عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree67Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #96  
قديم 09-01-2011, 12:48 AM
 
جزاكـ ربي فردوسه الاعلي
ودمت طيب
  #97  
قديم 09-01-2011, 06:26 PM
 
تعريف بالدعوة السلفية
الدعوة السلفية هي دعوة الكتاب والسنة والدين الصحيح والإسلام النقي وهي اتباع سبيل المؤمنين من السلف الصالح وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين والسلفيون في كل عصر هم الفئة الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: [لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك] (أخرجه مسلم عن ثوبان).
لماذا كانت هذه التسمية:
هذه التسمية اختصار لتعريف مطول فالقول بأن فلانا سلفي يعني أنه ليس خارجياً مستحلاً دم المسلم بالمعصية وليس رافضياً ممن يكفر الصحابة وليس محرفاً متأولاً بالباطل ممن ينفي صفات الله ويحرف معانيها وليس مشبهاً لله بخلقه وليس حلولياً أو اتحادياً ممن يقول بالوحدة أو الحلول وليس صوفياً وليس قبورياً ممن يعبد القبور ويقدم لها النذور وليس مقلداً متعصباً ممن يلتزم قول إمام بعينه ولو علم أنه يخالف الآية والحديث فكلمة السلفي هي تعريف مختصر يختصر كل الاحترازات السابقة.
وليست السلفية بعد ذلك نسبة إلى إمام بعينه أو شيخ خاص وإنما هي المنهج والطريق الذي سار فيه الصحابة والخلفاء الراشدون والأئمة المرضي عنهم والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين.

الآخر في الفكر الأصولي:
في سياق حديثهم عن «جاهلية العالم»؛ يرى الأصوليون الإسلاميون أن رحلة العودة إلى «الجاهلية الأولى» قد انطلقت منذ أمد بعيد، وأن عقلية الغاب باتت تسيطر بالفعل على مقدرات العالم، وهي تقوم على فلسفة القوة ومنطق النفوذ والهيمنة، وأن هذه الجاهلية الجهلاء ستؤدي حتما إلى نشأة حروب وحشية وطاحنة كالحرب العالمية الأولى والثانية.
ونفيا للتعددية بكل أنواعها؛ الدينية والإثنية والعرقية والسياسية والمذهبية والطائفية بصفة خاصة، يؤكد الأصوليون أن تعطيل دور الإسلام قد أدى إلى تحريك النعرات القومية والمذهبية. بما يعنى أنه في حال عدم تعطيل دور الإسلام فلن يكون لهذه التنويعات والتعددات أي وجود يذكر؛ نظرا لسيادة الفهم الأحادي والمنطق الإقصائي الاختزالي الذي يفهم به الإسلام لدى هؤلاء! فبحسب الأصولية الإسلامية؛ لا يجوز للإسلام أن يخضع بحال من الأحوال إلى الواقع العالمي «الجاهلي»؛ وإنما يتوجب عليه أن يواجهه ليخضعه لتصوراته ومفاهيمه ومنهجه؛ فيبقي منه ما هو فطري وضروري، ويترك ما هو طفيلي ومؤد إلى الفساد. هكذا كان الإسلام يوم أن واجه جاهلية البشرية منذ قرون، وهكذا هو اليوم يواجه الجاهلية في كل زمان ومكان؛ فالمجتمع الجاهلي - سواء في القرن السابع الميلادي أو في القرن الحادي والعشرين - يتمتع بنفس الصفات والخلل في العقيدة وصور الشرك المتعددة.
وتبعا لما سبق؛ تعتبر الأصولية الإسلاموية - سواء في شكلها الحركي، أو في شكلها المؤسساتي/الحكومي - عدم الخضوع للقوى الحاكمة واجبا مقدسا، فيصدر عن رموزها بيانات تكفيرية للغرب بينما هم يتمتعون بحق اللجوء السياسي فيه!! كما أنه منذ أوائل العشرينات وحتى اليوم تعاملت معظم الحركات الأصولية مع الأنظمة القائمة على أنها أنظمة جاهلية، على الرغم من زعم بعضها الانتماء إلى الإسلام؛ بل والتحدث باسمه غالبا! على أن من بين الأسباب التي يدلل بها الأصوليون على رفض التعددية بكافة أنواعها؛ الخوف من وقوع «الفتنة» السياسية والدينية. وبحسبهم؛ فإن القوى الغربية، بسبب رغبتها الطاغية في القضاء على الخلافة العثمانية، منعت الحركات الإسلامية من إنشاء نظام مستقل بها قائم على الأيديولوجية الإسلامية ورؤية الإسلام للعالم.
ولذلك؛ فإنهم يفسرون الدعم الذي لقيه أتاتورك وخضوع حكومات العالم الإسلامي في ما بعد كلية للهيمنة الغربية وما تبع ذلك من بروز الصراعات القومية بين العرب وغير العرب حتى أصبحت القومية من أهم نكسات الأمة الإسلامية. أي إن ظاهرة الشخصية الإقليمية أو القومية هي برأي الأصولية صنعة الاستعمار الكافر، وتقوم على أساس تعميق الفواصل اللغوية والمذهبية والعرقية بما يخدم مصالح الاستعمار المتجددة؛ ولهذا فإن القومية هي عنصر إضعاف وإثارة تناقضات.
القومية بهذا المعنى مرفوضة، جملة وتفصيلا، لدى الأصولية بحجة أن مهمة الإسلام ليست الذوبان في المفاهيم الإنسانية المفتعلة داخل أو خارج العالم الإسلامي (تعددية، علمانية، ديمقراطية، ليبرالية .. إلخ)، وذلك بحكم «الأمانة» أو «المسؤولية» التي ألقاها الله على عاتق هذه الأمة والتي تستوجب، ضمن ما تستوجب من أمور، ألا تذل لأحد وألا تستعبد لأحد؛ لأن الله قضى ألا «يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا»! وهذا المعنى تحديدا يتردد كثيرا في أدبياتهم، بمعنى أنه لا يجوز للمؤمن الذي رضي بالاحتكام إلى شريعة الله مطلقا أن يحتكم إلى أية شريعة إنسانية أخرى كمرجعية حاكمة لتوجهاته العلمية والعملية. فالمؤمن لا يستحق لقب الإيمان حتى يجعل منهج الله منهجه وشريعة الله شريعته فلا يتخذ من عند بني الإنسان منهجا ولا شريعة ولا نظما؛ لأنه متى اتخذ أيا منها كفر على الفور بألوهية الله! بمعنى آخر، إن كل من يرفض إفراد الله بالإلوهية يكفر معه كل من يقره على ادعاء حق الألوهية لنفسه، فالطاغوت هو كل سلطان لا يستند إلى سلطان الله وكل وضع لا يجعل شريعة الله أساسا للحياة. ومن ثم، لا يجوز الاحتكام مطلقا إلى التشريعات العالمية، بزعم أن الإنسان لا يملك لا القدرة ولا حتى الاستعداد الذي يؤهله لوضع منهج عادل ومتكامل، بينما هو يجهل مآلات رغباته وأعماله، مدللين على ذلك بقول الله تعالى:؛ «ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون».
وانطلاقا مما سبق، ترى الأصولية في «الجهاد» حلا مناسبا لمواجهة هذا الواقع وتقويمه ليناسب منهج الله ويزيل الجهالة عن المجتمع العالمي. ووفقا لهم، فإن كل مجتمع تتجمع فيه الناس لروابط لا تتعلق فيه بالإرادة الإلهية، كرابطة المال والعاطفة واللغة والإنتاج والأرض والانتماء المذهبي أو العرقي أو حتى السياسي، فهو مجتمع «جاهلي».
من أجل هذا يتوجب على المسلمين اليوم، وكل يوم، ملاحقة الأصل الذي شرعه الله وفتح المواجهة مع الجاهلية التي لا تتحدد بزمان أو مكان. المواجهة التي تهدف إلى هدم الجاهلية واقتلاع جذورها من أجل الشروع في بناء بنيان راسخ وعادل.
فالإسلام، بنظر الأصولية، مكلف أولا بالدفاع عن الأمة والذود عنها ماديا ومعنويا، كما أنه مكلف ثانيا بضمان حرية الدعوة للإسلام وإزالة كل قوة طاغية تمنع وصول هذه الدعوة للعالمين، وهو مكلف ثالثا بإقرار سلطان الله في الأرض ومقاتلة المعتدين على هذا السلطان ممن يدعون «حق التشريع من دون الله».
الجهاد بهذا المعنى موجه ضد مختلف المجتمعات وكافة الأنظمة غير القائمة على المفهوم الإسلامي للألوهية بغية القضاء عليها. وتماديا في نفي التعددية الدينية داخل المجتمعات الإنسانية، تدعو الأصولية «الآخر» إلى تبني إحدى الصيغ الكلاسيكية الثلاث: إما الإسلام، أو دفع الجزية، أو القتال!! فالدخول في الإسلام اعتراف بالله وشريعته، ودفع الجزية دليل أيضا على الخضوع لشريعة الله! أما القتال فيتأسس وفق المعنى الأصولي لمفهوم «دار الحرب» الذي يعني أن كل من يخرج عن حدودنا العقدية، بل والجغرافية أيضا، فهو محل للحرب، وهو ما أكده سيد قطب بالقول: «من الناحية الدولية، تكون المجتمعات الجاهلية (بمثابة) مجتمع دار الحرب، وخاصة عند قتال المسلمين في عقيدتهم وشريعتهم ومصالحهم».
بل إن الأصولية تقر صراحة بأن الهدف الأسمى من وراء الجهاد إنما يتمثل في «تقرير وإقرار ألوهية الله في الأرض، ونفي غير ذلك من الألوهيات والأديان»!! أضف إلى ذلك أيضا، أن كل من يحول دون وصول الدعوة إلى الناس كافة يعتبر معتديا على كلمة الله، وبالتالي يتعين إزالته عن طريق الدعوة تحقيقا لكلمة الله وإرساء لحكمه في الأرض: «إن الحكم إلا لله، أمر ألا تعبدوا إلا إياه، ذلك الدين القيم».
والمدهش في الأمر؛ أن الأصولية في تأسيسها لمبدأ «السلام» الخاص بها تؤكد أن الآيديولوجيات المعاصرة وأنظمتها السياسية ضيقت مجال المعاملات بين الشعوب والأمم فقسمت العالم إلى قوميات وطنية متنازعة ومتناحرة. وتدعو في مقابل ذلك إلى سلامها الخاص الذي تميزه المثالية الأخلاقية، التي تتمثل في «تحقيق ربوبية الله وحاكميته في الأرض، وإنقاذ البشرية أفرادا وجماعات من الأرباب الأرضية المتمثلة في الأفراد والأنظمة والحكومات وإقامة «السلام العالمي الأكبر» وحماية المستضعفين من المستكبرين! كما أنها تؤكد في السياق ذاته؛ أن هذا «السلام العالمي الأكبر» لا يمكن فرضه من الخارج عن طريق الأنظمة الدولية والمحلية، بينما هي تسعى لنفي كل «آخر» يقع في مدى رؤيتها الشمولية وفرض تصوراتها الآيديولوجية على العالم، ومن بينها مبدأ السلام العالمي هذا! وآية ذلك؛ أنهم يؤكدون حرص الإسلام على وجوب استعمال الوسائل السليمة وإنهاء الخصومات، فإذا ما فشلت هذه الوسائل فإن ذلك يتطلب «النبذ»، أي إعلان الخصومة ومن ثم الجهاد.
أخيرا:
فإن الإسلام بحسبهم لا يرضى الدخول في سلام لم تتوافر فيه شروط أساسية؛ أولها، حرية اعتناق كلمة الله، ثانيها عدم قتل المسلمين لاعتقادهم أن دينهم يوفر لهم نظاما شاملا للحياة؛ ثالثها عدم وقوف أي سلطة بوجه الدعوة لله؛ أما رابعها فتحقيق العدالة. لكن ماذا عن حرية «الآخر» في اعتناق كلمة الله بالطريقة التي يشاؤها؟ وماذا عن عدم قتل غير المسلمين بسبب تمسكهم بدينهم حتى لو كنا نعتقد مخالفتهم لتصوراتنا المتعلقة بالألوهية والربوبية وحاكمية الشريعة؟!.. تلك قضية أخرى.
  #98  
قديم 09-02-2011, 01:21 AM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
ما شاء الله لا قوة الا بالله
أخي بارك الله فيك ولك وجزاك عنا كل الجزاء
وأتمنى من كل من شاهد هذا الموضوع الطيب الجميل أن يساعد على نشره حتى تعم الفا ئدة ويعلم من جهل .
في الأخير
أحسنت أحسن الله اليك
  #99  
قديم 09-05-2011, 03:13 PM
 
