئك الذين سيعاشروننا سنوات طويلة، وقد تكون للأبد.

- لم يكن لدي خيار، ماذا كنت سأقول له، رفضه لي جرح كرامتي، ولم يخطر ببالي أن أسأله عن الأسباب، أو أتوقع وجود وشاية في الأمر،






- في كل الأحوال المرأة الذكية لا تعلق مشاعرها على شماعة المجتمع، كان بإمكانك أن تخبريه بأنك كنت سعيدة بتقدمه لك، ووافقت عليه لأنك صليت استخارة، ....... إن كنت قد فعلت، فهذا يرفع المعنويات ولا يحط من قدرك،
- وإلى أي مدى يؤثر ما حدث في حياتنا الحالية.....؟؟

- إلى المدى الذي يجعله يعاشر العديد من النساء، ويتعرف على الكثيرات ليذلك.......

- مستحيل، .......... إن ما تقولينه هو ما يحدث اليوم، لو تعلمين، فقط لو تعلمين،

- أكاد أجزم أنه يتعرف على النساء ........ بينما يتركك تتفرجين، ويحرص على جعلك مفتوحة العينين لكل ما يقوم به، ليثبت لك ما لم يستطع اثباته بالمعاملة الحميمة.

- ماذا تقصدين..........؟

- بعد الزواج، حاول التقرب منك، لكن وجودك في إطار التجربة السابقة تجربة رفضه لك حالت بينك وبين رؤية الواقع آنذاك.






- كيف..... أحيانا أشعر أنك تتحدثين في ألغاز.

- ليست ألغازا، هي معادلة بسيطة، عندما تأخر زواجك، وجاءت أمه تخطبك، كان بالنسبة لك الذليل الذي لم يجد امرأة تقبل به، وبناء على ذلك تصرفت، والأسوأ عزة نفسك، أو لنقل غرورك، الذي أصابه بمقتل عندما علم الناس قبولك به، أنت التي كان أهلك يفاخرون بك، ويتشدقون، لذلك بدأت تتحدثين عنه بالصورة التي تخفف من إحساسك بالذل،
هذه حيلة تتبعها الكثيرات، بل الكثير من الناس، فعندما نضطر ذات يوم لارتداء ثوب بال ٍ، نقول كنت على عجلة من أمري، ولم أجد غيره أمامي، بدلا من أن أقول، هذا الاستايل يعجبني، والواقع أن العبارة الثانية أفضل بكثير من الأولى لأنها ترفع معنوياتنا شخصيا، وتقنع الآخرين بما نقول غالبا،
ومن هنا كان الأجدى بك أن تقولي للجميع، إنه تجربة أحب أن أخوضها، أو هذا الرجل يعتبر بالنسبة لي تحديا، فقد عاصر الحياة في مكان مليء بالتحديات، الكثير من العبارات التي لا تضر إحساسه، ولا تجرحه كرجل، كما لا تحط من قدرك كامرأة.








- وماذا فعل هو ليشعرني برغبته بي، هو أيضا جرح إحساسي،

- بل تقدم لخطبتك، في وقت كنت فيه تعانين، إن خطبته لك في حد ذاتها تقدير، ولا يقدم رجل على خطبة امرأة لا يريدها، حتى و إن كانت أمه من قامت بذلك،

- خطبني بعد سلسلة من المحاولات،

- لكنه تقدم لك، سواء بعد سلسلة من المحاولات أو لا، ولو فكرت قليلا، لوجدت أن غيرك من الفتيات كن بانتظاره، فكم من فتاة في حارتكم كانت ترغب في الزواج،

- كان هناك كثيرات، وسمعت أن ثمة فتاة كانت ترغب به، لكنه لم يرغب بها،

- أرأيت،...... تخدعنا أحاسيسنا والمظاهر الخادعة، بينما يمكننا أن نفعل الكثير ونجني الأفضل لو فكرنا بحكمة، بقليل من الحكمة، عندما اتصل بك وطلب إنهاء الخطبة، أكدت له كم أنت متوحشة، .....

- متوحشة؟

- نعم، الرجل الجنوبي، يعتقد أن المرأة التي لا تعبر عن مشاعر الحب أو الإعجاب، متوحشة، وعندما أخبرك أنه يريد إنهاء الخطبة، ذهبت لإخباره بأنك مضطرة للإستمرار من أجل الحفاظ على موقفك الإجتماعي، وهذا رد قاتل فيه مهانة لكيانه كرجل جنوبي، فلو أخبرته بأنك ترغبين في إتمام هذا الزواج لما لديك من مشاعر له، ولأنك تعتقدين أنك قادرة على اختراق قلبه لكان رداً أكرم بكثير،

- سبحان الله، اعتقدت أن ردي هو الصح، لأنقذ كرامتي وأمنعه من السخرية مني،






- يحترم الرجل الجنوبي كثيرا المرأة التي تعبر عن مشاعرها وإعجابها نحوه، يحبها وإن كانت قبيحة، أو ذات مستوى اجتماعي متدن، أو مهما كانت عيوبها، يقدرها لأنها أحبته ذات يوم، على عكس ما تتصورين،.......... إنه لا يقدرك اليوم، ويشعر نحوك بالإشمئزاز، فأنت في نظره إنسانة مجردة من المشاعر، ويراك كغولة تلتف من حوله لتسرق سنوات شبابه، وأعز لحظات حياته، لتنجو بنفسها من كلام الناس،

- كأنك تصفين ما أراه في عينيه كلما رآني،

- كلام الناس، الذي جعلته شماعة لتضعي عليها كل احباطاتك، كانت كارثة أخرى، فرجل عاش سنوات طويلة في الخارج، لا يول ِ أية أهمية لكلام الناس، ولهذا وصفك بالرجعية، إنه لا يحترمك أيضا،
- كل هذا حدث في الأسبوع الأول،

- بل قبل الأسبوع الأول، استهانتنا باللحظات الصغيرة في الحياة غير صحي، فاللحظة مقياس نغفل عنه، ونستهتر به، بينما هي التي تحدد مدى نجاح علاقتنا، فلحظة صغيرة تتصرفين فيها بعشوائية وقلة تقدير كفيلة بتحطيم حياتك وعلاقتك الزوجية، عليك أن تكوني حكيمة، ولن أقول دقيقة، فقط تعلمي كيف تفكرين فيما تقولين، أو أصمتي،

- أخطأت كثيرا دون أن أعلم.......






- عندما فكرت أن ردودك ستحمي ماء وجهك، وأن إعلامه بأنك لم تتزوجي منه حبا فيه، بل هربا من وضع مؤلم، عندما اعتقدت أن هذا سيحمي كرامتك، كنت في الواقع تذلين نفسك أكثر، فالحب عذر جيد للإرتباط، بينما الظروف تعد في كل المجتمعات سببا مقلقا وأحيانا مهينا كسبب للزواج، بيد أننا نستصغر النساء اللاتي يتزوجن هربا من الفقر، وأنت هنا لم تختلفي عنهن هربت بالزواج من العنوسة،

- كل هذا ..... أكاد أعيد حساباتي،

- والرجل الجنوبي يا صديقتي على وجه التحديد لا يحترم المرأة التي تتزوج به لهذه الأسباب، يريدها مغرمة به، عاشقة له، لتكون كافية لمشاعره عن غيرها، بينما يتفهم الرجل الشمالي الكثير من الظروف التي تدفع المرأة للزواج، وفي كل الأحوال يحترمها، ولهذا تجدينه يتزوج بطريقة تقليدية غالبا، كما يمكنه أن يغرم بامرأة تجبر على العيش معه، ويعتبرها فرصة جيدة ليتحدى قلبها ويدفعها للوقوع في حبه، ...... بينما يرغب الرجل الجنوبي في امرأة تعجب به منذ النظرة الأولى، وتحبه وتعبر عن ذلك بكل السبل،........... معظم الرجال متعددي العلاقات من الجنوبيين إنهم يسافرون بحثا عن نساء ترضي الغرور الداخلي لهم، أو تشعرهم بالقبول،

- أولا يجد....؟

- بل يجد، الكثير من النساء مستعدات لتقديم الحب، والإعجاب له، لكنهن كالماء المالح لا يطفئن العطش، لهذا يبقى يتنقل بين العلاقات، ..... بحثا عن حب امرأة لم يحصل عليه،

- ومن هذه المرأة؟
- قد لا تكون امرأة معينة، لكنها بمواصفات معروفة تقريبا،

- ماهي.....؟؟

- يحب الرجل الجنوبي الزواج ممن تدعى بسيدة عصرها، تلك صفة بارزة لديه، لأنها مميزة وعلى المرأة التي سيحبها أن تكون مميزة،

- وكيف أصبح سيدة عصري،

- سأخبرك لاحقا،.........


والآن أكملي ما حدث بعد ذلك ........







وبينما كنت منهارة أنظر في لاشيء دخلت علي والدته مسرعة بلا استئذان: حبيبتي، الغالية ماعليج منه، خليه، دخيلج فديت عمرج، ما تخبرين أحد، بيردونه أخوانه، بيردونه، هذا الريال مسواي له عمل، جوليه حسبنا الله عليها ساحرتله، .......................))

بينما كانت تتحدث وتتعذر عما فعله ولدها دخلت شقيقته، كانت في الثامنة عشر آنذاك، وبعد أن خرجت والدتها اقتربت مني وقالت: أخي غير مسحور، إنه مغرم، ..... أو هكذا أراه، ....... .!!!

