|
قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
اللقيط ذهب ولن يعود صهيب وأخته فاطمة صهيب شاب أشقر اللون ، ضعيف البنية ، سليط اللسان ، عنيد متهور ، نشأ وسط أسرته معززا مدللا . تسللت فجأة يد المنية لوالده وهو في ريعان حياته . الأب لم يتجاوز عتبة العقد الرابع من عمره . بعد الوفاة الشبيهة بالصاعقة ، استتب الأمر للفتى الغض الطري ، واستبد بتسيير شؤون البيت . حرم أهله وأخته فاطمة بالخصوص من حرية التصرف وحق الاختيار وإمكان العيش الرغيد . ساقه البذخ والترف إلى حياة اللهو والمجون ، فاتخذ بطانة سوء ، وهام على وجهه وراء نزواته . توقعت فاطمة ضياع تركة والدها . وبسبب إلحاحها على انتزاع حقوقها في البيت وفي الحياة هددها مرارا وخيرها بين القتل أو الطرد أو الإذعان . أمه تراقب تصرفه بانزعاج ، وتتحسر على ما آلت إليه أوضاعه ، وانجرفت نحوه طباعه . لم تعد تستأمنه على نفسها ، كما تخشى منه على ابنتها وكل أهلها . تآمر يوما مع بعض خلانه على اختلاس متاع حصين . أنجز السطو خارج سياجه ، على قرية آمنة مستقرة ، فاعترض سبيله أهلها ، وأصابوه إصابات بليغة برأسه ووجهه وكل أطرافه . حمل بسببها إلى المستشفى فاقد الوعي ، غير قادر على الحركة ، دماؤه تنزف من أنفه ورأسه وركبتيه . من قسم الإنعاش خرج الطبيب المعالج يخبر من تحلق حوله من أهله ، بأن الفتى يعاني من كسور في عظام رأسه ، ونزيف داخلي في دماغه . وأنه في حالة حرجة . ولا زال في وضع الإغماء المستمر . ولا يمكن الآن رؤيته إلا من وراء الجدار الزجاجي . وفي اليوم الثاني أكد الطبيب أن الجريح لا زال فاقدا لوعيه . فقاطعته الأم مستفسرة : - هل سيكون مضطرا لإجراء عملية جراحية ؟ - لن نبت في نوع العلاج حتى يسترجع وعيه . وأعتقد أن العملية الجراحية ضرورية بالنسبة لأحواله . - وهل سيطول مكثه بهذا القسم ؟ ومتى ستسمح لنا بزيارته ؟ - لن يغادر القسم حتى يتجاوز حالة الخطر ، قد تمكنا من إيقاف النزيف ، وابتداء من اليوم ،لا بد أن يمكث أحد أقاربه إلى جانبه تحسبا لوقت استرجاع وعيه . اعتاد أهله التجمع بالقرب من سريره نهارا . ينتظرون لحظة خروج روحه . أغلبهم يئس من إمكان بقائه على قيد الحياة . أمه تلازمه ليل نهار ، تحصي أنفاسه ، وتراقب عن كثب مؤشرات الآلات الموصولة برأسه وصدره وبعض أطرافه . مطمئنة بما يحدوها من أمل ، ما دامت شاشات الأجهزة الطبية المرتبطة بجسده لم ترسم منحنيات حادة مثيرة ، وما دامت مصابيحها لم تنبض بأضواء حمراء محذرة . إنها كثيرا ما تلاحظ اضطراب المسعفات ، وسريان أجواء التعبئة بين الأطباء ، لما تنبعث من إحدى الآلات القريبة إشارات ذات لون أحمر مزعج ومهدد . طال مكث الفتى بقسم الإنعاش . بدأ القلق ينتاب نفوس جل أقاربه . في كل ليلة تتطوع إحدى القريبات بالسهر إلى جانب المريض صحبة أمه . وفي الليلة الثانية بعد العشرين ، مكثت مع الأم أختها الصغرى التي تطمئن لها كثيرا ، وتؤمنها على العديد من أسرارها . كالعادة ، أخذا مكانهما بجوار سرير المريض ، يرقبان ملامحه بحزن وحسرة ، ويرثيانه بعبرات مسترسلة ، وآهات مجلجلة في أرجاء القاعة . ويتجاذبان أطراف الحديث ، لمقاومة غلبة النوم ، وتحسس حركة عقارب الساعة المتباطئة . صمتت الأم هنيهة ، ثم التفتت إلى أختها : - إني مؤتمنة على وصية من زوجي الله يرحمه. ولا أدري كيفية تنفيذها . - تقصدين وصية أب ولديك صهيب وفاطمة ؟ - في الحقيقة إن صهيبا ليس ابنه . صعقت الأخت من مفاجأة الخبر. واتجهت بكل جسدها نحوها - هو ابن من إذن ؟ - وهل هو ابنك من رجل آخر ؟ - واسترجعت بذاكرتها أنها لم تسمع باقتران أختها برجل غير زوجها الله يرحمه ، ورسمت عدة استفهامات حول الخبر المفاجئ . - شعرت الأم بتوقعات أختها ، فقطعت عليها سلسلة تناسل الاتهامات وقالت : - صهيب ليس ابني أنا كذلك إنه متبنى . متبنى من المستشفى المركزي . إحدى المساعدات الاجتماعية هناك طلبت مني تبنيه يوم وضعت ابنتي فاطمة ، لأن أمه طرحته بإحدى القاعات وتخلت عنه بعد ولادته بيومين ، فإدعيت - بالتنسيق مع زوجي - أنهما توأمان ، وبقي بيننا إلى اليوم . وقد ساءني كثيرا انحرافه وسوء سلوكه ، وخاصة بعد وفاة زوجي . أفرغت أختها نفسا عميقا ، نفس الرضا على التصرف ، والارتياح للرد ، والراحة من الوساوس التي اقتحمت عليها مجال تفكيرها ، وقاطعتها قائلة : - وما هي وصية زوجك ؟ - التفتت يمنة ويسرة لتتأكد من خلو المكان ، وقالت : - منذ أربع سنوات ، بعد الانتهاء من توديع الأهل والاصدقاء المشاركين في حفل تخرج صهيب من الجامعة ، أسر لي زوجي بأنه أدى واجبه كاملا تجاه الابن صهيب ، إلا أنه لم يتبناه كما كنت أظن ، وأبدى رغبة ملحة في مصارحة الولدين صهيب وفاطمة . ولم يتمكن ، فتركها قبيل وفاته - وصية صارمة صريحة - أمانة في ذمتي . و كم ألححت عليه ليجد مخرجا يجبر به خاطر الولد ، ويواسيه ، بوصية أو بيع أو هبة ، ولكنه أبى ، وأصر على أن يدعى الولد لأمه وتدعى الفتاة لأبويها ، وتصير تركته من بعده لابنته وتنتقل إليها . ثم نظرت إلى أختها نظرة استعطاف ، وهي تقول : - أرجو ألا تخبري أحدا بهذا السر . - اتركيني أتصرف بالشكل اللائق وحسب ظروف الفتى الطريح . - كوني متأكدة من كتماني لهذا السر ، وأرى أن الله يرحمه تصرف بما يوافق شرع الله . عند زيارة الصباح الموالي استبشر الطبيب المعالج خيرا لما لاحظ على المريض مخايل الاسترجاع التدريجي لوعيه . فأعد الطبيب العدة لإجراء العملية التي استغرقت عدة ساعات وكللت بالنجاح . وقبل انتهاء مدة النقاهة ، وفي غفلة من الزائرين والعاملين بالمستشفى ، لملم المريض أغراضه . وودع الجميع همسا . وانصرف مستعينا بأحد خلانه . وخلف وراءه فوق السرير رسالة دون فيها عبارة يتيمة بخط عريض : " اللقيط ابن أمه غادر ولن يعود " محمد الطيب aminwalid التعديل الأخير تم بواسطة *GHADA* ; 07-16-2009 الساعة 11:59 AM |
#2
| ||
| ||
رد: اللقيط ذهب ولن يعود
قصة رااااااااااائعة وتسلم يا أخوي لملاحظة تنقل لقسم القصص والروايات وشكرا لك
__________________ http://www.youtube.com/watch?v=jzp0t...eature=related (نائبة شلة the last love) (عضوة في شلة the big love) |
#3
| ||
| ||
رد: اللقيط ذهب ولن يعود حياك الله اخى الفاضل بيننا ستنقل القصه لقسم القصص ومن فضلك ضع مواضيعك في القسم المناسب |
#4
| ||
| ||
رد: اللقيط ذهب ولن يعود القصة جميييييلة جداااا يعطيك العافبة
__________________ {لا تستوحشو طريق الحق لقله سالكيه} |
#5
| ||
| ||
رد: اللقيط ذهب ولن يعود
__________________ http://img101.herosh.com/2009/08/05/967556059.jpg |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |