|
قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
الندم رشيدة شابة في الخامسة و العشرين من العمر ، نشأت في عائلة متوسطة الدخل و قليلة العدد ، مما أتاح لها فرصة التعليم في المدارس الخاصة ، حتى نالت شهادة البكالوريا سنة تسعة و تسعين و تسعمائة و ألف ، لكن وفاة والدتها أوقفت مسيرتها الناجحة في الدراسة و جعلت والدها يعزف عن فكرة إرسالها للدراسة خارج البلد ، أو حتى فكرة تركها تبتعد عنه ، و بعد أن كانت تحلم أن تتم دراستها و تتخرج من أحسن الكليات ، هاهي الآن ربة بيت ترعى أخاها الأصغر عادل الذي ولدته أمها قبل أن تُرفع روحها للسماء ، بعد أن عانت في حملها و وولادتها له . هذا الوضع أتعب رشيدة و غير ملامح وجهها ، الذي أضحى مظلما بعدا أن كانت عيناها السوداوتين تشعان ببريق يجعل الناظر فيهما ينجذب نحوها دونما شعور ، و كأنها مركز للجاذبية ، و وجهها الأسمر الصافي فقد هذا الصفاء و بدأت ملامح شيخوخة مبكرة تبدو عليه ، و حتى رطوبة شعرها فقدتها ، لأنها لم تعد تهتم بنفسها . لاحظ والدها كل هاته التغيرات التي طرأت على ابنته بعد وفاة والدتها ، ففي كل نظرة تنظر إليه ، و كل كلمة تتنبس بها له ، يرى أنها تفقد جمالها الذي كانت تتباهى بها أمام صديقاتها ، لكنه يرى فيها أختا و أما صالحة لعادل الذي بدأ يناديها ب"ما...ما" . سعيد الرجل الذي يعمل كموظف إداري ، يتقاضى راتبا شهريا متوسطا لكنه يكفيه و يكفي رشيدة و عادل ، حزن كثيرا بعد وفاة زوجته ، و التجأ لشرب الخمر ، لكنه لم يكن يجعل رشيدة تحس بذلك ، فقد كان يعود متأخرا في الليل ، و يفتح الباب بروية كأنه لص ، و ينزع حذاءه لكي لا تسمع خطواته . في يوم من الأيام عاد سعيد إلى البيت فوجد ابنته شبه منهارة بسبب التعب ، فانطلق حولها مسرعا حتى أنه نسي الباب مفتوحا و أغراضه مرمية أمامه ، و خاطبها بتلعثم : رشيدة ...ابنتي ما بك ؟ ... ماذا حصل لك ؟؟ أجابته بصوت خفيف كأنها تهمس له في أذنه : لا تخف يا أبي إنه التعب أخذ مني مأخذا حتى لازمت مكاني هذا لأرتاح قليلا . فصرخ سعيد بصوت يرج المكان : يا ويلي ماذا فعلت بك يا ابنتي ! ! رميت عليك كل أعباء البيت بعد وفاة والدتك و أهملتك ، رغم أني أعلم أنك لم تعتادي على كل هذا الثقل . هون عليك يا أبي فأنت لم تسئ لي في شيء ، أنت تبذل كل جهدك في العمل خارج البيت لتوفر لنا لقمة العيش ، و أنا أعتني بالبيت و بأخي عادل الذي يجب علي أن أعوضه عن والدتي . بالرغم من كل هذا ، و بالرغم من أن ضميره استفاق تلك اللحظة ، إلا أن عادل أصبح يزيد جرعات الخمر شيئا فشيئا ، حتى يفقد القدرة عى الحركة فيحمله الجيران إلى البيت ، صبرت رشيدة على هذا الحال ، و كانت كلما تكلمه و تحاول نصحه ينهال عليها ضربا ، كما لو أن وحشا سكن جسمه بعد أن كان الأب الصالح ، أضحى أضحوكة الحي و دكتاتور المنزل ، فحتى عادل الطفل الصغير الذي لم يتجاوز بعد الثلاث سنوات لم يفلت من عقابه ، فكان كلما يسمع صراخه في الليل ينطلق نحوه و يحاول إسكاته بالقوة ، و في أحد الأيام حاولت رشيدة منعه من معاقبته ، أمسكها بقوة من يدها و وجهها ، ثم ناداها ب"الساقطة" ، و هو في أعلى درجات السكر ، رماها في الأرض ثم انطلق مسرعا ليخرج من البيت و هو في قمة الغضب ، متجها مباشرة نحو علبة من علب الليل التي اعتاد الذهاب إليها بعد وفاة زوجته ، شرب قنينات من الخمر ، ثم عاد إلى البيت مصطحبا معه إحدى العاهرات ، صرخ بقوة : رشيدة حضري لنا الطعام . بقيت كلماته ترتطم بجدران المنزل و ما من مجيب ، أعاد الخطاب مرة أخرى لكنه بقي دون إجابة كما المرة الأولى ، نزع عنه حزامه و دخل للركن الذي ترك فيه رشيدة قبل أن يخرج من البيت ، فلم يجد أحدا ، انفجرت ثورة غضبه و بدأ ينعت رشيدة بأقبح الأنعات كما لو أنها لم تكن ابنته في يوم من الأيام ، دفع الفتاة التي أحضر معه بقوة خارج المنزل ، ثم خرج يبحث عن رشيدة و عادل و هو يصرخ باسميهما ، تارة يختلط صراخه بالبكاء ، و تارة أخرى يسقط في الأرض لكثرة ما شرب من الخمر ، حتى عثرت عليه دورية للشرطة و هو على هاته الحال ، فأخذوه إلى المخفر ليمضي الليلة هناك ، و كانوا ينهالون عليه ضربا و يسبونه و هو يصرخ بأعلى صوته : أريد ابنتي ... أريد إبني ... فيجيبه أحدهم ساخرا و هو يركله الركلة الأولى : ها هي ابنتك الركلة الثانية : هو هو إبنك ... فتنطلق ضحكات الإستهجان من رجال الشرطة ، حتى بلغوا به المخفر ، و جسمه غطته الدماء ، و الكدمات على وجهه أخذت كل الألوان ، فانبعثت صرخة من الداخل : وا أبتي ماذا فعلوا بك ؟ لما سمع هذا الصوت لم يشك أنه صوت ابنته ، لكنه لم يستطع رفع رأسه ، و هو يتمنى أن لا تكون هي ، لكنها انطلقت نحوه مسرعة و انحنت عنده لتعانقه و تحمله من الأرض ، لكنه في تلك اللحظة تمنى لو أن الأرض انشقت و ابتلعته ، بالرغم من إحساسه بالسعادة داخله ، لأنه وجد ابنته و مع كل ما فعل لها و لعادل ها هي تنحني و تعانقه بحرارة ، و تذرف دموعا نسائيه انهمرت على كتف سعيد ، الذي كان يحس بذوبان جسمه مع كل دمعة تنزل عليه ، حاول رفع رأسه ليكلمها لكنه لم يستطع ، وسط كل هذا أتى صوت خشن من الداخل : احملو هذا "...." من هنا ، و خذوه للسجن ليتربى . لكن رشيدة لم تستطع رؤية ذلك المشهد و أخذت تتوسل إليهم و لقائدهم ، ليتركوه و يعفون عنه ، ثم رافقها قائدهم إلى الداخل ، طالبها بالجلوس و قال لها : سنتركه اليوم عندنا ، و أعدك أنني سأعتني به الليلة شخصيا ، و سنرى في الغد ما إذا كان ندم عما قام به أم لا . أجابته رشيدة : أنا أسامحه سيدي فهو والدي و أخي و كل شيء بالنسبة إلي ، و أتمنى أن تعيدوه إلي ، إنه أعز ما عندي هو و عادل . نهض القائد و طالبها بالصبر الليلة فقط و يعيدونه للبيت في الغد . أمضى سعيد الليلة في السجن ، بعد أن سكب عليه حراسه دلوا من الماء أو أكثر ليعود لوعيه ، سرح بمخيلته و حاول جاهدا تذكر كل ما قام به في الأيام أو الليالي التي مضت ، فما بقي منها سوى ظلال في ذاكرته ، أحس بالندم الشديد عما قام به تجاه ابنته و ابنه اللذان كانا يأملان فيه صور الحنان و العطف ، و الغطاء الذي يحجب عنهما ما تأتي به رياح الشر ، و يناما على صدره ليحسا بالأمان ، لكنه كان هو ريح الشر بنفسها ، و كان مصدر الخوف بالنسبة لهما ، لم يستطع سعيد تحمل كل هذا فجعل يضرب رأسه على الحائط ، مما أثار انتباه الحارس الذي دخل في الوقت المناسب و منعه من ذلك ، ثم أخذه للقائد ، الذي بدت عليه علامات الرضى بعد أن سمع حديث سعيد و ما بدا عليه من ندم ، و قال له : أنصحك ألا تعود لذلك مرة أخرى ، لأن ابنتك و ابنك في حاجة إليك و هما يحبانك كثيرا ، و إذا أعدت الكرة فإني أعدك بعذاب في السجن لم تر له مثيلا في حياتك ، و عندما تنتهي من عذاب السجن ستلاقي عذاب أكثر شدة عند الله سبحانه و تعالى . لا...لا سيدي أعد الله و أعدك أنني لن أعاود الكرة مرة أخرى و سأمنح كل الوقت لابني و ابنتي إن هما سامحاني عما فعلته لهما من قبل . بدت عليه علامات الأسى و هو يقول هاته الكلمات . إذهب إلى ابنتك و ابنك فقد سامحاك البارحة . هكذا عاد سعيد إلى البيت ، و عانقته ابنته عناقا حارا و هي تقول : سامحني يا أبي لأني تركت البيت البارحة من دون إذنك . انفجر سعيد باكيا و انهار أمامها بعد أن سمع منها هاته الكلمات ... و هكذا عادت العائلة إلى حياة أحسن من سابقتها ، فقد عدل سعيد عن شرب الخمر ، و تزوجت رشيدة برجل ملتزم و ميسور الحال ، و انتقلت مع أخيها الأصغر عادل و والدها إلى بيته الذي كان فسيحا كقلبه و قلب زوجته . |
#2
| ||
| ||
رد: الندم
الحمد الله ان الاب اتغير وعاد لحالتة الطبيعية شكرا اخوى على القصة
__________________ احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة فإن انقلب الصديق فهو أعلم بالمضرة عضوة فى شله هيناتا عضوة فى شله البرنسيسات شلة لكل البنات عضوه في بوكمون (لمحبى الانمى) |
#3
| ||
| ||
رد: الندم جزاك الله خيرا ونسأل الله الهدى للآباء لما نسمعه ونقرأه عما يفعلوه في أولادهم هذه الايام |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل تعلم أن بعض النحل يشرب الخمر ويعاقب عليه ؟؟؟؟؟ | fares alsunna | نور الإسلام - | 209 | 04-25-2016 11:36 PM |
هل تعلم أن بعض النحل يشرب الخمر ...!!!! | مَنفىّ ❝ | مواضيع عامة | 17 | 03-09-2009 01:42 PM |
النحل... | (عبد الله) | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 9 | 07-01-2007 09:57 AM |
اسرار عسل النحل | sumaiah2006 | صحة و صيدلة | 2 | 05-31-2007 08:27 PM |