- أعلم هو أخبرني أنه مغرم بجوليا، زوجته السابقة،

- فضحكت، ....زوجته السابقة، أية زوجة!! جوليا لم تكن زوجته، كانت عشيقته فقط،







- غير معقول، وماذا عن حديث الناس، ..... وهو قال لي بأنها زوجته،

- بل هي عشيقته، ولهذا مرض والدي عندما تجرأ على إحضارها في بيتنا ليمارس معها الزنا، وعندما مرض الوالد أخرجها في شقة منفردة، بينما أخبرنا والدي أنه تاب، وسفرها بلادها، ...... لقد تحدثت معها وعلمت منها أنه متعدد العلاقات، ... وأنها واحدة من صديقاته العديدات،....هل ترغبين في الحديث إليها......

- لم أتحدث إليها.........؟؟

- لتعرفينه عن قرب، جوليا صديقته المقربة وقد تنصحك بالكثير، إنها متفهمة، تحدثت معها، ووجدت أنها متعاونه وستساعدك على فهمه، ......

- ولم أتعب نفسي، لأفهم رجلا بهذا الشكل،

- لأنه زوجك،...... وستعيشين معه طوال عمرك، أم تفكرين بالطلاق؟

نظرت لها باستغراب، هل هي جادة في مساعدتي، هذه المراهقة الصغيرة، تريد مساعدتي أم السخرية مني، قالت: هل أحضر الرقم، ......؟؟

فوجدتني أقول بلهفة: نعم، أحضريه، ............

- تعالي إلى غرفتي لنحدثها على راحتنا، ...... حتى لا تطب علينا أمي، أو مطر....

- مطر سيسافر، أو ربما سافر،

- لن يسافر، لن يسمحوا له بذلك، سيعيدونه ككل مرة، حتى جوازه تم مصادرته ...... ( وابتسمت بطريقة أثارت القشعريرة في جسدي، كأنها تنتظر ابتسامتي، ......... فرحت عندما تأكدت أني أرغب في بقائه)

- هل حاول السفر من قبل؟

- كل أسبوع يحاول، ........ لا يطيق البقاء في البلد، يقول إنه يختنق هنا، تعود على شم الزهور والعيش في الهواء الطلق، .......

- أها.....

- تعالي غرفتي بسرعة فالوقت من ذهب، .......

- نعم.







وذهبت معها إلى غرفتها، ولم أدرك ماهذه القوة التي حركتني، وهذه الحماسة التي دفعتني للقيام بهذه الخطوة،
قالت مي شقيقة مطر: ألو كيف حالك يا جوليا، اعتذر لأني لم أرد عليك البارحة، معي مفاجأة زوجة مطر إلى جواري، ستتحدث معك،

قلت: ألو...... كيف حالك يا جوليا .

- بخير، كيف حالك أنت، .........

- بخير، ( وبقيت صامتة لا أعرف ماذا أقول)

- مبروك زواجك من مطر، مطر رجل ممتاز، سيسعدك، لا تملك امرأة إلا أن تعجب به،

- شكرا.

- كنت أريد التحدث معك عنه قليلا، فسعادة مطر تهمني، وأتمنى أن تسعديه، لقد أحببت مطر كثيرا، وعشت معه كزوجين لمدة طويلة 10 سنوات ربما، أو أكثر،

- هل تزوجتما..؟؟

- لا لم نتزوج، كنت أرغب به زوجا، فرفضني في أكثر من مرة، يقول بأنه لن يتزوج إلا من امرأة مسلمة، وعندما فكرت في أن أسلم، قال بأنه سيساعدني لكنه أيضا لن يتزوجني، لأني عاشرت غيره من الرجال، مع أني لم أعاشر سواه بعد أن تعرفت عليه،

- هل أحبك،......؟؟

- لا أعتقد، أنا أحببته، مطر لم يحب أحدا من النساء، كان يتجول بينهن، وكم من مرة خانني، إنه على علاقة بالعديد من النساء حول العالم، فاحذري، يمكنك أن تتخلصي منهن إن استطعت،

- كيف..؟؟

- لا أعرف، لكن مطر يشعر بالضياع، ولديه فراغ في قلبه، ..... أشعر أنه يبحث عن شيء ما، لا أفهم ماهو، صدقيني، مطر رجل رائع، لكنه يعاني من مشاكل،

- مثل ماذا.......؟؟

- يبحث عن التقدير لا يثق في نفسه كفاية،.... دلليله إنه يحب التدليل، .....!!


وفجأة دخلت والدته علينا: (( ميوه، حسبنا الله عليج، ما توبين، كم مرة قلت لج لا تكلمين هالساحرة، حسيبج الله، يايبة مرت أخوج تكلمها، أنت مينونه جيه))








فأغلقت السماعة في وجهها، وأنا أرى أم مطر تشد مي نحوها، وتأخذها خارج الغرفه، ثم تقترب مني وتقول: يا بنتي يا حبيبتي، أنت كاملة مكملة، لا ينقصك شي، ماشاء الله عليك، تستطيعين بأسلوبك أن تخطفي قلبه، وأنصحك بأن لا تخبري أحدا بما حدث، فالناس ليس لها إلا الشماتة، وقد بت واحدة منا، فلا تشمتي الناس بنا.........!!!



رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-22-2009, 07:46 PM
 
رد: ..برود المطر ..

اين الردود...........
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-22-2009, 07:59 PM
 
رد: ..برود المطر ..

البقيه ..

اختلطت مشاعري فى تلك اللحظة، ووجدتني أفكر في كلامها، حدثتني بصوت يصرخ بحبه، كم تحبه هذه الجوليا، أحبته ولم يحبها، وهي تعلم ذلك، .... انتظرت خروج عمتي بفارغ الصبر ففي حلقي سؤال أريد أن أطرحه عليها، علي أفهم، بت أرغب في فهم دوافعها أكثر من رغبتي في فهم مطر،







- أهلا جوليا، في محادثتنا السابقة شيء لم أفهمه، ذكرت أنه لم يحببك، فكيف علمت بذلك؟
- لأنه كان يخونني على الدوام، إنه مستعد طوال الوقت ليدخل علاقة نسائية جديدة.
- لم لا يحبك إن كنت صديقته كل تلك الفترة.......؟؟
- كنت صديقته المقربة، يمكنك أن تفهمي معنى الصداقة التي جمعتنا، فأنت امرأة بالغة، جمعتنا الظروف والحاجات، والإهتمامات والأفكار، وأحببته كثيرا، إلى درجة أني قدمت له كل ما يريد من دعم وتنازلات، لكني اكتشفت أني لا أحقق طموحه كرجل ٍشرقي.
- وما الذي دفعك للحديث معي حول الأمر.........
- أردت مساعدتك فقط، يمكنني أن أصف لك الكثير عن حياته، لأساعدك على فهمه، ....
صمت قليلا وأنا أسمع كلمات أخرى لم تنطقها، فجوليا يا صديقتي لا تريد مساعدتي، إنها ترغب في التعرف على تفاصيل حياتنا، ترغب في تتبع أخباره، تريد أن تعرف كيف سيعامل زوجته، وكيف سيتصرف معها بعد أن تخلى عنها، أدركت ذلك بنفسي، من الواضح أنها لم تكن سوى متعة جنسية، لم يحبها، ولم يعجب بها، كانت تلبي له حاجته الجنسية فقط،



- برود، هل أنت معي.
- نعم،
- كنت أحدثك عن أسلوبه، هل .................
- عفوا جوليا، لدي عمل الآن أشكرك، مع السلامة،








ثم اتجهت إلى مي، .......... : أطلب منك وبرجاء عدم الإتصال بجوليا، إن كنت حريصة على مصلحة مطر.
- أنا لا أتصل بها، هي من تتصل على الدوام،
- إن لم تشجعيها لن تتصل، لا تردي عليها، إنها ماكرة بالفعل،
- وماذا تريد...؟؟
- تريد الفشل لمطر في علاقته الزوجية ليعود لها،
- معقول، ......
- تتوقعين امرأة أحبت رجلا، لعشر سنوات تتنازل عنه بهذه السهولة؟
- صحيح، اعتقدت أنها ستساعدك في فهمه،
- لا أحتاج لمساعدتها،
- مطر في المجلس، لم يستطع السفر.
- الحمد لله.








_ تحليلك صحيح، فعلى ما يبدو أن جوليا، تتبعت مطر طوال العشر سنوات، كانت تحيط به، وتحاول إفشال كل علاقة حب يمر بها، كانت تتعرف إلى صديقاته الجدد وتتخلص منهن بطريقتها، إنها تحبه، وترغب في استعادته في كل مرة، وظنت أنك كغيرك من النساء، كانت تدافع عن حبها وحبيبها، .......


أكملي



مر المساء ثقيلا لم أر فيه أحداً، وعند منتصف الليل، دخل مطر بهدوء، وسمعته وهو يغتسل في الحمام، ثم يندس عاريا تحت الفراش، عادته في النوم، عادة أظنه اكتسبها في الغرب، لكنه لم يحاول لمسي، واستغرق في النوم سريعا،







مضت الأيام التالية بشكل عادي جدا، لكني بدأت أشعر بمشاعر الحب تنمو في قلبي تجاهه، شيء غريب حقا، أن نحب هكذا، بلا مقدمات، ونحب بلا عوامل واضحة، أحببته بشيء من الشغف، أصبحت أراقبه، وهو يأكل وهو يرتدي ملابسه، وهو يتحدث، بدأت أرى مالم أره من قبل، فزوجي بالفعل رجل شديد الجاذبية،


عاملني مطر ببرود شديد، ولم يبد نحوي أي نوع من الاهتمام، وشعرت بالحيرة، بدأت أثير انتباهه بزينتي، في البداية بدا مهتما قليلا، لكن مع الأيام شعرت بالملل، وبدأت أكره الزينة، حتى أني صرت أنفر من الجماع، مما أساء الأحوال أكثر وبات يعاملني بقسوة ويتجاهلني، شكل كل ذلك ضغطا رهيبا على قلبي، لا تعلمين إلى أي حد،







- ما رأيك لو نخرج لتناول العشاء.
- تتناولين العشاء في الخارج؟
- نعم، هل من مشكلة؟
- لا، لكني لا أعرف مكانا مناسبا هنا.
- غريبة ألست تخرج كل يوم بصحبة الرفاق لتناول الطعام في الخارج، .........؟
- ليس كل مكان أخرج إليه يناسبك،
- كيف؟
- نحن نخرج إلى أماكن لا تناسب العوائل،
- جد مكانا يناسبنا،
- اقترحي،
- لا أعرف لم يسبق لي الخروج لأماكن عائلية، لست أعرف شيئا على وجه التحديد.
- إذا ابقي في البيت،
- كريه.








نظرت إليه بحزن، وسحبت كتابا كنت اقرأ فيه من تحت الوسادة، وفتحته بعصبية وصرت أقرأ، شعرت أنه بدأ يحدق بي،



- ماذا تقصدين بكلمة كريه، ..........
- .................
- يبدو أنك لم تحصلي على كفايتك من التأديب في بيت أهلك،
- لا تتحدث عن أهلي، أنت آخر من يتحدث عن الأدب
- سأكسر وجهك بقبضتي إن تماديت،
- حاول، وأنا سأريك من أكون،
- هل تتحديني، هل تجرئين....؟؟؟
واندفعت إلى الخارج هربا من عصبيته، لكنه مد يده وأمسك بي، فصرخت في وجهه: اتركنننننننييييييييييي، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أدوخ، والدنيا تلف من حولي وكدت أسقط، فأمسك بي، ثم أخذني نحو السرير: مابك.........؟؟
لم أستطع الرد عليه، فقد بدأت أفقد وعيي، ثم فقدته، .................









استيقظت لأجد عمتي إلى جواري، وهو يقف بعيدا عن السرير، ينظر لي بقلق، قالت عمتي: بسم الله عليك، يبدو أنك حاملا، متى كان آخر موعد للدورة،........... قلت :لم أرها منذ تزوجت،
قالت: ماشاء الله، يبدو أنك حامل، ألاحظ هذه الأيام عدم رغبتك في الطعام،........ حبيبتي، الله يتمم لك بالخير،
ونظرت نحو مطر الذي بدا منتشيا سعيدا وقالت: مبروك يا مطر، يالله فديتك خذنا الطبيب خلنا نتأكد ونطمن عليها،



ثم ساعدتني لأقف،......... وأسرع مطر لمساعدتنا، ............
عندما خرجنا من عند الطبيبة أسرعت عمتي لزف النبأ السعيد لمطر، فقد تأكد حملي، ومطر الذي بدا سعيدا، لم يستطع إخفاء ابتسامته عني، شعرت في تلك اللحظات بأني أميرته المتوجة على عرش قلبه لأول مرة في حياتي، سار أمامنا دون أن يحاول مساندتي، لكنه فتح لي باب السيارة، وساعدني على الركوب، ......
قالت عمتي: الرجل لا يعلم كيف تشعر المرأة الحامل، لأنه لا يحمل ولا يلد، المرأة في هذه الظروف تحتاج لتغيير الجو، خذها لتتناول الطعام في الخارج، فالطفل بحاجة للغذاء.
رد عليها مطر بحذر: أين نذهب، ........؟؟









قالت: هناك أماكن كثيرة، خذها شاميات، مطعم جميل، وعائلي، كم من مرة عزمونا أخوتك هناك، ....
قال لها بحماس واضح : إذا هل نذهب الآن إلى شاميات.
ردت بخجل: لا.. أعدني الآن إلى البيت، ثم خذها واذهبا، فأنا متعشية ولله الحمد ولا أشعر بالجوع، اذهبا وحدكما.
قال بعد أن خطفني بنظرة: ما رأيك هل لديك القدرة على الذهاب للمطعم؟
قلت : نعم، .......... أشعر بالجوع الشديد.


وفكرت في نفسي، لم َ لم يقبل أن يأخذني إلى المطعم عندما طلبت منه، هل كان على أمه أن تطلب منه ذلك، ألهذه الدرجة لا يحترم رأيي، ولا يقدر طلباتي، .........
ما رأيك فيما حدث ياصديقتي..........؟؟








- إن ما حدث طبيعي، ويثبت نظريتي حول كونه جنوبي، غربي، لأن هذا النوع من الرجال يشعر بالتردد على الدوام، ولا يستطيع أن يحدد ما يريده غالبا، كما لا يستطيع أن يتخذ لك قرارا أبدا، عليك عندما تطلبين منه أي نوع من الخدمات، أن تحددي بالضبط ما تريدين، الكثير من النساء يعانين من الرجل الجنوبي بسبب هذه النقطة، عندما سألك أين آخذك، فهمت أنه يرفض اصطحابك للخارج، بينما كان في الواقع يسأل ليعرف، فهو بالفعل لا يستطيع تحديد هدف الخروج،



تعاني النساء يا بَرود من هذه المشكلة لدى الرجل الجنوبي، فهو قادر على التوقف عن الخروج معك إن لم تحددي وجهتك بشكل واضح، بينما بمجرد أن تصفي وجهتك يصبح مستعدا لأخذك حيث تريدين، ووالدته كانت أكثر حكمة منك عندما أعطته مكانا.



يحاول الجنوبي قدر الإمكان أن يبدو لطيفا مع كل أنواع النساء، إنه رجل يعرف كيف يكسب قلب النساء، فهو يعطيهن الحق في التعبير عن أنفسهن، ويدعم آراءهن، ويضايقه وجود امرأة لا تعرف ماذا تريد، فعلى الرغم من تردده في الحياة يبحث عن امرأة ثابتة الخطى، لتعوض ما يعانيه من نقص، وتدعم حياته من تلك الناحية.



عندما تقررين أمرا وتطلبي منه المساعدة تجدينه متعاونا، لكن إن لمس منك ترددا، تقاعس، بل وربما لا يعود يثق في قراراتك لاحقا.




- فهمت الآن، علي في كل مرة أن أحدد ما أريد عندما أطلب، لاحظت كثيرا ذلك، فعندما يسألني ماذا أشرب، و أقول أي شي، يقول لا يوجد في المطعم ما يسمى أي شي، عليك الإختيار، قرري ما تشربين.....
- نعم هذا ما أقصد، قرري ما تريدين بكل دقة في كل مرة، والآن أكملي ما حدث.




- أنزلنا عمتي، ............ وما أن نزلت حتى شعرت بتوتر الأجواء، ورغبت لو أنه يتحدث، لكنه لم يفعل، كنت في داخلي أشعر بشوق قاتل إلى لمسات أنامله، أو ابتسامة وجهه الجميلة، ......... فنظرت إليه أكثر من مرة وكأني غير قاصدة، لكنه لم يفهم، أو لم يرغب في التجاوب، وعندما وضعت خدي على طرف الباب من جهتي، وبدوت يائسة التفت نحوي وسألني: تعبانة؟




- قليلا،


- تريدين العودة للمنزل.


- لا أرجوك، لم أعد أطيق المنزل، أختنق هناك.


- أعرف هذه الأعراض قرأت عنها.


- جيد، يعني أنك تدرك ما أنا عليه .....


- تفضلي.


وكنا قد وصلنا
اخترنا زاوية خاصة جدا، وبدأ في تأمل المكان، الذي يزوره لأول مرة،
- جميل هذا المطعم، ديكوره رائع، يشعرك بأنك في مكان دافيء، كأننا بالفعل في الخارج، بين أشجار الليمون.
- كلفهم الكثير حسب علمي.
- لابد أن يكون كذلك، ...........



ثم صمت وعاد يتأمل المكان،
- سأذهب للحمام ، هل ترغبين في غسل يديك.
- لا، لست في حاجة إلى ذلك.
ذهب للحمام، ونسي هاتفه النقال على الطاولة، لتصله رسالة نصية قصيرة، فدفعني الفضول إلى فتحها: شيري، أنا في البلد، وصلت قبل ساعة، أين أنت...؟؟ الرسالة كانت من جوليا.


إذا لهذا كان مستعجلا، ولهذا بدا متوترا.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-22-2009, 08:10 PM
 
رد: ..برود المطر ..

بدأت يداي ترتجفان من شدة الغضب، وفقدت السيطرة على أعصابي، حاولت أن أبدو هادئة، بصعوبة حاولت، انفجر كياني حنقا وغضبا عليهما، كيف تجرؤ على القدوم إليه، كيف يتجاهلان حقي ووجودي بهذه الطريقة، كيف أتصرف الآن ماذا علي أن أفعل، ..........

قررت أن أتناول عشائي بهدوء، ثم أتناقش معه في وقت لاحق، لكن كيف أفعل ذلك، لا أكاد أسيطر على ارتجافاتي،




وعاد، ومن فوره حمل هاتفه النقال، ثم نظر لي غاضبا: هل فتحت رسالتي للتو...........؟؟

- نعم فعلت، وليتني لم أفعل........
- بالفعل ليس من حقك التجسس علي، وسأضع رقما سريا منذ الآن، لأمنعك من إقحام نفسك فيما لا يعنيك.

- ما هو الذي لا يعنيني.
- شأني، حياتي، حريتي.
- بل هي حياتي، شئت أم أبيت أنت زوجي، أم تراك نسيت،


وفي هذه اللحظات، بدأ النادل في إنزال الطلبات إلى الطاولة، ........




