|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
وصية سوزان تميم للشيخ سعيدعبدالعظيم بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد، فقد ذكرت وسائل الإعلام ما جاء في وصية «سوزان تميم»، وهي الوصية التي كتبتها قبل وفاتها وعثرت عليها الشرطة، قالت «سوزان» في وصيتها: (بسم الله الرحمن الرحيم... إنا لله وإنا إليه راجعون، أوصي بأن تؤول ملكية كل ما أملك من مال أو عقار أو جواهر أو أي شيء، بل كل ما أملكه إلى والدتي وأخي، ولا أحد سواهما، وأوصيكم أن تزكوا وتُحسنوا وتطعموا وتكفلوا الأيتام والمساكين، وتبتغوا صراط الله المستقيم، وتسامحوني إن أسأت إليكم، وتدعوا لي بالرحمة، وأن تعتمروا لي، وتحجوا عنِّي -إذا تيسر لكم-، وأن تكرموني في وفاتي... وأوصيك يا أخي بأمك، وبصلة رحمك، وبالرحمة والعفو عند المقدرة، والسماح والتسامح والبر بوالديك... أحبكم وأدعو لكم بالرحمة، فادعوا لي بها... اتحدوا ولا تفرقوا على بركة الله وسُنَّة رسوله، والسلام عليكم وعلينا وعلى محمد وآله وصحبه... (سوزان عبد الستار تميم). هذا نص الوصية التي أذهلتني وأنا أطالع الأحداث؛ وذلك لما فيها من دلالات ومسائل هامة: أولاً: الحالة الإيمانية الواضحة والتي سيطرت على الضحية قبل مصرعها، مما يؤكد حرمة الخوض في الأعراض وإساءات الظنون بالبشر، وتطاول الألسنة دون تثبت، وجنوح البعض إلى التشفي والانتقام دون وجه حق، وإثارة مسائل على شاكلة زواجها من ثلاثة، وأن المتهم بالتحريض على قتلها قد تزوجها زواجًا عُرفيًا، ففي الجملة يسعنا أن نقول أنها كانت تنشد العيش في الحلال، وليس من طلب الحق فأخطأه كمن يطلب الباطل فأصابه، وكان الإمام مالك -رحمه الله- يقول: لو احتمل المرءُ الكفرَ من تسعة وتسعين وجهًا واحتمل الإيمان من وجه، لحملته على الإيمان تحسينًا للظن بالمسلم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذي الخويصرة الذي قال له: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، اتَّقِ اللَّهَ)، قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلاَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ: لاَ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي. فَقَالَ خَالِدٌ: وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِى قَلْبِهِ! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ قُلُوبَ النَّاسِ، وَلاَ أَشُقَّ بُطُونَهُمْ) [رواه البخاري]. ولما جاءه الرجل الذي كان أكثر ما يُؤتى به وهو مخمور، فقام أحد الصحابة يقول: (اللَّهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ . فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: لاَ تَلْعَنُوهُ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) [رواه البخاري]. فحمل الناس على أحسن محاملهم، ووضعهم موضع البراءة لا الاتهام هو المطلوب، وهو الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسُنَّة، وهذا لا ينافي نصح البشر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومعرفة أن معظم النار من مستصغر الشرر، وأن تقوى الله فيها السلامة والعافية في العاجل والآجل. فليكن ضابطنا في القبول والرفض، وفي هذه الحادثة وغيرها: أن الحق مقبول من كل من جاء به، والباطل مردود على صاحبه كائنًا من كان، وأن الحق ما وافق الكتاب والسُنَّة. قال زيد بن أسلم موصيًا ابنه: «يا بني لا ترى أنك خير من أحد يقول لا إله إلا الله حتى تدخل الجنة ويدخل النار، فإذا دخلت الجنة ودخل النار تبين لك أنك خير منه». وهل يضمن أحد أن يكون خير أعماله خواتيهما وخير أيامه يوم لقاء الله؟ ومن الذي يضمن أن الجولة الأخيرة ستكون له؟ وأن الضربة القاضية ستكون من نصيبه ولن تكون من نصيب إبليس؟ وما أحسن أن تقول حين ترى جاهلاً: هذا عصى الله بجهل وأنا عصيته بعلم، ولا أدري بما يختم لي وبمَ يُختم له، وإن كان كافرًا قلتَ: لا أدري عسى أن يُسلم فيختم له بخير العمل، وأن أكفر فيختم لي بسوء العمل. واعلم أنه ما دام العبد يظن أن في الناس من هو شر منه فهو متكبر. سُئل ابن السماك عن حقيقة العجب فقال: أن تتطاول على الناس بعملك فتحقر كل من رأيته مقصرًا في العمل. وقال الحسن: كنا نحدث أن من عيَّر أخاه بذنب قد تاب منه ابتلاه الله -عز وجل- به. ثانيًا: بالإضافة للتمايز الذي تتضح معالمه يومًا بعد آخر، يبرز تيار ثالث بين المعسكرين، مازال يعيش نقرة ونقرة، ساعة وساعة، قد يرقص ويغني ويلهو ويلعب وفي ذات الوقت يصلي ويصوم ويحج ويعتمر. وهذا الفريق مشهد من مشاهد الغربة، وهو من إفرازات الواقع، وقد تأثر بموجة التدين تأثرًا واضحًا ونحن نرجو له المزيد من الخير، ولابد من بذل المزيد من الجهد في إبلاغ الحق للخلق مع عدم اليأس والقنوط والعمل من باب: ما لا يُدرك كله لا يُترك جله، وأن نستنقذ ما نستطيع استنقاذه، فما لا نستطيع إتمامه 100٪ لا نتركه صفرًا، وبعض الشر أهون من بعض. وما ورد في الوصية وحالة صاحبتها يعبر لك عن هذه الصورة، وقد ظهر المتهم الأول وهو يقرأ في المصحف طوال الوقت وامتلأت قاعة المحكمة بالأهالي وغيرهم وكلهم يقرأ في المصحف ويرفع أكف الضراعة لله، وقالت زوجة المتهم الثاني: إنه رجل مؤمن وقوي وسوف يتجاوز هذه المحنة، وأنه بريء من تهمة القتل، ويدرك تمامًا أن ما يتعرض له هو ابتلاء من الله -عز وجل-، وأنه أخبرها بأن إيمانه بالله يزداد يومًا بعد يوم كلما ضاقت عليه المحنة، وذكر لها أنه مظلوم، قالت: وأنا أعرف ذلك وكلانا لن ييأس من رحمة الله، وإن كل أفراد العائلة واثقون في براءته ولديهم أمل كبير في ربنا. ثالثًا: الوصية اشتملت على معاني طيبة مثل التسمية، والاسترجاع، والحث على الزكاة، وكفالة الأيتام، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، والعفو عند المقدرة، وطلب الدعاء لها، والحج والعمرة عنها. والدعاء يصل للميت باتفاق العلماء، وكذلك الصدقة، والزكاة واجبة في مال الميت إذا بلغ النِّصاب ومرت عليه سنة قمرية، ويصح الحج عن الميت لمن حج عن نفسه لحديث ابن عباس: (أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ. قَالَ: مَنْ شُبْرُمَةَ؟ قَالَ أَخٌ لِي أَوْ قَرِيبٌ لِي. قَالَ: حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: حُجَّ عَنْ نَفْسِكَ ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ) [رواه أبو داود، وصححه الألباني]. وكثرة من الناس لا تكاد تتنبه للوصية، وإذا أوصوا فوصاياهم لا تزيد عن اللوثة المادية التي كانوا يعيشونها، وأعظم الوصايا وأبركها وأنفعها وصايا الأنبياء والمرسلين، قال -تعالى- عن نبيه يعقوب -عليه السلام-: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(البقرة:133). وفي لحظاته الأخيرة جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: الصَّلاَةَ الصَّلاَةَ اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) [رواه أبو داود، وصححه الألباني]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فِى مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: (لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) [متفق عليه]، وقال قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ: (أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ إِنِّى أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ) [رواه مسلم]. رابعًا: ورد في الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ ثَلاَثَ لَيَالٍ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ) قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: مَا مَرَّتْ عَلَىَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ذَلِكَ إِلاَّ وَعِنْدِى وَصِيَّتِي) [رواه الشيخان]، وفي الحديث: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِى حَقٍّ حَقَّهُ فَلاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ) [رواه أبو داود، وصححه الألباني]. ويحرم الإضرار في الوصية كأن يوصي بحرمان بعض الورثة من حقهم في الإرث أو يفضل بعضهم على بعض فيه، والوصية الجائرة باطلة مردودة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ) [رواه الشيخان]. وله أن يوصي بالثلث من ماله ولا يجوز الزيادة عليه، بل الأفضل أن ينقص منه؛ لحديث سعد بن أبي وقاص وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: (وَدِدْتُ أَنَّ النَّاسَ غَضُّوا مِنَ الثُّلُثِ إِلَى الرُّبُعِ فِى الْوَصِيَّةِ؛ لأَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: الثُّلُثُ كَثِيرٌ) [رواه أحمد والشيخان]. وله أن يوصي لأقربائه الذين لا يرثون منه، ويشهد على ذلك رجلين عدلين مسلمين فإن لم يوجدا فرجلين من غير المسلمين على أن يستوثق منهما عند الشك بشهادتهما. والواجب أن يوصي المسلم بأن يُجهز ويُدفن على السُنَّة ويحذر من البدع، ويوصي أهله بتقوى الله والحرص على مرضاته -سبحانه-، والآثار في ذلك كثيرة عن السلف. خامسًا: نحن نرجو للمحسن ونخاف على المسيء، فإذا كان العبد يعمل بطاعة الله ومات على ذلك رجونا أن يكون من أهل الجنة، وإذا كان يعمل بمعصية الله ومات على ذلك خفنا أن يكون من أهل النار، ولا نقطع لأحد بخاتمة إلا إذا قطع الشرع بخاتمته، فمثلاً أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ في الجنة، وفرعون وأبو جهل وأبو لهب في النار؛ لورود النصوص بذلك، أما بقية الخلق ممن لم ترد النصوص بشأنهم فلا سبيل للقطع بخواتيمهم. فالمسلم قد يرتد على عقبه القهقرى، والكافر قد يُسلم، ولذلك سنظل نتردد بين الرغبة والرهبة، ونقول: المسلم في الجنة والكافر في النار، ولكن الشخص المعين نفوض أمره لله، والغيب لا يعلمه إلا الله، وقد قال -صلوات الله وسلامه عليه-: (وَمَا أَدْرِى وَاللَّهِ وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي)، قال ذلك قبل أن ينزل عليه قوله -تعالى-: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ)(الفتح:2). وما ورد من علامات حُسن الخاتمة فإنما نذكرها على جهة الاستئناس لا القطع والجزم، ومن ذلك: - نطقه بالشهادة عند الموت (مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ) [رواه أبو داود، وصححه الألباني]. - والموت برشح الجبين لحديث (الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ) [رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني]. - الموت ليلة الجمعة أو نهارها لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلاَّ وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ) [رواه الترمذي وأحمد، وحسنه الألباني]. - والاستشهاد في ساحة القتال (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ أَوْ دُونَ دَمِهِ أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ) [رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني]، وورد: (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ) [رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني]، وفي الحديث: (مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ) [رواه مسلم]. - والموت غازيًا في سبيل الله. - وكذلك الموت بالطاعون شهادة لهذه الأمة وهي الأمراض الوبائية، (وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ) [رواه مسلم]، وفي الحديث: (الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) [رواه البخاري ومسلم]. - ويضاف إلى هؤلاء الحريق والمرأة يقتلها ولدها جمعاء (وهي التي تموت في ولادتها أو في نفاسها). - وكذلك الموت بداء السُّل، ففي الحديث: (والسُّل شهادة) [رواه الطبراني في الأوسط، وحسنه الألباني]. - والرباط في سبيل الله. - وكذلك الموت على عمل صالح لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ صَامَ يَوْماً ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) [رواه أحمد، وصححه الألباني]. فهذه علامات يُستدل بها على حُسن الخاتمة، فأيما عبد مات بإحداهما كانت بشارة له ويا لها من بشارة، وشهداء الأمة أصناف ثلاثة: شهيد الدنيا وشهيد الآخرة وشهيد الدنيا والآخرة، فأما الأول فهو من قُتل في ساحة الحرب في قتال الكفار ولم تكن نيتة خالصة لوجه الله، كمن قاتل حمية أو رياءً، وشهيد الآخرة كالغريق والحريق والمطعون وهذا له ثواب الشهداء في الآخرة، ولكن يُعامل معاملة الموتى في الدنيا فيغسل ويُكفن ويُصلى عليه، أما شهيد الدنيا والآخرة فهو من قُتل في ساحة الحرب في قتال الكفار وكانت نيته الجهاد في سبيل الله، وهذا نترك تغسيله ويُدرج في ملابسه التي مات فيها، وقد نترك الصلاة عليه. سادسًا: النفوس مستعدة للخير والشر وقد تواقع أكبر الكبائر كالشرك والزنا والقتل، ثم تنتقل إلى التوحيد وتصير من أهل القرآن والصلاة والصيام، قال -تعالى-: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)(الشمس:7-10). وليس لأحد أن يقطع الرجاء في الله، ولا أن يقطع الطمع في استجابة الخلق ودعوتهم إلى الله من بعد الفسق والفجور، والشواهدُ على ذلك كثيرة، والعبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية، وبمن يضحك آخرًا لا بمن يضحك أولاً. ومن لطف الله -عز وجل- بالعبد أن يقدر له ما هو خير له، وإن كرهه العبد وتبرم به (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)(البقرة:216). والعبد إذا أصيب بمصيبة كان له فيها ثلاث نعم: أنها لم تكن بأكبر مما كانت، وأنها لابد كائنة وقد كانت، وأنها لم تكن كانت في دينه. سابعًا: لا تجوز الشماتة وخصوصًا من صحفي تارك للصلاة أو كاتب ملحد أو إعلامي زنديق؛ فحال هؤلاء ليس بأفضل من حال القاتل والمقتولة، وكلهم بحاجة لتوبة نصوح. فمن المطلوب أن يبادر الإنسان بعلاج نفسه، والأخذ بأسباب نجاتها، وينصح نفسه وهو ينصح الآخرين، وقد كانوا ينشدون لنا ونحن صغار نشيد (برز الثعلب يومًا في ثياب الواعظينا). وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بالله من شماتة الأعداء، وقال بعض الأعراب وقد ماتت له أباعر كثيرة: لا والذي أنا عبد في عبادته لولا شماتة أعداء ذوي إحن ما سرني أن إبلي في مباركها وأن شيئًا قضاه الله لم يكن إن الله بقسطه وعلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط، (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)(البقرة:155-157). اللهم توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، وإن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين. وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. منقول من موقع الشيخ سعيدعبدالعظيم
__________________ يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله) في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) الزمر : 36 ألا أن سلعة الله غالية .. ألا ان سلعة الله الجنة !! |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المكتبة المرئية للشيخ حازم شومان وبها افضل الفيديوهات للشيخ باسلوبة الشيق | fares alsunna | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 0 | 06-01-2009 05:42 AM |
مكتبة مرئيات للشيخ مشاري العفاسي : قرآن - أناشيد مصوره - أدعيه - العفاسي Tv | ميروو1 | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 21 | 02-25-2009 10:27 AM |
جميع مواعيد البرامج الدينيه في شهر رمضان المبارك | BATTMAN | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 0 | 09-03-2008 11:27 PM |
قراءات نادرة | ماتريكس | نور الإسلام - | 13 | 03-31-2008 05:05 PM |
مكتبة مرئيات للشيخ مشاري العفاسي : قرآن - أناشيد مصوره - أدعيه - العفاسي Tv | فريال (نور الإسلام ) | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 5 | 08-12-2007 05:35 PM |