|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
السيره والمربى ...صلى الله عليه وسلم مفكرة الإسلام : يقف المربون وقد امتلأت جوانحهم سرورًا والبشر يملأ الوجوه والبسمات تعلو الشفاه أمام هذا الكم الهائل من المواقف التربوية التي تزخر بها سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم, يرى المربي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يربي عموم الأمة ويصوغ أهدافها ويضبط حدودها ويراه كذلك وهو يربي أصحابه على يده يكلؤهم بعنايته فيخرج منهم جيلاً قرآنيًا فريدًا ويكون منهم أمة هي خير أمة أخرجت للناس في وصف فريد متميز, ويقيم بهم دولة نشرت العدل في مشارق الأرض ومغاربها يرى المربي بعينه كيف أمكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم صياغة هذه المعادن والنفوس ويخرج منها قادة وعلماء ومجاهدين ومربين كيف ارتقى بأمة يأكل بعضها بعضًا، تاريخها مجموعة من المعارك والحروب ضاعت فيها أعمار وأرواح، وأسبابها ترسم صورة لهذه الأمة واهتماماتها لتصبح أمة تقود الأمم وتصوغ لها أهدافها. يلمح المربي رسول الله صلى الله عليه وسلم في سيرته كتطبيق عملي لآيات كتاب الله وأحاديثه الشريفة ما يضمن له إنشاء واقع تربوي سليم إسلامي خالص من عيش التصورات المخالفة للفطرة والعلوم الإنسانية المستمدة من أديان ورؤى محرضة, ويضمن له كذلك معالجة دقيقة لشتى أصناف المشاكل وألوان الأزمات ويضمن بعد هذا كله منهجًا واضحًا في كيفية صياغة الشخصيات لتعطي أقصى طاقاتها بأقل مجهود دفع تربوي من المربي, ومن ثم تبرز القيادات المتميزة في الأمة والنماذج الغنية بالإيمان والرغبة في البذل والتضحية من العلماء والمجاهدين والأمراء والدعاة والمربين وغيرهم. يلمح المربي تربية النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الصبر وتلمح عاقبة الأجر في الآخرة لا في الدنيا يلمحها في مروره على آل ياسر يقابل العذاب الجسدي الذي يتعرضون بكلمات قلائل, وهو ذات المشهد لخباب وهو يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم راجيًا منه الدعاء 'يا رسول الله ألا تدعو لنا؟ ألا تستنصر لنا؟ ألا ترى ما نحن فيه؟ فيحمر وجهه صلى الله عليه وسلم مما لمسه من استعجال وضعف في الصبر وأطلق كلمات تطالب بمزيد من الصبر وتقلل ما تم بذله من جهد في ذاك المقام في نصرة دين الله تعالى 'إن من كان قبلكم كان يؤخذ الرجل فيوضع المنشار على رأسه فيفرقه حتى أخمص قدميه لا يرده ذلك عن دين الله, والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون', وينطلق النداء النبوي إلى المسلمين في كل وقت ومكان واعلموا ....أن النصر مع الصبر. ويلمح المربي تربية النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام على ضبط النفس وعدم الحركة والسكنة إلا لله تعالى وهم يؤذون ويضطهدون وبإمكانهم الرد لبعض الإهانات ولكنه يربيهم ألا غضب للنفس فهم لا يجاهدون ثأرًا لكرامتهم أو ردًا لاعتبارهم بل لتحقيق رضا الله تعالى وتلمح ذلك في وصف عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم 'ما غضب صلى الله عليه وسلم لنفسه قط ما كان يغضب إلا لله وكان إذا غضب احمر وجهه حتى كأنه قطعة جمر' وفي رواية 'كان لا يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله تعالى'. يلمح المربي كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتقي بالإيمانيات في أحلك المواقف فيخاطب أبا بكر وهو في جوف الغار والمشركون أقدامهم بادية على بابه: 'يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما' ويقف في الخندق يضرب الصخر فيكبر بفتح بلاد فارس والروم وغيرها وهم في عالم الواقع لا يأمنون على أنفسهم الذهاب للخلاء يربط القلوب بالله ويوجه التعلق إلى الاتجاه السليم للمسلم وينادي في الأمة كلها أن تصرخ برد موسى عليه السلام عندما رد على أصحاب القلوب التائهة وهم ينادون {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} فيجيبهم إجابة العارف بالله الواثق بوعده {كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}. يلمح المربي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتفهم عوامل الضعف البشرية فيمد يده ليساعد وليعين لا إصبعه ليهدم ويشين ويفضح بل يترفق بالعاصين ويرحم التائهين فتراه يتلقف الشاب المستأذن في الزنا يتفهم دوافعه ويعينه على أسباب الخلاص مما هو فيه ويجبر نقصه ويرفق بالأعرابي الجاهل فيمنع الناس من إيذائه أو مضايقته بكلمة وهو يبول في قلب المسجد وبحفيده الحسن وهو يأخذ تمرة من تمر الصدقة فيضعها في فيه فيخاطبه النبي صلى الله عليه وسلم بالفارسية معلمًا 'كخ كخ أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة' ومنها ذلك المشهد الذي رواه الترمذي عن ابن عباس أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم قد ظاهر من امرأته فوقع عليها فقال يا رسول الله إني قد ظاهرت من زوجتي فوقعت عليها قبل أن أكفر فقال وما حملك على ذلك يرحمك الله؟ قال رأيت خلخالها في ضوء القمر قال فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله؟ تنبه أولاً إلى سؤاله صلى الله عليه وسلم ثم رحمة للسائل يدعو له بالرحمة ثم بعد ذلك يقدر عذره ويحترمه ويقارنه بحال بعض المربين هذه الأيام وقد أتاهم المربي مستشعرًا لعظم المصيبة التي وقع فيها ثم هو يزيد من الطين بلة بإشعاره أن الأمر صعب أو تجاوز الحدود ولا حل له. ومن أعظم الدروس التي يتعلمها المربي من سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تقديم البدائل والحلول وقد كان ذلك من دأب الشريعة فحين حرمت الزنا شرعت النكاح وحين حرمت الربا أباحت البيع وكل من وقع في ارتكاب محرم فالمخرج بالإقلاع والتوبة والكفارة وهكذا السيرة النبوية, ومنها هذا المشهد الذي ورد في مسند الإمام أحمد أن غلامًا للنبي صلى الله عليه وسلم أتاه ذات يوم بتمر ريان وكان تمر النبي صلى الله عليه وسلم بعلاً فيه يبس فقال النبي صلى الله عليه وسلم 'أنى لك هذا التمر' فقال هذا صاع اشتريناه بصاعين من تمرنا' فقال النبي صلى الله عليه وسلم 'لا تفعل هذا لا يصلح ولكن بع تمرك واشتر من أي تمر شئت'. ومما يلمح المربي كذلك الخطط التربوية الحكيمة التي توصل إلى النتيجة المطلوبة وبيان منزلة المربي عند المتربي كيف ينبغي أن تكون وغير ذلك من العبر التربوية الغزيرة تجدها في هذا الحديث الذي رواه الطبراني عن ابن جبير قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران [موضع قرب مكة] قال: فخرجت من خبائي فإذا نسوة يتحدثن فأعجبني فرجعت فاستخرجت عيبتي [وعاء للثياب] فاستخرجت منها حلة فلبستها وجئت فجلست معهن فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: 'أبا عبد الله' أي ينكر عليه جلوسه مع هؤلاء النسوة الأجنبيات فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رهبته واختلطت [تلعثم يبحث عن عذر] قلت يا رسول الله جمل لي شرد وأنا أبتغي له قيدًا [أي بعذر غير صحيح ليبرر فعله] فمضى وانتبه فألقى إلي رداءه ودخل الأراك كأني أنظر إلى بياض متنه في خضرة الأراك فقضى حاجته وتوضأ وأقبل الماء يسيل من لحيته على صدره فقال: 'أبا عبد الله ما فعل شراد جملك؟ ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني السير إلا قال: 'أبا عبد الله ما فعل شراد جملك؟ فلما رأيت ذلك تعجلت إلى المدينة واجتنبت المسجد ومجالسة النبي صلى الله عليه وسلم فلما طال ذلك تحينت ساعة خلوة المسجد فخرجت إليه وقمت أصلي وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره فجاء فصلى ركعتين خفيفتين وطولت رجاء أن يذهب عني فقال: 'طول أبا عبد الله ما شئت أن تطول فلست قائمًا حتى تنصرف, فقلت في نفسي والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبرئن صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم مني فلما انصرفت قال لي: السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شراد جملك؟ فقلت والذي بعثك بالحق ما شرد منذ أسلمت فقال: رحمك الله ثلاثًا ثم لم يعد لشيء مما كان. ويظهر منهج النبي صلى الله عليه وسلم المربي في تربية الشخصيات كما يظهر في معالجة الأخطاء فيدرك قدرات وامكانيات كل شخصية ومن ثم يوظفها في مكانها المناسب لينتفع بها الإسلام فتخرج الشهادة من أفواه قيصر وكسرى والنجاشي أن محمدًا يحسن اختيار رسله ويقر النبي صلى الله عليه وسلم خالدًا على الإمرة في غزوة مؤته وهو مازال حديث عهد بالإسلام ويلقبه بسيف الله المسلول ويحفظ لأبي بكر ثم عمر مكانتهما ويقر بمزية كل منهما ومن بعدهما فينادي ' أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ وأقرؤهم زيد ومن أراد أن يسمع القرآن غضًا طريًا كما أنزل على محمد فليستمع لقراءة ابن أم عبد [عبد الله بن مسعود]. ولن يعدم المربي في كل مجالات التربية آيات وأحاديث تنظر للواقع التربوي ثم قصصًا تملأ السيرة النبوية لتطبيق هذه القواعد الملأى بها نصوص الوحيين الكتاب والسنة فتملأ الطمأنينة جوانح المربي إلى التصرف الأمثل في كافة المواقف وتطالبه بالارتقاء بنفسه دومًا كما يربي غيره ليصل إلى سلوك المربي الأعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس له ذلك إلا بصحبة السيرة قلبًا وقالبًا روحًا وفكرًا يمزج ماضيها بحاضره ليحسن صياغة مستقبله.
__________________ كيف ابدى باحرفى ما اريد ..... او بماذا تراه يحكى القصيد كل يوم تدق بابى عظات........ ويهز الفؤاد خطب حديد ويح نفسى الم تفق من هواها......او ما هز خافقها الوعيد :7b: |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عصفور فوق الشجره | ENG:3BoOoDY | نكت و ضحك و خنبقة | 14 | 08-25-2010 10:25 PM |
السيره النبويه | بشير العراقي | تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل | 1 | 09-17-2008 03:03 PM |
السيره الذاتية لاسماعيل هنية | المشتاق لله | شخصيات عربية و شخصيات عالمية | 10 | 02-19-2008 06:12 PM |
طريقة عمل ايس كريم جزع الشجره بالصور | أشواق وحنين | أطباق شهية | 10 | 08-16-2007 09:55 PM |