- هي أيضا زوجتي.....

- من، جوليا، ...عشيقتك لعشر سنوات،... تلك التي كنت تخونها حتى ابيض شعر رأسها.

- من أخبرك ..... كل هذا كذب وهراء.

- بل هي الحقيقة، هي بنفسها أخبرتني بكل هذه الحقائق.

- تحدثت إليها،


- نعم، فعلت، هي من طلبت الحديث معي، كانت تبحث خلفك، ظنت أني بلهاء غبية، لأعطيها فرصة في حياتي.

- جوليا لا تفعل ذلك،


- بل تفعل،........... إنها تفعل أي شيء لتحصل عليك.

وشعرت أني ارتكبت غلطة بهذه الكلمة،


- إنها تحقد عليك لأنك لم تتزوج بها، وتريد الإنتقام منك.

- تناولي طعامك، سيبرد، ودعي حياتي الشخصية فهي لا تعنيك.





نظرت له بقهر، ففي أعماقي صرخة كبيرة، كيف يقول بأن حياته لا تعنيني، أليس زوجي، ما هذه المهانة يا الله كيف أسيطر على نفسي، أكاد أضربه بالصحن على وجهه، .......تمالكت أعصابي، ونظرت نحو صحني وكلي ألم، فسالت دمعاتي حارة على خدي، ولاحظ ذلك،




- لم تبكين الآن؟ هل علينا أن نقضي الوقت في النكد.

- وهل علي أن أتجاهل لقاءك بها، لأكون غير نكدية، .......

- هل تغارين...........

- أشعر بالإهانة، لا يحق لكما تجاهلي.

- إن كنت ستستمرين في النقاش حول الأمر تركنا المطعم وأعدتك للبيت.


صمت، شعرت أنه يلمح لتركي في البيت،
ثم يذهب لها، تناولت بعض اللحم من صحني، وكان يراقبني، وبدأ يأكل بكل برود، يأكل بنهم،






- طعامهم لذيذ، هل ذقت هذه التبوله، لذيذة جربيها،

لم آكل سوى لقيمات قليلة، ...
أجبرني عليها، وأشعرني بوده مع كل إصرار وهو يطعمني،
وتنازعت مشاعري فيه، فكيف يهتم بي هكذا بينما أحضر تلك الحقيرة ليعاشرها، .........
سالت دمعاتي على خبزي،
وصرت أفكر فيه، وأتأمله، كيف يهون عليه أن يعذبني هكذا بلا ذنب.
أردت يا صديقتي أن أثور،
وأصرخ فيه بكل قوة وبأعلى صوتي وأقول: أليس من حقي أن أغار عليك، ألست زوجي،
وحبيبي وأب ابني، ألست بشرا أتعذب،
لماذا تستغرب غيرتي، ولماذا تسلبني فرصتي في الدفاع عن زوجي،
زواجي منك بتلك الصورة لا يعني أني لا أشعر بحقي فيك................






- مابالك، ألم تنسي الأمر.

- كيف أنسى، زوجي يستعد للقاء عشيقته، فكيف أنسى....؟؟

- من قال لك أني سألقاها، .........؟؟

- إذا لم جاءت، ولم تخبرك بقدومها؟

- بما أنك تعلمين، فهي تجري خلفي منذ سنوات، ........

- ليس هذا هو الأمر، أشعر أنك طلبت منها الحضور، بسبب رفضي لك في الفراش، لكني واحم،

- لم أكن أعلم أنك واحم، ظننت أنك لا ترغبين بي،

- والآن بعد أن علمت،

- يمكنني أن أتصل بها الآن وأطلب منها المغادرة إن كان الأمر يريحك.

- نعم، يريحني، وأريد أن أحدثها لتعلم أني علمت.

- ليس الآن، غدا نتصل بها،

- لتحصل على فرصة للقائها، ... بعد أن تكون قد عاشرتها،

- ما بك، كيف تتحدثين معي هكذا، بأي حق تحاسبيني، هل تتخيلين أني شخص لا يفكر سوى في الجنس.

- نعم، أرى ذلك،

- إذا فقد أخطأت، أنت مجرد كئيبة، لا تفهمين ولن تفهمي، ......

- إتصل بها الآن،

- لن أتصل، وكفي عن التدخل في حياتي، وتذكري أن سبب زواجنا لا يساعدك على المضي فيما تفعلين، .....


مرت دقائق طويلة قبل أن أصرخ في وجهه بصوت مكتوم: إن استمرت علاقتنا بهذا الشكل، فالأفضل أن نفترق، فنار العنوسة أبرد مما أعيشه معك، وابتلعت مع كلامي اختناقة بكوة حزينة، فرق لحالي وقال: لن أذهب لها فهل تهدئين.......؟؟؟


فسالت دمعاتي، ... وأنا أنظر إليه غير مصدقة،

كان هاتفه النقال الصامت، يشير إلى وجود مكالمة ملحة، فقام من فوره بإغلاقه، وسألني: بماذا تحلين..؟؟ قلت: لا أطيق الحلا، أشعر بالغثيان اعذرني...

- لا بأس هل نرحل..؟؟
- يا ليت.

وفي السيارة كان طوال الطريق ممسكا بيدي، وقبلها مرتين، ثم ينظر لي بابتسامة حميمة بين وقت وآخر، نسيت معها بعضا من همي،




كنت أفكر طوال الطريق في اللحظة التي سأنزل فيها من السيارة، كيف سأحتمل أن ينزلني ليسرع إليها، حملت هم تلك اللحظات، ولم يسعفني شعوري المتوتر بالتفكير في طريقة تمنعه من فعل ذلك، وكانت المفاجأة السارة أنه أشار للبواب بفتح باب الكراج، مما أثار ارتياحي الكبير فهذا يعني أنه بالفعل لن يذهب إليها، لا تعلمين كم قدرت له الموقف، فعلى الرغم من كل حقدي عليه لأنه سمح لها بزيارته إلا أني قدرت له تلك الليلة عدم خروجه إليها،


لم أناقش الأمر، ونزلت من السيارة مسرعة نحو غرفة نومي، بينما قال لي: بردي الغرفة، سأتحدث مع أمي قليلا ثم آتي، .......
لا تعلمين حجم الدفء الذي حملته لي تلك الكلمات، وانتابتني فرحة وبهجة، وصعدت الدرج وأنا أحمد ربي وأشكر فضله أن جنبني الألم هذه الليلة.



أسرعت نحو دولابي، وبدأت أبحث عن ثوب مغر، لأثيره به، فأعوضه عن أيام الرفض والحرمان، وانتقيت واحدا قريبا من بدل الرقص، ولبسته لأول مرة، مع أني أملكه منذ أن تزوجت، بدا علي جميلا.
تطيبت وسرحت شعري، ولم أنس أن أبرد الغرفة، وأبخرها أيضا، ثم اندسست في فراشي، وفتحت التلفاز، مر وقت قبل أن يدخل حاملا في يده طبقا من الرز بالزبادي والسمن البلدي)،
- هذه من أمي، تقول إن الحوامل يحببنه .. كما يمكنك أكله دون أن تصابي بالغثيان، ..
- شكرا، ( كنت قد ازددت حيرة في أمره، فشعوري يقول بأنه طلب من والدته أن تقوم بإعداده خصيصا لي ولهذا تأخر علي)
اقترب مني وبدأ يطعمني بالملعقة، لقمة لي ولقمة له، كان طبقا لذيذا جدا، بالفعل تناولته بشهية،


- يكفي، لن آكل أكثر، سأنهي الصحن عنك.
- شكرا أنا أيضا شبعت،
- بل ستأكلين حتى آخر حبة رز في الصحن،





وبعد أن أنهيت الصحن، كان علي أن أغسل فمي وشفتي، فقمت من سريري، قاصدة لفت انتباهه لملابسى واستعدادي لقضاء ليلة خاصة، ......وعندما عدت من الحمام، صدمتني نظرته الباردة، وبدا منسجما في مشاهدة التلفاز، بل هاربا مني، كان يجلس على الصوفا، متجاهلا،
اقتربت منه، وجلست قربه، فوضع يده على كتفي، وبدأ يعبر عن تعبه والإرهاق الذي يحس به، وحاجته للنوم، لكن تفسيري للأمر لم يكن جديدا، فتصورت مباشرة أنه يوفر طاقته لها، أو لم يعد يرغب بي،
اندفعت بكل غيظ نحو فراشي، واندسست فيه، وجرح كرامتي يئن في ذاتي، تكورت وأردت البكاء، حتى أحسست به وهو يدخل الفراش ويضع يده على كتفي، ... وأقبل علي بكل مشاعره.

فكيف تفسرين الأمر.........؟؟؟






الرجل الجنوبي، إنه الرجل الذي يحب الفتيات الخجولات جنسيا، ويحب المتمنعات، لا يحب المجاهرات، كما لا يفضل المبادرات،


تعجبه قمصان النوم الهادئة، كملابس الرياضة البسيطة، أو البيجامات البريئة، قد تثيره امرأة ترتدي بيجاما طفولية، أكثر من امرأة ترتدي قميص نوم عار،

لا يحب الملابس النسائية الفاضحة، ولا فساتين النوم، ولا بدل الإثارة، بل يميل كثيرا نحو الملابس التي تنساب على الجسد ببساطة لتبرز معالمه من تحت الثياب،


يميل إلى المرأة المتسترة ولا يميل إلى العارية هذا في ملابس النوم، أو الإثارة،
كما أن هذا لا يعني أنه يحب الملابس التقليدية، فهو غالبا يمقتها، لا يحب المخور والمطرز والثقيل، يميل إلى الملابس النسائية الكاجوال، والرومانسية، والعملية برقة.






