عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-01-2009, 02:05 PM
 
Thumbs up أولئك هم الذين أفلحوا... أولئك هم عباد الرحمان .. تحميل الآيات "الشريم"+شرح = أكثر من رائع



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه وأفضل رسله حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

موضوع اليوم : " صفات عباد الرحمان"
نسأل الله العظيم أن يجعلنا من عباده وخاصته
آمين

لذا فموضوع اليوم به قسمان:

القسم الأول : يتمثل في تحميل الآيات التي وردت فيها صفات عباد الرحمان بصوت رائع, نقي ,رقراق,تلاوة خاشعة...
وكما عودتكم فالتحميل دائماعلى معشوق الجاهير :
MEDIAFIRE

تنبيه:حجم الآيات صغير جدا جدا فلا تحرم نفسك الثواب أقل من 1mb

الرابط من هنا :http://www.mediafire.com/?wwtd0lmnimm
ملاحظة :إذا لم يتم التحميل بسرعة فقم بإعادة تنزيل الصفحة "" أو قم بنسخ الرابط ولصقه في address bar مباشرة
صفات عباد الرحمن :
صفات عباد الرحمن.. متى يمتثلها الدعاة؟
قال الله -تعالى-: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًإلى قوله .. ﴿وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامً [الفرقان:63-76] .

في هذه الآيات الكريمات من خواتيم سورة الفرقان، يصف الله -عز وجل- أحوال عباده الذين شرفهم بنسبهم إليه.
وقبل أن نتابع أحوالهم عبر بيان كلام العلماء في تفسير الآيات نذكر بأهم الصفات التي ذكرها القرآن لأهل التقى والصلاح الذين هم عباد الرحمن المخلصين:

أهم سمات الصالحين في القرآن..
1- إيمانهم بالغيب:
لا شك أن هذه الصفة أخص صفاتهم، فإنها التي تدعوهم إلى العبادة والانقياد الكامل لأمر الله -عز وجل- ونهيه، وهذه الصفة هي أول صفة وصفهم الله -عز وجل- بها في كتابه.
قال الله -تعالى-: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ [البقرة:2-4] .

وقال: ﴿إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ﴾ [يّ-س:11] ، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- منذرًا لكل الناس، فذكر هؤلاء لأجل أنهم هم الذين انتفعوا بإنذاره، وهذه الآية نظير آية ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ [فصلت:44] .

والدعاة إلى الله ينطلقون من الإيمان بالغيب نحو تعديل وإصلاح حال الأرض، فهم يرتبطون بذلك الرباط الذي لا ينقطع، حيث أرواحهم رفرافة إلى الجنة وعقيدتهم سائرة على التوحيد يرتجون القلب السليم ليلقوا به ربهم..

2- العفو والصفح:
وهو خلق علمه النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن يعفوا عمن ظلمه ويعطي من حرمه، وقد أخبر الله -عز وجل- أن من اتصف بهذه الصفة فأجره على الله -عز وجل- ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ [الشورى:40] .
كما رغبهم الله -عز وجل- في مغفرته إذا فعلوا ذلك فقال -عز وجل- في سورة النور: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[النور:22] . وقال -تعالى-: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[آل عمران:134] . كما قال -تعالى-: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [البقرة: 237] .

فعلى الداعية إلى الله أن يعفوا وأن يصفح وأن يكون خير الناس صفحًا وأن يمثل القدوة والمثال في ذلك قولًا وعملًا وتطبيقًا، فكم أوذي الصالحون وغفروا، فهل تنتقم لنفسك أيها الداعية لقول سوء قيل فيك؟ أفأنت خير من هؤلاء الأخيار؟!

3- الصدق:
فهم يتحرون الصدق في كل شؤون حياتهم .. قال -تعالى-: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونََ[الزمر:33] , وقال -تعالى-: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ[البقرة:177] , قال القاسمي: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُواَفي إيمانهم؛ لأنهم حققوا الإيمان القلبي بالأقوال والأفعال، فلم تغيرهم الأحوال ولم تزلزلهم الأهوال، وفيه إشعار بأن من لم يفعل أفعالهم لم يصدق في دعواه الإيمان، وقد رغب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصدق، فقال: (وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقً) [متفق عليه] .

