عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 05-30-2009, 11:40 AM
 
رد: الامتداد الطبيعي لأمة الإسلام..

حياك الله أخي فارس السنة

و والله أحرجتني

يا ليت كان أحد الإخوة قام بذلك دوني

لكن ما تصدر أمثالي من المتطفلين على موائد العلم والدعوة إلا عندما قل المتصدرين من العلماء وطلاب العلم والدعاة

والله المستعان

.........................

وظلت المناداة بالتمسك باعتقاد السلف = أهل الحديث = أهل السنة = المسلمين وسبيلهم، والتحذير من اعتقادات وسلوك أهل البدع والكلام والهوى ؛ ممتدة على مر العصور التالية:

– (منذ عهد الصحابة) قال ابن مسعود (ت32ه) رضي الله عنه : "من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن
عليه الفتنة، أولائك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة … فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم … فإنهم كانوا على الهدى المستقيم"(جامع بيان العلم وفضله وذم التأويل لابن قدامة وتحريم النظر في كتب أهل الكلام لابن قدامة)


– عن نوح الجامع قال قلت لأبي حنيفة (ت150ه) ما تقول فيما أحدث الناس من الكلام في الأعراض والأجسام فقال مقالات
الفلاسفة، عليك بالأثر وطريقة السلف وإياك وكل محدثة فإنها بدعة"(ذم الكلام وأهله لأبي الفضل المقريء)

– قال الإمام الأوزاعي :".. واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم"(أصول الاعتقاد للالكائي)


– قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (ت241ه) لما ذكر حديث افتراق الأمة ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة قال
: "إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم"(شرف أصحاب الحديث، ومعرفة علوم الحديث للحاكم)
وعقب القاضي عياض رحمه الله على قول أحمد وقال : "إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة، ومن يعتقد مذهب أهل الحديث"


– وصدَّر بعض الأئمة كتبهم بذلك الاسم؛ مثل كتاب "عقيدة السلف أصحاب الحديث" للإمام أبو عثمان إسماعيل الصابوني (ت449
ه)


– وقال ابن حزم (ت456ه): "وأهل السنة أهل الحق، ومن عداهم فأهل البدعة؛ فإنهم الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك نهجهم
من خيار التابعين رحمة الله عليهم، ثم أصحاب الحديث ومن اتبعهم من الفقهاء جيلاً بعد جيل إلى يومنا هذا، ومن اقتدى بهم من العوام في شرق الأرض وغربها رحمة الله عليهم"(الفِصَل في المِلَلْ والأهواء والنِّحَل)

– وقال عبد القادر الجيلاني رحمه الله (ت561ه): "وأما الفرقة الناجية فهي أهل السنة والجماعة"(الغنية لطالبي طريق الحق)
> قال السمعاني (ت562ه) في الأنساب في كلمة >>السلفي<<: "السلفي: بفتح السين واللام، وفي آخرها الفاء.هذه النسبة إلى السلف وانتحال مذهبهم على ما سُمعت منهم.."
___________________________
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 05-30-2009, 11:41 AM
 
رد: الامتداد الطبيعي لأمة الإسلام..

وفيما بعد القرن الرابع تقريبًا، زادت الفرق وانتشرت انتشارا واسعا (في فترةٍ ضَعُفَت فيها دولة المسلمين)، قويت فيها دولة العُبيديين الفاطمية، وانتشر التصوف حتى أصبح عقيدةً وسلوكا تعبديا غير منكر، وأصبح المعتقد الأشعري هو الغالب على العلماء ممن يُنسبون إلى السّنة في تلك الفترة، حتى ظُن أن المعتقد الأشعري هو معتقد أهل السنة! إلا من رحم الله ممن ترك تقليد آراء الرجال؛ واتبع ما أنزل في الوحي قرآنا وسنة، وما أطبق عليه سلف الأمة.. في العقيدة والعمل والتزكية والسلوك (القرن الخامس والسادس)

– وكان مَن فَقِه من المسلمين يقاطعون من يتمذهب بهذا المذهب الكلامي. فقد انقطع بعضهم عن ابن أبي عصرون (ت585ه) –من علماء الأشاعرة– في الشام فقال لهم لماذا انقطعتم عني؟ قالوا: "إن أناساً يقولون: "إنك أشعري". فقال: "والله ما أنا بأشعري!" (سير أعلام النبلاء وطبقات السبكي)

