عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-01-2009, 06:08 AM
 
آمنا بالله وحده وكفرنا بالشرعية الدولية / للشيخ عبد العزيز الجليل فك الله أسره

آمنا بالله وحده وكفرنا بالشرعية الدولية
عبد العزيز بن ناصر الجُلَيِّل




الاحتكام إلى ما يسمى ب (الشرعية الدولية) من الدعوات التي تتردد على ألسنة بعض السياسيين، ويراد بها: الاحتكام إلى القوانين الوضعية التي اصطنعها الغرب من أجل فرض هيمنته السياسية ورؤيته الفكرية على شعوب العالم، ولكثرة تداول المصطلح في وسائل الإعلام أصبح بعض المسلمين - مع الأسف الشديد - يستخدم هذا المصطلح دون إدراك لمراميه وأبعاده العقدية الخطيرة.


إن من أخطر ما يعانيه المسلمون اليوم ما يقوم به أعداؤهم من الكافرين والمنافقين من التلبيس والتضليل حتى أصبح ذلك سِمَة من السِّمَات البارزة في واقعنا المعاصر. وقد بلغت خطورة هذا الأمر أن انخدع به بعض المنتسبين للعلم فضلاً عن العامة والدهماء، وذلك بما يقوم به الملبسون الماكرون من تلاعب بالمصطلحات وقلب للحقائق وعرضها في قوالب مزخرفة وطرحها في وسائل الإعلام المختلفة بكثافة وتكرار حتى ألفتها الأسماع وصار يردِّدها كثير من أبناء المسلمين عن خبث من بعضهم أحياناً وعن جهل وتغفيل من بعضهم الآخر.

ومما زاد الأمر خطورة غفلة كثير من أهل العلم عن التصدي لهذه التلبيسات التي يمس كثير منها صلب العقيدة وأركان التوحيد وهوية الأمة وأخلاقها. وإن لم يقم أهل العلم بواجبهم في رفع هذا التلبيس وبيان سبيل المجرمين تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.

ومن المصطلحات الكفرية الخطيرة التي تعمل أجهزة الإعلام الدولية ويتبعها على ذلك كثير من إعلام البلدان الإسلامية ممن لا خلاق لهم والتي يجب على أهل العلم فضحها وتعريتها وتبيين خطرها على العقيدة؛ مصطلح (الشرعية الدولية)؛ حيث يطرح اليوم بكثافة وينادى بترسيخ هذا المصطلح الوثني في أذهان الناس وذلك بمناداتهم تارة ب (احترام الشرعية الدولية) وتارة ب (تحريم الخروج على الشرعية الدولية) ومرة ثالثة ب (الالتزام بقرارات الشرعية الدولية)؛ فماذا يعني هذا المصطلح الطاغوتي؟.

إن (الشرعية الدولية) ترمي إلى الاحتكام والالتزام بشرع وضعي وضعته الدول الكبرى الكافرة يحكم علاقات الدول في هذا العالم وَفْقاً لتشريعاتهم ومعاييرهم وأعرافهم ومصالحهم، وهذا الشرع الوضعي هو تلك القوانين التي وضعتها الدول الكافرة التي أسست منظمة الأمم المتحدة بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية – أمريكا وبريطانيا وروسيا – وانضم إليهم بعد ذلك فرنسا والصين وصاغت قوانينها لمصالحها ومصالح حلفائها في تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ؛ فوضعت ما سمَّته ب (ميثاق الأمم المتحدة) ليكون له المرجعية الأولى في كل قضية من قضايا العالم حيث تستمد (الشرعية الدولية) منه الأحكام والقرارات وتستند إليه في الخلافات والنزاعات والإجراءات. وأصبح العدو يستخدم هذا المصطلح في تمرير أي شيء يريده على دول العالم ولا سيما دول المنطقة الإسلامية؛ فتحتل بلدان المسلمين وتغزوها باسم (الشرعية الدولية)، وتؤيد هذا التيار أو ذلك باسم (الشرعية الدوليةوتحارب الدعاة والمجاهدين باسم (الشرعية الدولية)، ومن خرج عن ذلك فهو خارج عن (الشرعية الدولية)! ومن أكبر الأمثلة على ذلك تكريس الاحتلال اليهودي في فلسطين باسم (الشرعية الدولية).