وصدق الداعية إلى الله لا يقتصر على قوله وبعض فعله، بل يعم حياته كلها، فيصدق مع نفسه ويسأل نفسه: لمن أقوم بالدعوة إلى الله؟ وهل أرجو الشرف لنفسي؟ وهل أرجو الفخر لنفسي؟ وماذا لو لم أذكر بشيء هل أظل حريصا عليها؟!

4- تعظيم شعائر الله:
قال -تعالى-: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ[الحج:32] .
قال القرطبي -رحمه الله-: شعائر الإسلام أعلام دينه...وأضاف التقوى إلى القلوب؛ لأن حقيقة التقوى في القلب، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (التقوى ههنا وأشار إلى صدره), فالمتقون يعظمون طاعة الله وأمره فيدفعهم ذلك إلى طاعته، ويعظمون كذلك ما نهى الله عنه فيدفعهم ذلك عن معصيته، وعكس ذلك الاستهانة بالأوامر فلا يؤديها، وبالنواهي فيقع فيها -نسأل الله السلامة-, قال أنس -رضي الله عنه-: (إنكم لتعملون أعمالًا هي أدق في أعينكم من الشعر، لنعدها على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الموبقات) [البخاري] .
وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: (إنَّ المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإنَّ الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فق-ال به هكذ) [البخاري] .
قال العيني: «السبب فيه أنَّ قلب المؤمن منور فإذا رأى من نفسه ما يخالف ذلك عظم الأمر عليه، والحكمة في التمثيل بالجبل أن غيره من المهلكات قد يحصل منه النجاة بخلاف الجبل إذا سقط عليه فإنه لا ينجو عادة» جامع الأصول.

والدعاة إلى الله يعلمون الناس تعظيم شعائر الله قولا وفعلا، فواجب عليهم أن إذا ذكروا تذكروا، وإذا نهو انتهوا، وإذا وعظهم واعظ استمعوا، وإذا ردهم للحق راد عادوا إلى الصواب، وهم يعظمون شعائر الله حتى لو فقدوا كل ما يملكون...

أوصاف عباد الرحمن كما في الآيات...
1- أول هذه الأوصاف أنهم يمشون على الأرض هونا ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًَأي: بسكينه ووقار وتواضع وبغير تجبر ولا استكبار، وليس المقصود أنهم يمشون كالمرضى تضعفا ورياء، فقد كان -صلى الله عليه وسلم- إذا مشى فكأنما ينحط من صبب، وكأنما الأرض تطوى له، وقد كره السلف المشي بتضعف وتصنع، وقال الحسن البصري -رحمه الله-: إن المؤمنين قوم ذلت منهم والله الأسماع والأبصار والجوارح، و دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم، ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة.
والداعية إلى الله إنما هو نموذج للتواضع وخفض الجناح، فلا يغتر بعلم، ولا يظنن أنه قد اكتسب مكانته بين الناس بجهده، بل هو محض فضل من الله، وكرم لما يحمل من خير، وليبن ذلك في حديثه وسلوكه وفي غضبه ورضاه.

2- وثاني صفاتهم: أنهم ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامً أي: إذا سفه عليهم الجهال بالقول السيئ لم يردوا عليهم بمثله، بل يصفحون ولا يقولون إلا خيرًا كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تزيده شدة الجاهل إلا حلمًا.

وللنبي -صلى الله عليه وسلم- مشاهد كثيرة في حلمه على الناس وفي دفع السيئة منهم بالحلم منه -صلى الله عليه وسلم- فيقابل السيئة بالحسنة، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رجلًا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- يتقاضاه فأغلظ له، فهم به أصحابه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (دعوه فإن لصاحب الحق مقالً).

كذلك في الحديث المتفق عليه عن أنس -رضي الله عنه- قال: (كنت أمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد أثرت به حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال: يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء).
فهل يمتثل الدعاة إلى الله ذلك الوصف؟ فكم رأينا من داعية غضوب، وكم رأينا من ينتقم لنفسه، وينتصر لها، بل وقد يقع بعضهم في عرض آخر، وقد يغتابه، محتجًا بأنه ينتقده علميا أو فقهيا، وقد يستبيح بعضهم سباب آخرين لمجرد مخالفته في أسلوب عمل..فتأمل!

3- وصفتهم الثالثة: أنهم ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًفأخبر الله -سبحانه وتعالى- عن عبادة أن ليلهم خير ليل، فقال -سبحانه وتعالى-: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًوكما قال -تعالى-: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[الذاريات:17، 18] ، وقال -تعالى-: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعً[السجدة:16] ، وأشار -سبحانه وتعالى- في قوله: ﴿لِرَبِّهِمْإلى إخلاصهم فيه ابتغاء وجهه الكريم.

وعن عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- (كان ينام أول الليل، ويقوم آخره فيصلي) [متفق عليه] .
وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: (صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء، قالوا: ما هممت؟ قال هممت أن أجلس وأدعه) [متفق عليه] .

وروى مسلم عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: (صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى فقلت: يصلى بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، -يعني على آل عمران- ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترتلًا، وإذا مر يتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه ثم قال سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد ثم قام طويلًا قريبًا مما ركع ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبًا من قيامه).
وروى مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الصلاة أفضل؟ فقال: (طول القنوت).

والدعاة إلى الله أحوج ما يكون إلى وقوف في جوف الليل وسجود طويل بين يدي الله لتصفو منهم النفوس وتطهر منهم القلوب فيصيرون أهلا لتلقى الأمانة وأداء التبعة.

4- وصفتهم الرابعة: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامً فهم وجلون مشفقون من عذاب الله -عز وجل-، خائفون من عقابه، ﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًأي: ملازما دائما. ولهذا قال الحسن البصري: كل شيء يصيب ابن آدم ويزول عنه فليس بغرام، وإنما الغرام اللازم ما دامت الأرض والسماوات.

فخوف الدعاة إلى الله غير نظرتهم للأهداف، وغير طموحهم ورجائهم، فلا رجاء لهم في الدنيا غير رجاء الخائفين، ولا استقرار لهم في المتاع، ولا هم يتلذذون بلذات الدنيا..

5- وصفتهم الخامسة: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًأي: ليسوا بمبذرين في إنفاقهم، فيصرفون فوق الحاجة، ولا بخلاء على أهليهم فيقصرون في حقهم وقال الحسن البصري: ليس في النفقة في سبيل الله سرف، وروى مسلم عن أبي عبد الرحمن ثوبان بن بجدد مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل دينار ينفقه الرجل دينا ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله).

6- وصفتهم السادسة: ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامً[الفرقان:68] .
روى البخاري في الجامع الصحيح عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الذنب أكبر؟ قال: (أن تجعل لله أندادًا وهو خلقك) قال: ثم أي؟ قال: (أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك) قال: ثم أي؟ (أن تزاني حليلة جارك) قال عبد الله وأنزل الله تصديق ذلك ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَالآية.

7- وصفتهم السابعة التوبة: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحً[الفرقان:70] .
روى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلى ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ﴾ [آل عمران:135]) [أخرجه أحمد في المسند وصححه أحمد شاكر] .
وفي الصحيحين عن عثمان أنه توضأ ثم قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال: (من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه).

وفي الصحيحين عن أنس قال: (كنت عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فجاء رجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه عليّ قال: ولم يسأله عنه، فحضرت الصلاة فصلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، لما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- الصلاة قام إليه الرجل، فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم فيَ كتاب الله، قال: أليس قد صليت معنا؟ قال نعم قال: فإن الله قد غفر لك ذنبك أو قال حدك).
قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ[الحج:78] قال: «هو سعة الإسلام وما جعل لأمة محمد من التوبة والكفارة».