– وقال ابن الجوزي (ت597ه) يتكلم عن أن القرآن غير مخلوق: "وهذا أمر مستقر لم يختلف فيه أحد من القدماء في زمن
الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، ثم دس الشيطان دسائس البدع فقال قوم: هذا المشار إليه مخلوق، فثبت الإمام أحمد رحمه الله ثبوتاً غيره على دفع هذا القول لئلا يتطرق إلى القرآن ما يمحو بعض تعظيمه في النفوس، ويخرجه عن الإضافة إلى الله عز وجل.ورأى أن ابتداع ما لم يقل فيه لا يجوز استعماله فقال: كيف أقول ما لم يقل.ثم لم يختلف الناس في غير ذلك، إلى أن نشأ علي بن إسماعيل الأشعري. فقال مرة بقول المعتزلة، ثم عنّ له فادعى أن الكلام صفة قائمة بالنفس. فأوجبت دعواه هذه أن ما عندنا مخلوق.وزادت فخُبِّطت العقائد فما زال أهل البدع يجوبون في تيارها إلى اليوم"(صيد الخاطر)

وقال في المنتظم: "ابو الحسن الاشعرى المتكلم ولد سنة ستين ومائتين وتشاغل بالكلام وكان على مذهب المعتزلة زمانا طويلا ثم عنّ له مخالفتهم واظهر مقالة خبطت عقائد الناس واوجبت الفتن المتصلة وكان الناس لا يختلفون ان هذا المسموع كلام الله وانه نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه و سلم فالائمة المعتمد عليهم قالوا انه قديم والمعتزلة قالوا مخلوق فوافق الأشعرى المعتزلة فى ان هذا مخلوق وقال ليس هذا كلام الله انما كلام الله صفة قائمة بذاته ما نزل ولا هو مما يسمع وما زال منذ اظهر هذا خائفا على نفسه لخلافه اهل السنة حتى انه استجار بدار ابى الحسن التميمى حذرا من القتل ثم نبغ اقوام من السلاطين فتعصبوا لمذاهبه وكثر اتباعه حتى تركت الشافعية معتقد الشافعى ودانوا يقول الاشعرى"
وظل الكثير من أئمة ذلك الزمان لا يخلو الواحد منهم من تلبس بأشعرية، أو بتصوف، أو بفسلفة، أو بنوع رفض أو ببدعة أخر
حتى برز نجم شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية في أواخر القرن السابع وأول الثامن رحمه الله(وُلد 661ه-ت728ه) في العصر المملوكي والذي شهد إحياءً للسنة بفضل الله أولا ثم بجهوده وجهود تلامذته، ومَيَّز منهج أهل السنة عن الفرق الكلامية والمناهج المنحرفة عنه تمييزا واضحا، ووضع حدا لادعاءات الكذابين، وألاعيب المغرضين، وبيّن ضلال كل ٍمن هؤلاء جميعا، ومدي انحرافه وبُعده عن مُعتقد وعمل السلف، سواءً الملاحدة أو المتكلمين أو الصوفية أو النصارى أو اليهود أو الأشاعرة أو المناطقة أو الدهريين أو الروافض، وجاهد التتر والصليبيين، وناصح الحكام، وأخذ على أيديهم.. ووقتها اشتُهر المنهج والمعتقد بالسلفي، وتسمى به من جاءوا بعد ذلك، في مقابلة كل الفرق والأهواء.

فامتاز ذلك العصر بظهور عقائد الإسلام الصحيحة النقية من كل شائبة، إذ تمتد جذورها إلي السلف بعامة و الصحابة بخاصة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "صار المتمسكون بالإسلام المحض هم أهل السنة والجماعة"(مجموع الفتاوي)، وقال: "لا عيب علي من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزي إليه، بل يجب قبول ذلك منه فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا"(مجموع الفتاوي)

– وقال: "فَلَوْ كَانَ فِيهِ خِلَافٌ (أي القول بأن القرآن مخلوق) لَمْ تَصِحَّ الْحُجَّةُ؛ فَكَيْفَ إذَا كَانَ الْإِجْمَاعُ الْمُحَقَّقُ السَّلَفِيُّ عَلَى خِلَافِهِ"(إقامة
الدليل على إبطال التحليل)