الحكم على هذا المصطلح الطاغوتي في ضوء العقيدة الإسلامية:


إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره. ولذا قبل أن نبين حكم الله - عز وجل - في هذا المصطلح يجب أن نتعرف إلى أهم ما يقوم عليه وهو ما أشير إليه سابقاً في أنه يستند إلى ميثاق هيئة الأمم المتحدة وقوانينها التي أذعن لها كل دول العالم بما في ذلك دول المنطقة الإسلامية؛ فما أهم بنود هذا الميثاق الذي تتحاكم إليه دول العالم ويسمى بالشرعية الدولية؟
إن ميثاق الأمم المتحدة طاغوت وقانون ليس كأي قانون وضعي عادي وليس هو مجرد وثيقة تأسيسية لمنظمة الأمم المتحدة، فقد جعله واضعوه أكبر من ذلك بكثير. إن خبراء القانون الدولي وفقهاؤه يعلنون بوضوح وصراحة أن الميثاق هو أعلى مراتب المعاهدات الدولية، وأعظم قواعد القانون الدولي مكانة! ولذلك نصت المادة (103) من هذا الميثاق نفسه على أنه: (إذا تعارضت الالتزامات التي يرتبط بها أعضاء الأمم المتحدة وَفْقاً لأحكام هذا الميثاق مع أي التزام دولي يرتبطون به، فالعبرة بالتزاماتهم المترتبة على هذا الميثاق).

ومعنى ذلك أنه لا يجوز لأي دولة ملتزمة بهذا الميثاق أن تبرم أي اتفاق دولي أو تختار وتلتزم بشرع بينها وبين دولة أخرى تتعارض أحكامه مع القواعد والأحكام الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، ولو كان شرع الله العزيز الجبار!

ومعلوم أنه لا يمكن لأي دولة الانتساب لعضوية الأمم المتحدة حتى تعلن التزامها واحترامها لهذا الميثاق وتسلم له تسليماً؛ إذ إن إجراءات الانضمام إلى الأمم المتحدة تتلخص في أن تقدم الدولة التي ترغب في الانضمام إلى الأمم المتحدة طلباً بذلك إلى الأمين العام للمنظمة الدولية ويكون ذلك الطلب مصحوباً بإعلان قبول الالتزام بميثاق الأمم المتحدة.

وكذلك الأمر بالنسبة للفصل من الأمم المتحدة، فإن «المادة السادسة» من الميثاق تنص على أنه يجوز للجمعية العامة أن تفصل عضواً من الأعضاء إذا أمعن في انتهاك مبادئ الميثاق.
وهذا البند قد يطبق على أي أحد إلا الدول الكبرى التي وضعت الأمم المتحدة لرعاية مصالحها أصلاً، ولذلك تتمتع بحق (الفيتو) الذي يضمن لها ذلك، وعلى رأسها أمريكا التي ترعى مصالح دولة اليهود من خلاله، بل إن الميثاق وأممه المتحدة قد أمست شرطياً يحرس مصالح هاتين الدولتين على كل صعيد، ولا يجادل في هذا حتى العميان.

وعلى كل حال؛ فهيئة الأمم المتحدة منظمة خاضعة للنفوذ اليهودي - الصليبي منذ تأسيسها، ومن يراجع أقسامها وإداراتها وأسماء القائمين عليها يعرف هذا معرفة اليقين[1]، وهي التي أشرفت على تقسيم فلسطين عام 1947م، وطعن هذه المنظمة وطعن إداراتها ومنظماتها المختلفة في دين الإسلام وشرائع القرآن بيِّن واضح مكشوف، واسمها (الأمم المتحدة) من أعظم الأدلة على اتحاد وتناصر وتعاضد وتعاون الدول المشتركة فيها.
والذين ينادون بالشرعية الدولية والالتزام بها واحترامها وتنفيذ قراراتها يتعامون عن هذه الحقائق الدامغة.