لا يحب المباشرة في الجنس، ولا يحب الحديث عنه صراحة، يحبه أن يبقى سرا يتفاعلان عبره لكن لا يفسرانه، على العكس من الشمالي الذي يتحدث عن الجنس كأنه يشرح محاضرة في فوائد البطاطا، أو تحضير معادلة كيميائية،


ارتداؤك لتلك الملابس في ذلك اليوم، صدمه، وأشعره أنك تطلبين الجنس، وبدا الأمر بالنسبة له منفرا، لكن زعلك وابتعادك أعادا لديه الحماس للجماع.
وهذا لا يعني أن كل الجنوبيين هكذا، لكن على الأغلب،

كما لا يعني أنهم لا يحبون المبادرة إطلاقا، هناك ظروف خاصة، ومناسبات معينة يحب فيها الجنوبي مبادرة المرأة،


يحب الجنوبي التدليل، وإبداء الحب من قبل الزوجة تجاهه، كما يحب أن يستشعر رغبتها الجنسية الخجولة فيه، لكنه غالبا لا يفضل مبادرتها، وقد لا يتقبلها، مما يصيب المرأة بالإحباط.


يحدث أن تلتقي بشخص ما فيعيد إليك ذكريات غابت عبر الأيام، وبَرود التي كانت تختزن في ذاكرتها أيام الدراسة الجميلة، بكل تفاصيلها،
أنعشت الذكرى في قلبي، إذ كانت الحياة أكثر بساطة،
ولم يكن لدينا من هموم سوى كيف نجتاز الإمتحانات بدرجات مرتفعة، كانت أيامنها الجميلة لا ينغصها سوى ذكرى الإمتحانات، وفي ما عدا ذلك فهي رائعة،
لأيام العصرية في السكن عبق خاص في الشتاء،
إذ نجتمع معا في الحديقة لنشرب الشاي والقهوة مع البقسماط، ونتبادل النكات، وأذكر حينما تسابقنا سباقا غريبا، لا يعبر سوى عن بساطتنا،
فالسباق كان: من تستطيع رمي شبشبها إلى أبعد مسافة بقدميها،
فكانت إحدانا من فرط حماسها أن رمت شبشبها فوق المظلات،
ولم تتمكن من استعادته، ............ ذكريات،
فمن يمكن أن يصدق أننا ذات يوم من فرط بساطتنا تسابقنا برمي شباشبنا،





الحياة تمضي، والمجتمع الخارجي يطالبنا بالكثير من النظام والحياة الزوجية تلقي بثقل مسؤوليتها على قلوبنا وتنسينا كيف نستمتع بالأوقات الجميلة، بتنا نفكر في مشاكلنا في كل وقت، أثناء تناول الطعام،
وعندما نجلس تحت يدي المزينة في الصالون، وحتى حين نستحم، الحياة الزوجة باتت تشكل لدينا هاجسا، بكل ما تحمل من ألم أو جمال،غادرت صديقتي القديمة، وأبقت في قلبي حديثا لا يفتأ، الصداقة التي فقدت مع الأيام قيمتها، والتي باتت في حياتي حلما بعيد المنال، هل من أمل إلى عودتها، فمنذ أن اعتليت منصب الإستشارية،
لم يعد لدي الوقت للقيام بواجب هذه العلاقات الطبيعية، ...... مضى وقت طويل على آخر مرة تمتعت فيها بصحبة صديقة، ......

أمسكت بهاتفي، واتصلت بها،

- متى آخر مرة ركبت فيها الألعاب، .......؟؟

- لا أذكر، ربما كانت أيام الجامعة،.......؟؟

- مارأيك لو نفعل ذلك..؟؟

- هل أنت جادة........ ألعاب ماذا، وأين... أتمزحين..؟؟

- بل أتحدث بجدية، تحتاجين لبعض الترفيه،كما أحتاج.

- أين.....؟؟

- أرض المعارض، يفتتحون الألعاب هذا المساء للنساء فقط، إن شئت ذهبنا........!!

- رائع، سنركب الحلزون، والأخطبوط،.......

- لم لا، .......!!!

- هل أنت جادة..؟؟ في هذه السن...؟؟

- نعم، نحلق عاليا، ننسى الدنيا، ونعود طفلتين، ....؟؟

- خلاص، الليلة، تمرين علي، أم أمر عليك.......؟؟؟



وجاء المساء، وكنا قد استعددنا، بارتداء ملابس تساعدنا على ركوب الألعاب، مع أطفالنا، وبالفعل، كنا هناك، حيث كل النساء مجتمعات، فتيات وسيدات من كل الأعمار، كوكب نسائي فقط، يعطيك الحرية، لتنطلقي بلا قيود، فركبنا كل الألعاب تقريبا، حتى شعرنا بالتعب،

- الآن، إلى قاعة المطاعم....

- هيا.

وما أن جلسنا،




- لا أعرف كيف أشكرك، هذه الرحلة أنتزعت الكثير من ثقل مشاعري، عندما طلبت مني الخروج في رحلة للألعاب، استغربت، وقلت في نفسي، كيف تدعوني للألعاب وأنا أعاني من كل هذه المشاكل، لكني بعد تفكير، قلت لا بأس فناعمة على كل حال تعرف ماذا تفعل، وقد يكون هذا جزء من العلاج، ..... لا تصدقين أشعر بالتفاؤل، أشعر أني كنت أنكد على نفسي في السابق، وأحرمها من فرص المتعة والاستجمام.




- عندما يصيب الهم إحدانا، وأقصد نحن النساء، نحيط أنفسنا بهالة من الحزن، والإنطوائية، معتقدين أن علينا التركيز في مشاكلنا كنوع من العلاج، بينما العلاج يحتاج إلى بعض الترفيه، الرجل على وجه الخصوص، كلما زادت مشاكله كلما اتجه إلى الترفيه عن نفسه، وتجدينه يدمن الألعاب الإلكترونية، والورقة، والرماية، وكرة القدم، والرياضة، كل ذلك رغم مسؤولياته ومشاكله، إنه يعالجها بتلك الطريقة، وأنا شخصيا أجدها مجدية إلى حد ما، فالأعصاب المتوترة لا تحل المشاكل، والترفيه يرخي الأعصاب، وينقي الرؤية، ......


- كلما وجدت فرصة لألعب، أقول بأنني كبرت على ذلك، ...



- كلنا نقول ذلك، وقد تفاجئين بأني كنت أعتقد أني كبرت على ذلك منذ أن ارتديت ثوب المرحلة الثانوية في الدراسة، وغيرت رأيي فيما بعد، عندما قرأت رواية كانت البطلة فيها تتحدث عن أسباب احتفاظها بشبابها، منها أنها تتصرف دائما كما لو أنها شابة، ....


- هل تعرفين ما يدور في بالي الآن......


- ماذا.....؟؟

- اقرئي أفكاري.......

- ومن قال لك بأني أقرأ الأفكار.....؟؟

- سمعت ذلك......

- هذا غير صحيح.......


- طيب، اسمعي ما رأيك لو نقوم نهاية كل أسبوع بزيارة للحدائق العامة لنلعب، ......

- هنا في أبوظبي ...... هذا غير ممكن.

- لماذا .؟؟

- لا توجد لدينا حدائق نسائية، الوحيدة حديقة المشرف، وهي قديمة، وبصراحة لا أحب زيارتها..... بل لا يمكن....

- كيف تبدو..؟؟

- لن أخبرك كيف تبدو، كي لا تصابي بصدمة، يكفي أن تعلمي أنها غير مناسبة البتة، للأسف......

- ياه، لماذا لا يهتمون بإعداد حديقة نسائية راقية وجميلة، نحن بحاجة إلى ذلك....!!!

- إن شاء الله، نعد رسالة نحن النساء ونرفع بها طلبا لما لا...؟؟

- فكرة ......هل هناك أماكن ترفيهية نسائية هنا........ هل تعرفين مكانا ما........؟؟

- فيمَ تفكرين.؟؟

- بأن أخرج كل يوم، وأجري كالأطفال، لأنقي قلبي، أشعر بأن الحياة جميلة، وكنت غارقة في مشاكلي، للأسف نسيت كل أنواع البهجة في حياتي......

- كيف حالك مع المنتجعات، ما رأيك بمنتجعات (ْْْْ .......)

- لا أعرف عنها شيء،

- إنها رائعة، لدي موعد بعد يومين، هل أحجز لك معي، نجلس في جكوزي تحت ضوء الشمس، في مكان بعيد عن الهموم، ونساء متخصصات يقمن بالعناية بك، يوم كامل للإستجمام، ما رأيك، .....؟؟

- أوووووووووه، أرجوك احجزي لي، أريد أن أعود للعالم، فقد كنت طوال تلك السنوات خلف الشمس.

- لا تنسي أن تحضري معك أدواتك الشخصية، كلها، من أمشاط، وفوط، وشورتات، للسباحة، وكل ما تحتاجين للرياضة، .... إنه يوم طويلة ...

- نعم، نعم، فلتحيا الحياة الجميلة، الله الله، لا أعرف لماذا كنت أحرم نفسي كل هذه المتع الحلال، لا أعرف ما الذي جعلني أغمض عيني عن العالم، ياه كم متلهفة لذلك اليوم، ....... هل لديهم خدمة الهاواي..؟؟

- لا أصدق أنك تذكرين، كنت سأخبرك وأنتظرتك أن تسألي، نعم لديهم خدمة الهاواي (( وهي خدمة تقديم الفاكهة لك وأنت في المغطس، وكنا نتحدث عنها في أيام الجامعة، ونسميها خدمة الهاواي))

- رائع، لن تصدقيي فآخر مرة زرت فيها منتجع من هذا النوع كانت قبل سنوات..!!

