|
مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
.. عيوننا إليك ترحل كل حين بسم الله الرحمن الرحيم - أطلقت عمان تحيتها، للقدس عاصمة للثقافة العربية، الحاضرة عبر ذاكرة مليئة بالحب والعز والألم والواقع المتربص بزمان جديد لعله يأتي على الخوف فيمحوه، وعلى التخاذل فيقضي عليه. وعامها هذا مفتوح على الثقافة بكل مفرداتها لتؤكد مجتمعة عروبة القدس المؤرخ لها من قبل ستة آلاف سنة حيث اليبوسيون الذين حفروا مدينة أورسالم؛ والكنعانيون الذين نحتوا مدينة القدس اسما وإنسانا وعمرانا عبر شوارعها وأزقتها وكنائسها ومساجدها، مدينة الأبواب الثمانية أو تزيد المفتوحة على العالم أجمع وكأنها كانت تعي مصيرها بأنها ستعيش معزولة لا يؤنس وحدتها إلا ما تسمعه من صدى أصواتنا وعيوننا التي ترحل كل يوم لتتتبع درب من مروا إلى السماء، وهي خجلة من أعمدتها الصامدة والممرات المسقوفة والأسوار المستيقظة ليلا، تبرق عيونها بروح عبد الملك بن مروان منذ 72 ه الذي أراد لها أن تخلد آية في الهندسة المعمارية من خلال قبة مسجد الصخرة المذهبة التي ترتاح على أضلاع ثمانية مزخرفة بألوان المجد، وكذلك المسجد الأقصى جار الكنائس الوادعة المستريحة بين جفني عمر بن الخطاب. وأطلت عمان على القدس بناسها وأحيائها، بشرفاتها وعبير جنائنها التي تلف بيوتها بوداعة وسكينة، فلم تبخل المؤسسات الثقافية والعلمية بالمشاركة، فجادت تستذكر القدس التاريخ والجغرافيا والثقافة خيطا متينا من حبل الوحدة الذي لن ينقطع، وارتحلت الجامعة الأردنية عبر مجلة أقلام جديدة إلى القدس لؤلؤة الوجدان العربي ودرة الصراع على الوجود الكريم بعد مضي ستين عاما على غيابها عن حضن الأمة، لعلها تسهم مع غيرها من المؤسسات الثقافية في وضع الشباب أمام مسؤولية الالتزام بالانتصار لها والإصرار على عروبتها وقول لا للمعتدي عليها عبر العواصم العربية أجمع، إذ لا مجال لتشويه صورتها وطمس هويتها الثقافية والدينية والجغرافية والعربية وهي المقدسة في الأديان السماوية. وللزمان أن يختزل الستين عاما في جيل الشباب الحالم بالنصر والرافض في الوقت نفسه أن يردد ما ردده غيره من ألوان التعبير عن الحنين والصمود والحلم الذي ينتظر صلاح الدين ليعود من جديد وهي تعلم أنه لن يعود، لأنه ما غادر أصلا، وهو موجود حال في المكان والزمان؛ وقوة كامنة تتأهب لكنها معصوبة العينين. ومنذ أن تلقت أسرة تحرير المجلة، فكرة تخصيص عدد خاص بالقدس في ضوء الاحتفالية بها عاصمة للثقافة العربية، كان السؤال الأكبر حول غائية الاحتفال، وماذا سنقدم للقدس؟ واستذكرت ما صدحت به فيروز قبل عقود: عشرون عاما وأنا أحترف الحزن والانتظار عشرون عاما وأنا يسكنني الحنين والرجوع تبددت زنابق الوقت... زنابق الوقت عبرت من بوابة الدموع إلى صقيع الشمس والبرد. ووجدتني أستبدل الستين بالعشرين، وهكذا، ما دمنا لم نشعل فتيل الوقت ليحرق نفسه. وقد غابت فوائده وجدواه. وقلت، لعل جيل الشباب ينفض الإحساس بالقلق على المدينة المقدسة في احتفاليتها مستثمرا عقله وعلمه وقلمه وحكمته الكامنة. ولازمت الكتب لأتتبع الحركة الشعرية التي تناولت القدس منذ النكبة حتى يومنا هذا، فوجدتها، على قلة الدراسات التي تناولتها، تجمع على أن القدس أصبحت غرضا شعريا مستقلا منذ الحروب الصليبية ينطوي تحت شعر المدن ويتوزع بين القدس ومسألة الإسراء، والقدس والحروب، والقدس والاحتلال الإسرائيلي، فانفتحت آفاق التعبير الشعري على التاريخ، ورثاء المدن، ووحدة الأمة لاستعادة مجدها، فمن تجربة عبد الرحيم محمود إلى عمر أبي ريشة إلى إيليا أبي ماضي إلى هارون هاشم رشيد إلى سميح القاسم في زنابق لمزهرية فيروز إلى محمود درويش في قصيدته تحت الشبابيك العتيقة وعبد الرحيم عمر وكذلك يوسف العظم وغيرهم ممن تغنوا بالقدس مطلع الأنبياء ومهبط الوحي أمثال نزار قباني الذي يقول: يا قدس يا مدينة تفوح أنبياء يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء فالقدس كائن حي في نفوس أدباء هذه الأمة تنازعوها شوقا وغزلا وشكوى ألم، وحزنا على الفردوس المفقود، وحثا على التحرير، واستنهاض الهمم، وحنينا واعتذارا خجلا من التقصير، كما قال أحمد مطر: يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذر. وإنه لمن اللطيف جدا واللافت للغاية أن يفتتح العدد الخاص باحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية بملف خاص يجمع بين دفتيه تعابير أهل العلم والثقافة والأدب والفكر والسياسة من سائر أقطار الوطن العربي في شأن هذه المدينة التي تجاوزت بحضورها البهي ومكانتها المقدسة وقيمتها التاريخية والدينية مدن العالم أجمع، وتكريسا لمفهوم الشراكة من أجل نصرة الاحتفالية بالقدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009 وإحياء لروح الوحدة التي سنتها العواصم العربية من خلال توظيف العمق الثقافي العربي. ما دامت السياسة لم تصنع شيئا، ولم تبرح مكانها منذ ستين عاما. والإصرار على الاحتفالية رغم الحصار والتهويد والعزل وكل صنوف الاضطهاد، شكل من أشكال المقاومة للاحتلال، حتى وإن بدا انقسام البعض على البعض من مسألة اعتماد الاحتفالية بالقدس المدينة غير المحررة، وتخوفهم من فشل الاحتفالية لأسباب تتعلق بقيود الاحتلال المفروضة على المدينة، إلا أن فيض المشاركات أثبت إرادة الموقف وعدم جدوى التشاؤم من الإدلاء بشيء من الأحاسيس، فإبقاء المدينة في دائرة الضوء على صعيد الثقافة أمر في غاية الأهمية، وأن لفت النظر لما تتعرض له القدس من تزييف تاريخي أمر ملح عند الحديث إلى جيل الشباب عبر نافذة مجلة أقلام جديدة لتثبيت ملامحها في الذاكرة العربية وجعلها مفهوما راسخا في مركز الوعي العربي والعالمي. لقد جاءت المشاركات في هذا الملف كما الاحتفالية صورة احتجاجية على الواقع، وتأكيدا محفورا بالحروف أن القدس تعيش فينا عبر تتابع الأجيال الشابة المبدعة جيلا بعد جيل، يعرف تماما أن القدس هي أقرب الطرق إلى السماء، فشكرا لمن أسهم في هذا الملف باستجابته السريعة وكأن القدس على باب قلبه تنظر إليه بعيني أنثى خجلى من الخذلان. ما يزال ملف القدس مفتوحا، والاحتفالية بالقدس دائمة، فهي رغم الحزن الرابض فينا على تفلتها من بين أصابعنا الغرض الشعري الأسمى الذي لا يموت، وهي وجع ضمائرنا الحي الذي يدمى كلما تذكرنا الكرامة، وهي الرائحة المعتقة بألوان الحنين إلى الدروب العزيزة والغالية والمجيدة، وهي الدعوة الصادقة لنكون، رغم القيد، كي نأتيها طائعين يدا واحدة وعقيدة حب راسخة. لك أيتها المقدسة وأنت مفتاح الحب العربي، ومدينة التاريخ، والسياسة والأدب، ورمز حرية الوجود العربي المفقودة، وسلامنا الذي يصول في حلمنا ويقظتنا، في أفقنا البعيد القريب الغريب العجيب، لك أن تفتحي بواباتك لعل إحداها تكون مدخلنا الصادق نحو المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وحائط البراق، والأسواق التي لا تفتأ تنادي الباعة والمتجولين ليردوا بضاعتهم إلى أبيهم لعله يرسل معهم أخاهم في رحلة لشراء صواع الكرامة العربية. ولنا في الاحتفالية صوت الحق الحي الذي ينتج حضور القدس في جيل الشباب الجديد لأنه ينبغي ألا ننسى أننا بذلك نحمي الذاكرة من العطب ونمنح الوجود شيئا من المعنى من خلال كتابات المبدعين، وألوان الفنانين التي تشكل خريطة الوجود الحقيقي للقدس المدينة والتاريخ والثقافة.د.امتنان الصمادي |
#2
| ||
| ||
رد: .. عيوننا إليك ترحل كل حين اللهم اجعلنا من جنود الاقصى ... شكرا لك على الموضوع...و فعلا .. يجب علينا ان نقيم مثل هذه الامور لتثقيف الشباب بما هم مطالبون بالدفاع عنه و شكرا مرة اخرى على الموضوع الجميل |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هلنمتع عيوننا بجمال ربيع فلسطين | دلال اسدي | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 5 | 04-13-2007 06:00 PM |