ويبين الدكتور علي العلياني في كتابه (أهمية الجهاد) هذا الأمر بياناً واضحاً حيث يذكر بعض بنود ميثاق هيئة الأمم الذي تستند إليه الشرعية الدولية ونختار هنا بعضها:
يقول - حفظه الله تعالى -: جاء في ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: (إن غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة...). إن هذه العبارة اعتراف وإقرار بحرية الإلحاد وعدم مجاهدة المرتدين وعدم إفزاع الكفار ونعوذ بالله من حقوق هذه نتائجها.
- وجاء في المادة الثانية (إن لكل إنسان التمتع بكافة الحقوق والحريات دون تمييز؛ كالتمييز بسبب الدين....) قلت: إن الله لم يجعل المؤمن كالكافر في كل شيء، بل للمؤمن معاملة وللكافر معاملة، ومن راجع أحكام أهل الذمة في الإسلام عرف الفرق بين حقوق المسلم وحقوق الكافر، ولكن أين المتدبرون لكلام الله وكلام رسوله؟!
- وجاء في المادة الثامنة (لكل شخص أن يلجأ إلى المحاكم الوطنية... إلخ).
قلت: لا يجوز للمسلم اللجوء إلى المحاكم التي لا تحكم بالكتاب والسنة، قال الله - تعالى -: {فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: ٩٥].
- وجاء في المادة الثامنة عشرة (أن لكل فرد أن يغير عقيدته).
- وجاء في المادة الحادية والعشرين (إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة).
قلت: إن اختيار أهل الحل والعقد – من العلماء والأمراء ورؤوس الأجناد المتمسكين بالكتاب والسنة – هو الذي يبنى عليه تعيين الخليفة، ولا أقول دهماء الناس وعجائزهم، والحكومة مقيدة بشرع الله ولا يجوز لها الحكم بالهوى أو بالجهل؛ فلا يتلقى المسلم التشريع إلا من الله.
- جاء في المادة السابعة والعشرين (لا يصح بحال أن تمارس هذه الحقوق ممارسة تتناقض مع أغراض الأمم المتحدة).
قلت: بل يجب مخالفة أكثر أغراض الأمم المتحدة؛ لأن مخالفة أصحاب الجحيم هو اقتضاء الصراط المستقيم، وبهذا يظهر أن الخضوع لأنظمة هيئة الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان مثل الخضوع للقانون الروماني أو الخضوع ل (الياسق) الذي تحاكم إليه التتار؛ فهي طاغوت يشرع للبشر من عند نفسه، نسأل الله أن يرد المسلمين إلى دينهم الحق ويهدي الأمم المتحدة إلى الإسلام.

- وجاء في مقاصد هيئة الأمم المتحدة ومبادئها ما يلي:
1 - حفظ السلم والأمن الدولي ، وتحقيقاً لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم؛ لإزالتها ولقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم وتتذرع بالوسائل السلمية وَفْقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي لحلِّ المنازعات الدولية التي قد تؤدي إلى الإخلال بالسلم أو لتسويتها.
2 - إنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها وكذلك اتخاذ التدابير الملائمة لتعزيز السلم العام.
3 - تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً والتشجيع على ذلك إطلاقاً بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين الرجال والنساء.
4 - جعل هذه الهيئة مرجعاً لتنسيق أعمال الأمم وتوجيهها نحو إدراك هذه الغايات المشتركة[2].



الحكم الشرعي في هذه المواثيق والقوانين الدولية:


وبعد الوقوف على أهمِّ بنود الشرعية الدولية المنبثقة من قوانين هيئة الأمم المتحدة نصل إلى معرفة حكم الله فيها:
يقول الله - عز وجل -: {لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: ٦٥٢].
ويقول - سبحانه -: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٦٣]، في هاتين الآيتين يبين الله - عز وجل - أن التوحيد والعبودية الحقة لله - عز وجل - لا تصح إلا بالكفر بالطاغوت واجتنابه وعبادة الله - عز وجل - وحده، بل قد قدم الكفر بالطاغوت على الأمر بالإيمان بالله - عز وجل - لأن الإيمان بالله لا يصح إلا بالكفر بالطاغوت، والطاغوت هو كل ما تجاوز به العبد حدَّه من معبود أو متبوع أو مطاع.