السلفية في الفكرالإسلامي: *****************************************
حول مفهوم السلفية والأصولية نفهم ما يأتي بيانه:
السلفي نسبة الي السلف الصالح السابقين من صدر الإسلام ومن عصر التابعين وتابعي التابعين، أي القرون الثلاثة الأولي، والسلفية بهذا هي السير علي نهجهم بالتزام أمور الدين وفهمه الواسع وليس القوقعة والانعزالية والسلبية وإنما تكون بالشمولية والموسوعية التي يفهم منها هذا الدين ككل من عقيدة ومعاملات.
أما الأصولي فنسبة الي الأصولية وهي قواعد الدين وأركانه، فالأصولي هو من يتمسك بأساسيات الدين من عبادات ومعاملات، وهناك فرق بين الأصولية والوصولية التي تفشت في عصرنا هذا، فالذين لهم أهداف خاصة ويزعمون أنهم أصوليون في نظري وصوليون الي مآربهم وأهدافهم ويخضعون الدين لأهوائهم، وما يدعون إليه من تشدد وتزمت ويفرضونه علي عباد الله.
ويستطرد الدكتور جاد أن السلفية الحقة يفهمون الدين فهما متكاملا مجرد من الهوي والتعصب والتنطع أما الموجودة الآن علي الساحة فهي تلفية شكلية يحسبون أنفسهم أوصياء علي هذا الدين والدين للخلق جميعا ثم ما بال باقي الناس الآخرين هل يعتبرون تلفية أم خلفية؟! فكلنا سلف وكلنا نسير علي منهج السلف الصالح.
وإن من يدعون السلفية يحتاجون إلي مراجعات وكذلك الأصوليون فالأصولية فهم كتاب الله وسنة رسوله "صلي الله عليه وسلم" فهما صحيحا من العلماء الثقات، وليست سبة يسب بها من يسير علي النهج الصحيح.
- السلفية والتطرف:
وإن السلفي الذي يتبع السلف الصالح ويفهم الأصولية جيدا يكون إنسانا ايجابيا، بناء، خادما لمجتمعه، لا ينحرف ولا يتطرف ولا يخرب ولا يدمر لأنه فهم الإسلام فهما شاملا متكاملا، لكن هؤلاء المتقوقعين الذين يأخذون السلفية شكلا والأصولية ظاهرا بعيدون عن تعاليم الإسلام ولابد لهم من لقاء العلماء المستنيرين الثقات لتبصرتهم عما كان عليه السلف الصالح.
- اتهام أوروبي
ونجلي حقيقة مهمة مفادها أن الأصولية مصطلح أطلقه الغرب الأوروبي القصد منه الإساءة إلي الإسلام وفكر المسلمين لأن الأصولية تعني التمسك بأصول دينه وعقيدته وهذا لقب شرف لنا ولكن الغرب يقصد به المتشددين، والمتطرفين الذين يتمسكون بحرفيات النصوص ثم يلغون العقل والمنطق.
ويضيف فضيلته أن الفكرة ليست فكرة محو ونحن ليس عندنا ما يمكن ان نقنع به الغرب الأوروبي لأن اقتناعه وصل لحد العقيدة لديه، فهو قد اعتقد أننا أعداؤه والإسلام عدوه وعدو الحضارة، ومن هنا علينا أن نغير من نظرتنا إلي أنفسنا، ومن صورتنا في أذهان الناس ونغير فكرة الإسلام هذه لديهم بسلوكنا الرشيد وتقدمنا العلمي والحضاري في كل المجالات خاصة وقد تبوأت مصر الآن مكانة مناسبة للتغيير بعد أحداث ثورة 25 يناير المجيدة والمناخ المصري مهيأ الآن لذلك فلابد من استثمار هذه الثورة العظيمة وليبدأ كل منا بنفسه ومن الآن قبل غد.
- جوانب أخري
وإن الأصولية والسلفية مصطلحان قريبان من بعضهما ولا اعتقد أن هناك تطرفا بالمعني الصحيح، فإذا كانوا يقصدون بالتطرف الجانب الديني فهناك تطرف علماني وشيوعي، ثم لماذا نصمت عن التطرف في الجوانب الأخري ونقف فقط عند التطرف الديني عند بعض الشباب؟! وهناك من يتطرف ويسب الله عدوا بغير علم، وهناك من هدفهم القضاء علي ثواتب الدين الإسلامي من خلال وظائفهم سواء في الصحافة أو الثقافة وهذا منتهي التطرف، فلماذا نسكت هنا ونتكلم هناك؟! لابد ان نلاحق التطرف في جميع الأوساط لافي وسط واحد حتي نقنع أنفسنا أننا لانهادن هذا علي حساب ذاك وتكون فكرتنا عادلة متساوية.ونحن رحيبي الصدر بكل فكر معتدل من نبع الإسلام الوسط والصحيح.ومع تحيات لداعية الإسلامي مرعي إبراهيم مرعي.
  #100  
قديم 09-05-2011, 03:20 PM
 
تعريف بالدعوة السلفية
الدعوة السلفية هي دعوة الكتاب والسنة والدين الصحيح والإسلام النقي وهي اتباع سبيل المؤمنين من السلف الصالح وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين والسلفيون في كل عصر هم الفئة الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: [لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك] (أخرجه مسلم عن ثوبان).
لماذا كانت هذه التسمية:
هذه التسمية اختصار لتعريف مطول فالقول بأن فلانا سلفي يعني أنه ليس خارجياً مستحلاً دم المسلم بالمعصية وليس رافضياً ممن يكفر الصحابة وليس محرفاً متأولاً بالباطل ممن ينفي صفات الله ويحرف معانيها وليس مشبهاً لله بخلقه وليس حلولياً أو اتحادياً ممن يقول بالوحدة أو الحلول وليس صوفياً وليس قبورياً ممن يعبد القبور ويقدم لها النذور وليس مقلداً متعصباً ممن يلتزم قول إمام بعينه ولو علم أنه يخالف الآية والحديث فكلمة السلفي هي تعريف مختصر يختصر كل الاحترازات السابقة.
وليست السلفية بعد ذلك نسبة إلى إمام بعينه أو شيخ خاص وإنما هي المنهج والطريق الذي سار فيه الصحابة والخلفاء الراشدون والأئمة المرضي عنهم والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين.

الآخر في الفكر الأصولي
في سياق حديثهم عن «جاهلية العالم»؛ يرى الأصوليون الإسلاميون أن رحلة العودة إلى «الجاهلية الأولى» قد انطلقت منذ أمد بعيد، وأن عقلية الغاب باتت تسيطر بالفعل على مقدرات العالم، وهي تقوم على فلسفة القوة ومنطق النفوذ والهيمنة، وأن هذه الجاهلية الجهلاء ستؤدي حتما إلى نشأة حروب وحشية وطاحنة كالحرب العالمية الأولى والثانية.
ونفيا للتعددية بكل أنواعها؛ الدينية والإثنية والعرقية والسياسية والمذهبية والطائفية بصفة خاصة، يؤكد الأصوليون أن تعطيل دور الإسلام قد أدى إلى تحريك النعرات القومية والمذهبية. بما يعنى أنه في حال عدم تعطيل دور الإسلام فلن يكون لهذه التنويعات والتعددات أي وجود يذكر؛ نظرا لسيادة الفهم الأحادي والمنطق الإقصائي الاختزالي الذي يفهم به الإسلام لدى هؤلاء! فبحسب الأصولية الإسلامية؛ لا يجوز للإسلام أن يخضع بحال من الأحوال إلى الواقع العالمي «الجاهلي»؛ وإنما يتوجب عليه أن يواجهه ليخضعه لتصوراته ومفاهيمه ومنهجه؛ فيبقي منه ما هو فطري وضروري، ويترك ما هو طفيلي ومؤد إلى الفساد. هكذا كان الإسلام يوم أن واجه جاهلية البشرية منذ قرون، وهكذا هو اليوم يواجه الجاهلية في كل زمان ومكان؛ فالمجتمع الجاهلي - سواء في القرن السابع الميلادي أو في القرن الحادي والعشرين - يتمتع بنفس الصفات والخلل في العقيدة وصور الشرك المتعددة.
وتبعا لما سبق؛ تعتبر الأصولية الإسلاموية - سواء في شكلها الحركي، أو في شكلها المؤسساتي/الحكومي - عدم الخضوع للقوى الحاكمة واجبا مقدسا، فيصدر عن رموزها بيانات تكفيرية للغرب بينما هم يتمتعون بحق اللجوء السياسي فيه!! كما أنه منذ أوائل العشرينات وحتى اليوم تعاملت معظم الحركات الأصولية مع الأنظمة القائمة على أنها أنظمة جاهلية، على الرغم من زعم بعضها الانتماء إلى الإسلام؛ بل والتحدث باسمه غالبا! على أن من بين الأسباب التي يدلل بها الأصوليون على رفض التعددية بكافة أنواعها؛ الخوف من وقوع «الفتنة» السياسية والدينية. وبحسبهم؛ فإن القوى الغربية، بسبب رغبتها الطاغية في القضاء على الخلافة العثمانية، منعت الحركات الإسلامية من إنشاء نظام مستقل بها قائم على الأيديولوجية الإسلامية ورؤية الإسلام للعالم.
ولذلك؛ فإنهم يفسرون الدعم الذي لقيه أتاتورك وخضوع حكومات العالم الإسلامي في ما بعد كلية للهيمنة الغربية وما تبع ذلك من بروز الصراعات القومية بين العرب وغير العرب حتى أصبحت القومية من أهم نكسات الأمة الإسلامية. أي إن ظاهرة الشخصية الإقليمية أو القومية هي برأي الأصولية صنعة الاستعمار الكافر، وتقوم على أساس تعميق الفواصل اللغوية والمذهبية والعرقية بما يخدم مصالح الاستعمار المتجددة؛ ولهذا فإن القومية هي عنصر إضعاف وإثارة تناقضات.
القومية بهذا المعنى مرفوضة، جملة وتفصيلا، لدى الأصولية بحجة أن مهمة الإسلام ليست الذوبان في المفاهيم الإنسانية المفتعلة داخل أو خارج العالم الإسلامي (تعددية، علمانية، ديمقراطية، ليبرالية .. إلخ)، وذلك بحكم «الأمانة» أو «المسؤولية» التي ألقاها الله على عاتق هذه الأمة والتي تستوجب، ضمن ما تستوجب من أمور، ألا تذل لأحد وألا تستعبد لأحد؛ لأن الله قضى ألا «يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا»! وهذا المعنى تحديدا يتردد كثيرا في أدبياتهم، بمعنى أنه لا يجوز للمؤمن الذي رضي بالاحتكام إلى شريعة الله مطلقا أن يحتكم إلى أية شريعة إنسانية أخرى كمرجعية حاكمة لتوجهاته العلمية والعملية. فالمؤمن لا يستحق لقب الإيمان حتى يجعل منهج الله منهجه وشريعة الله شريعته فلا يتخذ من عند بني الإنسان منهجا ولا شريعة ولا نظما؛ لأنه متى اتخذ أيا منها كفر على الفور بألوهية الله! بمعنى آخر، إن كل من يرفض إفراد الله بالإلوهية يكفر معه كل من يقره على ادعاء حق الألوهية لنفسه، فالطاغوت هو كل سلطان لا يستند إلى سلطان الله وكل وضع لا يجعل شريعة الله أساسا للحياة. ومن ثم، لا يجوز الاحتكام مطلقا إلى التشريعات العالمية، بزعم أن الإنسان لا يملك لا القدرة ولا حتى الاستعداد الذي يؤهله لوضع منهج عادل ومتكامل، بينما هو يجهل مآلات رغباته وأعماله، مدللين على ذلك بقول الله تعالى:؛ «ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون».
وانطلاقا مما سبق، ترى الأصولية في «الجهاد» حلا مناسبا لمواجهة هذا الواقع وتقويمه ليناسب منهج الله ويزيل الجهالة عن المجتمع العالمي. ووفقا لهم، فإن كل مجتمع تتجمع فيه الناس لروابط لا تتعلق فيه بالإرادة الإلهية، كرابطة المال والعاطفة واللغة والإنتاج والأرض والانتماء المذهبي أو العرقي أو حتى السياسي، فهو مجتمع «جاهلي».
من أجل هذا يتوجب على المسلمين اليوم، وكل يوم، ملاحقة الأصل الذي شرعه الله وفتح المواجهة مع الجاهلية التي لا تتحدد بزمان أو مكان. المواجهة التي تهدف إلى هدم الجاهلية واقتلاع جذورها من أجل الشروع في بناء بنيان راسخ وعادل.
فالإسلام، بنظر الأصولية، مكلف أولا بالدفاع عن الأمة والذود عنها ماديا ومعنويا، كما أنه مكلف ثانيا بضمان حرية الدعوة للإسلام وإزالة كل قوة طاغية تمنع وصول هذه الدعوة للعالمين، وهو مكلف ثالثا بإقرار سلطان الله في الأرض ومقاتلة المعتدين على هذا السلطان ممن يدعون «حق التشريع من دون الله».
الجهاد بهذا المعنى موجه ضد مختلف المجتمعات وكافة الأنظمة غير القائمة على المفهوم الإسلامي للألوهية بغية القضاء عليها. وتماديا في نفي التعددية الدينية داخل المجتمعات الإنسانية، تدعو الأصولية «الآخر» إلى تبني إحدى الصيغ الكلاسيكية الثلاث: إما الإسلام، أو دفع الجزية، أو القتال!! فالدخول في الإسلام اعتراف بالله وشريعته، ودفع الجزية دليل أيضا على الخضوع لشريعة الله! أما القتال فيتأسس وفق المعنى الأصولي لمفهوم «دار الحرب» الذي يعني أن كل من يخرج عن حدودنا العقدية، بل والجغرافية أيضا، فهو محل للحرب، وهو ما أكده سيد قطب بالقول: «من الناحية الدولية، تكون المجتمعات الجاهلية (بمثابة) مجتمع دار الحرب، وخاصة عند قتال المسلمين في عقيدتهم وشريعتهم ومصالحهم».
بل إن الأصولية تقر صراحة بأن الهدف الأسمى من وراء الجهاد إنما يتمثل في «تقرير وإقرار ألوهية الله في الأرض، ونفي غير ذلك من الألوهيات والأديان»!! أضف إلى ذلك أيضا، أن كل من يحول دون وصول الدعوة إلى الناس كافة يعتبر معتديا على كلمة الله، وبالتالي يتعين إزالته عن طريق الدعوة تحقيقا لكلمة الله وإرساء لحكمه في الأرض: «إن الحكم إلا لله، أمر ألا تعبدوا إلا إياه، ذلك الدين القيم».
والمدهش في الأمر؛ أن الأصولية في تأسيسها لمبدأ «السلام» الخاص بها تؤكد أن الآيديولوجيات المعاصرة وأنظمتها السياسية ضيقت مجال المعاملات بين الشعوب والأمم فقسمت العالم إلى قوميات وطنية متنازعة ومتناحرة. وتدعو في مقابل ذلك إلى سلامها الخاص الذي تميزه المثالية الأخلاقية، التي تتمثل في «تحقيق ربوبية الله وحاكميته في الأرض، وإنقاذ البشرية أفرادا وجماعات من الأرباب الأرضية المتمثلة في الأفراد والأنظمة والحكومات وإقامة «السلام العالمي الأكبر» وحماية المستضعفين من المستكبرين! كما أنها تؤكد في السياق ذاته؛ أن هذا «السلام العالمي الأكبر» لا يمكن فرضه من الخارج عن طريق الأنظمة الدولية والمحلية، بينما هي تسعى لنفي كل «آخر» يقع في مدى رؤيتها الشمولية وفرض تصوراتها الآيديولوجية على العالم، ومن بينها مبدأ السلام العالمي هذا! وآية ذلك؛ أنهم يؤكدون حرص الإسلام على وجوب استعمال الوسائل السليمة وإنهاء الخصومات، فإذا ما فشلت هذه الوسائل فإن ذلك يتطلب «النبذ»، أي إعلان الخصومة ومن ثم الجهاد.
أخيرا؛ فإن الإسلام بحسبهم لا يرضى الدخول في سلام لم تتوافر فيه شروط أساسية؛ أولها، حرية اعتناق كلمة الله، ثانيها عدم قتل المسلمين لاعتقادهم أن دينهم يوفر لهم نظاما شاملا للحياة؛ ثالثها عدم وقوف أي سلطة بوجه الدعوة لله؛ أما رابعها فتحقيق العدالة. لكن ماذا عن حرية «الآخر» في اعتناق كلمة الله بالطريقة التي يشاؤها؟ وماذا عن عدم قتل غير المسلمين بسبب تمسكهم بدينهم حتى لو كنا نعتقد مخالفتهم لتصوراتنا المتعلقة بالألوهية والربوبية وحاكمية الشريعة؟!.. تلك قضية أخرى.







تبصير الخلف بوجوب اتباع منهج السلف
من هم السلف ؟
السلف الصالح هم الصدر الأول الراسخون فى العلم المهتدون بهدى النبى صلى الله عليه وسلم الحافظون لسنته اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه وانتخبهم لإقامة دينه ورضيهم أئمة الأمة فجاهدوا فى سبيل الله حق جهاده وأفرغوا جهدهم فى نصح الأمة ونفعها وبذلوا فى مرضاة الله أنفسهم. وقد أثنى الله تعالى عليهم فى كتابه بقوله : (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) {الفتح:29}، وقوله تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) {التوبة:100}. فذكر تعالى المهاجرين والأنصار ثم مدح أتباعهم ورضى ذلك من الذين جاءوا من بعدهم. وتوعد بالعذاب من خالفهم واتبع غير سبيلهم فقال : (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) {النساء:115}. فيجب اتباعهم فيما نقلوه واقتفاء أثرهم فيما عملوه والاستغفارلهم قال تعالى (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم) {الحشر :10}.{تحرير المقالة -للقلشانى}

منهج السلف المراد بمنهج السلف ماكان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم والتابعون لهم بإحسان وأتباعهم وأئمةالدين ممن شُهِد له بالإمامة وعُرف عظم شأنه فى الدين وتلقى الناس كلامهم خلفاً عن سلف كالأئمة الأربعة وسفيان الثورى والليث ابن سعد وابن المبارك والنخعى والبخارى ومسلم وسائر أصحاب السنن دون من رُمِي بالبدعة أو اشتهر بلقب غير مرضي مثل: الخوارج والروافض والمرجئة والجبرية والمعتزلة. فكل من التزم بعقائد هؤلاء الأئمة وفقههم كان منسوباً إليهم وإن باعدت بينه وبينهم الأماكن والأزمان وكل من خالفهم فليس منهم وإن عاش بين أظهرهم وجمع بهم نفس الزمان والمكان. {العقائد السلفية - آل بوطامي}
وعلى ذلك فالسلفية اصطلاح يطلق على طريقة الرعيل الأول ومن يقتدون بهم فى تلقي العلم وطريقة فهمه وليس محصوراً فى دور تاريخي معين والسلفية بذلك تمثل الفهم الصحيح للإسلام وليست قاصرة على الفترة الزمنية المباركة كما يزعم من يريدون تعريتها عن مضمونها

الأدلة على وجوب اتباع منهج السلف تضافرت أدلة الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة على أن الصحابة رضى الله عنهم هم خير القرون على الإطلاق لما لهم عند الله من المنزلة العالية والمكانة السامية فقد مدحهم ربهم وزكاهم من فوق سبع سموات ومدح من اتبع سبيلهم وسار على هديهم، وذم من خالفهم، وكل ذلك يؤكد وجوب الاقتداء بهم رضوان الله عليهم.
الأدلة من القرآن
نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1 - قال تعالى :
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG]{التوبة 100}
قال ابن كثير رحمه الله : يخبر تعالى عن رضاه عن السابقين من المهاجرين و الأنصار والتابعين لهم بإحسان ورضاهم عنه بما أعد لهم من جنات النعيم المقيم.
وقال الشوكاني رحمه الله : ومعنى
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]والذين اتبعوهم بإحسان[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG] الذين اتبعوا السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار ، وهم المتأخرون عنهم من الصحابة فمن بعدهم إلى يوم القيامة.
{فتح القدير (398/2)}
وقال السعدي رحمه الله عند قوله:
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]والذين اتبعوهم بإحسان[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG] بالاعتقادات و الأقوال و الأعمال، فهؤلاء هم الذين سلموا من الذم وحصل لهم نهاية المدح و أعظم الكرامات من الله.
2- قال تعالى :
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG] {البقرة:143}.
فقد جعلهم الله تبارك وتعالى أفضل الأمم وأعدلها في العقيدة و القول والعمل فاستحقوا بذلك أن يكونوا شهداء على الناس، فإذا كانت شهادتهم عند الله مقبولة فلا شك أن فهمهم لنصوص الشريعة حجة على من بعدهم، لذلك أمر رب العزة باتباع سبيلهم، فقال :
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]واتبع سبيل من أناب إلي[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG] {لقمان:15}، وجيل الصحابة خير من أناب إلى الله واستجاب، فوجب اتباع سبيلهم في فهم دين الله تبارك وتعالى ولذلك هدد الله تعالى وتوعد من اتبع غير سبيلهم بجهنم وبئس المصير.
3- كما ظهر ذلك في قوله تعالى:
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG]. {النساء :115}
قال ابن كثير رحمه الله : "أي ومن سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم فصار في شق و الشرع في شق عن عمد منه بعد ما ظهر له الحق وتبين له واتضح"، وقوله :
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]ويتبع غير سبيل المؤمنين[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG] هذا ملازم للصفةالأولى، ولكن قد تكون المخالفة لنص الشارع وقد تكون لما اجتمعت عليه الأمة المحمدية فيما علم اتفاقهم عليه تحقيقاً، فإنه قد ضمنت لهم العصمة في اجتماعهم من الخطأ تشريفاً لهم وتعظيماً لنبيهم. انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه : "إن كلاً من الوصفين يقتضي الوعيد لأنه مستلزم للأخر .. فهكذا مشاقة الرسول واتباع غير سبيل المؤمنين، ومن شاقه فقد اتبع غير سبيلهم وهذا ظاهر، ومن اتبع غير سبيلهم فقد شاقه أيضاً، فإنه قد جعل له مدخلاً في الوعيد، فدل على أنه وصف مؤثر في الذم، فمن خرج عن إجماعهم فقد اتبع غير سبيلهم قطعاً، و الآية توجب ذم ذلك". {مجموع الفتاوى : 19-193-194}
4- قال تعالى:
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG]. {الفتح:29}
فقد وصف الله عز وجل الصحابة بأكمل الصفات و أجل الأحوال فهم مجتهدون في نصرة دين الله عز وجل وساعون في ذلك بغاية جهدهم، فلذلك ذَلَّ أعداؤهم لهم . وهم كذلك متحابون متراحمون كالجسد الواحد. كما مدحهم ربهم ظاهراً فقال:
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]تراهم ركعا سجدا[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG]، ومدحهم باطناً فقال: [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]يبتغون فضلا من الله ورضوانا[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG] ومدحهم قبل أن يخلقوا فقال : [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG]، وهذه أيضًا صفة للطائفة المنصورة أهل الحديث الذين اقتفوا أثر جيل القدوة الأول محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه.
وتعمُّد إغاظة الكفار يوحي بأن هذه الطائفة هي غرس غرسهِ الله وتعهده رسول الله صلى عليه وسلم بالتربية ، فهي من دلائل قدرة الله ؛ لأنها أداة لإغاظة أعداء الله الذين يعملون على إطفاء نور الله ، و إخماد جذوته في نفوس المسلمين ، ولكن الله متم نوره ولو كره المشركون ، ومظهر دينه ، و لو كره الكافرون . ولذلك ترى أهل البدع يعادون أهل الحديث في كل عصر ومصر .
5 - وقال تعالى :
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG] {الحشر:10}.
قال السعدي رحمه الله : "فوصف الله من بعد الصحابة بالإيمان ، لأن قولهم :
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]سبقونا بالإيمان[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG] دليل على المشاركة فيه ، و أنهم تابعون للصحابة في عقائد الإيمان و أصوله، وهم أهل السنة و الجماعة ، الذين لا يصدق هذا الوصف التام إلا عليهم" فوجب اتباعهم و اقتفاء آثرهم .
6- وقال تعالى :
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG]. {البقرة :137}
قال ابن كثير رحمه الله : يقول الله تعالى :
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]فإن آمنوا[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG]، يعني الكفار من أهل الكتاب وغيرهم [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]بمثل ما آمنتم به[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG] يا أيها المؤمنون ، و الإيمان بجميع كتب الله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم ، [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]فقد اهتدوا[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG] أي أصابوا الحق وأرشدوا إليه . انتهى.
و الآية أيضاً تتناول كل من جاء بعد جيل الصحابة إلى عصرنا لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو معلوم عند علماء الأصول و التفسير ، فإنه يجب عليهم أن يتبعوا ما كان عليه الأوائل من الصحابة في تمسكهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يحصل لهم الهداية .


الأدلة من السنة النبوية
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الفرقة الناجية والطائفة المنصورة هم الجماعة وهي ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم و أصحابه الكرام، فقد ثبت عند ابن ماجه في سننه من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم - وفيه - : "والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة و ثنتان وسبعون في النار" قيل يا رسول الله، من هم؟ قال : "الجماعة". {صحيح ابن ماجه (2-364)}
قال أبو شامة: وحيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق واتباعه ، و إن كان المتمسك به قليل و المخالف كثير لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى من النبى صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضي الله عنهم ولا نظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم .{الباعث على انكار البدع ص 22}
وصدق عبد الله بن مسعود حيث قال : الجماعة ما وافق الحق و إن كنت وحدك. {شرح أصول الاعتقاد 160}
وثبت عند مسلم من حديث ثوبان رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك". {رواه مسلم 3-1523}
قال يزيد بن هارون و أحمد بن حنبل : "إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم" وقال ابن المديني : "هم أصحاب الحديث" وقال البخاري : "يعني أصحاب الحديث" وقال أحمد بن سنان : "هم أهل العلم و أصحاب الأثر".
{شرف أصحاب الحديث للبغدادي}
قال المناوي في {فيض القدير 3-395} وفيه معجزة بينة فأن أهل السنة ما يزالون ظاهرين في كل عصر إلى الآن من حين ظهرت البدع على اختلاف صنوفها من الخوارج و المعتزلة و الرافضة وغيرهم لم يقم لأحد منهم دولة ولم تستمر لهم شوكة بل كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله بنور الكتاب و السنة فلله الحمد و المنة .
وثبت عند أبي داود من حديث العرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه : " فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، و إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" {رواه أبو داوود وصححه الألباني} . قال ابن حبان في (صحيحه1-104) في قوله صلى الله عليه وسلم : "عليكم بسنتي" بيان واضح أن من واظب على السنن ، وقال بها ، ولم يعرِّج على غيرها من الآراء ، كان من الفرقة الناجية يوم القيامة. جعلنا الله منهم بمنه وكرمه. و في الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". قال عمران: فلا أدري أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثًا. {رواه البخاري ومسلم} عن أبي بردة عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "النجوم أمنة للسماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، و أنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبْتُ أتى أصحابي ما يوعدون، و أصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون". {رواه مسلم}

وفي الحديث فوائد:
1- إذا كانت النجوم قد جعلها الله رجوماً للشياطين في استراق السمع فإن الصحابة رضى الله عنهم زينة هذه الأمة كانوا رصداً لتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين ، وتحريف الغالين؛ الذين اتبعوا أهواءهم .

2- و إذا كانت النجوم كذلك منارًا لأهل الأرض يهتدون بها في البر و البحر فكذلك الصحابة رضى الله عنهم يقتدى بهم للنجاة من ظلمات الشبهات و الشهوات ، فمن أعرض عن فهمهم فهو في غيه يتردى في الظلمات ليس بخارج منها .
3- فهم الصحابة للقرآن و السنة تحصين من بدع شياطين الإنس و الجن الذين يبتغون الفتنة ويبتغون تأويلها ؛ ليفسدوا مراد الله ورسوله فكان فهم الصحابة حرزاً من الشر وأسبابه.
{باختصار من المنهج السلفي للهلالي}

4- فيه أن ذهاب الصحابة رضي الله عنهم وانقضاء جيلهم يعقبه ظهور البدع والحوادث في الدين، وقد كان. وهذا كله من دلائل صدق نبوته صلى الله عليه وسلم .
- ولذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبهم فقال: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحُد ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم أو نصيفه". {رواه مسلم}

أقوال سلف الأمة
1- عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : لا تسبوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة يعني مع النبي عليه الصلاة و السلام خير من عمل أحدكم عمره. {رواه ابن أبي شيبة و ابن ماجه}

2- وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: والله لمشهد رجل منهم يعني الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبر منه وجهه خير من عمل أحدكم ولو عُمِّرَ عمر نوح. ثم قال متوعدا من يبغضهم أو يسبهم: لا جرم لما انقطعت أعمارهم أراد الله ألا ينقطع الأجر عنهم إلى يوم القيامة، والشقى من أبغضهم والسعيد من أحبهم. {رواه الترمذى وأبو داود}
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة ، أبرها قلوبًا ، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا ، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه ، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم، فإنهم كانوا على الهدي المستقيم. {جامع بيان العلم 247/2}
وقال الأوزاعى رحمه الله : اصبر نفسك على السنة وقِف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم. {شرح أصول الاعتقاد 1-154}
وقال أيضا : عليك بأثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك بالقول.
{الشريعة للآجرى 8}

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعًا. {التفسير الكبير 229/2}
وقال ابن عبد الهادي رحمه الله في {الصارم المنكي 427}: لا يجوز إحداث تأويل في آية أو سنة، لم يكن على عهد السلف، ولا عرفوه ولا بينوه للأمة.
وصدق مالك رحمه الله حيث قال: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
السلفية قواعد وأصول
الحمد لله الذي رضي من عباده باليسير من العمل وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل ، وأفاض عليهم النعمة ، وكتب على نفسه الرحمة ، وضَنَّنَ الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه ، دعا عباده إلى دار السلام فعمهم بالدعوة حجة منه عليهم وعدلاً ، وخص بالهداية والتوفيق من شاء نعمة ومنة وفضلاً ، فهذا عدله وحكمته وهو العزيز الحكيم ، وذلك فضل يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
وأشهد ألا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، شهادة عبده ، وابن عبده ، وابن أمته ، ومن لا غنى به طرفة عين عن فضله ورحمته ، ولا مطمع له بالفوز بالجنة ، والنجاة من النار إلا بعفوه ومغفرته .

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وصفيه من خلقه وخليله ، أرسله رحمة للعالمين ، وقدوة للعاملين ، ومحجة للسالكين ، وحجة على العباد أجمعين ، وقد ترك أمته على الواضحة الغَرَّاء ، والمحجة البيضاء ، وسلك أصحابه وأتباعه على أثره إلى جنات النعيم ، وعدل الراغبون عن هديه .
إلى صراط الجحيم ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حَيَّ عن بينة ، وإن الله لسميعٌ عليمٌ .
فصلى الله وملائكته وجميع عباده المؤمنين عليه ، كما وَحَّدَ الله عز وجل ، وعرفنا به ودعا إليه وسلم تسليماً .


ثم أما بعد :

فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل ، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وما قال وكفى ، خير مما كثر وألهى ، وإن ما توعدون لآت ، وما أنتم بمعجزين .

من هم السلف ؟ ومن هم السلفيون ؟ وما هي قواعد المنهج السلفي ؟ وما هي الأصول العلمية للدعوة السلفية ؟

لا شك أن هذه الأسئلة تترد في أذهان كثير من الناس منهم من عنده إجابة ومنهم من يفتقر إلى إجابة ونحن نوضح هذا المنهج ، وهذا الفكر حتى يكون الناس على بصيرة من دينهم وحتى يتأكد المسلم أنه على الصراط المستقيم وعلى هدى سيد الأولين والآخرين .
السلف: هم الصحابة والتابعون وتابعوهم من أهل القرون الخيرية الثلاثة الأُوَل التي أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيريتها فقال صلى الله عليه وسلم : (خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن خير قرون الأمة القرن الذي بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) والصحابة جمع صحابي والصحابي: هو من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك وإن تخللته ردة على الراجح من أقوال العلماء . فالصحابة: هم الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واكتحلت أعينهم بمشاهدة أنواره صلى الله عليه وسلم . والتابعون: هم الذين رأوا الصحابة أو واحداً من الصحابة . فالسلف: هم الصحابة والتابعون وتابعوهم من أهل القرون الخيرية الثلاثة الأول عدا الأول عدا أهل البدع كالخوارج والمعتزلة والقدرية والجهمية وغيرهم من فرق الضلالة . والسلفيون: هم الذين يعتقدون معتقد السلف الصالح رضي الله عنهم وينتهجون منهج السلف في فهم الكتاب والسنة فإن قال قائل لماذا نسمي بالسلفيين؟! ولماذا نبتدع أسماء جديدة؟! ألا يكفي اسم الإسلام {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ} (سورة الحـج. 78)
فالجواب: على هذه الشبهة ما أجاب به الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله- إمام أهل السنة لما قيل له ألا يسعنا أن نقول القرآن كلام الله ونسكت؟ قال: كان هذا يسع من كان قبلنا أما نحن فلا يسعنا إلا أن نقول القرآن كلام الله غير مخلوق .
فكان يسع المسلمين قبل ظهور المبتدعة من المعتزلة بخلق القرآن كان يسعهم أن يقولوا القرآن كلام الله ويسكتون ولكن لما ظهرت بدعة القول بخلق القرآن كان لابد لأهل الحق من أن يصرحوا بأن القرآن كلام الله غير مخلوق فكان يكفي العبد اسم الإسلام عندما كان المسلمون جماعة واحدة على اعتقاد واحد وعلى فهم واحد للكتاب والسنة كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: " إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة وإنكم ستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالعهد الأول " وقال الإمام مـالك: لم يكن شيء من هذه الأهواء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان لأن البدع ظهرت في آخر عهد الصحابة رضي الله عنهم .
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ).
فمن عاش من الصحابة ومن طال عمره من الصحابة رضي الله عنهم رأى مصداق ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من ظهور البدع وظهور الاختلاف وظهور الفرق . كذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمة سوف تفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة منها واحدة ناجية تصير إلى جنة عالية قطوفها دانية وبواقيها عادية تصير إلى الهاوية والنار الحامية فقال صلى الله عليه وسلم : ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على ثنتي وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: هم الجماعة ) وليس المقصود بالجماعة أي جماعة في أي مكان لأن الجماعات تختلف بإختلاف الأمكنة واختلاف الأزمنة ففي بعض الأماكن ينتشر مذهب الشيعة وفي بعض الأماكن ينتشر فكر الصوفية وفي بعضها فكر الأشاعرة فهل يقصد النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يكون مع أي جماعة في أي بلد وفي أي زمان ؟!.
ليس هذا هو المقصود قطعاً وأولى ما فسر به الحديث ولهذا الحديث رواية أخرى رواها الحاكم وهي بسند حسن لغيره قال: ( هم من كانوا على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) فيكون المقصود بالجماعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى الجماعة التي هى على شاكلة الجماعة الأولى التي كانت على فكر واحد وعلى عقيدة واحدة وعلى فهم صحيح للكتاب والسنة .
فالجماعة من كان على فكر الجماعة الأولى وعلى معتقد الجماعة الأولى ولذلك لما سُئلَ الإمام ابن المُبارك رحمة الله عليه عن الجماعة قال: أبو بكر وعمر الجماعة أبو بكر وعمر فقيل له: قد مات أبو بكر وعمر فقال: فلان وفلان فقيل: قد مات فلان وفلان فقال أبو حمزة السكري جماعة أن المقصود بالجماعة من كان على شاكلة الجماعة الأولى أي من كان على شاكلة الصحابة رضي الله عنهم لأن الله تعالى جعل معتقد الصحابة هو المقياس للعقيدة الصحيحة فقال عز وجل: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ} (سورة البقرة 137). فيجب على كل مسلم في كل زمان وفي كل مكان أن تكون عقيدته مطابقة لعقيدة الصحابة رضي الله عنهم وأن يكون فهمه للكتاب والسنة على فهم الصحابة رضي الله عنهم . فالذي دعا إلى ظهور اسم السلفية أو أهل السنة والجماعة أو أنصار السنة أو أهل الحديث أو أهل الأثر ما حدث من افتراق الأمة ومن ظهور البدع التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم كالخوارج والمعتزلة والجمهية والقدرية والصوفية والشيعة وغيرها من فرق الضلالة فلما تفرقت الأمة ولما اختلف المناهج واختلف الأهواء والآراء والعقائد كان لابد لأهل الحق أن يتميزوا باسم وأن يتميزوا بمنهج .

