|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
فتح القسطنطينية تولى السلطان "محمد الفاتح" عرش الدولة العثمانية سنة (855هـ = 1451م)،شابا فتيا فى العشرين من عمره، ممتلئًا حماساً وطموحاً، يراوده حلم فتح مدينة القسطنطينية، ذلك الحلم الجميل الذى داعب القادة المسلمين ثمانية قرون كاملة، منذ عهد الصابى الجليل "معاوية بن سفيان" ...كل واحد منهم يود أن يكون صاحب البشارة النبيوية التى بشر بها النبى محمد (ص): "لَتفْتَحُنَّ القُسْطَنْطِينيَّة، فَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَميرُهَا، وَلَنِعْمَ الجَيْشُ ذَلِكَ الجَيْشُ". وكان السلطان "محمد الفاتح" كلما سمع هذا الحديث النبوى من أساتذته وهو صبى صغير اشتعلت فى نفسه الرغبة فى أن يحقق هذا البشارة، وأن يكون هو الأمير الذى مدحه الرسول (ص). وحين تولى السلطة قويت عنده فكرة فتح المدينة العظيمة التى فشل أعظم القادة فى إقتحام أسوارها المنيعة، وسيطرت هذه الفكرة على مشاعره، فأصبح لا يتحدث إلا فى أمر الفتح، ولا يأذن لأحد ممن يجلس معه أن يتحدث فى موضوعٍ غير هذا الموضوع .. وأصبح فتح مدينة القسطنطينية شغله الشاغل، الذى لا يفارقه فى ليلٍٍ أو نهارٍ، وقوَّى من إصراره على فتح القسطنطينية لأنها تسهِّل لبلاده فتوحاتها فى منطقة "البلقان"، وتجعل بلاده متصلة لا يفصلها أرض يحكمها أعداؤه. وكانت الخطوة الأولى فى تحقيق هذا الحلم هو السيطرة على مضيق "البُسْفُورِ"، وإحكام الرقابة على السفن المارة فيه حتى يحرم القسطنطينية من آيَّةِ مساعداتٍ تأتى إليها من أوربا، وعلى الفور قام ببناء قلعة بالقرب من أسوار المدينة وعلى أضيق مكان فى "البُسْفُورِ" وجَمَعَ من أجل ذلك موادَّ البناء وآلاف العمال والبنائين والمهندسين من جميع أنحاء السلطنة، واشترك هو بنفسه مع كبار رجال الدولة فى أعمال البناء، وكان إنبراطور القسطنطينية كلما نظر من مدينته، وجد القلعة يرتفع بناؤها شيئاً فشيئاَ، وهو عاجز أن يوقف البناء أو يمنعه، فيزداد الحزن فى قلبه، ويعتصر الشعور بالعجز كل أعضائه. ولم تمض ثلاثة أشهر حتى تم بناء القلعة التى عرفت بقلعة الروم، وفى مواجهتها على الضفة الأخرى من "البُسْفُورِ" كانت تقف قلعة الأناضول التى بناها السلطان "بَايزِيدُ الصَّاعِقَةُ" ولم يعد ممكناً لأى سفينة أن تمر دون إذنٍ من القُواتِ العُثْمَانِيَّة، حيث كانت الدافع الضغمة المنصوبة على الشاطئ تصوب أفواهها على القناة. أدرك الإمبراطور "قسطنطين" الحادى عشر أن الأمر جِدٌ، وأن السلطان "محمداً الفاتحَ" عازمٌ على فتح المدينة التَّليدَةِ، وأنه يستعد لذلك أعظم إستعداد، فقام الإمبراطور بإصلاح أسوار المدينة المُهدمة، وجمع ما عند الناس من ذخائر ومؤونٍ وبعث بسفارات إلى أوربا يطلب النجدة والمساعدة، فجاء إليه الكاردينال "إيزيدور" مبعوث البابا فى "روما" ومعه مائتا مقاتل لنجدة المدينة، وجاء متطوعاً من "جنوة" الإيطالية القائد "جون جُسْتَنْيَان" على سفينةٍ محمّلة بالمؤن والذخائر، وأخرى تحمل سبعمائة مقاتل، وقد استقبله الإمبراطور إستقبالاً حسنًا، وعيَّنه قائداً عاماً لقواته، فأخذ على عاتقه أمر تنظيم الدفاع عن القسطنطينية، وطلب من الإمبراطور إغلاق الخليج الذهبى بسلسلة حديدية تمنع دخول أى سفينة عثمانية إلى الخليج، وكان هذا أكبر مُعْضِلَةٍ واجهت العثمانيين، لأن سفنهم كان عليها أن تحمل الجنود، وتدخل بهم إلى الخليج لإنزالهم لكى يهاجموا أسوار القسطنطينية.
