|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
نظرات في سورة التين بسم الله الرحمن الرحيم شرح الغريب : وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ : هما الثمرتان المعروفتان ، والقسم بهما لشرفهما وكثرة منافعهما؛ ولأنهما يكثران في أرض الشام موطن عيسى r. وَطُورِ سِينِينَ : هو طور سيناء في مصر الذي كلّم الله عنده موسى r. وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ : هو مكة بإجماع المفسرين ، وقد أقسم الله بهذا البلد لأنه موطن خاتم الأنبياء صلى الله عليهم وسلم . أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ : أحسن خِلْقة . أَسْفَلَ سَافِلِينَ : هو السفول المعنوي نتيجة الكفر والظلم والذنوب والمعاصي . غَيْرُ مَمْنُونٍ : غير منقطع . فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ : أي شيء يجعلك تكذب بالدين ، بعد أن اتضحت دلائله ، وظهرت صحته ، وقيل : الدين : هو الحساب والجزاء الأخروي مثل : مالك يوم الدين . هداية الآيات : أقسم تعالى في مطلع هذه السورة القصيرة بالتين ، والزيتون وهما ، الثمرتان المعروفتان وبطور سينين وكذلك بالبلد الأمين ، وهو مكة المكرمة – حرسها الله – بأنّ الإنسان قد خُلق في أحسن تقويم أي أحسن هيئة وأجملها ويظهر هذا الحسن من النواحي التالية. 1-جمال الصورة قياماً وقعوداً واضطجاعاً ، وهذا لا يأتي لغيره من المخلوقات الأرضية 2-تميزه بالعقل والكلام ، والفهم والإدراك . 3-تكليفه ومحاسبته وإثابته أو معاقبته في الدنيا والآخرة . 4-استخلافه في الأرض عمارة وإنتاجاً . 5-تسخير الكائنات له طعاماً وشراباً وركوباً وسكنى . هذه بعض النواحي التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات الحيوانية الأخرى ، لكنّ هذا التكريم والتفضيل لجنس الإنسان لا فائدة فيه ولا استمرارية له إلا إذا حقق الإنسان الإيمان المطلوب في قلبه وقام بالواجب المناط به كما أمره ربه تعالى . فهنا يظهر حسن التقويم وتتضح معالم التكريم المذكور في قوله تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } الإسراء ( 70) . لكنّ جحود الإنسان ،وتنكره لخالقه ، وكفره بنعمائه ، وتكذيبه بآلائه تهوي لا محالة بهذا المخلوق العجيب من مواقع الجوزاء إلى حضيض الغبراء . إذ لا قيمة في حقيقة الأمر لصورة الإنسان وهيئته حين يتردى هذا الإنسان في غياهب الجاهلية ويمتطي صهوة الإعراض والتكذيب ويعيش حياة البهائم فلا إيمان ولا دين ، ولا صلاة ولا صيام ،ولا خلق ولا تقوى ، ولا عفة ولا شرف ،ولا مروؤة ولا فضيلة !!. أي قيمة لمخلوق كهذا عطّل عقله ، وأبطل فكره ، وجمّد مشاعره ، وانساق وراء خرافات الملاحدة ، ودعوات الزنادقة ، ولجّ في بحار الشهوات ، والحظوظ العاجلات ، وصدق الله إذ يقول : {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } الفرقان (44) . إنّك لو قلبت النظر يمنة ويسرة لوجدت مليارات البشر يعيشون حياة البهائم حقاً بل هم أضل سبيلاً ! إنّ الإحصاءات العالمية تقول بأنّ عدد سكان المعمورة اليوم يناهز الستة مليارات من البشر ، وعدد المسلمين من بين هؤلاء لا يزيد عن مليار واحد فأي شيء يعنيه هذا ؟ إنه يعني باختصار شديد أنّ خمسة مليارات على الأقل يعيشون في أسفل سافلين . ولا عجب فالأمريكتان وأوربا والصين ، والهند وبلاد الروس كلها بلاد كافرة في الجملة وهي تعجُّ بالملايين من الكفرة والملاحدة ! وقد ذهب بعض المفسرين إلى أنّ المراد ب " أسفل سافلين " هو الارتداد إلى أرذل العمر حيث ضعف البنية وذهاب الحواس وطروء الخرف أحياناً وهذا القول ليس بجيد لأنّ الارتداد إلى أرذل العمر ليس خاصاً بالكفار والمكذبين إذ قد يصيب كثيراً من المؤمنين الصادقين ، وقد ردّ هذا القول ابن كثير في تفسيره . وأما من قال بأنّ الردّ إلى " أسفل سافلين " هو الردّ إلى جهنم فهذا قول مجاهد وغيره من السلف ولا بأس به إجمالاً لأنه لا يعارض ما ذهبنا إليه ويمكن الأخذ بالقولين معاً . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ : وبعد أنْ تقرر في الآيات السابقات انتكاس فئام من الناس أسفل سافلين بعد أن كانوا في أحسن تقويم نتيجة تدنس فطرهم ، وسخف عقولهم ، وقبح طويتهم ، وغلبة أهوائهم . جاءت هذه الآية مستثنية الفئة المؤمنة العاملة بأنهم على خير عظيم ، وموعد كريم . فأما الخير العظيم فهو قربهم من رحمة الله ، واسترواحهم عناية الله واستصحابهم تقوى الله . وأما موعدهم فهو بحبوحة الجنة حيث لا نصب ولا وصب ، وحيث الرزق الدائم ، والأجر الباقي. ( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) وقد قُدِّم الخبر وهو الجار والمجرور " لهم " على المبتدأ " أجر " لإفادة الحصر والاختصاص ، كأنّ هذا الأجر الموعود محصور لهم مختص بهم دون غيرهم . ووصف " الأجر " بقوله ( غَيْرُ مَمْنُونٍ ) أي غير منقطع بل دائم أبد الأبد لا يحول ولا يزول نسأل الله من فضله ! فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ : الخطاب قيل : للنبي rوالمراد أمته مثل قوله تعالى : { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } الزمر (65) . وقوله تعالى : {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } يونس (94) . وقيل : لابن آدم بلا تحديد ، ولا مانع من الأخذ بالقولين معاً كما هي قاعدتنا بالأخذ بكل الأقوال الممكنة في تفسير الآيات طالما أنّ الآية تحتملها والله أعلم . والمقصود في الآية: الإنكار بصورة الاستفهام على كل من درج على التكذيب بالدين بعد أن اتضحت دلائل صحته ، وظهرت أمارات عصمته ، وأنه تنزيل وتشريع من حكيم حميد بل تشريع أحكم الحاكمين . إذ لا مبرر البتة للتكذيب والإنكار بعد أن استحال شرعاً وعقلاً ، أن يكون من عند غير الله وذلك لتمام إحكامه وتطابقه وتناسقه وتصديق بعضه لبعض . والسؤال المطروح لم يكذب هؤلاء الناس بالدين بعد كلّ هذا ؟ هل في الدين غموض ؟ هل فيه تناقض؟ هل فيه تصادم ؟ هل فيه ظلم ؟ لم كل هذا التكذيب ؟ لم كل هذا الإعراض ؟ والجواب أنّ تكذيب الناس لهذا الدين وتورطهم في الكفر والإلحاد ؟ هو لعوامل عدة منها : 1-إعراض كثير من أهل الإسلام علماء وطلاب علم عن القيام بواجبهم إزاء نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة ، وإنكباب جمهورهم على التنظير بلا عمل, والكلام بلا فعل! حتى الدعوة في المحيط الداخلي ظلت وقفاً على جهود فردية لبعض المحتسبين ، ونسبة كبيرة منهم عامة لا طلاب علم . 2-عدم إدراك البعض لحجم المسؤولية أمام الله ، واعتقادهم أنّ ارتفاع رايات الكفر وكثرة سواده قضاء كوني لا يمكن تغييره ، ولو أنصف هؤلاء لعرفوا أنّ هذا القضاء الكوني لا يستلزم تعطيل القضاء الشرعي حيث أمرنا بالدعوة والمقاومة والجهاد بالحجة والسنان ! 3- الجهود الصليبية والصهيونية العالمية في تضليل جماهير البشر بفضل الأموال الطائلة ، والخطط الجهنمية والقوة العسكرية والمتانة الاقتصادية والسياسة الإعلامية . 4- تكاتف الحكومات الصليبية مع بعضها وإيمانها بالأهداف المشتركة فيما بينها ووضعها يدها في أيدي شعوبها خصوصاً طبقة المنصرين والمتعصبين ممّا أدى إلى نجاحات لا يستهان بها في سبيل نشر النصرانية رغم تهافت فلسفاتها وتناقض مؤسساتها ! 5- غياب العمل المؤسسي الرسمي إلا بشكل باهت لا يوازي حجم التحديات وعظم المسؤوليات بل إنّ كثيراً ممّن ينتظر منهم دفع ودعم مسيرة الدعوة ليقومون بدور معاكس من خلال نشر الإباحية والفساد في مجتمعاتهم عبر وسائل الإعلام وضمن البرامج الرياضية والفنية وخلافها . فوائد الآيات : 1-إقسام الله تعالى بما شاء من مخلوقاته . 2-أن جنس الإنسان خُلق مُكرماً مُقوماً بيد أنّه انتكس وتردى حتى بلغ درجات بعيدة في السفول والانحدار . 3-استثناء المؤمنين العاملين من ذاك الانحدار المهين . 4-وعد الله تعالى لهم بالأجر الدائم في جنات النعيم. 5-أنه لا مبرر لأي تكذيب أو تشكيك بهذا الدين بعد اتضاح معالمه وظهور أمارات صدقه وأنه تنزيل أحكم الحاكمين . 6-اتصاف الله تعالى بالحكمة التامة . شبكة نور الإسلام |
#2
| ||
| ||
رد: نظرات في سورة التين
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
|
#3
| ||
| ||
رد: نظرات في سورة التين
الله يجزيك الخير
|
#4
| ||
| ||
رد: نظرات في سورة التين
نورتو مروركم عسل حبايب |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شارك في حملة:إصلاح ذات البين ورأب الصدع بين المصريين والعرب | القمة الإسلامية | إعلانات تجارية و إشهار مواقع | 0 | 02-04-2009 06:50 AM |
مرضى النقرس عليهم المحافظة على تناول التين | حمزه عمر | صحة و صيدلة | 0 | 09-23-2008 12:00 PM |
عصير التين بالبرتقال | emy_fleur | أطباق شهية | 16 | 05-19-2008 08:31 PM |
التين | درع الفيصل | مواضيع عامة | 8 | 05-10-2008 12:16 AM |
فوائد التين | رعش قلبي | صحة و صيدلة | 10 | 09-02-2006 02:06 AM |