فالذين يتميزون بمنهج أهل السنة أو السلفيون أو أهل الأثر أو أهل الحديث ...هم الذين يحافظون على معتقد الصحابة رضي الله عنهم ويحافظون على منهج السلف وفهم السلف للكتاب والسنة .
فالدعوة السلفية ليست فهم الإسلام بفهم شخص من الناس ليست فهم شيخ الإسلام ابن تيمية أو فهم العلامة ابن باز أو الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أو الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق أو الشيخ محمد بن إسماعيل ولكن المقصود بالسلفية: المُحافظة على معتقد السلف وعلى فهم السلف للكتاب والسنة وعلى منهج السلف رضي الله عنهم .
فالدعوة السلفية: هي المحافظة على ما مضى عليه سلف الأمة رضي الله عنهم ولا شك أنها الدعوة للتمسك بالسنة التي أمرنا بالتمسك بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ). إن السنة ليست مجرد إعفاء اللحية أو الثوب القصير مثلاً وليست بعض الأقوال والأفعال ولكن السنة تشمل ما مضى عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم . فالسنة أقوال وأفعال وعقائد السنة أن تكون على معتقد السلف وتقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه وفي سمته وفي أقواله وفي أعماله والسلفية أن نتمسك بالسنة وبما أمرنا بالتمسك به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بأن طائفة من الأمة لا تزال ظاهرة على الحق ترفع راية السنة وتدعو إلى الفهم الصحيح للكتاب والسنة وأن هذه الطائفة تبقى في كل عصر وفي كل مصر تقيم الحجة على أهل عصرها أو أهل مصرها حتى يأتي أمر الله وهم كذلك وأمرُ الله ريحاً تأتي من جهة الشمال فتأخذ المؤمنين من تحت آباطهم فتقبض كل روح مؤمنة ثم تقوم الساعة بعد ذلك على شرار الخلق فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ).
فلا شك أن هذه الظاهرة: هي الفرقة الناجية التي أخبر عنها المعصوم صلى الله عليه وسلم فالطائفة الظاهرة هم أهل الحديث وهم أهل الأثر وليس المقصود بالظهور ظهور السلطان والسيف والسنان في كل مكان وزمان ولكن هذا الظهور ظهور الحجة كما قيل للإمام أحمد في زمن ظهور المعتزلة الرديئة بخلق القرآن وأَجَبَرَ المأمون بن هارون الرشيد بمقالة المعتزلة الردئية بخلق القرآن وأَجَبَرَ المأمون القضاة والمفتين والعلماء وعوام الناس على القول بخلق القرآن فقيل للإمام أحمد: ألاَ ترى إلى الباطل كيف يظهر على الحق فقال: " كلا إن ظهور الباطل على الحق أن تتقلب قلوبنا من الحق إلى الضلالة ولكن قلوبنا بعدُ ملازمة للحق " فكان الإمام أحمد في هذا الوقت هو والنفر اليسير من العلماء الذين ثبتوا على معتقد أهل السنة ودافعوا عن عقيدة أهل السنة حتى حفظ الله عزَّ وجلَّ بهم سُنة نبيه صلى الله عليه وسلم . كان الإمام أحمد ومن معه هم الجماعة في هذا الوقت مع أنه لم يكن سلطان ولا دولة فأدنى الظهور أن يكون ظهور حجة.
فأهل السنة ظهورهم إما ظهور كامل ظهور حكم وسلطان وسيف وسنان وأدنى الظهور كما قلنا ظهور الحجة والبيان: فلابد أن يبقى أناس يرفعون راية السنة ويَذُبُّونَ عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدافعون عن معتقد ومنهج أهل السنة والجماعة . كذلك يقول الإمام ابن القيم: ظن بعض الناس أن الجماعة هي سواد الناس وأن من شذ شذ في النار ولقد شذ الناس كلهم في زمن الإمام أحمد إلا نفراً يسيراً فقيل للخليفة: أتكون أنت وولاتك وقضاتك وعوام الناس على الباطل وأحمد وحده على الحق فلم يتسع قلبه لذلك فأخذ الإمام أحمد بالضرب والتعذيب بعد السجن الطويل ثم ظهر الحق وبطل ما كانوا يَدَّعُون . فالجماعة: ما وافق الحق وإن كنت وحدك فأهل السنة هو عالم متمسك بالحق وبالأثر وبما مضى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام . فليس المقصود بالجماعة: أي جماعة في أي زمان ، أو في أي مكان ، ولكن المقصود: أن تكون على شاكلة الجماعة الأولى التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: ( كلهم في النار إلا واحدة قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: الجماعة ) فالشيعة أقاموا دولة يقولون إنها دولة إسلامية ويرفعون لافتة الإسلام ولكنها دولة شيعية وفرق كبير بين الإسلام الصحيح وبين أصحاب العقائد الخربة وهم يتمسحون باسم الإسلام مع أنهم يكفرون الصحابة إلا ثلاثة وعندهم من العقائد الباطلة من الطعن في كتاب الله عز وجل ومن الطعن في أبي بكر وعمر وعثمان وأكثر الصحابة رضي الله عنهم ويتهمون السيدة عائشة المبرأة من فوق سبع سموات بما برأها الله منه .
فلا يكفي اسم الإسلام حتى تكون من الناجحين يوم القيامة وحتى تكون على الحق حتى تضم إلى ذلك أن تكون على معتقد أهل السنة والجماعة وعلى فهم أهل السنة والجماعة للكتاب والسنة وعلى منهج أهل السنة .

قواعد للمنهج السلفي
تقديم النقل على العقل وفي الواقع إن هذه القاعدة هي التي تميز أصحاب المنهج الصحيح من أصحاب المناهج ، والآراء ، والأهواء المبتدعة فأهل السنة يقدمون النقل على العقل ، فمهما قال الله عز وجل فلا قول لأحدٍ ، وإذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا قول لأحد . وهم يحترمون ويتأدبون مع النص الوارد في الكتاب والسنة الصحيحة ، عملاً بقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (سورة الحجرات1) أي: لا تقدموا قول أحد ولا هوى أحد على كلام الله عز وجل ، أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الفهم كان واضحاً جداً عند الصحابة رضي الله عنهم ، حتى قال ابن عباس كلمة ملأت الدنيا قال: " توشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر ، وقال عمر " .
فكان هذا المنهج واضحاً عند الصحابة فإذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا اعتبار بأي قول يُخالف قوله ولو كان قول أبي بكر أو عمر رضي الله عنهم وهما شيخا الإسلام والخليفتان الراشدان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " اتهموا الرأي في الدين فلقد وجدتني يوم أبي جندل أرده " يعني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ألسنا على الحق وهم على الباطل علام نعطي الدَّنية في ديننا فيقول: له النبي صلى الله عليه وسلم الزم غزرك فإنني رسول الله ولا يضيعني الله عز وجل ويذهب إلى أبي بكر ويقول له: علام نعطي الدنية في ديننا ونحن على الحق وهم على الباطل وكان يرى أن ما اتفق عليه في صلح الحديبية فيه حيف شديدٌ على المسلمين ثم ظهرت بعد ذلك بركات رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ففي عودة النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية نزلت سورة الفتح كلها بشريات وكلها خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين حتى قال الصحابة: أنتم تعدون الفتح: فتح مكة ونحن نعد الفتح: صلح الحديبية لما أتى بعده من الفتح ومن الخير ببركة التسليم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم . كذلك يقول علي رضي الله عنه: ( لو كان الدين بالرأي لكان باطن الخُفِّ أَوْلَى بالمسح من ظاهره ) فالدين: بالنقل وليس بالعقل الشرع يقول: يمسح ظاهر الخف البعيد عن ملامسة الأرض والأتربة ولو كان الدين بالعقل لكان يمسح باطن الخف ولا يمسح ظاهر الخف .
فهذه أول قاعدة تميز أهل السنة والجماعة من غيرهم والسنة تجمع أهلها لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ) ثم قال فعليكم بسنتي ) فعلاج الاختلاف في اتباع السنة لأن السنة واحدة لا تتعدد ولكن لو اتبعت عقلي وهواي وعقل شيخي وهواه وأنت اتبعت عقلك أو هواك أو هوى المعظم عندك والآخر كذلك والأهواء مختلفة والآراء مختلفة فلابد أن تفترق الأمة ولكن لو أنني قدمت كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على كلام أي أحد وأنت فعلت ذلك لابد أن نجتمع لأن السنة واحدة لا تختلف . لذلك يقولون أهل السنة والجماعة وأهل البدعة والاختلاف فالسنة: تُجَمِّعُ والبدعة: تُفَرِّق .

وقد ذهب أحد المتأخرين إلى قاعدة سماها ذهبية ، وليس ذهبية ولا فضية يقول: (( نجتمع فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا فيما اختلفنا فيه )) ولا شك أن هذا الكلام مردود ، وإن قال به عالم من علماء المسلمين ، لأننا قد نختلف في قضية كلية لا تحتمل الاختلاف كالأسماء ، والصفات ، أو القضاء والقدر ، أو الكفر والإيمان .

لما قيل لعبد الله بن عمر: (( إن بقريتنا أناساً يقولون بأنه لا قدر وأن الأمر أُنُفٌ (أي مستأنف) بلا قدر سابق )) ، وهم القدرية: الذين ينفون علم الله عز وجل بالأشياء قبل كونها ، وينفون كتابة الله عز وجل للمقادير ، وينفون مشيئة الله عز وجل ، ويجعلون العباد يخلقون أفعالهم ، فهم ينفون كل مراتب الإيمان بالقضاء والقدر التي يثبتها أهل السنة والجماعة .

فلما بلغ ذلك عبد الله بن عمر ما قال: نجتمع فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا فيما اختلفنا فيه ، ولكن قال: (( أخبروهم أنهم ليسوا مني ، ولست منهم )) اهـ .
وكانت هذه قاعدة السلف في التعامل مع أهل البدع ، فالأمور الفقهية قد تحتمل أقوال وآراء واجتهادات... ولكن العقيدة لا تحتمل الاختلاف .

والفرقة: تكون فرقة إذا كان أصحابها يخالفون أهل السنة والجماعة في قضية كلية كالأسماء والصفات ، أو القضاء والقدر ، أو الكفر والإيمان ، أو أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ، أو يخالفون أهل السنة في كثير من الجزئيات ، فيعود ذلك على جزء كبير من الشريعة بالهدم فيقوم مقام القاعدة الكلية ، فبذلك تكون الفرقة فرقة.

ولما كانت البدعة تفرق صارت المعتزلة فرقاً ، والأشاعرة فرقاً ، والصوفية فرقاً ، والخوارج فرقاً ، وكل فرقة تُخطِّىء غيرها من الفرق ، كما قالت اليهود: ليس النصارى على شيء ، وقالت النصارى: ليس اليهود على شيء.

