|
تسالي و ألعاب القسم يهتم بالمواضيع التفاعلية والمسلية والالعاب الخفيفة والضريفة |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
| ||
|
| ||
تذكرت والدي ووفاته قبل شهر مضى : وهذا رثاءه ، هل يا ترى هناك جدوى من جلب عينات من حبر الكاتب ! صباح جمعة الرحيل كان صباح ولادة الأيتام : كان صباح الصور التي لاكت في صدري ولا تزال ، صور أَخلَت الجنب ، وهزّت الشموخ ، واشعرتني بالوحدة ، وأعادتني إلى توالي كمدِ الذكريات، وغمرتني بطغيان البؤس وتجبّر غطرسة اليأس ، عرفت في ذلك الصباح أن القدر قد إستيقظ وقضى , وعرفت أنه كان صباح القسوة والحزن والوحدة، وصباح تقليب الأوراق وتشويه الآفاق وإغارَة جندي السماء ، كان صباحي هو صباح قتل الإحساس وموت الأرواح وبداية قصة كدر حفيف الأمسيات، بسم الله ، قبل ساعات من انبلاج غسق ذلك الإصباح كنت أهيم في تفاصيل البعثرة والترتيب والتصوير والمَهمَهة، لم أكن أدري أن حبال الأسى والقدر قد بدأت تعسف ، تبتسم ، تعاند ثم تعود لرسم تفاصيل أحداث آخر المشاهد ، عَسَفَ القدر قلب والدي ! فابتسمت لي البلوى وعاندتني الحياة وارتصف العذاب وارتسمت النهايات وأوجعتني آخر المشاهد ، هاتفني عند ساعات أصيل تلك الليلة ! يوصي ويرشد ويوعِز ثم يعود ليستخبِر ويَستعطِي ويتحرّى ، كان كثيرا يَسكُنْ ويصِيخ في قولي ، وبعدها يعود مُبتهجا متهَلّلا ، كان حديثه في تلك الساعة ينعش الروح وكأنه لحن ترانيم الأصيل ، كان صوته يُذَعذِعُ حمدا وشكرا وثناءا وفخرا وكانت تلك الكلمات تنبري إلى أعماق قلبي لتستقر جواهرها فيه لترقى وتطيب وتحيا ، كان في ساعة الأصيل يغدقني بالدعوات وأجيبه بالشكر ، كان يرهقني بالتأني وأجيبه بالإذعان ، ويذكرني باليقظة فأجيبه بالطاعة، كان يذكرني بنفسي وأجيبه بأني في سكينة ، تخيلو والدي المرحوم ! أنهى حديثه بإعادة كل ما سبق، وأنهيت حديثي بشكرًا وحفظك الرحمن ، والفرق بين إعادته لكل ما سبق وشكري ودعوتي له فقط ! هي طبيعة الفرق القاصي بين تقليدية طِبَاع الإبن وبين عظمة فطرة غريزة الأب ، جاءني خبر القدر بعد انتصاف يوم فقط من حديث الأصيل ، مكالمة انتظار من أخ أصغر، أجبت وقد وجدته يتلعثم ويتردّد وكأني أقرأ في داخله زحمة تكبّر أسى الأرض ، وجميع الفرووقات والمتناقضات في تعاريف الحياة والموت والتصديق والتكذيب ، يقول! عليك الحضورحالا والدي مريض !! عرفت وأيقنت أن القدر قد فصل في صباح جمعة الأيتام ! من البقاء في سجلات الأحياء إلى الإضافة في قوائم الأموات ، اكتست روحي حينها غمّاً وامتلأت كآبة ، تزلزلت أرضي وسمائي حسرة وأسفاً والتِعاجاً ، اهتزّت الرواسي واختنق صوَابي ، لاحت أمامي الرّياح وهي تَحْثُ التراب ، وقفت أحاول فهم محتوى الأشياء ، البعثرات والجواهر ، قلمي ، هاتفي ، موقف سيارتي وأشيائي . نظرت إلى سمائي ورأيت تساقط كُسُفُ مهابيج السّراب . ولمحت صورة رجل قد صنع سبعة رجال ، وسبع نساء . يودع الأرض إلى السماء ! إلى الأبد ! كان آخر شئ قد تبقى لنا بعد رحيل نصفه الثاني قبل عام ، والآن أقول لقد انتهى كل شئ بعد انقضاء عام واحد فقط ، وهو الفرق بين ليلة رحيل والدتي وبين موت والدي وإنبلاج صباح جمعة الأيتام . صحت في ذلك الصباح والدي لن تسمعني بعد اليوم حتى وأنا أقف بجانبك وليس بيني وبينك سوى مجموعة أشبار من التّراب ويحك يا قدر لقد قضيت على رجل كان في حياتنا الأب والأم والصحبة ! ويحك يا قدر فقد قتلت كل الأبناء صباح جمعة الشجن والترح والكمد والجزع والكربة! ويحك كيف تقبض روح رجل قد هذّبَته التجارب وأحكمته الآداب وانحنت له المراجل ، رجل لا يبيع يومه من أجل حرمان غده ، رجل كريم ورحيم ومحب وكل دلائل معاملاته في قلوب من حوله بكل فخر لائحة، رجل صدوق مَهِيبٌ شكيمٌ أفنى عمره في بناء أبناءه فكيف يُرسِلُه القَدر إلى المقبرة ! رجل حَنَا ورحمَ ودنَا على بناته ويُرسله القدر إلى المقبرة! ويحك يا قدر فقد أتعبتني واشقيتني وابتليتَني ، ويحك فقد أرهقت عقلي واوجعت قلبي وروحي فجأة ، يبدو أن موته سيبقى أنيني وستكون ذكراه : قاموسي ، ويبدو أنني سأتردد عليه كثيرا وأنا أحمل كوني وهو يحملني ، ويبدو أنني سأبكِيه كل يوم في ذكرى رحيله وذكرى وداعه وذكرى حسراتي وذكرى قدري وسأتذكر دائماً الأيتام. كاتب وناقد، |
| ||
أمي الله يحفظها ويطول بعمرها على طاعته يااارب
__________________ |
| ||
لاست :looove: |
| ||
انفي الذي سيحمر من الرشح
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف تعرف العضو الدب من النحيف | CRAZY~LOVE | نكت و ضحك و خنبقة | 82 | 03-30-2016 05:41 PM |
رد: كيف تعرف العضو في المنتدى الدب من النحيف | Saho0orah | نكت و ضحك و خنبقة | 6 | 08-15-2009 12:07 AM |
مين الشخص او العضو الي في بالك في هذي الحظه... | (عبد الله) | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 366 | 03-17-2007 12:01 PM |