- ما رأيك لو نأخذ بعض الفوشار والعصائر ونذهب لنجلس هناك أعلى المدرجات، أريد أن أرى الدنيا من الأعلى، ........

- نعم، وهل تسمحين لو نكمل استشاراتي.....

- طبعا، ........

- والعيال، أين نتركهم........؟؟

- يلعبون على مقربة منا، بينما تراقبهم الشغالات.....

- جميل،.......





- هل ترين تلك الأضواء هناك، خلف تلك الأشجار، ...... هناك يقع بيتنا، إنه قريب جدا من هنا....

- إذا فزوجك ثري، تلك منطقة لا يسكنها سوى الأثريا

- ثري نعم، إلى حد ما، ..... كله من مال العائلة.

- موقعه جميل، ومثالي، لديكم حديقة أمام الدار كما أتصور، هل تستغلينها...؟؟

- لا أبدا، تعلمين أهل زوجي متحفظين جدا لا يسمحون بذلك،

- أقصد أن تضيفي لها ألعاب أطفال كبيرة، ليلعب أطفالك فيها، بدلا من البقاء في البيت طوال الوقت.

- لم أفكر في ذلك مسبقا......

- ها أنا أقترح عليك، فهي مناسبة للترفيه عنهم، ضعي سياجا أيضا، لتضمني عدم اندفاعهم للشارع.

- ياه ....... كيف تجعلين الحياة أسهل....

- إنها الحياة، تحتاج إلى القليل من التركيز لتصبح واحة استرخاء، ومنتجع مريح.

- نعم، فاتني الكثير من المرح طوال تلك السنوات، وارتكبت أخطاءا عدة، .........






وتكمل حكايتها:


كنت قلقة طوال الليل، خائفة من اليوم القادم، لن أسمح له بالخروج من المنزل، لأمنعه من رؤيتها، وفي نفس الوقت، أتحاشى جرح كرامتي.
استيقظنا صباح اليوم التالي، لأجده يستعد للخروج إلى عمله، فاقتربت منه وسألته: هل ستراها....؟؟

- من..؟؟

- جوليا....!!!

- ولماذا أراها...؟؟

- لأنها جاءت لتراك.....

- من قال لك...؟؟ جوليا لديها أصدقاؤها هنا، هي تزورهم باستمرار....

- بل جاءت من أجلك، ولهذا راسلتك.....

- راستلني لتعلمني بقدومها لكن هذا لا يعني أني سأراها....؟؟

- هل تقسم أنك لن تراها.....

- أقسم، والآن هل تتركيني فقد تأخرت على العمل..

لا أعرف لماذا أحسست بشيء من المراوغة في صوته ، كان يكذب علي، فقد خرج لها، ولا أستبعد أن يكون قد عاشرها، لا تعرفين شعوري نحو هذه المصيبة آن ذاك........

- وكيف عرفت أنه ذهب إليها......

- عندما عاد من العمل، قمت بتفتيش جيوبه، وملابسه، لأجد بقع الروج، ورائحة العطر عالقة في ثيابه، كما وجدت ورقة صغيرة خاصة بالبنك، باسمها، مما يعني أنه أخذها لينهي لها معاملات بنكية.






- وماذا فعلت....؟؟

- واجهته بما وجدت، ...... وكنت منهارة وأبكي، فنظر لي بغضب في البداية وسحب الورقة من يدي، وهو يقول توقفي عن التدخل في حياتي، لا أسمح لك، ولا تضطريني للمبيت خارج البيت، تصرفاتك ستجعلني أسكن في بيت منفرد، وأزورك متى شئت، لا تستمري في التدخل في حياتي، ........
فنظرت له بصدمة غير مصدقة، إذ كان كلامه تهديد علني، بأنه سيستمر في علاقته معها، دون أي اعتبار لي ولحياتي.... وعندما رآى ما حل بوجهي من الكآبة، اقترب مني، وكنت قد انطويت في فراشي حزنا،


- اسمعي يا بَرود، علاقتي بك جيدة، طالما توقفتي عن التدخل في حياتي، أنا رجل لست طفلا، وما بيني وبين جوليا انتهى، إن كنت أزورها فذلك لأنها تطلب المساعدة....

لم أرد عليه، وكنت في تلك اللحظة لا أصدق أي كلمة من كلماته، فقط كنت أفكر كيف تجرأ على تهديدي بتلك الصورة، وأي واقع مؤلم ينتظرني، إنه يقولها بكل صراحة، إما أن أقبل بنزواته، أو يتركني على هامش حياته، وفي كل الأحوال لست في حياته سوى الهامش، ....... اعتراني هم عظيم، وصارت أفكاري تتضارب، فبينما عقلي يأمرني بالتخلي عنه، كان قلبي يأملني فيه خيرا،

أسوأ ما تمر به امرأة أن تحب رجلا، لا يحبها، أو أن يكون مغرما بامرأة غيرها، .......!!!

لكني اكتشفت فيما بعد أن جوليا لم تكن هي المشكلة الحقيقية، وأني لم أعاصر المشاكل بعد، إذ رأيت فيما بعد كيف يصبح زوجي، حينما يعشق أمرأة فعلا.....!!!




آثرت الصمت،...... بينما خرج من عندي ولم يعد حتى منتصف الليل، لا أعرف كيف احتملت، فالواحدة منا قد تحارب في البداية لكن عندما تعلم أن الحرب ستنقلب عليها قد تتهاون، وتتنازل، ربما، .......
مرت الأيام ثقيلة وأنا صامتة، كنت أفكر أكثر من مرة في رؤيتها والحديث معها لتتركني في حالي بصحبة زوجي، لكنني أتراجع في آخر لحظة، .........

وبقيت جوليا في حياة زوجي العشيقة السرية التي أعرف كل تحركاتها، اصطحبها معه أكثر من مرة في رحلات خارج الدولة، أخذها أسبانيا، البلد الذي كنت أحدثه دائما عن رغبتي بزيارته،

رأيتها، في صور وجدتها عند أخته، وأذهلني ما رأيت، فهي كبيرة في السن، جميلة، وتبدو من الصور أنها ذات شخصية قيادية، .......... هل ترغبين في رؤية صورتها.......؟؟

- نعم .. هل لديك واحدة.....؟؟

- أحضرتها معي توقعت أن تطلبيها.........

- دعينا نقترب من تلك الأضواء، أحتاج إلى نور أبيض لأرى الصورة بوضوح......

- هاه، ماذا رأيت...؟؟

- من النظرة الأولى أقول لك، أن منافستك هذه ضعيفة........ لا تساوي قرشا واحدا......

- أعلم..... لقد فهمت ذلك مؤخرا، ...... على كل حال أريد أن أفهم لماذا كان متمسكا بها...؟؟؟

- لأنها كبيرة في السن، وذات شخصية قيادية......

- ماذا قلت........ هل أنت جادة....؟؟

- نعم أنا جادة، فالرجل الجنوبي، يحب البقاء بصحبة امرأة حاسمة، تنظم حياته المبعثرة، ولهذا يميل للإعجاب بالنساء الأكبر منه سنا، والشماليات على وجه الخصوص، ولايعني ذلك أنه يوفق معهن لكنه يحب لديهن الثقة التي يتمتعن بها،

وبشكل خاص لو أفتقد والدته في سن مبكر، قد تجدينه يميل للزواج بمن تكبره سنا بأعوام،

- وهل يحبها، أم يحتاج إليها فقط....؟؟؟


- تظهر العلاقة في البداية بصورة حاجة، لكن المرأة الذكية تجعل من الإحتياج حب، والرجل الجنوبي يقع في حب من هي أكبر منه سنا، أكثر بكثير، وأسرع من الوقوع في حب صغيرات السن، لكن، واحذري من هذه ال لكن، فالمرأة التي تتزوج الجنوبي، وتمثل معه دور الأم، لا تستبعد أن يأتي الجنوبي ليخبرها برغبته في الزواج من زميلته الصغيرة في العمل، أو زميلته في الدراسة،..!!!

لأنك حينما تمثلين دور الأم، لا يبقى أمامه، إلا أن يعيش دور الإبن المدلل الذي يحب أن يحياه، وبالتالي يبحث عن العروس التي سيقدمها لأمه، المطلوب من أمه التي تحبه أن تخطب له حبيبة قلبه، ..!!

- يا إلهي، هذا الرجل معقد، ........ كيف أتعامل معه بحكمة، وفي نفس الوقت أن لا أكون أمه، ...؟؟ هذه معجزة.


- ليست كذلك، فالأمر يتبسط، بالإعتياد، فعندما أصف لك طبخة معينة قد تستغرق منك ثلاث ساعات حتى تنجزيها في البداية، وبالتعود، تصبح سهلة، الرجل، أيضا يبدو معقدا في البداية و مع السنوات وبالإعتياد على سلوكياته يصبح أسهل.........

- بل هي عقد، كيف أفهم طريقة تفكيره، لو لم ألتقيك، لبقيت طوال الوقت أفكر ما سر ارتباطه بتلك المطربة ، .......
.
- أية مطربة...؟؟

- المطربة التي وقع في غرامها لا حقا، ......... والتي هدت كياني، وجعلتني المرأة الهامشية بالفعل.......!!!