فالحاصل أن التمسك بالسنة هو علاج الفرقة ، لأن الأمة لا يمكن أن تجتمع قدراً ، ولا يجوز لها شرعاً أن تجتمع على غير الحق ، لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة ، وإذا اجتمعت الأمة على شيء فلابد أن يكون هذا هو الحق ، لأن الله تعالى عصم إجماع أمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

فلا يكون هناك إلا التمسك بالسنة وهذا هو علاج الاختلاف ، وليس بأن يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ، مهما كانت أوجه الاختلاف ، لذلك مدوا أيديهم للشيعة الذين يكفرون الصحابة ويطعنون في القرآن ، ولهم-الشيعة- كثير من الكفريات والأشياء المخرجة من الملة .
2- رفض التأويل الكلامي

فالتأويل: يأتي بمعنى التفسير ، تأويل القرآن ، أي تفسير القرآن ، ومحاسن التأويل: أي محاسن التفسير ، والتأويل يأتي بمعنى ما يؤول إليه الأمر ، كما قال عزَّ وجلَّ: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} (53) سورة الأعراف ، فالله عز وجل يخبرنا عن يوم القيامة ويخبرنا عن الجنة والنار ، فتأويل ذلك أن يحدث ما أخبرنا الله عز وجل به ، فهذا المعنى الثاني للتأويل وهو ما يؤول إليه الأمر .

أما التأويل بالمعنى الاصطلاحي ، والذي استعمله السلف فهو: صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر ، يعني: مرجوح ، فمثل هذا التأويل مردود عند السلف ، لأن ظاهر الكتاب والسنة يجب القول به ، والمصير إليه .
لأننا لو فتحنا باب التأويل لانهدم الدين ، ولكان لكل إنسان أن يقول: ظاهر الآية غير مراد ، وظاهر الحديث غير مراد ، إنما أراد الله عز وجل كذا ، وإنما أراد رسول الله
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]كذا ، كما فعلت الخوارج وغيرهم من أهل البدع ، فيفتح باب من أبواب الشر ، وما أريقت دماء المسلمين يوم الجمل وصفين ، إلا بالتأويل ، فالتأويل كان باب شر عظيم جداً للأمة ، فظاهر الكتاب والسنة يجب القول به ، والمصير إليه ، حتى يدل الدليل على أن الظاهر غير مراد ، فهذه القاعدة الثانية عند أهل السنة والجماعة هي رفض التأويل الكلامي .
كثرة الاستدلال بالآيات والأحاديث
فأهل السنة هم أسعد الناس بالكتاب والسنة


قال الله عز وجل: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (33) سورة الفرقان ، فلا يؤصلون أصولاً من عند أنفسهم ، ثم ينظرون بعد ذلك في الكتاب والسنة ، فما وافق أصولهم أخذوا به ، وما خالفهم أوّلوه أو ردوه ، كما يفعل أهل البدع ، ولكن أهل السنة يجمعون النصوص من الكتاب والسنة في المسألة الواحدة ، ثم تكون هي أصولهم التي بها يقولون ، وحولها يدندنون ، فهم لم يؤصلوا غير ما أصله الله عز وجل ، أو رسوله
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]. فتجد دعاة التكفير مثلاً يقولون: بأن فاعل الكبيرة في النار ، فتكذبهم الآيات والأحاديث التي تخبر بمغفرة الله عز وجل للذنوب التي هي دون الشرك {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} (48) سورة النساء ، وأحاديث الشفاعة أنه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان مع قول لا إله إلا الله .
فيرجعون إلى رد هذه الأحاديث أو تأويلها ، وتأويل الآيات التي يخبر فيها الله عز وجل بأنه يغفر الذنوب جميعاً مع التوبة ، ومع غير التوبة .
من مات على ذنب دون الشرك ، فهو في مشيئة العزيز الغفار ، إن شاء غفر بفضله ورحمته ، وإن شاء عَذَّبَ بعدله وحكمته .
فنحن نرجو للمحسنين من المسلمين الجنة ، ونخاف على المذنبين من المسلمين من النار ، ولكن لا نقطع لأحد من المسلمين المحسنين بالجنَّةِ ، إلا من قطع له الشرع الحنيف بالجنة ، كالعشرة المبشرين والمرأة السوداء وغير ذلك ، كما ثبت عن النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، ونخاف على المذنبين الذين ماتوا على التوحيد ولكن لا نقطع بأنهم من أهل النار.
فالحاصل: أن أهل البدع يؤصلون الأصول من عند أنفسهم ، ثم ينظرون بعد ذلك في الكتاب والسنة ، فما وافق أصولهم يأخذون به ، وما خالفه إما أن يردوه وإما أن يؤولوه ، فهم لا ينظرون في شريعة النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]نظر الفقير المحتاج ، ولا يَرِدُون شرعه [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]ورود العطشان كما فعل أهل السنة والجماعة ، فكان جزاؤهم من جنس العمل .
يقول النبي
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]: " أنا فَرْطُكم على الحوض " والفرط: هو السابق - العرب كانت ترسل واحداً يستكشف الطريق ، ويبحث عن الماء فيسبقهم إلى الماء ويجهز الدلاء – فيقول [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]: " أنا فَرْطُكم على الحوض – أي حوضه الشريف [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]- وليختلجن رجال دوني فأقول: يا رب أمتي أمتي – وفي رواية: " أصحابي أصحابي ، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول: فسحقاً فسحقاً فسحقاً " (1) .
فهم كما لم يَرِدُوا النصوص الشرعية مَوْرِدَ الفقير المحتاج ، يحرمون حوض النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، وتطردهم الملائكة عن حوضه [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، مع أنهم يأتون بسيما هذه الأمة الغرة والتحجيل ، أي البياض في الجبهة والقوائم ، وينادي عليهم النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، ويقول: " ألا هلم ، ألا هلم " والملائكة تطردهم وتبعدهم عن الحوض فيقول: " أمتي أمتي ، إخواني إخواني ، أصحابي أصحابي " فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول: " فسحقاً فسحقاً فسحقاً " .
فهل يكفي أن يكون العبد مسلماً حتى يدخل الجنة ، وينجو من عذاب الله عز وجل أم لابد أن يكون على معتقد صحيح وعلى فهم صحيح للكتاب والسنة وهو معتقد الصحابة ، وفهم الصحابة رضي الله عنهم .

وهذه هي القاعدة الثالثة من قواعد المنهج السلفي ، وهي: كثرة الاستدلال بالآيات والأحاديث ، لذلك تجدون الكتب التي تنسب إلى أئمة السنة ومن ينتهج بهذا المنهج الواضح الحق ، يستدلون دائماً بالآيات والأحاديث ، فهي جنتهم التي فيها يرتعون ، وإليها ينقلبون ، بخلاف الكتب الفكرية ، وكتب أهل البدع ، والكتب التي تقول بأشياء تخالف النصوص ، فيرجعون إلى عقولهم ، أو بعض الآراء التي يستطيعون أن يروجوا على الناس بها باطلهم .

أهل السنة كذلك: هم أسعد الناس بإمامهم [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، لأنهم لم يتخذوا إماماً دونه [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، وعلماء المسلمين كالعلامة الألباني مثلاً ، أو العلامة ابن باز رحمه الله ، أو ابن عثيمين أو غيرهم من علماء السنة المعاصرين نحن لا نتعصب لواحد منهم بحيث إننا نأخذ كل ما قال به ، ونترك ما خالفه ، لأن هذه المنزلة ليست لأحد بعد رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، فالله عز وجل يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (7) سورة الحشر .
فالله عز وجل تعبدنا باتباع رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]وقال: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (158) سورة الأعراف ، وهذه المنزلة لا يرتفع إليها أحد من علماء الأمة ولو كان أبا بكر أو عمر فضلاً عن الأئمة الأربعة وغيرهم .
وهكذا يتضح لنا المنهج السلفي ، وهو أن ندور مع الكتاب والسنة حيث دارا فلم باتباع أحد من علماء السنة ، ولكننا تعبدنا باتباع رسول الله فهذه هي السلفية ، أن تكون على فهم الصحابة للكتاب والسنة ، وأن تدور مع الكتاب والسنة حيث دارا ، ولا تفهم الإسلام من خلال شخص غير معصوم ، فكل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله.
الأصول العلمية للدعوة السلفية
1- الأصل الأول: الدخول فى الدين كله

ومعنى الأصول العلمية: القضايا الكلية التي تهتم بها هذه الدعوة ، وتجعلها نُصْبَ عينيها ، فتجدون بعض الدعوات ترفع راية الجهاد ، ويقصدون أن الجهاد هو الإسلام كله ، فكل سعى الجماعة للجهاد .
وقد لا يفهمون الجهاد كما في كتاب الله عز وجل ، أو سنة رسوله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، فيسمون الخروج على الحاكم مثلاً جهاداً ، والخروج على الحاكم شيء والجهاد شيء آخر .
وآخرون يخرجون إلى الدعوة ، أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتكون هذه هي قضيتهم ولا يفهمون ولا يفهمون التوحيد فهماً صحيحاً ، ويقولون: الحب في الله هو أصل الأصول ، وهذا لا شك باطل ، لأن أصل الأصول هو التوحيد ، فما بعث الله عز وجل رسولاً إلاَّ بالتوحيد ، كما قال عز وجل: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} (45) سورة الزخرف ، وقال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (25) سورة الأنبياء .
وهذه مقالة متكررة من كل رسول: {اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} (50) سورة هود ، تجدون هود ، وصالح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وكل نبي أتى قومه بهذه الكلمة {اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} فقضية الأنبياء واحدة ، كما أن قضية الدعاة إلى الله عز وجل واحدة .
كما أن القضية التي ينبغي أن تهتم بها كل دعوة تَدَّعِي أنها على الحق ، وأنها على السنة ، وأنها الفرقة الناجية ، هي قضية التوحيد أي: تعبيد الناس لله عز وجل .
فهذا رِبْعِيّ بن عامر الذي فهم عن رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]ورباه النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]لما دخل على رستم سأله عما جاء به فقال: " إن الله أبتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضِيْقِ الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام " .
كيف فهم قضية الإسلام؟! وكيف تكون الدعوة إلى الله عز وجل؟! ما قال: إن الله بعثنا بالحب في الله ، أو للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أو لقضية الجهاد ، بل قال: إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد ، لأن الناس يعبدون الأشجار ، والأحجار ، والشمس ، والقمر ، والبقر ، والطواغيت ، والأموال ، والهوى ، والشياطين ، الناس يعبدون آلهة متعددة .
فوظيفة الرسل وأتباع الرسل هي: أنهم يخرجونهم من هذه العبادة الباطلة ، من عبادة غير غير الله ويعبّدونهم لله عز وجل ، يجعلونهم عبيداً حقيقيين لله عز وجل ، يعرفونهم التوحيد ويعرفونهم بالله عز وجل ، وهي القضية التي خلق الله من أجلها الخلق كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات ، والله عز وجل خلق الجن والإنس لعبادته .
فالرسل يوجهون الناس لهذه الوظيفة التي خلقهم الله عز وجل من أجلها ، فهل ترون قضية أهم من قضية التوحيد؟ هل ترون أن الناس يمكن أن ينصلح حالهم؟ أو يستقيم أمرهم ، وأن يسعدوا في الدنيا والآخرة بقضية غير قضية التوحيد؟ .
لذلك كانت قضية التوحيد هي القضية الأولى في هذه الدعوة ، لأنها قضية الرسل ، قضية تعبيد الناس لله عز وجل ، والتوحيد ليس هو التوحيد عند المعتزلة –وهو توحيد الصانع- ، وليس التوحيد عند الصوفية – وهو اعتقاد الحلول والاتحاد ووحدة الوجود- ، ولكن التوحيد أن تعتقد أن الله عز وجل واحد ، وما ينبغي أن تتعرف به على الله عز وجل ، وأن تثبته لله عز وجل من أسمائه وصفاته وربوبيته ، وكذلك إفراد الله عز وجل بكل ألوان العبادة.
ويدخل –لا شك- في قضية التوحيد الإيمانُ بالملائكة ، والرسل ، والكتب ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، فكل هذا يدخل في قضية التوحيد ، فهذه القضية الأولى عند الرسل .
فأي دعوة لا تهتم بقضية التوحيد ، ولا تجعل قضية التوحيد نُصْبَ عينها فهي دعوة على غير هدي المرسلين .
مهما كانوا يقولون: دعوة عالمية ، ودعوة عمرها ثمانون سنة ، ودعوة منتشرة في بقاع الدنيا ، إذا كانت هذه الدعوة لا تهتم بقضية التوحيد فهي دعوة على غير هدى المرسلين ، لأن الرسل دعوتهم كانت للتوحيد ، والله عز وجل أرسل كل الرسل بدين واحد وهو التوحيد {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (13) سورة الشورى .
فأصول العقائد واحدة لم تختلف من رسول إلى رسول ، فالذي جاء به نبينا محمد [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]من التوحيد ، هو ما جاء به موسى ، وما جاء به عيسى ، وما جاء به إبراهيم ، وهو الإسلام إسلامُ الوجه لله والإيمانُ بأمورِ الإيمان الستة .
أما الشرائع فمختلفة ( تكاليف العبادات ) يحل الله عز وجل لهؤلاء ما حرم على هؤلاء ، ويحرم على هؤلاء ما أحل لهؤلاء ، كما قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (48) سورة المائدة .

