عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-24-2009, 04:29 PM
 
Cool مفهوم ثقافة التطوع و إشكاليته

مفهوم ثقافة التطوع وإشكاليته


قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها مفهوم "ثقافة التطوع"، إذ لا نكاد نجده مستعملاً في الخطاب المتداول في هذا المجال، ولذلك فإنه من المفيد تحديد المقصود به وهو "منظومة القيم والمبادئ والأخلاقيات والمعايير والرموز والممارسات التي تحض على المبادرة بعمل الخير الذي يتعدى نفعه إلى الغير؛ إما بدرء مفسدة أو بجلب منفعة، تطوعاً من غير إلزام، ودون إكراه".

إن مفهوم "ثقافة التطوع" بهذا المعنى يقع في منظومة الفكر المادي العلماني على طرف نقيض لمفهوم "الواجب" أو "الإلزام"؛ ولذلك نجدهم يفرقون بين "العمل التطوعي" و"العمل غير التطوعي"؛ ومن ثم بين القطاع الخيري (أو اللاربحي)، وقطاع الأعمال (أو الربحي)، وبين المنظمات الحكومية والمنظمات غير الحكومية أو الأهلية.
والأمر جد مختلف في منظومة الفكر الإيماني الإسلامي؛ إذ يتصل التطوع بالفرض، كما تتصل السنة بالواجب اتصالاً وثيقاً، يصل أحياناً إلى حد انتقال العمل الواحد من موقع "التطوع" إلى موقع الفريضة الملزمة، وذلك في الحالات التي عبر عنها الفقهاء بمفهوم "فروض الكفاية"؛ وهي تلك الأعمال التي يتعين القيام بها لمصلحة المجتمع أو الأمة كلها، ويناط ذلك بفرد أو بجماعة منها أو فئة معينة تكون مؤهلة لهذا العمل على سبيل التطوع، فإن لم ينهض به أحد صار العمل المطلوب فرضاً ملزماً، ويأثم الجميع ما لم يقم هذا الفرد أو تلك الفئة أو الجماعة - أو غيرها - بأدائه على الوجه الذي يكفي حاجة المجتمع.