وقال: "وَمِنْهُمْ مَنْ أَقَرَّ بِبَعْضِ الصِّفَاتِ الَّتِي هِيَ فِينَا أَجْسَامٌ كَالْيَدِ، وَأَمَّا السَّلَفِيَّةُ فَعَلَى مَا حَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا
: مَذْهَبُ السَّلَفِ إجْرَاءُ آيَاتِ الصِّفَاتِ وَأَحَادِيثِ الصِّفَاتِ عَلَى ظَاهِرِهَا مَعَ نَفْيِ الْكَيْفِيَّةِ وَالتَّشْبِيهِ عَنْهَا فَلَا نَقُولُ إنَّ مَعْنَى الْيَدِ الْقُدْرَةُ وَلَا إنَّ مَعْنَى السَّمْعِ الْعِلْمُ"(السابق)


– قال الفيروزآبادي (ت817ه) في القاموس المحيط في كلمة >>سلف<<: "… وكُلُّ مَنْ تَقَدَّمَكَ من آبائِكِ وقَرابَتِكَ ج : سُلاَّفٌ
وأسْلافٌ ومنه: عَبْدُ الرحمْنِ بنُ عَبْدِ الله السَّلَفِيُّ المُحَدِّثُ (من علماء القرن السادس الهجري) وآخَرونَ مَنْسوبونَ إلى السَّلَفِ"

– وأكمل تلامذته تلك "النهضة" والتجديد العقائدي والإيماني والعملي
– قال ابن القيم: "وقامت سوق الاستدلال بالكتاب والسنة والآثار السلفية، وانتشرت مذاهب الصحابة والتابعين وغيرهم من أئمة الاسلام للطالبين، وخرج من حبس تقليد المذهب المعين به من كرمت عليه نفسه من المستبصرين.."(إعلام الموقعين)
وقال: "..والذين أجمعوا قبلهم على هذه الصفات (أي الصفات السبعة) أجمعوا على إثبات سائر الصفات ولم يخصوها بسبع بل تخصيصها بسبع خلاف قول السلف وقول الجهمية والمعتزلة فالناس كانوا طائفتين سلفية وجهمية فحدثت الطائفة السبعية واشتقت قولا بين القولين فلا للسلف اتبعوا ولا مع الجهمية بقوا"(الصواعق المرسلة)


– قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالي: "ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ…": "فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا، ليس هذا موضع
بسطها، وإنما يُسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك، والأوزاعي، والثوريالخ"(التفسير) (آخر القرن السابع، والثامن وما بعده)
____________________
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 05-31-2009, 11:31 PM
 
رد: الامتداد الطبيعي لأمة الإسلام..

ومنذ ذلك الحين ظل شيخ الإسلام رحمه الله ورضي عنه علما على المعتقد الصحيح لأهل السنة على مر العصور والأزمنة التالية: – قال ابن دقيق العيد رحمه الله (ت702ه): "لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد"(الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي)

– قال العلامة كمال الدين ابن الزملكاني (ت727ه): "كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك
الفن، وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله، والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين"(العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية لابن قدامة المقدسي)


– وحين عاتب الإمامُ الذهبي (ت748ه) الإمامَ السبكي (ت756ه) كتب السبكي معتذراً مبيناً رأيه في شيخ الإسلام ابن تيمية
بقوله: "أما قول سيدي في الشيخ، فالمملوك يتحقق كبر قدره، وزخارة بحره، وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول ذلك دائماً، وقدره في نفسي أعظم من ذلك وأجل، مع ما جمع الله له من الزهادة والورع والديانة، ونصرة الحق والقيام فيه، لا لغرض سواه، وجريه على سنن السلف، وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وغرابة مثله في هذا الزمان بل من أزمان"(الرد الوافر)


– وأما ثناء الإمام الذهبي على شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو كثير، ومنها قوله:

"ابن تيمية: الشيخ الإمام العالم، المفسر، الفقيه، المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام، نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاء
المفرط) (ذيل تاريخ الإسلام للذهبي).وقوله: "… ونظر في الرجال والعلل، وصار من أئمة النقد، ومن علماء الأثر مع التدين والنبالة، والذكر والصيانة.."(السابق)

– وقال أبو البقاء السبكي(ت777ه): "والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به"(الرد الوافر)