فكل أمة لها تشريع وتكاليف مختلفة ، ولكن قضية التوحيد قضية واحدة ، فالرسل كلهم دعوا إلى التوحيد ، والتوحيد واحد لا يختلف ، لذلك أي دعوة ينبغي أن تهتم بقضية التوحيد ، وأن تُعَلَّمَ التوحيد الذي تركنا عليه رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]لقول الله عز وجل: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ} (137) سورة البقرة ، فعقيدة الصحابة: هي المقياس الصحيح للعقيدة ، فأي معتقد يخالف اعتقاد السلف فهو باطل ، لأن الحق هو ما تركنا عليه رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG].
2- الأصل الثاني: الاتباع
والاتباع يأتي بأحد معنيين: (( الاتباع الذي هو ضد الابتداع )) .
كما قال ابن مسعود: " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " فالاتباع يأتي بمعنى اتباع هدى النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، واتباع سنة النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]كما قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (7) سورة الحشر ، وقال: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} (80) سورة النساء ، وقال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (36) سورة الأحزاب .
والأحاديث كثيرة وشهيرة فمن ذلك قوله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]:" فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي "(1) ، ومنه قوله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]: " لكل عمل شِرّةٌ ، ولكل شرة فَتْرَةٌ ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، ومن كانت فترته لغير ذلك فقد ضل "(2) .
فالحاصل: أن الله عز وجل تعبدنا باتباع رسوله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG].

وخير أمرو الدين ما كان سنة وشر الأمور المحدثات البدائع .

كما حذرنا الله عز وجل من مخالفة هديه
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63) سورة النــور .
وقال النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " (3) .
وقال [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]: " أما بعد ، فإن أحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، وشر الأمرو محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة "(4) .

فكان هذا المنهج واضحاً جداً للصحابة رضي الله عنهم ، حتى لما طلب أبو بكر الصديق من زيد بن ثابت أن يجمع القرآن ، قال: (( كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG])) ، لما أقتنع عمر بن الخطاب وذهب عمر وأبو بكر لزيد بن ثابت يطلبان منه أن يجمع القرآن ، ويتتبع آيات القرآن فقال: (( كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG])) .
ولما أراد النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]أن يؤدب الذين قتلوا قواده في مؤتة في شمال الجزيرة العربية من الروم ، فجهز جيشاً بقيادة أسامة بن زيد بن حارثة –حب رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]- ثم شغلوا بمرض النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]وكان الجيش معسكراً قريباً من المدينة ، فلما توفى رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، ولحق بالرفيق الأعلى ، وارتدت قبائل العرب ، وقيل لأبي بكر الصديق: " كيف يخرج هذا الجيش وقد ارتدت قبائل العرب ، وكيف نترك المدينة ، وقد يهجم هؤلاء المرتدون على المدينة " .
فغضب أبو بكر رضي الله عنه وقال: " أقاتلهم وحدي حتى تنفرد سالفتي " ، وقال: (( كيف أفك عقدة عقدها رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]؟! )) ، وصمم على خروج جيش أسامة بن زيد ، وخرج جيش أسامة ، وأرهب قبائل العرب ، وقالوا: (( ما خرج هذا الجيش إلا وبهم قوة ومنعة )) وكان هذا من بركة التسليم للسنة ، فذهب الجيش ، وغاب أربعين يوماً ، وعاد سالماً غانماً ، ثم جهز بعد ذلك أبو بكر الجيوش لقتال المرتدين ، فحفظ الله عز وجل بهم الدين ، وردهم إلى حديقة الإسلام مرة ثانية .
الاتباع أيضاً يأتي بمعنى الاتباع الذي هو منـزلة متوسطة بين الاجتهاد والتقليد:

فالاتباع: أن تتبع العالم بدليله من الكتاب والسنة ، فهي منزلة متوسطة بين الاجتهاد والتقليد .

والاجتهاد: أن تحصل أدوات الاجتهاد ، تدرس القرآن ، وتعلم ما به من ناسخ ومنسوخ ، ومطلق ومُقيد ، وخاص ، وعام ، وكذلك تدرس أحاديث النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، أو على الأقل تعرف مواقعها في كتب السنة ، وتدرس اللغة العربية ، وتدرس الأصلين أصول الحديث ، وأصول الفقه ، ثم إذا حصّلت أدوات النظر المباشر والاجتهاد من حقك أن تجمع النصوص وأن تجتهد ، فهذه منزلة الاجتهاد ، وهي لخواص الأمة من العلماء الذين حصلوا أدوات الاجتهاد ، في مقابل هذه المنزلة هناك منزلة التقليد .
والتقليد: جائز للجاهل المحض ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها .
فإن الجاهل المحض الذي لا يقرأ ولا يكتب إذا تلوت عليه الدليل ، أو إذا ذكرت له الآية والحديث لا يفهم المقصود ، فهو إذا أراد أن يطلّق زوجته يطلب منك أن يعرف كيف يطلق ، وإذا أراد أن يحج بيت الله فيريد منك أن يعرف كيف يحج ، وإذا فهم ذلك فهذا حسبه ولا يستطيع أكثر من ذلك ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها .
فالتقليد جائز في مواطن منها الجاهل المحض الذي لا يفهم المقصود من الآية والحديث .
كذلك المسائل التي ليست فيها نص من الكتاب أو السنة صحيح صريح يدل على المعنى بوضوح ، ولكن قد يكون هناك نص غير ظاهر الدلالة ، فتختلف أنظار العلماء وأفهام العلماء للنص ، وبعضهم يستدل به على قضية ، والآخر يستدل به على عكس القضية .
فمثل هذه المسائل أيضاً تكون من مسائل الاجتهاد ، وهي التي فيها نص غير واضح الدلالة ، أو غير صريح الدلالة ، فتكون أيضاً من مسائل الاجتهاد .
فمسائل الاجتهاد: المسائل التي ليس فيها نص بالمرة ، ويكون مستند العلماء فيها أن يقيسوا مسألة غير منصوصة على منصوصة للتشابه بينهما .
والقياس: كما يقولون كأكل الميتة للمضطر ، فهو لم يجد نصاً في المسألة فلجأ للقياس ، والذين يقيسون هم العلماء كما بينا .
فالحاصل: أن القياس يلجأ إليه عند عدم وجود النص ، أو عند وجود نص غير واضح الدلالة أو غير صريح في القضية ، فهذه المسألة تعتبر من مسائل الاجتهاد ، فيجوز لك أن تقلد في مثل هذه المسائل الاجتهادية عالماً من علماء الأمة ، وأن تأخذ بفهمه لهذه القضية ، ولا يعترض مجتهد على مجتهد ، ولا مَنْ قلد ، يعني لا يعترض مَنْ قلد مجتهداً على من قلد مجتهداً آخر ، طالما أن المسألة ليس فيها نص صريح من الكتاب أو السنة .
أيضاً من المواطن التي يصلح فيها التقليد ، المواطن التي تنزل بالمسلمين فيها نازلة ، وليس هناك وقت لمعرفة أقوال العلماء ، ومعرفة اختلافهم ، وأيهم وِفْق الكتاب والسنة ، فمثل هذه النوازل عند ضيق الوقت لا يسع الوقت لتدبر أقوال العلماء فيجوز لنا أن نقلد عالماً من علماء الأمة .
فالاتباع هنا يعني الاتباع الذي هو منزلة متوسطة بين الاجتهاد ، والتقليد ، فنحن لسنا بعلماء مجتهدين ، فنحن طلاب علم ، كذلك لسنا من الصنف الآخر الجاهل المحض ، ولكن نحن طلاب علم ، فالذي يتعين عليه الاتباع ، والمسائل المختلف فيها ينبغي علينا أن نعرف أقوال العلماء فيها ، وأن نعلم أيهم أقرب للكتاب والسنة ، لأن الله عزَّ وجلَّ تعبدنا باتباع رسوله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]وقال: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (158) سورة الأعراف ، وقال: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (108) سورة يوسف ، فلابد أن يكون الاتباع للنبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]ووسيلة الاتباع هي أن تعرف من يوصلك إلى النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، لأن المقلد ليس من أهل العلم .
العلم قال الله ، قال رســوله قال الصحـابة ، ليس بالتمويه .
ما العلم نصبَكَ للخلافِ سفـاهة بين الرسـول وبين قول فقيه .
كل العلوم سوى القرآن مشغـلة إلا الحديثَ وإلا الفقهَ في الدينِ .
العلـم ما كان فيه قال حدثنا وما سوى ذاك فوسواس الشياطين .

فالمقلد ليس عنده خبر عن الله عز وجل ، أو عن رسوله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، ليس عنده إلا قال الشافعي ، قال أحمد ، قال فلان ، ليس عنده خبر عن الله عز وجل ، أو عن رسوله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، وقالوا: لا فرق بين المقلد وبين بهيمة تقاد ، وللأسف بعض الجماعات في الساحة الإسلامية تربى أبناءها على التقليد ، فلا تعودهم على السؤال عن الدليل ، وإذا سأل أحد عن الدليل ربما يضرب في وجهه ، لأنه ليس من حقه أن يعرف الدليل .
فينبغي أن تتعرف على الدليل ، وأن يكون الاتباع للنبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، وبعض الناس يعتبرون السؤال عن الدليل سوء أدب مع المفتي ، والواقع أن هذا ليس بسوء أدب ، ولكنه تحري وتقوى لله عز وجل ، وأنك تريد أن تتأكد أنك خلف النبي
الأصل الثالث: التزكية
والتزكية: يقصد بها التنمية والتطهر ، يقولون زكا الزرع ، أي نما ، وصلح وبلغ كماله .
فالتزكية من المهمات التي بعث بها نبينا الكريم [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (2) سورة الجمعة .
وكان النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]يطلب التزكية لنفسه ويقول: " اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكها ، أنت وليها ومولاها " (رواه مسلم (17/41) الذكر بزيادة في أوله وآخره ، وأحمد (4/371) و (6/209) بلفظ: (( اللهم أعط )) . ) .
وتمنن الله عزَّ وجلَّ على المسلمين بمثل هذه الزكاة وقال عز وجل: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء} (21) سورة النــور .
وأقسم الله عز وجل في كتابه أحد عشر قسماً متوالياً ، وليس في القرآن كله من أوله إلى آخره أقسام متوالية بمثل هذا العدد ، وهذه الكثرة على أن صلاح العباد منوط بتزكية نفوسهم ، وعلى أن خيبتهم منوطة بتدسية نفوسهم قال تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} (1-10) الشمس .
والله عز وجل لا يحتاج إلى قَسَمٍ ، ومن أصدق من الله قيلاً ، ولكنه عزَّ وجلَّ يريد أن يلفت أنظارنا إلى عظمة هذه الحقيقة وشرف هذه القضية فيقسم عليها هذه الأقسام المتوالية بهذه الكثرة وعلى هذا النسق يقول: قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ، وكيف يفلح من زكاها ، وهو يسعد في الدنيا والآخرة .
يعني من زكى نفسه يعيش في روضة من رياض الجنة يأنس بالله ، ويسعد بالله ويستغنى بالله عز وجل ، كما قال النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]: " وجعلت قرة عيني في الصلاة " (رواه النسائي (7/61) عشرة النساء ، وأحمد (3/285،199،128) ، والحاكم (2/160) النكاح وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني .. )
وكان يواصل وينهى عن الوصال ، فيقولون: إنك تواصل ، فيقول: " إني لست كهيئتكم ، إني أبيت لي مطعمٌ يطعمني ، وساق يسقيني " (رواه البخاري (4/202) الصوم ، ومسلم (7/212) الصيام ، ومالك في الموطأ (1/300) الصيام .) فكان يفيض على قلبه من المعاني ، والأحوال الإيمانية ، ومن حلاوة الإيمان ما يغنيه عن الطعام ، والشراب كما قال بعضهم:
لها أحاديث من ذكراك تشغلها عن الطعام وتلهيها عن الزاد .