وكلما كان الفرد أو الجماعة أو الفئة أكثر قدرة على القيام بأداء فرض الكفاية على سبيل التطوع وتقاعس عن ذلك، كان نصيبه من الإثم أكبر من غير القادر أو الأقل قدرة منه.
ولم يحظ العمل التطوعي في أي ثقافة أجنبية بمثل المكانة التي حظي بها في الثقافة الإسلامية، ومع ذلك فإن ثقافة التطوع في المجتمع العربي المعاصر تتسم بدرجة متدنية من الفاعلية في معظم البلدان من المحيط إلى الخليج، وتعاني من إشكاليات أربع كل واحدة أعقد من أختها، وهي إشكاليات التسييس، واختلال الأولويات، وجمود الخطاب الفكري وتقليديته في ميدان التطوع، وازدواجية المرجعية المعرفية في هذا الميدان.
وما يلفت النظر هنا هو أن التدني في فاعلية التطوع في معظم المجتمعات العربية يأتي في وقت هي أشد ما تكون فيه حاجة إلى تنشيط فاعليات العمل الأهلي كافة، وفي القلب منها فاعليات العمل التطوعي؛ وذلك لأسباب تعود إلى طبيعة التحولات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها من جهة، ونظراً لصعود موجة الاهتمام العالمي لما يسمى القطاع الثالث أو اللاربحي من جهة أخرى، مع ما يفرضه هذا الصعود من ضرورة التفتيش عما تملكه في مخزونها الثقافي والقيمي من محفزات ودوافع لتنشيط العمل التطوعي وتطويره.
يتحدث كثير من الباحثين والعلماء عن ظاهرة "اللاتطوعية" في المجتمع العربي والإسلامي بصفة عامة، هذا بالرغم من أن ثقافة التطوع في مجتمعاتنا ترتكز نظرياً علي نواة صلبة من عقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر وهي التي دفعت المجتمع الإسلامي على مر الزمن أفراداً وجماعات إلى المبادرة بفعل الخير، والسعي طواعية لتقديم العون للآخرين ابتغاء وجه الله تعالى. وقد ارتبطت بهذه النواة الصلبة للتطوع منظومة معرفية واسعة المدى من الأعمال التطوعية التي تبدأ بأبسط الأمور مثل "الابتسامة" في وجه الآخر، و"إماطة الأذى عن الطريق"، وتصل إلى التضحية بالنفس في سبيل الله. وتشتمل هذه المنظومة أيضاً على مفاهيم ومبادئ وأخلاقيات تعلي من شأن عمل الخير والبر والإحسان وإيثار الآخرين على النفس، والاحتساب والجهاد بالمال والنفس وبالكلمة والرأي الذي ينتصر للحق. وبعض هذه المفاهيم تحول إلى مؤسسات كان لها دور كبير في حياة المجتمع الإسلامي، ومن ذلك مفهوم الصدقة الجارية الذي نشأت عنه مؤسسة الوقف بتراثها العريق.
والسؤال هو: لماذا هذا "التدني" في فاعلية التطوع وفي جدواه الاجتماعية في عالمنا العربي؟ لا شك أن هناك أسباباً كثيرة يمكن ردها إلى أن "الثقافة السائدة" في هذا المجال تعاني بدورها من الإشكاليات الأربع السابق ذكرها، والتي سوف نتناولها في مقال لاحق. وقد نبتت تلك الإشكاليات بجملتها في مناخ الحكم الشمولي التسلطي الذي عانت منه معظم المجتمعات العربية على مدى نصف القرن الأخير، حيث تشكل هذا المناخ في إطار فلسفة الرأي الواحد، والأمر من أعلى هرم السلطة إلى أدناه، والامتثال من قاعدة المجتمع إلى حد الإذعان التام، وهو ما يتناقض مع فلسفة التطوع القائمة على المبادرة والاختيار الحر. ولكن ماذا عن الإشكاليات الأربع من المنظور الواقعي؟ هذا ما سنتناوله في الأسبوع المقبل بإذن الله.
__________________
(((رب اجعلنى مقيم الصلاه ومن ذريتى ربنا وتقبل دعاء)))

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-13-2010, 02:59 PM
 

ولا رد !!!!!!!!!!!!
__________________
(((رب اجعلنى مقيم الصلاه ومن ذريتى ربنا وتقبل دعاء)))

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-05-2010, 03:40 PM
 
ممكن ما يكون فيه ولا رد للأسباب التالية
1- الموضوع مطروح قبل كده
2- الخطاب والأسلوب في المشاركة جدا صعب وثقافته عالية غير مبسطة
وأنا عندي استفسارات بسيطة لو أمكن
التطوع وازدواجيته مع عبارة الطواعية الدينية
التطوع وفلسفة المجتمع له ؟؟!!
فاعلية التطوع !!!
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-06-2010, 06:40 AM
 
موضوع جميل
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مفهوم العدل تئلمت بس تعلمت نور الإسلام - 2 12-30-2011 02:15 PM
كيف ننشر ثقافة التطوع ونؤهل المتطوع؟ *آلاء الحيانى* نور الإسلام - 1 05-24-2009 05:40 PM
مفهوم العلم تئلمت بس تعلمت مواضيع عامة 5 04-18-2008 11:39 PM
ثقافة العمل التطوعي مفقودة لدى كثير من الشباب السعوديين بــو راكـــــان نور الإسلام - 4 10-18-2007 08:39 PM
مفهوم ثقافة التطوع وإشكاليته بــو راكـــــان نور الإسلام - 2 10-18-2007 08:31 PM


الساعة الآن 04:27 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011