عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-27-2009, 10:26 PM
 
Post الوقفة الأولى من كتاب حياة القلوب للشيخ صالح المغامسي


الوقفة الأولى:- معرفة الخالق - Y-
أيها المؤمنون يقوم القرآن على قاعدة عظيمة يراد إيصالها لمن يقرؤه ألا وهي أن النبي -r- خاصمه الملأ من قريش فيما أنزل إليه وفي دعواه للنبوة ، وفي أنهم كانت لهم آلهة يعبدونها من دون الرب -تبارك وتعالى- يفيئون إليها ويعكفون عليها وهذه القاعدة التي تبناها القرآن أنَّ الفصل بيننا وبينكم أي بين من ينتسبون إلى القرآن وبين هؤلاء الوثنيين من اثبت أنَّ هناك خالقا غير الله فليعبده ، هذا من قواطع الدين لا احد يخلق إلا الرب -تبارك وتعالى- قال الله -جل وعلا- : ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ[فاطر: 3] ، وقال -Y- : ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ[المؤمنون: 14] ، وقال -جل وعلا- : ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ[الطور: 35] ، وهذا المبدأ العظيم يبدأ الإنسان به حياته كلها وهو يسير على نهج صراط الله المستقيم ، ذلك أنَّ المرء إذا استقر في قلبه وذهنه أنَّ الله -جل وعلا- هو خالقه ، هو رازقه ، هو المنعم عليه ، لم يقع في قلبه -إن كان على الفطرة- أن يصرف عبادة أو طاعة أو أمراً أمره الله أن لا يُصرف إلا له -تبارك وتعالى- ، ومن هنا يأتي مسألة إن القلوب أوعية ، إما أن تملأ بحب الله وتعظيمه وإجلاله -تبارك وتعالى- ؛ لأنه هو الخلاق العظيم ، وإما أن تُملأ بغيره ، ولن تُملأ بهذه الأمر حتى يستقر في القلوب يستقر في العقول أنَّ الله -جل وعلا- وحده هو الخلاق ، والمؤمن إذا أراد أن يقرأ القرآن فليقرأ تلك الآيات التي يثني الله -تبارك وتعالى- فيها على نفسه ويمجد الله -Y- فيها على ذاته العلية ، يقرأ تلك الآيات التي تنطق بشواهد الوحدانية ودلائل الربوبية ، إن الإنسان لا يمكن أن يأتي طاعة ولا أن يحجم عن معصية ولن يقع في قلبه تعظيم الله بل إن الطاعة لا يكون لها اثر والبعد عن المعصية لا يكون له اثر إن لم يقع في القلب تعظيم الرب -تبارك وتعالى- ، الله -جل وعلا- ما أراد من عباده شيئا أعظم من أن يعظموه ، وما أُنزل القران وما بُعث الرسل إلا لشيء واحد كل شيء يندرج فيه ألا وهو أن يُعرَّف بالرب -تبارك وتعالى- ، وأعظم التعريف برب العالمين -Y- توحيده -تبارك وتعالى- فما توحيده إلا ناجم عن المعرفة الحقَّة به ولهذا قال الأخيار من قبلنا :- (من كان بالله اعرف كان من الله أخوف) ، ولما أراد النبي -r- أن يملي في سؤاله لأُبيٍّ:- ((أي آية في القران أعظم)) ، قال أُبي:- ﴿اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ[البقرة : 255] ، قال -r- :- ((ليهنك العلم يا أبا المنذر)) ، لان هذه الآية فيها شواهد الربوبية ودلائل الوحدانية وكمال الأسماء والصفات لرب العالمين -جل جلاله- ، الله عظيم ولا احد أعظم من الله ، والله رحيم ولا احد ارحم من الله ، والله معطٍ ولا يمنع احد ما أعطاه الله ، والله يمنع ولا يعطي احد ما منعه الله -جل وعلا- ، ولن يصل احد إلى ما عند الله من النعيم والفضل حتى يستقر في قلبه أولاً انه لا احد أعظم من الله بل لا احد مثله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[الشورى: 11] ، صدر الله آية الكرسي بقوله: ﴿اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ[البقرة : 255]، لفظ الجلالة ﴿اللّهُ علم على الرب -تبارك و تعالى- حتى من نازعوا الله في ربوبيته ، وجادلوا الله في إلوهيته ، لم يجرؤ احد منهم صرف بقدرة الله أن يتسمى بهذا الاسم فهو علم الأعلام على الملك العلام -Y- قال الله -جل وعلا- يذكر أدب ملائكته ويختم بقوله: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً % رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً[مريم: 64-65] ، وهذا استفهام في مقام الإنكار أي لا احد مثل الله أبداً ، ولن تَعبدَ الله حق العبودية حتى يستقر في قلبك أولاً أنه لا أحد مثل الرب -تبارك وتعالى- قال الله: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ، ثم ذكر الله -جل وعلا-
﴿ اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ[البقرة : 255] ، وهو -جل وعلا- الحي حين لا حي ، والحي يحيي الموتى ، وهو -تبارك وتعالى- حي حياة لم يسبقها زوال ولا يلحقها عدم ، وكل أحد غيره حياته سبقها زوال و بعضها

([1]) أخرجه: مسلم (810) .





هذا والله أعلم و صلى الله على حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم



__________________
أنا جروح في صورة انسان

أنا ذكرى منسية

أنا دموع واحزان

بأختصار أنا قصة

طويلة ما يحفظها كتاب
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هكذا تتححطم القلوب ~gege~ مواضيع عامة 1 07-09-2008 05:51 PM
قراءات نادرة ماتريكس نور الإسلام - 13 03-31-2008 05:05 PM
قسوه القلوب اسبابها وعلاجها sumaiah2006 أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 3 10-11-2007 11:15 AM
القلوب و أنواعها نبيل المجهول أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 01-23-2007 03:05 PM


الساعة الآن 09:35 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011