هل تلد الغيمة الحبلى عصافير ؟ وهل تمطر السماء في الحضن زنابق وورودا؟؟!!


وهل أمواجك يا بحري الصاخب تستطيع في ذروة تلاطمها وعربدتها أن تجرح كبد السماء؟؟!!


أو تمزق شغف فؤاده ؟؟!!


كذلك أنت يا جرحي النازف لن تلد جراحك الحبلى إلا الجراح ، ولن تمزق بأناملك الحريرية إلا أفق آمالي الندية ، ولن تخدش بجبروتك سوى زهو أحلامي وأطيافها الوردية ,,,


وأنت يا حرفي المتمرد ، ويا لعنتي ، عندما أولد على يديك وعلى يديك أشاهد مصرعي ، فبماذا أؤمن ؟؟!!


بماذا أؤمن بعد اليوم وقد تمردت علي حروفي، وُمزقت جروحي ، وأعلن للملأ ترصد مماتي ؟؟!!


لست منك يا حرف ولست مني ، لست منك وقد نهشت بمخالبك الجارحة كتفي العاري ولب فؤادي وغرست أول مسمار لك في نعشي ,,,


حزين أنا ؟ لا .. لست حزيناً ، أنا مملكة من الحزن والألم ، مدائن من الحب لم تكن تسعني ، وتضيق بي يا حرف ُ فترميني ,,,


قلبي الحر ّ مأوى لكل الأنام ، وأحداقي تسكن فيها كل الأحلام ، تغفوا فيها ، تختبئ فيها من أعين الظلام ,,,


فيلوح فجرك في غير وقته يقتحم أحداقي وينبش أحلامي ويطرد كل سكاني ولوحدتي يبقيني ,,,


أبحث فيك يا وطني ، ونهاية كل تجوالي و سنيني ، أبحث فيك عن رقعة ، عن بقعة ، عن قلب ، عن سراب … يأويني ,,,


وثيقة سفري وطريقة استقبالي في المطارات والأماكن الرسمية ,,
عصبية ,, ضجر ,, تأخير ,, تحقيق ,, أبواب مغلقة ,, وتهم ملفقة ,, وحوائجي معلقة ,, شو ذنبي ؟؟!! أكل هذا لأني فلسطيني ؟؟!! وبلا هوية !! وبلا ذنب سوى أني فلسطيني وا عجبي !!


أنتظر اعتراف بأني فلسطيني حدود وطني ضائعة كقرارات مؤتمراتنا مائعة ,,,


و تلك هي الفاجعة و تتجدد القضية شهيد تلو الشهيد و في كل يوم هناك ,,,


المزيد و لا جديد سوى التنازلات العربية ,,,


عربي أنا فلسطيني و شعبي يعرف أنه لا
خيار له سوى البندقية ,,,


أصبح شعبي يؤمن بحكمة واحدة فقط هي حكمة المحكوم بالإعدام لا أشياء يملكها لكي يملكهم أحد أو أن يسحقهم أحد أو أن يخيفهم أحد ,,,


فقررت أن أحمل روحتي على راحتي ,, أن ألازم بندقيتي ,, وأن أضع بجعبتي كفني الأسود من شدة غضبي وحقدي ,,,
فلا أنت يا وطن ، ولا أنت يا أحداق ، وحتى أنت يا عمري الهارب ما شفعتم لي حين قرر حرفي المتمرد وضعي داخل الكفن ورميي في تلك الحجرة الصغيرة في قبري ,,



فلن تخرسوا بندقيتي كما أسقطتم غصن الزيتون من يدي ,, فعلى من سأعزف اسطوانة بندقيتي ؟؟!! سؤال أطرحه على نفسي ,,
على الراكعين بلا صلاة ؟؟!!


أم على الخاشعين المتبتلين في معبد ( باراك ) الإله؟!!


أم على الدم من شقوق الوجع دافق؟؟!!


أم على الراحلين فجرا يحملون دمهم دافئا يستفتحون به بوابات السماء؟؟!!


بوجه من ستغني وتزغرد بندقيتي ورفيقها مولوتوفي ؟؟!!


سأهبها لطفل أقسم يمينا ونذر لوجه الله أن يبرَّه ,,


بأن يأتيه يحمل وسام الدم صبيحة وطني الأحمر ,,,


متوضأ ليلا بالتراب المعطر ,,,


وقابضا على جديلة أمه ويُقسم أن الفجر رغم العتم قد أشرقْ ,,,


فهاهو ينضو عن كتفيه طفولته البريئة ,,,


ويزرع في كفه الوردي عزم الرجولة ,,,


ويفتح باب العودة المشرع على الحرية ,,,


ليبتسم للشمس والسماء ولقطرات مطر أصرَّت أن تأتي بلا غيم ,,,


فزمن طفل من بلادي لا يأتي إلا على الإستثناء,,,


فلا فرق بين كركرة بريئة وزمجرة طائرة حربية ,,,


وهو يصر إلا أن يسخر من زمن القذائف فيبصق على ( أباتشي ) دول الحرية ,,,


ويرمق وجه الشيطان بعيني صياد حاذق ,,,


قطعا هو لم يصبها ,,,


ولم تهوِ على الأرض كما يرغب ,,,


ولكنه أسقط وجوههم المهترئة وهو في كل ما قال وما فعل هو وحده الصادق,,,


شأشهر بندقيتي بوجه شيطان جاءني يلبس وجه جالوت وبقبضة ( شمشونه ) يهوي على قلب وطني ,,,


بوجه إبليس ما زال يلبس لبوس كسرى وينفث في عيوننا سحره العلقمي اللعين,,,


فيهتف الأطفال تُباً للشيطان ، ويتردد في الأرجاء الصدى تُباً للشيطان عاشت بلادي ..عاشت فلسطين ,,,


وينفجر شلال الدم فترتوي الأرض منه وتتعطر ، فينبت دحنون أحمر مطرزعليه أسماء الشهداء وصورا لأطفال يرفعون للنصر إشارة ,,,


يا أطفال فلسطين ، بعض بني قومي نام في حضن الشيطان ، فأهدى لمذبحه جبنه وهوانه ، وحديثه المنمق الزائف ، ولم ينسَ أن يهدي بعد ذلك قبلة للشمعدان ,,,


وبعضهم سحب يده من يد أبي بكر وأدار ظهره لعمر ، وسعى يبحث عن النصر تحت عمامة سُلخت تحتها من قبل بغداد ، فهل يأتي النصر من يدٍ تنام على غدرٍ وتفيق على غدر؟؟!!,,,


يا أطفال فلسطين ، تُباً للشيطانين ، فهما والغين في الدم المُسال ، وعيونهم الحمراء تبحث في الأرجاء عن طفل فلسطيني نذر دمه للفداء ، وعن سيدة أعلنت أنها ستُنجبُ ألف طفل دمهم لا يعرف الإنحناء ,,,


فتُباً لهم وعاشتْ عاشتْ فلسطين ,,,


والحرية لكم يا أطفالك يا فلسطين ,,,

Click this bar to view the full image.




من اجمل ما قرأت عيناي ....