09-04-2009, 02:56 PM
|
|
النظرة القاصرة بقلم مصطفى الآغا
بعد أكثر من ربع قرن من العمل الإعلامي وبعد السير في ألغام الحساسيات المحلية السورية وبعدها الحساسيات العربية-العربية، والعربية-المحلية، وما أكثرها واعقدها، وبعد عشرات المئات من المقالات التي كتبتها على مدى هذه السنوات، وفي أكثر من مطبوعة، توقعت أن تكون هناك ردود أفعال على مقالتي التي كتبتها في «الاتحاد»، وكان عنوانها «هل يتوقف قطار الكرامة ؟.
ويبدو أن سبب الغضب والانفعال السوري كان بسبب الجملة التي تقول: «وحده الكرامة (مع كامل احترامي للجيش بطل كأس الاتحاد الآسيوي والوحدة وصيفه والاتحاد صاحب أكبر جماهيرية سورية والمجد والطليعة اللذان قدما عروضا جيدة في البطولة العربية)، وحده الكرامة صنع التاريخ الكروي السوري وبات اللاعب السوري مطلوباً عربياً وكذا المدرب وصرنا نشاهد فريقاً سورياً يقارع أبطال الإمارات وقطر والسعودية ويفوز بالأربعة ولن ننسى رباعيته في شباك الاتحاد السعودي يوم كان بطلاً لآسيا، ووصل للنهائي ولم يتوج».
معظم الردود الغاضبة جاءت من محبي فريق الاتحاد الذي سبق وأن شارك في أكثر من بطولة عربية وآسيوية وهو صاحب الشعبية الجارفة والذي خسر بطولة الدوري أمام الكرامة بعدما ضيعها هو بنفسه وبتخبطات إداراته ومدربيه، حتى ولو اشترى الكرامة كل فرق الدوري فهل اشترى الاتحاد في المباراة الفاصلة؟.
الردود اتهمت الكرامة بسرقة الدوري وهو ليس موضوع مقالتي ولا علاقة لي به ولا علاقة للمقالة أساساً بمن هو بطل الدوري السوري، ولا كيف فاز أو من توج، بل هي عن وصول سورية في فئة الرجال لوصافة دوري أبطال آسيا عن طريق الكرامة، وتجاوزها لأندية عملاقة مثل الوحدة الإماراتي والسد القطري والاتحاد السعودي، عبر الكرامة تحديدا هو ما لم تفعله الأندية السورية التي نحبها ونقدرها، علما أنني صرحت مليون مرة أنني من عشاق فريق الجيش وليس الكرامة، والجيش خسر الدوري لصالح الكرامة والاتحاد، ولكن هذا لن يعميني عن الحقيقة، وأن الكرامة في الفترة الأخيرة هو من أعاد كرامة كرة بلاده، وهو من صنع هيبتها، وهذا طبعا لن يرضي غرور مشجعي الفرق التي شاركت خارجياً، ولم تترك نفس البصمة الكرماوية، ولا أستبعد ولن أستبعد أن يشعر البعض بالفرح لسقوط الكرامة وحتى لإيقافه عن المشاركات، ومن ذكرني بالمحترفين السوريين قبل أن يحترف لاعبو الكرامة أقول إنني أتحدث عن المكانة التي زرعها هذا النادي عربياً للكرة السورية ولا أتحدث عن محترف هنا وآخر هناك، بل أتحدث من نظرة من يعيش خارج الدائرة وكيف رأى الآخرون كرة بلاده من خلال أداء الكرامة ونتائجه رغم أن الجيش سابقاً حل وصيفاً في خمس بطولات عربية متتالية، ولكن شتان بين وصافة آسيا ووصافة بطولة عربية، وشتان بين تأثير الكرامة وتأثير كل الآخرين، ولهذا صار ظاهرة ولهذا وقفنا معه لأنه عندما لعب، لعب باسم البلد كلها وليس باسم مدينته حمص، ولكن ماذا نقول لأصحاب النظرة القاصرة سوى أعانكم الله على بلواكم.
|