والدعاة إلى الله لاشك يذنبون، ولكنهم فورًا يسارعون إلى التوبة والاستغفار واتباع السيئة الحسنة، فالصف المؤمن إذا دخله الفساق واستقروا وانتشروا فيه فَقَدَ اتزانه وتخلخل ثباته فلم يعد يصلح لتحمل الأمانة.

8- وصفتهم الثامنة: ﴿وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًفهم لا يشهدون الزور، وهو: الكذب والفسق والكفر واللغو والباطل، كما في الصحيحين عن أبي بكرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "الشرك بالله وعقوق الوالدين" وكان متكئا فجلس، فقال: "ألا وقول الزور ألا وقول الزور) فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت، يقول ابن كثير -رحمه الله- والأظهر من السياق أنَّ المراد لا يشهدون الزور أي: لا يحضرونه، ولهذا قال -تعالى-: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًأي: لا يحضرون الزور وإذا اتفق مرورهم به مروا به ولم يندسوا منه شيء، ولذلك قال: ﴿مَرُّوا كِرَامً﴾.

9- وصفتهم التاسعة: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا أي: هؤلاء المؤمنون وهم عباد الرحمن حالهم بخلاف من إذا سمع آيات الله فلا تؤثر فيه فيستمر على حاله كأن لم يسمعها.
فكم سمعنا عن بكاء الصالحين ودموع العابدين، فهل افتقد الدعاة تلك الدموع؟ أم هل جفت دموعهم لما غابت عن البكاء في سبيل الله، إن دموع الداعية إلى الله هي عطر حلال يعطر به نفسه ويزين به وجهه أمام الله.

10- وصفتهم العاشرة: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ يعني الذين يسألون الله أن يخرج من أصلابهم من ذرياتهم من يطيعه ويعبده وحده لا شريك له، قال ابن عباس: أي يخرج من أصلابهم من يعمل بطاعة الله فتقر به أعينهم في الدنيا والآخرة.
سئل الحسن البصري عن هذه الآية، فقال: والله لا شيء أقر لعين المسلم من أن يرى ولدًا، أو ولد ولد أو أخا أو حميما مطيعا لله -عز وجل-، وقال ابن عباس أئمة يقتدى بنا في الخير، قال غيره أجعلنا هداة مهتدين دعاة إلى الخير.
وهنا تتراءى أمام الدعاة إلى الله أهمية التربية الإيمانية ووسائلها ومبادئها، فتربية كل راع لرعيته مسؤولية إيمانية، واهتمام الصالحين بأسرهم وأبنائهم صفة خيرية من صفات عباد الرحمن السابقين.
المصدر :مسلم.نت

سبحان الله

الحمد لله


صلى الله على رسول الله

لا إله إلا الله

لا حول ولا قوة إلا بالله




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-02-2009, 02:32 PM
 
رد: أولئك هم الذين أفلحوا... أولئك هم عباد الرحمان .. تحميل الآيات "الشريم"+شرح = أكثر من رائع

أبن أنتم ألا توجد ردود؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل برنامج فلاش تئلمت بس تعلمت أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 51 11-22-2011 10:58 PM
تحميل فيديو الحلقة السابعة من التصفية الثانية برنامج شاعر المليون الجزء الثاني مرحلة 24 شاعر صنيتان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 03-06-2011 05:54 PM
تحميل فيديو الحلقة الثامنة من التصفية الثانية برنامج شاعر المليون الجزء الثاني مرحلة 24 شاعر صنيتان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 16 02-21-2008 12:33 PM
شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم hmaida نور الإسلام - 6 01-17-2008 01:04 AM
صفات العلماء الذين يجب علينا أن نتلقَّى عنهم العلم... مهم جداً !! fares alsunna أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 11-16-2007 02:06 AM


الساعة الآن 01:46 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011