لا يرهق الإنسان في هذه الدنيا سوى المتاعب النفسية، والضغط العصبي،

تنال من صحته وأعصابه، ومن راحة باله، لكن الشخصيات المتحدية، العنيدة، تبقى متشبثة بالحياة على الرغم من كل التحديات، وتصر على البقاء،


إذ لا خيار في هذه الأرض سوى البقاء، الموت ليس خيارا، الموت مصير، ...!!!

وبما أنك باقية، فلتستمري في البقاء كما ينبغي أن تكوني،

بَرود، التي كانت محط الأنظار، وذات الشخصية المميزة، وصاحبة المنصب المرموق في عملها، وقعت ضحية ظروف، عصفت بكل مميزاتها،

يقدم الإنسان بعض التنازلات في كثير من الأحيان، لتمضي به الحياة على ما يرام،

وبعد حين يعتاد على التنازل، ودونما يدرك، يجد نفسه قد تنازل عن كل شيء،

لهذا يقال من يتنازل مرة قد يتنازل ألف مرة،

التنازل عن الحق، كالعدوى، تتفشى في القلب، وتخلق السلبية،

العمر الذي تتنازلين لتجعلينه يمر بسلام، يمر فيما بعد بمنتهى الصعوبة،

والحلم الذي تنازلت من أجل أن يكتمل، يموت، ..

الحقيقة أن التنازلات لا تحل الأزمات، والعلاج هو خير سبيل،

صديقتي التي اعتقدت أنها بذلك تقود حياتها العاصفة إلى بر الأمان، أخطأت التقدير،

تنازلها عن حقها في نهره عن لقاء عشيقته جوليا، كان سببا لتماديه في علاقة أخرى،

اعتقادها أن تنازلها عن نهره سيحافظ على زواجها الشكلي على أقل تقدير، كان سببا مباشرا لإنهائه شكليا أيضا،







الحياة متناقضة نعم، لكنها في العمل لا تعطيك سوى ما ترغب في أن تجنيه،

الضعيف، يبقى على الرصيف، ملقىً بلا أهمية،

والقوي، يسبح مع التيار، أو عكسه، المهم أنه بدأ السباحة وقد يصل.




في مساء ذلك اليوم، اتصلت بي، وفي صوتها بحة بكاء، ..

- خرج معها هذا المساء، تطيب، واهتم بنفسه، ... وعندما سألته عن وجهته نشأ عراك كبير بيننا، دفعني بقوة بعيدا عنه لأقع على الأرض، وقال لي (( لا أحبك، افهمي))....
- خرج مع من...؟؟
- مع المطربة، (ليزا)...!!!
- اهدئي، هل ترغبين في الخروج...؟؟
- لا أستطيع أشعر بالحزن الشديد، وأرغب في البكاء، ... إني..
- تعالي إلي بيتي، هل تعرفين الطريق،...؟؟






كانت ملامحها الحزينة، شاهد على انكسار صديقتي القديمة، التي لم يتبقى منها سوى تلك الملامح، تحت الرماد،
بَرود، لم تعد بَرود، وكنت أفكر إن كانت ستعود ذات يوم أم لا،
أعددت لك عصير الليمون، جيد لترتاحي،
- أريد التحدث، .... والفضفضة، لا أريد شرب أي شيء،
- كيف تعرف بالمطربة،...؟؟
- إنها صديقته منذ فترة طويلة ولا أذكر متى تعرف عليها، تكبره بخمسة أعوام، ..
استمرت علاقته بجوليا لوقت طويل، وفجأة بدأ يهمل رسائلها واتصالاتها، وبدا مشغولا عنها، ثم تشاجر معها لأسباب تافهة، ولم تعد تزوره بعد ذلك نهائيا، وفي نفس الوقت توقعت أن يعود لي، لكنه أصبح أكثر بعدا عني،
عندما كان على علاقة بجوليا، كان يحبني، كنت أشعر بذلك، وكانت علاقتنا جيدة جدا قياسا بما حدث بيننا بعد علاقته بليزا، ..
علمت كيف يصبح زوجي عندما يعشق امرأة، لا يستطيع أن يجامل أخرى، يصبح مهموما في غيابها، مندفعا لها، وهائما، لا يتحمل لمساتي، ولا القرب مني، ..
لا أعرف ماذا أقول، هل أخبرك بالحقيقة، هل أخبرك أنه يقرف مني، ...!!!!
نعم أظن ذلك، فلا يطيق أية لمسة من يدي..؟؟ يتفادى النظر في عيوني، ...

صديقتي أخشى على نفسي من الإنهيار، ...

في بيتي إنسانة بلا معنى، امرأة غير مهمة، في عملي، عيون الرجال تلاحقني في كل مكان، والإعجاب ينصب علي من الجميع،

أحتار، إن كنت جذابة كالسابق، ما الذي يعمي عيني زوجي، ..

هل ستتفهمين .. عندما أقول لك، إني أصبحت أفرح كثيرا عندما يعبر لي أي زميل عن إعجابه بي، .. فالحرمان، أساء إلى أخلاقي، إنني أحلم كالمراهقين، أحلام يقظة غبية، ..

تعبت، تجاهله يجرحني، وعمى عينيه عني، يصيبني بالجنون، ولا أفهم ماذا علي أن أفعل، لأعيده لي،

بصراحة لم أعد أرغب به، أرغب في قتله، لأنه مجرد تافه، هل تعلمين لماذا لا يراني، لأنه تافه، لا يرى سوى من على شاكلته، في تفاهته، وحمقه وغبائه، رجل عبيط، غبي، يعتقد، أن العالم لم يخلق إلا للاستهتار، يقضي كل وقته متسكعا بين المقاهي، باحثا عن المتعة واللهو، لا طموحات له، اهتمامه الوحيد في هذه الحياة الجنس، الطعام، والنساء، لا شيء آخر،

هذا الرجل لم ينضج، غبي، غبي،

تخيلي، أنا لا أحترمه، في الواقع، لا أحبه، أتمنى لو تزوجت برجل مثقف، رجل أعمال مميز، يتحدث قليلا، لكنه يعمل كثيرا، رجل يشاكلني في مستواي الفكري، أشعر معه بذاتي،

لا يمكنني التواصل مع زوجي لأنه لا يفهم،

إنه سطحي، يركز على المظاهر، يهمه كثيرا كيف يلبس، وماذا يركب من سيارات، ويدخل في تحديات غبية مع صحبه، ويفتخر بما ليس فيه، ويوهم الآخرين بتميزه، في ماذا ..؟؟ لست أفهم، ...

هذا التافه، يصر على أنه أعلى مني شأنا....!!!

- اهدئي...... هل فكرت يوما ترى كيف ينظر إليك ..؟؟ ولما لا يقدرك...؟؟









متعب أن تواصلي الحياة بلا أمل في إصلاح الأوضاع،

محبط أن تتكرر المآسي وتتجدد الأوجاع،

حياة الشمالية مع الجنوبي، عالم من التحديات المستمرة والإهاق الذهني المتجدد،
مصير مخيف، مقلق،
زمن يعتصر الإحساس، ويغدر باللحظات الجميلة،


ابتسامات الجنوبي العذبة، غادرت قاهرة للأمل،


مؤلمة تلك اللحظات التعيسة التي تسيطر على العلاقة، وتعصف بالكيان،

الجنوبي، البارد كالصقيع، عندما يقترن بالشمالية، جذوة الحياة الملتهبة،

الجنوبي، الفياض بالعاطفة، كالمطر، غزيز الحب، كثيف الحنان، قليل الإنتاج،

والشمالية، كبرد السماء، ثقيلة قوية، فعالة،






البرود،

والمطر،

يهطلان معا ... ينهالان على الأرض،
فيختفي المطر سريعا، وتبقى قطع البرد لوقت أطول،
المطر، يسيل في الأودية، حاملا كل شيء،

والبرد، يتلألأ على سطح الأرض، ثم يذوب، بهدوء وإحساس خاص،

المطر، ينهال بصوت زخم،

والبرد، يتساقط بصوت الرقيع،

بَرود المطر،

ثلج السيول،

تخيلي، ماذا يحدث عندما تسقط حبات البرد مع المطر الغزير، تتلاشى في السيول، تغرق، تذوب، تختفي،

مطر، سيل جرف بَرود،......................!!!!!!






فياترى كيف لبَرود، أن تستعيد كيانها كقطعة برد لذيذة، وتنفصل عن سيل مطر، ........؟؟

هل تقبل أن تبقى جزءا من تكوينه، جزءا يسيرا،

أم تحاول أن تنصف الإمتزاج،

أم تنفصل عنه، لتستعيد تكوينها الثلجي، النقي، .........؟؟

خيار، ........ أصعب من الصعب...!!!






- لماذا تسأليني كيف يراني...؟؟

- لأنه من المؤكد أن يكون لديه فكرة ما عنك، زوجك ليس طفلا ولا غبيا كما تعتقدين، إنه رجل بالغ، أعجبك ذلك، أم لم تقتنعي تلك الحقيقة، ومثلما تحملين تصورا عنه، لا بد أن لديه واحدا عنك..

- دائما يراني نكدية، ودائما في نظره العصبية، التي لا أفكر سوى في المال، ......!!

- وبعد، ........

- لا أعرف، .....قد يراني معقدة، يراني أيضا غبية ربما، من وجهة نظره،

- وبعد،

- ماذا تقصدين، عمَ تبحثين ...؟؟؟

- عن كلمة يرددها باستمرار، تشعرين معها بالنقص،

- ............. كلمة، ........ مثل ماذا؟؟.......... مثل أني لست أنثى كفاية........ يقول أني لست امرأة ........ نعم هذه الكلمة تجرحني، ....... لا أفهم لماذا يدعي أني لست امرأة.