يقول الشيخ [عبد الرحمن] الدوسري - رحمه الله تعالى - عند آية الكرسي: فالطاغوت مشتق من الطغيان، وهو مجاوزة الحد، يقال (طغى الماء) إذا ارتفع مده عن قامة الإنسان بحيث يغرقه، فكل من تجاوز حدَّه الذي حدَّه الله له من وجوب عبادته - سبحانه - والوقوف عند حدوده بالتزام شريعته، فتجاوز ذلك وسعى في أن يكون معبوداً لا عابداً بأيِّ نوع من أنواع المكر والاحتيال أو القهر والإرهاب أو التشريع في التحليل والتحريم والتقنين؛ فهو طاغوت يجب الكفر به؛ ببغضه وعداوته والابتعاد عنه وبغض أحبابه وأعوانه، ولا يصح الإيمان بالله قطعاً إلا بالكفر بالطاغوت. وكل من يدعو إلى مبدأ قومي يلتقي المسلم فيه مع الطوائف الضالة أو إلى مذهب مادي من المذاهب اليهودية؛ فهو من الطواغيت الذين يجب الكفر بهم وبغضهم وعداوتهم والابتعاد عن همزاتهم، فمن حقق الكفر بالطاغوت بجميع أنواعه، وحقق الإيمان بالله بحصر المحبة له ومن أجله وفي سبيله، وبغض كل ما يبغضه الله من أي شخص أو عمل؛ {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: ٦٥٢][3].

وهل اتباع طاغوت الشرعية الدولية وطاعة قوانينه إلا إيماناً به وقد أمرنا أن نكفر به، قال الله - عز وجل -: {أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا} [النساء: ٠٦].

يقول الحافظ ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (هذه الآية ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكموا إلى ما سواهما من الباطل، وهو المراد بالطاغوت ها هنا).

ويقول ابن القيم في إعلام الموقعين: (من تحاكم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد حكم الطاغوت وتحاكم إليه).

ويقول الشنقيطي في تفسيره (أضواء البيان): (وكل تحاكم إلى غير شرع الله فهو تحاكم إلى الطاغوت).

إن الكفر بالطاغوت والإيمان بالله - عز وجل - هما ركنا كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) وهو دين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وملة أبينا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - الذي أمرنا الله - عز وجل - باتباعها وذلك في قوله - سبحانه -: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: ٤].



وبعد:


فإنه واللهِ لزمنُ غربةٍ هذا الزمان الذي تغيب فيه هذه الأصول على وضوحها.




لقد آن أوان أن يترك العلماء عزلتهم التي يعيشون فيها عن واقع الأمة وما يحاك لها من التلبيس حيث أراد أعداؤها من الكفار والمنافقين أن يغيبوا أهل العلم ويقصوهم عن بيان هذه المحكمات وغيرها من القضايا والنوازل التي تنتظر الأمة قول أهل العلم فيها.

فهل يعي أهل العلم دورهم والأمانة الثقيلة الملقاة على كواهلهم؟ {وَإذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: ٧٨١].




نسأل الله - عز وجل - أن يهدينا صراطه المستقيم، وأن يبصرنا سبيل المؤمنين ويرزقنا اتباعه، وسبيل المجرمين ويلهمنا اجتنابه، والحمد لله رب العالمين.


---------------
[1] للتعرف إلى هذه الأسماء انظر: كتاب (أهمية الجهاد في نشر الدعوة الإسلامية)، للدكتور علي العلياني.

[2] أهمية الجهاد في نشر الدعوة الإسلامية، ص (445-459) باختصار وتصرف يسير.

[3] صفوة التفسير في تفسير آية الكرسي.

__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(( الولاء والبراء)) في نازلة غزة الشيخ / عبد العزيز الجليل fares alsunna نور الإسلام - 4 01-19-2009 12:34 AM
جميع مواعيد البرامج الدينيه في شهر رمضان المبارك BATTMAN خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 09-03-2008 11:27 PM
الثقة بالله عاشقة فلسطين نور الإسلام - 0 07-06-2007 03:37 PM
جماعة الدعوة والتبليغ محمد طه المغربي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 06-20-2007 07:58 PM
الطاقة النووية القاعقاع أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 04-28-2006 03:23 AM


الساعة الآن 12:26 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011