– قال ابن رجب الحنبلي (ت795ه) بعد أن أطال في ترجمة شيخ الإسلام والثناء عليه قال في وفاته: "وصلى عليه صلاة الغائبة في غالب بلاد الإسلام القريبة والبعيدة حتى في بلاد اليمن والصين وأخبر المسافرون أنه نودي بأقصى الصين للصلاة عليه يوم الجمعة الصلاة على ترجمان القرآن"(ذيل طبقات الحنابلة)

وما لبث أن انقلب عليه أهل البدع قاطبة، واجتمعوا بما لم يجتمعوا على شيء مثله من قبل؛ على تكفير شيخ الإسلام ابن تيمية،
ولعنه، بل وتكفير من لا يكفره، وتكفير من سماه ب(شيخ الإسلام)!
فكتب الشيخ ابن ناصر الدين الدمشقي الشافعي كتابا وقرظ ابن حجر لذلك الكتاب قائلا..

– تقريظ العلامة ابن حجر العسقلاني (ت852ه) على كتاب: (الرد الوافر على من زعم: بأن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر) للعلامة ابن ناصر الدين، قال ابن حجر رحمه الله: "الشيخ تقي الدين ابن تيمية أشهر من الشمس وتلقيبه بشيخ الإسلام باق إلى الآن على الألسنة الزكية ويستمر غدا لما كان بالأمس ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره وتجنب الإنصاف فما أكثر غلط من تعاطى ذلك وأكثر غباره فالله تعالى هو المسئول أن يقينا شرور أنفسنا وحصائد ألسنتنا بمنه وفضله ولو لم يكن من فضل هذا الرجل إلا ما نبه عليه الحافظ الشهير علم الدين البرزالي في تاريخه أنه لم يوجد في الإسلام من اجتمع في جنازته لما مات ما اجتمع في جنازة الشيخ تقي الدين لكفى وأشار إلى أن جنازة الإمام أحمد كانت حافلة جدا شهدها مؤون ألوف ومع حضور هذا الجمع العظيم فلم يكن لذلك باعث إلا اعتقاد إمامته وبركته لا بجمع سلطان ولا غيره وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنتم شهداء الله في الأرض فكيف لا ينكر على من أطلق عليه أنه كافر بل من أطلق على من سماه شيخ الإسلام الكفر وليس في تسميته بذلك ما يقتضي ذلك فإنه شيخ مشايخ الإسلام في عصره بلا ريب والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عنادا فالذي اصاب فيه وهو الأكثر يستفاد منه ويترحم عليه بسببه والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه بل هو معذور لأن علماء الشريعة شهدوا له بأن ادوات الاجتهاد اجتمعت فيه حتى كان أشد المتعصبين عليه العاملين في إيصال الشر إليه وهو الشيخ كمال الدين الزملكاني شهد له بذلك وكذلك الشيخ صدر الدين بن الوكيل ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السارة التي انتفع بها الموافق والمخالف لكان غاية في الدلالة على عظيم منزلته فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم والتمييز في المنطوق والمفهوم ائمة عصره من الشافعية وغيرهم فضلا عن الحنابلة فالذي يطلق عليه مع هذه الأشياء الكفر أو على من سماه شيخ الإسلام لا يلتفت إليه ولا يعول في هذا المقام عليه بل يجب ردعه عن ذلك إلى أن يراجع الحق ويزعن للصواب والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وحسبنا الله ونعم الوكيل"(وأثبته السخاوي في كتابه الجواهر والدرر في ترجمة الحافظ ابن حجر)
وكان ابن حجر يستشهد بأقوال وأحكام شيخ الإسلام ابن تيمية في شرحه للبخاري، وفي بعضها يصفه بالعلامة، ويُسلِّم له قوله، ويشير إلى كتبه..

ويجدر بالذكر أن ابن حجر سمَّى الإمام أبا إسماعيل الهروي بشيخ الإسلام واستشهد بأقواله، وهو ممن اشتد نكيره على الأشاعرة والمتكلمة، حتى قال أن من لم يكن حنبليا (يعني في الاعتقاد) فليس بمسلم(تذكرة الحفاظ وذيل طبقات الحنابلة وسير أعلام النبلاء)

– وكان العلامة تقي الدين المقريزي (ت845ه) يصف ابن تيمية في كتابه (السلوك) وغيره ب"تقي الدين شيخ الإسلام" وكان
يجله ويقدِّره..