- هذا على الرغم من أنك تتزينين، كثيرا،

- نعم، صدقت، أتزين، وأهتم بنفسي في السابق لكنه يصر على أني لست امرأة،

- الجنوبي، يرى الشمالية باستمرار، في صورة غير أنثوية، لأنه رجل لا يبادر كثيرا في القيام بالأعمال أو تحقيق الإنجازات، وبالتالي، فعلى المرأة أن تكون أقل منه مبادرة بكثير، وكونك شخصية ناجحة على الصعيد العملي، ومبادرة في حياتك الشخصية، ومنجزة، فأنت من وجهة نظره تفتقدين سمة مهمة من سمات الأنوثة، وفي الوقت ذاته يحب لديك قوة الشخصية، التي قمت بالتخلص منها لاحقا،

- لا أفهم ما تقصدين، .......

- الجنوبي، رجل رقيق، في كل شي، والشمالية تحتاج إلى رجل قوي ونافذ، لكن حكمة الله في الخلق هذا التكامل في العلاقات الزوجية، فزواج الجنوبي من شمالية، مفيد لتعلم الشمالية الجنوبي كيف ينجز، ويعلم الجنوبي الشمالية كيف تسترخي وتستمع في حياتها،





لو سألت زوجك كيف يراك....؟؟

قد يقول ما يلي: إنها امرأة نكدية، بل هي ليست امرأة إنها رجل في جسد امرأة، تريد أن تفعل كل شيء بنفسها،
وتفكر أكثر من أي شيء آخر، وتدير الحياة وتسيطر على حياتي، وترغب في أن تتحكم بي، ولا ينقصها سوى أن تمسك بالعصمة، ............!!،
لا أستطيع الإستمرار مع زوجة من هذا النوع، لأنها لا تحيي في قلبي أي شعور بالجاذبية، بل أشعر معها بأني أعيش مع مديرة عملي، مزعجة، وقلقة دائما، متوترة، وتعتقد أن كثرة العمل تضمن المستقبل،
كل همها تكديس المال، لا تفكر سوى في المشاريع، متعة حياتها الوحيدة، شخصية مريضة، معقدة، كئيبة، هذه كئيبة لا يمكنني تحملها....!!

- هل من الممكن أن يكون هذا رأيه عني، ........؟؟

- نعم، ........ وقد يكون أسوأ بكثير، فما يحدث في الواقع، أننا نختلف، وكل منا يرى الآخر من منطقه الشخصي، وبالتالي فحكمك عليه غير منطقي، أنت ترينه ناقصا، وهو يراك ناقصة، لأنكما مختلفين كذكر وأنثى، ومختلفين كشمالية وجنوبي، ..........

- ومن منا على حق........؟؟

- لا أحد منكم على خطأ، أنت تمارسين طبيعتك، وهو يمارس طبيعته، الخلل الوحيد، أنكما لا تعلمان الإختلافات، ولم تتعلما فن التعامل مع هذه الإختلافات، .......

- وهل يعني ذلك أننا لا نناسب بعضنا، هل نفترق......؟؟

- بالعكس، الجنوبي، يعجب بالشمالية من النظرة الأولى، لكن الجنوبية تناسبه أكثر، من حيث التفكير والميول، بينما تبقى الشمالية حلم حياته، لتميزها، إنه يحب أن يجمع القطع النادرة في حياته، ويسرف المال الكثير على مظهر الخارجي، ولهذا فالشمالية ذات الشخصية المميزة والطلة الجذابة، تثري طموحه، لكن ما أن يتزوج بها، حتى يبدأ في اكتشاف شخصيتها الصارمة، وبناءها الذاتي المتين، ونشاطها الكبير، واندفاعها الإنجازي وطموحها الصاعق، ....... كل هذا يصيبه بالصدمة، فهو لم يتزوج بها ليقدم لها الدعم، ولا ليخطط معها لدخول امبراطورية الأثرياء، بل تزوجها ليتباها بها، أمام مجتمعه كما يتباها بممتلكاته الكثيرة، .......... وفي النهاية اكتشف كم هي مزعجة...!!!

- مزعجة......؟؟؟!!!!

- نعم، مزعجة، فالجنوبي الذي يميل إلى الإسترخاء، والإستجمام أغلب الوقت، يجد طموحات الشمالية ومطالبها مزعجة.........!!!!!....... بل ولا تطاق في كثير من الأحيان، الشمالية ترى أنها كلما صعدت سلمة، على درج الإرتقاء، ترى أن هناك سلمة أخرى تمثل لها تحديا، والجنوبي يراها طماعة ولئيمة، ولا تشبع، من جمع المال...........!!!!

- أووووووووه، وكأنه يتحدث، هكذا يصفني باستمرار، ويقول إني معقدة، وأني أشعر بالخوف بعد أن سلب إخوتي مالي، وأحاول أن أعوض ما خسرته، مع أني لا أفكر في جمع المال، أفكر في النجاح، والمال يأتي كتحصيل حاصل بشكل تلقائي بسبب نجاحي........غريب منطقه.......!!!





- الأغرب هو ما تفكرين به نحوه، عندما قلت إنه سطحي وغير مسؤول، لو سمع ما قلت لأصيب بصدمة عنيفة، فهو أيضا يرى أنه على صواب، وأن ما يقوم به شيء طبيعي، فالحياة أوجدت للإستمتاع واللهو، حواسه تدرك الكثير مما يغيب عن ناظريك، .........!!!

- لكنه تعرف إلى مطربة، وهي أيضا تجمع المال، وتحب النجاح، .........!!!

- قصة متكررة، ......... الجنوبي، والنساء المتميزات، أو المشهورات، ....... ألم أقل لك إنه يحب الشماليات لأنهن براقات، ....... إن علاقته بالمشهورات تعطيه إحساسا بمكانته، يشعر معها أنه شخص مميز، كما يحب أن يشعر دائما،
المرأة ذات السمعة الإجتماعية العريضة توفر لشخصيتة التواجد الذي يبحث عنه،

- كيف لم أعد أفهم ما تقصدين، بدأت أتعثر، ........



- تخيلي معي ما يحدث، ......... الرجل الجنوبي قليل الإنتاجية، وبالتالي، لا يحظى بسمعة كبيرة، ولا بجاذبية شخصية، لكنه يشعر بأنه رجل فوق العادة، ويريد بل ويحتاج لمن تشعره بذلك من النساء، فتأتي تلك المطربة التي يسعى خلفها الكثير من الرجال لتحبه هو، ...... هو فقط، كيف تراه سيشعر، ............؟؟؟ بالأهمية، ........ الأهمية التي كان يبحث حثيثا عنها.........!!!

- كنت أعتقد أنه أحبها ليمارس الجنس معها.........!!!

- الجنس بالنسبة للجنوبي، ليس مشكلة كبيرة، فهو يجده في أي مكان، ويمكنه أن يمارسه معك في أي وقت، وإن كان غير منجذب لك، ....... المشكلة تكمن في الإعجاب وتحقيق الذات،

- وهي تمنحه القدرة على تحقيق ذاته،

- نعم فالجنوبي، أشبه بالكائنات اللصيقة، التي لا تمضي في الحياة وحيدة، تريد الإلتصاق بأحد ما لتحقق تواجدها، ......... تلتصق بكائن أكبر، أو أقوى.....

- والشمالية قوية، أو أية امرأة مشهورة ......

- تماما، .......... والحادث، أن بعض الشماليات لا يدركن ذلك، وبعد الزواج تصدمهن حالة الخدر لدى الجنوبي، ويصبن بالملل، والقرف أيضا، وقد يهاجمنه عدة مرات، ويحطمن شخصيته، دون علم منهن، فينتقم الجنوبي، الحاقد، بطريقة تكسر الشمالية وغرورها كسرا مبرحا، بالخيانة، الخيانة لدى الجنوبي عقابا للمرأة التي تهين كرامته.......!!!

- مستحيل........ كلامك خطير، يشعرني بالخوف، على هذا لن يتوقف عن خيانتي، فأنا يوميا أذكره بكسله، وكثرة نومه، واستهتاره، ........!!!

- وعندما تتوقفين عن ذلك وتبدئين باحترامه سيتوقف هو أيضا عن خيانتك...........

- معقول، كيف أحترمه، .......... أنا لا أحترمه، إنه كما قلت غبي.......

- كفي عن وصفه بالغبي، فهو ليس غبيا، هو صنف مختلف من البشر، إنه جنوبي، وأنت شماليه، هو ليس غبيا، ولا أنت نكديه، لكن كل واحد منكما من كوكب مختلف..........!!!

- نعم سأفعل، ..... وكيف أشعره أني أحترمه، .......... كيف أمثل عليه ذلك.......

- احترميه بصدق، ثم سيشعر..........

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-22-2009, 09:07 PM
 
رد: ..برود المطر ..

الأخت العزيزة
رائع جدا ماقرأته هنا
اللهم فك كرب كل مكروب
وارزقنا الصبر عند الصدمة الأولي
يارب العالمين



تحية طيبة من القلب
تقديري واحترامي
__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المطر ........ المطر .....خاطره جميله جوجوي نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 26 10-14-2019 03:22 PM
مأجمل المطر وأوقاته..~ مَنفىّ ❝ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 17 06-12-2009 03:04 AM
قرأت لك - المطر.. الماء حمزه عمر أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 02-15-2009 09:31 AM
ارتشاف المطر عيون الحب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 6 10-04-2007 02:24 AM
الفتاة كقطرة المطر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!؟؟؟؟ ابن سامراء أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 12 02-03-2007 02:22 AM


الساعة الآن 06:51 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011