من وحى شوال - عيون العرب

وردة الأقصى · #1 09-29-2009, 02:14 AM

انّ اى فرقة من الفرق المعادية للأسلام لا تستطيع أن تواجه المسلمين بمفردها مهما كانت قوّتها أو مهما كان ضعف المسلمين . لكن لا بد للأعداء من التكتلات والتحالفات ضد المسلمين . والتاريخ يشهد بذلك ويشهد بأن المسلمين لم ينهزموا من الأعداء أبدا الآ بضعف من داخلهم سواء كان خيانة أو فرقة أو ماشابه ذلك .
وهذا ما حدث يوم الخندق سنة خمس للهجرة حيث تكتّل الأعداء وتحزّبوا ضد الرسول عليه الصلاة والسلام ومن معه من المسلمين وذلك بعد أن أجلى رسول الله بنى النضير من المدينة الى خيبر ـ وكان أهل خيبر أهل غدر وخيانة وليسوا أهل حسب كبنى النضير ـ فشعر الجميع بقوة المسلمين فأرادوا النيل منهم وعزموا على الأتحاد ضدّهم .....
فذهب وفد منهم ـ بقيادة .. حيى بن أخطب ..الى مكة يؤلّبون قريش وأتباعها ضد الرسول ومن معه وقالوا لقريش ؛ نحن معكم حتى نستأصل محمّدا ؛ جئنا لنحالفكم على عداوته وقتاله ؛ وحرّكوا العداوة القديمة بينهم وبين محمد فقال أبو سفيان بن حرب مرحبا وأهلا بمن يعيننا على محمد
وعند ذلك حدثت الهزيمة الكبرى لليهود قبل دخول المعركة روحيا ونفسيا وعقائديا وذلك عندما سألت قريش اليهود قائلة ؛،يا معشر اليهود . انكم أهل الكتاب الأول وأصحاب العلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد أفديننا خير أم دينه ؟ قالت اليهود ، دينكم خير من دينه وأنتم أهدى منه وممن تبعه .. والى ذلك يشير القرآن الكريم فى قوله تعالى ( الم تر الى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا . أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ) وكان من واجب اليهود وهم أهل كتاب ومنهم من يدعوا الى التوحيد الخالص ومحاربة الأوثان الآ يتورطوا فى مثل هذا الخطأ الفاحش والآيصرحون أمام زعماء العرب وقريش بأن عبادة الأوثان أفضل من التوحيد ولو أدى بهم الأمر الى عدم اجابة مطالبهم ..
كان من واجبهم ان يضحوا بحياتهم وكل عزيز لديهم فى سبيل خذلان المشركين .لأنهم بذلك يحاربون أنفسهم وعقيدتهم وتعاليم التوراة أكثر مما يحاربون محمدا وصحبه ...........سنعود لذلك بعد قليل .............
فأريد أن أشير الى بعض ما حدث فى هذه الغزوة .. فعندما علم الرسول بخروج الأحزاب اليه جمع اصحابه للمشاورة كعادته فكان من الأراء رأى سلمان الفارسى الذى اشار بحفر الخندق علما بأن سلمان ليس من العرب ولا يعرف حيلهم فى الحرب ولا ارضهم وكذلك العرب بما فيهم الرسول لا يعرفون حفر الخنادق فى الحروب ولكن الله شرح صدر رسوله وصحابته الكرام لذلك فحفروا الخندق ومعهم الرسول واستغرق ذلك ستة ايام .....
على اى حال حال ذلك بين الأحزاب والنصر على المسلمين حتى استيأسوا من منعة المدينة ومن فيها ومن شدة البرد القارس فذهب .. حيى ابن أخطب .. الى بنى قريظة واستألبهم على المسلمين ونقض العهد معهم وما زال بهم حتى فعلوا واستاء لذلك الرسول والمسلمون وأصبحت المدينة محاصرة من كل جانب ومن كل اتجاه فيقول الله ( اذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم واذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون نالله الظنونا . هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا) ثم اسلم ..نعيم ابن مسعود الغطفانى ..سرا وكان صديقا لقريش ولليهود فأمره الرسول بكتم ايمانه والعمل على الوقيعة بين الأحزاب من اليهود وقريش ففعل وسلط الله عليهم الرياح ففعلت بهم الأفاعيل ( ياأيها الذين آمنوا أذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا ) ( وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال .وكان الله قويا عزيزا ) ونصر الله دينه وجنده ........ وحيث اننى لا اريد سرد الأحداث ......فأعود لما بدأت من مداهنة اليهود لكفّار قريش الذين خسروا دعوتهم الى التوحيد وخسروا المصداقية عند العرب وغيرهم بتفضيل عبادة الأوثان على عبادة الله وخسروا بعد ذلك المعركة فى الميدان
هنا يجب ان اشير الى مراعاة ذلك عندما يتحالف المسلمون مع فئة من الناس او حزب من الأحزاب لمهمة من المهام وأن كان ظاهرها مصلحة الأسلام والمسلمين فلا يتنازلوا عن الثوابت ولا يقبلوا التفاوض عليها لأن الدين الأسلامى يحمل فى طيّاته عوامل نصره لأنه من لدن الله الحكيم الخبير أمّا رأى البشر فهو يحمل فى طيّاته عوامل الهزيمة لأنه رأى بشر .
فلا ننشغل بظاهر الأمر أو القول عن بواطن الأمور مهما وافق ذلك الهوى .