– وقال جلال الدين السيوطي (ت911ه): "ابن تيمية الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد الفقيه المجتهد المفسر البارع شيخ الإسلام
علم الزُّهاد نادرة العصر"(طبقات الحفاظ)

– وقال الشوكاني(ت1250ه) في كتابه البدر الطالع في ترجمة ابن تيمية:
"
شيخ الاسلام إمام الأئمة المجتهد المطلق"


وهذا بخلاف تلامذته الذين تتلمذوا على يديه، وبخلاف من تأثر بحركته السلفية التجديدية..
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 06-01-2009, 04:55 AM
 
رد: الامتداد الطبيعي لأمة الإسلام..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الله أكبر والحمدُ لله رب العالمين
والعزّة لله ورسوله والمؤمنين
جزاكم الله خير
وبارك الله فيكم على الموضوع القيّم والطيّب

وفي إنتظار المزيد من هذه السلسلة المُباركة
أخوكم في الله
فارس السنّة
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 06-02-2009, 10:33 PM
 
رد: الامتداد الطبيعي لأمة الإسلام..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fares alsunna مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الله أكبر والحمدُ لله رب العالمين
والعزّة لله ورسوله والمؤمنين
جزاكم الله خير
وبارك الله فيكم على الموضوع القيّم والطيّب

وفي إنتظار المزيد من هذه السلسلة المُباركة
أخوكم في الله
فارس السنّة

يا أخي حياك الله

نسأل الله أن يهدينا جميعا لما فيه رضاه
وأن ينفع بما نكتب ويجعله حجة لنا لا علينا







وبعد هذه الصحوة الإيمانية التي فجرها شيخ الإسلام في جسد الأمة الإسلامية.. بدأت تدب الخرافات والشركيات في جسد الأمة مرة أخري، وزادت الانحرافات العقدية والسلوكية، في عصور التشرذم والتفرق، التي انتابت الدولة العثمانية في أواخر عهدها وعمرها، فكثر الخبث، وتسلط المبتدعة، وانتشر التصوف والخرافات، وما يصاحبها من شركيات، وأشعريات، وتمكّن للرافضة.. فقيَّض الله للأمة إماما يُحيي لها عقائدها السليمة، وسلوكياتها القويمة، بدعوة سلفية إصلاحية خالصة، فكان شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله(ت1206ه) (1791م)، فأحيا منهج السلف = أهل الحديث = أهل السنة والجماعة = أهل الأثر، أحيا التوحيد الصافي لله والاتباع الكامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتمد على فهم الصحابة والسلف وأهل الحديث للشرع، وتابعهم على ما ماتوا عليه ولم يبتدع..وبنا للإسلام دولة على مهالك الدولة العثمانية في الحجاز ونجد ونحوها، ومع ذلك لم يخلع يدا من طاعة خليفة المسلمين العثماني..
http://www.wahabih.com


فإنما كانت دعوة الإمام امتدادا لما كان عليه ذلك الجيل الرباني الفريد،،،، قال رحمه الله: "وأما ما ذكرتم من حقيقة الاجتهاد فنحن مقلدون الكتاب
والسنة وصالح سلف الأمة، وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة…الخ"(الرسالة الرابعة عشرة إلي البكبلي صاحب اليمن)

– وقال: "وأما مذهبنا فمذهب الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة، ولا ننكر على أهل المذاهب الأربعة إذا لم يخالف نص الكتاب والسنة وإجماع الأمة وقول جمهورها"(الرسالة 16)
– وقال: "وإن كنتم تزعمون أن أهل العلم على خلاف ما أنا عليه فهذه كتبهم موجودة ومن أشهرهم وأغلظهم كلام الإمام أحمد كلهم على هذا الأمر لم يشذ منهم رجل واحد ولله الحمد، ولم يأت عنهم كلمة واحدة أنهم أرخصوا لمن يعرف الكتاب والسنة في أمركم هذا (من البدع) فضلا عن أن يوجبوه، وإن زعمتم أن المتأخرين معكم فهؤلاء سادات المتأخرين وقادتهم ابن تيمية وابن القيم، وابن رجب عندنا له مصنف مستقل في هذا، ومن الشافعية الذهبي وابن كثير وغيرهم وكلامهم في إنكار هذا أكثر من أن يحصر"(رسائل ابن عبد الوهاب الرسالة 39)من (مكتبة الشيخ ابن عبد الوهاب)


– قال حفيده الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب(ت1233ه) رحمه الله عن (كتاب التوحيد): "هو كتاب فرد في
معناه ، لم يسبقه إليه سابق ، ولا لحقه فيه لاحق"(تيسير العزيز الحميد)

– قال الإمام الشوكاني صاحب نيل الأوطار(ت1250ه): "ولد تقريبا سنة 1160 ستين ومائة وألف أو قبلها بقليل أو بعدها بقليل فى وطنه ووطن اهله القرية المعروفة بالدرعية من البلاد النجدية وكان قائد جيوش أبيه عبد العزيز وكان جده محمد شيخا لقريته التى هو فيها فوصل إليه الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب الداعى إلى التوحيد، المنكر على المعتقدين فى الأموات فأجابه وقام بنصره وما زال يجاهد من يخالفه وكانت تلك البلاد قد غلبت عليها أمور الجاهلية وصار الاسلام فيها غريبا.."(البدر الطالع)
وقال في ترجمة (السيد غالب بن مساعد شريف مكة وأميرها) من البدر الطالع: "وبعض الناس يزعم أنه يعتقد اعتقاد الخوارج وما أظن ذلك صحيحا فإن صاحب نجد وجميع أتباعه يعملون بما تعلموه من محمد بن عبد الوهاب وكان حنبليا ثم طلب الحديث بالمدينة المشرفة فعاد إلى نجد وصار يعمل باجتهادات جماعة من متأخرى الحنابلة كابن تيمية وابن القيم وأضرابهما وهما من أشد الناس على معتقدى الأموات وقد رأيت كتابا من صاحب نجد الذى هو الآن صاحب تلك الجهات أجاب به على بعض أهل العلم وقد كاتبه وسأله بيان ما يعتقده فرأيت جوابه مشتملا على اعتقاد حسن موافق للكتاب والسنة فالله أعلم بحقيقة الحال ، وأما أهل مكة فصاروا يكفرونه ويطلقون عليه اسم الكافر وبلغنا أنه وصل إلى مكة بعض علماء نجد لقصد المناظرة فناظر علماء مكة بحضرة الشريف فى مسائل تدل على ثبات قدمه وقدم صاحبه في الدين.." ثم قال: "وفى سنة 1215 وصل من صاحب نجد المذكور مجلدان لطيفان أرسل بهما إلى حضرة مولانا الإمام حفظه الله أحدهما يشتمل على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلها فى الإرشاد إلى إخلاص التوحيد والتنفير من الشرك الذى يفعله المعتقدون في القبور وهى رسائل جيدة مشحونة بأدلة الكتاب والسنة".

وللإمام الشوكاني قصيدة لامية في الثناء على منهج ومعتقد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ورثائه..

(تحقيق د. عبد الله بن محمد أبو داهش، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، العدد 4 ( رجب 1411ه / فبراير 1991م ))
http://saaid.net/monawein/th/3.htm

– وقال الشيخ أحمد بن مشرف(ت1285ه) رحمه الله كما في (حاشية كتاب التوحيد):
وألّف في التوحيد أوجز نبذة *** بها قد هدى الرحمن للحق من هدىنصوصاً من القرآن تشفي من العمى *** نصوصاً من القرآن تشفي من العمى

– وقال العلامة المؤرخ ابن بشر(ت1290ه) رحمه الله في (عنوان المجد) عن كتاب التوحيد لشيخ الإسلام: "ما وضع المصنفون في فنه أحسن منه، فإنه أحسن فيه وأجاد، وبلغ الغاية والمراد"
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الديانات فى دول العالم أم يارا أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 04-28-2014 05:23 PM
إعلام الأنام بحقيقة الإسلام . bouloiyz نور الإسلام - 2 01-22-2009 04:00 AM
حكم الاسلام في إعانة الصليبيين المحتلين والمحاربين لدين الله والمسلمين؟ osama ali نور الإسلام - 4 01-10-2009 01:56 AM
لماذا ينتشر الإسلام بين نساء ألمانيا؟ حمزه عمر نور الإسلام - 4 12-28-2008 09:17 AM
تاريخ و أسباب الهجمات الشرسة على رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم .... abdelwadoude نور الإسلام - 7 09-15-2007 09:00 PM


الساعة الآن 06:02 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011