__________________ YES , I'm Happy ! |
#2
| ||
| ||
رد: فتح القسطنطينية أما فى "أدرنة" عاصمة الدولة العثمانية فكانت الاستعدادات تجرى على خير وجه، وأصدر السلطان أوامره بإبعاد البيزنطيين المجاورين للأسوار، وأهالى القرى المجاورة للقسطنطينية، ففقدت المدينة الكبيرة الاتصال بالبلاد المجاورة، وأصبح عليها أن تعتمد على المؤن والذخائر الموجودة بداخلها. وكان حماس الجيشالعثمانى عظيماً بعد أن سيطرت على مشاعره روح الجهاد فى سبيل الله وإعزاز دينه، وكان السلطان "محمد" أكثرهم حماساً وأشدهم لهفة على فتح المدينة العريقة. وفى أثناء إنشغال السلطان "محمد" بالتجهيز للفتح حضر إليه المهندس المجرى النابغة "أوربان"، فأحسن السلطان استقباله وأغدق عليه الأموال، ووضع تحت تصرفه كل ما يحتاج إليه ليتمكن من صنع الدافع اللازمة لدك أسوار القسطنطينية، وبعد ثلاثة أشهر تم "أوربان" صنع عدد من المدافع، من بينها مدفه ضخم عملاق لم يُر مثله من قبل، وكان يزن سبعمائة طنٍّ، وتزن القذيفة الواحدة 1500 كيلوجرام، وتسمع طلقاته من مسافات بعيدة، ويجرُّه مائة ثورٍ، يساعدها مائة من الرجال الأشداء، وقد قطع هذا المدفع الذى أطلق عليه المدفع السلطانى الطريق من "أَدِرْنةَ" إلى موضعه أمام أسوار القسطنطينية فى مدة شهرين. وبعد أن أتم السلطان "محمد" إستعداداته تحركت قواته الجرارة من "أَدِرْنَةَ" إلى "القسطنطينية"، ترج الأرض رجا، وتملأ آفاق السماء بدقات الطبول، وكانت الجند المختلفة تبعث فى النفس الثقة والإطمئنان، وهى تسير فى نظام رافعة أعلامها، حتى اقتربت من أسوار القسطنطينية فى (23 من ربيع الأول 857هـ = الخامس من شهر إبريل 1453م)، ثم أقام السلطان مركز قيادته أمام باب القدِّيس "رومانس"، وبعد ذلك قام فصلى ركعتين وصلى الجيش كله، وبَدَأَ يعد للحصار الفعلى للمدينة الحصينة. وبدأت المدافع العثمانية تطلق قذائفها الهائلة على الأسوار دون إنقطاع ليلاً ونهاراً، وكان دويُّها يملأ قلوب أهل القسطنطينية فزعاً ورعباً وخاصةً فى ساعات الليل الهادئة، لكن دون جدوى، فكلما انهدم جانب من السور سارع المدافعون عن المدينة بترميمه وإصلاحه، وإذا نجحت جماعات من الجند العثمانييين فى تسلق السور وإقتحامه استبسل "جُسْتَنْيَانُ" ومن معه فى الدفاع عن السور، ورد المهاجمين البواسل، وإلحا خسائر فادحة فى صفوفهم.
__________________ YES , I'm Happy ! |
#3
| ||
| ||
رد: فتح القسطنطينية يتبع....
__________________ YES , I'm Happy ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أبحث عن كتاب ... | wardhsnan | تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل | 9 | 06-23-2009 05:08 PM |
محمد الفاتح.... فاتح القسطنطينية | هايدووو | شخصيات عربية و شخصيات عالمية | 8 | 07-29-2008 05:07 AM |
\/\/\/\ موسوعة التاريخ الإسلامي/\/\/\/ | زهرة الرمال | نور الإسلام - | 26 | 08-07-2007 06:45 PM |
النصرانية .. تعال لتعرف عنها أكثر !! | RooT | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 11 | 03-24-2007 11:47 AM |
البارحة فلسطين واليوم العراق وغداً من ؟؟؟؟؟؟ | الغروب | ختامه مسك | 3 | 05-20-2006 07:09 PM |