فالإنسان: إذا كان في حالة إيمانية مرتفعة يأنس بالله عز وجل ويسعد بالله عز وجل ، فإنه لا يحتاج مع ذلك إلى كثير من الطعام والشراب ، بل يستغنى بما يَرِدُ على قلبه ، لذلك المؤمن يأكل في مَعِىٍّ واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء .
فالمؤمن عنده من الإيمان ، ومن الأحوال الإيمانية ما يغنيه عن كثير من الطعام والشراب .
فالحاصل: أن صلاح العباد في تزكية نفوسهم ، وخيبتهم وخسارتهم في تدسية نفوسهم ، وأول التزكية عند أهل المنهج الصحيح ، أي: عند السلفيين أو أهل السنة والجماعة هو التزكية بالتوحيد ، لأن أعظم النجاسات هي نجاسة الشرك قال عز وجل: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (28) سورة التوبة .
قال ابن عباس في قول الله عز وجل: {وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِين (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ(7)} سورة فصلت ، قال: الذين لايشهدون أن لا إله إلا الله .
فالزكاة هنا بالتوحيد ، وأرسل الله عز وجل موسى إلى فرعون يقول: {فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)} سورة النازعات ، أي تتزكى بالتوحيد ، وترك الشرك .
فالنفس تزكو بالتوحيد ، وتزكو أي وتعلوا ، وتصلح وتكمل كذلك بأداء الواجبات ، والإكثار من نوافل الطاعات ، كما أن النفس تصير دنيئة حقيرة لا تكاد ترى من حقارتها ، ودنائتها بالشرك بالله عز وجل ، وبمعصية الله عز وجل: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} (9) سورة الشمس ، يعني علاها ، وطهرها ، ونمها ، وكملها بالتوحيد والطاعة ، وقد خاب من دساها .
فالتدسية: عكس التزكية ، وهي التحقير والتصغير ، كما قال تعالى: {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} (59) سورة النحل ، أي يخفيه في التراب ، فالنفس تصير حقيرة دنيئة لا تكاد ترى من حقارتها ، ومن دنائتها بالشرك والمعصية لله تعالى .
فبداية التزكية عند السلفيين – أهل السنة والجماعة – هي توحيد ، يعني أن تعرف الله عز وجل معرفة صحيحة ، كما عرفنا الله عز وجل بنفسه ، وكما عرفنا به رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، ثم لازم هذه المعرفة أن تفرد الله عز وجل وحده بتوحيد القصد والطلب ، فلا تزكوا النفس بشيء قبل أن تزكوا بالتوحيد أولاً ، فأول واجب على المكلف هو معرفة الله عز وجل ، كما عرّفنا بنفسه ، وكما عرّفنا به رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، وإفراد الله وحده بالعبادات .
ثم بعد ذلك التزكية بأداء الواجبات ، وهذه أيضاً تزكية واجبة ، فأفضل الأعمال أداء ما افترض الله ، والورع عما حرم الله وحسن النية فيما عند الله عز وجل ، كما في حديث أبي هريرة – الحديث القدسي الذي هو أشرف حديث – بشأن الولي: " وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه " (رواه البخاري (4/231) ، وأبو نعيم في الحلية (1/142/2) ، وانظر الحديث في السلسلة الصحيحة رقم (1640) ) .
فالإنسان: لا يكون ممن لا يُخْرِج زكاة ماله ، ويعتمر كل عام ، أو يبني المساجد ، وكما يقولون: من شغله الفرض عن النفل فهـو معذور ، لأنه مشغول بما هو أحب إلى الله عز وجل وأكثر تقريباً إلى الله عز وجل وهو الفرض ، فمن شغله الفرض عن النفل فهـو معذور ، ومن شغله النفل عن الفرض فهـو مغرور .

فالإنسان: ينبغي عليه أن يجتهد في الفرائض ، يتدبر في حاله هل يؤدي الصلوات في الوقت الذي ينبغي وعلى الوجه الذي ينبغي ، أي في أول الوقت ، وفي الجماعة ، ويستكمل الركوع والسجود والخشوع ، أو يصلي في آخر الوقت منفرداً ؟ ، هل عنده مال تجب فيه الزكاة فيبادر بأداء زكاة ماله ؟ هل عنده استطاعة لحج بيت الله الحرام ، ولم يحج ؟ هل يصوم الشهر كما ينبغي إيماناً واحتساباً ؟
كذلك يدخل في الفرائض: الفرائض التركية ، ترك الزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر ، وأكل الربا ، وأكل أموال الناس بالباطل ، والغيبة والنميمة ، وغير ذلك من الأمور التي تعبدنا الله عز وجل بتركها ، كما قال النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]: " إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا " (رواه مسلم (9 /100 - 101) الحج .) .
فهذه هي التزكية الواجبة بعد التزكية بالتوحيد ، ثم بعد ذلك هناك التزكية بالنوافل التي .rيبينها لنا رسول الله
والشرع غنى بوسائل التزكية فلا نحتاج أن نبتدع طرقاً ووسائل لتزكية النفس ، كالتطويح والرقص عند الصوفية ، أو الذكر بالاسم المفرد ، أو تحريم ما أحل الله عز وجل من الأطعمة والأشربة ، وغير ذلك .

بل ينبغي أن نتحبب ونتقرب إلى الله عز وجل بما ثبت عن النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، وأن نعتقد أن خير الهدى هدى رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG].
ولايمكن للعبد أن يكون على هدي خير من هدي محمد [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، لذلك لما سمع النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]عن الثلاثة النفر من الصحابة الكرام الذين ذهبوا إلى بيوت أزواج النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، وسألوا عن عبادته وكأنهم تقالوها ، وقالوا أين نحن من النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
فظنوا أن النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]لا يحتاج إلى كثير من العبادة ، ولذلك كان يصوم ويفطر ، ويقوم وينام ، ويتزوج النساء ، ولكنهم ينبغي عليهم أن يكونوا أشد اجتهاداً ، فقال أحدهم: أما أنا فأقوم ولا أنام ، وقال الثاني: أما أنا فأصوم ولا أفطر ، وقال الثالث: وأنا لا أتزوج النساء ، فلما بلغ ذلك النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]قال: " أما إني أعلمهم بالله ، وأشدهم له خشية ، ولكني أقوم وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " (رواه البخاري (9 /89 - 90 ) النكاح ، ومسلم (9 / 176) النكاح) .
فلا يمكن للعبد أن يصل إلى هدى هو خير من هدى محمد
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG].
فالحاصل: أن الشرع أغنانا بوسائل كثيرة في التزكية ، نوافل الصلاة ، كصلاة السنن الرواتب اثنى عشر ركعة كما قال ابن عمر: حفظت عن رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]: " أربعاً قبل الظهر ، واثنان بعد الظهر ، واثنان بعد المغرب ، واثنان بعد العشاء ، واثنان قبل الصبح " (رواه مسلم ( 6/8 ) الصلاة .) .
بَيَّنَ فضل هذه الركعات حديث أم حبيـبة -رضي الله عنها- تقول: قال رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]: " من صلى في يوم وليلة اثنى عشر سجدة سوى المكتوبة ، بني له بيت في الجنة " (رواه مسلم ( 6/6 ) الصلاة ، وأبو داود ( 1237 ) أبواب التطوع .) . فالإنسان: إذا كان يحافظ على السنن الرواتب ، فإنه يحافظ على اثنى عشر ركعة كل يوم ، يدوام عليها ، فكل يوم يدوام على هذه الركعات ، يبنى له بيتٌ في الجنة ، ولا تعجب فإن أدنى أهل الجنة منزلة ، له مثل الدنيا وعشرة أمثالها .
هناك قيام الليل ، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل ومن نوافل الصلاة أيضاً سنة الضحى وتحية المسجد ، ومطلق التنفل في غير أوقات الكراهة .
هناك سنن الصيام كصيام الاثنين والخميس ، وثلاثة أيام من كل شهر ( الأيام البيض ) ، وست من شوال ، ويوم عرفة ، ويوم عاشوراء ، وصيام يوم وإفطار يوم ، وهو أحب الصيام إلى الله ، وهو صيام داود عليه السـلام .
يقول النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]: " من صام يوماً في سبيل الله ، جعل بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض " (رواه البخاري (6/47) الجهاد ، ومسلم (8/33) الصوم .) .
هناك سنن في الإنفاق والصدقات: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء} (261) سورة البقرة .
هناك نوافل الحج والعمرة " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " (رواه البخاري (3/597) العمرة ، ومسلم (9/117 ، 118) .).
نوافل الصلاة على النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]: " من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً " (رواه مسلم (4/128) الصلاة .) .
فأنت تصلي صلاة واحدة على النبي [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]، والله عز وجل يصلي عليك عشر صلوات .
كذلك الدعاء ، الدعاء هو العبادة ، قال الله عز وجل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60) سورة غافر .
من نوافل الذكر أذكار الصباح والمساء ، والطعام ، والنوم ، وغير ذلك ، والأذكار الموظفة ، والغير موظفة " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت " (رواه ابن حبان (2398 موارد ) ، والحاكم (1/494) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
وقال الذهبي: صحيح .
) .
فأبواب الخير كثيرة جداً ، ووسائل الشرع كثيرة جداً للتزكية ، فلا نحتاج أن نبتدع طرقاً للتزكية .

فالإنسان: لو فتح له باب من هذه الأبواب العظيمة ، واجتهد في هذا الباب لابد أن يدخل من هذا الباب لابد أن يدخل من هذا الباب على الغني الوهاب ، ومن وجد ربه عز وجل فقد وجد كل شيء ، ومن فاته ربه عز وجل فقد فاته كل شيء .
فهذه وسائل التزكية عند أهل السنة والجماعة ، وأهل السنة والجماعة يزكون أنفسهم من أجل تحقيق كمال العبودية لله عز وجل .
هذه باختصار (( الأصول العلمية للدعوة السلفية )) وهذا كلام مختصر عن السلفية فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لفهمه ، والعمل به ، ونسأله تعالى كما جمعنا في هذا المكان أن يجمعنا على الحق ، وأن يجمعنا على حوض نبيه محمد [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]كما آمنا به ولم نره ، وألا يفرق بيننا وبينه حتى يدخلنا مدخله ، ونسأله أن يجمعنا على حوضه ، وأن يسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظماً بعدها أبداً .


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال وجواب الزوين ألغاز 22 04-17-2012 08:55 PM
®:::لماذا السلفية ؟؟:::® МŘ. ali afandi نور الإسلام - 2 05-07-2009 02:31 AM
المنهج السلفي بين يديك : ... : سؤال وجواب ( منقول لأهميته ) МŘ. ali afandi نور الإسلام - 7 05-05-2009 08:41 PM
هو لما نقول منقول عيب؟؟ alassiya حوارات و نقاشات جاده 24 09-19-2007 01:04 AM


الساعة الآن 11:07 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011